ه وي المشروع القومى للترجمة 1210 © 1 1 ع | 5 ّ مشتدواع حملة وثائق وزارة الخار< جية المرنسية ب )1830-1829( إعداد: القومندان جورج داون ترجحفة: عثمان. مصطفى عتكحان مراجعة: عبد الرءوف أحمد عمرو 00 مش روح حملة محمد على على الجزائر (19خما-: ألم )١‏ المركز القومى للترجمة إشراف: جابر عصفور - العدد : 1470 - مشروع حملة محمد علي على الجزائر )١87:0-1855(‏ - القومندان جورج داون عثمان مصطفى عثمان - عبد الرءوف أحمد عمرو الطبعة الأولى 2010 هذه ترجمة كتاب: رمو ل 24 ترم زاثلة توا ات تراش ل0:::6 140/11 (1530- 1829) رطانن7] دموروه2) 111هل:01111112) زور حقوق الترجمة والنشر بالعربية محفوظة للمركز القومى للترجمة شارع الجبلاية بالأوبرا - الجزيرة - للقاهرة ت: 11/504674 111754617 فاكس: 7171514564 ,03150 ,06218 (2آ ,بعوناه1] ورعم0 ,5 دلزهاة026 اظآ 4 :1 06--27354524 :.اع'1' 0 حملة محمد علي على الجزائر 14خ مالل (وثائق وزارة الخارجية الفرنسية) إعدد: القومندان جورج داون ترجمة: عثمان مصطفى عثمان بطاقى الفهرسيم إعداد الهيئتّ العامة لدارالكتب والوثائق القوميت إدارة الشكون الفنيم داون» القومندان جورج مشروع حملة محمد علي على لجوز[قر (59م4ك- 0 إعدلد: : القومندان جورج دلون؛ ترجمة: : عثمان مصطفى عثمان مراجعة: عبد الرعوف حمد عمرو ط ١‏ - القاهرة: المركز القومى للترجمة. ٠١٠١‏ كلا ص» ١‏ ١‏ - الجزائر دنار يخ لضي الحديث 0 ابح جيب عدص بن أزلدم ادن عل 1١8495 - ١/٠٠‏ ) عثمان» ل ج) العنوان رقم الإيداع ©1415/ ٠٠.05‏ الترقيم الدولى: 2 - 475 - 479 - 977 - 978 - 1.5.8.14 طبع بالهيئة العامة لشئون المطابع الأميريت تهدف إصدارات المركز القومى للترجمة إلى تقديم الاتجاهات والمذاهب الفكرية المختلفة للقارئ العربى وتعريفه بهاء والأفكار التى تتضمنها هى اجتهادات أصحابها فى ثقافساتهم ولا تعبر بالضرورة عن رأى المركز. متممرو لسع يمرو ووم اميم . وتلقممم مقدمةهة . ٠.‏ م د اسة سحل 9 ع الحملة فى اصير 00 الوثائق.... ماذا لو كان محمد على قد بسط سسلطانه على شسمال أفريقيا قبل أن يمتد به شرقا إلى بلاد الشامء معبماافى ذلك من دعم للنفوذ الفرنييل وتهديد لنفوذ بريطانيا العظمى فى ثلاثينيات القرن التاسع عشرء وما يجمله من اتساع للإمبراطورية المصرية البازغة؟ هذا الكتاب قراءة وَعَرّض لوثائق تحمل كل تفاصيل هذا الحلم الفرنسى 2 ري لتر فهو ابنتعر 90 ودراسة 6 المتادلة بين ان ل رسي ميل لام اي 1 لاحتلال الجزائر بعد الاستيلاء على طرابلس وتونس. بدعم فرنسى. كل تفاصيل تلك المفاوضات والمناورات التى دارت بين الباشا وفرنساء والتى تنطق بدهاء محمد على ومحاولاته المستميتة فى الحصول على أكبر المكاسب الممكنة مع تقديم أقل التنازلات» نطالعها على صفحات هذا الكتاب. وإلى جانب التفاصيل التاريخية تنطق الوثائق دالكثير عن شخصية محمد _ ا ا ا ل يته المقربين» وعن طموحاته وأحلامه. كما تنطق أيضًا برؤية الغرب له ولقوته ولشخصبيته. خاصة رؤية فرنسا ورجالها له وتقديرهم لذكائه ونفوذه إلى درجة ة حملتهم على السعى إلى الدخول فى حلف عسكرى وستياسى معه. لم يقدر له أن يتم ويؤتى ثماره لأسباب كثيرة. 2 هذا الكتاب بالفرنسية سنة 1930 بمناسبة احتفال فرنسا بمرور ثة عا م على احتطائيا لت كما كان أيضًا فى إظار جهود بعض ورعل الذين أوكل إليهم الملك 3 كتابة تاريخ اي د مالس بيات ” ران وروي 1 . إضشطااء إلى ذكرى محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثت وباعفها من رقدة العدم التى دامت عدة قرون. وإلى ابنه إبراهيم باشا قائد الجيش المصرى الذىخاض به عدة حروب متلاحقتن, مكحللنرّ بالغاروالفخارفى قارات ثلاث. المراجع الدكتور عبد الرءوف أحمد عمرو مقدمة المراجع في تاريخ محمد علي باشا اي 10 ما زالت هناك صفحات مطوية في عالم النسيان لا يعلم بها مؤرخو التاريخ الحديث وهي: «مشروع حملة محمد علي باشا العسكرية على الجزائر في عامي 5 وأخيرا أميط اللثام عن «وتائق وزارة الخارجية الفرنسية» التي قدمها القومندان جورج داون لأناه120 5ععممء6© إلى الملك فؤاد ,.١975-1١511/‏ وذلك بمناسبة مرور مائة عام مضت على هذا المشروع". ووثائق هذا المشروع يجهلها المؤرخون الأوروبيون والعرب على السواء؛ نظر! لعدم توفر الوثائق التي كانت في طي النسيان منذ أن أهديت إلى الملك فؤاد في عام ١155‏ وتأتي أهمية هذه الوثائق بأنها تكشف عن جانب مهم من شخصية محمد علي باشاء حاكم مصرء في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي؛: الذي تؤكد حوادث التاريخ أنه كان حاكمًا مستنيرا؛ حكم مصر بمقياس عصره في العالم العربي» وأثبتت الأحداث أنه كان عبقريًا وسياسيًا محنكا يطاول ساسة العالم المعاصر له. تمكن محمد علي باشا أن يصارع الأمواج العاتية في ظل تناقفس وصراع دولي احتدم أواره بين الإمبراطوريتين العظميين: البريطانية والفرنسية. ,131/” مجموعة الوثائق هذه كانت لدي منذ سبتمبر‎ ١ 9 ووضع خطة استراتيجية لاستنهاض مصر من رقدتهاء هذه الخطة لاا تصدر إلا عن دهاقين الساسة ذوي الرؤية المستقبلية؛ إذ كان يتصف بعلو الهمة ومضاء العزيمة. وخلال سنوات قليلة تمكن محمد علي باشا من انتشال مصر من غياهب العصور الوسطى؛ ليعيد إليها مجدها الغابر؛ وذلك بوضع أسس بناء دولة متحضرة قوية» وأخذ بكل أسباب النهضة والتقدم في منظومة متكاملة» وآلى على نفسه أن يستعيد مجد مصر بتكوين إمبراطورية مترامية الأطراف في قارات ثلاث: آسيا وإفريقيا وأوروبا. ولكي يحافظ على استقلال إمبراطوريته؛ أنشأ جيشا مصريًا خاض به عدة حروب متلاحقة لم يخسر فيها معركة» وطاولت هامة إبراهيم باشا - قائد الجيش - عظماء القادة العسكريين على مر التاريخ. في ظل هذا الصراع الدولي؛ كان محمد علي باشا على موعد مع القدرء منذ أن وطئت قدماه أرض مصر في الأيام الأولى من عام ١١٠ء‏ في وقت كانت حملة نابليون تلملم متاعها وتضمد جراحها وترحل عن مصر مكللة بالفشل والخذلان» بعد أن تحطمت آمالها وطموحاتها على صخرة مقاومة الشعب المصري؛ وتصدي إنجلترا لها بعد أن أدركت مدى خطورة وقوع مصر - بموقعها الاستراتيجي - في يد دولة منافسة لها. وفى الواقع سعت مصر - ممثلة في زعمائها - إلى محمد علي بأن يكون حاكمها) ولم يسع هو إليهاء ومنذ ذلك الحين )١1800/5/١17(‏ وضع محمد علي لنفسه خطة لكي يتخلص من كل العقبات التي تحول دون تحقيق طموحاته الهادفة إلى استعادة مكانة مصر التاريخية» التي غابت عنها لعدة قرون خلت في ظل نوع ) ولد محمد على في مدينة قولة بمقدونيا فى 1١١45‏ ه/ 17535 نفس السنة القى ولد فيها ي في و في مماوشي و 2 الإمبراطور نابليون بونابرت. 10 من الحكم العثماني - المملوكي - والذي جثم على صدرها. وعانى الشعب المصري طويلاً من هذا الحكم الظالم البغيضء وكأنه قدر مقدورء وخضع الشعب لهذا النوع من الحكم على كره منه تحت وطأة «إطاعة أولي الأمر». وحكم محمد علي باشا مصر باسم الشعب المصري وليس بمقتضى فرمان صدر من قبل السلطان العثماني - ومن ثم فقد انحاز منذ البداية إلى جانب الشعب المصريء رافضنا الامتثال لأوامر أولي الأمر- السلطان العثماني - ولهذا ضحى بمستقبله ووقف إلى جانب الشعب المصريء مقدر! أن هذا شعبه ومصر وطنه. وأدرك محمد علي باشا منذ البداية» كيف يستغل إمكانيات مصر المهدرة» ولعدة قرون مضتء تحت وطأة الحكم العثماني - المملوكي الذي امتص دماء المصريين حتى النخاع. وشهد معاصرو محمد علي باشا بأنه حاكم عبقري فذ بعيد النظر7)؛ إذ رأى إعادة أسس الحياة في مصر وهدم كل ما كان سائذا طوال قرون خلتء وأقام على الأنقاض أسسًا جديدة لبناء مصر الحديثة» في كل المجالات؛: وبشكل تكاملي في آن واحد؛ تتمحور كلها حول تكوين جيش مصري على أحدث النظم الأوروبية؛ معتمذا في ذلك على أبناء مصر الذين طواهم النسيان والإهمال لقرون عديدةا'. ورأى محمد علي باشا أن يكون الجيش هو الركيزة» التي تتمحور حولها كل أسس بناء مصر الحديثة في شتى المجالات في أن واحد لكي يرتفع بمكانة مصر إلى درجة عالية تطاول السلطنة العثمانية والدول الأوروبية. (*) كان عمر محمد علي باشا حينما آل إليه حكم مصر 75 عاماء وهو أمي لا يعرف القراءة والكتابة» ولكنه تمكن من محو أميته وعمره 5٠‏ عاما. (**) كان محمد علي قد وضع أسس يناء مصر الحديثة» وجاء حفيده الخديوي إسماعيل 18101-1857 ليكمل ما كان» وينهض بمصر كدولة متحضرة تضارع الدول الأوروبية في ذلك الحين؛ ولكن نتيجة إسرافه وبذخه وعدم وعيه بألاعيب الاستعمار. دفعت مصر شنا غاليًا بوقوعها تحت الاحتلال الإنجليزي 18487. وفي غضون سنوات قليلة تمكن محمد علي باشا من تكوين جيش مصري قوي خاض به عدة حروب متلاحقة في ربوع قارات ثلاث: آسيا وإفريقيا وأوروباء لم يخسر منها معركة واحدة؛ وهو ما لفت نظر أصدقائه قبل أعدائه. وخاض أول معركة بحرية بأسطوله الحديث» وكانت إنجلترا تقامر أن هذا الجيش سوف يلقى حتفه لا محالة في حربه ببلاد اليونان» 1871 وقبل أن يتحرك الأسطول المصري لإخماد ثورة اليونان وعده السلطان» من باب التمني» بتنصيبه واليَا على اليونان وأهداه - كعربون - جزيرة كريت التي عجزت إنكشارية السلطان عن إخماد ثورتها. وفي غضون ساعات قليلة تمكن الجيش المصري من السيطرة على جزيرة كريت واتخذها قاعدة له» وأحرز الجيش المصري انتصار! أذهل الجميع بعد أن كانوا يظنون به الظنون. ومضى الأسطول المصري ميممًا شطر شبه جزيرة المورة الثائرة ضد السلطان العثمانيء ولكن إبراهيم باشا تمكن من اقتحام شبه الجزيرة في موقعة «مسولنجى» بعد أن أباد ثلاثة أرباع سكانهاء وإن كان الجيش المصري خسر ربع قواته. إلا أن انتصار الجيش المصري أذهل جميع الذين كانوا يتوقعون حدوث عكس ذلك. وعلى هذا تدخلت الدول الأوروبية بعقد هدنة» مع وقف إطلاق النار بين المتحاربين؛ تمهيذا لتسوية المشكلة اليونانية مع السلطان العثماني. والتساؤل: لماذا لم تكن هذه الدعوة إلى تسوية المشكلة قبل استدعاء الجيش المصري لإخماد هذه الثورة اليونانية ضد السلطان العثماني؟! كان الحلفاء قد قرروا سرًا أن يرسلوا أساطيلهم إلى. شواطئ اليونان استعداذا للتدخل بالقوةء لأنهم ما كانو! ينتظرون من السلطان العثماني سوى المعارضة وعدم الإذعان. فجاء أمير البحر «كدرنجتون 20:108609©» على رأس الأسطول الإنجليزيء وألقى مراسيه في ميناء نوارين؛ وتبعه الأسطول الروسي والفرنسي. ]2 وصدر القرار بوقف إطلاق النار وعقد هدنة بين المتحاربين تمهيذا لتسوية المشكلة تسوية سلمية. ولكن وقع في هذه الأثناء سوء تفاهم بين الأسطول المصري والأسطول الإنجليزي في ظل غياب إبراهيم باشا بعيذا عن ميناء نوارين. وكانت التعليمات لدى أمير البحر الإنجليزي تقضي باستعمال القوة إذا دعت الضرورة إلى ذلك» وعلى حين غفلة أطلقت النيران من الأساطيل المتحالفة على أسطول محمد علي باشا في يوم .18710/٠١/٠١‏ وقضي على الجزء الأكبر من الأسطول المصريء واتهم الباب العالي روسيا بأنها وراء هذه المؤامرة؛ ودعا المسلمين إلى الجهاد المقدس ضدها. ووقع الحادث على نفسية محمد علي باشا وقعًا أليمًا ومحزناء وآثر الانسحاب من أرض المعركة يما تبقى من جيشه وأسطوله!) وقرر أن يكشف عن حقيقة سياسته تجاه السلطان العثمانى» الذي سمح للأسطول الروسي - عدوه الأول - بعبور مضيق البسفور والاشتراك في هذه المؤامرة ضد أسطوله. وكان هذا الحادث نقطة فاصلة في علاقة محمد علي باشا بالسلطان العثماني؛ إذ بدأ يجاهر بعدائه للسلطان»ء ورفض أن يشترك معه في صد العدوان الروسى عليه - ولهذا تمكنت روسيا من أن تفرض عليه شروطا مهينة بعد احتلالها «أدرنه» في 418 وسارع قنصل إنجلترا في مصر إلى مقابلة محمد علي باشا بشكل مباشر؛ ليقدم له اعتذاره وأسفه الشديد لما حدث - بطريق الخطأ - من قبل قائد الأسطول الإنجليزي؛ وفي نفس الوقت أوعز إلى محمد علي باشاء بأن إنجلترا سوف تقف على «الحياد» إذا ما نشبت حرب بيئه وبين السلطان ويكون ميدانها الشام. ١‏ ولما آأنس محمد علي من الدول الأوروبية رغبة في مفاوضته ومصادقته:» رأى أن إصراره على المقاومة واستنزاف قواه من أجل السلطان ليس من السياسة في شيء. لذلك صدرت الأوامر بانسحاب بقية الجيش المصري من أرض المعركة» وأمر محمد علي باشا ابنه إيراهيم باشا بالجلاء عن «المورة» من غير انتظار لأمر السلطان. وفى يوم 8 ديسمبر 1/717 وصل محرم بك إلى الإسكندرية ومعه باقي الأسطول وهو 58 قطعة و54 ألف جنديء وأصبح محمد علي في حالة سلم مع الدول الأوروبية؛ وترك السلطان يواجه مصيره بمفرده أمام العدوان الروسي عليه. 153 وكانت هذه أول مرة يتم فيها اتصال دولي بالوالي محمد علي باشا دون إذن من السلطان» وأدرك محمد علي باشا معنى هذه الخطوة التي في صالحه. ولهذا يمكننا القول إن من نتائج الحرب اليونانية أن كسبت مصر مركزا دوليًا؛ لأن الدول الأوروبية فاوضت محمد علي باشا رأسًا دون وساطة السلطان» فكسبت مصر بالفعل مركز! ممتازا بين الدول. وهكذا كانت الحرب اليوئانية وسيلة لظهور شخصية مصر ومكانتها الدولية, وأدركت مصر يقينا أنها دولة مستقلة بالفعل عن الباب العالي. ونجم عن هذا أن عقدت الدول الأوروبية في أغسطس 1878 اتفاقًا مع مصر وقعه «بوغوص بك» وزير خارجية مصرء وتعد هذه أول وثيقة دولية تبرمها مصر مع دول أجنبية في عصر محمد علي باشا والخاصة بانسحاب الجيش المصري من أرض شبه جزيرة المورة. وشهد عام ١855‏ تحولاً جذريًا في سياسة مصر الخارجية. وعلاقاتها بالدولتين العظميين: بريطائيا وفرنسا. ولهذا نعرض بإيجاز هذا التحول لكي ندرك أهمية هذه الوثائق الفرنسية خلال عامي 18709١8575‏ إذ تحاول فرنسا أن تستغل طموح محمد علي باشا لتحقيق ماربها في بلاد المغرب العربي» وفى نفس الوقت كانت إنجلترا تحاول أن تدفع بمحمد علي باشا لغزو الشام تحقيقا لأطماعها في منطقة المشرق العربي. 3# 3 3 أولا: في عام ١855‏ تجاذبت محمد علي باشا كل من إنجلترا وفرنسا؛ إذ وعدته إنجلترا بأنها سوف تقف «على الحياد» في أي حرب قد تنشب بينه وبين السلطان العثماني في الشام» وكأنها بذلك تشجعه على ذلك. وكان هدف إنجلترا من جراء هذا الاتجاه إزاء محمد علي باشا هو استغلال طموحاته ونزوعه إلى الاستقلال عن الدولة العثمانية» وبذلك تستطيع إنجلترا أن تحقق سياستها الاستعمارية الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها وهى: 14 أن عودة النشاط التجاري الدولي عبر طريقي البحر الأحمر - السويس. والطريق الآخر عبر الخليج العربي إلى الشامء أمر يعود بالفائدة على محمد علي باشا لتدعيم أمنه ونفوذه؛ وتنمية اقتصاديات بلاده. ورغم هذا كانت إنجلترا تتظاهر بأنها لا تزال متمسكة بسياستها التقليدية التي تقضي بالمحافظة على كيان الإمبراطورية العثمانية من أي عدوان قد يقع عليها. إلا أن سياسة رئيس وزراء إنجلترا الجديد «بالمرستون «5:0أماهط» تؤكد عكس ذلك؛ فقد كان يسعى إلى توسيع مستعمرات إنجلترا فيما وراء البحارء خاصة في القارة الإفريقية؛ إذ لفت محمد علي باشا الأنظار بحملته على السودان -١/87١‏ 5 إلى مدى أهمية هذه القارة بما تذخر به من المواد الخام اللازمة لتنمية الصناعات في إنجلترا. كانت إنجلترا وفرنسا تخشيان تحول اليونان» بعد حصولها على الاستقلال بفضل مساندتهما ودعمهماء إلى جانب روسيا التي كانت تدعي بأنها حامية للمذهب الأرثوذكسي السائد في اليونان. كانت إنجلترا تشجع محمد علي باشا على غزو الشامء كما كان «بالمرستون» وجراى '6:09» وزيرا خارجيته» يدفعان بمحمد علي باشا لكي يكون وسيلة «ضغط» على السلطان العثماني» ويكون شوكة في جنب روسيا لكي تحد من تغلغلها في الأملاك العثمانية. ومن جانب آخر لكي يكون محمد علي باشا سذا أمام تطلعات إيران في أعالي العراق والخليج العربي. ثانيا: بينما كانت إنجلترا تعمل على جذب محمد علي باشا ناحية المشرق في بلاد الشام» كانت فرنسا تشجع محمد علي باشا على غزو بلاد المغرب العربي بعد أن طال أمد حصارها لشواطئ الجزائر منذ عام 1851 ومن المعروف أن فرنسا رأت أن تتخذ من محمد علي باشا ستارًا لفرض نفوذها على بلاد المغرب (طرابلس وتونس والجزائر) وتعود هذه الأطماع الاستعمارية لعدة سنوات خلت نحاول عرضها بإيجاز: 15 كانت فرنسا قد اتخذت من حادث عارض يمكن تسويته بالطرق الدبلوماسية؛ وهو حادث «المنشة» التيلامست وجه قنصل «بيير دي قال 21به20» في يوم ل وذلك حينما تعمد القنصل الفرنسي إثارة غضب الداي حسين في رده الجافي عليه بقوله: «... إن الحكومة الفرنسية لن ترد عليك بخصوص مطالباتك العديدة برد ما عليها من ديون كانت تدين الجزائر بها فرنساء منذ حروب نابليون بونابرت» أي في عهد بغيض ولى ومضى قبل عودة الملكية «(أسرة البربون) ثانية إلى العرش الفرنسي». والمتأمل في نهج السياسة الفرنسية إزاء هذه الأزمة الطارئة مع الداي يجد أن فرنسا كانت مدفوعة إلى اتباع هذه السياسة بعدة عوامل تضغط عليهاء نوجزها فيما يلى: رأت فرنسا أن داي الجزائر ألحق بشرف فرنسا «إهانة بالغة». وهو ما عرف بحادث «المنشة» في ,.18797/5/7٠١‏ ولا يغفرها ملك فرنسا إلا بالقضاء على الداي حسينء وانتزاع الجزائر من يدهء وضمها إلى فرنساء ولن يقبل اعتذاره إلا إذا قدم إلى فرنسا بنفسه ليمثل بين يدي ملكها سليل أسرة البربون. ورفض الداي تقديم أي اعتذار لأن القنصل «ديفال» هو الذيدفعه إلى أن يثير غضبه؛ فخرج عن كياسته وبرده بأسلوب يحمل كل مشاعر التحدي له؛ في وقت كان الداي يتوقع من وزير خارجية فرنسا «داماس» 2213285 سحب قنصلها ديفا من الجزائر بناء على رغبة الداي منذ عام مضى. والتساؤل: إذا كانت فرنسا قد سارعت وفرضت حصارها على سواحل الجزائر فلماذا كان هذا الانتظار الذي طال أمده حتى منتصف عام ١٠87١؟.,‏ لذا نحاول تفسير ذلك بإيجاز شديد: 16 كانت فرنسا تخشى من اتهام الدول الكبرى لها بخرق معاهدة قيينيا المفروضة عليها منذ 2.16١5‏ تلك المعاهدة المجحفة بحقوق فرنساء والتي كانت ثمنا لعودة الملكية إلى فرنسا بعد عصر نابليون بونابرت. ولهذا شعر شعب فرنسا بالكراهية لأسرة البربون الملكية» خاصة بعد أن طالب لويس الثامن عشر «بحقه الدستوريء مؤكذا نظريته في الحق الإلهي» البائد الذي شرب الفرنسيون مقته. كما بدأ أنصار الملكية يضطهدون كل من كان يلوذ بعصر نابليون بونابرت الذي أصبح عهذا مكروهاء وبالتالي تم تصفية كل العناصر النابليونية؛ وكان هذا بإيعاز من الدول الأوروبية الكبرى التي فرضت شروط معاهدة قيينيا ١8١1©‏ فرضنًا على ملكية فرنسا العائدة» والتي قبلت صاغرة هذه الشروط. وكان الرأي العام في فرنسا يشعر ويدرك يقبنا أنه فقد مكانته الدولية» أمام تعاظم دولة إنجلتراء والتي فرضت كثير! من القيود والمحظورات على ملك فرنسا العائد إلى عرشه. وأمام إصرار الداي حسين بعدم الذهاب إلى فرنسا لتقديم اعتذاره» سارعت فرنسا بفرض حصارها على شواطئ الجزائر عام 218717 وكانت تهدف من وراء هذا الانتظار معرفة رد الفعل العالمى إزاء هذا العمل العسكري غير المبررء إذ لا يتناسب رد الفعل الفرنسي مع فعلة الداي حسين. وهناك سبب آخر دفع فرنسا إلى ذلك» وهو رغبة فرنسا أن تتخذ لنفسها موقعًا استعماريًا فيكون ميناء الجزائر قاعدة لأسطولها في مواجهة ميناء طولون جنوب فرنساء وبذلك تحافظ فرنسا على «حالة التوازن الدولي» مع إنجلترا التي اتخذت من جبل طارق قاعدة لأسطولهاء تلك القاعدة التي تتحكم في مدخل البحر المتوسط الغربي. 17 كانت فرنسا تعلم يقينا أن إنجلترا تشجع محمد علي باشا علنا على غزو بلاد الشام دون أي تدخل من جانبهاء وإذا ما نشبت الحرب بينه وبين السلطان فإنها سوف تقف على «الحياد»» وكانت إنجلترا تعلم يقينا مدى أهمية إقليم الشام لفرنسا منذ العصور الوسطى؛ حينما كانت فرنسا تتزعم الحملات الصليبية بحكم تزعمها للكنيسة الكاثوليكية. فإذا ما تحقق لمحمد علي باشا فرض نفوذه على الشام وبمباركة إنجلتراء في هذه الحالة تكون كفة إنجلترا أرجح من كفة فرنسا في بلاد المشرق العربي. وبذلك يتحقق «التوازن الدولي» بين إنجلترا وفرنسا؛ إذ إن المصالح الفرنسية في مصر أرجح بكثير من المصالح الإنجليزية» خاصة منذ أن آل الحكم إلى محمد علي باشا. كما يرى بعض المؤرخين أن رغبة فرنسا في احتلال الجزائر تسبق بكثير من السنوات حادث «المنشة» التي لامست وجه قنصلها ديقال. والجزائر إلى تفوذ فرنسا في عام ١807‏ في وقت كان نابليون يرى أن يكون البحر المتوسط بحرا فرنسيّاء ويمكن الاستفادة من منتجات الولايات الثلاث تعويضنا عما فقدته فرنسا من مستعمراتها في أمريكا الوسطى والهند(. رأت فرنسا أن تكسب تأييد الرأي العام الأوروبي؛ ولهذا ادعت أن الهدف من حملتها على الجزائر هو إجبارها علي أن تكف عن «أعمال القرصنة» في مياه البحر المتوسط. 5( وبناء على هذا كلف نابليون المهندس «دى بوتان» بدراسة أحوال الجزائر من جميع الجوانب» لكن الأحداث عصنت بنابليون بعيذا عن تحقيق هذا الأمل. وعلى هذا حفظ هذا التقرير بوزارة الحربية لحين من الزمن: إلا أنها سوف تستخدمه في منتصف عام .185٠‏ 18 وبالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الأوربييون والكف عن فرض الإتاوات على الدول الأوروبية0). ولقد أثير موضوع الجزائر في مؤتمر فيينيا 2.18١‏ عندما طالب فرسان السلاطين العثمانيين الأوائل. وأبدى سدني سميث 6)نم:5 برول5 قائد الأسطول الإنجليزى حينئذ - اهتمامًا بالغا بهذه المشكلة. إذا تضمنت معاهدة قيينيا ضرورة قيام الدول الأوروبية مجتمعة بعمل مشترك ضد أعمال القرصنة واسترقاق الرعايا الأوروبيين. وأكد سدني سميث أن مثل هذا العمل الأوروبي ضد الولايات المغربية الثلاث لا يعد عملا عدوانيًا ضد سيادة السلطان العثماني. بل إن مثل هذا العمل يؤكد سيادة السلطان على هذه الولايات التي لا تخضع له إلا بشكل اسمي فقط. وأثير نفس الموضوع في مؤتمر إكس لاشابل اءم2ط5 12 :1 ١81١4‏ واستقر رأي المؤتمرين بتوجيه «إنذار» إلى الداي حسين لكى يكف عن مثل هذه الأعمال» وكان من الطبيعى أن يرفض الداي حسين مثل هذا الإنذار. وبرغم هذا لم تستطع الدول الأوروبية مجتمعة القيام بأي عمل ما ضد الداي الجزائري نظرا لتناقض مصالح الدول الأوروبية التي يسود بينها التنافس والصراع باستمرار. إن 21 3 نعود إلى تطور الأزمة بين الجزائر وفرنساء إذ يتضح أن عزم فرنسا على «بيير ديثال». (*) كانت الجزائر تتزعم تونس وطرابلس في مسألة «الجهاد الإسلامي في عرض البحر المتوسط» والذي تعتبره فرنسا «أعمال قرصنة» ويعود هذا النشاط «الجهاد الإسلامي البحري» إلى أوائل القرن السادس عشرء حينما طرد الإسيان والبرتغالييون المسلمين من الأندلس في .١5497‏ 19 والدليل على ذلك أن صدرت الأوامر في أوائل عام ١871‏ إلى قائد الأسطول بإرسال أربع سفن حربية إلى الجزائرء وتحركت السفن الأربع من ميناء طولون بجنوب فرنسا متجهة إلى ميناء الجزائر لفرض الحصار عليه؛ وكان قنتصل فرنسا «ديثال» على علم بهذا. وفى هذا الوقت تمت تلك المقايلة التاريخية بين الداي والقنصل في يوم :»؛ ولا يستبعد أن يكون لدى القنصل تعليمات بإيجاد مبررء خاصة أن القنصل سوف يذهب لمقابلة الداي - بمناسبة عيد الأضحى لتقديم التهنئة كما يقضي بذلك البروتوكول الدبلوماسي في مثل هذه المناسبات. وإذا بالقنصل يتعمد أن يرد على الداي بقوله: «... إن حكومتي لن تكتب أي رد أبذاء ردًا على رسائلك السابقة...». عندئذ نهر الداي القنصل طالبًا منه أن يغرب عن وجهه. وأشاح بمروحة «منشة» كانت بيده فلامست وجه القنصل. ٠. والحادث في حد ذاته كان بسيطا ويمكن تسويته بشكل ماء ولكن فرنسا وجدت في هذا الحادث المتعمد - مبررا لها بأن تحتل الجزائرء وتقضي على الداي كما أن تقارير ديقال أثارت نعرة الحكومة الفرنسية» التي اعتبرت أن سلوك الداي يعد إهانة بالغة لملك فرنسا وشعبهء وعلى هذا أعلنت فرنسا فرض الحصار على شواطئ الجزائر منذ أول يونيه ١811‏ حتى © يونيه ١/15٠‏ (تاريخ احتلال الجزائر). ولكن حينما طال أمد الحصارء رأت فرنسا استئناف المفاوضات مع الداي حسين أكثر من مرة؛ عسى أن تجد لنفسها مخرجا من هذا المأزق الذي وضعت وبرغم هذا ظل الداي حسين صلبًا في رأيه. مصرًا على الاحتفاظ بكرامته في وقت شعر فيه الداي بتحدي القنصل الفرنشسي ديثال له. وطلب القائد الفرنسي أن يصعد وزير البحرية الجزائرية إلى السفن الفرنسية لتقديم «الاعتذار»» وإصدار تعهد منه بالامتناع نهائيًا عن أى أعمال قرصنة» والكف عن فرض «الإتاوات»: مع إطلاق سراح الأسرى. وأكثر من هذا أن يتنازل الداي عن ديونه التييطالب بها فرنسا(». وذهبت كل جهود فرنسا سدىء وازداد الداي تيكا بموقفه حتى إذا كانت 64 حمل مجلس النواب الفرنسي حملة شعواء على الحكومة الفرنسية لتراجعها في توقيع «القصاص» من الداى» فأصدرت الحكومة في “7 يونيه ١879‏ تعليماتها إلى الكابتن «دي لابريتوتيير» قائد السفينة الحربية «بروفنس» بالإقلاع إلى الجزائر لمقابلة الداي لإقناعه بقبول الشروط التالية: أولا: الإفراج عن الأسرى الفرنسيين الذين يحتجزهم طرقه. ثانيًا: إيفاد رسول عنه إلى باريس ليؤكد لحكومتها أنه لم يشأ إهانة ملك فرنسا في حادث 1877/4/٠١‏ والمعروف بحادث «المنشة». ثالتًا: عقد هدنة توطئة للوصول إلى صلح بين الجانبين. ورفض الداي أيضنا هذه الشروط. وظل القنتصل الفرنسي متحمسا لاستمرار فرض الحصارء كما كانت تؤيده وزارة الحربية الفرنسية» لدرجة أن وزير الحربية كيرمون دي تونير ,7006 1<6 14200 أوضح الفوائد التي تعود من احتلال فرنسا للجزائر: (*) قدر عدد الأسرى المسيحيين أنذاك بمدينة الجزائر ٠٠٠١‏ أسير بالمقارنة بعدد الأسرى خلال القرن السابع عشر حيث بلغ عددهم 5" ألف أسير. * احتلال الجزائر سكون فرصة لكسر قيد معاهدة قيينيا ١8١‏ المجحفة بحقوق فرنسا. * إحداث تغيير في نمط الحياة بفرنساء واحتلال الجزائر يرضى غرور الشعب الفرنسي الذي إعتاد على الانتصارات في عهد نابليون بونابرت. * أما عن نفقات الحملة» فكان وزير الحربية يشيع أن الاستيلاء على خزائن الداي حسين 1٠١(‏ مليون فرنك) تغطى كل نفقات الحملة. * استغلال إمكانيات الجزائر من المواد الخام؛ إذ كانت بمثابة «مزرعة لفرنسا» طوال عصر نابليون بونابرت. وفى "١‏ يوليو ١875‏ رست السفينة «بروفنس» على مسافة أربعة أميال بحرية من شاطئ الجزائرء رافعة الراية البيضاء ونزل الكابتن «دي لابريتو تيير» إلى البرء وقابله الداي وبحث معه الرغبات الثلاث السابقة» ملخًا عليه في قبولهاء وإلا فإن فرنسا تشدد الحصار الذيضربته على بلاده تمهيدا لتجريد حملة عسكرية عليها. ودفع هذا اللقاء الداي إلى التشدد في موقعه؛ إذ يحمل هذا اللقاء إنذارًا أكثر منه لقاء سلميّاء وعلى هذا أظهر الداي في بادئ الأمر عدم رغبته في التفاهم؛ لكنه أخيرا قبل أن يتسلم تلك الشروطء على أن يرد عليها بشكل نهائى في الغد. فلما اجتمع في اليوم التالي قال الدايء إنه يرفض بشكل نهائى هذه المقترحاتء. ودعاه إلى مغادرة البلاد فونًا. واضطرت السفينة عند إقلاعها (فى طريقها للعودة) أن تمر بالقرب من بطاريات الشاطئ بسبب الرياح المعاكسة لها فظن رجال الداي أنها مناورة متعمدة فأطلقوا عليها المدافع فأصابتها بإحدى عشرة طلقة» ورأى قائدها أنه ليس من الحكمة أن يشتبك في معركة بمفردهء فمضى في حال سبيله. 1١د‎ 1١ وعندما علمت فرنسا بالحادث الجديدء هاج وماج الرأي العام في باريس نتيجة هذا الاعتداء الجديدء وعلى ذلك لم يكن أمام رئيس وزراء فرنسا «مارتينياك» ووزير خارجيته؛ إلا المضي في بحث خطة عملية للانتقام من الداي0. وبرغم هذا لم يكن البرلمان الفرنسي متحمسا لفكرة الغزو العسكرى عندما طرح الموضوع للمناقشة في صيف عام 1875» ولذلك فاتحت حكومة «مارتنياك» الداي في توقيع صلح بين الجانبين» وخففت من مطالبهاء ولكن هذه المفاوضات فشلت أيضنا حينما أصر الداي على عدم تقديم «الاعتذار» الذي تتمسك به فرنسا كفاظا كل كزامة وشرت ملقها: وتصادف وقوع هذه الحوادث مع تولى «دي بولينياك» الوزارة الجديدة. وبالتالي كان من المتوقع أن يكون رده على حادثة ضرب سفينة المفاوض الفرنسي 7 ومع تولى الوزارة الفرنسية الجديدة مهامها برئاسة بولينياك» كان مسيو دروفتي 100611 قنصل فرنسا العام السابق بمصر قد رجع في ذلك الحين إلى فرنسا على أثر اعتزاله الخدمة في مصر بعدما قضى فيها خمسة وعشرين عاماء فعرض على «بولينياك» مشروعًا فكر فيه منذ أن كان مقيمًا في مصر للتخلص من داي الجزائر. وكاشف محمد على باشا في الرأى» وعلى هذا تبدأ مرحلة جديدة في تلك الأزمة بين الداي حسين وفرنسا. 3# 3 3# (*) وإزاء استمرار هذه الأزمة لم تلبث وزارة دي فيليل القائمة آنذاك أن تقدمت باستقالتها وحلت محلها وزارة أخرى برئاسة «مارتينياك» الذي كان أقل اعتمادًا على العناصر الرجعية» وبالتالى تأكد الاتجاه نحو استبعاد فكرة الاحتلال الفرنسي للجزائرء كما أن وزير خارجيته الجديد «دى لاقورتيه» مسالم» في وقت رفض معظم النواب في البرلمان» استمرار الحصار للجزائر الذي يكلف الميزانية كثيرًا دون طائل؛ إذ تزيد التكاليف عن مليون فرنك سنويًا. 23 ويتلخص هذا المشروع الذي قبله محمد على باشاء في أن يتولى هو بنفسه فتح بلاد طرابلس وتونس والجزائرء فيخلع حكامهاء ويضمها إلى مصرء فيشملها حكمه كما شمل السودان مثلاء والذي لم يكن خاضعا في ذلك الوقت للدولة العثمانية(. وجاء رد محمد علي باشا على هذه الفكرة لأول وهلة أن سوريا هي التيتهمه بالدرجة الأولى» ولكن تحت إلحاح القنصل الفرئسي «دروفتى»» انتهى الأمر بأن وافق محمد علي باشا على هذا المشروع عملا بمبدئه الذي يتمسك به «.. ألا تدع فرصة تمر بك من دون أن تستفيد منها...». وأفضى دورفتي بهذا المشروع إلى رئيس وزراء فرنسا الجديد «بولينياك» مؤكدا له أن نجاح محمد علي باشا أمر محقق» لا سيما إذا ساعده الأسطول الفرنسي من جهة البحرء علاوة على أن الجيش المصري قادر على اجتياز الصحراء الغربية الممتدة من حدود مصر الغربية حتى حدود تونسء إذ تتوفر لدى الجيش المصرى خبرة سابقة في مقدرته على تحمل مشاق الصحراءء نظرًا لخبرته السابقة في صحاري الجزيرة العربية من قبل. كما أن البدو العرب الضاربين في تلك الصحراء سوف يسار عون إلى الانضمام إليه لشد أزره. ومضى دروفتي يزين لرئيس الوزراء مشروعه وأن الباب العالى لن يناوئ هذا المشروعء؛ لأن ولاة طرابلس وتونس والجزائر يعدون أنفسهم غير مرتبطين بالسلطان العثماني اللهمٌ إلا رابطة الدين فقط. يضم السودان إلى حكمه لعدة دوافع تساعده في مشاريع التنمية في مصرء وبذلك أصبحت حدود مبصر تمتد إلى قلب القارة الإفريقية» شملت وادي النيل من المنبع إلى المصبء وحينما هم محمد على باشا بضم السودان إليه 18١‏ -18752 لم تكن هذه الأقاليم الشاسعة خاضعة للسلطان وكانت بمبادرة من محمد علي باشا دون إذن من السلطان العثماني. 24 وبينما كان «دروفتي» يفضي إلى بولينياك بما تقدم في باريسء؛ كأن محمد علي باشا يعرب في الوقت نفسه للمسيو «ميمو» 3846700 قنصل فرنسا الجديد في مصرء عن مدى استعداده للمضي في هذا المشروع الذي سبق أن بحث أسسه مع دروفتي. وعلى هذا استحسن «بولينياك» مشروع دروفتي وذلك للخروج من مأزق الأزمة الناشبة بين فرنسا والداي حسين منذ عامين» وتعددت الوزارات الفرنسية المتعاقبة التي عجزت عن إيجاد حل لها. وسارع رئيس وزراء فرنسا «بولينياك» فكتب إلى قنصله في مصرء يأمره باستئناف المفاوضات مع محمد علي باشاء وسؤاله عن الشروط التي ينبغي أن كما أوفد رئيس الوزراء الفرنسي الكابتن «هوارد 181603:4 ياور الجنرال جيليمينو 00111651006 ليعاون القنصل ميمو في مفاوضاته مع محمد علي باشاء وكان هوارد يجيد اللغة التركية» وسبق له أن زار مصر في عام 181717 للقيام بمهمة رسمية؛ فعرف باشا مصر معرفة وثيقة. وقبل باشا مصر أن يقوم بالحملة كلها منفرذاء سواء الجيش البرى أو البحري دون اشتراك جيش فرنسا معه وعرضت فرنسا على محمد علي باشا أن تقرضه عشرة ملايين فرنك بشرط أن يشرع في تسيير الحملة دون إبطاء(. تدعم فرنسا أسطوله البحري بأربع بوارج فرنسية. (*) وتعددت الرسائل والتقارير»ء واللقاءات... بين محمد علي باشا والجانب الفرنسي سواء مع القنصل ميمو أو ممن أوفدتهم فرنسا إلى مصر في هذا الشأن» ومجموعة هذه الوثائق هيء متن الكتاب الذي تضمن تنك الوثائق خلال عامي 1859.0-1853. 1 ب ومن هنا جاء الخلاف بين الحكومة الفرنسية ومحمد علي باشا؛ إذ لا تقبل فرنسا بأن تسلم أربع بوارج من أسطولها للانضمام إلى الأسطول المصرى. ففي هذا إهانة لشرف فرنسا من جانبء ومن جانب آخر خوفا من اعتراض إنجاترا التي لا يرضيها أن ترى أسطولاً ينافس أسطولها في عرض البحر المتوسط(". وفى نفس الوقت كانت فرنسا تسعى في هذه الأثناء لدى الباب العالى لحمله على إصدار فرمان يؤيد مشروع محمد على للقيام بهذه الحملة. وكان محمد علي باشا عازمًا على المضي في مشروعه سواء وافق الباب العالي أم لم يوافق» ولكن الأهم عنده أن تقبل فرنسا شروطه؛ إذ كانت وجهة نظر محمد علي باشا أنه عندما ينجح في حملته هذه؛ ويرسل إلى السلطان ثمرة هذا الفتح الجديد يحمله هذا على التسليم بالأمر الواقع. وكان القنصل الفرنسي ميمو قد كتب في هذه الأثناء كتابًا سريًا إلى بولينياك يذكر فيه أنه تأكد من خلال الأحاديث المستفيضة مع محمد علي باشاء أن شرط تسليمه أربع بوارج شرط نهائى لا مفر منه» وأنه لن يأمر جيشه بالتحرك ما لم ير البوارج الأربعة تدخل ميناء الإسكندرية» وكانت وجهة نظره أن يظهر أسطوله بمظهر يدل على القوة التي تجبر حكام الولايات الثلاث إلى الاستسلام بمجرد وتعددت وجهات النظرء وتبادل الرسائل والمفاوضات بين القاهرة وباريس والاستانة. (*) وللاستدلال على محافظة إنجلترا على قوتها البحرية دون منافس لهاء أنها بذلت جهذا مكثفا حينما لجأ قائد الأسطول العثماني «فوزي باشا» إلى ميناء الإسكندرية وسلم أسطوله إلى محمد علي باشاء وذلك خوفا من خسرو باشا الذي عين صدرا أعظم بعد وفاة السلطان محمود الثاني» ويوجد عداء قديم بين الشخصين. وكان الأسطول العثمانى عبارة عن 2٠‏ سفينةء وعليها ٠٠١‏ مدفعء ونحو 7١‏ ألف مقاتل: حدث هذا على أثر انهزام الجيش العثماني أمام الجيش المصري في ١875‏ في موقعة نصبين وأجبرت إنجلترا مصر على حتمية تسليم الأسطول العثماني» خوفا من تعاظم قوة أسطول محمد علي في البحر المتوسط. 26 وعرض بولينياك مشروعا جديذا ليعرض على محمد علي باشا يقضى بأن تتعاون فرنسا معهء تعاونا عسكريًا فعليّاء فبينما يكون محمد علي باشا منهمكا بإخضاع ولايتى طرابلس وتونس تسارع فرنسا باقتحام الجزائر بمفردهاء وفى الوقت نفسه يكون الأسطول الفرنسي مستعدًا لتقديم أي مساعدة قد يحتاجها جيش محمد علي باشا. وهنا سايق لزه فاك آمة وق تفوت فزني نكاما جذيةة روزت أن بإمكانها احتلال الجزائر بمفردهاء فلماذا كان هذا الانتظار منذ 1871» ولماذا رأت اشتراك محمد علي باشا في مشروعهاء وأن تكلفه باحتلال ولايتين لا توجد أي عداوة بينهما وبين فرنسا؟ ورفض محمد علي باشا المشروع الجديدء مدركًا هدف فرنسا من هذا حتى لا تظهر أمام الرأي العام بأنها دولة استعمارية» وذلك بالاحتماء بمحمد علي باشا الذي كلفته باحتلال طرابلس وتونس. وأدرك محمد علي باشا أنه لا فائدة ترجى من قبل هذا المشروع الفرئسي الجديد» فضلا عن أن الولايتين - طرابلس وتونس تفصله عنهما صحراء طويلة وشاقة» وكونهما ولايتين فقيرتين من ناحية الموارد بالإضافة إلى ذلك لا توجد عداوة بين الولايتين ومصر. كما أن محمد علي باشا رأى أن اشتراكه مع دولة مسيحية في غزو ولايات عربية» يسقط عنه المكانة العظيمة التي أصبح يتمتع بها في ربوع العالم الإسلامي. ولهذا كان محمد علي باشا يوازن بين أمرين: إما أن يتجه بقوته ناحية المشرق (الشام) أو ناحية المغرب العربى. فهو كان يسابق الزمن نحو إزاحة السلطان محمود الثاني: وأن يعيد إلى الدولة العثمانية شبابها وقوتهاء متبعًا نفس النهج الذي اتبعه في مصر. وقصارى القول: رفض محمد علي باشا خطة فرنسا الجديدة لأنه يرى أنها خطة غير قابلة للتنفيذ» وأنه لا بديل عن القيام بالحملة بمفرده؛ وأن ابنه هو قائدها برا وبحرًا. فى هذه الأثناء كانت تساور مخيله محمد علي باشا آمال كبيرة؛ إذ كان يتخيل نفسه صقر'! فارذا جناحيهء مندفعًا شطر الأستانة. جناحه الأيمن يضرب به بلاد الشام» وجناحه الأيسر يضرب به بلاد المغرب العربي» وينقض في سرعة خاطفة لينتزع كرسي السلطان من تحته؛ وبذلك يفرض نفوذه على الباب العالي» ويعيد إلى السلطنة العثمانية شبابها بعد أن بدأت تعاني أمراض الشيخوخة. آنذاك كانت الدول الأوروبية تعتبر السلطان العثماني «رجل أوروبا المريض» وأن أملاكه لا محالة سوف تؤول إليهم. طافت هذه الصورة في مخيلة محمد علي باشا في غضون عام ١8575‏ في وقت كان قنصل إنجلترا يشجعه على فتح بلاد الشام» وفى نفس الوقت كان قنصل فرنسا يدفع محمد علي باشا دفعًا مشجعا إياه لفتح بلاد المغرب العربي: طرابلس وتونس والجزائر. وكان محمد علي باشا محقا في تخيله بعد أن اكتسب مكانة عالية في العالم الإسلامي» خاصة بعد أن أعاد الأمن والأمان أمام المسلمين بأداء مناسكهم بعد أن قضى على نفوذ الوهابيين في الحجاز )1815-١1/1١١(‏ كما أنه توسع في نفس الوقت بحدود مصر جنويًا إلى قلب القارة الإفريقية بحملته على السودان .1857-1807١‏ ومن الملاحظ أن محمد علي باشا كان في عام 1874 متفائلاً بمستقبله» إزاء طموحه الجارف. في حين كان السلطان العثماني يعاني المذلة والمهانة إزاء انهزامه أمام روسيا وفرض معاهدة أدرنة ١875‏ وشروطها التي قبلها صاغرًا. لكل هذه الاعتبارات كان السلطان العثماني متردذا في منح محمد علي باشا فرمانا بأمره بإرسال حملته إلى الجزائرء وذلك لاعتبارين: أولاً: في حالة نجاح محمد علي باشا في إخضاع شمال أفريقيا لنفوذه فهذا أمر يزيد من نفوذه وارتفاع شأنه في أعين المسلمين والأوروبيين على السواء. عندئذ تعتبره أوروبا قاهر «قراصنة البحر» في بلاد شمال أفريقياء وبذلك تكف هذه الدول الأوروبية عن مراوغته في الموافقة على إعلان استقلاله رسميًّا عن الدولة العثمانية» حيث كان هذا الشعور ينازعه بشدة في ذلك العام. 28 ثانيًا: سبق لمحمد على أنه قهر الوهابيين في الجزيرة العربية» والذين فشل أمام قوتهم كل من حاكم ولاية العراقء؛ والشام. حقا «حامي حمى الحرمين» بعد أن ساد الأمن والأمان هذه البقاع. بإيجاز كان السلطان العثماني في حيرة من أمره في منح محمد علي باشا فرمانا لتسيير حملته العسكرية إلى بلاد المغرب العربي وفى نفس الوقت كانت هذه المخاوف تساور الدول الأوروبية خاصة إنجلترا في عهد «بالمرستون» رئيس وزرائهاء الذي يرى الإبقاء على منطقة العالم العربي ممزقة إلى ولايات غير متحدة تحت نفوذ حاكم قوي مثل محمد علي باشا الذي لا تقف طموحاته عند حد. ويزداد قوة على قوة» خاصة أن أسطورة نابليون بونابرت ليست ببعيدة عنهه". وعلى هذا كانت هذه الدول نفسها لا تريد أن يرتفع شأن محمد علي باشا إلى قدر أكبر من هذا القدرء وتزداد قوته بحيث يستحيل عليهم - بعد ذلك مواجهته وقهره. بل من الممكن أن ينازلهم وينال منهم. وفى ذلك العام ١859‏ كان محمد علي باشا يعد العدة لحملة الشام وهو مطمئن إلى. موقف إنجلترا منه ووعدها بالوقوف على «الحياد» وفى نفس الوقت كانت المفاوضات بين محمد علي باشا وفرنسا قد قطعت شوطا بعيدا في مشروع حملته المشتركة على الجزائرء وإن كانت فرنسا قد أحاطت هذه المفاوضات بسرية تامة في بادئ الأمر. وما زال محمد علي باشا يوازن الأمور من كل جوانبها بين حملته على الشام أم حملته على بلاد المغرب العربي؛ ففي هذا العام ١8795‏ أيضًا كانت الدولة (*) وهذه النظرية يتبناها بالمرستون (من غلاة الاستعماريين الإنجليز) سوف ينفذها بالضرية القاضية التي تلقاها محمد على باشا بقرارات مؤتمر لندن ١84٠‏ التي قضت بعودة تفوذ مصر داخل حدودها الجغرافية. العثمائية قد خرجت من الحرب اليونانية» وتلتها مباشرة حربها مع روسيا ١255‏ وقبولها صاغرة شروطهاء ومن قبل كان السلطان العثماني محمود الثاني قد تخلص في عام ١877‏ من فرقة الإنكشارية التي كانت تعد قوام الجيش العثمانى؛ وذلك لما كانت عليه من الفوضى وعدم قبولهما التطوير الحديث. فضلاً عن ذلك لم يكن السورييون متعلقين بالحكم العثمانى لكثرة ما عانوا من مساوئه ومظالمهء بالإضافة إلى هذا استمالة محمد علي باشا لبعض الأمراء (الأمير بشير الشهابي بلبنان» والشيخ حسين عبد الهادى من زعماء نابلس» ومصطفى أغابرير). أما فيما يتعلق بمشروع الحملة المشتركة على الجزائر» فكانت المفاوضات مستمرة مع حاكم مصر الذي كانت تعارضه الصحافة الفرنسية في فبراير 21870 كما أن بعض الدول الكبرى كانت تعارض فكرة اشتراك محمد علي باشا في حملة فرنسا على الجزائر. خاصة إمبراطورية النمسا وكذلك إنجلتراء وروسياء وعلى هذا بدأ مجلس الوزراء الفرنسي يبحث احتمالات التدخل الفرنسي واتخاذه القرار بإرسال حملة برية لتفرض شروط فرنسا على الجزائر إذا استمر الداي في موقفه العنيد. وكان قد مضى على فرض الحصار أكثر من عامين ونصفء واتخذ هذا القرار دون تحديد هدف واضح من الحملة» هل هي لمعاقبة الداي أم لاحتلال الجزائر؟ ولجأ بولينياك إلى استمالة الدول الأوروبية إلى جانبه فأرسل منشور! لهم في مايو 18*٠0‏ أوضح فيه أهداف الحملة: أولاً: الاقتصاص من داي الجزائر. ثانيًا: إجباره عن الكف عن أعمال القرصنة واسترقاق الرعايا الأوروبيين» والإقلاع عن فرض الأتاوات والغرامات المجحفة. 30 وحزمت فرنسا أمرها لاحتلال الجزائر فقطء وترك الولايتين الأخريين (طرابلس وتونس) وخرجت الحملة من قاعدة طولون في 755 مايو ١81٠‏ وقد ضمت أكثر من 7" ألف مقاتل؛ بالإضافة إلى رجال البحرية البالغ عددهم ٠١‏ ألف محمولين على أسطول يتكون من أكثر من مائة سفينة حربية» وتعيين الاميرال «دي بيريه» قائذا للأسطولء وتعيين «برمون» قائدًا عامًا للحملة ووقع الاختيار على ميناء «سيدى فرج» غرب ميناء الجزائر بمسافة 7١‏ كيلو متراء ووقع احتلال الجزائر بالفعل بعد مقاومة من أهلها يوم © يونيه .187٠‏ وإذا كانت فرنسا قد حزمت أمرها لاحتلال الجزائر بمفردهاء نظرًا لرفض محمد علي باشا مشاركة فرنسا في هذه الحملة» واستقر رأيه بأن تكون وجهته بلاد الشام أولاً لاعتبارات سياسية» واستراتيجية واقتصادية قدرها حق تقديرهاء وبدأ الاستعداد لتسيير الحملة منذ أوائل 1٠١‏ وإن كانت تأخرت إلى أكتوبر ١/1١‏ معتبر!ا أن هذه حملة «دفاعية» عن نفوذهء ولكن سرعان ما تحولت إلى حرب «هجومية» بعد أن اجتازت سلسلة جبال طوروس واختراقها ممر «بيلان» واندفاعها في قلب الأناضول حتى وصلت الجيوش المصرية مكللة بالنصر والفخار إلى مدينة «كوتاهية» 1877ء ولم يبق أمامه إلا مسافة 0٠‏ كيلو متر! ليبلغ العاصمة القسطنطينية. وبعد لا يسعنى إلا أن أقدم جزيل شكري وامتناني لكل المسئولين بالمركز القومي للترجمة» لتفضلهم بنشر هذه الوثائق بعد أن كانت في طي النسيان» لتضيف لتاريخ مصر الحديث صفحات جديدة تتعلق بوثائق وزارة الخارجية الفرنسية. وجزيل شكري وتقديري إلى الأستاذ طلعت الشايب الذي رحب بنشر هذه الوثائق مدركا أهميتها لتاريخ مصر الحديث. والله ولي التوفيق» عبد الرءوف أحمد عمرو تستعد فرنسا للاحتفال» سنة .١1970‏ بمرور مائة عام على استيلائها على الجزائر. ولم تصح عزيمة حكومة الملك شارل العاشر على القيام بتلك الحملة - كما نعلم - إلا بعد لأي طويلء وافتقار لأي وسيلة أخرى تكفل إرضاء الكرامة الوطنية. غير أن ربع القرن الذي كان قد انصرم حين انطلقت تلك الحملة شهدء في الطرف الآخر من أفريقياء ميلاد دولة أفريقية وآسيوية كبيرة. فقد استطاع محمد عليء بعد انتصاره على الفرق (المماليك) التي كانت تُقسّم مصرء أن يوحد البلاد: ثم ينطلق خارج حدوده ليغزو شبه الجزيرة العربية والسودان» ويلحق تلك الأقاليم بدولته. ثم أعمل سلاحه بعد ذلك في المورة ليذيق فيها اليونانيين حربًا مدمرة: لم يستطع أن يضع لها حدًا سوى تدخل القوى الأوروبية الثلاث الكبرى. إلى هذا الرجلء الذي حولت عبقريته الفذة الظروف السياسية في الشرق على هذا النحو» اتجه تفكير حكومة ملك فرنسا في ربيع عام 1879» للتحالف معه من أجل تطهير شواطئ البحر الأبيض المتوسط من القراصنة المتوحشين. على أن تاريخ تلك المفاوضات لا يزال غير معروف إلا قليلاً. لذاء فقد آليت على نفسي أن أتتبعه في هذا الكتاب» معتمذا على الوثائق التي يضمها أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية(". هذه الوثائق» وإلى جانب أهميتها لذاتهاء تلقي ضوءًا ساطعًا على شخصية محمد علي؛ إذ تحتوى على ملاحظات عديدة عن نفسيته» وأفكاره السياسية والعسكرية؛ فضلاً عن أن خططه تبوح فيها بتفاصيلهاء وفيها تسفر طموحاته عن 33+ وجهها. وهي بذلك تساعدنا على فهم كيف ولد مشروع الهيمنة الكبير الذي اضطلع به والي مصر بين عامي ٠‏ و.185. من أجل هذه الأسياب المختلفة تستحق تلك الوثائق التي ننشرها اليوم» فيما نرى؛ أن تحتل مكانا عاليًا ضمن أرشيفات تاريخ مصر الحديث. 34 دراسة مشروع الحملى في ضوء الوثائق فرضت الإهانة التي وجهها الداي حسين إلى ديفال ا#,ه79")» قنصل فرنساء على حكومة الملك شارل العاشر أن تقطع علاقاتها مع الجزائرء» وتسعى إلى استرداد كرامتها سبل فعالة» فكان أن قررت حصار موانئ الجزائر.(/ وأراد بعض الوزراء» مثل او ول اه«طد©؛ وكليرمون -تونير ع اع صده1-ا ممع ©» الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلكء فاقترحوا القيام بحملة على الجزائر7)؛ ولكن فييل أاغااز/ا عارض هذا الاقتراح؛ وذاك أن فرنسا كانت طرفا في معاهدة لندن التي وضعت حذا للنزاع اليوناني العثماني في يوليو 2١1871‏ فكان عليها منذ ذلك الحين أن توجه اهتمامها نحو الشرق؛ وأن تعبئ أسطولها لمشروع» حقق غايته بعد موقعة نفارين!”) بقليل. في تلك الظروفء لم يكن هناك من مبرر مقبول لتدخل عسكري فرنسي في إفريقيا. واستمر الوضع نفسه في العام التالي عندما كشفت روسيا عن نواياها العدوانية تجاه تركياء فأجبرت بذلك فرنسا على التقارب مع إنجلترا لاحتواء طموحات قيصر الشرق. هذا فضلاً عن أن مشاغل السياسة الدولية شلت حركة الجيش الفرنسيء بينما استنفدت ترسانات الشاطئ الفرنسي في تجهيز أسطول كان عليه أن يتحرك في الشام والبرازيل في آن واحد(". ولكن رغم كل ذلكء استدعى النزاع الذي نشبء» على نحو شبه مفاجئ؛ مع اق القزائن إيجاذ خل له.. ألم يكن :من للمنكن: هن عياب إنكادية اقيم يتل عسكري واضح. الحصول على استرضاء من الداي حسين يكفل تهدئة ثورة ملك فرنسا لكرامته الجريحة عن طريق مفاوضات حصيفة؟ ذاك هو ما تم السعي فيه خلال عام 1878. ولكن لا مساعي أتيلي 4111ى» قنصل سردينيا في الجزائرء ولا مساعي النقيب بحري بيزار 862214 مبعوث الأميرال كوليه 001166 نجحت في التغلب على عناد الداي. وكلما خفضت فرنسا من مطالبها غالى الداي في مطالبه وأضحى النزاعء» الذي أوشك أن يوْبّده جارحًا للكرامة الوطنية. وأثناء مناقشة 35 موضوع الاعتمادات الإضافية اللازمة - في البرلمان الفرنسي - للإبقاء على الحصار سنة 1879ء لام النواب الوزير مارتينياك م24:12 مبدين امتعاضهم من عدم جدوى الحصار ومطالبين بوضع حد لهذه الأوضاع العدائية. ولم يكن للحكومة رغبة غير ذلك بالطبع. وعليه؛ فقد أرسلت في 7 يونيو ١875‏ تعليمات جديدة إلى لا بريتونيير 187«هه:8:6 ا قبطان البارجةء الذي خلف الأميرال كوليه على قيادة الحصار. ومرة أخرى تخفض حكومة الملك من سقف مطالبها فتكتفي بمطالبة الداي بإطلاق سراح الأسرىء وإرسال موظف تركي إلى باريس ليعلن أن سيده لم يدر بمخيلته أبذا أن يهين ملك فرنسا في أبريل 214717 ثم في النهاية التوصل إلى إبرام هدنة. وقد كلف لا بريتونيير بأن يوقع؛ بمجرد مغادرة هذا الموظفء على اتفاق سلام مبدئي على أساس بنود كان قد أبلغ بها في السايق(". في "١‏ يوليو 1875 ألقت البارجة لا بروفانس 076566: 10 مرساتها في ميناء الجزائر تنفيذا للتعليمات الصادرة إليهاء على بعد نحو أربعة أميال من المدينة. وفي اليوم التالي استقبل الداي حسين القبطان لا بريتونيير» الذي عرض عليه مطالب فرنساء مؤكدًا على ضرورة قبولهاء وموضهًا أن الرفض سينجم عنه تشديد للحصار وأن التدابير الخاصة بذلك لن تكون سوى 'مقدمة لحملة حاسمة لن تتوانى فرنسا في الإعداد لها". أبدى الداي عنادهء ولكنهء مع ذلك؛» وافق على الاطلاع على شروط الهدنة مؤجلاً رده إلى اليوم بعد التالي. ولكن التأجيل لم يأت بجديد؛ إذ أجاب الداي حسينء» في ” أغسطس.ء بالرفض التام لما عرضته فرنسا. وعبثًا حاول لا بريتونيير أن يبذل جهوذا أخيرة للتوفيق» منبهًا الداي إلى أنه سوف يتحمل مسؤولية ما سيحل ببلاده من بلاء؛ لأن فرنسا سوف تستخدم القوة للدفاع عن حقوقها. فرد عليه الداي قائلا: "عندي البارود والمدافع» وبما أنه لا' سبيل للاتفاق بينناء فبإمكانك الانصراف." وفي " أغسطسء وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا أصدر لا بريتونيير أوامره بمغادرة البارجة؛ التي كانت ترفع راية المفاوضات البيضاء. وفي الواحدة ظهر! رفعت لا بروفانس مرساتهاء بيد أن الرياح الشمالية الشرقية أجبرتها على المرور تحت مرمى مدافع المدينة. كانت 36 السفينة على بعد نحو ستمائة قامة [حوالي ١٠٠٠متر]‏ عندما دوّت طلقة مدقع بارود تلتها طلقتان. كانت تلك الإشارة التي اضطربت لها بطاريات المدافع فرعت أطقم المدافع إلى مدافعها وبدأ القصف بالقذائف المدفعية الذي استمر نحو ساعتين ونصف أو ثلاث ساعات. تلقت لا بروفانس أربعًا وعشرين طلقة مدفعية مر معظمها فوقها بين صواريها. ولكنها أصيبت بإحدى عشرة طلقة» أصابت ثلاث منها بدنها وأصابت البقية أشرعتهاء ولكن الأضرار المادية كانت طفيفة. لم يرد لا بريتونيير على هذا القصف وخرج إلى عرض البحرء وسرعان ما أصبح بعيدًا عن مرمى المداف (0. أثار ت هذه الإهانة الجديدة لراية المفاوضات استياءً واسعًا في باريسء لم بح به الررين الجديد, بولينياك عدوع زاوم - الذي كان قد تسلم لتوه مهام منصبه - بديلا سوى التفكير في 'سبل الانتقام من هذه الإهانة الجديدة ووضع حد لحرب لم تحتو فيا قوق الناس إلا قليلاً.'7) على أن الجميع اتفقوا على أن تلك اليل لا يمكن أن تتمثل سوى في إبرار جيش في إفريقيا. ولكن إلى جانب أن ذاك الوقت من السنة كان متأخرًا جدًا ليلائم تنفيذا ناجحًا لتلك العملية: فإن التعقيدات التي ولدتها أزمة الشرق» في تلك المرحلة تحديذاء في السياسة الدولية» لم تكن لتسمح في ذلك الوقت» على نحو أفضل من أي وقت سابق» بصرف جيش فرنسي عن القارة الأوروبية. فالروسء بعد سلسلة من توالي النجاحات م خلال عام 208578 استعادوا زمام المبادرة في البلقان في ربيع :»١1879‏ تحت قيادة جنرال متمكن وجريء هو الجنرال ديبيتش «ا0)أطء11: الذي استطاع أن يهزم جيش الصدر الأعظم في ١١‏ يونيو 1879 في كوليفتشا ويجبره على التقهقر إلى معسكر شوملا في الخطوط الخلفية. وبعد استيلائه على سيليستري ١9(‏ يوليو)؛ ترك جزءًا من قواته لحصار غوملاء ثم قام بتحرير البلقان وإجبار طلائع القوات هناك على التقهقر إلى أدرنة. 37 وسرعان ما اضطربت لتلك الأحداث أوروبا. ومن ذلك ما ورد في مذكرة تم الاطلاع عليها واعتمادها في مجلس الملك. من أن "الجيوش الروسية تتقدم نحو القسطنطينية مندهشة هي نفسها من انتصاراتها؛ حيث تشق طريقها وسط شعب لم تتسن له فرصة اتخاذ أي تدابير دفاعية. إن أوروبا تنظر بعين القلق للروسء ولكنها لا تستطيع وقف تقدمهم. في تلك الأثناء ربما نسمع في أي يوم أن القسطنطينية قد تم الاستيلاء عليهاء أو أن إحدى تلك الثورات» المتكررة في آسياء قد أسقطت السلطان محمود؛ و سوف يؤدي ذلك إلى تفكك الدولة العثمانية في أوروبا."!'") وسط تلك المنعطفات الخطيرة رأى بولينياك أن فرنسا لا ينبغي أن تكون آخر من ينتبه لمصالحه. فلو كان مقدرا للإمبراطورية التركية أن تزول» فإن اقتسام بقاياها من شأنه أن يفضي إلى إعادة تشكيل خريطة أوروبا على نحو تُنصف فيه فرنسا التي ظلمَت بمعاهدة ©181. تلقى الذوق مورشان 9/4664 سفير ملك فرنسا لدى روسياء الأمر بمفاتحة القيصر في هذا المشروعط"'. وأعرب له المسؤول الفرنسي عن أن فرنسا ستكون راضية لو حصلت على المقاطعات البلجيكية التي كانت آنذاك بحوزة هولنداء حتى خط الموس والرين» وأعادت فتح خط الحدود في الألزاس الذي كان قد انتزع منها سنة .148١‏ وتحصل روسيا في أوروبا على فالاشي ومولدافياء فضلاً عن الاتساع بحدودها الآسيوية. أما النمسا فتحصل على صربيا والبوسنة. وبالنسبة لبروسيا فتترك لها الساكسء واللحفاظ على مبادئ الشرعية" يحصل ملكها على المقاطعات البروسية الواقعة بين الرين والموسء باستثناء مساحة صغيرة من الأرض تُمتح لبايرن. وبهذا التنازل تحصل يروسيا على تعويض سخي بحصولها على المقاطعات الهولندية الواقعة بين بحر الشمال والرين. أما بالنسبة لهولندا التي يمكن أن تؤول مستعمراتهاء جزئيّاء إلى إنجلتراء والتي ستختفي بذلك من خريطة أوروبا ومن العالم» فسيحكم ملكها من القسطنطينية وستتكون إمبراطوريته من ممتلكات تركيا الأوروبية» باستثناء المناطق التي سيتم التنازل عنها لروسيا والنمسا. ولن تكون هناك حاجة لعقد 36 مؤتمر لترتيب تلك التعديلات في خريطة أوروبا. وأكد له بولينياك أنه يكفي أن توقع فرنسا وروسيا على "اتفاق سري منفصل بينهماء يُدخلان فيه بروسيا وبافاريا فيما بعد؛ والنمسا المحصورة بين فرنسا وروسيا وألمانيا ستغتبط بالخروج من هذا الوضع بقبولها الحصة التي ارتأتها تلك الممالك لها؛ أما. إنجلتراء التي أدارت لها القارة بكاملها ظهرهاء فلن تجرؤ على شن حرب وحدها لمعارضة ترتيب منحت بموجبه نصيبًا لا بأس به.” وأضاف المسؤول الفرنسي أنه بمجرد إبرام الاتفاق سوف يكم تحديد أعداد القوات التي يد ينبغي أن تضعها كل دولة على أهبة الاستعداد لدعم الترتيبات المقررة. 'لن نستطيع أن نستبق بق حربًا شاملة وندفع كل الملكيات إلى تبني ائتلاف أجبرتنا الظروف على تكوينه وتحقيقه في فترة وجيزة إلا إذا فاجأنا أوروبا بتحالف متين كامل التكوين؛ واتحاد قوات لا قبّل للقوى الأخرى به.' وأضاف بولينياك أن الملك سوف يتوفر لهء إن اقتضت الضرورة» جيش قوامه أكثر من ٠٠١‏ ألف رجل خلال ثلاثة أشهرء جاهز لإثبات حقوقه أو ضمان تنفيذ الترتيبات التي وافق عليها."") من شأن مثل تلك المشروعاتء بطبيعة الحال» أن تستبعد إمكانية نية تشتيت جزء من القوات المقرر استخدامها لدعمهاء لمجرد المعاقبة على ا اق الجزائر. بيد أن الكرامة الوطنية كانت تطالب بالانتقام على نحو لم يعد من الممكن تأجيل الانتقام لها أكثر من ذلك. وجدت فرنسا نفسها إذن أمام ضرورة التحرك مع انشغالها الكبير في أوروبا الذي لا يمكنها من هذا التحرك. عندها قرر الأمير دي بولينياك الموافقة على الاقتراح الذي كان قد طّرح عليه من أجل وضع حد للنزاع المشؤوم الذي نشب بين فرنسا وولاية الجزائرء ولكن بوسيلة مختلفة تمامًا. كان كاتب هذاء دروفيتي» قد عاد لتوه إلى فرنسا بعد أن قضى فترة طويلة في الإسكندرية» بوصفه نائب الملحق الفرنسي للعلاقات التجارية» ثم قنصلاء ثم قنصلا عامًا من قبل الملك. كان الرجل قد انخرط طيلة خمس وعشرين سنة في تاريخ مصرء شهد فيها اعتلاء محمد علي مندّة الحكم» وعمل خلالها على إرساء 39 سلطان الوالي مقدمًا له النصيحة في اللحظات الحرجة» فحاز بخدماته ثقة والي مصر الذي اتخذه صديقا واعتاد أن يتناقش معه في المشكلات السياسية الكبرى التي كانت تمر بها أوروبا. في هذا الإطار ناقش الرجلان المصاعب التي نشبت بين فرنسا وولاية الجزائر منذ عام .١14877‏ وكان محمد علي في تلك الفترة يحلم بغزو الشام. ولكن دروفيتي أثناه عن ذلك؛ ونصحه بدلاً من غزو سوريا أن يتجه بأنظاره إلى ولاية البربر هذهء على أساس أن هذا المشروع يمنح الوالي ميزة مزدوجة؛ إذ يوطد علاقته مع أوروبا مع تحاشي إثارة حفيظة الباب العالي في الوقت نفسه.9"') راقت فكرة هذا المشروع لمحمد عليء وعندما عاد القنصل في إجازة سنة ١8737‏ إلى بلاده؛ أطلع حكومة الملك على أن محمد علي مستعد للتعاون معه في غزو تلك الولاية. بيد أن فرنسا كانت قد ارتبطت لتوها بمعاهدة لندن؛ التي أبرمت لوضع حد للنزاع اليوناني العثماني» فما كان من حكومة الملك إلا أن ألقت لتلك الاقتراحات أذنا صماء نظر! لانطوائها على تدخل عسكري. وعند عودته إلى مصر في بداية عام ١18778‏ أبقى على آمال محمد عليء ففكرة توكيل محمد علي بإخضاع ولاية الجزائر بدت له فكرة حصيفة؛ إذ أن نتائجها ستكون» من وجهة نظرهء سارة بالنسبة لأوروباء حتى إنه لم يتوان عن الاحتفاء بهذا المشروع ومناقشته علناء مع زميل كان من الواجب أن يتوخى معه الحذر الشديد. ففي رسالة بعث بها باركر 82:66؛ قنصل إنجلتراء .إلى بلاطه الملكي في ١8‏ أغسطس 099159 نقرأ: "خلال الأشهر القليلة التي سبقت رحيل دروفيتي كان موضوع حديثه المفضلء؛ حتى معي أناء هو الخطة التي أعلن كثيرً! أنه قد طرحها على حكومته وضغط لتبنيها بوصفها الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب مع الجزائر بانتصار حاسم. وتتمثل تلك الخطة في توكيل والي مصر بغزو تلك الولاية ومساعدته على ذلك؛ بعد أن يكون قد بسط سلطانه على الولايتين الأخريين!) (أ) هما ولايتا طرابلس وتونس. (المترجم) مع ملاحظة أن المقصود بطرابلس(هي ليبيا حاليا)؛ إذ كانت المدن الأخرى(بني غازي وطبرق) تخضع للعاصمة طرابلس. وأطلق اسم ليبيا على المدن الثلاث بعد عام ١46١؛‏ حينما حصلت على استقلالهاء وبالتالي أصبحت عضوا بالجامعة العربية.(المراجع) 40 الإنجليزية عندما يستعرض القنتصل العام لفرنسا تفاصيل تنفيذه» فحينها تتفتح كل العقبات» سواء من ناحية الوضع الحالي المحرج والحرج للواليء أو من المقاومة المتوقع أن يلقاها عند محاولة إخضاع الولاية. هل هي قابلة للتنفيذ خطة دروفيتي هذه؟ كلما استطعت أن أستوعب تلك الكلمات الفصيحة الرنانة» وجدت أن اسم محمد علي وحده يكفي؛ وأن القنصل كان يولي وزنا وتأثيرا كبيرًا لهذا الاسم في الأصقاع الإسلامية التي سيغزوهاء تبدو معه بعض القوات أو السفن المساعدة من فرنسا مجرد حرصء ربما زائد عن الحاجة» لتأكيد ضمان النجاح." طرح دروفيتي إذنء سنة 179+ على الأمير بولينياك مشروعا اختمر تمامًا منذ فترة. وبعد أن عرض على الوزيرء باختصارء الأسباب التي تدفع لحل سريع للمسألة الجزائرية والمصاعب التي تواجه القيام بحملة فرنسية والنفقات التي ستتطلبها قال له: "من الممكن تدمير معاقل هؤلاء المسلمين المتوحشين البرابرة بيد أبناء دينهم الذين خضعوا بالفعل لبعض النظام وصاروا أقرب للحضارة... محمد علي؛ والي مصرء لن يتوانى عن إرسال جيشء بالتنسيق مع فرنساء يغزو تلك البلاد لإخضاعها للمستوى نفسه من الحضارة والانصياع للباب العالي الذي تتمتع به مصر اليوم. نجاح تلك الحملة لا يرقى إليه شك؛ فالجيش المصري المكون كله تقريبًا من المصريين لن يخشى شيئًا من تأثير الطقس...ولن يلقى مصاعب تذكر في عبور الصحراء. هذا فضلاً عن أن الوالي يستطيع أن يستخدم البدو العرب الذين يسكنون تلك الصحاري بين مصر وطرابلسء؛ ... الوسائل العسكرية المتوافرة لطرابلس وتونس لن تستطيع إيقاف الجيش المصري. الجزائر وحدها يمكن أن تبدي بعض المقاومة ولكنها لن تستطيع الصمود طويلاً. والداي الذي سيتخلى عنه العربان الذين يحمون ظهره: وتهاجمه القوات المصرية من البر وتحاصره القوات الفرنسية من البحرء لن يجد أمامه سوى القبول باستسلام يضمن له اللجوء وأهله إلى تركيا.*" 41 وأكد القنصل أن الكل سيستفيد من تلك العملية. الباب العالي سوف يرى» بكل سرورء ولاياته شبه المستقلة تعود إلى حظيرة الولايات الأخرى. ومحمد علي سوف يتسع بحدود ملكه ويزداد مجذا بارتباط اسمه بمشروع سوف يكسبه تقدير كل الأوروبيين الذي يطمح إليه أكثر من أي شيء آخر. هذا فضلاً عن أنه سيُّثبت بذلك ولاءه للباب العالي فيبدد الضغينة التي لا يزال السلطان يكنها له. كل القوى الأوروبية ستهلل لاختفاء القرصنة» وسيكون نصرًا! مظفر! للإنسانية وللحضارة؛ ينعكس مجده على الملك شارل العاشر نفسه. وبذلك ينتهي الخلاف مع الجزائر على نحو يكفل لفرنسا تقديرًا وعرفانا جديدين من الدول الأخرى77". هكذا تحدث دروفيتي. وعندما دعي إلى وزارة الخارجية لشرح التدابير العملية لمشروعه قال القنصل إن الجيش المصري يستطيع القيام بالحملة في أي وقت من أوقات السنة عن طريق البر؛ حيث إن الصحراء لا تمثل عقبة يمكن أن تعترض مسير أي جيشء بل وقد عبرتها سنة 1805 قوة مؤلفة من 7٠١‏ رجل؛» كما أن إرسال الباشا لسراياه إلى شبه الجزيرة العربية أثبت أن جنوده الأشداء يستطيعون تحمل الحرمان والإجهاد اللذين لا ينفصمان عن عبور صحرائها. وأكد القنصل أن الجيش المصري سيصل إلى طرابلس قبل انقضاء شهرين. وباتخاذه الي طريقا بدلا من :البحن ستتوافر له مزية أن يزداد عدذا أثناء مسيره بانضمام العربان الذين يصادفهم في طريقه إليه. أفلا يتحدث سكان تلك الولايات اللغة نفسها التي يتحدثها جنود الوالي؟ ولنا أن نتوقعء بارتياح» أنهم سيستقبلون الجنود بوصفهم محررين. وسائل الدفاع المتوافرة لداي طرابلس وداي تونس محدودة للغاية» فكيف لهما أن يقاوما الوالي الذي يمتلك جيشا يزيد على ٠‏ ألف رجلء 5" ألفا منهم في مصرء سينضم إليهم ما بين ١١‏ و١٠‏ ألف بدوي؟ أما بالنسبة لقوات الباشا البحرية ساف ل وشلا ولس بلجل قر ل ا ل (أ) الفرقاطة: سفينة حربية متوسطة الحجم تزود في العادة بخمسة وستين مدفعًا. فضلاً عن مهامها القتالية تستخدم أيضنا في المراقبة والحراسة. انظر سعاد ماهرء البحرية في مصر الإسلامية» دار الكاتب العربي للطباعة والنشر» دءت.ء ص 7537؛ ودرويش النخيلي» السفن الإسلامية على حروف المعجم؛ مادة فرقاطة. (المترجم) (ب) القرويت: سفينة حربية وسط بين الفرقاطة والإبريق. لدراسة وافية حول هذا النوع من السفن. انظر درويش النخيلي؛ السفن الإسلامية على حروف المعجمء مادة قرويت. (المترجم) 42 يتطلبها حصار موانئ الولاية. لن يحتاج الوالي إذن لمساندة أو دعم من أسطول فرنسي. وعلى ذلك فمن الممكن أن تصطبغ الحملة بصبغة علوية خالصة؛ تثير غيرة إنجلترا. سيكفي أن تقرض فرنسا الوالي فرقة مدفعية وعشرة ملايين فرنك على الأكثر حتى يضطلع محمد علي بالمهمة بنجاح:!"") حظيت تلك المقترحات بأذن صاغية وعقل مهتم تمثلا في شخص بولينياك؛ وذاك أنها تتسق مع فكرة قديمة لبولينياك نجد لها أثرّاء منذ 218١4‏ في مذكرة كتبها بخط يدهء وتتعلق بمشروع حملة على الجزائر يستهدف منها إمكانية ربط مسألة ولايات شمال إفريقيا بالمسألة المصرية» من أجل تحقيق نفوذ أدبي أو مادي لفرنسا على كل الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط.7"') وهكذا تبنى الوزيرء بحماسء» الخطة التي اقترحها دروفيتي» ودون إيطاء أرسلء في أواخر سبتمبر 4 »ه. مذكرة إلى مجلس الملك يستعرض فيها مميزات هذا الترتيب ؟١)‏ قال الوزير: "القيام بحملة على الجزائر قد يؤدي إلى نتائج وخيمة وسوف يتكلف الكثير من النفقات؛ لذلك فمن الفطنة أن نحصل على النتيجة نفسها دون تعريض كرامة جيوشنا للخطر في مشروع قد تعرضه ظروف المكان لمخاطر م جمة. 'وبعد إحلال السلام! )؛ يستطيع جلالته أن يكلف سفيره أن يطرح على السلطان التصور التالي: بعد أن تعرض جلالته إلى إهانة شنعاء على يد داي الجزائره صحت عزيمته على الانتقام. ولن يقدم جلالته أي تفاصيل للباب العالي حول طبيعة الوسائل التي ينتوي استخدامهاء ولا حول النتائج التي قد تسفر عنهاء ويكتفي بإخبار الباب العالي بأنه يرى أن من واجبه أن يحمي مستقبل رعاياه من أي مخاطر تهدد أمنهم وتضر به دائماء من هذا الجانب. 'ولكن الملك يفضل - في ظل الصداقة القديمة التي تربط الدولتين» والتي برهن عليها جلالته للباب العالي مجدذا في المفاوضات التي اختتمت لتوها في القسطنطينية - أن يعاقب السلطان نفسه بوسائله الخاصة أحد عماله الذين لا شك 43 أنه مستاء من سلوكه. وسوف يجد السلطان تلك الوسيلة في, القوات المسلحة التي 0 إن تُركت بغير ما يشغلها تثير القلق في الشام التي أراد محمد علي دوما أن يمتد بسلطانه إليهاء فليأمرها الباب العالي بمعاقبة رعايا يهدد وجودهم؛ بشكل مستمرء علاقاته مع أفضل أصدقائه, وليحول» في الوقت نفسه» اهتمام محمد علي عن الشام؛ ويصدر له مانا يعوو الو لأنات الفلاتة وثمن مكل متكومانياء التي لا تتسق مع هدوء البحر الأبيض المتوسطء حكمًا منضبطاء وسليماء ومناسبًا لأصدقاء السلطان» ومهدةا لأعدائه. سوف يستطيع الباشاء وهو يحمل فرمانا من السلطان» أن يُخضع تلك الولايات الثلاث بسهولة» ويقيم فيها حاميات وحكاما. حينها سوف ترى أوروباء بعين الغبطة» بلذا منتجًا متاجرًا يحل محل معاقل القراصنة على الساحل الإفريقي؛ وبعد أن كان الباب العالي لا يتلقى جزية من تلك الولايات» سوف يتلقى من محمد علي جزية تساوي تلك التي يدفعها الباشا عن مصر. وسوف تحل سيطرة الباب العالي المباشرة على تلك البقاع محل الطاعة غير التامة» وغير المأمونة» بل والتي نستطيع أن نقول إنها اسمية من قبّل الدايات» والذين يخرج حتى اختيارهم عن يطل ” السلظان» «وستؤاف: يكون: ذلك بحق» :فتنا. بيعو لليات: العازن.. عت التضحيات التي سوف يقدمها بموجب معاهدته مع روسيا.” وأضاف بولينياك أنه بالنسبة لفرنسا فباستطاعتها التعويل على أن داي الجزائر سوف يتملكه الهلع بمجرد دخول القوات المصرية إلى طرابلسء فيقدم كل ما تريده فرنسا رغبة سعيًا إلى كسب رضاها. 'وللملك حينها أن يقرر ما إذا كان يقبل بتلك الترضيات أم يصدر قراره لقواته البحرية بتضييق الحصار على ميناء الجزائر والتعجيل بتدمير تلك الولاية التي أصبح وجودها عبئا على كل الأمم المسيحية.'() بعيد الانتهاء من هذا الثقريز مباشرة وصّلت إلى باريس أنباء معاهدة السلام التي أبرمت في أدرنة» في 16 سيتمبر ١8‏ بين الياب العالي وروسيا. وقد أعادت تلك المعاهدة للدولة العثمانية حرية التصرف في قواتها. أما محمد علي فقد 44 عبر دائمًا عن رغبته في التحرك ضد الولايات» بل كان قد تباحث مع مسيو ميمو 1001 الذي خلف دروفيتي في الإسكندرية» حول مسألة الجزائر قائلاً إن 'درايته بالولايات - المستندة إلى تقارير مؤكدة - تجعله يرى أن مشروعنا بقصف الجزائر غير قابل للتنفيذ» وأن مشروعًا لنا ضد الجزائر لن يكتب له النجاح خاصة وأننا فرنسيون وسنقوم بإيرار 4٠‏ ألف رجلء وأنه الوحيد القادرء بما لديه من وسائل وقوات مختلفة» على وضع نهاية مشرفة ومفيدة لهذه المسألة المشؤومة لو لم ُغْلَّ يده””). اجتمعت مقترحات الباشا الملائمة هذه إلى إعلان السلام في الشرق لتدفع بولينياك إلى اتخاذ قرار بالتحرك. وطرح بولينياك مسألة الجزائر على مجلس الوزراء» واستطاع الحصول على موافقة الملك على الخطة التي تتمثل في الدخول في مفاوضات مع الباب العالي بهدف حمله على إجبار عامله» داي الجزائر» على رد الاعتبار للملك كما يستحق.("') ثم قام بخطوة يبدو أنه لم يطلع عليها زملاءه في مجلس الوزراءء وهي المتعلقة بضلوع مصر في الحل» حيث كتب في ٠١‏ أكتوبر إلى الكونت جيومينو 006نطمهءااننا© سفير فرنسا في القسطنطينية يخبره بأن الملك قد قبل “العرض" الذي جدده محمد علي أكثر من مرةء والمتمثل في قيامه بغزو الولايات الثلاث تحت رعاية فرنسية. ثم حدّثئه عن الأسباب التي حملته على الاعتقاد بقدرة والي مصر على النجاح في تلك العملية؛ وأعرب له عن رغبته في أن يستند التنفيذ إلى اتفاق مسبق مع الباب العالي. وفي هذا الصدد فصل له القول في المكاسب التي ستعود على الدولة العثمائية من هذا الترتيب»ء وهي مكاسب يبدو أنها كافية لحمل الدولة العثمانية على إصدار الفرمان المطلوب. على أن بولينياك احترز لاحتمال رفض الدولة العثمانية فحذر بوضوح من أنه 'لو ارتأى جلالته أن إرضاء كرامته يقتضي إرسال جيش إلى الساحل الأفريقي» فسيكون في حل من المسؤولية عن النتائج المترتبة على ذلك إذ إن جسامة الحملة ستقتضي أن تسفر عن نتائج مدوية. سوف تدمّر الجزائر عن بكرة أبيهاء أو قد يرى جلالته نفسه مجبر! على الاحتفاظ بالأراضي التي غزتها جيوشه لتعوض رعاياه عن التضحيات المالية التي ستتسبب فيها تلك الحرب.7*') واختتم 45 الوزير رسالته بإيصاء جيومينو بمراعاة حساسية الباب العالي» وبتوخي عدم تسريب أي شيء عن هذا الترتيب» ومحاولة الحصول على قرار السلطان قبل أن يستطيع العملاء الأجانب في القسطنطينية أن يعوا مغزى تلك التحركات. قرر بولينياك: إذن» أن يكسو تلك المفاوضات بغطاء من السرية؛ وذاك أنه كان يستشعر - وله أسبابه في ذلك - عداء إنجلترا التي كانت دائماء كما يقول» "شديدة الفتورء على أفضل تقدير كلما تعلق الأمر بتنسيق الجهود ضد البربر". ولم يُفض بسره سوى لسفير روسياء بوزو دي بورجو 80,80 ذل 20دهم» الذي كان على تأييد تام في السابق لفكرة الحملة المصرية» عندما عغرضت لأول مرة على حكومة الملك سنة .١18717‏ لقد كانت مشاعر الثقة والصداقة التي تربط فرنسا والبلاط الروسيء وتطابق موقف البلدين من الجزائرء مبررات كافية لرفع السرية عن السفير الروسيء؛ على أمل أن يصدر القيصر أوامره لممثله الدبلوماسي في القسطنطينية بتقديم الدعم لمساعي الكونت جيومينو لو احتاج إليها.*") أوكلت إلى ميموء قنصل الملك في الإسكندرية» مسؤولية مناقشة هذا الاتفاق . مع والي مصر. وسمَّى له بولينياك مساعداء هو الكابتن أودير +06دق3قء مساعد الجنرال جيومينوء على أساس أن معرفته باللغة التركية» والعلاقات القوية التي استطاع أن ينشئها مع محمد علي إبان مهمته الأولى في مصر سنة ١117‏ » سوف تجعل منه مساعذا مهما للقنصل. واشتملت التعليمات» التي تلقاها في ١5‏ أكتوبر لينقلها إلى ميموء على أن الملك شارل العاشر يوافق تمامًا ويدعم الحملة التي يقترح محمد علي إرسالها لغزو الولايات» وعلى القنصل أن يطلع الوالي على أن فرنساء بعد أن قلبت الأمر على جميع الوجوه؛ تقبل العرض الذي اقترحه محمد علي وتؤيد بشدة خططه ضد البربر. وأضاف الوزير أن عليه أن يضيف أنه "على الرغم من أن هذا المشروع ينبغيء حتى يكلل بنجاح سهلء أن يتم بقوات محمد علي وحدهاء فإننا نطرح؛ إن أرادء تقديم الدعم بأسطولنا الموجود أمام الجزائر عند 46 نجاح عمليات قواته على الأرضء وأنه لو احتاج لمساعدات مالية فنحن على استعداد لإقراضه إياها.!'" وخول القنصل سلطة تقديم قرض بعشرة ملايين فرنك تفع غلن وقزيد ان تلاق طقف للخئلة كمون أي تاحين كر 'اطلع بوليتياك ميعز على أن الكونت جيومينو تلقى الأوامر باستخدام كل نفوذه للضغط على حكومة الباب العالي للحصول على فرمان من السلطان يتيح لمحمد علي ضم الولايات الثلاث إلى مصر. وأوضح بولينياك أن "مصلحة الباب العالي من الوضوح بحيث تجعلنا لا نشك في موافقته على نصائحناء ونأمل ألا يؤجل الوالي استعداداته حتى وصول الفرمان» الذي سنستعجل صدوره في القسطنطينية. وحتى لو أبطأ السلطان» جريًا على عادة الدبلوماسية التركية المتباطئة» حتى في هذا الظرف». وأخر إصدار القرار الذي نطلبه» فعلى والي مصر أن يتدبر أمره ليرى إلى أي مدى يمكن أن يؤخره ذلك بالفعل» وما إذا كان عدم وجود فرمان من الباب العالي عقبة حقيقية أمام نجاح قواته؛ وما إذا كان ذلك سيعرضه لغضب حقيقي ودائم من سيده". وإن حدث ذلكء أفلا يطمئن محمد علي لشفاعة كل الحكومات الأوروبية» دفاعًا عندء بعد أن قدم لها خدمة جليلة بالقضاء على القرصنة؟ سوف تقدم له فرنساء على وجه الخصوصء مساعيها الحميدة وحمايتهاء ثقة منها في ثاقب بصيرة الوالي الذي 'يعلم أن نتيجة الحملة من شأنها تأكيد سلطانه وسلطان أسرته على قاعدة أكثر اتساعًا وصلابة.' وبمجرد أن يتوصل ميمو لوضع الخطوط العريضة للاتفاق الفرنسي - المصري مع محمد عليء يقوم بإطلاع حكومة الملك على ذلك في التوء 'حتى نستطيع أن نعرف على وجه الدقة إن كان الباشا مستعدًا للتحرك في كل الأحوال أم أنه لن يتحرك قبل الحصول على قرمان من الباب العالي» وما هي المساعدة والدعم الذي ينتظره منا.” وأضاف بولينياك: "ولك أن تعده بأن حكومة الملك لن تتأخر عن دعمه في مشروعه.7") 41 أبحر الكابتن أودير على متن السفينة إكليبس 6:مناءة من طولون في ” نوفمبر ١855‏ ومعه التعليمات الوزارية؛ ليصل إلى الإسكندرية يوم ١5‏ من الشهر نفسه. وأثناء عبوره للميناء في زورق يحمله إلى الشاطئ التقى يوالي مضصر..:وفي ذلك يقول ميمو: 'بمجرد أن لمحني عن بُعد ألقى إلى تحية حارة وأمر مركبه بالتوقف ليتيح لي فرصة الاقتراب. وبعد لقاء حميمي قصير دون مترجمء تركته على وعد بزيارته في قصره في المساء نفسه» حيث أعرب عن رغبته في لقائي رغم الساعة المتأخرة التي التقينا فيها". اقتصر هذا اللقاء الأول على تبادل عبارات التحية المعتادة. كان الوالي على وشك القيام بجولة قصيرة في الأقاليم الداخلية قبل أن يعود إلى القاهرة» ولكن بعد أن عرف الغرض من ابتعاث أوديرء من الرسائل المباشرة التي حملتها الباخرة إكليبس من باريسء قرر تأجيل مغادرته» وضرب لمفاوضيه موعذا في اليوم التالي. أطلع ميمو محمد علي على المهمة التي كلف بهاء ولم يكن لهما ثالث سوى باغوص الذي تولى الترجمة. استمع له الباشا باهتمام بالغ. وكتب القنصل أنه بعد أن انتهى من الإدلاء بما عنده: 'قرر الوالي» بمجرد سماع هذا العرض البسيط؛ وفي هذه الجلسة الأولى» أن يوافق رسميًا على الدعوة التي قدمها له جلالة الملك بتولي مسؤولية تلك الحملة على النحو والصفة اللتين طرحناهما عليه» ولكن على شرط واضح وهو أن نقدم له المدد والمساعدة التي قال إنه بحاجة إليهاء والتي يرى أن لا غنى عنها البتة للبدء في هذا المشروع بالقوة والسرعة التي يتطلبها"9") بعد أن وجد ميمو البداية مع الوالي مبشرة:» أطلعه على التعليمات الصادرة إلى الكونت جيومينو من أجل الحصول على فرمان من السلطان يخول الوالي ضم الولايات الثلاث إلى ولاية مصر. ولكن محمد علي كان أبعد ما يكون عن الموافقة على هذا المسعىء وأبدى اعتراضه عليه واصفا إياه بأنه "في غير أوانه ومحفوف بالمخاطر". وأخبره الوالي بأنه كان» قبل تلقي هذه الرسالة الفرنسية» قد اقترح بنفسه على الباب العالي إصدار فرمان يخوله القيام بنفس المشروع؛ عارضنا هذه 48 المسألة على الديوان بوصفها وسيلة لتمكينه من الحصول على مبلغ كبير يساعده على مواجهة الالتزامات المتفق عليها مع روسيا!). وأعرب محمد علي عن خشيته من أن يُرَى في تطابق مسعاه مع مسعى السفير الفرنسي مؤشر على اتفاق بينهماء وهو ما يمكن أن يقوض كل شيء. وهنا بذل ميمو أقصى جيد لتطمين الباشاء ولكنه لم يتراجع عن موقفه ورجا القنصل أن يكتب للسفير طالبًا منه تعليق مسعاه لدى الباب العالي لو لم يكن قد بدأه بالفعل. كان محمد علي يرى أن لديه أسبابًا قوية تجعله غير راغب في أن يُطْلْع الباب العالي رسميًًا على مشروعه. أفلم تخبره عيونه في القسطنطينية باتفاق أبرم بين إنجلترا والباب العالي؟ وقد أكد شكوك الوالي في هذا الصدد تدخل مسؤول رفيع هو السير روبرت جوردون وكذلك رجال بريطانيا في مصر في مسألة إعادة حطام الأسطول العثماني إلى القسطنطينية. لذلك كان يخشى أن يحصل السلطان» بسهولة» من "'حليفته" على مساعدة الجيش البريطاني للوقوف في وجه مشروعه ضد البربر. كذلك كان يريد أن يستطيع القيام بضربات سريعة وحاسمة قبل أن يتم تنسيق أي تدابير ضدهء واثقا من : أن مشروعه بمجرد نجاحه سوف يؤدي بالباب العالي» الذي انفتحت شهيته للأموال التي يبعثها له محمد عليء: إلى الاكتفاء بالحصول على نصيبه من الإنجازات التي تمت.('") غير أن مزيدًا من التفكير رجع بالباشا عن موثفه الأول؛ فقد قال لنفسه إن الديوان» في هذه الظروف المعاكسة؛ وأمام بريق الخيرات التي يقدمها محمد علي» ربما ينتهز الفرصة ليظهر بمظهر من أسدى خدمة لفرنساء فيصدر الفرمان الذي يطلبه جيومينو. "وقال في ابتسامة تعلو وجههء قراري النهائي أن السلطان لو أصر على رفض إصدار فرمان بخصوص مشروعي الذي تم» رغم ما عرضته عليه. (أ) كان على الباب العالي أن يدفع لروسيا مبلغا سنويّاء بموجب اتفاقية أدرنة» وقام الياب العالي بتقسيم هذا المبلغ على ولايات الدولة وكان نصيب مصر منها مبالغا فيه. (المترجم) 49 فسأترك للأمة الإسلامية الحكم على أفعالي. العثمائلي حميرء لن يرضى واحدٌ منهم عن استيلاتي على الولايات الثلاث حتى عندما أقول لهم إن دافعي هو منع آخرين» كالروس مثلاء من الاستيلاء عليها."7”" أَيّا كانت دوافع الباشا للتحرك دون انتظار إذن السلطان؛ فخلال المقابلة الثانية التي جرت في اليوم التالي مع مفاوضيه الفرنسيين» لم تتجدد اعتراضات اليوم السابق المتعلقة بالباب العالي» بل لم يُذكر حتى اسمه. ومن هنا استنتجاء كما سجل ميموء * أن الباشا وابنه؛ وهما الأفضل حكمًا على وضعهما بالطبع» وربما .. من يدري؟ متأكدين من موافقة الديوان بدافع الأسباب المذكورة آنفاء أو واثقين» على الأقل» من إمكانية تخطي تلك الموافقة» قد قرا التحرك في كل الأحوال دون أن ينتظرا سوى موافقة فرنسا على الشروط التي طّرحت عليها للبدء فورً! في المشروع بحشد واسع للقوات وبنشاط كبير."77) خلال هذه المقابلة الثانية» أطلعهما الوالي على الاستعدادات العسكرية التي اتفق عليها مع نجله. سوف يستخدم الباشا ٠؛‏ ألف رجل لغزو الولايات الثلاثة» + 'ألقا متهم من من القوات النظاميةء و١7‏ ألفا من البدو الأعراب» وسوف يتولى إبراهيم باشا قيادة الجيش. سوف يتم نقل القوات النظامية عن طريق البحرء بينما يسلك الأعراب طريق الصحراء. وحرصا على الحفاظ على الطابع الإسلامي الصرف لحملته؛ وهو شرط لا غنى عنه لنجاح الحملة في رأيه» أعرب الوالي عن رغبته في عدم إظهار فرنسا لأي مظهر من مظاهر المساعدة» وعدم تقديم أي مدد لقواته في البر أو البحر. وعندما تصل قواته إلى تونسء لو ارتأى إبراهيم باشا ضرورة ابتعاد الأسطول الفرنسي المتمركز أمام الجزائر؛ فسيطلع الأميرال على رغبته تلك. ولكنه سوف يستفيدء إن دعت الحاجة؛» من مساعدة سلاحي المدفعية والمهندسين الفرنسيين» وكذلك من المعدات والمؤن التي ستساعد على إخضاع الجزائر. بقى الاتفاق على طبيعة وحجم الإمدادات التي يرى الباشا أنها ضرورية لحملته» والتي أبدت حكومة الملك استعدادهاء من حيث المبدأء لتقديمها. أراد ميمو 530 أن 'يستدرج الباشا" بالتعبير العامي» فسأله عن شروطه. وأجاب الباشا: 'حتى نشرع في حملة بهذه الضخامة ونضمن لها النجاح التام والمؤكد» نحتاج إلى أربعة ملايين تالاري0" مقدماء ألتزم بسدادها في غضون السنوات الأربع التالية للاستيلاء على الجزائرء وكذلك أربع بوارج قوة كل منها 2٠١‏ مدفعاء على سبيل الهبة أو البيع الصوري." اضطرب المفاوضان بمجرد سماع تلك الشروط؛ حيث كانت التعليمات التي لديهما تختلف كثيرً! عما يقترحه الباشا من حيث حجم المساعدات» بل ولم تكن تعلطو أي دكن لسارم لي و انين وكات برخ تكن على على ذلك» والذي أدهشهماء أن دروفيتي كان قد بعث له برسالة من باريس تقول 1 حدٌ الملايين العشرة ليس نهائيّاء وأن حكومة الملك مستعدة» عن طيب خاطرء أن تقدم له البوارج التي طلبها. هل كانت مطالبة الباشا بالحصول على تعزيزات مجانية لأسطوله غير منتظرة بالمرة بحيث صدقها المفاوضان الفرنسيان؟ لقد دافع محمد علي عن مطالبه مؤكذا أن طلبه للبوارج كان دائمًا جزءً! من مقترحاته وأنها كانت شرطا دائم الحضور في عرضه لإرسال جيش لغزو الجزائر. بيد أن دروفيتي مر على هذه المطالب؛ في باريس؛ مر الكرام واكتفى بأن يذكر رغبة الباشا في تسليمه يعض العمارات البحرية في مقابل مبلغ يت يتفق عليه. وأعرب ميمو لأوديرء بعد أن ضغط عليه الأخير بأسئلته» عن أن ذلك كان الاتفاق دائمًا بينه وبين الوالي» وأنه لم ير أهمية لذكر شرط البوارج الأربع له» رغم اطلاعه على كل التفاصيل» عنذما أطلع بولينياك على اقتراحات محمد علي.7") وقال أودير "كانت مطالب الباشا قائمة على أساس إذنء ولكن نظرا لأن تعليماتنا لم تحتو حتى تلك اللحظة على استعداد حكومة الملك للتنازل مجانا عن أربع بوارج؛ فقد انصبت جهودي منذ تلك اللحظة على محاولة إثناء الباشا عن الفكرة التي عبر عنها غير مرة من كون تلك البوارج ضرورية على نحو لا غنى عنه لضمان نجاح المشروع.” وتابع أودير قائلاً: "ولكني سنُدى حاولت أن أثبت له أن قواته البحرية على حالتها الراهنة أكثر مما يحتاج فعليّاء وحتى لو لم تكن كذلك فالفرقاطات أكثر إفادة 51 من البوارج الشاهقة نظر! لطبيعة المواقع وأحوال البحر في البحر الأبيض المتوسط. بل وطرحت كل الحجج التي اعتقدت أنها من الممكن أن تؤثر فيه» وفي النهاية قلت له إن رأيي الشخصي هو أني شبه متأكد من أن اعتبارات كثيرة تقف حائلاً أمام تنازل حكومة الملك عن بوارجها الأربع. يتوقف الباشا عن ترديد أن: ' البوارج لا غنى عنها لإضفاء مظهر القوة على الحملة وقدرتها على التأثير» ليس فقط في عيون البربر وإنما أيضًا في نظر الباب العالي والقوات التي قد يستطيع أن ينجح في وضعها في خدمة مصالحه. هذا فضلاً عن أنها وسيلة للحصول على استسلام مباشر وربما دون أدنى مشقة. واختتم أودير مقالته بأن "هناك بلا شك جانب من جوانب حب الذات في هذه الرغبة الأكيدة في زيادة حجم الأسطول المصري. فمحمد علي يعلم تمام العلم أن صيته قد ذاع في أوروباء وأن لدى الجميع؛ في كل بقاع آسيا وإفريقيا التي وصلها اسمهء انطباعًا بعظمة قدرته. لذلك فهو لا يريد أن يظهر في مكانة لا تطاول سمعته في مشروع يتوقع» في شيء من الغرورء أن تتركز عليه كل الأنظار."(") أما ميموء فقد كتب من جهته إلى بولينياك قائلاً: "إن فكرة الحصول على بوارجء تلك الفكرة المتسلطة عليه والتي تناقشت فيها مع معاليكم مرات عديدة. هدفها ليس الرغبة في نجاح الحملة على البربرء على الرغم من مساهمتها ربما في هذا النجاح» بقدر ما تهدف إلى الاستعداد لإنجاز مشروع آخر قد يكون أكثر اتساعًا وجراف +5 1 ا كانت الدوافع التي كانت وراء موقف محمد علي من الرسالة التي حملت مقترحات الحكومة الفرنسية("). فقد أجاب عنها الباشا برسالة تمسك فيها بكل شروطها"". وأكد على وجهة نظره في رسالة وجهها ابنه إبراهيم باشا إلى روفي 1 إما القبول الكامل أو الرفض الكامل. وفي ذلك كتب أودير: 'ما زلت على اقتناعي بأن الوالي حتى لو ثبت له أن أهمية المشروع لا تبرر طلبه أربع بوارج 532 من فرنساء فلن يغير ذلك من إصراره قيد أنملة. سواء كان الأمر افتتانًا بالفكرة أو ضرورة محسوبة بدقة لموقفه» فالفكرة المؤكدة عنده هي خلق أسطول هائل بأي ثمن وفي أسرع وقت. لقد تقدم الرجل بطلبه ويجب النظر إليه على أنه شرط لا غنى عنه للحملة التي عرض توجيهها للولايات الثلاث. على أني تأكدت من المقربين من الوالي ومستشاريه من أن اقتراح تقديم ثمن البوارج الأربعة أو حتى أكثر من ثمنها سوف يقابل بالرفض من جانبه.'("") سوف يتعين على مجلس الملك إذن أن يقرر ما إذا كان من المناسب أن يقدم التضحية التي يطلبها محمد علي. وحتى يتخذ القرار على بصيرة أطلع أودير بولينياك على ما يراه من حظوظ لنجاح الحملة التي يقترحها الباشاء فكتب له: " تبدو لي خطته حكيمة وجريئة وتتوافر لها كل الفرص المرجوة لتحقيق نجاح سريع وسهل. جيش مكون من 45٠‏ ألف رجل معتادين على المناخ الذي سيقاتلون فيه معززين بالتعاؤن المفيد . والفعال: من قبائل. العزبان المتاخمة للولايات». كديلون: بمجرد ظهورهم المفاجئ في تلك الولايات؛ بإثارة هلع يدفع حكام البربر الثلاثة؛ الذين ليس بوسعهم إبداء كثير مقاومة» إلى الاستسلام ربما دون قتال يُذكر. وسرعة محمد علي المحسوبة بدقة تضمن عدم استطاعة عاهل مراكش إرسال النجدة التي ربما وعد بها جاره الجزائري في الوقت المناسبء. وهي نجدة رغم كونها غير ذات أهمية أمام القوات العربية؛ فإنها يمكن أن تمثل إزعاجًا وصعوبات جِمّة من كل نوع أمام جيش أوروبي. 'لو كان مجد محمد علي ومصلحته لا يدفعانه لبذل كل ما في وسعه لتحقيق نجاح سريع لهذا المشروعء وكانت هناك حاجة لوجود ضمانات على تصميمه على هذا النجاح؛ فلن يستطيع الرجل أن يقدم ضمانة أكبر من قراره بوضع ابنهء إبراهيم باشاء على رأس قيادة جيشه. فهذا الوزيرء استثنائي بين أبناء جلدته؛ وكان من شأن نشاطه وصفاته التي جعلته ضرورة لا يستغني عنها أبوه في مصرء أن 53 تجعلنا نخشى ألا يوافق محمد علي أن يستغني عنه وقد أوكل إليه كل تفاصيل الإدارة المدنية والعسكرية لولاياته» بعد أن بلغ منه النصب مبلغه وطعن في السن. 'نستطيع إذن أن نرى في تصميم الباشا أكبر ضمان على النجاح الذي يمكن أن د يحفققه”". 'أما أحمد باشا الذي يقود الأعراب برا فهو ضابط خبير يتمتع» مثل قائده الأعلى» بثقة جنوده. وقد قام بحملات عديدة في إثيوبياء وكذلك ضد الوهابيين في الحجاز. أما القوات البحرية» فينتوي محمد علي أن يستخدمها كلهاء وحتى يكسبها امتيازا جديذا على البحرية العثمانية» فقد أوكل قيادة كل سفنها إلى ضباط فرنسيين يخدمونه منذ ثلاث سنوات بوصفهم معلمين.... “على الإجمال؛» يرى محمد علي أن الولايات الثلاث ستكون قد خضعت بعد شهرين من انطلاق قوات الحملة. وهو راغب وآمل في ألا يضطر لمعاودة القتال الأرض وفي البحر حتى يتيقن السكان المغاربة عند ظهورها بعدم جدوى أية مقاومة:(**)* العودة إلى باريسء ولكن ذلك سوف يتطلب توقفا طويلاً للمفاوضات. لذلكء فبدلاً من الانتظار في مصر حتى مجيء رد حكومة الملك» قرر أودير أن يذهب بنفسه إلى فرنسا للحصول على الردء فأبحر على متن الإكلييس في ٠5‏ نوفمبر متجها إلى طولون. بينما كان أودير يكافح الرياح المعاكسة للوصول إلى ساحل بروفانس» ظهر جيومينو على مسرح الأحداث في القسطنطينية. كانت تعليمات الوزير الصادرة 54 بتاريخ ٠١‏ أكتوبر قد وصلته يوم 18 نوفمبرء ولكنه لم يستطع أن يفتح الموضوع مع الريس أفندي إلا في أول ديسمبر. كانت المسألة دقيقة. وذاك أن إطلاع السفير لباب العالي» سنة :١1877‏ على القطيعة مع داي الجزائر لقي حينها تجاهلاً من الديوان الذي أعلن على لسان الريس أفندي عدم قبوله لهذا الإعلام. كانت الدولة العثمانية آنذاك غارقة في المسألة اليونانية» وربما يفسر نفور الباب العالي الطبيعي من القوى التي لعبت دور الوسيط هذا المسلك إلى حد ما. كان على جيومينو معاودة الكرة إذن» فاجتهد في إيضاح كل المميزات التي يحملها المشروع الحالي للباب العالي» حيث ربط بحنكة بين مسألة الجزائر ومسألة الولايتين الأخريين؛» موضحًا أن أوروبا تراهم متمردين على سلطة الباب العالي ومهينين لها بقرصنتهم. وركز على أن تلك الولايات على الرغم من كونها من أخصب ولايات الدولة العثمانية وأكثرها جدارة بتقديم المنتجات؛: والأموال» والمميزات العسكرية سوى عقيم العرفان؛ وداياتها يتصرفون كما لو كانوا سادة شبه مستقلين لا يربطهم بالسلطان سوى رابطة دينية محضة. ورغم ذلك ظلت تلك الولايات الثلاث جزءًا لا يتجزأ من الدولة العثمانية» واستمر ورود أسماء حكامها في القوائم السنوية لتعيين أو تثبيت الحكام التي يصدرها السلطان. يحق للباب العالي إذن أن يقتص ضمانات دائمة وفعالة لعدم تكرار التجاوزات التي أثارت الشكوى. وتابع السفير قائلاً إنه من الضروري أن يتخذ الباب العالي قراره دون إيطاء؛ لأن فرنسا لقيت من الجزائر أضرار! بلغت مداها فنفد صبرها على هذا الهوان. ولم تقف سوى الظروف السياسية غير المواتية حائلآء حتى الآن: أمام فرنسا لاتخاذ التدابير المناسبة» بالتنسيق مع الباب العالي أو وحدها لو تعذر هذا التنسيق» لإنزال عقاب بولاية الجزائر يجعلها أمثولة» بل وقد يصل إلى حد تدميرها. ولكن الآن مع استتباب الأمن في الشرقء فقد قرر ملك فرنسا الانتقام من 35 الجزائريين انتقامًا مدويًا. ثم قال السفير ما نصه: "يجري الآن تحضير الاستعدادات اللازمةء ولن يستثنى شيء لتمكيننا من إنزال ضربة قوية» ضربة حاسمة لو لم يرد الباب العالي نفسه الاضطلاع بمسؤولية الدفاع عن مصالح هي له أكثر مما هي لأوروباء وذلك بأن يتبنى» دون إيطاء» خطة سهلة التنفيذ وفيها إرضاء للجميع." ثم عرض جيومينو الخطة بحنكة قائلاً: "لا يفصل مصر عن أراضي ولايات البربر سوى صحراء يسهل اجتيازهاء ولديها جند ألفوا مكاره الحرب ألفة لا يفت فيها مناخ صحراء البربرء لأنه نفس مناخ بلادهم. حملة من عدة آلاف من هؤلاء مدعومة بفرمان ممهور بالخط الشريف لعظمة السلطان تكفي لتنفيذ المشروع المقترح في فترة وجيزة."7'*) وتعد الحكومة الفرنسية بتقديم أي تعاون قد يرغب فيه الباب العالي لدعم تلك الخطةء ولكنء لو تم رفض الخطة فلن يحرص جلالة الملك سوى على مصالحه؛ ولن يتوانى عن مهاجمة الجزائر برًا وبحرا. تلك كانت الاعتبارات التي رفعها جيومينو باقتدار إلى الريس أفندي. وعلى الرغم من حرص جيومينو الشديد على عدم إبراز دور محمد علي وعدم الإتيان على ذكر والي مصر إلا بسبب الوضع الجغرافي للبلد الذي يحكمه؛ فقد حاول الريس أفندي أن يعرف ما إذا كانت الخطة التي تقترحها فرنسا قد تم التنسيق حولها مع هذا الوزير. وأجابه جيومينو بأنه لا علم له بذلك» ولكن حكومة الملك أكدت لهء عند توجيه للباب العالي بهذه الخطة. حرصها الذي لا لبس فيه على احترام حقوق السيادة الخاصة بالسلطان.7؛) وقد لخص جيومينو انطباعه عن هذا اللقاء الأول في رسالة بعث بها إلى بولينياك: وجاء فيها: "وعلى الرغم من تملك عادة التحفظ من الريس أفنديء فقد بدا مفتونا بالخطة المقترحة. وكان يستمع بشغف لما سيجلبه تنفيذها من مجد وفائدة للباب العالي. وقد أقرء دون ترددء بالطابع المقيت لحكومات الولايات الثلاث» ومن عدم اتساقها مع السلم العام ومع مكانة عظمة السلطان. وقال إنهم ليسوا سوى إنكشارية» ولا يزالون موجودين رغم تبرؤ السلطان من هذه الميليشيا. وظل الريس 56 أفندي على موافقته لي فيما ذهبت إليه. ولم يُبد سوى اعتراضات قليلة على المشروع:؛ سرعان ما تراجع عنها جميعًا دون عناء كبير. ولكنه قال فقط إنه يرى أنه من الأنسبء. قبل سلوك طريق الحربء أن يبدأ الباب العالي باتباع طريق الإنذار. فأجبته أن هذا الإنذارء حتى يؤتي ثمارهء ينبغي له على الأقل من قوة ظاهرة ثقف وراءه بادية الاستعداد لإنزال الضربة دون إبطاء لو ظل هذا الإنذار دون طائل. وفي النهاية تركت الوزير وهو على استعداد للدفاع عن المشروع لدى السلطان: وكان على اقتناع بأن هذا المشروع لو لم يتم تبنيه والبدء في تنفيذه» فإن النتائج المترتبة على ذلك؛ والمتمثلة في قرارنا بمهاجمة الجزائر وتدميرها لن يكون لها إلا أن تُنزل أكبر إساءة بحقوق الباب العالي في أراضي البربر.'(*) ورغم أن توجهات الريس أفندي كانت تبدو في صالحناء فقد تبدلت تمامًا بعد ثلاثة أيام؛ حيث أبلغ هذا الوزير ترجمان سفير فرنسا أن الباب العالي لا يستطيع في الظروف الحالية أن ينظر في عرض حكومة جلالة الملك؛ حيث إن احتلال الجيوش الروسية لأراضي الدولة والمسؤوليات التي فرضتها عليها معاهدة أدرنة تستغرق كل اهتمام الدولة وكل مواردهاء هذا فضلا عن أنها لا تعرف ما إذا كان باشا مصر يمتلك الوسائل اللازمة لتنفيذ مشروع كهذا وما إذا كان مستعدًا لتنفيذه» وهو مشروع أصعب ماديّاء بكثيرء مما تعتقد فرنساء ويرى الباب العالي أن الأفضل لحكومة جلالة الملك أن تنظر في تلك الصعوباتء: وأن عملية من هذا النوع ينبغي حساب الوقت الذي ستستغرقه مقدماء وهو وقت يحسب بالسنين وليس بالشهور. أضف إلى ذلك أن الدين الإسلامي يمنع تبني الخطة المقترحة» واختتم برتو أفندي مقالته بأن الباب العالي راغب في إرسال مندوب إلى الجزائر» مصحوب بشخص آخر ببعثه السفيرء وأنه على ثقة من أن هذا المندوب سوف يستطيع أن يحل الخلافات بين فرنسا وتلك الولاية بالسبل السلمية.!؟؛) أظهرت تلك الكلمات أن الباب العالي لا يرى في إجمالي المسألة التي طرحتء سوى مسألة الجزائرء وأنه يقترح؛ في تلك النقطة بالذات؛ وبدلا من القيام بتحركات فورية» الدخول في مفاوضات. كان على جيومينو أن يغير نبرته إذن» 537 وقد فعل؛ حيث أجاب الريس أفندي بأن فرنسا ليست بصدد طلب وساطة الباب العالي لتسوية خلافها مع الجزائرء وأنها لا ترغب في أن توضع الإهانات التي أصيبت بها موضع المناقشة» أو أن يُنظر إليها على أنها تلجأ لجهة خارجية للقيام برد تستطيع هي أن تقوم به بنفسها. وأضاف أنها بعد أن حزمت رأيها على وضع نهاية لمسألة الجزائر اقترحت على الباب العالي خظة هي الأنسب لمصالح السلطان» فلو رفضت تلك الخطة فإن فرنسا ستتصرف بموجب ما لها من حق. ولكن ما هي نتائج ممارسة هذا الحق كاملاً؟ 'سوف ينتج عنه تدمير الجزائر والذي يترتب عليه بالضرورة إرساء نظام حكم جديد على الساحل الإفريقي» وفي ذلك إسراع بالتنفيذ الكامل لمشروع متفق عليه منذ فترة طويلة في أوروباء ويتمثل في طرد البربرء والاستعمار الأوروبي للبلاد الخصبة التي يحتلونها ويضطهدون أهلها. وسيجد هذا المشروعء بمجرد الشروع فيه » الكثير من المتعاونين الذين سيرى غير واحد منهم الفرصة سانحة أخير! لتحقيق الرغبة في الحصول على نقاط عسكرية وبحرية له على ساحل البحر الأبيض المتوسطء وليس لدى فرنسا أي دافع شخصي لمعارضة ذلك"*“). أما بالنسبة لمرافقة مساعد فرنسي للمندوب الذي يقترح الباب العالي إرساله إلى الجزائرء فلم يكن باستطاعة السفير الموافقة على ذلك؛ لأن كرامة فرنسا لا تسمح لها بالتفاوض مع الجزائريين. أثار هذا الرد الاضطراب في نفس الريس أفندي» ووصف جيومينو ذلك في رسالته» حيث قال: 'شعر بمضاء حجتناء ولكنه كررء رغم ذلك؛ بعض اعتراضاته السابقة» ثم أشارء متناسيًا كل ما اعترف به هو نفسه من ضعف سلطان الباب العالي في أراضي البربرء إلى أن عظمة السلطان لديه وسائله الخاصة لتأكيد الطاعة له» وأن تلك الوسائل ناجعة بلا مراء. وقال إن الباب العالي يضع عينه على طاهر باشاء أحد قادة الأسطول العثماني في موقعة نافارين» حيث إن طاهر باشا ولد في أراضي البربرء وهو أفضل شخص لهذه المهمة» حيث يعرف نقاط القوة والضعف في الولايات» كونه قد حارب فيها من قبل» وسوف نقوم بإرساله 55 إلى الجزائر. ولتطمئنوا إلى نجاحه وتنفيذه أوامر عظمة السلطان. هذه الأوامر جاهزة ولو وافق السفير على خطتنا فستستدعي على الفور من شوملا من نعتزم تخويله تلك المسؤولية." وعندما لام الترجمان الريس أفندي على تمسكه بعدم النظر سوى للجزائر في مسألة تشمل الولايات الثلاث دون تمييز أجابه: 'لتطمئن» فإن هدفنا واحدء ولا نختلف سوى في السبل التي توصلنا إلى هذا الهدف. سوف يبدأ الباب العالي بالجزائريين.'(47) كان من الواضح أن الباب العالي لا يريد تبني المشروع الفرنسي؛ لأنه لن ينفذ سوى :بواسطة والي مصر الذي 'يرغب الباب العالي في تقييد قوته لا زيادتها"- كما لاحظ السفير. ولكن خشية الباب العالي من أن يبلغ السيل الزبى بفرنسا فتتخذ قرار! رسميًا بمهاجمة ولاية الجزائر وتدميرها وإحلال نظام جديد فيهاء ومن تحالف محمد علي معها خدمة لمصالحه؛ دفعته إلى اقتراح طاهر باشا بوصفه حلاً وسطا. لم يكن بوسع جيومينو قبول هذا العرضء؛ ولكن حرصنا منه على الاحتراز للمستقبل لم يرفضه واكتفى بقبوله شريطة موافقة حكومته عليه. أراد الريس أفندي أن يرى في هذا الرد نصف موافقة وأن يتخابث على السفير» فقال إنه سيأمر بانطلاق طاهر باشا إذا شاركه جيومينو الرأي في هذه المسألة ووعدء بأي طريقة كانت بتقديم تسهيلات للمفاوضات التي ستفتح مع الداي. وذكر السفير في تقريره أن الريس أفندي بعد ذلك "أطال اللغو في مشروع إخضاع الولايات على يد والي مصرء ولم يُيد بعض الوضوح سوى في العبارة التالية : “يعلم السفير جيدا حالة ونظام الدولة وعلاقات الحكومة مع الولايات البعيدة عن ' المركز بحيث سيتفهم أننا هنا بصدد واحد من تلك المشاريع التي لا يستطيع الباب العالي أن يقرها صراحة”."(؛) في تلك الأثناء وصلت إلى القسطنطينية رسالة من مصر. فقد حمل البريد الذي غادر الإسكندرية في ٠١‏ نوفمبر تقارير من أودير وميمو إلى السفير الفرنسي» مؤرخة ١7‏ نوفمبرء تحمل أنباء تفيد بأن الوالي سوف يقوم بما طلبته منه 59 فرنسا بموافقة سيده أو بدونها. وسرعان ما غير الريس أفندي من لهجته؛ وعندما عاود الحديث عن اقتراحات الأمس لم يتحدث عن إرسال طاهر باشا إلى الجزائر إلا بوصفه مهمة خاصة بالباب العالي فقط ولأغراض خاصة بهء ولم يعد يطلب تأييد السفير لها أو يجعل من موافقته الرسمية شرطا لسفر هذا المندوب. كانت النقطة الوحيدة التي أراد استيضاحها كما قال هي معرفة ما إذا كان السفير لا يعارض في سفر طاهر باشا. كذلك تحدث مصطفى باشاء ساري عسكر عظمة السلطان وأقرب المقربين له مع جوبير 66اباهل بلهجة مشابهة. لم يكن من الصعب على جيومينو أن يستشف أن هذا التحول كان بتأثير الأخبار التي حمليها بريد مصر إلى الباب العالي: واستنتج أن :”اقتراحاتنا رفضت الآن من عظمة السلطان» وكل حججنا فشلت أمام غيرة الباب العالي وخشيته من محمد علي "48) وقد ثبت أن السفير أصاب فيما اعتقد. فبعد أيام قلائل أطلع الريس أفندي سير روبرت جوردونء سفير بريطانيا العظمىء» على المساعي الأخيرة له وأخبره بأن مطالب الكونت جيومينو قوبلت بالرفضء والسبب الأساسي في ذلك هو اعتقاد الباب العالي أن البلاط الفرنسي قد عقد بالفعل اتفاقا سريًا مع والي مصر حول مسألة البربرء وهو اتفاق من الواضح تعارضه مع مصالح السلطان وحقوقه السيادية (48) وهكذا فشلت المفاوضات التي أوكل بها الكونت جيومينو. فالباب العالي الذي يتخوف من طموحات محمد علي لم يرد أن يقدم له الدعم ورفض الخطةلقي الإصلاحات التي كانت تمر بها الدولة العثمانية متمسكة برؤى المستقبل ومباهية بإعادة إحياء تعيد معها استغلال قوتها الداخلية» كان اهتمامها منصباء بطبيعة الحال» على كسب الوقت وإبقاء الحال على ما هو عليه قدر الإمكان حتى تحين اللحظة التي تعود فيها قادرة على التحرك. كان هذا هو المنظور الذي اقترحت من خلاله بعثة طاهر باشا. كان جيومينو قليل الثقة في نجاح هذا المفاوضء» فاقترح 600 سبيلاً ثالثاء أكثر جاذبية في عينيه هوء ويتمثل في مهاجمة فرنسا للجزائر بقواتها هي. وفي ذلك قال لبولينياك :“سوف يعود النجاح عليها ببريق أكبرء ويمكن أن ندمج تلك الوسيلة مع تعاون محمد علي الذي سوف يتسلم الجزائر منا بعد أن يكون قد أخضع طرابلس وتونس. وبذلك يتمء بكثير من المجد للملكء مشروع انتقام أوروبا من البربر وإعادة الأمن إلى هذه البحار."7””) لم يكن هذا الاقتراح - كما سوف نرى - خلوا من التأثير على القرارات التي سيتخذها الأمير بولينياك فيما بعد. وأبّت سلسلة من موجات سوء الأحوال الجوية والعواصف إلا أن يصل أودير إلى طولون في "١‏ ديسمبرء رغم أنه غادر الإسكندرية في 75 نوفمبر. وبالإضافة إلى الرسائل التي بعث بها ميمو إلى بولينياك وإلى تقريره الذي رفعه إليه» بعث له بخطاب سري جاء فيه: 'فيما يتعلق بالبوارج لا أبالغ إذا قلت - بناء على قناعتي الشديدة القائمة على مقابلاتي اليومية» والتي جعلتني أسقط أي فائدة لأي منطق يمكن تخيله - إنها الشرط المطلق للباشاء وإنه لن يصدر أوامره بانطلاق الجيش إلا بعد أن يراها تدخل ميناء الإسكندرية؛ لأنه لا يريد أن يظهر أسطوله دون مدافع بعيدة المدى. وقد أعد الأطقم المصرية للصعود إليها بمجرد وصولها.” ثم تطرق إلى المشروع في مجمله فقال: 'قناعتي اليومء وأقولها صراحة» أن لا أحد أقدر على إخضاع البربر أسرع ولا أقل كلفة من والي مصر, ولا أستطيع أن أخفي؛ بعد أن اطلعت على معلومات عن هذا المشروع؛ قينا فرنسيًا سوف يواجه عقبات جساماء مرعبة» وربما يستحيل التغلب عليها. أرى؛ في عبارة واحدة» أن تعريض جيوشنا لمثل تلك الصعاب التي لا تتغلب عليهاء نظرً! لطبيعتهاء شجاعة ولا مهارة» يعتبر مخاطرة جسيمة» فضلاً عن أن التجهيزات والاستعدادات تستلزم نفقات تفوق الخمسين مليون فرنك وتستغرق زمنثا لا يعلم أحد طذاة محامتنة لد لان وا ولتفطاتيا عمائة نيلت درب للقراهه الجائرة اللكره: لكن الاستمرار في حرب ذات طبيعة أخرىء حرب شرسة ودموية» ضد القبائل 6 العديدة التي سوف تزعجنا بغاراتها دون هوادة تستلزم قوات ضعف أو ثلاثة أضعاف قواتناء وسوف تجبرنا على سحب كل إمداداتنا من كل نوع من الخارج.("*) وصلت تلك الرسائل والتقارير والوثائق إلى الأمير بولينياك في 55 ديسمبر.7””*) فهل يتمسك الوزير الذي قاد المفاوضات حتى الآن مع محمد علي عبر زملائه» بطلب التعاون مع والي مصر وفقا للشروط التي حددها هذا الأخير أم يتنازل عن هذا المشروع الذي يشعر بصعوبة كسب تأييد الوزراء الآخرين له؟ . لن يجيب عن هذا السؤال سوى ظروف السياسة الدولية. فعلى الرغم من أن معاهدة سلام أدرنة جعلت خطة تقسيم أوروبا التي كان قد وضعها في أواخر شهر أغسطس خطة هشة:» لم يفقد بولينياك الأمل في التوصل إلى إعادة تشكيل للتوازن الأوروبي بما يخدم مصلحة فرنساء وبالاتفاق المباشر مع روسيا. وقد أرسل له دي مورتمار 2101:6234 عل ما أسر له به القيصر في " نوفمبر في سان بطرسبرج؛» حيث كتب له السفير: 'لقد أسر لي بأن النمسا قد عرضت عليه مشروعا لتقسيم الدولة العثمانية» تستبعد منه فرنساء عرضته عليه النمسا قبل معاهدة أدرنة» ولكنه لم يلق له بالأء وأن لجلالة الملك أن يطمئن إلى أن القيصر لن يدخل في أي اتفاقية من هذا النوع دون صديقه المخلص الوفي» وأنه يحث الملك على الاهتمام بما سيترتب على انهيار الدولة العثمانية الذي يمكن أن يحدث بين لحظة وأخرى؛ رغم حرصه على الاحتفاظ بجار لين العريكة.' وأضاف الوزير أن الإمبراطور متأكد من تأييد بروسيا للرؤى الحكيمة التي يتقاسمها مع الملك.9”) وقد رد بولينياك على هذه المساعي الأولى» ولكن في كثير من الغموض مستخدمًا شفرة خاصة في التراسل مع السفير فقدت فيما بعدء حتى أننا لم نعد نستطيع التعرف على تفاصيل المفاوضات. ولكنها كانت تتعلق» بلا شك؛ بمساعدة حكومة الملك للقيصر على فرض حمايته على جزء من ممتلكات السلطان في أوروبا في مقابل مساعدة روسيا لفرنسا على الاستيلاء على بلجيكا.”) إعادة تشكيل الأوضاع هذه لا يمكن أن تفرض على أوروبا دون انتشار واسع للقوات» 602 يستحيل معه الاستغناء عن جزء من الجيش الفرنسي للإلقاء به في مغامرة عبر البحارء طالما كانت هناك فرصة لنجاح المشروع. وعندما عاد أودير إلى فرنسا في أواخر شهر ديسمبر لم يكن بولينياك قد تلقى بعد إجابة القيصر على الاقتراحات التي طرحها عليه. وهو ما جعله يحسم رأيه بقبول عرض محمد علي وعرض شروط الباشا على مجلس الوزراء للنظر في الموافقة عليها. ولكنه شرعان ما اصطدم بمعارضة شرسة من زملائه. وقد كتب الكونت دي جيرنون رانفيل 6000-132101116عا0© عل في مذكر إته(5*) ليا على هذا الاجتماع جاء فيه: " فيما يتعلق بالعرض الذي طرح علينا بخصوص تلك المسألة» فقد صدمنا أنا وكورفوازييه!””) هزوزهمده© باقتراح التنازل الغريب عن أربع من بوارجنا لوالي مصر. وذاك أنه إلى جانب ما ينجم عن ذلك من إضعاف لبحريتنا فقد شعرنا بأن إبحار سفن لطالما رفعت علم فرنسا النبيل» وهي ترفع علمًا آخرء يحمل بعض الانتقاص من كرامتناء وكنا نفضل أن ندفع له المزيد من المال دون أن نسلمه أية بارجة. كان هناك ترحيب بتلك الفكرة7””) التي سرعان ما أيدها وزير الحرب7”) وديشابرول7'".' وخلف رأس حربة المعارضين؛ كان وزيرا الحرب والبحرية» بورمون ودوسيه 0'11205562» قد حزما أمرهما على مواجهة مشروع بولينياك بمعارضة شديدة. فبورمونء الذي كان يرى في حملة الجزائر فرصة لتحقيق مجد شخصيء. كان قد رفع لتوه تقريرا إلى الملك قال فيه» بعد أن استعرض ضرورة مهاجمة الجزائر ووسائل تنفيذ هذا الهجوم أنه :"عندما تقع الجزائر في قبضة فرنسا يمكن استبدالها بأجزاء من أراض أكثر فائدة لنا وبما فيه مصلحتناء أو يمكن حتى تسليمها لتحمد على “على أن .يدقع كمنها على دفعات أمفوق تفققت الحملة بكثيرء أو أن نحصل في مقابلها على امتيازات في العلاقات التجارية التي يسعى لإقامتها مع فرنسا.7”') من الواضح أن والي مصرء في هذا المشروع.؛ لا يأتي سوى في المرتبة الثانية» وبوصفه مستفيدًا محتملاً من غزو الجزائر وليس كمتفذ لها بحال 063 من الأحوال. أما بالنسبة لدوسيه الذي كان دروفيتي قد أطلعه على كل شيء» والذي كانت البوارج تحت إمرته بوصفه وزيرا للبحريةء فقد كانت معارضته لتسليمها غير قابلة للمساومة. كان على بولينياك أن ينحني في البداية لعاصفة المعارضة التي أبداها زملاؤه ليصل معهم إلى الاتفاق على منح والي مصر هبة بمبلغ ثمانية ملايين فرنك بوصفها بديلاً عن البوارج التي رفض تسليمها له. ولكن الظن بأن هذا الوزير الصلب في تصميمه قد سلم بهزيمته من أول جولة يعني أننا لا نعلم معدن هذا الرجل على حقيقته. ففي الاجتماع التالي للمجلس جاء بولينياك حاملاً مذكرة بديعة الصياغة؛ أعلن فيها أن المراسلات الجديدة القادمة من مصر لا تحمل أي أمل في أن محمد علي يمكن أن يتنازل عن مطلبه بالحصول على أربع بوارج للقيام بحملة على ولايات البربرء وأن يحصل في مقابلها على الثمانية ملايين فرنك التي اقترح الملك أن يقدمها له. سعى بولينياك إلى تبديد مخاوف زملائه فقال: 'قامت الاعتبارات التي استند إليها رفض حكومة جلالة الملك تسليم عمارات الدولة البحرية إلى محمد علي» في الأساس» على عدم ملاءمة تسليمه ضمانا من هذا النوع دون وجود أي ضمان مؤكد لتنفيذ خططه ونجاحها. ولنا أيضًا أن نخشى الانطباع الذي ستتركه داخل فرنسا مغادرة أربع بوارج ملكية وتسليمها لقوة أجنبية للقيام بمشروع ليس هناك من مؤشرء حتى الآن» على فائدته وأهميته. على أن هناك سبيلاً للتخلص من هذين الاعتبارين السلبيين» ويتمثل في عدم تسليم محمد علي البوارج التي طلبها إلا بعد أن يكون مشروعه قد بُدئ في تنفيذه بالفعل ومر بمرحلة لا بأس بهاء ليكون ذلك ضمانا لعدم تراجعه من جانب» وكذلك لتصبح فرنسا وأوروباء من جانب آخرء قادرين على التعرف بوضوح على المكاسب التي ستنجم عن تدمير ولايات البربير والسياسة الرفيعة والكريمة التي اتبعها ملك فرنسا والتي كانت وراء تقديم هذه المساعدة.' 604 وتابع الوزير قائلاً: " وفق هذا الترتيب سنقول لمحمد علي إن البوارج التي يرى أنها لا غنى عنها لإخضاع الجزائر لن تلزمه في غزو طرابلسء وإن هذه البلدة ستقع في يديه دون مجهود يذكر بمجرد ظهور جحافل جيشه التي ستتخذ طريق البرء وإن المصاعب لن تبدأ إلا في تونسء» وإن فرنسا ستلتزم بإيصال البوارج الأربع التي طلبها محمد علي إلى هناك بمجرد ظهور إبراهيم باشا قيهاء ولكن حتى توافق فرنسا على هذا الشرط؛ من الضروري أن تبدأ الحملة على الفور حتى يساعد دويها ونجاحها الأول على تسهيل تسليم البوارج الملكية.” واختد بولينياك كلمته باقتراح أن يكون البند المتعلق بالبوارج الأربع في الاتفاقية بندًا سريّاء يكتب على الأساس الذي وضحه للمجلس» وأن يضاف إلى الاتفاقية المزمعة» وأن يحلء في التنفيذء محل البند المتعلق بهبة الثمانية ملايين."(0) وعلى الرغم من إصرار الوزير لم يوافق المجلس على المذكرة التي صاغها حول تسليم البوارج الأربع» ولا على مشروع البند السري الذي يتم بموجبه هذا التسليم. احتدم النزاع» وذهب دوسيه إلى أقصى مدى ممكن»: حيث وصف البند المتعلق بتسليم البوارج بأنه "مخجل", وانتهى به الأمر إلى أن أعلن للملك رفضه لتنفيذه والتماسه أن يقبل جلالته استقالته لو تمت الموافقة على هذا البند.!"") وأيد بورمون زميله بحرارة. انتهى الأمر برفض تسليم البوارجء والذي يعتبر حجر الزاوية في الاتفاق مع الباشاء فلم يكن أمام بولينياك سوى الالتزام بالحصول على موافقة الملك على فتح اعتماد بثمانية وعشرين مليون فرنك» عشرون منها يتم إقراضها إلى محمد علي بدون فوائد» بينما تمنح له الثمانية الأخرى على سبيل الهبة لتمكينه من بناء أو شراء البوارج الأربع التي يراها ضرورية لزيادة حجم أسطوله."20") لم يبق سوى كتابة مشروع الاتفاقية التي سيبرم بموجبها الاتفاق مع محمد علي. تضمن نص الاتفاقية سبعة عشر بنذا.©') ونقرأ في هذه الوثيقة أن والي مصر يلتزم 'بإرسال حملة على ولايات البربر الثلاث طرابلسء وتونسء والجزائر» 65 تهدف إلى تدمير النظام القائم فيها حاليًا لتحل محله؛. تحت تبعية السلطان» إدارة العالي (بند .)١‏ تتكون الحملة من 5٠‏ ألف رجل تحت قيادة إبراهيم باشا (بند .)١‏ تستمر الحملة حتى إخضاع الجزائر (بند ؟). تقرض فرنسا الباشا عشرين مليون فرنك (بند 5). أما البند © المتعلق بتعويض محمد علي عن البوارج التي رفض تسليمها له؛ فقد أعيدت كتابته ثلاث مرات» وجاء نصه المعتمد على النحو التالي: 'بما أن زيادة حجم البحرية المصرية من شأنه أن يسهم بشكل فعال في ضمان نتائج الحملة» فإن فرنسا ملتزمة بأن تضع تحت تصرف محمد علي مبلغ ثمانية ملايين فرنك تستخدم إما في الشراء الفوري لأربع بوارج إذا ما استطاع أن يجد من يبيعهاء أو يقوم ببناء وتجهيز هذا العدد في الموانيء الفرنسية حيث ستوفر له كل التسهيلات في هذا الشأن." ونصّت البنود التالية على إرسال فرنساء عند الحاجة والطلب؛ ضباطًا من سلاحي المهندسين والمدفعية لمساعدة إبراهيم باشا (بند 5)؛ وأن يكون لإبراهيم سلطة طلب اقتراب الأسطول الفرنسي الراسي أمام الجزائر أو ابتعاده» حسب الفائدة التي يراها لازمة لنجاح الحملة (بند 7)» وأن تبذل فرنسا مساعيها الحميدة لدى كل القوى لمصلحة محمد علي لو احتاجها أثناء القيام بحملته (بنده). في مقابل هذه المساعدة وتلك الحماية يلتزم محمد علي بالقضاء على القرصنة في ولايات البربر وبتحرير كل العبيد المسيحيين الذين يعثر عليهم هناك (بند 2)5 وأن يحترم ويحمي أشخاص وممتلكات الرعايا الأجائب المقيمين في الولايات (بند 2)٠١‏ وأن يحافظ على الامتيازات التي تتمتع بها الدول الأجنبية حاليا في تلك الولايات (بند :»)١١‏ وأن يعامل كل الدول» في المستقبل» على قدم المساواة في تلك الولايات (بند »)١7‏ وأن يقوم بإلغاء كل جزية: أو هداياء أو هباتء أو عطايا أخرى تقدمها الحكومات الأجنبية:؛ أو مندبوهاء حاليًا للبربر (بند »)١7‏ وأن يعيد إلى الدولة العثمانية حامياتها التي سيتم استبدالها بحاميات مصرية أو بميليشيات من أبناء تلك البلادء وأن يقوم بتدمير كل تحصينات الجزائر على البحر (يند .)١5‏ واشتملت البنود من ١١‏ إلى ١٠١ء‏ على اعتراف الباشا 66 بحقوق فرنسا الخاصة في الولايات وكذلك بممتلكاتها على ساحل الجزائرء وتعويض الرعايا الفرنسيين والرعايا المتمتعين بحماية فرنسا عن الخسائر التي لحقت بهه!*). تم إرسال مشروع الاتفاقية إلى ميمو وأودير مصحوبا بتعليمات مفصلة تفصيلا دقيقا ومؤرخة ؟ يناير .18٠١‏ وقال الوزير إن والي مصر وضع ثلاثة شروط رئيسية لإرسال حملة على الولايات وهي: منح فرنسا إياه أربع بوارجء ودفعها مساعدات تقدر بعشرين مليون فرنكء والوعد بحماية الملك. وقد أجيب محمد علي تمامًا لشرطه الثاني» بيد أن الحكومة رفضت منحه البوارج» وكان على المفاوضين بذل كل ما في وسعهم لحمل محمد علي على التنازل عن مطلبه في هذا الصدد. ولم تكن تعوزهم في ذلك المبررات؛ حيث إن فرنسا لا تملك بوارج حديثة مثل تلك التي يطلبها الباشاء كما أنها لا تستطيع أن تسلمه بوارج قديمة حيث إن في ذلك شهادة دامغة على تواطؤها معه. وهو ما يقوض الصبغة الإسلامية الصرفة التي أرادها الباشا لحملته؛ هذا فضلاً عن أن إنجلترا قد تمتعض من ذلكء كما أن الكرامة الفرنسية تأبى أن يحل علم آخر محل العلم الملكي الذي رفرف من قبل على إحدى السفن. وأخيراء فإن لفرنسا الكثير من المصالح التي عليها حمايتها على سواحل بعيدة بحيث تفي أساطيلها بالكاد للقيام بتلك المهمة. فضلا عن أن الأوضاع الحالية في أوروبا لا تسمج لها بأن تسحب من أساطيلها قوة بهذا الحجم الذي يُطلّب منها التنازل عنه.'' أما بالنسبة لتسليح سفن راسية بالفعل في موائئ المملكة فلا مجال لذلك؛ لأن تلك العملية لا يمكن البدء فيهاء حتى بأقصى درجات التعجلء إلا في أواخر ينايرء وبالتالي لن يستطيع الوالي استقبالها في الإسكندرية إلا في أواخر شهر إبريلء أي بعد التاريخ المحدد لمغادرة الحملة بوقت طويل!7""©. وقال الوزيرء ولكن ما هي الفائدة التي يمكن أن تعود بها تلك البوارج على محمد علي؟ أهي لنقل الحملة؟ إن كان ذلك فإنها لن تصل إلا في وقت متأخرء كما أنها تحتاج» عند وصولها؛ إلى تجهيزها لهذا الغرض. ولو كان الأمر لا يتعلق 67 كثيرا بمشاركتها في الحملة فعليًا ولكن» وهو الاحتمال الأكبرء أن تساهم في زيادة حجم البحرية المصريةء وهي أحد طموحات الباشاء فعند فرنسا حل جاهز؛ حيث عرضت أن تمنح الوالي تكاليف بناء البوارج في موانيها مع تقديمها كل التسهيلات اللازمة» لتُبنَى على الهيئة والطراز الذي يروق له. ولهذا السبب وافق الملك على تقديم منحة بثمانية ملايين فرنك لمحمد علي. وبمجرد أن يوقع على الاتفاقية فسوف يكون هذا المبلغ تحت تصرفه. وللباشا حرية التصرف فيه سواء بشراء البوارج مباشرة إذا وجدها جاهزة لدى بعض القوى التي تريد التخلص منهاء أو أن يقوم بتصنيعها في الورش الفرنسية التي ستسلمها له كاملة التسليح والتجهيز بسعر مليوني فرنك للواحدة. وقال الوزير للمفاوضتين: "ستضيفان أننا راغبون في أن تتطور قواته البحرية تطور! كبيراء وأن ذلك من اهتماماتناء وأننا سنكون دائمًا على استعداد لتأييد تنفيذ كل خططه في هذا الصددء ولكن من الضروري أيضنًا ألا يصر في هذه اللحظة على ما يستحيل علينا تقديمه له» وأن يقبل المقابل الذي نقترحه؛ وألا يقطع. بتعجل وتصلب لا محل لهماء الروابط التي بدأت تتكون بينناء والتي سيكون أفضل وأشرف تعزيز لها بين حكومتيناء هذا المشروع النبيل الذي نريد أن نراه له منفدًا.'(8) تبقى مسألة حماية محمد علي. كان باستطاعة المفاوضنين تقديم الرد الشافي للباشا في هذا الصدد. وقال الوزير'حماية الملك مضمونة له لو قابل استياء بعد مشروعه سواء من الباب العالي أو من أية قوة أخرى.7'') كانت إنجلتراء في واقع الحال؛ الدولة الوحيدة» بخلاف تركياء التي يمكن أن تعترض على الحملة. ولكن بولينياك أكد أنها لن تبدي تشككا إلا في الأيام الأولى فقطء ولمجرد أنها لا تعرف هدف الحملة ولا حدودها. ولكن بمجرد أن تنجلي الأمور في هذا الصددء فسيؤيد الرأي العام في إنجلتراء كما في فرنساء الباشا أيما تأييد.!'") بيد أن الضمان الأكثر مضاءً ضد تدخل إنجلترا يتمثل في التعجيل بانطلاق إبراهيم باشاء فبمجرد مغادرة الحملة للإسكندرية ماذا تستطيع أن تفعل انجلترا سوى القبول بالأمر الواقع 68 والتغاضي عنها؟('") وأضاف الوزيرء أيّا كان الأمرء 'فإن الحكمة تقتضي أن تتحاشيا في الشروط المكتوبة التي قد توقعانهاء والتي تتعلق بالمساعي الحميدة التي ستبذلها فرنسا لدى الدول الأجنبية لصالح والي مصرء كل ما من شأنه أن يجبرنا على الدخول في حرب مع انجلتراء إن هي سعتء. عكس كل الاحتمالات» إلى وقف مشروع الباشا من جهة البحر. فمن حسن السياسة ألا يضع المرء نفسه في وضع يجبره فيه تحرك قوة أخرى على الدخول في حرب لم يعمل حسابها رغمًا عنه؛ بل يجب في أمور من هذا النوع الحفاظ دائمًا على مساحة لحرية الحركة. كذلك لا تسمحا بأن يرد في الاتفاقية سوى التعبيرات المطاطة» وإذا دعت الضرورة فلتوحيا للباشا بأن أي بنود أكثر تفصيلاً لن تؤدي سوى إلى جرح مشاعر السلطان أو إنجلترا لتستثير بذلك؛ ودون داع؛ مخاطر نرغب في تحاشيها."7'") أما بالنسبة للباب العالي فالاحتمال ضعيف جدًا أن يستطيع؛ في ظل حالة الإنهاك التي يمر بهاء أن يتدخل لمنع الحملة. ودون حتى أن ينتظر رد الباب العالي على الاقتراحات التي حملها إليه جيومينو كتب بولينياك "سوف نخبر السلطان بأننا قد حزمنا أمرنا على استخدام قوة محمد علي لحل خلافاتنا مع الجزائرء وأننا قد راعيناء بوازع ديني» في كل الترتيبات التي قمنا بها بهذا الشأن» كل حقوق الباب العالي» بل واشترطنا أن تدخل الولايات المفتوحة تحث السيادة المباشرة للباب العالي وأن تدفع جزية سنوية» وأننا بعد أن اتخذنا كل تلك الاحتياطات نعتقد أن لنا أن ننتظر ألا يضع الباب العالي أية عقبة أمام نفاذ الحملة المصرية» وأنناء في النهاية» لن ننظر إلا بعين الاستياء الشديد لأية معارضة من الباب العالي لتلك الحملة ولأي عمل يقوم به ضد الباشا بسبب هذا المشروع الذي سيقوم به بالتنسيق معنا أو نتيجة لقيامه به."9") حمل دروفيتي تلك التعليمات ليحملها إلى طولون ويسلمها شخصيًا إلى الكابتن أودير. ومما أيد توجهات الوزير أن القنصل السابق أطلع أودير على أفكار 69 الحكومة كما أعطاهء بحماسء كل التعليمات والتفسيرات الكفيلة بتسهيل نجاح مهمته.!*") وغادر دروفيتي باريس في " يناير 185. بعد سفره بيومين وصلت من القسطنطينية رسالة كانت قد انطلقت منها في ١١‏ ديسمبرء وحملت إلى بولينياك أخبار جيومينو فيما يتعلق بالاقتراحات التي عرضها على الباب العالي والرد الذي ثلقاه عليهاء والذي تمثل في رفض الباب العالي إصدار الفرمان المطلوب واقتراحه إرسال طاهر باشا إلى الجزائر. اطلع مجلس الملك على محتوى تلك الأخبار في ٠١‏ ينايرء وقرر الذهاب إلى ما هو أبعد. ألم يقل الريس أفندي للسفير "إننا هنا أمام واحد من تلك المشروعات التي لا يستطيع الباب العالي أن يقن ضتزاهة 9 ورا 0 ضمنية على الحملة المزمع قيام الباشا بها. . وتم إخبار ميمو وأودير بهذا القرار.(* فليطلعا الوالي إذن على رفض الباب العالي وعلى أن الباب العالي ربما أطلع قوئ أخرى على المشروع؛ وذلك لحثه على التعجيل بانطلاق الحملة» وليضيفا أن الباشا يستطيع الاطمئنان إلى أن الملك لن يألو حماية له وأن " دولة كبرى مثل فرنسا لا تقطع على نفسها وعود المساعدة والدعم والتدخل بسهولة» وأن مجرد تنسيقنا وانخراطنا معه في مشروع ما من شأنه أن يرسخ علاقات لا تستطيع أي ظروف طارئة إلا أن تعلي قيمتها وتزيد صلابتها.'0' ْ لم تكن تلك مجرد كلمات جوفاء. فقد تلقى جيومينو الأوامر بإعلام الباب العالي بأن فرنسا قد قررت ألا تلتفت سوى لمصالحها وحزمت أمرها على إنهاء مسألة الجزائر بمفردها أو بالتنسيق مع محمد علي. وعلى الوزير أن يحرص؛ على وجه الخصوصء على إبقاء حكومة الدولة العثمانية على الحياد ومنع اتخاذها أي إجراء ضد محمد علي.7" أما بالنسبة للأميرال دي رينيي ,رمعا عل الذي كان قائذا للبحرية الفرنسية في المشرقء فقد تم إطلاعه على أن حكومة الملك قد قررت تأمين الحماية التي قد يساما الباشا أثناء القيام بمشروعه. وكتب الوزير قائلاً: 'لتحقيق هذا الغرض عليك أن تتخذ الاستعدادات اللازمة» بالتنسيق مع الكونت 10 جيومينو» حتى تكون على علم بأية حملة تريد مغادرة البوسفور والتوجه إلى مصر. فلو قام أسطول تركي باتخاذ هذه الوجهة فعليًا عليك متابعته والاتصال بقائده واستخدام كل حجة كفيلة بإقناعه بأن يعود من حيث أتى. وإن اقتضت الحاجة فلتستخدم لغة التهديد والوعيد. . وأخيراء ودون أن يغيب الأسطول العثماني عن نظركء لو أراد هذا الأسطول أن يقتحم ساحل الإسكندرية أو أن يهاجم القوات البحرية والبرية المصرية المنطلقة في الحملة على البربرء فعليك منع مثل هذا الصدام."(8") لم تختلف تلك التعليمات كثيرًا في جوهرهاء عن تلك التي أعطيت قبل ذلك بسنتين للأميرال دي رينيي نفسه. تنفيذا لمعاهدة لندن» والتي كان عليه بمقتضاها أن يمنع أي صدام بين الأتراك واليونانيين» وكانت نافارين هي النتيجة. لم يكن بولينياك إذن يخشى أن يتعرض لنتيجة مماثلة بتوفيره حماية فرنسا لمصر. ولكن تحركاته لم تتوقف عند هذا الحد. كان الرجل واثقا من عدالة قضيتهء فقرر الحصول على دعم القوى الملكية الرئيسية في أوروبا لمشروعه. رغم أن المفاوضات مع محمد علي استمرت طيلة ثلاثة أشهرء فقد حوفظ على سريتها التامة ولم يتسرب عنها شيء في باريس. وما ذاك لأن إنجلترا تخلت عن حذرها - فذاك مستحيل عندما يتعلق الأمر بمصالحها - ولكن لأن اهتمامها كان منصبّاء في تلك الفترة» على مشروعات الاستقلال التي عزيت إلى والي مصر أكثر من اهتمامها بغزو ولايات البربر. فمنذ شهر أغسطس 1875». وفي نفس الفترة التي أطلع فيها باركر:83:86 قنصل إنجلترا في الإسكندرية بلاطه على وجود مشروع دروفيتي لفت القنصل انتباه اللورد أباردين «هءل,ءطه 1.00 لليجة التي يتبعها قنصل فرنسا السابق؛ حيث قال إن دروفيتي لا يتوانى في تعليل الباشا بالأمل في الارتكان إلى صداقة حكومة فرنسا ومساعدتها الفعلية عندما يستشعر الحاجلة إليها(؟"/, وتلك اللحظة هي اللحظة التي يستشعر الباشا أنها ملائمة للخروج 71 على طاعة السلطان وإعلان نفسه حاكمًا مستقلاً.(') ومن جهة أخرئء فقد. لاحظ السفير البريطاني في باريسء اللورد ستيوارت» لورد روز ثايء تنقلات دروفيتي الكثيلاة واجتماعاته المت ٠‏ :مع الأمير دي بولينياك. وفي ١١‏ أكتوبر أرسل إلى بلاطه الملكي مقالة نشرته في جريدة "لو كونستيتوسيونيل" اء5100]1508و0602) عآ كتبهاء كما قال القنصل العام السابق» وَفضّل فيها كل الموارد والقوات العسكرية لباشنا مصر. ؤاختتم كاتب المقال مقاله بقوله: "جيش بهذا التكوين جعلته حملات إبراهيم باشا على الوهابيين واليونانيين على ألفة كبيرة بأهوال الحرب ومشاقهاء يجعل من محمد علي سيدا لمصيره ولمصير مصر. سوف يستقل ذاك البلد وينشئ مملكة منفصلة في يوم موعود بسياسته ليعتلي عرش البطالمة. أي ظروف أكثر ملاءمة يمكن أن يكون بانتظارها أكثر من الظروف الحالية؟7”) وأضاف اللورد ستيوارت معلقا أن دروفيتي يصور محمد علي متأثرًا في سلوكه؛ إلى حد بعيد» بنصائح قوى التحالف.('*) ومن هنا تعين على ممثلي تلك القوى في مصر ألا يهتموا فقط بالمسائل التي من شأنها التأثير على مصالح حكوماتهم؛ بل من المحتمل جدًا أن يسعوا إلى تحديد مدى وحدود طاعة الباشا للأوامر التي قد يتلقاها من الباب العالي.(؟*) لم يكن لتلك المعلومات الواردة من فرنسا ومن مصر إلا أن تثير اهتمام وزارة الخارجية البريطانية. لذلك طلب وزير الخارجية من اللورد ستيوارت أن يخبره إلى أي مدى كانت اللهجة التي اتبعها دروفيتي مع الباشا نابعة من أوامر صادرة من بلاطه.9'*) وحاول ستيوارت أن يسأل بولينياك ودروفيتي نفسه عن تلك المسألة فلم يظفر منهما بنتيجة» فما كان منه إلا أن استنتج» ربما في شيء من التسرعء أن الخطط السرية للباشاء والتي أشار إليها القنصل باركرء لم تلق تشجيعا من الحكومة الفرنسية.!**) وهكذاء فعلى الرغم من أن السفير البريطاني انتبه إلى العلاقات التي انعقدت بين فرنسا ومصرء فإنه لم ينجح في اكتشاف المفاوضات التي بدأت مع الباشا 12 بهدف غزو ولايات البربر. غير أن هذا المشروع الذي كان لا يزال الغموض يكتنفه في باريسء لم يعد بالسر الخافي على أحد في الشرق؛ إذ انتشرت أخباره في مختلف موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط. بل ونشرت جريدة كورييه دي سميرن ع«"لإم51 عل معأننتوباه© المشروعء ولكن دون ذكر شروطه بالطبعء واستنتج ميموء بالتأكيد» أن الخطة عرفت في كل بقاع المشرق تحت اسم مشروع دروفيتي.('*) لم يكن هناك ما يمكن أن يحول دون تسرب الأخبار إلى الشرق عن طريق الصحف. ففي نهاية نوفمبر نشرت جريدة سيمافور 5056م54:02 التي تصدر في مرسيليا رسالة من الإسكندرية حول هذا الموضوع.(”) وفي ١5‏ ديسمبر 68 نشرت كورييه فرانسيه 5720+315 ,00:21 بدورها رسالة خاصة من كانيه 0066 مؤرخة 7”5 نوفمبر تحدثت عن وصول شخصية "مقربة" من الجنرال جيومينول””) إلى الإسكندرية بهدف حث محمد علي على ضم ولاية الجزائر إلى حكمه. وأوردت الصحيفة بعض التفاصيل» ومنها أن الباشا سوف يكون جيشا قوامه ٠١‏ ألف رجل لهذا الغرضء مدعوما بالبحرية الفرنسية» وأنه سوف يهاجم أولا "ولايقن.طر فلن :وتوف .و أن 'قرتنا' سواك:«تقدي له متداعداك :غالية:.. باختصار انكشفت النقاط الرئيسية في المفاوضات الجارية. حمل لورد ستيوارت هذا العدد من الجريدة وتوجه لمقابلة بولينياك طالبًا منه تفسيرًا لما جاء به. بيد أن الوزيرء وعلى حد قول السفير البريطاني» نفى صحة هذا الخبر وأكد أنها أول مرة يسمع فيها إشارة إلى مشروع كهذاء وأكد أن دروفيتي لم يعرض أبدا مشروعًا من هذا النوع؛ بل وخول لورد ستيوارت نفي هذا الخبر على لسانه.!'*) ولنا أن نتساءل إلى متى كان سيظل الأمر سرّاء لو أن وزارة الخارجية البريطانية لم تتلق في ١١5‏ يناير 18١‏ أنباء من القسطنطينية ومن فيينا تطلعها على كامل تفاصيل المفاوضات السرية الفرنسية. فمن القسطنطينية كتب سير روبرت جوردون إلى بلاطه الملكي رسالة تحدث فيها عن الاقتراحات التي قدمها جيومينو إلى الباب العالي» ورد الريس 1/3 أفندي ونيته إرسال مبعوث خاص إلى الجزائر لإقناع الداي بواضع حد للصراع مع فرنساء وأكد أن السلطان لم يصدر أي تفويض لمحمد علي بتسيير جيش والقيام بتحرك عدائي ضد الجزائر.!:*) وأضاف لورد كاولي «08210©. سفير بريطانيا في فيينا تفاصيل أخرى بناءٌغ على نسخ من رسائل جيومينو سلمها له مترنيخ/) اءندمن)اء24 بعد اعتراضها أثناء مرورها بأراضيه. واشتملت تلك التفاصيل على أن بولينياك هو الذي اقترح على الباب العالي استخدام قوات والي مصر لتنفيذ غزو الولايات الثلاث. وقال لورد كاولي إننا لا نستطيع» بعد قراءة هذه الوثائق» إلا أن نتأكد من وجود اتفاق سري بين محمد علي وفرنساء وأن الباشا عازم على القيام بالحملة سواء وافق الباب العالي أو لم يوافق. أي فائدة يمكن أن تعود من ذلك على السلطان؟ لم يستطع لورد كاولي أن يجد في تلك الحملة أية فائدة» بما أن النية متجهة - كما تشي تلك الوثائق - إلى مكافأة محمد علي على خدماته بإلحاق الجزائر بسلطانه الممتد على مصر. ورأى اللورد في هذا الاتفاق مناورة فرنسية مؤكدة من شأنها إضعاف الدولة العثمائية» وحري بها أن تلفت انتباه بلاطه [البريطاني] إلى الصداقة المتنامية» التي تشي بها تلك الرسائل؛ بين الحكومة الفرنسية ووالي مصر.7'') في الوقت الذي كانت الحكومة البريطانية تتلقى فيه تلك الأخبارء لم يجد بولينياك أمامه إلا أن يقطع الصمت الذي ضربه حتى تلك اللحظة حول المفاوضات.ء بعد أن علم بأن رسائل الكونت جيومينو حملها البريد االنمساوي من زملين7” «ذام5 إلى فييناء وبالتالي فربما اطلعت عليها الوزارة النمساوية. فقال للورد ستيوارت إن محمد علي تقدم باقتراحات مباشرة للحكومة الفرنسية تلقتها 'قبل أقل من ثلاثة أيام' ولم يتوافر له الوقت للنظر فيها بما تستحق من اهتمام.!'') وفي ١١‏ يناير بعث رسائل سرية حول المشروع لبلاط فييناء وبرلين» (أ) هو الأمير كليمنز فيزل فون مترتيخ أحد أيرز وأهم الساسة النمساويين في القرن التاسع عشر (المترجم) (ب) زملين أحد مناطق بلجراد في صربياء وكانت في تنك الفترة بلدة مهمة و كانت متاخمة لحدود الدولة العثمانية. (المترجم) 74 وسان بطرسبرج. وبعد ذلك بيومين» بعث برسالة مطولة إلى لندن على عنوان الدوق دي لافال الذي عهد إليه بولينياك بإطلاع مجلس الوزراء البريطاني على أسباب المفاوضات مع مصر ووضعها الحالي. وفي تلك الرسائل كتب بولينياك: 'منذ خمسة عشر عامًا أعادت فرنسا علاقاتها مع الجزائرء ولكنها وجدت من حاكم تلك الولاية سلسلة من التصرفات المسيئة» وانتهاكات للاتفاقيات» وإهانات أفضت في النهاية إلى قطيعة مفتوحة. وأمّلت حكومة الملك ألا يتأخر الداي عن تقديم ترضية مناسبة» ومدّت في حبال صبرها إلى أقصى مذى تسمح به كرامتهاء مع عدو لا يليق بفرنساء فاقتصرت» خلال نحو عامين من العداء» على مجرد حصار الموانئ الجزائرية. ولكن تلك التدابير لم تؤد إلا إلى زيادة غرور الداي ووقاحته؛ حيث صم أذنيه عن كل الآراء» بل حتى عن النصائح التي قدمها له السلطان مؤخراء وكان جوابه على المساعي المفعمة سلما مزيدا من الانتهاكات. وبذلك استنفدت كل سبل التوفيق تمامّاء وحانت اللحظة التي يتعين على الملك فيها أن يستخدم القوات التي وضعتها العناية الإلهية بين يديه. 'لقد أثبتت تجارب الماضي أن تلك حرب لا تصدر عن ظرف عارض ولكن عن علة قائمة تفضي دائما إلى النتائج نفسهاء ألا وهي طبيعة الحكومة الجزائرية. فهي لا تتكون أو تضم سوى العناصر الأكثر فسادًا في الشرق» ولا تستمر سوى بالعنف والقرصنة» متلاعبة بأكثر الواجبات قدسية» لا تتوقف أبدذا عن مناصبة العداء لكل حقوق جميع الدول الأوروبية ومصالحها. كل تلك الاعتبارات تكفي لتخويل فرنسا الحق في استخدام كل الوسائل التي يمكن أن توفرها الحرب لتدمير نظام قميء إلى هذا الحدء فتمنع بذلك تجدد تلك الفوضى-. بيد أن بلدة الجزائر أصبحت شديدة التحصين منذ عدة سنئوات» بحيث أصبح إبرار جيش وسيلة لا مندوحة عنها لإخضاعها. وتتطلب التضحيات التي تستلزمها عملية على تلك الأهمية - وهي تضحيات من كل نوع - أن نبحث» في حال نجاحهاء عن 05 تعويضات عادلة وضمانات مرضية للمستقبل» وليس هناك من سبيل لتحقيق تلك الغاية سوى تدمير النظام الجزائري نفسه. 'وبينما كانت حكومة الملك مشغولة بإعداد التدابير اللازمة لغزو الجزائر عرض محمد علي تعاونه في خططناء واقترح فكرة من شأنها تحقيق النتائج نفسها على نحو يحافظ على المميزات نفسها لكل القوى الأوروبية» مع إعفائنا من إرسال جيش بأنفسنا إلى السواحل الإفريقية. 'وهذه هي خطة محمد علي. سوف يرسل الباشا حملة هائلة على ولايات البربر تحت قيادة نجله إبراهيم باشا. وسوف تقضي على المصاعب التي يمكن أن تعترض مسيرة الجيش السمعة الهائلة لإبراهيم باشا في تلك الأصقاعء والعلاقات المخابراتية العديدة التي يتمتع بها مع أعراب الساحل الإفريقي. سوف يقوم إبراهيم باشا بإخضاع طرابلس وتونس والجزائر وتدمير نظم الحكم القائمة في تلك المدن ويعيدها إلى سلطان الباب العالي تحت إدارة منتظمة. وسوف يتلقى السلطان من تلك الولايات التي لا تقدم له أية أموال الآن»ء جزية سنوية سوف تساويء وفق تقدير محمد علي» نصف فوائد دين الدولة العثمانية الذي التزمت به بموجب اتفاقية أدرنة. وسوف يتم القضاء على القرصنة والرق في كل ساحل البحر الأبيض المتوسط؛ وستحتّرم حقوق الدول الأوروبية في الولايات بكل دقة» وسيجد الأجانب في تلك الولايات التي تعتبر اليوم كارثة على الحضارة؛» ما يجدونه من أمنء» وعلاقات طيبة» ومراعاة لمصالحهم في أقاليم الدولة العثمانية الأخرى. واختتم محمد علي عرضه لهذه الخطة بقوله إن تنفيذها سيبدأ دون إبطاء ولن تستغرق سوى بضعة أشهر لو توافرت لفرنسا إرادة تسهيل مهمتها بتقديم بعض المساعدات. 'وأمام خياري إرسال حملة على الجزائر (على النحو الذي أوضحناه فيما سبق) أو تحقيق النتيجة نفسها بقبول عرض محمد عليء كان على حكومة الملك أن تنعم النظر في مثالب ومناقب هذا المشروع وتزنها جيدًا. 16 'وتمثلت العقبة الأولى في الصعوبات المقترنة بتلك العملية في ظل بعد المسافة» والمناخ» والمقاومة المتوقعة من الدايات: ولكن الوالي أجابء بكثير من الحكمة؛ أنه أقدر الناس على تقييم فرص نجاحه؛ وأنه على حرص بالغ بألا يدخل في مشروع كهذا دون حسابات دقيقة» بحيث يمكن الاعتماد عليه في هذه النقطة. "قد تتمثل عقبة أخرى في الطابع السلمي الذي تتسم به علاقاتنا مع ولايتي طرابلس وتونسء وهنا يجب أن يكون واضحًا أننا لو منحنا محمد علي بعض المساعدة فذاك أنها موجهة ضد الجزائر ولأن حملته معاونة لنا في حربنا ضد تلك الولاية. وتلك مسألة تخص حكام عدد من ولايات دولة أجنبية ليس لنا أن نتدخل فيها. هذا فضلاً عن أننا ليست لدينا أي أسباب تدفعنا لحماية وجود هاتين الولايتين» خاصةً وأن داي طرابلس تجرأ بما فعله داي الجزائر فأهان مؤخراء وبطريقة حادة» قنصلنا العام» إلى حد أجبر الرجلء بعد أن شعر بتهديد لشخصه. على الابتعاد عن موقعه لتحاشي خطر كان يتزايد وضوحا يومًا بعد يوم» وعبثًا انتظرنا ترضية عن هذا الانتهاك. أما علاقتنا بتونس فهي أفضلء ولكننا نحتفظ بها في هذا الوضع على حساب كرامتنا أيضاء وككل الأمم الأخرىء لم ننجح في تحاشي الانتهاكات المستمرة لحقوقنا إلا عن طريق الهداياء التي هي جزية في واقع الأمر. لذلك فنحن نرى أن استبدال مثل تلك الحكومات بحكومات أكثر انتظامًا فيه الخير لكل الشعوب المتحضرة. " وأخيرً! يتمثل آخر الاعتراضات وأقواها أمام تبني خطة محمد علي في أنها ستحرمنا من الميزات المباشرة الكبرى التي يمكن أن تسفر عنها حملة نرسلها نحن بأنفسنا على الجزائر. بيد أن هذا الاعتبار بالذات» والذي كان يمكن أن يكون له الوزن الأكبر لو قمنا نحن بتدبير مشروعات للغزوء هو الذي حمل جلالة الملك على الاستماع بأذن صاغية لمقترحات محمد علي. "إن جلالة الملك على اقتناع تام بأن سلطان الظروف لو أكرهه على القيام بعمليات عسكرية ضخمة ضد الجزائر فإن حلفاءه» وخاصة إنجلتراء سوف يرون له كل الحق في توجهاته» وأن نجاحات جيوشه لن تثير لهم أي حفيظة» بل 77 ستدعمها تمنياتهم الطيبة. بيد أن جلالته يعي أيضنا أن ذكريات الماضي لم تزو تمامًا بعدء وأن احتلالنا العسكري لمثل تلك المنطقة المهمة قد يعيد إحياء بعض مشاعر القلق: وأن بعض العقول المنشغلة بالدور الذي لعبناه خلال عشرين سنة في أوروباء سوف يقلقها كثيرا أن ترى فرنساء المنكبة اليوم على فنون السلام الهادئة: تنخرط من جديد في مشروعات من شأنها أن تعيد إلى أذهان الشعوب النشاط العسكري القديم بما حمله من قلق أقض مضاجع جيرانهم. لذلك كان هدف جلالة الملك الأساسي أن يقدم لأوروبا بأسرها دليلاً جديذا على المشاعر السلمية وغير الأنانية التي تحرك فرنساء فكان نأيه عن أي غزو للجزائرء لو كان لحملة محمد علي أن تجنبه الاضطرار إلى اللجوء لتلك الوسيلة. 'وبعيذا عن الدوافع التي شرفت بعرضها عليكم للتوء فهناك اعتبارات كثيرة تصب جميعا في المصلحة العامة للحضارة وللبشرية» اجتمعت كلها لتحزم رأي جلالته على تشجيع خطط محمد علي ضد ولايات البربر بل وبيسط حمايته عليها. إن الأمة الإنجليزية التي خرجت منها الكثير من الأفكار الراقية والكريمة» والتي انكبت منذ أربعين سنة؛ وبحماس شديدء على محو تلك التجارة المشينة التي يعمل بها الأفارقة» والتي كان لها تأثير مستمر في تلطيف العلاقات القائمة بين مختلف دول المجتمع الأوروبي وتنميتها تدريجيّاء هي أمة لا تحتاج إلى تذكيرها بما يمكن أن يقدمه المشروع المزمع لمحمد علي من نتائج قيّمة خلاصية. إن حملة تقضي على القرصنة واسترقاق المسيحيين في أفريقيا هي حملة أوروبية في جوهرهاء فهي تحلء بأكثر الأساليب إرضاءء الصعوبة السياسية الوحيدة التي أعاقت تدمير تلك الولايات حتى الآنء والتي كانت وراء بقائها رغم تناقضها مع صلاح أحوال المسيحيين. وتتمتل تلك الصعوبة في معرفة ما سيّفعل بالجزائر وتونس وطرابلس بعد غزوها. وفق خطة محمد علي ستدخل تلك الولايات تحت طاعة الباب العالي» وهو ترتيب لا يتناقض مع أية مصلحة؛ بل يصب في مصالح الجميع؛ إذ ستجد 18 الأمم الأوروبية نفسها قد تحررت من الجزية المخزية التي تدفعها للقراصنة ومن الخوف المستمر من تجدد الإساءات المؤلمة لحكومات غير جديرة بهذا الاسم. 'وبعد أخذ كل مميزات المشروع الذي اقترحه محمد علي في الاعتبار» كان هم حكومة جلالة الملك الأول هو أن يطلع عليه الباب العاليء والذي لم يتأخر الباشاء من جانبه» في إطلاعه عليه أيضنا. وقد نصح سفير فرنسا في القسطنطينية الباب العالي» عند إطلاعه على تلك الخطةء بأن يصدر فرمانا خاصًا للباشا يحث فيه السكان المسلمين في أفريقيا على الانصياع لجيش إبراهيم باشا. ولم نتناسى أن الاحتمالات ضعيفة للغاية لمشاركة الباب العالي العلنية - في ظل ظروفه الراهنة- في مشروعء رغم اتساقه المؤكد مع مصالحه. قد يؤدي عدم نجاحه علي الوجه الأمثل (رغم ضعف احتمالات ذلك) إلى تقويض السلطة القليلة التي يتمتع بها في تلك الولايات. لذلك كان لنا أن نتوقع أن يكتفي الباب العالي بانتظار نتائج الحملة حتى يقطف ثمارها أو يشجبهاء تبعْا لمجرى الأحداث. ورغم ذلك فقد رأينا أن من واجبنا القيام بهذا المسعى بدافع التقدير والاحترام تجاه الباب العالي» وكذلك لتقديم دليل واضح لمحمد علي على الاهتمام الذي نوليه لمشروعه. '"ولم يذهب انتظارنا سدى» حيث جاء رد الباب العالي على ما أمَّلنا. فعند مفاتحة الريس أفندي الأولى في المشروع بدا عليه الانبهار الشديد بمميزات الحملة المقترحةء ولكن في اجتماع تال بدا حبيس فكرة أننا هنا أمام واحد من ثلك اسار وهات الى ا بمشطيع لباب النالت ان لها جدراحة :ول يقد عبرو اليذا الرأي سوى الصعوبات التي تكتنف العملية. ليس في هذا المسلك أي جديد على الباب العاليء فهو المسلك نفسه الذي طالما استمسك به فيما يتعلق بالقضية اليونانية» والتحفظ نفسه الذي اتسم به إيان حملات ممائلة قام بها محمد علي في شبه الجزيرة العربية. فإغماض العين عن أمور معينة أحد الأساليب المعتادة في السياسة العثمانية» والتي نادرًا ما تزيد على 179 إبداء موافقة ضمنية. نحن لا نطلب أن يبتعد الباب العالي اليوم عن هذا الخطء ولكن كل ما نطلبه هو أن يَثبت على ما أبداه لنا من مواقف. 'نحن نجهل الأثر الذي يمكن أن يكون لرد السلطان على محمد علي. فريما رأى الباشا في إصدار فرمان خاص تسهيلاً لحملته» ولكن ليس هناك ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن غياب هذا التسهيل يمكن أن يحمله على إلغاء الحملة. 'يعلم الباشا جيذا الوضع غير المستقر للباب العالي والسلطات التي استمر في التنازل عنها لعماله. وقد اعتاد منذ فترة على تقدير النوايا الحقيقية لسيده بدلاً من انتظار أو امر فعلية. وعندما قام بحملاته السابقة لإخضاع العديد من الأقاليم الإفريقية تحرك دون مهمة رسمية واضحةء بل لم يقدم حينهاء كما فعل اليوم؛ تأكيدات للسلطان على احترام حقوقه السيادية وعلى دفع الجزية عن البلاد التي ينتوى اجتياحها. وهو لا يجهل المميزات التي سيجدها الباب العالي في تدمير تلك الولايات؛ والتخلص من المنغصات التي تمثلها تجاوزات تلك الحكومات مع القوى الأوروبية. كذلك لا يجهل اهتمام السلطان بأن يرى نشاط وقوات وال قوي تقلقه طموحاته في الشام وقد اتجهت غربا. تلك هيء على الأقل؛ ما باح لنا به محمد علي من اعتبارات. وقد جاءعت إجاباته عن كل الاستفسارات التي طلبناها حول وسائل تنفيذ هذا المشروع مرضية للغاية» ولم يبق لنا الآن إلا الاتفاق معه على طبيعة المساعدات التي نحن مستعدون لتقديمها له وحجمها. وتجري في الإسكندرية الآن مفاوضات في هذا الصدد يُنتظر الانتهاء منها قريبًا. وقد رأى جلالة الملك أن عليهء نظر! للثقة التي يوليها لحلفائه؛ أن يطلعهم؛ منذ هذه اللحظة» على تلك الترتيبات؛ كما أراد أن يستبق أي قلق قد يشعرون به منهاء وذلك بتأكيده الجازم على أن حقوق الأطراف الأخرى وممتلكاتهم» وبضائعهم؛ ومميزاتهم وامتيازاتهم سوف تحترم بمنتهى الإخلاص في هذا المشروع. على أن العلاقات الحميمة القائمة اليوم بين إنجلترا وفرنسا وكوكبة المصالح والتحركات التي تجمعنا بهذه القوة جعلت جلالته يستشعر ضرورة أن 50 يطلع مجلس الوزراء في لندن» على وجه الخصوصء على المشروع الذي حدثتكم عنه. وعلى ذلك» فبإمكانكم التحدث مع دوق ولنجتون ولورد أبردين عن تفاصيل رسالتنا هذهء مع التأكيد عليهم بالتكتم الذي لا يزال شرطا لنجاح المفاوضات. ولا يساورنا أدنى شك في أن الحكومة الإنجليزية سوف تنظر بعين التقدير لهذه الرسالةء كما أننا على يقين من أن باستطاعتنا الاعتماد على مساعدتها الكريمة. والتي ستقر بها خواطرنا كثيرًا عندما نراها قد أبلغت محمد علي أن مشروعه يحظى بموافقة الحكومة البريطانية. 'وإلى جانب ثقته الكبيرة في توجهات الباب العالي»؛ سوف يجد الباشا تشجيعًا جديدا وقويًا أيضاء ودعما معنويًا مهما في موافقة القوى الأوروبية - التي يحرص كثيرًا على كسب احترامها - على خططه. لم نتردد من جانبنا في أن نؤكد له على حسن استقبال أوروبا كلها لمشروعه؛ بيد أن أي تأييد لن يساوي عنده أو يفيد أكثر من تأييد بريطانيا العظمىء ومن هذا المنطلق أهيب بكم إبلاغ لورد أبردين أننا نقدر كثيرًا تلقي قنصل إنجلترا العام في الإسكندرية» في أسرع وقت ممكن؛, 'ولو حدث أن توقفت المفاوضاتء أيّا كان مستوى التقدم الذي بلغته؛» أو تسببت عقبة ما في إفشال الحملة التي تحدثنا عنها في هذه الرسالة» فلن يسع جلالة الملك» سيدي الدوق» سوى النظر إلى كرامة تاجه ومصالحه وحدهاء لوضع حد لمسألة الجزائر بالوسيلة التي تبدو ملائمة لهء وفي هذه الحالة يحتفظ جلالته بحقه في تقرير ما إذا كان الأفضل أن يستخدم قواته فقط أو أن يطلب الدعم المعنوي أو المادي من قوى أخرى قد تكون مستعدة للانضمام له في تنفيذ مشروع ستكون نتائجه» في كل الأحوال» في صالح الحضارة والبشرية وكل الحقوق الأغلى للمجتمع الأوروبي الأوسع."2") تلقى دوق لاقال هذه الرسالة في ٠١‏ يناير. وفي مساء اليوم التالي» يوم ١‏ التقى باللورد أبردين وقرأها عليه. وكتب السفير إلى بولينياك قائلاً: “كان أول 8 ا تايعة 3 للدولة العثمانية دون تفويض من سيذه. ل ل من أن هدف هذا المشروع سيكون إعادة تلك الولايات إلى حظير حظيرة سيدها القديم؛ فليس لوالي مصر حق شرع قن عمل الاج )سبد والارات ازيل إلا لو كان ذلك بأمر من السلطان أو على الأقل بموافقته.' وأضاف دوق لافال قائلاً: “إن أهم ما لاحظت في هذا الاتقاقا بكر كان تعن حنن عضر مح فلن نقد اغتروة لووك ردي وحة كل طموح جامح غير مستعد بالمرة أن يضع ثمار هذه الغزوات بين يدي د د «(كة) في 7١‏ يناير اجتمع السفير مع دوق ولنجتون الذي كان لورد أبردين قد أطلعه على سبب الزيارة؛ ولكنه مع ذلك أنصت باهتمام بالغ عندما قرئت عليه رسالة بولينياك. لم يعترض الرجل على حقوق فرنسا العادلة في الحصول على ترضية مدوية على التجاوزات التي لقيتها من داي الجزائرء ولكنه أبدى بعض الاندهاش من اعتزام الحكومة الفرنسية الامتداد بمشروعاتها العدائية خارج نطاق الجزائر وتعقيد هذا الانتقام بخطة تدميرية ضد تونس وطرابلس. ثم عرّج على الاعتراضات التي كان لورد أبردين قد أبداها على خطط والي مصر الذي لا تقدم عقليته الطموحة المولعة بالفتوحات أية ضمانة للأمن فقال: "إن ما يعزز تلك الشكوك ومن شأنه أن يشعر كل بلاط في أوروبا بها هو عدم موافقة الباب العالي على خطة عامله محمد علي." والواقع أن الحكومة الإنجليزية كانت أبعد ما تكون عن أن ترى في رد الريس أفندي على الكونت جيومينو موافقة ضمنية» بل كانت ترى أن رفض الباب العالي إصدار فرمان خاص لمحمد علي يدعو السكان المسلمين في إفريقيا إلى لانصياع لجيوش إبراهيم باشاء يساوي عدم الموافقة رسميًا على الخطة المطروحة» ولو كان الريس أفندي لم يعرب عن رأيه بشكل أوضح فما ذاك إلا لأن وضعه من فرنسا وضعفه أمام عامله المحظوظ فرضا عليه هذا 52 التحفظ. وتابع دوق ولنجتون قائلاً: "ا يساورني شك في أن ذاك سيكون الحكم العام على هذا المشروع. سأكون دائماء بدافع الاحترام والعرفان» أول من يُجِل نبل نوايا جلالة ملك فرنسا وصدقهاء ولكني كرجل سياسة وكوزير لهذه البلاد أضع نفسي مكانه وأحاول أن أتوقع الانطباع الذي سينجم عن معرفة المشروع الذي أطلعتموني عليه للتو. ولا أشك في أن القوى الكبرى في أوروبا ستشاركنا القلق. فتحالف محمد علي مع فرنسا سينظر له على أنه تحالف كارثي على الدولة العثمانية» وإن رفضها السماح له باستخدام السلاح يثبت أنها تستشعر منه الخطر وأنها غير مطمئنة لنتائج حملته. فلن يُرى في هذا النمو الهائل للقوات سوى اتفاق يفضي إلى التضحية بالدولة العثمانية والقضاء عليها. واختتم الدوق حديثه قائلاً: لتلك الاعتبارات أتجاسر لألتمس من جلالته» المشهود له بالتدين المسيحي الصادق» تيم السليز. تلكا الكاتصلاكة ولاحط تستهنة لبسها فر على ولتجون ناد إن عرض الخطة في حد ذاته يثبت حكمة الملك باستباق الاعتراضات التي قد تثار حرل رقم لق لى اراك يقد قدا جا على تقر ماروالا قطن أن لكين ماهد أكثر حكمة من الإعلان مسبقا أنه في إطار الخطة المتفق عليها مع محمد علي سوف تبقى الأراضي التي سيغزوها تحت طاعة الباب العالي» وأن مصالح السلطان» وبعيدا عن أن تهضم. سوف تجد فيها خير معين لإخراجه من الوضع الذي وضعتها فيه اتفاقية أدرنة. وبالتالي» فليس هناك من سبب يدعو إنجلترا للقلق. ع لان مركت مكدتك لحك برضوع رارك إن الى أن لاد لصبيخة لاض الصدد ن أمل إلا وحاولت فيه. لت إبي إنما أتيت ساعيًا لى تعقيدات مؤلمة.' لاحظ دوق لافال أن معارضة الوزير الإنجليزي تبدو منصبةء 53 بوضوح؛ على مصالح الباب العالي التي سيسيء إليهاء حسب رأيه؛ محمد علي» فسأل ولنجتون عما إذا كانت هناك ضمانات لصدق التزامات محمد علي يمكن تقديمها لتهدئة خواطره. بيد أن هذا المدخل لم يبد أنه راق للوزيرء وهو ما دفع السفير لاستنتاج أن هذا الرفض الانجليزي لخطط فرنسا يقف وراءه ما هو أبعد من البحث عن مصالح الباب العالي» وفي ذلك كتب في رسالته: 'ينبغي أن نعترف هنا بمشاعر الغيرة والتنافس غير القابلة للانزواء والتي تشي بها كل صفحة من ضفحات تاريكنا :(30) كان الرجل محقا في استنتاجه. وإن كان الدوق قد نافح تدخل محمد علي في شؤون تلك الولايات» وإن كان قد أظهر اهتمامًا بالحفاظ على حقوق السلطان على عامله؛ فما ذاك إلا لأن التنسيق بين الباشا وفرنسا ليس له من غاية» في نظره؛ سوى خدمة المصالح الفرنسية» فقد كان يعتقد في النهاية» أن المشروع المعروض أمامه يهدف فقط إلى إحلال نظام حكم فرنسي في تلك الولايات محل النظام العثماني.(17) ولنا أن نشْتمُ تلك الفكرة بوضوح في الأوامر التي أرسلتها الحكومة الإنجليزية في 75 يناير 187١‏ إلى السير روبرت جوردونء والتي كتب له فيها لورد أبردين قائلاً: 'لست في حاجة إلى أن أوضح لك الاهتمام والقلق اللذين تنظر بهما حكومة جلالته إلى حملة من هذا النوع؛ سواء من حيث نتيجتها النهائية أو من حيث أسلوب تنفيذها.... سواء صرح السلطان بالحملة أو لم يصرح فإن انجلترا لا تستطيعء أيّا كانت الظروفء ألا تلقي بالا لتغيير يحدث في وضع ملكية نقاط مهمة على الساحل الإفريقيء تغيير يتم بوسائل فرنسية» وبنفوذ فرنسي» وربما أيضا يهدف إلى دفع المصالح الفرنسية."") ثم كتب الوزير إلى القنصل الإنجليزي في الإسكندرية: "إن مشروعًا كهذاء حتى لو نفذه محمد علي وحده...لا يمكن ألا تلقي إليه حكومة جلالته بالا. وذاك أن الطابع الخاص للخطة المطروحة» والتي ينسق فيها والي مصر مع إحدى القوى الأوروبية ويلقى منها مساعدة جزئية» ويخدم أهدافها الخاصة؛ من أجل إحداث تغيير شامل في وضع ملكية النقاط الساحلية 584 المهمة على البحر الأبيض المتوسطء من شأنه أن يثير أقوى اعتراضات جلالة الملك... ولا تعتقد الحكومة البريطانية أن باشا مصر قد فكر مليّا في كل التبعات المهمة التي يمكن أن تترتب على ما قررء بغير روية على ما يبدوء أن يقدم عليه." كان على القنصل إذن أن يلفت انتباه الباشا لتلك النقطة وأن يدعوه لأن يزن جيذا كل العواقب التي ستترتب على مشروعهه؛ وأن يؤكدء على وجه الخصوص» أن الحملة المزمعة ضد ولايات البريرء تكتسب صفة الانشقاق على السلطان» وهو ما تأباهء على وجه الخصوصء حكومة جلالة ملك بريطانيا.!4؟) لم يكن للنبرة الحازمة لدوق ولنجتون وموقف الحكومة البريطانية إلا أن يؤثرا في قرار بولينياك. وكان من الواضح أن الحكومة البريطانية» ودون أن تعلن رفضها الصريح؛ سوف تقوم» على أقل تقدير» بالتواطؤ مع الباب العالي لمنع الحملة ووضع كل العراقيل الممكنة أمامها. من ناحية أخرىء في اللحظة التي تلقى فيها بولينياك من الدوق دي لافال تلك الأنباء غير السارة» وصلته رسالة من طولون أوضح له فيها كابتن أودير أمورًا مهمة حول الشخص الذي اختاره الباب العالي 'لتهدئة" الخلاف بين فرنسا وداي الجزائرء وفي تلك الرسالة كتب أودير قائلاً: طاهر باشا واحد من أكبر المعادين لكل ما يحمل اسم فرنساء ففي أواخر نوفمبر 1287 وبعد التعليق الأول لكل الاتصالات بين الوفود الدبلوماسية للقوى الثلاث المتحالفة والباب العالي: والتي استطاع بعدها الجنرال جيومينو أن يعيد المفاوضات مع الريس أفندي؛ كان هو الذي وصل بصورة مفاجئة من نافارين إلى القسطنطينية وسمم أفكار السلطان وحاشيته ضدنا بأشنع الادعاءات» فأثار حفيظة سيده وكل من يتصل به: حتى إن السلطان لم يعد يريد أن ينصت لأية محاولة للتوفيق. وكان من نتيجة ذلك مغادرة السفراء للقسطنطينية." وأضاف أودير أن طاهر باشا كان أيضنا من ألد أعداء محمد علي» ولي نعمته الذي فر من خدمته على رأس سفينة محملة بالخيرات من الإسكندرية إلى القسطنطينية:!(*؟) ألم يصبح طاهر باشاء منذ تلك اللحظة» أقل رجل مؤهل للقيام بالمهمة التي أوكلها الباب العالي له؟ فذهابه إلى الجزائر لن يكونء بلا شكء لإقناع الداي بأن 55 يقدم لفرنسا ما يحق لها من ترضيةء بل بالأحرى لدفعه إلى إقناع السكان المسلمين بالوقوف في وجه مشروع والي مصر. سوف تكون نتيجة مهمته إذن تدمير علي الذي كان يعول كثيرا على أن يقفوا بجانبه. وحينها سيجد الباشا نفسه مجبرًا. عنها.(”' ') أضف إلى ذلك أن بولينياك تعين عليه أن يعترف بالآثار الوخيمة لتأخر المفاوضينء فلو لم يقبل محمد علي بكل الشروط الفرنسية ولو تمسك ميمو بالتعليمات الصادرة إليه» كما هو متوقعء؛ فسيتوجب منح الباشا وقتا لإيصال ملاحظاته إلى ياريس وتلقي الرد منهاء وهو ما سينصرم معةه الوقت المناسب وتمضي عليه حقبة قبل أن يستطيع إبراهيم باشا الوصول إلى الجزائر. وبذلك أصبح بولينياك العضو الوحيد في الحكومة الراغب في الحصول على مساعدة باشا مصر والساعي للحصول عليها. وفي كل اجتماع لمجلس الوزراء تقريبًا كانت نيةء مثل جيرنون-رانفيل 000-122815111ء0ا© يشك في إمكانية وفاء والي مصر بوعوده. هذا فضلاً عن أن مسيرة جيش من الإسكندرية إلى الجزائرء يقطع فيها امتداد هذا الساحل البحريء بدت لهم مسيرة محفوفة يصعاب يستحيل التغلب عليها. ثم إن أشد ما كان يثير استياءهم هو "العار” الذي يتمثل في شراء فرنسا لانتقامها بأموال تدفعها لوالي مصر.'''') وأخذ دوسيه - المتفق مع بورمون في الرأي - على عاتقه أن يثبت أن محمد علي لن يستطيع أبذاء حتى وإن كانت لديه الرغبة» أن ينفذ الاتفاقية. فقد شكك في الأرقام التي طرحها بولينياك وأكد أن الباشا لا يملك سوى ١5١‏ ألف رجل في قواته النظامية» و١٠‏ ألفا من الأعراب؛ وأنه ليس بالأحمق حتى يبعدهم عن مصر فيترك بلده بذلك عرضة للاضطرابات الداخلية أو لغزو خارجي من الباب العالي» ولو لم يمنعه هذا الاعتبارء فستمنعه بالتأكيد استحالة أن يقومء في الوقت المناسب؛: بحملة لا يملك لها ما يكفي من وسائلء ليبقى معها 56 فيه سوى أن ترى محمد علي يأخذ أموالها دون وفاء بالتزاماته التي تعاقد عليياء أو أن تفقد وقتا ثمينا يجبرها على مزيد من التأجيل للحملة:('””) إلى هذه الحجج التي تحالفت في اتجاه إعادة النظر في المشروع المصري اجتمعت حجة أخيرة كان لهاء في نظر بولينياك» القيمة الحاسمة. وذاك أن خطة إعادة تقسيم أوروبا رالتي كان يعتمد في تنفيذها على مساعدة القيصر وبروسياء والتي كان من شأنها أن تمنح فرنسا الأقاليم البلجيكية» لم تلق الترحيب الذي كان يأمله. فقد أرسل إليه الدوق مورتمار الذي أوكلت إليه مهمة طرح هذا الموضوع في بطرسبرج أن الوقت غير مناسب للتطرق لمسألة كهذهء حيث إن الميزانية الروسية منهكة من جراء الحرب مع الدولة لاعتمائية) قطئلا خخ أن اعتلال: ضبحة الإمبراطور عطلت كل طاقاته: وهما أمران يتعارضان تمامًا مع أي فكرة لا ترمي مباشرة إلى الحفاظ على الهدوء في أوروبا. وأضاف السفير: "هذا فضلاً عن أني أوجل كثيرا من أن ألقي بنفسي في ساحة عكفت على تهيئتها ومراقبتها منذ فترة طويلة عالمًا بالمصاعب والمخاطر التي تكتنف هذا الأمرء وليس لي من سند سوى وطنيتي ولا من دعم سوى بضع رسائل متواضعة أتتني منك." واقترح السفير أيضنًا تأجيل المفاوضات حتى يحصلء بعد عودته إلى ب على أوامر مباشرة من الملك نفسه. وكذلك على تعليمات شفوية من الوزيرء وبعد أن يحصلء بذلك» على هذه القوة الجديدة على ضفاف السين» يستطيع أن يعود إلى روسيا لينفذ خطة الوزير على ضفاف النيفا.9”' ') لم تستطع تلك الرسالة أن تخفي رفض روسيا للتعاون. بيد أن ملك بروسيا كان أكثر وضوحا. فقد أبلغ سان بطرسبرج وباريس في " يناير 18١‏ أنه لن يتنازل لفرنسا عن الضفة اليسرى لنهر الرين بأي ثمن» وأن قراره هذا لا رجعة فيه.'"") وهكذا انهارت تماما الخطة التي حلم بها بولينياك» والتي كان من شأنها أن تعيد للملكية الفرنسية كل مجدها. وأصبح الجيش الذي أبقى عليه ب بلا عمل حتى 57 الآن» تحسبًا لإعادة تقسيم واسعة لأوروباء قادرا على توجيه فائض طاقته إلى السواحل الإفريقية دون أن يتسبب ذلك في أي حرج له. وفي ٠١‏ يناير كتب لورد ستيوارت - وهو على علم هذه المرة بأكثر مما اعتاد عليه في هذا الأمر - إلى بلاطه قائلاً إن أشخاصا يحظون بثقة بولينياك أكدوا أن انطباع الرفض الذي أبدته إنجلترا تجاه المشروع المصري كان من شأنه أن يغير قرار الحكومة الفرنسية وأن صعوبات الإبرار في خطة محمد علي أجبرت الحكومة الفرنسية على الاعتماد على قوتها هي فقط لتدمير مواقع القراصنة على سواحل البربر.:2١)‏ كانت تلك المعلومات قائمة على أساس راسخ. ففي اليوم نفسه أرسل بولينياك رسالة إلى مجلس الملك حملت تعديلات جوهرية على الخطة التي كان قد أقرها الملك شارل العاشر في “" يناير. في هذه الخطة استلهم بولينياك الخطة التي كان جيومينو قد اقترحها من قبل في ديسمبرء فاقترح أن تتولى فرنسا بنفسها إخضاع الجزائر تاركة لمحمد علي مهمة إخضاع ولايتي طرابلس وتونس. وذلك على أن يتم تقليص القرض المقدم إلى والي مصر ليصبح عشرة ملايين فرنك فقطء وبما أن الحملة المصرية لن تقوم بغزو الجزائر فيتم إلغاء هبة الثمانية ملايين التي كانت قد 3 تمت الموافقة عليها بدلاً من البوارج التي لم تستطع الحكومة الموافقة على التنازل عنها. ولكن تظل الموافقة على السماح للباشا ببناء أربع بوارج في الترسانات الفرنسية لأن - كما قال الوزير - "من مصلحتنا أن يصبح لدى محمد علي أسطول محترم من أجل ضمان طاعة الولايات التي سيستولي عليها." هذا فضلاً عن أن الباشاء إن أرادء ستقدم له القطع البحرية الحربية الفرنسية حماية للقوافل التي تحمل المؤن والعتاد لو أراد إرسالها بالبحرء كذلك ستقدم تلك القطع البحرية مساعدتها للعمليات العسكرية بقصف مواقع من البحر. ويمكن تقليص قوات الباشا البرية إلى 55 ألف رجلء مع تفضيل الاحتفاظ برقم الأربعين ألفاء تحسبًا لاحتمالات مثل احتلال الجزائر بعد مغادرة القوات الفرنسية» أو إخضاع بلدات الساحل الجزائري. وذلك على أن يتم تحاشي أي افتراضات مستقبلية حول 58 الجزائر؛ لأنه يبدو أكثر ملاءمة ألا نرتبط بأي التزام حول مصير تلك الولاية في المستقبل» وسوف نعلن لكل القوى أن فرنسا ذهبت إلى الجزائر لهدف واحد وهو رد الاعتبار لكرامتها من زعيم بربري أهانها بفظاعة.!''") . كان هذا هو موضوع تقرير وافق عليه الملك في "١‏ يناير.7"'') وتمت كتابة مشروع اتفاقية ثان مع والي مصر على الأسس الجديدة؛ احتفظ فيه في البداية بالمادة المتعلقة ببناء البوارج ثم تم شطبها.2') ثم كتب الوزير تعليمات جديدة لميمو وأوديرء حملها الملحق بمفوضية فلورنسا دي لانجسدورف 28500:1هآ ع0 الذي كان مارًا بباريس» حيث تلقى الأوامر بسرعة الانطلاق إلى مصر لإيصالها.("") وهكذا بعد أن انضم بولينياك إلى زملائه في الاقتصار على جيش فرنسي للاضطلاع بمهمة إخضاع الجزائرء تنازل الرجل عن إصراره على الإبقاء على مبدأ التعاون المصري في مشروعه الجديد. لماذا؟ لأن فرنسا لم تكن لديها مشاكل مع داي تونس؛ أما بالنسبة لولاية طرابلسء فأيًا كانت الإساءات التي تأخذها عليه حكومة الملك؛ فغني عن البيان أن العقاب الذي ستوقعه بداي الجزائر سيكون له فيه المثل الذي يعيده إلى جادة الصواب. وبذلك لم يعد من الضروريء بل ولا من المفيدء أن توضع هذه الولاية أو تلك بين يدي محمد علي. فإلام كان يهدف الوزير إذن بتمسكه بالحصول على مساعدة الباشا؟ سؤال يستحق عناء دراسته؛ لأن الإجابة عنه سوف توضح. فيما نرى» سياسة بولينياك بأسرها. قد يتبادر إلى الذهن أن الوزير إنما قرر تقديم عرض جديد للباشا من باب الاحتراز منه. فبعد أن فتح أمامه آفاقا مشرقة للمستقبلء لا يليق أبذا أن يسدل عليها الستار فجأة» أي أنها مسألة احترام لكرامة الرجل وحرص على اللياقة» بل وربما أيضًا حرص على الاحتراز منه. من هذا المنطلق أوصى بولينياك المفاوضين أن يستخدما كل حجة ممكنة لحمل الباشا على التخلي طواعية عن مشروعه الأول. وقال إن حكومة الملك لا ترغب في الإقدام على تصرف يحمل في طياته الإكراه 89 ويتناقض مع العدالة فتفرض على الباشا اتفاقا يتناقض مع مصالحه. بل العكس هو الصحيح؛ فمصالح الباشا ستراعى على نحو أفضل في المشروع الثاني عنها في الأول. فالمخاطر والصعاب المختلفة وكذلك النفقات التي ستثقل كاهله أقل في المشروع الثاني» حيث ستضطلع فرنسا بالجزء الصعب وفق المشروع الجديد لتترك له مهمة مهاجمة ولايتين معروفتين بعدم قدرتيهما على الدفاع عن نفسيهماء فضلا عن كونيما الأقرب لمصر والأكثر ملاءمة للدخول تحت سلطانه. هذا بالإضافة إلى أن الباشا لو أصرء فالوزير مستعد أن يبقي على قرض العشرين مليون فرنك: على أن يستخدم جزء منه في بناء البوارج التي يريدها في موانئنا.!”'') تشي هذه الأسباب وتلك العروض بأن بولينياك كان يطمح إلى ما هو أبعد من مجرد التخفيف من إحباط الباشا وأنه كان يريد أن يكسبه في صف سياسته ويربطه بفرنسا. ولو بقي في ذلك بعض شك فستذهب به طبيعة الأوامر التي وجهها إلى المفاوضين.!'"") في المشروع الثاني؛ كما في المشروع الأول» كان هناك اهتمام "بإرضاء 0 التوسع" لدى الباشا 'وبربط " مصالح فرنسا بمصالح مصر على نحو أكثر اقة" ٠‏ ففرنسا لم ترد بتدمير ولايات البربر القضاء على استرقاق المسيحيين وتجنيب أوروبا شر القرصنة فحسبء بل أرادت "أن ترى سلطان محمد علي يمتد على كل السواحل الأفريقية ويكتسب قاعدة أكثر اتساعًا ودوامًا في أن معاء كما تسعىء في النهاية» إلى تكوين أواصر أكثر متانة بين فرنسا ومصر من أجل الازدهار المتبادل للدولتين." لقد قررت حكومة جلالة الملك» بلا شكء أن تقوم بغرو الجزائر اعدماذًا على قواتها وحدهاء وفق المشروع الجديدء ولكن» وكما قال الوزير: 'يستطيع محمد علي أن يعول على تلقيه براهين جديدة على اهتمام فرنساء وأن الترتيبات التي سنضعها لتلك المواقع ستجيء متسقة مع الحماس الذي سيبديه في دعم توجهاتنا". ومع أن المشروع الجديد المختصر لا ينطوي على استخدام الباشا قوات بحرية مهمة لم ترغب حكومة الملك في حرمانه من السبل التي 20 طرحتها عليه في السابق لزيادة حجم أسطوله» فقد أضاف الوزير: 'بل على العكسء نحن نأمل أن يتطور على النحو اللازم لضمان سيطرة هذا الأمير السهلة على كل الساحل الأفريقي» وسوف نقدم له كل التسهيلات التي قد يرغب فيها من أجل بناء البوارج الأربع التي يريدها في أقصر فترة ممكنة» بحيث يمكنه أن يكون في أتم الاستعداد وأجهز التسليح في أقل من عام." فلو لم يتأخر الباشا إذن في التحرك 'فستخضع له بسهولة طرابلس وتونس...ولا بد أن قوته ستزداد بشكل كبير. وبذلك سوف يشعر محمد علي أن التحالف الإيجابي والرسمي الذي سيتم له بموجب اتفاقه على تلك الخطة مع فرنسا سرعان ما سيضفي على مكانته ومكانة ابنه طابعًا جديذا تماماء لا يتسع المقام هنا بالطبع لسرد كل نتائجه الطيبة...فليدعم إذن توجهاتنا لتنفيذ خطة سوف يقطف منها ثمارا كبيرة.” ماذا يعني ذلك سوى أن الفكرة التي كانت تحرك بولينياك في سعيه للحصول على مساعدة محمد علي لم تكن أبذا جعل والي مصر ينتقم للإهانات التي أصابت ملك فرنسا بأقل تكلفة ممكنة» بل كانت بالأحرى إقامة اتحادء أو اتفاق» وتضافر للمصالح بين فرنسا ومصر جدير بأن يصبح. في فترة وجيزة» عنصرًا قويًا في السياسة العالمية؟ ولا أدل على ذلك من أن بولينياك نفسه تحدث يعبارات لا تترك أي مجال للشك حول تفكيره؛: وذلك في كتابه (؟' 'أووونرو)و 111 5 حيث قال: "تحال وشيكٌ يتهدد الدولة العثمانية» وحربْ أخيرة مشؤومة لها ضد روسيا جعلت وضعها أكثر حرجاء والباشاوات حكام أقاليمها لا يطيعون سوى على مضضء ومحمد عليء أقوى الجميع وأكثرهم استقلالاء ذلك الرجل الطموح البارع؛ الإمبراطورية باد إذن للعيان» وقد نستطيع تأخيره ولكننا لا نستطيع أبدا منع وقوعه. السلام يعم ربوع أوروبا وربما تكون القوى الأوروبية قد استطاعت أن تصل - دون إثارة الاضطراب في القارة - لحلول للقضايا الحادة التي سيخلفها تحلل الدولة العثمانية. ولكن يجب أن نكون على أتم استعداد عند وقوع الحدث؛ فلا 9 يعْطَى سوى من يستطيع أن يأخذ. ولما كنت لا أعول كثيرًا على دعم المجالس التشريعية» حتى في الأمور المفيدة للبلاد» وتلك نتيجة مشؤومة لوضع أصبح فيه مصير شعب بأسره بين يدي أغلبية يحركها الحماسء كان على إذ, ن أن أخلق خارج المجالس التشريعية» قوة مؤثرة تستطيع, إذا حانت اللحظةء اس لهذا الهدف اتجه نظري إلى محمد عليء ناظرا! إلى خدماته الحالية على أنها برهان على خدماته في المستقبل. وفق هذه الخطة»ء التي أيدها العاهل الفرنسيء ينطلق جيش مصري من ضفاف النيل ليسير في الخط الذي رسم له فينتقم لأوروبا من تجاوزات البربر. وبذلك يزيد محمد علي من قوته: وتحتفظ فرنسا بنقاطها العسكرية على الساحل الأفريقي» ويحمل والي مصرء الذي سيغدو حينها الذراع اليمنى لملك فرنساء النفوذ الفرنسي إلى قلب آسيا في اللحظة المناسبة» ورغمًا عن إنجلترا." لناء بلا شك؛ ونحن نقرأ تلك السطور أن نلوم بولينياك على رغبته في أن يحول الولايات الثلاث إلى إقطاعية لمحمد عليء وبالتالي عدم قدرته على 'استشراف" مستقبل الجزائرء ولا النطاق الكولونيالي الهائل الذي ستستطيع فرنساء في غضون قرن من الزمان» أن تيدع لنسنها في الزيتياء بنضل حدكة رخال إدارتها وبسالة جنودها. ولكنه يستحق التقدير على الأقل لقدرته على سبر أغوار والي مصر والوعي بعبقريته والتبصر بقوته وقوة دفعه الجديدة لإعادة إحياء الشرق؛ ورغبة الوزير في تحويل تلك القوة وذاك الذكاء لفائدة النفوذ الفرنسي في العالم. وأيًا كان حكمنا على الرجل الذي قادت نصائحه الملكية إلى الهاوية» فلا نستطيع أن ننكر أن الخطة التي وضعها كانت خطة عظيمة؛: كما أننا لا نستطيع -إلا إذا جرنا - أن نسلبه الاعتراف بأنه استطاع في الشهور التالية أن يحافظ بصلابة وشمم على حقوق ومصالح فرنسا ضد ادعاءات جارة غيورة. يبقى أن نتعرف على رد فعل محمد علي على على الطموحات التي بناها عليه الأمير بولينياك. 02 في غياب أودير بذل ميموء الذي بقي في مصرء كل جهد ممكن لإبقاء الباشا على موثفه الإيجابي تجاه فرنسا وتجاه المشروع الذي اقترحته حكومة جلالة الملك. ولم يثر نبأ بعثة طاهر باشا إلى الجزائر أي قلق لدى محمد عليء بل على العكسء: فقد رأى الباشا أن الحصة المفروضة على مصر في إطار تقسيم تعويضات الحرب المستحقة لروسيا على ولايات الدولة العثمانية حصة مبالغ فيهاء وقال إن لدى الباب العالي وسيلة سهلة للغاية تيسر عليه دفع تلك التعويضات» وهي أن يصدر له الفرمان الذي طلبه للحملة على أراضي البربر. كذلك أصبح راغبا الآن في أن يجدد سفير فرنسا في القسطنطينية مساعيه للحصول على موافقة الديوان. فإذا تم الحصول على الفرمان فسيتنازل الباشا عن طيب خاطر عن الطلب الذي كان قد تقدم به إلى فرنسا للحصول على أربع بوارج حربية؛ إذ لن تكون له بها حاجة حينئذ:79") تشي تلك السطور الأخيرة» وبوضوح: بأن الباشا إنما أراد بطلبه للبوارج الأربع أن يفرض هيبته على الباب العالي بنشر قوات بحرية بهذا الحجم الهائل إذا ما فرضت عليه ظروف الحملة» المنطلقة على غير رغبة الباب العالي» القيام باستعراض قوة عدائي. فإذا ما اتجه الباب العالي» على العكس من ذلك؛ ومسترشدا بمصالحه الخاصة؛ إلى منح الموافقة المطلوبة على المشروعء فلن تكون لزيادة حجم البحرية المصرية الفائدة المرجوة ذاتها. لم يتوقف الكابتن أوديرء منذ مغادرته» عن بذل الجهود لحمل الباشا على التخلي عن مطالبه؛ حيث كتب من طولون رسالتين إلى باغوص في 77 ديسمبر و7١‏ يناير جاء فيهما أن الحكومة الفرنسية ليس بوسعها الموافقة على التنازل عن تلك البوارج.!*'') وفي القاهرة سار ميمو على نفس النهج. ففي أحد الأيام كان مجتمعًا مع محمد علي ووصلت الوالي برقية تلغرافية تحمل نبأ تدشين فرقاطة قوة ١‏ مدفعا في الإسكندرية» كان قد تم الانتهاء من بنائها مؤخرًا تحت إشراف دي سيريسي 06,59 عل. وفي ذلك كتب القنتصل: "هي الياشا ناهضنا ليتحدث أثناء تجواله في القاعة» وهو ما يسميه هو قدح زناد الفكرء فأسلم نفسه إلى واحدة من تلك الأحاديث المفعمة حيوية التي تتدفق فيها 93 الطموحات والمشاريع على ذهنه. واستعرض كل ما أنجز وما ينجز وما ينوي إنجازه ليكون له أسطول حربي مهيب. وتطرق بالطبع إلى مسألة البوارج الحربية التي كثيرًا ما جرى الحديث فيها. كان الباشا على اقتناع» بحسب ما رأى في ترسانته ورغم نشاط دي سيريسي وعظم عد العطال؟ واتحالة توفيرها في ترسانته» ووعىء من تعليقاتي على حديثه؛ أنه لن يستطيع الحصول؛ حتى من أفضل أصدقائه» سوى على وسائل وتسهيلات لبناء الطراز الجديد الذي يرومه عندهم» ولكنه لن يستطيع أبذا أن يحصل على بوارج جاهزة؛ لأن النوع الذي يريده غير متوافر الآن لدى أية دولة: )١25(‏ وبذلك أصبح الباشا جاهزا لاستقبال الرد الذي حمله كابتن أودير من فرنسا. غادر أودير طولون في "١‏ يناير ولكن الرياح المعاكسة حبسته على ساحل بروفانس فلم يستطع الخروج إلى عرض البحر إلا في 58 يناير حيث حملته رياح مواتية إلى الإسكندرية التي نزل فيها في 8 فبراير. قبل وصوله بأيام تلقى الباشا أنباء من القسطنطينية تفيد بأن وزراء الباب العالي لاحظوا كثرة الاتصالات الجارية في عاصمة الدولة العثمانية بين رجال الباشا وسفير فرنسا. وبما أن محمد علي كثير التشكك فقد توقع أن سير جوردون لن يتأخر في الإيحاء للديوان بأنها اتصالات تثير الريبة. ومع استيقاظ شكوكه على هذا النحو كتب إلى باغوص أنه سيستاء كثيرًا لو حضر أوديرء الذي علم أنه عائد» إلى القاهرة وأنه يرغب في دعوته للبقاء في الإسكندرية وانتظار إبراهيم باشا الذي سيحل بها قريبًا. ولكن عندما وصل كابتن أودير إلى الإسكندرية لم يجد فيها لا محمد علي ولا نجله ولا حتى ميمو الذي كان قد لحق بالباشا في القاهرة. ولم يجد سوى باغوص وعثمان بك. ولأنه كان يعرف أنهما محل ثقة سيدهما وترجمانا أفكاره فقد رأى أنهما مؤهلان للإفضاء لهما بفحوى مهمته دون إبطاء. وفي نهاية كل جلسة من الجلسات الطويلة التي عقدها مع الرجلين واستعرض فيها بتعمق مختلف نقاط التعليمات الوزارية الصادرة إليه وكل بنود 04 مشروع الاتفاقية» كانت تكتب في حضوره رسالة موجهة إلى الباشاء بحيث "'سواء دعاني إلى القاهرة أو أمر إبراهيم باشا بالمجيء إلي والتباحث باسمه. فلن تكون هناك إضاعة للوقت؛ إذ سيكون الوالي على اطلاع بمجريات الأمور إذا ما ذهبت أنا إليهء وستكون لدى ابنه التعليمات اللازمة إن كلفه بالتفاوض باسمه.(8"") عند هذه النقطة الأخيرة توقف الباشا. فالبريد الذي حمل نبأ وصول أودير حمل أيضًا رسالة أطلع فيها دروفيتي إبراهيم باشا ووالده على الموقف من الاقتراحات الجديدة» أي حملة الجيش المصري على الولايات الثلاث:.7''') وبمجرد أن علم الباشا بفحوى دلك الرسالة - وكما قال ميمو - "دخل مباشرة في الموضوع وبدأ في مناقشة المشروع الجديد بحماسه وتدفقه المعهود؛ ولكني لم أشعره بأني لم أعلم الشروط سوى منه في تلك اللحظة. ومر مرور الكرام على تقسيم أقساط القرضء ولكنه ركز على تبرمه من تحويل البوارج الأربع إلى مبلغ من المال وما سببه ذلك من اضطراب في وسائل تنفيذ الحملة. وبما أنه كان مؤهلاء بعد أحاديثي الأخيرة عن الاستحالة التي أتوقع أن تقابل بها حكومة جلالة الملك مسألة التنازل له في التو عن أربع بوارج حديثة الطراز كاملة التسليح وجاهزة للإبحار» لم يتبرم الرجل من شيء سوى من كونه لم يستطع أن يُفهمنا أن حاجته لم تكن للمال ولكن للوسائل التي تكفل له منذ هذه اللحظة» اتباع مسلك من يهاب جانبه. وفي المساء اتخذ الباشا قرارًا حاسما بإرسال إبراهيم باشا في التو إلى الإسكندرية ليتولى مهمة الاستماع إلى الاقتراحات الجديدة. وربما حمل الباشا على ذلك أنفته - اعتزاز! في غير محله بكرامته - من أن يتنازل بنفسه عن شروط كان قد عرضها في البداية بوصفها أمرنا لا مندوحة عنه» أو ربما - وهو ما يبدو لي أمرا مشكوكا فيه - أراد مراعاة خاطر الباب العالي في وضعه الواهن الحالي» أو ربما - وهو ما تدفعني الكثير من الظروف إلى ترجيحه - لأنه كان محاطا في القاهرة برجال ووكلاء لا يدرون شيئا عن شؤونه السياسية فلم يرد أن يصرح بشيء أمام عمال له غير مؤهلينء كما لم يرد أيضنا أن يستدعي إلى القاهرة وزيره وترجمانه باغوص. على أن هذا القرار لم يكن بغير بعض السلبيات؛ فقد كان من شأنه تضييع وقت لا بأس به وتأخير حسم المفاوضات. وقد لفت ميمو انتباه الوالي لذلك ولكن محمد علي أجابه دون تردد وبحسم بأن “لإبراهيم باشا مطلق السلطة في القيام بما يشاءء وأن تلك الحملة أحد شئونهء ولو قال إبراهيم باشا نعم لمطالب فرنسا سيقول محمد علي أيضنا نعم.” ولما ألحّ عليه ميمو قال له الباشا: ها أنت» سعادة القنصل» تكرر علي الطلب نفسه مرة بعد مرة. لقد قلت لك إن إبراهيم مثلي وعلى قدري نفسهء ألا تعلم أن إبراهيم هو ابني المفضل لدي؟ سوف يبرم اتفاقيتك ويوقعها وعندما أرى اسمه سوف أوقعها أنا أيضنا(64) لم يكن أمام ميمو إلا أن ينسحب إذن» وهو ما فعله حيث انطلق إلى الإسكندرية فوصلها يوم ١‏ فبرايرء بعد وصول إبراهيم باشا بيوم واحد. وهناك وجد كابتن أودير راضيًا بالاقتراحات الجيدة التي أبداها الباشا في الاجتماع الأول؛ وكان على ثقة من الانتهاء سريعًا من المفاوضاتء؛ عندما دخلت فجأة» وفي ذاك اليوم نفسه؛ إلى الميناء السفينة الملكية الحربية ديليجانت عادءع72111 وعلى متنها دي لالعدور تن بحاي اماف حدرذة من الدكونة القرنشنة: كان ينبغي للمفاوضات أن تستأنف على أسس جديدة إذن. تم إطلاع باغوصء في إيجازء» على التعديلات التي طرأت على الاتفاقية. وفي اليوم التالي؛ أي يوم 18 فبرايرء قام إبراهيم باشاء المتحمس التواق إلى الانطلاق في الحملة؛ بدعوة أودير للقائه في الترسانة البحرية في السادسة مساءً. وعن هذا اللقاء كتب أودير قائلً: 'وجدته هناك بعيدًا وسط ورش البناء» وعندما دخلنا في الموضوع أعلمته برحيل طاهر باشا إلى الجزائر مع كل التحفظات التي يمكن أن تثيرها لدينا في هذا الصدد الشكوك القائمة على الرسائل الأخيرة التي وصلت من الكونت جيومينو'). حسب إبراهيم باشا التواريخ أمامي ليثبت لي استحالة التنفيذ ثم ابتسم ابتسامة المرتاب موحيًا لي بأن تلك حجة وذريعة لدفعنا لتغيير ترتيباتنا. واستشعرت أيضنا أن حزن إبراهيم باشا لكونه لم يعد مكلفا بغزو الجزائر كان وراء مسحة الكدر العابرة التي ظهرت على محياه» واستنتجت بطبيعة الحال أنه مخول من والده بإبرام الاتفاق على الأسس الأولى.(:”"') 96 في اليوم التالي» أي يوم 2١4‏ سلم أودير وميمو إلى باغوص مذكرة تحتوي على ملخص للاقتراحات الفرنسية الجديدة.!'"') وقام أودير بنفسه بتسليمها إلى باغوص وقرأها معه مرتين للتأكد من دقة فهمه لمختلف النقاط الأساسية ووعيه بروح الاتفاق الجديد. وفي ذلك كتب قائلاً: ' تركت الوزير في مزاج رائع وقد قاربه الحماس لما سمع للتو.” ويوم ٠١‏ سلم ل باغوص نسخة من مشروع الاتفاقية. وفي مساء اليوم نفسه كانت قد تمت تمت ترجمة الوثيقتين وعقد اجتماع دام خمس ساعات ضم إبراهيم باشا والوزيرين. وفي مساء ١١‏ اجتمع ثلاثتهم مرة أخرى. وعن هذا الاجتماع كتب أودير: “كانت لهجة مسيو باغوصء الذي أراه كل ليلة» مؤيدة تمامّاء وفي ذا ذلك أفضل مقياس للتعرف على النتيجة النهائية؛ الآن هذا الوزير بالتحفظ اللازم لمنصبه واللازب لطبيعته هو آخر من يمكن أن تشتم منه رائحة الثقة إن لم يكن منها متمكنا. "''"' غير أن الرجل لم يصرح بشيء؛ وعندما طلب منه المفاوضان يومي 7١‏ و7١‏ الأجتما ع اعرة أخرى مع إبراهيم باشاء لم يجب سوى بأن الباشا يريد إنعام النظر في مشروع الحملة الجديد وتدارسه مع وزرائه. كان من الواضح أن إبراهيم باشا يأبى التصريح بأي رأي متعلق بالاقتراحات الفرنسية الجديدة. واستنتج ميمو وأودير أن كرم أخلاقه وكياسته اعتملا بداخله فلم يرد أن يتخذ قرار! قبل الرجوع لوالده؛ أو ربما لم تكن السلطات المخولة له لتسمح له بإبرام الاتفاق على الأسس الجديدة المقترحة. وعندما سُثل باغوص عن هذا الأمر باح في النهاية بأن الباشا كان عليه الرجوع لوالده وأننا في انتظار رد الوالي. شهدت المفاوضات فترة توقف إذنء بيد أن النقطة التي توقفت عندها تركت لدى ميمو وأودير انطباعا إيجابيًا. وفي ذلك كتب أودير "من السابق لأوانه: بالطبع» التعويل على نجاح تام الآن» ولكننا نستطيع؛ رغم ذلك: أن نرى بعض أمارات الأمل دون أن نكون مغالين في ذلكء فاستقبال إبراهيم باشا لاقتراحاتي الجديدة 597 الشفوية» والتعجل الذي أبداه في تلقيهاء والانطباع الذي وجدته لدى باغوص عند قراءة الوثائق المتعلقة بالموضوعء ولهجته هو والقائد العام» والحركة التي يشهدها الميناء لإعادة تموين الأسطول الذي عاد بعد ثلاثة أشهر في عرض البحر ودخل مرحلة الاستعداد لحملة جديدةء والاستعدادات التي بدئ فيها في الثكنات والمعسكرات؛ والاهتمام البالغ الذي يبديه إبراهيم باشا بكل ما له صلة 7 القوات النظامية وتجهيزهاء وما أسر لنا به مترجم الوثيقتين» على تحفظه - رائد أركان حرب ممن يثق بهم عثمان ب و 0 أيام القسطنطينية - وأخيراء كل الأجواء المحيطة بنا التي نستشعرها ويعجز القلم عن وصفهاء كل ذلك يبدو لي باعثًا على التفاؤل."57"') وجنح بأودير خياله فحملته الحماسة العسكرية على رسم خطة للحملة» رأى تكتيكها ليس قائمًا على توازي حركة قوات الحملة الفرنسية والقوات المصرية؛ بل بالأحرى قيام تلك الأخيرة ٍ تشتيت انتباه واسعة لفائدة الجيش الفرنسي. وانصبت كل جهوده منذ تلك اللحظة على حث جيش الباشا على الانطلاق في أقرب وقت ممكن يهدف شغل قبائل العربان في نقاط م طرابلس وتونسء والتي ستنطلق بشكل تلقائي نحو النقاط المهددة أو التي تمت مهاجمتهاء فيسقط بذلك جزء من العقبات التي سيلقاها الجيش الفرنسي عند إبراره وفي تحركاته التحضيرية لمحاصرة الجزائر.*'') كذلك اجتهد أودير في استئجار أدلاء للسفن وللجيش عن طريق إقامة علاقات مع مصطفى قبطانء الأميرال البربري الذي كانت له قيادة السفن الجزائرية المحتجزة منذ ثلاث سنوات في الإسكندرية.1"9) غير أن كل تلك الآمال كان مقدرا لهاء للأسفء أن تذهب أدراج الرياح. ففي مساء 76 فبراير دعا إبراهيم باشا المفاوضين لإطلاعهم على الرد المكتوب للوالي. كان الرد سلبيًا. فبعد أن ذكر محمد علي في رده بأصل المفاوضات المتعلقة بمسألة مناطق البربر والمراحل المتتالية للمفاوضات قال: 'لم تتسق خدماتنا المعروضة مع النظام الحالي وشرف فرنسا وتم اقتراح خطة التحالف.('"") 08 من الواضح أن قواتنا المصرية؛ مقارنة بالقوات الفرنسية» لا تساوي إلا كتيبتين أو ثلاثة على الأكثرء بمعنى أن فرنسا لو أرسلت إلى الجزائر ثلاث كتائب إضافية: فلن نستطيع نحنء حلفاؤهاء بكل القوات التي نملكها أن نساويها عددًا. ولكن» بسبب هذا التحالف. سوف نكون ملامين أمام حكومتنا وأمتناء وسنفقد كل السمعة والشرف اللذين حظينا بهما حتى الآن."1""7) ثم قال الباشا إن الحكومة الفرنسية لو كانت لا تزال راغبة في الحصول على خدماته فيما يتعلق بمسألة الجزائر فهو على استعداد لخدمتها "وفق شروطه السابقة”. وأضاف الباشا: لا أرمي من وراء هذه الخدمات أن أزيد من رقعة سلطاني. وأعتقد أن مسيو ميمو وكل الشخصيات الفرنسية التي زارت مصر تعرف أن نظري لا يمتد إلى تلك النقطة؛ لأنناء حتى الآنء لم نستطع أن نتم فرض الانتظام في كل الخدمات في مصرء بل ولم نكون بعد رجالاً ذوي قدرات في مختلف الإدارات. ونحن نرى ونعلم هذا الوضع كيف لنا إذن أن نرغب في توسيع دولتنا؟" واستبق الباشا الاعتراضات التي قد تطرح عليه فقال: 'لو قيل: كيف كنت تريد إذن» وقد قلت بنفسك إن قواتك لا تساوي ثلاث كتائب فرنسية» أن تستولي على ولايات البربر الثلاث؟ فسأجيب عن ذلك: منذ وصلت إلى المنصب الذي أنا فيه أنفقت كل وقتي لخدمة أمتي وحكومتيء وأرى أني قدمت الكثير من الخدمات» خدمات لم يقدمها الوزراء السابقون. ولو كان هناك من قدموا خدمات فإنهم لم يفعلوا اعتماذا على الولاية التي يحكمونها وحدهاء ولكن بمساعدة الأمة والحكومة أيضاء ونتيجة لتلك الخدمات أمّلت أن ألقى المساعدة من أمتي لأتمكن من خدمة فرنسا." واختتم الباشا رسالته بالأسف على سوء التفاهم الذي حدث ملتمسًا من الحكومة الفرنسية أن تغفر له لو كان لم يوضح بعض النقاط على نحو مناسب )١58( ١‏ 09 وهكذا قابل محمد علي الاتفاق الجديد برفض رسمي؛ إذ كان الهدف منه إخضاع الجزائر بجيش فرنسي واحتلال القوات المصرية لطرابلس وتونس. بيد أنه لم يتوقف عند تلك التفاصيلء بل كان المبدأ نفسه الذي قامت عليه الخطة الجديدة هو ما دفعه لرفضها. فقد كان يرى أنه لا يستطيع إيرام الاتفاق إلا على الأسس الأولى التي كانت ترمي إلى أن يُعهّد إليه بالقيام وحده وبقواته فقطء مع الاستعانة بمعونة فرنسية» بحملة على الولايات الثلاث؛ وقد أوضح جليًا أنه مما لا يتسق مع سياسته» ولا مع مصالحه. ولا مع أمنه أن يدخل في اتفاق من أجل عملية مشتركة مع قوة مسيحية.!؟'") يا كانت شدة الإحباط الذي تسبب فيه هذا الردء كان على ميمو أن يعترف أن الباشا كان» في هذه النقطة؛ متسقا مع نفسه وأنه لم يتبدل قط. لذلك كتب إلى بولينياك قائلا: 'وفق هذا الفكر وذاك الترتيب تخيل الباشا هذا المشروع وتحدث عنه دائمًا. لقد أراد بالفعل» عرفانا لفرنسا وارتباطا بهاء أن يخدمها بكل ما أوتي من قوةء فيقوم بحملة على الولايات الثلاث طرابلس وتونس والجزائرء ولكنه اشترط أن تكون حملة مسلمة صرفة. وقد سخر لهاء والحال كذلك» أكبر وسائل تحركاته." وتابع القنصل قائلاً: "إن ثقة محمد علي هذه في نفسه؛ ويقينه من نجاح سهل في مشروع ضخم بوسائل محدودة وبجيش كان محقا في وصفه بأنه لا يزال يفتقر للتنظيم والقيادات» قد يبدو ملغز! للقاصيء بيد أنه ليس كذلك بالمرة للداني الذي استطاع أن يراه عن قرب ويسمعه وهو منطلق في حديث ويفهمه. وهو محط تقدير وإعجاب المسلمين ويقول إنه يلقى التأييد والدعاء من جميع أرجاء الدولة العثمانية بارتفاع مجده وازدهار جيوشه. فليس هناك؛ حسبما يؤكدء من هو أكثر استعداذا منه ولا أوفر علاقات مع أولئك الخاضعين لنير الدايات الظالم المحزن...إن محمد علي يفخر برفع راية الإسلام التي أهينت؛: حسب رأيه» في أماكن أخرى» ويحب أن يُنظر إليه بوصفه بطل المسلمين وأملهم."("") 100 وفي معرض تعليقه على رفض الباشاء ذكر كابتن أودير بأنه في عام 7 أيام المسألة اليونانية "كانت هناك تلميحات مختلفة للباشا من أجل حمله على إعلان استقلاله بالانضواء تحت لواء قوى أوروبية. وقد قال لي غير مرة بأنه لا يخشىء» إن اتخذ هذا الموقف. غضب القسطنطينية بقدر ما يخشى نفور الأمة الإسلامية منه» وأن من ينصحه بالبحث عن سند في تحالفات مسيحية ليس إلا عدوه؛ وأن هذا المخرج هو الأسوأ بالنسبة له» ليس فقط لأنه سيفقده ثمرة جهود طويلة؛ ولكن أيضًا لأنه سيدمر مستقبله. كان من السهل علي أن أعيء منذ ذلك الوقت,أنه لم يكن يحلم أبدا باستقلال مصرء ولكن نظره كان يمتد إلى ما هو أسمى من ذلك حيث كان مقتنعاء باختصارء بأن أعين كل المسلمين مركزة عليه؛ وأنه أملهم؛ وأن آمال المسلمين ستدعوه إلى العرش بعد ذهاب الأسرة الحاكمة الحالية أو وقوع أحدات أخرى '(507) ا كانت بواعث الباشا في ردهء فلم يكن للمفاوضين أن يتوقفا عند هذا الفشل الأول. لذلك أوضحا لإبراهيم باشا أن حجة محمد علي في رفض الاقتراحات الفرنسية تبدو وجيهة. فقد استنتج الباشاء وفق ظاهر العرضء أن الحملة لم تعد إسلامية صرفة» بيد أنها كذلك في الواقع» فيما يتعلق بولايتي 'طرابلس وتونسء تمامًا كما كانت في المشروع الأول عندما كانت تشمل الولايات الثلاث. وأفلا يعد رفض الباشا الآن التعاون في مشروع كان هو قد طلبه نوعًا من عدم الكياسة التي تسيء إلى فرنسا التي طالما ساندته لدى القوى المسيحية الأخرى؟!"”) وتوالت منهما التوضيحات والملامات التي كان إبراهيم باشا ينصت إليها في صمت. ثمء كما كتب أوديرء "وبعد أن أعدنا إلى حديثنا نبرة الحميمية والألفة فقطء استطعنا أن نلمح على محياه الأسف على أنه لم يعد مسؤولاً عن غزو الجزائر بسبب تغيير في الترتيبات» كان يتحدث عنه مبتسمًا لسبب لا يمكن أن نخطئه. وبدا عليه أيضنا بعد الاستياء من أننا لا نرى في الباشا القدرة الكافية على غزو الجزائر» مع طرابلس وتونسء بوسائله المختلفة مجتمعة؛ وقد كان ذلك في نظره؛ أحد الأسباب التي حدت بنا إلى تغيير ترتيباتنا."09) 101 على أن ردود وحجج المفاوضين الفرنسيين لم يكن لها أن تغير قرار محمد علي. وقد رد على إلحاحهماء من القاهرة» برفض جديد قائم على الاسباب نفسها التي قام عليها رفضه الأول» وهي تأكيده أن الخطة الجديدة ستشل كل قدراته التي ليس لها أن تكون فاعلة إلا حسب ترتيبات الخطة الأولى؛ إذ ستجرده من سلاحه الحقيقي بجعله يتصرف ضد شرعته؛ وشرفه؛ وأمته» فتجعله كمن يضرم النيران بذف في بيته (0"4) وعندما أعرب أودير عن رغبته في الذهاب إلى القاهرة لتفنيد اعتراضات الباشاء أبلغه محمد علي أن رحلته ستكون بغير جدوى وأن قراره لا رجعة فيه. كانت نهاية المفاوضات إذن. على أن أوديرء قبل أن يهم بالإبحار لإطلاع بولينياك على فشل مهمته» أراد أن يستجلي نقطة رآها مهمة؛ حيث أراد أن يعرف ما إذا كان الوالي عندما أوضح أنه على استعداد لخدمة فرنسا 'وفق شروطه السابقة" هل كان يقصد الشروط التي وضعها هو في اجتماعات نوفمبرء أم يعني قبول الاقتراحات التي طرحتها باريس في أوائل يناير؟ حول الإجابة عن هذا التساؤل كتب أودير: "على هذا السؤال الذي طرحته بوضوح وصراحة أجاب إبراهيم باشا بما لديه من تعليمات وسلطات كافية من والدهء ودون أدنى مواربة معهودة لدى الأتراك» بأن الباشا وافق على القيام بحملة على الولايات الثلاث» وسيكون مستعدًا لهاء وفق الشروط التي طرحها وعدلتها فرنسا.“9') استنتج أودير من ذلك أن التغير الذي طرأ على مواقف الباشا ورفضه المشاركة في الخظة الثانية لحكومة جلالة الملك» لم ينجما عن تغير في فكره ولا عن التلميحات الواردة من الباب العاليء(”") ولكن'من الترتيبات اللازمة» حسب رأيه؛ لتنفيذ أفكاره القديمة والخيالية المتعلقة بالسيادة المطلقة والتي لم يتزعزع حضورها في مخيلته وفكره القلق قيد أنملة عند تحولها مؤقنًا تجاه أراضي البربر. فهو يفضل الحفاظ على الأمجاد التي يعتقد أنه حظي باعتراف أمته بهاء وتركها خاملة لفترة» على المجازفة بها في تحالف يتناقض مع روح الشريعة الإسلامية ولن تكون نتيجته سوى الحصول على قطر لم يمتد نظر لليف بكية أب 102 بعد بضعة أسابيع سمع ميموء بعد عودته إلى القاهرة. من فم الباشا نفسه توضيحات حول موقفه: 'لقد أطلعتك مرتين» عن طريق إبراهيم باشاء على الأسباب التي حدت بي لعدم الدخول في عملية مشتركة مع فرنساء رغم حبي لها ورغبتي العارمة في خدمتها. وبإمكاني أن أعيدها عليك مرة أخرى...أنا أكبر من أي وزير آخر في الدولة العثمانية ومحبوب أكثر منهم جميعاء وتحالف مثل الذي عرضتموه علي سوف يفقدني ثمرة كل جهودي؛ إذ سيلحق بي العار في أعين أبناء أمتي وديني. سوف أكون محتقر! ومزذرى...لم يدفعني إلى مثل هذا المنطق دوافع ند دينية. الكل يعرفنيء فأنا فوق كل تلك الأحكام المسبقة لدى أمتيء ولست بمسلم أكثر مني مسيحي في سياستي. أفكاري أعلى من ذلك. فأنا لم أصبح على ما أنا عليه الآن سوى بسمعتي في أمتي وبرأيها في. سوف تقول لي إن أبناء أمتي ليسوا سوى حمير وبهائم» أعرف ذلك جيذا ولكن هؤلاء الحمير والبهائم هم الذين يصنعون قوتي. التحالف سيكون خسارة لي» سيكون فيه موتي. وأنا عندما أتحدث إليك على هذا النحو فلدي أسبابي. العربي في الصحراء يعرف مرض ناقته أفضل من أكبر طبيب في أورويا."(99') وقد صور دي لانجسدورفء الذي كان حاضر! هذا اللقاء» حديث الباشا بكلمات بارعة الوصفء دونها وحديث الباشا لا يزال حاضرًا نضرًا في مخيلته."'') وأشار فيها إلى انطلاقه في الحديث وقوة تعبيرات وجهه وحركاته: وجسده بأكمله "الذي كان يتحرك جيئة وذهابًا في ديوانه الواسع"؛ تاركا بالكاد الفرصة لميمو ليعلق ببضع كلماتء منقادًا بأفكاره» مسترسلاً في حديثه دون توقف عند ملاحظات تبدى له - " لماذا لم أقبل الاتفاق الجديد؟ لماذا؟ لقد كتبت لكم السبب مرتين. هل تريدونئني أن أضرب عنقي بيدي؟ التحالف علنا معكم ضد أناس من أبناء ديني يعني نهايتي وموتي. . »لذأ حافت مك فلن لباو شرزاء ساتاتط قر الأدبية وهي التي صنعت قد قيمتي. اليوم بعد أن كثر الحديث عن هذا التحالف وانتشر ا ا ا أربعة أضعاف ما كنت أحتاج منذ سبعة شهور لغزو الولايات الثلاثة» حتى أستطيع التمكن من طرابلس وتونس فقط؛ لم يكن أمامي. إذن» سوى أن أقول كلمة واحدة (:*') 103 ثم بعد أن تحدث عن الحملة التي يجري الإعداد لها في فرنسا وتقييم تكلفتها من الرجال والأموال» دخل الباشا في موضوع علاقاته مع الباب العالي؛ حيث قال إن خسرو باشاء عدوه؛ بذل بعض المساعي لديه أملا في التقرب منه؛ والسبب؟ قال محمد علي إن السبب أن الشعب الإسلامي يعاني ويتذمر من السلطان والوزراء» من السلم كما من الحرب. خسرو يحتاج إلى تكوين شعبية» "يحتاج إلي". الديوان أعيته الحيل في الحصول على الأموال اللازمة لدفع تعويضات الحرب؛ وسوى التنازل عن ولايات» ليس لديه سوى مصر تستطيع توفيرها. وذلك رغم أن النفوس تغلي في كل مكانء فبينما تنطلق المدافع في قلاع كل ولايات الدولة كل صباح احتفالا بمولد آخر أبناء السلطان» يتصايح الناس في شوارع القسطنطينية: 'متى تنتهي مآسيناء الأب سيئ والابن سيكون أسوأ!" وتابع محمد علي حديثه قائلاً: "الدولة العثمانية كبيرة بلا شك» ولو كان عندي الرجال لصارت مصر كبيرة» فمصر ليست سوى إحدى ولاياتها. ولكن هذا الامتداد الشاسع ليس حقيقيّاء فكل أجزاء هذا الجسد الشاسع في حالة انفصال. البوسنة» وصربياء وكل المناطق المحيطة مستقلة فعليّاء وقد أنشئوا اتحادًا يستطيع توفير "٠٠٠١‏ رجل عند الحاجة. ومنذ وقت طويل لم تعد بغداد وكل ولايات أسيا الصغرى المجاورة لفارس تايعة سوى اسميّاء ولا تقدم أي رجال أو أموال. لقد دمرت الإصلاحات الأجهزة القديمة دون أن تخلق شيئا يحل محلها؛ فإذا اجتمعت إلى هذه الفوضى الداخلية مضايقات من روسيا فستشهد القسطنطينية أزمة حاسمة: الفلا 0 ويتابع لانجسدورف وصفه فيقول: "شيئا فشيئًا احتدٌ الباشا في حديثه؛ وكان الانفعال باديًا على نبراته في تلك الكلمات الأخيرة» ونفاد الصبر والغضب سمتا حركاته. ثم ألقى بنفسه فجأة إلى الأريكة قبل أن يستطيع المترجم أن يدلي لنا بترجمته» تاركا إيانا لحظة على غير بينة مما ينبغي أن نفعل» ولكنه أشار لنا بيده. قبل أن يخرج مسرعًا من القاعة قائلا: "انتظرواء انتظرواء سوف أعود وسوف نعاود الحديث.” 104 وبالفعل دخل الباشا بعد برهة وعاود الحديث بنبرة أهدأ. تحدت عن أسطوله وعن القلق والغيرة اللذين يثيرهماء فقال: "إنهم يحسدونني على تجارتي: وجنودي» وعماراتي؛ لم لا يفعلون مثلي؟ أريد أسطولاً وأريده لي وحدي...بعد سنوات. وف: أغد من القوى البحرية: من عظيمة: وتخصنية» :وكل يوم ينهد زيادة في مواردهاء جيشي رائع. سأغزو الشام متى أردت. عبد الله باشا يرتعد بين أسواره منذ انتشرت أخبار استعداد ابني إبراهيم للقيام بحملة ضده. لدي أشياء عظيمة في رأسيء ولكني أحتاج إلى عشر سنين أخرى حتى ينضج كل ذلك! وحتى يحين ذلك الحين» سوف أستولي كل عام على بضعة آلاف من الأفدنة في الصحراءء وأحفر قنوات؛ وأبيع القطن» وأزرع التوت والزيتون. لن يكون هناك شيء تقريبًا تحسد مصرْ أوروبا عليه» وسوف أوفر لكم كل ما يرفض مناخكم أن يوفر."”؟') هذا الحديث المسهب ترك سامعي الباشا على اقتناع بصدق دوافعه التي أبداها لعدم تولي القيام بحملة على أراضي البربر. على أن لانجسدورف كتب قائلاً: '" إلى جانب هذا السبب الوحيد الذي طرحه الباشا لرفضه الدخول في التحالف المقترح مع فرنساء لنا أن نفترض اعتبارات ذات طبيعة أخرى لم تكن أقل حسما وريما كانت أكثر إلحاحًا. فكل يوم يمر يزداد ارتياب الباب العالي في نواياه عامل على هذا الخطر. هل من الحكمة في شيء»: إذنء وهو متأكد من هذا الوضعء ويكفيه ثمانية أيام لنقل جيشه من الدردنيل إلى مصبات النيل» أن يجرد سواحله ويرسل قواته إلى مسافة أكثر من أربعمائة فرسخ في الصحراء بعيدًا عن دولته؟ صحيحٌ أن نصف قواته النظامية يمكن أن تكفي لحملة تقتصر على تونس وطرابلس» ولكن في وضع الأزمة الذي يَعتقد أن الدولة العثمانية قد وصلت إليه» هل يرغب الباشا في أن يحرم نفسه من أفضل قواته ومن وسائل الاستفادة من أية فرصة قد تسنح له؟...لدي اقتناع كبير بأن طموحه لا يتوقف عند حدود مصرء وأنه يأمل في وقوع الأزمة وينتظرهاء ينتظر أن يثور الناس أو الجيش الذي يدعوه 105 والذي قد لا يكون في صالحه لو أصبحت مصر هي الهدف وليس الوسيلة؛ ومن هنا أيضنًا كانت تلك الفكرة المتسلطة عليه بأن يكون له أسطول بأي ثمنء وهذا النشاط المحموم الذي يضغط به لبناء القطع البحرية. 'وإذ تسلطت عليه تلك الأفكار تركزت أنظاره على القسطنطينية» وأي تحركات للباب العالي تجد لها في مصر صذى."9*") هذا الاستنتاج الذي توصل إليه أوديرء وميموء ولانجسدورف يمكن أن يفسر سلوك الباشا خلال هذه المفاوضات الطويلة. فقد كان طلبه من فرنساء في البداية؛ تعزيز أسطوله بأربع بوارج حربية احترازا من الباب العالي. وإن كان قد وافق فيما بعد على التخلي عن هذا المطلب فقد كان ذلك مقابل وعد بفرمان يضمن له السلامة من جانب القسطنطينية. ثم عندما عرضت عليه الحكومة الفرنسية عملية مشتركة بدلاً من حملة مستقلة له رفض العرض وقطع المفاوضات حتى لا يحرم نفسه من تعاطف الأمة الإسلامية ويبقى على أهبة الاستعداد لاقتناص الفرصة التي ينتظرهاء بمساعدة هذه الأمة» ليصبح يومًا ما السيد المطلق للدولة العثمانية ويجلس على عرش السلطان. وهكذا كان رد محمد علي على خطة بولينياك التي كان يرمي من ورائها إلى أن يجعل من الباشاء بإهدائه غزو ولايات البربرء الذراع اليمني لملك فرنسا ليحمل معه النفوذ الفرنسي إلى قلب آسياء كان رده التأكيد على رغبته في البقاء حاكمًا مسلمًا خلوًا من أي شائبة تشوبه من الأجانب. المبرر مقنعٌ بالطبع؛ ولكننا نخطئ إن اعتقدنا في كماله. فرغم صراحة الباشا فإنه لم يبح بكل ما يجول بخاطره لمفاوضيه الفرنسيين. وذاك أن رفضه. الحقيقي جداء للتحالف مع قوة مسيحية لم يكن مطلقاء كما سوف نرى. فقد حزم أمره على ألا يقدم على ذلك إلا لتحقيق طموحه الأكبر. وعلى ذلكء فلناء في النهاية» أن نعتقد أن رفضه للعرض الفرنسي إنما كان لأنه بعد أن وازن احتمالات الربح والخسارة في هذه اللعبة» بحنكته السياسية» رآها غير مجدية ولا تحمل له مكاسب يستحق معها الدخول فيها. 106 بينما فشلت المفاورضات المصرية على هذا النحو في الإسكندرية» كان المشروع الذي وقف وراءهاء والذي وضعه بولينياك على بساط الدبلوماسية الأوروبية يلقى ردود فعل مختلفة. فلو كانت روسيا قد استقبلت المشروع استقبالاً حسنًا وبدأت في بذل المساعي في القسطنطينية وفي مصر للضغط على الباب العالي لإصدار الفرمان المطلوب ولتشجيع محمد علي على القيام بحملته'(؟*') ولو كانت بروسياء بعد أن أبدت بعض النأي عن تأييد فرنساء قد انتهى بها المطاف إلى الموافقة هي الأخرى على مشروع بولينياك: بل وارتضت أن 'تثبت لباشا مصر أن الحكومة البروسية مهتمة بالحملة التي تنسقها فرنسا معها"» وأبرقت إلى قنصلها في الإسكندرية تعليمات بهذا الشأن»*') فإن النمسا عندما طّلب منها تأييد المشروع بدت منها محاولة تحاشي المسألة برمتها. فقد كان مترنيخ» المشبع بمبادئ المحافظين» يرى أن الحملة التي انتوت فرنسا إيكال محمد علي بها تشوبها نقيصة أساسية» وهي أنها: ليست شرعية. في نهاية المطاف أبدت الحكومات الثلاث» بدرجات منفاوتة»؛ انتقادات متعلقة بفرص النجاح العسكري للحملة المصرية» أو بالتعقيدات التي يمكن أن تنجم في أوروبا عن تنفيذها. في برلين» قال دي برنستورف 8670506 ع0 إن قوات والي مصر لا تبدو له كافية لإلزام قادة الولايات الثلاث حد الطاعة. فقد كان يرى أن ٠١‏ ألف رجل يُرسلون عن طريق البر لن يصلوا إلى بغيتهم؛ إذ سيودي التعب ومختلف صنوف الحرمان التي سيتعين عليهم معاناتها في هذه الرحلة الطويلة الشاقة؛ بكثير منهم؛ قلا يغدو عددهم كافيًا عند حدوث خطر أو التحام. وأضاف أنه بالإمكان» طبعاء إنزال فيلق من ٠١‏ ألف رجل في نقطة ما على الساحل. ولكن عددهم لن يكون بالضخامة الكافية لتحويل الجزائر إلى ركام. وعلى ذلك فقد كان يرى أن القوات المصرية لا تتفوق إلا قليلاء في الالتزام والذربة» على قوات داي الجزائر. وأخيراء كان يشك في نجاح الحملة المزمعة في ضوء درايته الخاصة بدفاعات الجزائر.ل'*') وفي سان بطرسبرج تلقى الدوق مورتمار :240:63 من القيصر 107 إشارات مماثلة» كان مما كتبه عنها :"إن الحكومة الروسية من وضوح الرؤية بمكان» والإمبراطور على دأب في استشارة المختصين عندما يتعلق الأمر بعمليات عسكرية» بحيث رأوا في التو ما في مشروع حملة يقوم بها المصريون على الجزائر من غثاء...لن أكرر عليكم ما يراه العسكريون - وهم كثر هنا ممن خبروا الحروب مع الشرقيين - في مشروعنا ضد الجزائر وخلافنا مع تلك الولاية؛ إذ سيكون في ذلك إهانة وحط شديد من قدرنا.'7”*') وأخيرًا أبدى مترنيخ أيضًا شكوكه في تعاون الباشا وكذلك في قدرته على تنفيذ المشروع فعليّاء مستنيرًا في ذلك بتقارير بروكيش ©2015 وأحد الضباط الإيطاليين الذي تولى قيادة مدفعية محمد علي لفترة طويلة.[48') وهكذا قوبل المشروع القائم على تحرك الجيش المصري بارتياب عام في أوروبا. ولم تكن الاعتراضات أقل حدة في برلين وفيينا على فكرة إدخال ولايات البربر تحت سلطان محمد علي. وفي ذلك قال برنستورف 8670500117 للبارون مورتييه :2401116 ' سيكون في هذا التغيير» وبكل تأكيدء فائدة كبرى لمختلف الأمم التي تسير تجارتها في البحر الأبيض المتوسط والأرخبيل؛ لو حصلنا على ضمان على استمرار ولاء والي مصر لسيده. فالقوى الأوروبية» التي ترى أن من مصلحتها بقاء تماسك الدولة العثمانية» لا تستطيع أن تنسى المشروعات التي عرضت على محمد علي لإعلان استقلاله نهائيا عن الباب العالي. لذلك» فلو سار في سلام إلى الفتوحات التي تنتوون مساعدته على القيام بهاء فسيصبح أقوى من الباب العالي» فيغدو من اليسير عليه زلزلة هيمنته. وذاك أمر يسهل استشفافه ولا يمكن أن يفوت على فطنة الحكومات الأوروبية» التي لن تستسيغ سياستها أن تنشأ إمبراطورية شاسعة وقوية على الساحل الأفريقي.'(2*') وجهة النظر نفسها عبر عنها مترنيخ لراينفال انلاء«لاه8 ولكن من زاوية مختلفة نسبيًا. فقد افترض أن فرنسا لديها بالفعل دوافع قوية للسعي لترسيخ وضع محمد علي لأنها هي التي ستجنيء بشكل رئيسيء ثمار التحضر الذي بدأت بذوره 108 2 تُنثر في مصرء ولكنه زعم أيضنا أنها 'ستُعرض تلك الحضارة الوليدة وسلطتها للخطرء بل وكذلك اليد التي تحميها أيضًا بسعيها لبسط السلطان الجديد الذي يتكون على ضفاف النيل إلى خارج الحدود التي وضعتها له الطبيعة نفسها". وأضاف السفير: "حسبما يرى مترنيخ لن يكون الباب العالي وحده الذي ينظر بعين الاستياء لخضوع الجانب الأعظم من السواحل الشمالية لأفريقيا لسلطان باشا مصرء بل انجلترا أيضاء التي تُسَبَْب لها انطلاقة الباشا وتوجهات سياسته نوعًا من الامتعاض» سيصعب عليها التسامح مع امتداد هيمنته إلى بقاع يمكن أن تكون لها أهمية كبيرة جذا تحت حكم آخر بقدر ما سيصعب عليها تحمل امتلاك فرنسا لها."1*:7) تمثل مركز مقاومة المشروع الفرنسي إذن في لندن التي أثارت حكومتها منذ البداية» كما رأيناء اعتراضات عديدة على مشروع بولينياك. وفي "١‏ يناير جدد لورد أبردين للدوق لافال أمله في نبذ فرنسا لتحالفها مع والي مصر.(*) ورغم كل التبريرات التي ساقها سفير فرنساء لم تتبدل شكوك الحكومة البريطانية. وقال لورد أبردين: 'لقد قلت تقتكم فينا. فمنذ أكثر من أربعة أشهر انتبهنا في الإسكندرية إلى مشروعكم بالتحالف مع الباشا. وتلقى لورد ستيوارت تعلبمات متكررة بسؤال حكومتكم عن هذا الأمرء وفي كل مرة كنتم تنفون» في باريس» وجود مثل تلك المفاوضات. إن تحالف دولنا من الرسوخ بحيث يطمح في ثقة أكبر. من هنا ثارت شكوكنا.””') كذلك عندما قررت الحكومة الفرنسية الاضطلاع بنفسها بمهمة الحملة على الجزائر وألا تترك لمحمد علي سوى مهمة إخضاع ولايتي طرابلس وتونس وأطلعت الحكومة البريطانية على قرارها الجديد» تتوقف المعارضة. وفي ذلك كتب الدوق لافال: ' يصر الوزير الإنجليزي على رأيه القائل بأن تحالفا ذا طبيعة حربية يتكون مع أحد رعايا الدولة العثمانية دون الموافقة المسبقة للسلطان هو اتفاق يشذ عن الأصول المرعيةء خاصة مع الغموض الذي أريد طويلا أن يحاط بهء فأثار بذلك قلق وشكوك القوى الأوروبية التي لم تدغ للاطلاع على فحوى تلك المفاوضات.""”* على أن لهجة الحكومة البريطانية 109 هدأت نوعًا ماء بعد هذه الرسالة» وأبدى الوزراء قلقا أقل تجاه الحملة. وفي ذلك كتب الدوق لافال إلى بولينياك في ١١‏ فبراير: "أعتقد أني استطعت النفاذ إلى بواعث الاطمئنان الذي تنظر به هذه الحكومة الآن إلى حملتنا. فهي ترى أن والي مصر الذي لا تعترف له بأي استقامة أو ولاءء قد أعمل حيلته مع الحكومة الفرنسية. فقد وصل لندن رأي يقول بأن جيش إبراهيم باشا أبعد ما يكون عن اتخاذ وضع الاستعداد للتحرك» وعرض محمد علي للتعاون مع فرنسا ليس سوى استغلال لهاء فعلى الرغم من كون الباشا رجل مهام كبرى بطبعه» فإنه ليس من التهور بحيث يطلق جيشه في حملة دون الحصول على تفويض رسمي من السلطان. وأخيراء يسود هنا اعتقاد بأن الحذر قد اتخذ في وقته وأنهم في وضع يسمح لهم بشل مشروعات محمد علي عن طريق التفاوض سواء في الإسكندرية أو في القسطنطينية."(1*4) لهذه الأسباب» بلا شكء» عندما أرسل لورد أبردين تعليماته في ١1‏ فبراير إلى لورد ستيوارت لحثه على أن يطلب من بولينياك تأكيد عدم وجود أية نية لدى فرنسا لإرساء حامية فرنسية على سواحل الجزائر أو تغيير وضع هذا البلد على نحو يفيد المصالح الفرنسية وحدهاء اكتفى لورد أبردين بالمرور مر الكرام على مسألة التعاون مع محمد عليء واكتفى السفير البريطاني بالإعراب عن الدهشة التي شعرت بها الحكومة البريطانية عند الإعلان عن هذا التعاون. وأوضح جليًا أن الباشاء كما يعرفون في لندن» وهو ليس لديه أسباب عادلة لشن حرب على ولايتي طرابلس وتونسء فإن حملته تلك إن قام بها دون إذن من السلطان ستكتسي طابعًا لن يحظى معهء بالتأكيد» بموافقة جلالته المسيحي جدًا ولا بتأييده. وأضاف لورد ستيوارت أن الحكومة البريطانية رأت أنه من الضروري ألا يُترك محمد علي على غير دراية بشعورها تجاه حملة أزمع القيام بها على هذا النحو.7”*') في الأسابيع التالية لم يحدث ما يعكر صفو ارتياح الحكومة البريطانية. وانصب اهتمام إنجلترا منذ ذلك الحين على الحرب التي تنتوي فرنسا شنها على الجزائر. في تلك الفترة لم 110 يعد لورد أبردين يتطرقء خلال اجتماعاته مع الدوق لافال» إلى المشروع الذي كان قد أعلن عنه قبل وقت قصير ضد تونس وطرابلس. وعن ذلك كتب سفير فرنسا في ؟١‏ مارس: "الحكومة البريطانية مطمئنة تمامًا في هذا الصدد. ومبعث ذلك أمران: أنها لا تعتقد نهائيًا في كفاية قوات والي مصر للقيام بأي شيء يشابه ما اقترحه في مفاوضاته مع فرنساء ولديهم في إنجلترا ازدراء شديد لشخصية محمد علي. وثانيّاء الحكومة هنا مقتنعة بأن المساعي التي قامت بها في الإسكندرية وفي القسطنطينية نجحت في وقف تعاون باشا مصر مع الخطط الفرنسية."(”') كذلك لم يثر قطع المفاوضات المصرية أي دهشة في لندن.7””*') وعن ذلك كتب الدوق لافال: "الإعلان عن قطع المفاوضات هذا لم يكن فيه أي جديد لهذه الحكومة» التي كانت مطمئنة تمامًا في هذا الصددء حيث عملت ما فيه الكفاية لوضع العراقيل أمام هذا الاتفاق سواء في الإسكندرية أو في القسطنطينية» بحيث أصبحت متأكدة» من خلال مناورات رجالهاء أن محمد علي لن يجرؤ على تنفيذ أي من تلك الخطط دون إذن الباب العالي. ولم يوارب لورد أيردين عندما أعلمني أن القنصل الإنجليزي تحدث عن الباشا على نحو لن يسمح له بالقيام بأي تحرك عدائي ضد ولايات البربر.'/4*١)‏ وهكذا اغتبطت إنجلترا بنجاحها في إفشال هذا المشروع المصري في الشرق نفسه. بيد أن الرفض الذي أبداه الباشا لما عرضه المفاوضان الفرنسيان لم يكن لأي ضغط بريطاني دور فيه من قريب أو من بعيد. يجدر بنا في هذا المقام أن ننظر في مدى صحة الادعاءات التي ذهبت إليها حكومة لندن. في القسطنطينية» تلت المفاوضات التي جرت في أوائل ديسمبر فيما يتعلق بالولايات الثلاث فترة صمت طويلة. في تلك الأثناء كان طاهر باشاء الذي استدعي من شوملاء قد وصل إلى القسطنطينية. وانتهز الريس أفندي تلك الفرصة لمعاودة التقاش مع الكونت جيومينو ملتمساء مرة أخرىء إلحاق مندوب فرنسي بمبعوث الباب العالي. فلما كان الرفض من السفيرء لم يسع الوزير سوى إعلان تراجعه 111 عن إرسال طاهر باشا: “قال لترجمان السفير الفرنسي: ليس لدينا شيء تجاه الجزائرء كنا ننتوي القيام بمسعى للتوفيقء ولكن قيامنا به وحدنا لن يكون ذا جدوىء لن نقوم يه.*(8*") أما السير روبرت جوردنء فقد أدهشته مشاعر البغض التي كانت الصحافة الأوروبية تتحدث بها عن والي مصرء وهي مشاعر مالت الرسائل التي تلقاها من الإسكندرية إلى تأكيدهاء فما كان منه إلا أن بدأ استقصاء الأمر في القسطنطينية ليقف على ما إذا كان لتلك المشاعر ما يبررها بالفعل. وعندما سأل الريس أفندي وغيره من أعضاء الديوان عن هذا الأمر نفوا نفيًا قاطعًا وجود مثل تلك المشاعر وأكدوا للسفير البريطاني أن الوفاق التام عنوان العلاقة بين السلطان والوالي» وأن علاقاتهما تتنامى بشكل يومي. واستشهدوا على ذلك بإرسال الباشاء خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة» ما لا يقل عن مليون دولار للباب العالي» مساهمة في نفقات الدولة» فضلاً عن أن سلوك محمد علي عند مفاتحة فرنسا له بشكل مباشر من أجل التعاون معها في غزو الجزائر كانتء وفقا لما يرون» محل رضا من الديوان» بل ويمكن اعتبار هذا المسلك بمثابة حجر زاوية في سياسته.(''') وقنع جوردون بتلك الإيضاحات. في ١١‏ فبراير أعفي الريس أفندي برتو من منصبه وحل محله حميد بك. وبعد ذلك ببضعة أيام تلقى سفيرا فرنسا وإنجلتراء كل منهماء تعليمات من حكومته متعلقة بمسألة الجزائر.7''') وسارع جيومينو بإطلاع الريس أفندي الجديد على فحوى تلك التعليمات؛ حيث قال له: "إن إمبراطور فرنسا مقتنع اقتناعا جازما بأن القوة وحدها تستطيع اليوم الانتصار على وقاحة داي الجزائر وداي كل من الولايتين الأخريين وأن مجد عظمته ومصالحه يقتضي أن يقوم» بمساعدة الموارد التي تعرض مصر تقديمهاء بتنفيذ الخطة التي تم إطلاع الباب العالي عليها منذ ثلائة أشهر." وأضاف: "الإمبراطور لا يعتقد أن الباب العالي» برفضه اتخاذ موقف من خطوة مثل هذهء إنما أراد أن يضع أمامها العقبات؛ إذ إن في ذلك تناقضنا 112 صريحا مع مصالح الدولة العثمانية» سوف تنظر إليه فرنسا بوصفه معارضة تأسف لهاء ولن يرى الإمبراطور معها نفسه إلا مجبر! على التمسك بخططه واستخدام كل ما أوتي من سلطان لضمان النصر:"0*) أما سير روبرت جوردون فقد تلقى تعليمات بالتعجيل بمغادرة طاهر باشا حتى تحل الوساطة العثمانية محل التحرك المباشر من قبّل فرنسا. على أنه تردد في الاتجاه الذي ينبغي أن يسير فيه نظر! لتعقيد المسألة الجزائرية حسب اعتقاده. فالإيضاحات التي قدمها الأمير بولينياك إلى لورد ستيوارت حول أصل المفاوضات مع مصر وسيرها لم تتسق مع تلك التي قدمها الكونت جيومينو إلى الباب العالي» ولا مع الثقة التي أفصح الديوان عن أنه يكنها لمشاعر باشا مصر وولائه. ومن جهة أخرى, أكد الريس أفندي أن السفير الفرنسي بعد أن كان قد قبل مرافقة مندوب فرنسي لطاهر باشا عاد فتراجع. بينما نفى جيومينو رسميًا أية موافقة على عرض برتو أفندي. وأخيراء أكد سفير فرنسا عدم علمه بتوقيع أية اتفاقية بين فرنسا ومصر. أمام هذا التكتم وتلك التناقضات قرر سير روبرت جوردون أن يكتب مذكرة إلى الريس أفندي. وفي تلك المذكرة كتب سير جوردونء بعد أن تناول بالتفصيل خطط فرنسا كما أوضحها بولينياك في باريس إلى لورد ستيوارت: 'وقد أفصحت الحكومة الفرنسية» فيما بعدء لحكومة جلالة ملك بريطانيا عن أن اتفاقا قد أبرم بالفعل مع باشا مصر بهدف شن حرب [ضد الولايات الثلاث] على النحو المشار إليه في السابقء» وهو أمر لا تقره حكومة جلالة الملك نظر'ً! لكونه ضد المبادئ المرعية في الدخول في مفاوضات مع باشاء من رعايا السلطان» بهدف جعله يعلن الحرب على بلدان أخرى تخضع أيضنًا لعظمتهء ودون معرفته؛ ونظراء أيضاء لأن التغيرات التي ستنجم بالتأكيد عن تلك الحرب في وضع ولايات البربر وكذلك في وضع محمد علي باشا سوف تهدد الهدوء الذي يسود أوروبا الآنء فضلاً عن إضرارها بمصالح الباب العالي» وكذلك بمصالح حكومات أوروبية أخرى. لهذا السبب تلقى سفير ملك إنجلترا الأمر بالإلحاح على الباب 113 العالي لتنفيذ مشروع الوساطة الذي كان قد اتفق عليه مع سفير فرنساء والذي يبدو أنه تم تعليقه لعدم وجود مندوب فرنسي. لا داعي إذن لانتظاره بما أن فرنسا لا تميل إلى إرساله؛ ولينطلق طاهر باشا في الحال إلى الإسكندرية والجزائر» وليعلن محمد علي بالرغبة السامية للسلطان بإنهاء الخلاف بين فرنسا والجزائر دون إراقة دماءء ولينه الباشا عن التدخل في هذا الأمر بتسيير قواته. "بناءء على ذلك؛. سوف ينطلق طاهر باشا إلى الجزائر حيث سيوضح للداي الخطر الذي يضع نفسه فيه بعدم تكفيره عن الإهانات التي وجهت إلى فرنساء وليقنع الداي في نهاية المطاف بالخضوع للمنطقء وليتولى الباب العالي المصالحة بينه وبين الحكومة الفرنسية. وبمجرد وصول طاهر باشا على مثن الفرقاطة العثمانية إلى الجزائرء سيوجدء بلا شكء. مندوب فرنسي على متن الأسطول الفرنسي الراسي أمام تلك المدينة. لا ينبغي أن يضيع السلطان أية لحظة في تنفيذ خطة التهدئة هذه التي ستجنبه الكثير من الحرج بالنسبة لمصر ولولايات البربر على حد سواءء والتي يحثه عليها صديقه وحليفه ملك إنجلترا."9'") وصلت تلك المذكرة إلى السلطان في مساء 7١‏ فبرايرء فأمر بانطلاق طاهر باشا في أسرع وقت ممكن إلى الجزائر. تم إعلام سفير إنجلترا بهذا الأمر في ؟ مارسء وإعلام سفير فرنسا به في 5 مارس. لم يُطلب من هذا الأخير توفير مرافق لطاهر باشاء ولا وعد بتعليق كل التدابير العدائية من قبل فرنسا حتى وصول مندوب الباب العالي» ولكن طلب منه فقط خطاب توصية إلى قائد السفن المحاصرة للجزائر7'')؛ وقام جيومينو في نهاية الأمر بكتابة هذا الخطاب.*'") وهكذا تمثلت نتيجة كل الجهود الدبلوماسية التي قام بها سير روبرت جوردون في القسطنطينية في إقناع الباب العالي» الذي ظل مترقبّاء وحمله على اتخاذ القرار بمتابعة مشروع مهمة طاهر باشا.!'*') ولكن تلك الجهود لم تنجح في الإيعاز لباشا مصر بنبذ المشروع المتفق عليه مع فرنسا. وذاك أن الباب العالي كان يبدي تشككا تامًا تجاه كل الإيضاحات التي اعتقد جوردون أنه قدمها حول هذا 114 الاتفاق وحول تواطؤ الباشا مع فرنسا. فمحمد علي لم ترد منه أية إشارة لمثل هذا تصديقها. ومن ذلك ما قاله ساري عسكر”""') لشابير )موطوع7*'"): سلوك محمد علي لا يشوبه أي شك في نظري. ولو كان قد شارك في الخطة الفرنسية على نحو ما لكان قد بدأ في التنفيذ ولعلمنا عنها شيئاء بشكل مباشر أو غير مباشر. ركاه فأنا أرفض تمامًا فكرة أن محمد علي كان هو الذي قدم اقتراحات لفرنسا بشأن خطة كهذه.” وعندما أصر الترجمان قال له ساري عسكر: "أجهل تمامًا كتابة محمد علي لأي شيء حول هذا المشروع...وأعتقد أني في وضع يسمح لي بمعرفة ما يجري في الدولة» فهم يجهدونني في كل لحظة إذا حدث أتفه شيء في أقل ولاية أهميةٌ للحكومة, فهل يمكن ألا أعلم يدا عن أمر بهذه الخطورة؟ أعتقد أن الفرنسيين ربما عرضوا على محمد علي خطتهم ولكنه وجدها من العبث بدرجة اعتقد معها أنها لا تستحق حتى أدنى ذكر للباب العالي.'(172) أسرّ مصطفى أفندي. ساري عسكر السلطان » بالأمر نفسه إلى جورج وود 4 هعمع:060: مترجم السفارة» حيث قال له إن باشا مصر لم يرسل إلى الباب العالي بأية معلومات حول مشروعه لغزو ولايات البربرء وأنهء وبوصفه من زعليا السلطان المخلصينء لا يمكن أن تكون لديه مثل تلك النية» وأنه من العبث أن يبرم» بعد أن قدم الكثير من الدلائل على ولائه لسيده؛ اتفاقية من هذا النوع مع فرئسا دون الحصول مسبقا على أوامرء لم تكن بالطبع لتصدر له؛ من السلطان أو من وزرائه. وبعد الخدمات الجليلة والمتكررة التي قدمها لحكومته يستحيل تمامًا أن يتحول محمد علي إلى متمرد أو يضمر سوء نية؛ هذا فضلا عن أن السراي لا تساورها أي شكوك من هذا النوع."٠'"'‏ بل إن طاهر باشا نفسه» وهو العدو المجاهر بعدائه لمحمد عليء. نفى أية مشاركة للوالي في هذا المشروع. وعندما سأله شابير عن هذا الموضوع أجاب: “لا لاء من الخطأ الاعتقاد بأن نقاشا قد جرى تعاون مثل الذي تتحدث عنه؛ ولو كان قد اقثّر ترح عرف فق : المؤكد أنه رفضه لكونه غير قابل للتطبيق بتانّا لألف سبب مهم."0) 115 هذا الخطاب الذي تمسك به كبار رجال الدولة العثمانية» هل كان صادقا أم مصطعنا؟ ألم يهدفء بتفاؤل مصطنعء إلى طمأنة السفير البريطاني من أجل تحاشي الالتزام بالتعامل مع محمد علي» بضغط بريطانيء بلغة ربما لا يتسامح معها الباشا؟ هل كان الباب العالي يعتقد حقا في صدق نوايا الباشا أم كانت سياسته تتوخى الحذر في التعامل مع وال بهذه القوة؟ هناك أمور لاحظها سفير فرنسا تميل بنا إلى الاعتقاد بهذا الاحتمال الأخير. والحقيقة أن جيومينوء وعلى الرغم من لهجته المفعمة إصرارا! مع الباب العالي» لم يكن متأكدا تمام التأكد من الوجهة التي سيتخذها الديوان. وفي ذلك كتب إلى بولينياك في © مارس: "لا أستطيع» حتى الآن» أن أتنبأ بما يمكن أن يفعله الباب العالي لو شرع محمد علي في مهاجمة الولايات الثلاث دون موافقة السلطان. ولكني أستطيع أن أذهب إلى أن الباب العاليء لو ترك لحاله» سيتحاشى اتخاذ موقف علني ضده؛ ولكن لو دفعته إنجلترا لاتخاذ مثل هذا الموقف فلربما حاول القيام بتحركات ملموسة قد تزعج الباشاء وسيكون أخطرها إرسال أسطول إلى الإسكندرية بعيد مغادرة القوات البحرية لحملته لمصر."”"' ولما كان جيومينو حريصا على إصاخة سمعه لكل همهمة تصدر في السرايء فسرعان ما علم أن هناك اهتمامًا شديدا بمسألة الجزائر. وفي ذلك كتب يقول: “حملةً فرنسية خالصة ضد الجزائر ستكون أقل إزعاجا من علاقتنا مع باشا مصر والدعم الذي يمكن أن نقدمه له في أهدافه الجموحة. وهم يقولون هنا إن محمد علي يطالب منذ سنوات بلواء دمشق» فلو استولى على الولايات الثادث سيسهل عليه أكثر أن يصل إلى هدفه الأول هذاء ويستطيع حينئذ أن يعلن نفسه خليفة. فبعد أن تخضع له شبه الجزيرة العربية وأراضي البربر ستكون أمامه فرصة لن يوفرها له سوى التمكن من دمشق."7") كان هناك إذن قلق في السراي تجاه مشاريع محمد علي المتعلقة بالولايات الثلاث. وقد أفصحت آثار تلك المخاوف عن نفسها في عدة مشروعات. فقد كتب جيومينو في 7١‏ مارس: 'يُروى ليء منذ بضعة أيام» أن الباب العالي قد وافق على 116 مشروع يقضي بإثارة عقبات ومخاطر ضد محمد علي في شبه الجزيرة. وقد علمت اليوم أن الباب العالي قد جس نبض مشايخ مصر وتلقى منهم تأكيدات بأنه بمجرد صدور الأوامر لهم فسيعملون على إثارة الفتنة ضد الباشا في هذا البلد ولدى العرب ...والواقع أن نجيب أفنديء قبو كتخدا باشا مصر كان محل ازدراء منذ وقت ليس بالقصير في السراي. وفجأة قام السلطان» عشية عيد الفطرء بزيارة قائد الأركان هذاء حيث كانت الاستعدادات تامة لاستقبال عظمته. وبالأمس أرسلت ترجماني الأول إلى هذا الرجل نفسه بحجة تقديم التهنئة المعتادة في هذه المناسبة» وكان هدفي جعله يتحدث عن الجزائر والباشا وموقف الباب العالي. ورغم تحفظ نجيب باشا فإنه لم يستطع أن يخفي الازدراء والاستياء اللذين شعر بهما من مسلك الحكومة» وعندما تطرق الحديث إلى العقبات التي قد يرغب الباب العالي في وضعها أمام مشرعات محمد علي لو تحرك دون موافقته كان البوح سمة الرجل لدرجة أنه قال: سوف يشتكون ويشجبون» وفي نهاية المطاف لن يحدث سوى 0 وعلم سفير فرنسا من مصدر آخر أن الباب العالي كلف نجيب أفندي بأن يرسل لوالي مصر رسالة يقول له فيها إن السلطان لم يكن ليرفض أن يوليه حكم الولايات الثلاث في ظرف آخرء ولكن لا يستقيم أن يتحالف مسلم اليوم مع كفار لشن حرب على مسلمين آخرين. كذلك تلقى باشا دمشق الأوامر بالسعي لإثناء محمد علي عن فكرة التحالف مع فرنسا ضد البربرء وأن يثير ضده القلاقل إذا اقتضى الأمر. واختتم جيومينو رسالته قائلاً: 'يتضح مما سبق أن الباب العالي مشغول بالفعل بإعاقة مخططات الباشا ولكن ليست لديه الجرأة ولا القوة التي تمكنه من معارضتها بشكل مباشر."(*"”) وعلى ذلكء. فقد كان الاطمئنان الذي أبداه الباب العالي أمام سير روبرت جوردون تجاه مخططات محمد علي مصطنعا تمامًا. فواقع الحال أن الباب العالي كان يشكء أكثر من أي وقت مضىء في محمد علي وفي مخططاته الطموحة 177 ومشروعاته الانقلابية» ولكنه لم يجرؤ على التحرك علانية ضد رجل يستشعر فيه التمرد ولكنه يحافظ تجاه الدولة العلية على مظاهر الولاء. هذا الوضع جعل الباب العالي مستعدًا للرضا بالرد الذي قدمه الباشا على مطالبته بتقديم تفسيرات؛» وهي مطالبة لم يستطع الباب العالي أن يمتنع عنها في ذلك الحين. وهاكم القصة التي رواها باشا مصر للباب العالي لطمأنته: "كان قنصل فرنسا السابق [دروفيتي]»: الذي أقام فترة طويلة في القاهرة والإسكندرية» يرتبط معي بعلاقات صداقة طيبة» وكان يزورني بين الحين والحين. في هذا الإطار وعند إعلان فرنسا لحصار الجزائر قال لي» ضمن أمور أخرى؛ ما يلي حول سلوك الجزائريين: “أخشى أن يستمر هؤلاء الرجال في مضايقة الفرنسيين ويتسببوا في إطالة الخلاف فيجبروا بذلك فرنسا على إعلان الحرب في نهاية المطاف حماية لكرامتها. وأرى أن من صائح الطرفين أن تكتب للباب العالي حتى يحل تلك المسألة”. وقد راعيت في ردي استخدام لهجة تتفق مع ولائي [للباب العالي] ومصلحة الإسلام. 'في تلك الأثناء وقعت الحادثة التالية في إقليم البحيرة الذي يقع إلى الجنوب من الإسكندرية. من بين سكان هذا الإقليم قبيلة من البدو تسمى أولاد علي. ورغم أنهم قبيلة واحدة فإنهم ينقسمون إلى ثماني عشرة عشيرة» على رأس كل منها شيخ. هؤلاء البدو لا يقرون في مكان ولا يعترفون بأية حكومة. ولكني نجحت؛ برعاية عظمة السلطان» في إخضاعهم واستخدامهم في مهمات جليلة. وفي نهاية عام 46" قتلت إحدى العشائر شيخها وفروا تجاه الغرب. وحتى لا يسلك البدو الآخرون مسلكهم لو نجوا من العقاب» وحتى لا يعودوا إلى التنقل كما شاءوا دون رقيب كما كان الحال في السابقء قام محمد بكء قائد حامية دمنهور بإرسال نحو خمسين أو ستين جنديّاء مدعومين ببعض الأعراب؛ وتحت قيادة أحد كشافه لتعقب الفارين. وقد أبلغني هذا الكاشف أنه علم عند وصوله إلى درنة أن الفارين قد اتجهوا إلى طرابلس. لذلك كتبت إلى خادمكم باشا طرابلسء وكذلك إلى أعراب 118 ذاك البلد لتحذيرهم من هؤلاء الفارين. وقد بعثوا إلى الكاشف المذكور ردًا أفاد بأنهم قد قبضوا على الفارين واقتادوهم إلى مكان معروف وأن بإمكانه الحضور لاستلامهم. واتجه الكاشف إلى ذاك المكان واستلمهم واقتادهم إلى بلدهم. وبعد أن أنزلت العقاب المناسب بأكثرهم جرماء تصالحت مع الآخرين ولم تمس ممتلكاتهم أو أشخاصهم. "عندما زارني مشايخ أولاد علي بسبب تلك الحادثة كان القنصل المذكور حاضرا. ولمعرفته باللغة العربية فقد استطاع أن يستشعر ولاء هؤلاء العربان وسجايا الود فيهم. فهل فكر حينها في الاستفادة من تلك الظروف ليجنب فرنسا نفقات لا لزوم لها؟ هل كان له غرض آخر؟ لا أدري. ولكنه ظل يكرر على مسامعي ما كان قد قاله» وكررت عليه نفس جواب المرة الأولى. وعلى هذا النحو انتهى هذا اللقاء. 'بعد بضعة أيام غادر القنصل المذكور إلى فرنساء وتم استبداله بآخر. وحدثني هذا أيضًا عن الجزائر منذ بضعة أيام؛ وقال لي إن فرنسا تقوم باستعدادات هائلة لشن حرب برية وبحرية على الجزائر. وبدا أنه يريد إشراكي فيها أيضا. وأجبته باختصار بالرد نفسه الذي أجبت به سلفه» وأضفت: "أنتم مسيحيون بينما نحن والجزائريون مسلمون ؛ أبناء دين واحد وأمة واحدة ولنا نفس الشريعة ونفس الحكومة. لا الدين ولا السياسة يسمحان لي بالإنصات لك. 'نستطيع أن نفهم؛ في ضوء تلك الظروفء على ما يبدو ليء الأسباب التي دعتهم إلى الكتابة للباب العالي: لابد أن القنصل السابق عرض رأيه على الوزراء عند عودته إلى باريس» وهو رأي يتفق» بلا شك مع طموح الوزراء في تجنيب بلادهم النفقات. تلك هي الاعتبارات التي دفعتهمء بالتأكيدء للكتابة إلى الباب العالي لإبلاغه تلك المعلومات."77') 119 وهكذا استطاع محمد علي أن يهدئ من شكوك الباب العالي معتمذاء كعادته. على البوح الجزئيء بإفشائه بعض الحديث وكتمانه للمفاوضات الحقيقية. واستطاع الباشا أيضًا كتمان الأمر عن حاشيته. على أن تحركات المبعوثين الفرنسيين وتوالي وصول ثلاث سفن حربية فرنسية إلى الإسكندرية لم تكن إلا لتلفت الانتباه. ولكن محمد علي - كما يشير القنصل الإنجليزي باركر - لم يكن أقل حديثا في أي موضوع عنه فيما يتعلق بهذه المهمات السرية. كانت الحاشية على اندهاش كبير من تحفظه الشديدء ولكن لوحظ على الباشا بعد لقائه الأول مع كابتن أودير إطراقه طويلاً وعبوسه ولكن بضع كلمات تسربت من بين شفتيه» بدت كما لو كان يقول: "هؤلاء الناس لن يتركوني في حالي» سيستنزفونني إلى النهاية". ولكن رغم تحفظ الباشا الشديد تسرب السر في نهاية المطاف؛ وعُرف أن الأمر يتعلق بتنفيذ خطة دروفيتي. على أن العليمين ببواطن الأمور كانوا يعتقدون أن الباشا لن يُسلم نفسه لتلك الخطة حتى لو التزمت الحكومة الفرنسية بتحمل كل النفقات. لم تصدر عن الحكومة المصرية» على أية حالء أية تحركات تؤيد الافتراض المعاكس:(*") في مساء 7١‏ فبراير دخلت السفينة البخارية أفريكان 63030ه ميناء الإسكندرية حاملة على متنها تعليمات البلاط الملكي إلى باركر. كان إبراهيم باشا قد أبلغ المفاوضين الفرنسيين عشية ذلك اليوم» رفض والده لخطة بولينياك» وهو الرفض الذي أنهى المفاوضات. ولكن باركر كان يجهل ذلكء فبدأ في تنفيذ المسعى الذي أمره به بلاطه لدى الباشا. لذلك فقد سارع بالسفرء في المساء نفسه» ولكن الرياح المعاكسة لم تمكنه من الوصول إلى القاهرة سوى في 7 مارس. عندما أبلغ الباشا بمقدمه ضرب له موعذا للاجتماع به في المساء نفسه. فمنذ علم محمد علي بوصول الباخرة الإنجليزية إلى الإسكندرية وانطلاق باركر إلى القاهرة لم يكن من الصعب عليه أن يتكهن بالغرض من ميمته. استقبل الباشا إذن القنصل بدماتته وبشاشته المعهودة» وقبل أن يشرع باركر في الحديث عاجله الباشا بالثناء على الشرف الكبير الذي ناله بالقيام بمهمة على هذه "الأهمية", مضيفا 120 أنه أمر جِدبّم ضرورة إرسال الكولونيل كاردوك إليه مرة ثالثة.9؟") على أن باركر دخل في الموضوع مباشرة دون أن يبدو عليه أنه انتبه إلى السخرية الخافية في كلام الباشاء فبدأ في تلاوة الرسالة التي وصلته من لورد أبردين متوقفا بعد كل جملة ليتيح للترجمان فرصة الترجمة. وقد وصف باركر ما حدث بقوله: "كان سموه [أي محمد علي] يستمع بانتباه شديد دون أن يبدو على محياه أي انفعال» حتى وصلنا إلى المقطع الذي يتحدث عن دخوله في تعاون مع الفرنسيين لتنفيد المشروع. وهنا ابتسم الباشا ابتسامة توحي بأنه يخالف هذا الزعم؛ ولكنه لم يقاطعني. تابعت القراءة وتابع والماس 78/125)'*:7 الترجمة حتى وصلنا إلى الفقرة التي تتحدث عن الإشاعة القائلة بأن الباشا على استعداد للتعاون مع الفرنسيين رغم عدم حصوله على إذن من الباب العالي» فانفجر ضاحكا لسبب لم أفهمه في البداية» ولكني فهمت مما حدث بعد ذلك أن هدفه كان إظهار ازدرائه الكامل للسلطان. 'في نهاية الفقرة التالية التي اختتمتها بالعبارة التالية: 'تصرف يثير لدى جلالته الاستياء التام وليس له إلا أن يثير استياء دول أوروبية أخرى" وهنا أسند الباشا ذراعيه إلى ركبتيه وقال بنبرة حازمة لم تَنبْ عن نبرته المعتادة العذبة الهادئة: 'توقف! توقف! تقول دول أوروبية /خرى هذا يعني دولتين على الأقل» فهلا تفضلت بتسمية دولة أوروبية واحدة يمكن أن تملي مصالحها الاعتراض على دخول ولايات البربر تحت سلطاني؟ سردينياء أم نابولي أم النمسا؟ ألا ترى الدول الأوروبية في شخصي الضمانة الكافية لتوقف ممارسة القرصنة؟ أفلا يرون أني زارع؛ وأني في الأساس تاجر؟* "غير قادر على تقديم إجابات مرضية عن تلك الأسئلة» لم أجد أمامي إلا الاستمرار في القراءة» فقرأت الفقرة التالية التي تقول فيها سعادتك إن "الجهود العظيمة التي يقوم بها جلالة ملك بريطانيا بنفسه لردع قرصنة البربر وإنزال العقوبة بهم تكفي وحدها دليلاً على صدق رغبته في الوصول إلى نهاية لهذه 121 التجاوزات الجامحة.' استمع الباشا إلى تلك الكلمات وإلى بقية الرسالة بشيء من نفاد صبرء وبمجرد أن انتهيت من قراءتها أشار لي بالجلوس بالقرب منه وشرع في حديث استمر نحو ساعتين لم يترك لي خلالهما فرصة لإبداء ملاحظة أو تقديم رد إلا فيما ندر. على أني كنت أرمي إلى دفعه للإفصاح صراحة عن: .١‏ ما إذا كان الباب العالي قد رفض الموافقة على قيامه بالغزوات المقترحةء و؟. لو كان مع ذلك قد أبدى تعاونا دون الحصول على هذه الموافقة» و”. لو كان قد وافق» كما تدعي الحكومة الفرنسية» على تقديم اسمه وقواته للمساعدة في تلك الحملة. "حول النقطة الأولى قال الباشا إن السلطان رد على طلب الكونت جيومينو بأنه نظا لعدم وجود أي موضوع للشكوى من ولايات البربر التابعة له تلك» فإنه لا يستطيع أن يأذن بالهجوم المقترح عليها. ولكني لم أنجح في دفع سموه إلى الإفصاح عن مكنونه فيما يتعلق بالنقطة الثانية؛ إذ راوغ في مناقشتهاء ولكن في مواضع أخرى من حديثه الطويل ترك انطباعًا قويًا بأنه ينظر إلى إذن الباب العالي على أنه مجرد إجراء رسمي لا أهمية له. أما فيما يتعلق بالنقطة الأخيرة والرئيسية في رسالتكم والمتعلقة تحديدا بما إذا كان الباشا مستعدًا الآن للانضمام إلى الفرنسيين في مشروعهم لإنزال العقاب بداي الجزائر على الإهانات التي وجهها لهم؛ كرر سموه على مسامعي غير مرة تأكيدات واضحة وصريحة بأنه ليس مستعذا بالمرة وأنه لم يعدهم أبذا بتعاونه في هذا المشروع. وقال: “لقد وضعت حدا لأي إزعاج جديد فيما يتعلق بهذا الموضوع منذ ثمانية عشر يومًا وأمرت باغوص بأن يبلغ أودير بأن مهمته قد انتهت. وبعد وصول لانجسدورف بيضعة أيام رغب في المجيء إلى القاهرة» فقال له إبراهيم إن هناك مركبيًا تحت تصرفهء ولكنه أضاف أنه لو جاء إلى هنا فستكون رحلته بلا جدوى." قدم الباشاء إذن» إلى القنصل باركر إيضاحات»ء فيما يتعلق بأصل مشروع دروفيتي» لم تختلف في جوهرها عن تلك التي سيتعين عليه تقديمها كتابة» بعد بضعة أسابيع» إلى الباب العالي. وكان جواب الباشا على المشروع الذي تمت 122 مفاتحته فيه: “كل هذا جيد ولكن يجب أولاً الحصول على تأييد إنجلترا". وبما أن دروفيتي كان يعتقد أن بمقدوره النجاح في ذلك فقد قال الباشا: 'ولكن تنبه أيها القنصل, دون هذه الموافقة لا أريد أن أسمع شيئًا عن مشروعكم". وتابع الباشا قائلاً: 'ثم جاء أودير وزعم أن الإنجليز ليس لديهم أي اعتراضء ولكني شككت في صدق ذلك فقلت له: “فليأتني قنصل إنجلترا ويعلن لدي ذلك» فبدون هذا أو موافقة كتابية من الحكومة البريطانية لن أريد أن أسمع شيئًا عن هذا الموضوع."' حتى هنا كان حديث محمد علي في اتجاه واحد. ولكن الحديث تشعب بعد ذلك وهو ما سمح للقنصل الإنجليزي أن يطرح أسئلة أجاب الباشا عنها. شيئًا فشينًا انفتح الباشا في حديثه وقل التحفظ في لهجته؛ وبدا واضحاء كما يقول باركرء أنه "كانت لديه النية منذ البداية أن يطلعني على أمر على جانب عظيم من الأهمية» ولكنه وجد أن مفاتحته ستجره إلى الإفصاح بشكل أكثر وضوحًا عن رؤاهء فاستحسن ألا يفعل إلا بعد أن يعرف كيف ستستقبل الحكومة البريطانية تلك الرؤى...وفي النهاية قال سموه فجأة: "ما الذي أستطيع أن أفعله لكسب صداقة إنجلترا" فأجبت مندهشا بدوري: 'وما الذي جعل سموكم تظنون أنها معادية لكم؟" فأجاب على الفور مشيرًا بأصبعه إلى الرسالة التي كانت لا تزال في يدي: انظر إليها". فاعترضت بأن رسالة سعادتكم مفعمة بعبارات المديح وبأني أستطيع أن أؤكد لسموه أنها تتسق تمامًا مع الاحترام الكبير الذي تكنه سعادتك لشخصه. وأن نصيحة الصديق التي تحملها دليل واضح على الاحترام الذي يحظى به. فقال: 'نعم» الرسالة شديدة التهذيب» ولكنك ترى أني لم أكن بحاجة للنصيحة التي تحملها. فقد قررتء. منذ البداية» ألا أتخذ أية خطوة في هذه المسألة دون موافقة إنجلترا. ولكن الإنجليز كانوا هم الذين منعوني من ذلك. إنهم لا يريدون دعم السلطان.” وهنا صمت الباشا كما لو كان ينتظر ردي. فقلت إنه لا أحد يستطيع؛ إن عدلء» أن يشك في رغبتنا في دعم السلطان ومساندته؛ لأن تلك هي بالفعل السياسة الحقيقية لإنجلترا. فقال سموه بحزم: "فلا يرون بوضوح أن ذلك مستحيل؟ تستطيعون 123 التأييد هنا وهناك ولكن كل ذلك لن يجدي نفعا. ماذا بوسعكم أن تفعلوا مع حكومة فقدت ثقة الشعب في العاصمة كما في الولايات؟ الشعب يحبني. لاحظ أيها القنصل أني لا أحدثك الآن بصفتك الرسمية» فمسألة الرسالة انتهت ت وأعطيتك ردي عليهاء ولكننا نتحدث الآن حديث الأصدقاء. لورد أبردين لا يعرفني» ولو عرفني لعرف أن الوسيلة الوحيدة لتعزيز السلطان تتمثل في دعمي. فهو إن فعل سيجد تحت تصرفه جيشا من ١١0٠0٠١‏ رجل مستعدًا ليكون حائط صد ضد روسيا في القسطنطينية وفي فارس على حد سواء. في فارس يتعين على إنجلترا أن تحارب الروس في النهاية. فيم تجدي سياسة التعامي عن الخطر؟ الباب العالي انتهى» وعلى انجلترا أن تستعد لإرساء قوة في آسيا ليكون ر أسها برأس الروس: أين لها أن تجد مثل تلك القوة إن لم تجدها فيّ وفي ابني من بعدي؟ .. .استفيدوا من الهدنة لح لاقت لم اإبواد جيات إخر تدساواون الاعتماد عليه. إنها لحظتكم الآن فإن لم تغتنموها لن تعود. لقد فقد الشعب في كل أرجاء الدولة العثمانية ثقته في الباب العالي. . ولكنهم يحبونني وسيسرعون للانضواء تحت لوائي؛ فقط لو قامت إنجلترا بخطوة إلى الأمام» ودعمتني؛ وأمّت على كون خططي خطط رجل غيور على شرف سيده وعلى دين بلاده. لقد قلت إني أستطيع أن يكون لدي جيش من رجل سريعاء ولكن بالتحالف الصادق مع الإنجليز أستطيع أن أوفر ٠‏ ألف رجل! ولكن عداء الحكومة الإزيظائية يشل تجهودى: من المؤسف أننا لا نستطيع أن نصل إلى اتفاق!.... إنهم لا يعرفون قدراتي» لو صار الإنجليز أصدقائي أستطيع أن أفعل كل شيءء ودون صداقتهم لا أستطيع أق أفعل شبينا: إنجلترا فائقة القدرة» وقد وعيت منذ زمن أني لا أستطيع القيام بشيء عظيم دون إذنها. أينما وليت وجهي كانت حاضرة لإجهاض خططي.1477) وهكذاء فعلى الرغم من أن تدخل إنجلترا جاء متأخراء فقد كانت هي التي ثنت الباشا عن قبول المقترحات الفرنسية بتحركاتها السرية» في نهاية المطاف. ورغم عدم التصريح بأي شيء فلم يصعب على الباشا أن يستشعر خلال نقاشه 124 الذي انتهى لتوهء معارضة حكومة لندن لخططه. هذا فضلاً عن أنه قد وجد لهذا الرفض الانجليزي مؤشرات في التكتم الفردسي ورفض فرنسا تأييده رسميًا إذا اقتضى الأمرء وفي التغيير الذي طرأ على الخطة والذي لم تبد له الحكومة الفرنسية سوى أسباب واهية» بل وغير مقنعة. فماذا يسعه أن يستنتج» إذن» سوى أنه يجازف لو انخرط في هذا المشروع بفقدان أي تعاطف من بريطانيا العظمى في مقابل مكاسب محدودة؟ وإذا ذهب لما هو أبعد من ذلك وتحالف مع فرنسا على البربر فما هي النتائج التي يعرض نفسه لها؟ شقاق مع الباب العالي» شقاق مع إنجلتراء فقدان لمكانته في عيون المسلمين الذين سيجرح مشاعرهم هذا التحالف مع المسيحيين. التحالف مع المسيحيين! كان محمد علي ذو الطموح الكبير يستشعر ضرورة هذا التحالف لتحقيق طموحاته الكبرى؛ إذ كيف له» دون مساعدة مباشرة ومؤثرة من أوروباء أن يحصل على مباركة الدول الكبرى على الانقلاب السياسي الكبير الذي كان ينتويه في الشرق! ولكن حتى تقبل "الأمة" الإسلامية بهذا التحالف ينبغي جعله مشروعًا في عينها. أي وسيلة أمضى لذلك من الكفاح ضد العدو . الموروث؛ ضد الروس الذين نجحوا مؤخرًا في تحقيق انتصارات مدوية على السلطان وأعوانه العاجزين» ضد القيصر الذي تهدد سياسته التوسعية» علانية: بتفتيت وانحلال الدولة العثمانية؟ يستطيع الباشاء دون أدنى شكء أن يشكل كتلة واحدة من الأمة» اعتماذا على هذه الركيزة» فيرفع الحماس الديني حتى في أقصى أطراف الدولة في آسيا. فهذه الحرب ضد الروسء والتي سوف تسمح له بجمع الشرق بأسره تحت لوائه» هي التي بدا له أنها كفيلة بحصوله على التحالف الذي يريده من أوروبا. فهل كانت إنجلترا هي المستفيد الأكبر من ذلك؟ أليست الدول الأوروبية هي الأكثر اهتماماء وبشكل مباشرء باحتواء توسع السلطان الروسي؟ لقد استشعر الباشا بذكائه الحاد أن هاتين الإمبراطوريتين ستصطدمان يومًا ما في الهضاب الآسيوية. فلم لا يستبق رجال الدولة الإنجليز الأحداث فيدعمونه في جهوده لإحياء الشرق» وهو الأمر الوحيد الكفيل بعرقلة طموحات موسكو؟ لقد أفصح العرض الصريح المباشر للتحالف من قبل الباشا عن الغرض الحقيقي 25] لخططه. لقد أبان هذا العرض أنه مشبع بفكرة أن خططه المستقبلية لن يكتب لها النجاح دون تعاون إنجلترا معه ودعمها له» ورفع هذه الدولة إلى مرتبة السيد المالك لأقداره» ليس على نحو مرتبط ارتباطا مباشرا بضفاف النيل بالطبع» ولكن بأقداره الأوسع التي تستطيع فيها مصر الشابة التي تجددت بعبقريته» فأدخلت كل الشعوب الإسلامية التي خضعت لسلطان سيده تحت عباءتهاء أن ترسل كتائب نصرها إلى شواطئ البوسفور لتسقط عرش السلاطين الذي نخر فيه السوس لصالح أسرة حاكمة ألبانية. لهذا السببء فبدلا من أن يصبح محمد علي الذراع اليمني لملك فرنسا في آسياء كما كان يحلم بولينياك» ومستشعرًا - بسيب العرض الفرنسي نفسه - الأهمية التي أصبحت لمصر في التحالفات السياسية الأوروبية؛ رفض الباشا العرض الذي قَدْم له وولى وجهه شطر إنجلترا عارضنًا أن يكون رجلها ويصبح بطل سياسة هيمنة في الشرق يقتسم ثمراتها الكبيرة معها. 126 الهوامش لل المجموعات التي تم التعامل معها هي: اء 1 عاملاقا )ان 1/أأمم ع::مل10امدردء 00 8 ع لالسدععام د«مامدن ,عستمأكاتمت عنمل نرمدرده 07 .260 ,255 عاباوتنا1 0 - )س( حادثة ضربة المذبة 467626311 «مداوءالشهيرة التي جرت خلال حفل أقيم في ٠١‏ أبريل لالا4ا. (؟) ١١‏ يونيو 14171. (4) مداولات الوزراء في ١١‏ أكتوبر 14871. .1851/ أكتوبر‎ ٠١)6( (5) انظر 92 .م ,عع الث 'ل ع115م هآ ,تعناوكظ. (9) انظر 108 .م ,عع الح 'ل ع15)م هآ ,تعناووظ (0) انظر 116 .م معلل 'ل عكثمم ها تعسوكط ‏ »| عل ع«اماولط بامعمع علد 3317-0 .م ,8 .ا ,اله أامستمادعكل ‏ 6ماأأمطام عل 5عء16به انه بلإاعن1001 .ل 35-6 .م مأو أترنأمه (3) انظر 119 .م ,.لاء ,م0 لاتعسوكط )٠١(‏ انظر 310 .2 ,8.) ,1101 ن4كادء؟1[ | عل 115101 ,اعرورعاءلل )1١١(‏ انظر أيضنًا: .286 - 276 وأأه] ,178 عأؤوكدخا نان لثامم معد ممع 00 ...هم 0105 .ط اك 449-451 .م ,1آ.ا ,رععة0 1[ عل عبو أ نصه1متل عأماوالط ,اأسندءدا 2 مم ,آآ .ا رعمفوسصمعاة عناوأ)تامم عل عداوتمغكلتط أعنامد كز )١١(‏ .1829 عتطاتتعامع؟ 4 ,اتفمع ,ه810 3 عممع ناه ,78 1 عأناونن] .5 .ف )١(‏ انظر وتيقة 2. . 20. 78-184, 821 ألامة 18 ,تععلعطم لتملة عم‎ 1829 )١5( .1 انظر وثيقة‎ )١5( .1 انظر وثيقة‎ )١5( .1 انظر وثيقة‎ )١0( . انظر 68 .م .1أ0.تره الإ000ا‎ )١1( .3 انظر وثئيقة‎ )١5( )٠١(‏ بين تركيا وروسيا (١؟)‏ انظر وثيقة 3. (١؟)-‏ 1828 بعملصورعءات ممرهن) .عتتداناكممء ععضولرممدعمهم) .28 .م 9 اناهن 10 ,ع نكنم ألا بات 1112211 .1830 //4 انظر 133 .م ,1.2 ردعذدن2 ”ل «معد3اآ دل دمتوددت‎ )١9( .4 انظر وثيقة‎ )١4( (5؟) 14 بالفرعاهل! 3 عمموتاوط .178 عأككنا؟ا .عدوأ تامهم ععسصهلهممدعمم0 .8 .م .9 عتاماء0 في تلك الفترة نفسها كان دوق مورتمار يتباحث مع القيصر في مشروع تطهير البحر الأبيض المتوسط من البربرء فأجابه القيصر قائلاً: 'فيما يخص هذه المسألة فهذا شأنكم: أنهوا نزاعكم مع الجزائر إذن...يجب أن يتم ذلك: سيديء دون إثارة حفيظة جيران نخشى إثارة قلقهم؛ لأن جلالة ملككم يعلم جيدًا أن فرنسا لن تضحي بثرواتها وجنودها في حملة قصيرة الأجل لن توقف اعتداءات هؤلاء القراصنة إلا لتبدأ من جديد في أول فرصة سانحة...ثم أليس هذا ما أروم وتبغي أوروبا. على أية حال أُيْا كان قرار الملك في هذا الشأن فسأوافق عليه. ولك أن تتأكد من دعمي له بكل ما أوتيت من قوة." ( .178 ,16و5ناظ .8 .لم 9] عرطاماء0 6 ,عقمع أله 3 ختدممعته /ة). (15) انظر وثيقة 5. (0؟) انظر وثيقة 5. (18) انظر وثيقة 10. (19) انظز وثيقة 13. (0) انظر وثيقة 13. (١؟)‏ انظر وثيقة 10. (6) التالاري يساوي 5,7٠‏ فرنك فرنسي (") انظر وثيقة 13 ]© 11 5. (4:؟) انظر وثيقة 13. (5؟) انظر وثيقة 11. (5") انظر وثيقة 1[ ©2862 ,10 (0؟) انظر وثيقة 11 عناع200 ,10. (54) انظر 00 12. (5) انظر وثيقة : (40) انظر وثيقة 0 درن ل 5]. (49) انظر وثيقة (55) انظر وثيقة (45) انظر وثيقة (5؛) انظر وثيقة 2226 16. (45) انظر وثيقة 16. (4) انظر 0 (44) انظر وثيقة (59) 1829 عتطصوعء6ل 15 ,سععلرعء06 10م.آ 3 001008 .15 7ز5 .78-181 .1.0 )6( انظر وثيقة شقة (6١)‏ انظر وثيقة ثيقة (5ه0) 3 في هذا 0 خطابًا أرسله وزير البحر إلى بولينياك هنا ,35 "1 ,آ ,عنمبرو8 5 أملاقع'[ )2120132 عممع20[11 3 عماعدكلة 15 عل عكأكتمتك3 درل عنناءا عل نا عل دوعداعةم06 (؟6) 1829 عتطميعباه]28 3 ,عقمع له فذق اتدسمعاره81 ,189 *1 ,178 عزوكن] .8.ه (64) حول هذا المشروع انظر ,131 .م ,6011101 ع8 : أتء 4*0 (مفادعلان ها بأانه دآ .8 9 .م ,11 .ا ,ع تغع71ه ان عنال أ أأمم عل 151071116[ أعننان للا ,كتمععانه80 .ظ اع (65) 1873 ,تاعدن) ,6 41115[ :100" [© نزول - تم تعيين جيرنون رانفيل وزيرا للمعارف العمومية في ١6‏ نوفمبر .١859‏ (05) تولى وزارة العدل في 6 أغسطس .١185795‏ (590) أرخ جيرنون رائفيل هذه المناقشة بتاريخ ١4‏ ديسمبر .١8574‏ بيد أن هذا التاريخ خطأ بالتأكيد لأن أودير لم يصل إلى طولون حاملا اقتراحات والي مصر إلا في 7١‏ ديسمبر. (54) الكونت دي بورمون 8010511086 عل عأتمزه. (54) وزير المالية. 129 (5) 1 ومايهه ا معام ,ماعنا 15 عل ععغ اذام ألا بال دعاالاءجم (11) انظر وثيقة (؟5) انظر 134 7 2 رّع 0155 لآ 'ك (منفط اال كه 7116:1017 دما (5) انظر وثيقة 724 (14) انظر وثيقة (16) انظر وثيقة (17) انظر وثيقة (1) انظر وثيقة 33. (14) انظر وثيقة (15) انظر وثيقة )٠(‏ انظر وثيقة )7١(‏ انظر وثيقة (77) انظر وثيقة (77) انظر وثيقة (4؟) انظر وثيقة (75) انظر وثيقة 35. (05) .لأط] (70) انظر وثيقة (74) انظر وثيقة (9) .1829 2006 18 ,هناد لمآ 8 مععلععطة ل1مآ .78-184 .7.0 .2.1.0 (60) .1829 عتطصتعع6ل 18 ,ةنأ 50مآ ة مععلجعاث 10مآ .27-390 .0 .5.1.0.1 )8١(‏ 1829 عمجاماعن ونال أعمدمتاستكهده عا. (41) فرنسا وإنجلترا وروسيا التي تحالفت بموجب معاهدة لندن. (89) 12 .مععلعطهم لعمآ ة لإدمعطاه] عل اتقناك لظم[ .27-396 .2.0 ,0 16 9 عتطاماءع0 (4) 1829 علطمرععقل 18 .اتناك لرملة معءلععطة 0همآ .27-390 .0 .1 , .0 1 .1 (86) 1829 علطموععةل 25 .لععلمعطة لما 3 اتقنااك امآ .27-397 .0 .1 .1:0 ]1 130 (35ى) ق الافستلط ,عتلسصفععلم ممامفن) بععلوأناكصمء ععصهلمممععص .8 .م 9 ع:]لا201 28 ,رعقوعى 1أمط (81) بتاريخ ١‏ سبتمبر 18575. انظر عدد سيمافور الصادر في 5١0-59‏ نوفمبر 1855. (84) المقصود بها كابتن أودير 006 أتمء!!أنا© عل محدقء عل 2106 (45) 1829 عاطورععء6ل 25 ,اععلزعطث 0:0آ 3 اتقنااد لعمآ ,27-397 .0.آ1 )5١(‏ 1829 عتططاعء6ل 15 ,تاععلعطث لمآ 3 ه0010 .1 عأذ ,78-181 .0.آ1 (31) 1830 معاناصوز 3 ,مععلعطم لغم.آ 3ق نإزاءه) مآ ,7-221 .0.آ1 (15) 1830 ععاأناصقز 15 ,مععلقعطهة لقملآة تهنا 060آ ,27-406 .18.0 (55) 30 18 معالاقوز 18 ,أهلاهآ عل عبال نا عمصع أله .629 عمتعاعاومة .8 .م (4) 30 18 ععألامهل 21 رعممع أله ؤ لولمآ .629 عمعنعاعومم .8 .م (356) 30 18 عا لاضةل 24 ,رعممع أله 3 أداهآ .629 عمرعاعاعدة .8 .لذ (56) انظر 01 عكآننآ بعنطعة 6ه ملمدءمسعكل8 200 ععمع0مممدعىه) ,دعلاءعنوموء10 4377-9 .م ,آ/ .) .ممام م ذااء /لا (919) 1830 تتعأامهز 25 ,صه00:0 أرعطهخ] مأك ذ معءلئعطث لمآ ,78-188 .11.0 (4ه) 1830 تعترلاة) 3 ععالاصوز 29 بتععامة8 ذ مععلرعطاث لمآ ,78-191 .0.] (49) انظر وثيقة 40. )٠٠١(‏ انظر وثيقة 43. )١١1(‏ انظر 115176 بعك أمتتعنول رع[ 211 خ1آ- ع0 )٠١١(‏ 135 .م .1][ .) ردعءدكسوط'ل صمعهط نل ذعرلهممة8/16. )٠١(‏ 1829 عمطسمععءقل 22 ,عدمع ناه 3 لتمسع ه14 .178 ,عالاوىنآ .8 .ذ. ٠١5 (‏ ) لنظر 0.781 ,آآ ا ,6 «غع :نع (اة عبان الثامم عل نماك[ أعلاتبهع/ ,وأمعععده8 عاتواتا. )٠١5(‏ 1830 تعالامدز 29 بمععلععطث مآ 3 )1قناا5 0م[ ,27-406 .0 .1. )٠١5(‏ انظر وثيقة 43. )٠١(‏ انظر وثيقة 48. )٠١4(‏ انظر وثيقة 49 6ه 44 5. )٠١5(‏ انظر وثيقة 50. )٠١(‏ انظر وثيقة 43. )١١١(‏ انظر وثيقة 51. 131 (5١١)غاقاعه5‏ هأ عند 5ع012[1م اع كعنالأالامم ,كعنوضم)أكتط 5علناظ ,عمدو أامط ,50161 دغرمج'ل ناك عاءرها) 227 ,م رعاعة1و ع2)136 بال ناعللتدم عا زعلا عمدعغمماناء .54 انظر وثيقة‎ )١١9( .5 20 ©] 36 انظر وثيقة‎ )١١4( .56 انظر وثيقة‎ )١١( .59 انظر وثيقة‎ )١١7( (125-126 .م ,نات )١١(‏ يتعلق الأمر هنا بالمشروع الأول؛ حيث لم تكن التعليمات التي حملت ما دخل عليه من تعديلات والتي حملها لانجسدورف قد وصلت مصر بعد. .63 انظر وثيقة‎ )١١4( )١١4(‏ كانت هذه الرسائل تحمل في الواقع نبأ تخلي الباب العالي عن ابتعاث طاهر باشا. .54 انظر وثيقة‎ )١٠١( .51 انظر وثيقة‎ )١؟١(‎ .54 انظر وثيقة‎ )١١1( .54 انظر وثيقة‎ )١١9( .54 انظر وثيقة‎ )١؟4(‎ .56 انظر وثيقة‎ )1١١5( )١١7(‏ هذا هو التعبير الذي استخدمه محمد علي للإشارة إلى المشروع الثاني الذي افترحه بولينياك. 3 )١7(‏ انظر وثيقة *لا. )١١4(‏ انظر وثيقة "ا )١19(‏ انظر وثيقة 1ل. )١١(‏ انظر وثيقة 1لا. )١١(‏ انظر وثيقة 4,. )١5(‏ انظر وثيقة "ل. ٠ هم )١57(‏ انظر وتيقة (4؟١)‏ انظر وثيقة 76. 5) (-؟١)‏ انظر وثيقة 4ا. على أن الباشا كان أقل وضوحا عندما استقبل ميمو في القاهرة في ١5‏ مارسء حيث قال له: "أنت تعلم مشاعري وكيف كانت اقتراحاتي التي لا زالت كما هي. لا زلت مستعدًا للوفاء بما وعدت لو تركت لي حكومتك قيادة كل شيء واكتفت بأخذ وضع الاستعداد دون تحرك فعلي" (انظر وثيقة 857). )١55(‏ حول هذه النقطة الأخيرة انظر وثيقة /الا. )١50(‏ انظر وثيقة 5لا. .87 انظر وثيقة‎ )١64( .41/ انظر وثيقة‎ )١55( 41 انظر وثيقة‎ )١4١( .41/ انظر وثيقة‎ )١41( .41 انظر وثيقة‎ )١47( .41/ انظر وثيقة‎ )١45( )١45(‏ تقلع و84 .1830 معالامدز 15 باتمساعارهكل8 ة عممونتاه5 .180 عتودنك .8 .م 0 إل6 16/1 22 ,عودع ذاه 3 )١55(‏ 1830 تعلو9ة1 5 ,تعالاموز 30 رعقموتاه2 ذق جع ه81 .273 عووبرمط .8 ذخ )١55(‏ 1830 ععالاههل 30 ,عدموتاوط ةق ععناره81 .273 عودبمط .8 .ذم )١619(‏ 1830 161166 22 ,عقصوناهط 3ق اتقسرعءه81 .180 عتوكن .8 م (4؛ )١‏ 1830 قكقط 27 ,لم ألاهدز 28 رعفصونله ق املاعصزمع .412 عطعماناة .8 .ذم )١45(‏ 1830 تتعلمة1 25 ,رعدموناه2 3 6 :ه81 .273 عوصبط .8 .م4 )١6١(‏ 1830 وعالامقز 28 ,عممع ناه 3 لماعم ز12 .412 عطعاناياة .8 .لذ )١2١(‏ 1830 معتراغ؟ عع1 ,عووع نامم ةق اونمآ .629 ودعاءاعدم .8 .م (؟6١)‏ 1830 معلرنة1 2 رعقدع ناوص 3 دتما .629 عنرعاعاودم .8 .م (؟6١)‏ 1830 معلرة1 8 عقوو أامط ةق لوحمآ .629 عمواعاعمم .8 .م (غ؟١)‏ 1830 معترلة1 11 ,عممونامط ةق لوحما .629 عمرعئءاومة .8 .4 1. 0. 27-405. علرية1 19 ,لإدوعططنهخ]1 عل امراك لملة معملرعطة لمآ‎ 1830 )١65( 4. ]5. ذتهم 17 رعفدعأاوط ةق لداما .630 عسعاءاعودم‎ 1830 )١55( )١21(‏ 1830 اله 14 ,اوحفل ة عمموتلهط .630 ععئعاعمةم .8 .م 133 )1١68(‏ 80 أله 18 ,عممعتاه2 ذ أوحمها .630 عمرعاءاومة .8 .م 0 انظر وثيقة 717. 1830 الاوز 6 ,عدصع تله 3 امصتمع !أت‎ )٠69( 1. 0. 78-189. معالامول 7 اث 10م[ 3 ص00:00 .1 1ز5‎ 1830 )١5( (0503) 78-188 .8.0 انظر وثيقة 55. 1830 #عألاصدز 16 ,اممتصء|ان00 3 عدمعناه] 0 عع امول 5 ,0010013 .1 تكن رعءلتعطم لمآ (؟11١)‏ انظر وثيقة 51. (055) لم[ ةق مولره0 .2 عز5 عل 21 .م عطءقم6ل ذا 8 8 عاعممة .78-189 .1.0 11205 د أو عامط 15 عل عاءاء) ع[ .1830 كعمد 2 ,مععلععطم .354 انظر وثيقة‎ )١54( .1 انظر ملحق 27 وثيقة‎ )١15( )١15(‏ ومع ذلك لم يسافر الباشا سوى في أوائل إبريلء أي بعد نحو شهرء فكان سفره بعد فوات (151) خسرو باشا. )١14(‏ ترجمان القنصلية الإنجليزية. الكيلة ةذ مله 1 عزق عل 20 .مه عطءةم6ل داه عرعمم0 .78-189 .0 ١آ‏ 11225 0 أوع عاناة) ع[ ,1830 كتقد 2 بمععلمءطم )07) لمآ ذة دملره6 .5 عزة عل 26 .م عطءقم فل 15 3 عتعهم0 .78-189 .0 .لآ 111025 مع اوه عانزع) ع[ .1830 ذتقط 2 بمععلرعطام االفحة 1830 انه 3 ,له لءه© تعطهجا مك ة معط م0 .12 .78-189 .0 ."1 (175) انظر وثيقة 54 . . ال١ انظر وثيقة‎ )١7( (174) انظر وثيقة 41 . . 45 انظر وثيقة‎ )١76( . 14075 يوافق يونيو‎ )١7+( (179) أرشيف قصر عابدين: محمد علي إلى قائمقام؛ ١شوال ١١42‏ (ه أبريل .)١185٠١‏ اليملة 0 نم1611 22 ,مله .2 عذد 3 عع 821 .78-192 .0 .1 134 )١9(‏ كان كاردوك قد أرسل إلى مصر للمرة الأولى في أغسطس 1877 ليطلب من الباشا أن ييقي الأسطول الذي كان مقررا أن يتحرك ضد اليونانيين في الإسكندرية» ثم مرة أخرى في ربيع 1878 ليحث محمد علي على سحب جيشه من المورة. وفي المرثين فشل في مهمته. (18) المترجم الخاص للياشا. 15. 0. 78-192. كتهد 8 بمععلمعطق ق مع لتد8‎ 1830 )١41١( 135 ١‏ مشروع دروفيتي( ضد الجزائر والبرير 2 ملخص: واجب فرنسا في إنهاء خلافها مع الجزائر - مصاعب القيام بحملة عسكرية فرنسية - محمد علي يستطيع تولي مهمة إخضاع الولايات الثلاث - جوانب السهولةٍ المنتظر أن يجدها تنفيذ هذا المشروع الأخير - مميزاته بالنسبة لباب العالي: وباشا مصرء والقوى المسيحية - عداء متوقع من إنجلترا. 3< أول سبتمير 6؟8١‏ لقد وقعت فرنسا في خلاف مع داي الجزائر ويتعين عليها إنهاؤه على نحو يتناسب مع مكانتها. وقد أثبتت التجربة أن الوسائل التي استخدمت حتى الآن لم تكن ناجعة. أما القيام بحملة عسكرية على سواحل البربر فتكتنفه الكثير من الصعوبات والمخاطر. وسيتمثل أكبر الخطر في أن الجيش الذي سيتم إنزاله سيصبح تحت رحمة البحر في الحصول على الإمدادات. وحتى في أفضل الظروف سوف تتكلف حملة كيذه الكثير من النفقات وتثير غيرة دولة منافمة لو أقمنا في تلك البلادء بحق الغزوء مستعمرة دائمة. ومن ناحية أخرىء فلو تركنا الحكومة الحالية في الجزائر قائمة مكتفين بالترضيات والتطمينات التي ستقدمهاء نكون إذن قد استندنا إلى أساس هشء بكل تأكيد. وبغض النظر عن أن تركيبة الحكومة الجزائرية التي رسخها طول العادة لا توفر أية ضمانة» الذين ستدعوهم جماعة غير منضبطة لخلافتها لا يترك سوى أقل أمل فى ألا يكرر ما حدث من حكومة مع تاليتها. إن كرامة فرنسا تقتضي إيجاد نظام أكثر استقرارا وأكثر اتساقا مع آمال الإنسانية في تلك البلاد. وقد شجعتني تلك الظروف على أن أضع تحت نظر حكومة صاحب الجلالة أفكاري حول موضوع بهذه الأهمية. 137 من الممكن تدمير معاقل هؤلاء المسلمين المتوحشين البرابرة بيد أبناء دينهم الذين خضعوا بالفعل لبعض النظام وصاروا أقرب للحضارة. وأقول معاقل لأننا لو أردنا تخليص أوروبا نهائيًا من القرصنة التي تشعرها بالمذلة» فينبغي أن يشمل الإجراء المتخذ طرابلس وتونس أيضنا. محمد علي؛ والي مصر لن يتوانى في إرسال جيشء بالتنسيق مع فرنساء يغزو تلك البلاد لإخضاعها للمستوى نفسه من الحضارة والانصياع للباب العالي الذي تتمتع به مصر اليوم. نجاح تلك الحملة لا يرقى إليه شك؛ فالجيش المصري المكون كله تقريبًا من المصريين لن يخشى شيئا من تأثير الطقسء ومزوّذًا بكل الإمدادات من بلده؛ لن يلقى مصاعب تذكر في عبور الصحراء. هذا فضلا عن أن الوالي يستطيع أن يستخدم البدو العرب الذين يسكنون تلك الصحاري بين مصر وطرابلسء فهم قوة إضافية ستزداد عدذا بتقدم مسيره؛ إذ إن من السهل عليه استمالة العربان الذين سيجدهم في طريقه ببذل بعض المال. كذلك سيكون تحت يده مصدر ضغط خاص وتأثيره أكيد عند إخضاع البربرء وهو التهديد بحرمانهم من الحج إلى الأراضي الإسلامية المقدسة الذي يمر طريقه بمصر. هؤلاء المتعصبون المتمسكون تمسكا عميقا بواجبات دينهم؛ والتي يعتبر زيارة قبر نبيهم من شروطه الأساسية لن يصمدوا أمام خشية مثل هذا المنع. الوسائل العسكرية المتوافرة لطرابلس وتونس لن تستطيع إيقاف الجيش المصري. الجزائر وحدها يمكن أن تبدي بعض المقاومة ولكنها لن تستطيع الصمود طويلاً. والداي الذي سيتخلى عنه العربان الذين يحمون ظهره؛ وتهاجمه القوات المصرية من البر وتحاصره القوات الفرنسية من البحرء لن يجد أمامه سوى القبول باستسلام يضمن له اللجوء وأهله إلى تركيا. لننظر الآن في مدى ملاءمة المشروع وفائدته. سوف يجد فيه الباب العالي فائدة؛ إذ إن سيادته على الولايات الثلاث ليست إلا سيادة اسمية» فهي لا تنصاع لأوامره إلا إذا ارتأت ذلكء ولا تدفع له أية جزية. كذلك ليس للباب العالي أي دور ]38 في تسمية الحكام الذين يتوقع اختيارهم إما على حقوق استخلاف سيئة التنظيم» كما هي الحال في طرابلس وتونسء وإما على تأييد ميليشيا شرسة منفلتة له كما هي الحال في الجزائر. الاحتمال الأكبر أن يرى السلطان بعين الغبطة تلك الولايات تعود إلى وضع الولايات الأخرى. سوف يكون ذلك فتحًا حقيقيًا للباب العالي يعوضه عن الخسائر التي تتهدده في نقاط أخرى. وليس لمشروع كهذا إلا أن بسر خاطر محمد علي باشا الذي يرومء منذ وقت طويلء توسيع نطاق حكمه. وسيصنع لنفسه مجذا بربط اسمه بمشروع يكسبّه تقدير كل الأوروبيين» وهو تقدير يطمح إليه أكثر من أي شيء آخر. ولتأذنوا لي بأن أضيف هنا اعتبارًا لا يمكن أن يظل خافيًا على حكومة جلالة الملك. إن الانسحاب من المورة الذي تم التفاوض عليه وإتمامه بفضل التأثير الذي صار لجلالته على عقل محمد علي ومشاعره وسياسته؛ قد وضع الباشا في وضع سيئ وشديد الصعوبة أمام سيده. ولا بد أنه يخشى أن يتخذ السلطان تجاهه بعض الإجراءات الضرورية بعد الانتهاء من الحرب الفعلية. وربما يكون في حث الباب العالي على تكليفه بالحملة المزمعة ضد ولايات البربر وسيلة لنسيان الماضي وتأكيد وجود الباشا. وبذلك نحافظ على أمير قدم أدلة على إيثاره لفرنسا وملكهاء ويستطيع تقديم المزيد منهاء ونحصل في الوقت نفسه على نتيجة كفيلة بتهدئة القلق المتجدد الذي يعم جل أنحاء أوروبا من السلوك النزق والادعاءات الشاذة والمهينة لدايات طرابلس وتونس والجزائر. سوف يُحتفى بتنفيذ هذا المشروع من ستوكهولم إلى نابولي» بل وسيساهم في تنفيذه. وسيُبارك حكمٌ العاهل الذي كان أول من اضطلع بإرساء النظام الذي تطالب به المبادئ الدينية والسياسية التي تحكم الأمم الأوروبية في عصرنا. ريبما تكون إنجلترا هي الوحيدة التي تشعر بالغيرة» بسبب رؤاها ومصالحها الخاصة؛ 139 ولكنها لن تستطيع أن تعارض المشروع علانية دون أن تقع في تناقض مع نفسهاء وتتنكر لأقدس مقدسات الإنسان» هذا فضلا عن أنها يجب ألا تنسى أن حملة لورد إكسماوث غ550 لم تكن لها أية ثمرة» وأننا لا يمكن أن نعول على أي وعود للداي» وأنها هي نفسها لم تكن بمعزل عن إهاناته حتى بعد تلك الحملة. لن أسترسل في تعداد ما ستجنيه البشرية وتقدم الحضارة من مميزات لا تحصى جراء تنفيذ هذا المشروع. فتدمير القرصنة سيكون أول النتائجء وسرعان ما سيتم تنظيم إدارة تلك البلاد الهمجية على النسق نفسه للمؤسسات التي أدخلها محمد علي في مصر بدفع وتشجيع فرنسا له. إن تنفيذ مشروع على هذا الجانب من المرامي الخيرية» والقمين بقلب شارل العاشر الكبير سيكون بمثابة أجمل زهرة في تاجه؛ فلن يستطيع أي عاهل أن يزين فترة حكمة بمشروع على هذا القدر من مقاصد الخير وذاك الاتسام بشيّم المجد. وبذلك ينتهي الخلاف مع الجزائر على نحو يكفل لفرنسا تقديرًا وعرفانا جديدين من الدول الأخرى. .41-45 ؟ ,1آ عاأمزوط ,عناوا أامم ععدملدممدع م0 .ظ.م 140 ؟ - أسئلتّ موجهتّ إلى مسيو دروفيتي حول مذكرته عن الجزائر ورده عليها أسئلة: كيف سيستطيع جيش مصري أن يقوم برحلة بطول ومشقة الرحلة من الإسكندرية إلى الجزائر عبر الصحراء؟ - كيف سيقتاتون؟ - )١‏ ما هي الفترة الزمنية اللازمة لذلك؟ ") هل يمكن القيام بهذه الحملة في أي وقت من أوقات السنة؟ “') هل هناك أمثلة على حملات من هذا النوع؟ أليس من الأفضل إرسالها عبر البحر؟ | :) إنزال ٠١‏ إلى ٠١‏ ألف رجل أمام سواحل الجزائر مباشرة؟ في تلك الحالة ستخف كل القوى في البحر الأبيض المتوسط لتقديم كل أنواع المساعدة التي يمكن أن تحتاجها تلك الحملة. ©) هل هناك من تمائل بين سكان تلك الولايات والعربان الذين يضمهم جيش محمد علي؟ هل ينتمون إلى الأصول نفسها؟ هل يتحدثون اللغة نفسها؟ 1) هل هم مستعدون للترحيب بهم بوصفهم أبناء وطن واحد جاءوا ليحرروهم؟ ما هو عدد العربان الذي يمكن أن يضمهم جيش محمد علي؟ 2ع( ما هي الوسائل الدفاعية المتوافرة لدى طرابلس وداي تونس؟ هل باستطاعتهما تعطيل الجيش المصري لفترة طويلة؟ هل هناك حاجة لقيام قوات بحرية مصرية بمتابعة تحركات الجيش على الأرض والقيام بفرض حصار على طرابلس» وتونسء والجزائر على التوالي؟ 4) هل لا يزال لدى محمد علي ما يكفي من القطع البحرية لتنفيذ ذلك؟ 141 9) هل من المناسب أن تنضم قوات بحرية فرنسية إلى القوات البحرية لمحمد علي؟ - ما هو التأثير المحتمل لتحالف القوى هذا في إفريقيا وفي القسطنطينية؟ 6 2666 هل ستكون هناك فائدة في دعمه ببعض قوات الإنزال» نعو‎ )٠ رجل ممن لدينا في المورة؟ وهل يمكن اعتبار هذا المدد بديلآ‎ 50.٠ أو‎ عن تقديم مساعدة مالية لمحمد علي؟‎ هل لدى محمد علي ما يكفي من المال لتغطية كل نفقات الحملة؟‎ طلب مساعدات مالية فما هو المبلغ التقريبي الذي يمكن عرصه‎ ول)١‎ عليه؟‎ )١١‏ ما هي تفاصيل القوات العسكرية لمحمد علي وكيف هي موزعة الآن؟ - كم منها في شبه الجزيرة العربية؟ - كم في مصر العليا؟ - كم على الحدود وكم في الداخل؟ ما هو التقدير التقريبي لقواته البحرية؟ عندما طرح موضوع مشروع غزو سواحل البربر للمرة الأولىء» )١١‏ هل جاءت الفكرة لمحمد علي أم اقترحها عليه مسيو دروفيتي؟ هل من الضروري الحصول على موافقة جديدة من محمد علي قبل طرح المشروع على الباب العالي؟ ما الذي يدفع مسيو دروفيتي للاعتقاد بأن محمد علي لا يزال متمسكا بتلك الفكرة؟ هل فاتحه فيها منذ ذلك الحين؟ هل اعتذر له عن عدم الترحيب بالفكرة؟ 4 )شاه الاعتراضات الثي:طرجت على هذة اللقرة عند غرطنها للمرة الأولى على الحكومة الفرنسية؟ هل عرفت بها إنجلترا؟ © ) ماذا كان تعليق سفير روسيا الذي تم إطلاعه عليها؟ ألا يُخشّى عند مفاتحة الباب العالي 142 75) أن يشتم فيها رائحة اتفاق سري بين محمد علي وفرنسا فتثير بذلك فظته؟ )٠‏ بالنسبة للمميزات التي سيجدها الباب العالي عندما تحل سلطة محمد علي محل السلطات القائمة في الولايات» كيف له ألا يخشى هذا النمو في قوة عامل له يتشكك». بالفعل» كثيرًا في نواياه؟ الردود: )١‏ طرابلس في أقل من شهرين. ') نعم عن طريق البر. *) عبر إيتون 5308 الصحراء في ٠‏ رجل سنة .18١5‏ إرسال الكتائب مستمر إلى شبه الجزيرة العربية» رجال يعيشون على أقل القليل. ' 4) مع مضي الرحلة سيزداد عدد القوات. يكفي الانطلاق بخمسة أو ستة آلاف رجل إلى طرابلسء» تزداد في الطريق بالعربان. سوف تتابعها قواته البحرية. ه(/ اللغة نفسها. جيشه بالكامل شديد الانضباط ومن أصول عربية. *) نعم. - اسألوا القناصل. - شيم العرب تدفعنا لافتراض ذلك. )٠‏ قوات قليلة. 6 ؛ فرقاطات والعديد من القراويت9: أي أكثر مما يحتاجه حصار تلك الفواقي: (أ) القراويت جمع قرويت 00017616 وهي نوع من السفن الحربية الوسط بين الفرقاطة والبريجة. انظر درويشس النخيلي» السقن الإسلامية على حروف المعجم» جامعة الإسكندرية: 5/5 » مادة قرويت. (المترجم) 143 1) ليست هناك حاجة لذلك. فمن الضروري أن تصطبغ الحملة بصبغة إسلامية فقط لتحاشي إثارة غيرة إنجلترا. )٠‏ جنود مدفعية فقط. ٠١ )١‏ ملايين على أقصى تقدير. )١١‏ في مصر مصريون عرب 2550٠00‏ وفي شبه الجزيرة 2520٠١‏ وفي الحبشة :»506٠0٠‏ وفي كاندي .5٠٠١‏ وفي قبرص .500٠١‏ البدو العرب ١٠٠٠١‏ يخدمون في القوات غير النظامية وقوات الدرك. 0 كان محمد علي يريد مهاجمة الشام» لكن نصحه مسيو دروفيتي بالتوجه ناحية أراضي البربر لأن ذلك يجعله على صلة أفضل مع أوروبا ولا يثير حفيظة الباب العالي. تمت مفاتحته للمرة الأولى في هذه المسألة سنة .١18575‏ 5 ) كان ذلك في سبتمبر 18717 وكنا منشغلون بمسألة اليونان. ©) أكد بوزو 50220 مشاركتها وكتب رسالة بهذا المعنى. 5) بدون هذا المشروع نغزو نحن أفريقيا ويغزو محمد علي الشام. )١‏ يدفع محمد علي ١41٠٠١‏ بورصة أو ؟١‏ مليون قرش أو 4 ملابين فرنك؛ سوف يدفع مثلها عن أراضي البربر. نقول للباب العالي: سوف ننتقم ونغزو الولايات الثلاث أو فلتؤدبوها بيد الباشا وتبقى تحت سيادتكم. 50-3 1,1[ عاملزوظ رعنو نا أامم ععصملدممدع هك تاه 144 ؟ مذكرة حول أراضي البربر ملخص: وجوب إنزال عقاب رادع بالجزائر - سبيلان: التحرك بأنفسنا أو التوجه للباب العالي - اقتراح على السلطان باستخدام محمد علي لمعاقبة الولايات الثلاث - الفوائد المنتظرة من هذه الحملة. سبتمبر ١8159‏ الاستنتاج التالي المتعلق بمسألة الشرق يركز الاهتمام العام على الخلاف بين فرنسا والجزائر. فإهانات الداي المتكررة وانتهاكه الأخير لرايتنا » ورفضه لكل وسائل الترضية التي تعطف الملك بالاكتفاء بها تتطلب عقابًا رادعًا. هذا العقاب يمكن تنفيذه بوسيلتين: إما أن ننزله بأيديناء وإما أن يضطلع بإنزاله السلطان» صاحب السيادة على الجزائر. من النفقات؛ لذلك فمن الفطنة أن نحصل على النتيجة نفسها دون تعريض كرامة جيوشنا للخطر في مشروع قد تعرضه ظروف المكان لمخاطر جمة. وبعد إحلال السلام» يستطيع جلالته أن يكلف سفيره بأن يطرح على السلطان التصور التالي: “بعد أن تعرض جلالته إلى إهانة شنعاء على يد داي الجزائره صحت عزيمته على الانتقام. ولن يقدم جلالته أية تفاصيل للباب العالي حول طبيعة الوسائل التي ينتوي استخدامهاء ولا حول النتائج التي قد تسفر عنهاء ويكتفي بإعلام الباب العالي بأنه يرى أن من واجبه أن يحمي مستقبل رعاياه من أي مخاطر تهدد أمنهم وتضر به دائماء من هذا الجانب. 145 .ولكن الملك يفضل - في ظل الصداقة القديمة التي تربط الدولتين» والتي برهن عليها جلالته للباب العالي مجددا في المفاوضات التي اختتمت لتوها في القسطنطينية - أن يعاقب السلطان نفسه بوسائله الخاصة أحد عماله الذين لا شك أنه مستاء من سلوكه. وسوف يجد السلطان تلك الوسيلة في القوات العسكرية التي يطيعها باشا مضن :اننا على آفية الاستعدل) فلك قوات إن مركت نقيز ما يشغليا قد تثير القلق في الشام التق أزك جد على دَومًا أن رمق ' سلطا إلبياء فلرائنها الباب العالي» إذن» بمعاقبة رعايا يهدد وجودهمء بشكل مستمرء علاقاته مع أفضل أصدقائه. وليحوّل» في الوقت نفسهء اهتمام محمد علي عن الشام؛ ويصدر له فرمانًا بغزو الولايات الثلاث؛ ويُحل محل حكوماتهاء التي لا تتسق مع هدوء البحر الأنيطن. المتوسطء كما متضبطا: وسليماء ومناسبًا لأصدقاء السلطان» ومهدذ! لأعدائه. سوف يستطيع الباشاء وهو يحمل فرمانا من السلطان» أن يُخضع تلك الولايات الثلاث بسهولة» ويقيم فيها حاميات وحكامًا. حينها سوف ترى أوروباء بعين الغبطة» بلدا منتجًا متاجرا يحل محل معاقل القراصنة على الساحل الأفريقي؛ وبعد أن كان الباب العالي لا يتلقى جزية من تلك الولايات» سوف يتلقى من محمد علي جزية تساوي تلك التي يدفعها الباشا عن مصر. وسوف تحل سيطرة الباب العالي المباشرة على تلك البقاع محل الطاعة غير التامة» وغير المأمونة» بل والتي نستطيع أن نقول إنها اسمية من قبل الدايات» والذين يخرج حتى اختيارهم عن ميظرة الملطان. سو يكون ذلك يدق فتمًا يعوطن” الباب العالي عن التضيحيات التي سوف يقدمها بموجب معاهدته مع روسيا. للباب العالي دوافعه القوية» إذنء للموافقة على هذه النصائح. أما بالنسبة لمحمد عليء فقد أطلع حكومة الملك: منذ عام 21871 على أنه على استعداد لإرسال جيش لغزو الولايات الثلاثء. بالتنسيق معناء لإدخالها حظيرة الحضارة والخضوع للباب العالي» كما هي حال مصر. وليس هناك ما يشير إلى أنه قد غير رأيه منذ ذلك الحين» كما أنه لا يطمح في شيء قدر طموحه لتقدير أوروباء وليس هناك أفضل من هذا المشروع لتلبية طموحه. سوف أقدم في مذكرة أخرى بعض 146 التفاصيل حول إمكانية تنفيذ هذا المشروع؛ ولكن يكفي أن أذكر هنا أن محمد علي هو أفضل حكم عليه وبما أنه قبل المجازفة فيه فلا شك أنه قدّر أنها لصالحه. أما بالنسبة لناء فنستطيع التعويل على أن داي الجزائرء بمجرد دخول قوات محمد علي طرابلسء وهو ما يتطلب نحو شهرين» سوف يتملكه الهلع فيقدم لفرنسا كل الترضيات التي قد ترغب فيها. وللملك حينها أن يقرر ما إذا كان يقبل بتلك الترضيات أم يصدر قراره لقواته البحرية بتضييق الحصار على ميناء الجزائر والتعجيل بتدمير تلك الولاية التي أصبح وجودها عبئًا على كل الأمم المسيحية. سواء تمت معاقبة الجزائر على أيدي جيوش الملك أو عن طريق تحالف يقيمه جلالته» فستلقى» في الحالتين» مباركة أوروبا بأسرها ويكتسي مجد حكمه بريقا جديذا. 47-8 6 ,1 عاملاموط ,عسو تامهم ععمدلدومدع مت .م 147 - بولينياك(') إلى جيومينو!") ملخص: التقدم لمحمد علي بعرض استيلائه على ولايات البربر - عتاده يكفيء وهناك فرصة لنجاح مشروعاته - فرنسا ترغب في الاتفاق مع الباب العالي حول هذه الحملة - المكاسب التي ستجنيها تركيا. لو رفض الباب العالي ستتصرف فرنسا منفردة وستخسر تركيا أراضيها - حساسية الباب العالي؛ الحذر الذي يجب توخيه للتعامل معها. حاشية: إرسال مسيو أودير إلى الإسكندرية - وضع روسيا في الصورة. ظ باريس. ٠١‏ أكتوير 9؟85١‏ عرض والي مصرء منذ قطيعتنا مع داي الجزائر» وجدد عرضه مؤخراء أن 2 | يقوم بغزو ولايات البربر الثلاث وضم أراضيها إلى الأقاليم التي تحت سلطانه. ْ وقد لفت انتباه حكومة جلالة الملك إمكانية تدمير القراصنة الذين تجرءوا على إهانة فرنسا والذين يشكل وجودهم بلاءً لأوروباء عن طريق تحالف سياسي ودون الحط من كرامة جيوشنا بمنازلة عدو لا يرقى إلى مرتبتنا. ولا حاجة بنا إلى تذكيركم هنا بمميزات خطة كهذه؛ ولكن جلالته ارتأى أن تنفيذ تلك الخطة ينبغي | أن يستند إلى اتفاق مسبق مع الباب العالي» وأن اللحظة الراهنة - التي أعادت فيها المسألة الشرقية روابط الصداقة القديمة التي طالما ربطت الإمبراطوريتين معا إلى ما كانت عليه بين فرنسا وتركيا - هي اللحظة المناسبة لبدء تلك المفاوضات التي يعهد بها جلالته إلى حكمتكم. 148 قبل أن ترد حكومة جلالة الملك على مقترحات محمد علي كان عليها أن تتأكد من أن الوسائل التي بيد هذا العاهل تستطيع أن توفر النجاح للحملة التي يريد القيام بها تحت رعاية فرنسا. كل المعلومات التي وصلتنا في هذا الصدد تدفعنا إلى طرح مشروعه بوصفه مشروعا يستند إلى أفضل فرص النجاح. لدى الباشا جيش كثيف العدد؛, وقوات بحرية تكفي لمساعدة العمليات التي تجري على الأرضء وموارد من كل نوع كفيلة بضمان نجاح مشروعه. جنوده معتادون على ارتياد الصحاريء وعشائر البدو والعربان التي تسكن تلك الصحاري يتمتع الباشا بنفوذ عليها. وقواته التي تتكون بأكملها من العرب لن تجد سوى الأصدقاء في طريقها وستزداد عدذا كلما تقدمت. الكل يشعر بقوة الباشا ويخشاها من على بعدء وبين يديه وسيلة ضغط خاصة تتمثل في شدة تدين أهل تلك المناطق التي تدفعهم إلى أداء فروض الدين التي فرضها القرآن بكل إخلاصء لذلك فكل منهم يريد زيارة قبر الرسول [صلى الله عليه وسلم]ء وهنا يصبح لتهديد الباشا باعتراض طريق حجهم عبر الأقاليم التي يهيمن عليها تأثير السحر. يبدو أن شهرين يكفيان لوصول الجيش المصري إلى أسوار طرابلس» وهناك سيستطيع» دون مشقة كبيرة»ء أن يقوض الدفاعات الضعيفة لهذا الموقع:» وكذلك الحال مع تونسء» ولن تستطيع الجزائر أن تتحاشى مصيرهما لمدة طويلة. إن ما يمنح هؤلاء القراصنة قوتهم أمام المسيحيين أمر لن يجدي شيئا تجاه أبناء دينهم. وأخيراء سوف يسخر محمد علي» الحريص كل الحرص على اكتساب سمعة أكبر في أوروباء كل عظمته لإنجاح هذه الحملة» ولو أتاها حاملا فرمانا من الباب العالي يخوله إخضاع تلك الولايات لسلطانهء سيكون من المستبعد حِدًا أن يلقى مقاومة كبيرة. أرسل إليك نسخة من المذكرتين اللتين تحملان تفاصيل الفكرة الأساسية لهذا المشروع7) واستعراض وسائل تنفيذه.*) 149 يبدو أن توجهات الباب العالي تتسق تمامًا مع رؤى والي مصر. فالسيادة التي له على ولايات البربر ليست سوى سيادة اسمية» وليس له أي دور في اختيار السلطات التي تحكمهاء ولا يتلقى منها أية جزية: ونادر! ما يتلقى أية مساعدة. بل إن سلوك هؤلاء القراصنة مصدر تبادل مستمر للاتهامات بين الدول المسيحية والباب العالي» فهي بذلك مسيئة لشرف السلطان الذي يتسامح كثيرنا مع مثل تلك التجاوزات المشينة في دولته. السلطان محمود الذي قاد شعبه بخطى واسعة نحو الحضارة لن يلطخ مجده بحماية عمال له غير جديرين به. فإذا ما خضعت الجزائر وطرابلس وتونس للإدارة نفسها التي كانت وراء ازدهار مصر ستصبح موانئ مزدهرة بالتجارة» وتغدو أراضيها الخصبة منتجة بأيدي سكان تشجعهم حكومتهم على فنون السلام؛ وسوف تدفع تلك الولايات جزية للباب العالي مثل الولايات الأخرىء وسيستفيد الباب العالي من مواردها المتنوعة» ويستمد منها زيادة حقيقية في قدرته تعوضه تدريجيًا عن خسائره في مواطن أخرى. كما أن هناك مزية أخرى للباب العالي في تكليفه باشا مصر بإخضاع كل الساحل الأفريقي المطل على البحر الأبيض المتوسط لسلطه الدولة العثمانية» وهي تلك المتمثلة في توجيه النشاط المقلق لهذا الحاكم الذي يتطلع كثير! إلى الشام بعين الطموح. على أنه ينبغي» سيديء أن تَحذْر من إبراز أهمية هذا الاعتبار الأخير خشية أن يجرح مشاعر السلطان. تلك هيء بوجه عامء الاعتبارات التي يمكنكم عرضها على الحكومة العتمانية لحملها على أن تعقد العزم على أن تصدر لباشا مصر الفرمان الذي نروم إصداره له. فضلا عن ذلكء هناك اعتبارات أخرى ينبغي أن تركز عليها بشدة. تلقى الملك إهانة شنعاء من عامل للباب العالي» ويقتضي مقام جلالته أن يلقى داي الجزائر عقابًا يجعله عبرة لمن يعتبر. فلو ارتأى جلالته أن إرضاء كرامته يقتضي إرسال جيش إلى الساحل الأفريقي» فسيكون في حل من المسؤولية عن النتائج المترتبة على ذلك؛ إذ إن جسامة الحملة ستقتضي أن تسفر عن نتائج 1]0 مدوية. سوف تدمّر الجزائر عن بكرة أبيهاء أو قد يرى جلالته نفسه مجبرًا على الاحتفاظ بالأراضي التي غزتها جيوشه لتعوض رعاياه عن التضحيات المالية التي ستتسبب فيها تلك الحرب. إذا حدث ذلك فإن جلالته سيأسف كثيرًا لثلمه حقوق حليفه في السيادة؛ لذلك فهو يدعوه؛ تحاشيًا لهذا الاحتكاك المؤلم؛ أن يستغل سلطانه على عماله» وهنا يعرض جلالته عليه وسيلة تعوض فرنسا عن التجاوزات التي تجاسر البعض واقترفها تجاههاء دون انتقاص من موارد الدولة العثمانية» بل على العكس ستؤدي إلى زيادتهاء وتضيف إلى المجد الذي حازه السلطان بريقا جديدا. ولتوضح أيضنا أن الاحترام الذي سيبديه الباب العالي لرغبات الملك في هذا الظرف لن يذهب سدى وأنه سيرسخ حرص جلالته على السلطان وصداقته له ويُرَكي المساعي الحميدة التي تبذلها فرنسا لمصلحة الدولة العثمانية حتى تنتشلها من الوضع المحرج الذي ساقتها إليه أقدارها السيئة. ولتتوحء في هذه المناقشات الدقيقة» مراعاة حساسية الباب العالي» فتحرص على تحاشي كل ما من شأنه أن يُشعر بأن العرض الذي تقدمه ليس سوى نتيجة اتفاق تم بين محمد علي وحكومة جلالة الملك. بل وعليك أن تتوخى التحفظ نفسه تجاه ممثل الباشاء نجيب أفندي الذي يبدو أن محمد علي ينظر إليه الآن ببعض الشك. ينبغي أن يصدر المشروع عن الباب العالي» وعنه وحده. وإن كنا قد أشرنا إلى محمد علي لتنفيذه فما ذاك إلا لأنه الوحيد من بين عماله الذي يبدو أن باستطاعته تنفيذه. ومن الحصافة أيضناء لو نجحت في دفعه إلى تبني رؤيتناء أن يكون أحد رجالات الباب العالي» وليس أحد رجالناء هو الذي يحمل للباشا فرمان السلطان الذي يخوله سلطة كافية على الولايات الثلاث. حينها سيرى الباب العالي أن توافقنا مع محمد علي أمر طبيعي للغاية سواء من حيث الموقف الذي ينبغي أن تتخذه قواتنا البحرية أمام الجزائر أثناء الحملة أو بالنسبة للمساعدة المالية التي يمكن أن نوافق على تقديمها له إن وجد نفسه في حاجة إليها. 11 على أن الحرص الذي نعتقد أن علينا توخيه في القسطنطينية» والذي نعتقد أنك أفضل من يحكم على مدى ملاءمته؛ لا يبدو لنا متعارضنا مع إطلاعنا لمحمد علي؛ بشكل سريء على المساعي التي نقوم بها حاليًا » حتى يكون على استعداد لتلقي نتائجهاء ولك أيضًا تقدير مدى ضرورة دفع الباب العالي لاستشفاف أن رفضه الموافقة على رغباتنا لن يستحيل معه قيامنا بالتنسيق مع باشا مصر بشكل مباشرء وهو أمر يفضل الباب العالي بالتأكيد تحاشيه. ولتحصل على قرار من السلطان قبل أن يستطيع السفراء الأجائب في القسطنطينية كشف سر مساعيئا. نحن ننتظر بفارغ الصبر نتيجة تلك المساعي» وسوف ينظر جلالة الملك يعين الرضا لاسمك؛ إذ يرتبط بمفاوضات يمكن أن يؤدي نجاحها إلى الانتقام لكرامة فرنسا وإضافة مجد جديد لحكمه وفرض العرفان الحقيقي له على كل أوروبا. حاشية على الرسالة السابقة أنتوي أن أرسل قريبًا أحد ضباطك المعاونين» مسيو أوديرء إلى الإسكندرية لإطلاع مسيو ميمو على المساعي موضوع هذه الرسالة. لقد أصبحت هناك علاقة وثيقة بين الباشا ومسيو أودير خلال إقامته بمصر وبإمكانه الاستفادة منها. سوف أتركه تحت تصرف مسيو ميمو. لقد تحدثت عن مشروع الحملة إلى سفير روسيا فقط» وقد سبق له أن أبدى تأييذا كبير! لتلك الفكرة عندما عُرضتت على حكومة الملك أول مرة سئة 18571. واعتقادي أنه سيكتب بهذا المعنى إلى بلاطه. ولك سيدي الكونت تقرير ما إذا كان من المفيد الاستعانة بتدخل الكونت باهلين 221168 لدى الديوان. فإن مصالح روسيا تتفق تماما مع مصالحنا في هذه النقطة ولا بد أن تلك الدولة يروقها كثيرًا أن ترى العقاب نازلا بالجزائريين بعد أن تعرضت إحدى سفنها التجارية» مؤخراء إلى احتجازهم ونهبهم لها. فلو ارتأيت ضرورة مفاتحة الكونت باهلين في هذا الأمر فلتظهره له على أنه قد شرع فيه بالفعل وأنه لا يتوقف بحال من الأحوال على ]52 إيجابية أو سلبية رأيه فيه. أما مفاتحة مسيو جوردون في الأمر فستكون غير مجدية بكل تأكيدء فأنت تعلم تمام العلم» سيدي الكونتء أن إنجلترا كانت دائمًا غير محبذة» على اقل تقديرء كلما تعلق الأمر بتنسيق جهود ضد البربر. 307-73 ,255 ع1 نال 1ن رعناو ا 1أمم ععسصملتمدع0011 .كام ]53 0 من بولينياك إلى ميمو ملخص - محمد علي عرض إخضاع ولايات البربر: فرنسا توافق وتدعم الحملة - المساعدات المادية والمالية التي ترحب فرنسا بتقديمها للباشا - ضرورة التحرك سريعا - موافقة الباب العالي مطلوبة - محمد علي هو صاحب القرار في انتظار الفرمان الذي يخوله التحرك أو عدم انتظاره - سوف يلقى تأييد كل الدول المسيحية - السرية التي ينبغي أن تحيط بالمفاوضات - على ميمو أن يتفق مع محمد علي على الأسس التي سيُبنى عليها الاتفاق المراد إبرامه- حرية التصرف متروكة للقنصل - إلحاق الكابتن أودير به لمساعدته في المفاوضات. باريس» ١5‏ أكتوبر 18179 لقد نمت إلى علمنا المقترحات التي طرحها والي مصر العام الماضي على حكومة جلالة الملك عن طريق مسيو دروفيتي» والمتعلقة بحملة أبدى الوالي استعداده للقيام بهاء تحت رعاية فرنساء لإخضاع ولايات البربر الثلاث والقضاء على القرصنة فيها. على أن شؤونا سياسية على مستوى أعلى من الأهمية قد استغرقتنا حتى الآن فمنعتنا من الرد على مقترحات محمد علي. ولكن» مع ما أدى إلبه إرساء السلام7) وفتخراط الياب العالى في لتفاقيّة 5 يوليو!) من إعادة الهدوء الفوري إلى الشرقء فقد اتجه اهتمام حكومة جلالة الملك» بطبيعة الحال» إلى مشروع يقدم مزايا كبيرة ويصدر عن أمير تحب فرنسا أن تشاطره أفكاره. لقد كان مشروعه موضع درس دقيق في مجلس الملك. ومع ما حملته رسالتكم المؤرخة ٠١‏ أغسطس() من تأكيد على أن محمد علي لا يزال عند اقتراحهء حزم جلالته أمره على منح موافقته الكاملة ودعمه للحملة التي يقترح 154 الباشا إرسالها لغزو ولايات تونس وطرابلس اكنا/. أرفق طيه مذكرتين تم رفعهماء في هذا الصددء إلى المجلس» سوف تتمكن من خلالهما أن تكون على دراية تامة بوجهة النظر التي رأينا من خلالها تلك المسألة والتي تقتضي تجديد ومتابعة مفاوضات سوف يكفل لك نجاحها آيات جديدة من الإعجاب والتقدير لدى حكومة جلالة الملك. ْ ولتطلب؛ بمجرد وصول رسالتتا هذه إليكء مقابلة مع الباشا فتطلعه على أن فرنساء بعد أن قلبت الأمر غلى كل الوجوهء تقبل بالعرض الذي قدمه بل وتؤيد خططه ضد البرير. ولتُضف أنه على الرغم من أن هذا المشروع؛ حتى يكلل بنجاح سهلء ينبغيء في رأيناء أن يتم بقوات محمد علي وحدهاء فإننا نطرح؛ إن ' أرادء تقديم الدعم بأسطولنا الموجود أمام الجزائر عند نجاح عمليات قواته على الأرضء وأنه لو احتاج لمساعدات مالية فنحن على استعداد لإقراضه إياها. ولكن ينبغي» حتى يتم ذلك أن يبدأ في تنفيذ المشروع المقترح دون أي إيطاءء فجلالة الملك لا يستطيع أن يؤجل أكثر من ذلك قيامه بنفسه بالانتقام من الإهانات التي تجرأ الجزائريون على إنزالها برايته» وحينها لن يكون لخطة الوالي» في نظرناء الفائدة اللازمة لتبرير التضحيات المالية لفرنسا. في حالة ما ارتأيت ضرورة تقديم مساعدات مالية للباشاء فلك التفويض بعرض قرض قدره ٠١‏ ملايين فرنك يقدم على النحو التالي: تقدم الحكومة الفرنسية إلى محمد علي نفسه؛ أو إلى قائد الحملة» حسب اخثياره» ” ملايين فرنك عند انطلاق القوات المصرية: و؟ مليون عند مغادرتها لطراباس» وه ملايين عند ظهورها أمام الجزائر. ويبدأ محمد علي في تسديد الدين بواقع العٌشر كل سنة» مع إمكانية تسديد القرض بالكامل قبل انقضاء المدة إن أمكنه ذلك. من شأن موافقة الباب العالي على خطة محمد علي أن تسهل كثيرًا تنفيذها. لذلك: فقد أرسل الملكء: لتوه» تعليماته لسفيره في القسطنطينية باستخدام كل نفوذه لدفع الحكومة التركية إلى إصدار فرمان من السلطان يخول هذا الأمير إمكانية ضم الولايات الثلاث إلى لواء مصر. وسوف يطلعك الكونت جيومينو على نتائج مساعيه بشكل مباشر. 155 إن مصلحة الباب العالي في هذا الموضوع واضحة لنا وضوحا يدفعنا إلى عدم الشك في انصياعه لنصائحناء ونأمل ألا يؤجل الباشا اتخاذ الاستعدادات اللازمة لمشروعه حتى وصول الفرمان الذي نستعجل صدوره في القسطنطينية. ولو أسلم السلطان نفسه.» حتى في هذا الظرفء لشيمة التلكؤ اللازبة للسياسة التركية» فأرجأ البت في القرار الذي نطلبه منهء فليتدبر الباشا إلى أي مدى يمكن أن يمسكه هذا الشرط عن التحرك وما إذا كان فرمان الباب العالي يمكن أن يمثل عقبة حقيقية أمام نجاح جيوشه أو يعرضه هو نفسه إلى استياء خطير ودائم من سيده. إن الحكومة التركية التي ألفت كثير! التردد أمام الاحتمالات» يسهل عليها أكثر أن تحزم رأيها إذا نفذ السهم: والاحتمال ضعيف دا أن ترفض الموافقة على مشروع قد تم بالفعل وله ما يبرره من الضرورة ومن النجاح الذي تحقق» ويحمل للدولة العثمانية مزيات واضحة. وعلى ذلكء فلو احتاج محمد علي لدفاع عما فعل أمام سيده؛ فله أن يطمئن إلى توسط كل الحكومات الأوروبية في ذلكء ابعد أن يكون قد قدم لها خدمة جليّة بالقضاء على القرصنة» وأن يطمئن على وجه الخصوص إلى مساعي جلالة الملك الحميدة وحمايته؛ إذ سيدوي صوته الواثق لصالح هذا الأمير الذي أسدى له أهم ثمرة لحملته» والمتمثلة في إنزال العقاب بأعداء فرنسا. ا كان الأمرء فنحن نرى أن الباشا هو الوحيد القادر على تقدير متطلبات وضعه تجاه الباب العالي» فلو كان قراره بالتحرك من تلقاء نفسه فسيلقى منا داتمًا .. الدعم لمشروع تقر أهدافه» ولكن ليس لناء بحال من الأحوال؛ أن نحثه على أي قرار في تلك المسألة. لن تلقى كثير عناء في تعزيز الرغبة التي يريد هذا الأمير أن يجسدها بالحملة التي عزم على القيام بها. فهو يعلم أن مقامه سيرتفع كثيرًا في نظر العالم المسيحي» وأن تلك الحملة ستكفل له قبل كل شيء»: المزيد من صداقة فرنسا ودعمهاء وأن نتيجتها من شأنها ترسيخ سلطانه وسلطان أسرته على قاعدة أكثر اتساعًا وصلابة. 156 عليك أن تتوخى سرية تلك المفاوضات لأطول وقت ممكن حتى لا يعرقل سيرها أي تأثير معاكس. لم أفاتح» من جانبي» سوى السفير الروسي الذي يبدو لي أن بلاطه يشاطرنا الاهتمام بنجاح هذا المشروعء ولن نتوقع؛ ليس المعارضة -فلا تستطيع أية دولة مسيحية أن تعارض مثل هذا المشروع علانية - ولكن تعاونا أقل تمامًا ووضوحاء سوى من إنجلترا. وبما أن الحال كذلك فأرى أنه من الأفضل أن تتطاضي الإسرار للبعض بما قد ينزعج آخرون لعدم إطلاعهم عليه. القوات التي كان مقرر! لها التوجه إلى الشام يمكن أن تبقى على أهبة الاستعداد دون اكتشاف الوجهة التي قد تتلقى الأوامر بالتوجه إليهاء وسوف يشعر الباشاء كما نشعر نحن» بمدى ما يمكن أن تحققه سرعة تحركاته والغموض الذي يكسوها به من مساهمة في إحراز النصر. بمجرد أن تنجح في الاتفاق مع هذا الأمير على أسس الاتفاقية بينه وبين فرنسا في هذا الشأن عليك أن تعلمني بها في التو حتى نستطيع أن نعرف على وجه الدقة إن كان الباشا مستعدًا للتحرك في كل الأحوال أم أنه لن يتحرك قبل الحصول على فرمان من الباب العالي» وما هي المساعدة والدعم الذي ينتظره مناء ولك أن تعده بأن حكومة الملك لن تتأخر عن دعمه في مشروعه. ولتطلعه. بالطبع» على المساعي التي نقوم بها الآن في القسطنطينية. لدى الجنرال جيومينو أوامر بتحاشي كل ما يمكن أن يدفع الباب العالي لافتراض وجود تنسيق مسبق بيئنا وبين الباشا قد يوقظ فيه سوء الظنء وفي الإطار نفسه» سوف يطلب أن يُرسّل فرمان السلطان إلى مصر عن طريق مندوب من الباب العالي. عليك أن تحرص على التوجه ذاته» بقدر ما يسمح به اختلاف المكان الذي أنت فيه. تقتضي الضرورة أن تترك مساحة واسعة للتصرف في تلك المفاوضات نظا لعدم كفاية ما لدينا من معلومات عن استعدادات الباشا ووسائله» ولبعد الشقة بينناء وبطء الاتصالات مع مصرء ولكن معك أنت لن يكون في ذلك مثلبة. فأنت تستطيع تحمل المسؤولية عندما تكون في مصلحة جلالة الملك» وتحاشي الالتزام بآأمر لا يخدم مصالح جلالته. ]37 لقد قررت أن أرسل لك هذه الرسالة مع مسيو أوديرء الضابط اأمعاون للجنرال جيومينو؛ إذ إن هذا الضابط المحترم جدًا قد حظي بأيات التفدير والثقة من الباشاء ويمكن أن تكون خدماته مفيدة لك في الظرف الراهن. لذاء فأنا أضعه رهن أمرك: ولك أنت الحكم على نوعية الخدمات التي يمكن أن يقدمها للمساعدة في تنفيذ مشروعاتنا. ولتبق أيضًا على السفينة التي ستقله إلى الإسكندرية حتى تحين اللحظة التي تشعر فيها أنك تستطيع ردها إلي حاملة الرد لجلالة الملك. 60-64 © بآ عامنزوظ ,عناونلا امم ععتهلمممدع سمهت .كاذ 138 1 من يولينياك إلى ميمو 1 . 0 ملخص: - وضع مسيو أودير الذي ألحق بميمو لمناقشة الاتفاق مع محمد علي. باريس؛ ١5‏ أكتوبر 18179 بإرسالي مسيو أودير إلى مصرء يتعين علي أن أحددء على أدق ما يمكن» وضعه بالنسبة لك؛ حتى لا يكون هناك أي حرج لك أو له في علاقة ينبغي أن يسودها التوافق الأمثل. كل الاتصالات التي يتعين علينا القيام بها مع والي مصر ينبغي أن تمر بك أنت. متمئعًا بسلطة الحكومة » لك منها أيضنا كل الثقة» ونية الملك منعقدة لا على أن تقتنع أنت فقط بذلك؛ ولكن بألا يجرؤ أحد في السلطات المحلية أو من بين كل الفرنسيين المقيمين في مصر على أي درجة من الشك في ذلك. لهذا السبب قد أرسلت لك أنت الرسالة التي تحتوي على المشروع الذي وضعناه بالنسبة للباشا واكتفيت بإعطاء نسخة منها إلى مسيو أودير. سوف يكون لك أنت أيضنا البدء بمفاتحة الباشا لو كان في الإسكندرية عند وصول أوديرء ولكن بمجرد فتح الموضوع عن طريقك ومع ثقة محمد علي في تمتعك بكل الثقة من حكومتك في هذا الأمرء كما في كل الأمور الأخرىء أرى أنه من الأفضل أن تعهد بمتابعة الموضوع لمسيو أودير. بعد أن تفاتح الباشا سوف تقول له بأنه بما أن الأمر يتعلق بمسألة عسكرية صرفة» فإنك تترك النقاش فيها لمسيو أودير. 159 لو لم يكن الوالي في الإسكندرية عند وصول مسيو أوديرء فلتكتب رسالة إلى محمد علي تطلعه فيها على هدف بعثة هذا الضابط ملتمسا منه إحاطة كل ما سيقوله له على لسان حكومته بالسرية التامة. لمسيو أودير أن يقرر متى يعود إلى فرنساء وكذلك الوقت اللازم له للبقاء قريبًا من الباشا أو من ابنه» وما إذا كان عليه أن يبقى على قرب منه في الإسكندرية أو في القاهرة أو أن يصاحبه في أسفاره. فالذكرى التي تركها هذا الضابط في مصرء وما أبداه دائمًا من وقار ورجاحة عقلء والثقة التي يضعها فيه سفير الملك في القسطنطينية» والشهادات الإيجابية التي وصلتني عنه؛: تجعلني كلها أدعوك لأن تترك له؛ بوجه عام أكبر حرية ممكنة في التصرف على النحو الذي يراه مناسبًا لإدارة هذا الأمر. ' لقد خولت مسيو أودير صلاحية مخاطبتي مباشرة وكذلك مخاطبة سفير الملك في القسطنطينية مباشرة ولكنه سيطلعك على رسائله كاملة بحيث تكون على بيّنة من محتواها. لو أبدى الباشا رغبته في الحصول على مساعدة مالية لتغطية جزء من نفقات حملته؛ فإن رغبة الملك منعقدة على تفويضك أنت وحدك إبرام الاتفاق اللازم في هذا الشأن» وتوقيعه» على أن تتوخى في ذلك الأسس التي أشرت إليك 3 : لقد سلمت مسيو أودير نسخة من هذه الرسالة؛ لأنها بمثابة التعليمات بالنسبة له؛ وأنا على ثقة من أنك ستغتبط بإقامته في مصر أيما غبطة» وسوف أتلقى بعين الرضا شهادتك الإيجابية في حقه بكل تأكيد. 65-7 6 ,عام لاوط ,عناو ]اه ععمهلممجدعه0 .ظآ.م . 160 امن بولينياك إلى الكابتن أودير ملخص: - تعليمات متعلقة بمهمته في مصر. باريس: ١5‏ أكتوبر 5؟8١‏ إن الشهادات الطيبة التي وصلتنا عنك والتقدير الخاص الذي يكنه الجنرال جيومينو لقدراتك وشخصيتك؛ حزمت كلها أمري على التقدم لجلالة الملك باقتراح تكليفك بمهمة يوليها جلالته أهمية كبيرة» وقد وافقني جلالته على اقتراحي الرسائل التي ستجدها مرفقة بهذا الخطاب تحمل تعليمات لك؛. وتوضح لك وبالنسبة للنفقات التي قد تتكلفها إقامتك في مصر فأترك تقديرها الكامل لك؛ وبإمكانك تقديم مذكرة بالمبلغ وسوف يتم دفعه لك بموجب خطابات اعتماد تستطيع صرف قيمتها من مسيو هيرار في باريسء شارع سانتونوريه رقم .١107‏ تستطيع» منذ هذه اللحظة, التقدم إلى قسم الخزانة بوزارة الحربية للحصول على نفقات الطريق ومبلغ ٠٠٠١‏ فرنك دفعة مقدمة لتغطية نفقاتك الأولى. وقد أبلغني وزير البحرية بأنه قد أصدر أوامره إلى أميرال طولون بوضع إحدى سفن البحرية الملكية تحت تصرفكء لتقلك إلى الإسكندرية وتعود إلي برسائلك الأولى. ” 8 1 ,عاملاوط ,عدانو)زله0 ععم دل ممموع 00 .م 161 -من جيوميتو إلى بولينياك ملخص: - رحلة خليل أفندي إلى الجزائر القسطنطينية» ١١‏ نوفمير 9؟81١1‏ مسلم يدعى خليل أفندي» وهو مُفت أبحر مؤخراء من سميرن على متن سفينة حربية إنجليزية سوف تقله إلى الجزائر. وكما يقال في سميرنء فقد ابتعثه الباب العالي إلى الداي لحثه على تسوية أموره مع فرنساء وقد رأيت أن علي أن أتحدث في هذا الأمر مع الريس أفنديء سرّاء وأستجليه منه.. وقد أجابني هذا الوزير بأن خليل أفنديء الذي يحتفظ بالكثير من العلاقات في الجزائر عرض أن يستغل مكانته عند الداي لتسهيل التقارب بين تلك الولاية وبينناء وأن الباب العالي قد خوله القيام بذلك» ولكن دون منحه خطابًا رسميًا بهذا الصدد؛ وأن رحلة هذا المسلم تهدف إلى تسوية مسائل عدة. ومن بين تلك المسائل أن يمنع الداي عن التدخل في النزاع القائم بين حكومة مراكش والنمساويين. سوف أعود لمسألة الجزائر في موضع آخر. ولكني أضيف هنا فقط أن خليل أفندي لم يمنح تصريح الصعود إلى السفينة الإنجليزية إلا بموافقة مسيو رينيي الذي استشاره الأميرال مالكولم في هذا الشأن. 255,17 16لاتنائ1' ,رعنا1)لأه20 ع5001023ع020) .كام 9 -من ميمو إلى بولينياك ملخص - وصول أودير إلى الإسكندرية. - إعلان الإخلاص. ١815 نوفمبر‎ ١1/ الإسكندرية؛‎ ول مو أزدون ضاق لسن طلى نتم بزيجةا) ابلك إكليبس» التي حملت لي رسائلكم المؤرخة ١١‏ و9١‏ أكتوبر7"). أشكركم سيدي على الاعتماد على همتي في خدمة جلالة الملك» وعلى 0 2 2 تكرمكم بتأكيد تعطف جلالته وتشريفي بثقته» في عبارة سمتها المديح. أتعشم أن أكون أهلا لهذه الثقة» وألا تقصر همتي عما ينتظره مني معاليكم. من حسن الطالع أن أحاديثي الأخيرة مع الباشا دارت حول مسائل قريبة من موضوع المهمة السامية التي أوكلت إلى وأن الوجهة التي أخذها حديثنا أعدته على نحو طبيعي؛ لاستقبال الموضوع الذي سوف أفاتحه فيه. يأتيه رجاله في كل حينء فهو دومًا محاط بهمء ولكنه طلب مني أن أخبره إن احتجت إليه» حسب تعبيره» وأردت أن أسر له بحديث خاص؛ وليس هناك ما يدفعني لهذا الطلب الآن أكثر من تلك المهمة. سوف أقابله غذا مع مسيو أودير. ولعلمي بالأهمية والاهتمام البالغين اللذين توليهما معاليكم» عن صوابء لتلك المهمة؛ فقد تعجلت بالاستفادة من سفينة سردينية ستبحر إلى مارسيليا لأبلغكم منذ اليوم» بأني تلقيت الأوامر بالأمسء, وبأني سأبدأ غذا على أقصى تقديرء وأملي أكيدٌ في الدماج: (أ) البريجة 61101 نوع من السفن الحربية الخفيفة» تحمل 77 مدفعا. انظر سعاد ماهرء البحرية في مصر الإسلامية. دار الكتاب العربي للطباعة والنشر. الع صر 00 (المترجم) 163 إن حسن الظن الذي أوليتني إياه لقمين بأن يؤكد لك أني سأكون على أتم وفاق مع مسيو أوديرء وأن ليس لي من هدف سوى خدمة جلالة الملك وخدمة وطني بكل ما أوتيت من قوة وبكل كياني. لقد فصلت القول» سيديء» في رسالتك المؤرخة ١5‏ منهء فيما يجب أن تكون عليه العلاقة بينناء ولن يسعنا سوى أن نوحد جهودنا لضمان نجاح المهمة على أكمل وجه. ون عاب شيع عن تعليمات اليك ديه ما ننه كل ينا من مشاعر تجاه الآخر. فالتقدير والاحترام سمة ما أشعر به تجاه هذا الضابط المقرب من جنراله» الكونت جيومينو الذي يشملني دومًا بعطفه ومودته. 0 - 1828 ,عم لسمبرعات ممانهن) ,عن ذه[ ناكهم00©) ععصم0ممدع001 .8.م 14 ٠‏ من ميمو إلى بولينياك ملخص: - بدء المفاوضات مع محمد علي - الياشا يقبل تولي مهمة الحملة مع الاستعانة بالإمدادات والمساعدات التي يرى أن لا غنى عنها - الباشا ينتقد طلب فرمان من الباب العالي - السبب الذي يقدمه لذلك - توضيحات ميمو - محمد علي يطلب أن يعلق الكونت جيومينو مساعيه لدى الديوان - الاجتماع الثاني مع الياشا - محمد علي يضع خطة العمل - الشروط التي يشترطها: يطلب ٠١‏ مليون فرنك وأربع بوارج - ملاحظات ميمو - تقديم مذكرة إلى الباشا تحتوي على المقترحات الفرنسية - مغادرة محمد علي - تلقي مذكرة مضادة مصرية - حجر العثرة هو مسألة البوارج. ملحق ١‏ مذكرة بالمقترحات التي تقدمت بها الحكومة الفرنسية - ملحق ؟ المذكرة المضادة المصرية. الإسكندريةء 1؟ نوفمبر 1١85155‏ رسالتاك المؤرختان ١١‏ و9١‏ أكتوبر اللتان سلمهما لي مسيو أوديرء الضابط المعاون للجنرال الكونت جيومينوء واللتان حملتهما إليّ في ١5‏ من الشهر الجاري السفينة الملكية إكليبسء تدفعاني إلى إبلاغ باشا مصر بقرار جلالة الملك بموافقته التامة ودعمه الكامل للخطة التي كثيرًا ما تحدث عنها الباشاء والمتعلقة بقيامه بحملة على ولايات البربرء وعلمًا مني بتوجهات حكومة جلالة الملك» فقد أوضحت لي الرسالتان السبيل الذي يجب اتباعه في تلك المفاوضات. 165 وقد حرصت على أداء المهمة المشرفة التي تكرمتم بتكليفي بهاء بحماس مشهود. على ما آملء لكل ما يتعلق بخدمة جلالة الملك؛: وليس أعز على قلبي أكثر من أن أكون عند حسن ظن معاليكم. لقد أوضحت رسالتكم المؤرخة 18 أكتوبر» 2 دقة وجلاء؛: الدور الذي ينبغي أن يلعبه مسيو أودير في تلك المسألة» كما أرست بشكل كاف مكانه بالنسبة لي. وإن الرغبة التي لدى كلينا في الوصول إلى الهدف المنشود لم تكن أقل إسهامًا من توصياتكم في إيجاد اتفاق تام بينناء ولم تزد مشاعر التقدير المتبادل بيننا سوى تأكيد الوفاق الذي يسود بيننا. أطلع معاليكم الآن على المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات. وصلت الإكلييسء» لحسن الطالع» عندما كان الباشا يهم بالقيام برحلة قصيرة إلى بعض الأقاليم الداخلية قبل أن يعود أدراجه إلى القاهرة. وقد أدى ذلك إلى تأجيل سفره ثلاثة أيام. ولعلمه المسبق بفحوى المسألة» من خطابات وصلته مباشرة من باريسء كانت الإكليبس أيضًا هي التي حملتهاء فقد سارع بضرب موعد لنا لعقد اجتماع خاص وسري كنت قد طليته منه. وبصحبة مسيو أوديرء ودون شاهد آخر سوى باغوص الذي لعب دور المترجم» أبلغت محمد علي بالموضوع الذي شرفتموني معاليكم بتوليه» في إطار التعليمات الواردة إلي وفي ذهني دائمًا التوجهات والروح التي أملت تلك التعليمات. استمع الباشا بإنصات شديد. وبدا لي أنه يسمع بأذن الرضا ويتابع باهتمام بالغ حديثي الطويل عن قرار الملك بتأبيد ودعم مشروعه بإخضاع ولايات البربر مصريًا محضناء تنفذه قوات الياشا وحدهاء باستثناء مؤازرة تتمثل في وجود قوات البحرية الفرنسية أمام الجزائرء لو دعت الضرورة:؛ ثم أخيراء وعد جلالة ملك فرنساء الذي لم يخلف أبذا وعده أو كلمته» بتقديم مساعيه الحميدة وحمايته لدى الباب العالي وكذلك لدى كل الدول الأخرى التي قد يخشى محمد علي ممانعتها. 166 وأضفت أنه مع أمير على سمو روحه ليست بنا حاجة إلى تفصيل القول في كل أنواع المكاسب التي قد تعود عليه من نجاح المشروعء أو في الوسائل التي متيكفلها له لتأكية ملطائه واسلطاق أسركه عن قاعدة أكثن اضناغًا وصلاية وان نبل طبعه تحديذا هو ما يجعله أكثر حرصا على جعل صيته أكثر ذيوعاء ومجده أكثر جلالاًء وعلى التأكد من حصوله على تقدير وامتنان أورويا بأسرهاء وعطف فرنسا وصداقة معها لا تتبدل. وتأكيدًا من الباشاء مجدذاء على مشاعره الطيبة تجاه فرنسا والسعادة الظاهرة عليه في كل شيء باستعادة علاقاته معهاء فقد قررء بمجرد سماع هذا العرض البسيط؛ وفي هذه الجلسة الأولىء أن يوافق رسميًا على الدعوة التي قدمها له جلالة الملك بتولي مسؤولية تلك الحملة على النحو والصفة اللتين طرحناهما عليه» ولكن على شرط واضح وهو أن نقدم له المدد والمساعدة التي قال إنه بحاجة إليهاء والتي يرى أن لا غنى عنها البتة للبدء في هذا المشروع بالقوة والسرعة التي ربطت بين مسألة السرعة هذه والوسائل الكفيلة بتحقيقها فقلت إن كانت حكومة جلالة الملك قد تعطفت ومنحتني - في هذه المسألة وكذلك في مسائل أخرى كثيرة - ثقتها الكريمة فخولتني عرض تقديم مساعدة مالية - لنا أن نحدد فيما بيننا شكلها ونظامها - فسيكون ذلك على أساس افتراض دقيق وجازم بأن تنطلق الحملة المزمعة دون إبطاءء لأن تنفيذ هذا المشروع لو شهد بعض التأخيرء فلن يستطيع جلالة الملك أن يؤجل أكثر من ذلك قيامه بنفسه بالانتقام من الإهانات التي سمح الجزائريون لأنفسهم بإنزالها برايته» وحينها ستكون خطة محمد علي قد فقدت مزية الاستباق» وهي المزية المفيدة بالنسبة لنا وله أيضناء وبالتالي احتمالات نجاحها وما يترتب عليه من نتائج. 167 ومن بين العقبات الكفيلة بالفعل بتأخير الإسراع بتنفيذ الحملة تبرزء بطبيعة الحال» تلك التي يمكن أن تأتي من الباب العالي لتتبوأ مكانها هنا. وقلت إن حكومة جلالة الملك: ونظر'! لاقتناعها بأن تبني الباب العالي لخطط الباشا من شأنه أن يسهل كثيرا تنفيذهاء قد بعثت إلى سفير جلالته في القسطنطينية الأوامر باستخدام كل ما له من نفوذ على الحكومة العثمانية للحصول على فرمان من السلطان يخول محمد علي سلطة ضم الولايات الثلاث إلى لواء مصر. وهنا شجب محدثنا الكريم هذا المسعى لدى الباب العالي لكونه في غير أوانه ومحفوفًا بالمخاطر. وهاك أسباب قلقه في هذا الصدد كما أعرب عنها ذلك اليوم؛ وأقول ذلك اليوم لأن معاليكم سوف ترون بعد قليل أن تلك الأسباب لم تشغله كثيرًا في اللقاء الثاني. كان الباشاء قبل أن يتلقى مفاتحتنا في المشروع؛ قد طلب من الباب العالي بنفسه؛ شفويّاء إصدار فرمان له للغرض نفسه؛ عارضنا العملية على أنها وسيلة يستطيع بها توفير مبلغ كبيرء قام حتى بتحديده» يساهم في الوفاء بالتزامات الباب العالي تجاه روسيا. ويبدو أنه خشي أن يُرى في هذا التصادف إشارة على وجود اتفاق فيكون ذلك سببًا في إفشال كل شيء من ناحية أو أخرى. سارعت في التأكيد له بأن الجنرال جيومينو لديه أوامر صريحة بتحاشي كل ما يمكن أن يلمح لافتراض وجود أقل تنسيق مسبقء» وأننا نستطيع الاعتماد على حصافة سعادة السفير ودرايته بالظروف المحيطة:؛ وبالمكان والرجال. أما بالنسبة . لرفض الباب العالي فقد حرصت على أن أثبت له أنه ليس محتملاً؛ نظرً! للفائدة المزدوجة التي سيجنيها من هذا الترتيب» والتي ستأتيه من جانبين مختلفين؛ إذ سيلقى استحسان فرنسا من جانب» ومن جانب آخر سيتيح لوالي مصرء بتخويله إخضاع الولايات الثلاث الخارجة عن سيطرته المباشرة» وسيلة لزيادة الجزية التي يدفعها للباب العالي» وهو ما يجعل من غير المعقول أن تصدر عن الديوان ممانعة ستكون غير لاثقة ويساء فهمها. غير أن الباشا طلب مني أن أرسل للسفير رسالة أبلغه فيها برغبته في تعليق مساعيه لدى الباب العالي إن لم يكن قد شرع فيها. 168 وقبلت الاقتراح الذي طرح علي بالاستفادة من البريد الرسمي الذي كان على وشك المغادرة إلى القسطنطينية لأرسل معه الرسالة» فكتبت إلى الجنرال جيومينو لأخبره بما قاله لي الباشا في هذا الصددء تاركا لحكمته تقرير ما ينبغي فعله أو تركه. وفي صبيحة اليوم التالي قمت بتسليم الملخص المكتوب لما جرى في المقابلة الأولى» كما طلب منيء ثم توجهنا في المساء للقاء جديد مع محمد علي كان إيراهيم باشا حاضر! فيه هذه المرة. أعاد علينا الباشا تأكيد قراره بالقيام بهذه الحملة على ولايات البربرء ولكن هذه المرة بثقة وتصميم أكثر مما كان عليه في الليلة السابقة» وأنه سيستخدم فيها ٠‏ ألف رجلء ٠١‏ ألفًا منهم من القوات النظاميةء و١٠‏ ألفا من البدو العربان» وأنه سيعهد بقيادتها لإبراهيم باشا. كان من السهل أن نستشف أن الموضوع قد قتل بحثا بين محمد علي وابنه الذي رأى في هذا المشروع مجذا ومستقبلاً مرموقا لك عاودت طرح أفكار الأمس ثم انطلق الباشا مستعرضاء في تفاصيل جديدة» خطة حملته ووسائل تنفيذها الناجعة» مؤكذا على ضرورة أن تتكون الحملة من المسلمين وحدهم لضمان نجاحهاء ودون أي ظهور من جانبنا ولا أي تدخل من قواتنا في البر أو البحرء مع ملاحظة أن إبراهيم باشا لو رأى» عند وصوله إلى تونس» ضرورة ابتعاد قواتنا البحرية الراسية أمام ساحل الجزائر عنهاء فسيبلغ الأميرال برغبته تلك. أما بالنسبة لاقتراح وضع عدد من ضباط المدفعية وسلاح المهندسين تحت تصرف قائد الحملة» وكذلك تقديم المؤن والذخائر للمساعدة في الاستيلاء على تحصينات الجزائر إن دعت الضرورة» فقد قوبل بترحيب كبير. وقد لاحظنا في اندهاش مريح أن اعتراضات الأمس المتعلقة بالباب العالي لم يُعْد طرحها ولو مرة واحدة في الحديثء بل إن اسم الباب العالي لم يذكر أصلاء 169 وهو ما دفعنا لاستنتاج أن الباشا وابنه» وهما الأفضل حكمًا على وضعهما بالطبع؛ ربما .. من يدري؟ متأكذين من موافقة الديوان بدافع الأسباب المذكورة آنفاء أو واثقين» على الأقل؛ من إمكانية تخطي تلك الموافقة» قد قرئرا التحرك في كل الأحوال دون أن ينتظرا سوى موافقة فرنسا على الشروط التي طرحت عليها للبدء فورا في المشروع بحشد واسع للقوات وبنشاط كبير. تلك الشروط التي كان علينا الوصول إلى مناقشتها؛ إذ أصبحت النقطة الوحيدة التي تنتظر الاتفاق عليهاء باح بها الباشا أخير! بعد أن طلبت منه ذلك رغبة مني في أن "أستدرجه". قال لنا إنه حتى يشرع في تنفيذ هذا المشروع الضخم على نحو يضمن تمام النجاح وتأكده؛ يحتاج إلى ؛ ملايين تالاري (بسعر فرنك) مقدماء على أن يبدأ في تسديدها في غضون السنوات الأربع التالية على الاستيلاء على الجزائرء وكذلك على سبيل الهبة أو البيع الصوريء؛ أربع بوارج قوة كل منها ٠١‏ مدفعا. علقت بأن التعليمات التي لدي تختلف كثيرا عما يعرضه جنابه وأنها لم تذكر إطلاقًا هذا الأمر الأخيرء فأجابني أنه مندهش لذلك؛ لأن دروفيتي كان قد كتب له بوجود موافقة على هذا الاقتراح بل وموافقة على إقراضه ؟ مليون تالاريء» مع أمل في إمكانية زيادتها لتصل إلى ؛ ملايين. في نهاية الاجتماع أكدنا على الباشا وابنه توخي السرية التامة» التي شعرا بالفعل بأهميتهاء فأقسما لنا على الحرص عليهاء وأعتقد أنهما حافظا عليها حتى الآن؛ء ولكن سيصعب الحفاظ عليها لفترة طويلة في ظل وجود حاشية كحاشيتهم: وفي بلد يتميز أهله بالفضول الكبيرء وتدور التعليقات والأحاديث فيه حول أي حدث أو وافد جديد. ]0 في اليوم التالي سلمت وزير محمد عليء بناءً على طلبه» مذكرة مختصرة تشتمل على ملخص لاقتراحات الحكومة الفرنسية؛ مرسل لمعاليكم نسخة منها تحت رقم .١‏ وقد علمت أن تلك المذكرة كانت محور اجتماع دام لعدة ساعات وضم الباشا وابنه واللواء عثمان بك والوزير باغوص. في صبيحة اليوم التالي سافر الباشا مبكر! إلى الدلتا والقاهرة بعد أن أعطى أوامره إلى باغوص بكتابة مذكرة رد تحتوي على شروطه النهائية. كانت شيمة مسيو أودير في اجتماعاته مع باغوص وعثمان بك الحرص والمثابرة» مبتغيًا في ذلك الحصول من هذا الأخير على أية معلومات عن الوضع العسكري الحالي لمصرء وكذلك الضغط على الأول ليسرع بكتابة مذكرة الرد التي سنلمَت إلي في النهاية بعد ثلاثة أيام من الانتظار. أرسل لكم أيضنًا نسخة منها برقم 7. كان هناك اتفاق على كل البنودء ولم نختلف سوى على الشروطء ولكنه اختلاف شديد الاتساع والعمق» خاصة فيما يتعلق بالهبة أو البيع الصوري للبوارج؛ بحيث غيّر طبيعة المسألة فبدا لي أنها أصبحت تتطلب أوامر جديدة. وعلى الرغم من أن الباشا يؤكد أن هذا كان شرطه القديم الذي لا مفر منه» وأصدقه في ذلك؛ لأنه حدثني عنه غير مرة أيضاء فلا أعتقد أنه ذكره سوى مرة واحدة في الوثائق المرفقة برسالتيك في ١5‏ و15. وكان ذلك فقط عندما قلت إن مسيو دروفيتي كان قد تحدث عن رغبة محمد علي في الحصول على بعض السفن الحربية مقابل مبلغ متفق عليهء دون أن ترد أية إشارة توحي بأن مجلس الملك قد درس هذا الموضوح. محمد علي يصر على أن لا مندوحة من حصوله على أربع بوارج لتحمل جزءًا من قواته بحراء ولتضفي على قواته البحرية مهابة لازمة في حملة كهذه. ]/1 وإن كان القرض قد تضاعف فتجب ملاحظة أن الصمت الذي توخيته حول إمكانية تسديده على عشر سنوات قد دقع الباشا إلى عرض تسديده على أربع سنوات فقط. أما بالنسبة للحاجة إلى المال فباستطاعتي أن أؤكد أنها حقيقية للغاية؛ وقد عرضت عليكم أسباب ذلك في رسائلي الأخيرة. يا كان الأمر وأيّا كان التوجه الذي ستتبعونه» فنظرًا لضرورة الحصول على أوامر جديدة بالمضي في المفاوضات إلى نهايتها أو قطعهاء فقد ارتأيت إعادة السفينة إكليبس إلى فرنسا لتحمل إليكم رسالتي هذه وتعود بالأوامر الجديدة» وقد قرر مسيو أودير العودة على متنها أيضا. لقد رأينا أنا وأودير أن تلك الرحلة ليس لها أن تتسبب في أي تأخير في العملية؛ نظرًا لأن شرط الباشا الذي لا تنازل عنه هو الحصول على أربع بوارج وقرض بأربعة ملايين تالاري لبدء العملية وانطلاق قواته برا وبحراء وبالتالي فليس هناك ما يمكن فعله حتى وصول البوارج ومبلغ القرض. سوف يستطيع هذا الضابط» وهو في نهاية العقد الخامس» أن يفصل لمعاليكم القول في كل المعلومات التي قد تريدون معرفتها. باستثناء تلك الشروط التي لم أستطع عدم العودة إليكم فيها لتلقي التعليمات» تلك سيدي هي الأسس التي انتهينا إليها. اختتمت رسالتكم المؤرخة ١5‏ منه بطلبك أن أبلغكم بمجرد الاتفاق على تلك الأسس حتى يتسنى لكم معرفة ما إذا كان الباشا مستعدًا للتحرك في كل الأحوال أم أنه لن يفعل سوى بعد تلقي فرمان الباب العالي» وكذلك المساعدات والمدد الذي ينتظره منا. في الإكلييس وهذه الرسالة ما يلبي رغبتكم ويجيب عن تلك التساؤلات. 0 - 1828 ,ع لضمععاث 232100 ,0011512112 ع 001150103736 .خآ. م وه ١ ملحق‎ مذكرة بالمقترحات التي طرحتها الحكومة الفرنسيى والقضاء على القرصنة بهاء ويعد بتقديم دعمه لهذا المشروع. سوف يتم تنفيذ الحملة بقوات محمد علي باشا فقط. لن يقدم جلالة الملك مساعدة من قواته البحرية للعمليات ضد الجزائر إلا إذا أعرب محمد علي باشا عن رغبته في ذلك لضمان نجاح الحملة. يوافق جلالته. و على رغبة الباشاء بتقديم تعاون من عدد من ضباط المدفعية وسلاح المهندسين الذين يرى إمكانية إفادتهم في الاستيلاء على الموقع, وكذلك المعدات والمؤن» عندما تكون قوات جنابه على أهبة مهاجمة الجزائر. يعرضص جلالة الملك على محمد علي باشاء إن احتاج إلى مساعدة مالية لتغطية جزء من نفقات الحملة» أن يقدم قرضنًا بعشرة ملايين فرنكء يتم تسديدها على فترات يُتفق عليها بين الطرفين. يتم دفع مبلغ القرض حتى تمامه حسب الترتيب والنستب التالية: ثلاثة ملايين فرنك عند انطلاق قوات جنابكمء ومليونان عند مغادرتها طرابلس» وخمسة ملايين عند ظهورها أمام الجزائر. يعد جلالة الملك محمد علي باشا ببذل مساعيه الحميدة وتوفير حمايته لدى الدول الأجنبية التي قد يخشى وضعها أية عراقيل أمام نجاح مشروعه. ]/3 ١ ملحق‎ رد على مذكرة الاقتراحات التي طرحتها الحكومة الفرنسيت أولأء يعد محمد علي بالقيام بحملة لإخضاع ولايات البربر والقضاء على الترضكة بها: ثانياء سوف تكون الحملة د تحت القيادة المباشرة لنجله إيبراهيم باشا. ثالفاء عند وصول إبراهيم باشا إلى تونسء إذا رأى ضرورة ابتعاد القوات البحرية الفرنسية الراسية أمام الجزائرء فسيخبر الأميرال برغبته. رابعاء لا مندوحةء للإسراع في القيام بهذه الحملة» عن تنازل جلالة ملك فرنساء مجاناء لمحمد علي عن أربع بوارج بحرية قوة كل منها ٠‏ مدفعًا حديثة البناء» فضلاً عن قرض بمبلغ * ملايين تالاريء على أن ترد دون تحويل عملة: بواقع مليون تالاري كل سنةء يبدأ سدادها في السنة التالية للاستيلاء على الجزائر. خامساء إذا دعت الحاجة, توفر الحكومة الفرنسية» عند طلب إبراهيم باشاء ضباط مدفعية وضباطا من سلاح المهندسين؛ وكذلك معدات ومؤن. سادساء يقدم جلالة ملك فرنسا إلى محمد علي مساعيه الحميدة وحمايته لدى الدول الأجنبية» وخاصة تجاه تلك التي قد يُخشى عرقلتهاء على أي نحو كان؛ لنجاح حملته ومشروعه. سابعاء بمجرد وصول البوارج الأربع المذكورة» ومبلغ الأربعة ملايين تالازي المطلوية إلى الإسقندرية: سيُبدا في تسييز الحملة المذكورة برا وبحرا 1/14 ادن دنه الودوليتياك ملخص: - محمد علي كان مطلعًا على المقترحات الفرنسية مقدمًا - خيبة أمل ميمو. - سبب تصلب محمد علي في مسألة البوارج - خطة الحكومة الفرنسية تُعرف في المشرق. الإسكندرية» 4" نوفمير 18159 في رسالتي المؤرخة بتاريخ الأمس والتي دارت حول إطلاعكم على كيفية اضطلاعي بالمهمة التي شرفتموني بها والنقطة التي وصلت إليها المفاوضاتء كان علي أن أغفل بعض الإيضاحات التي كان من الضروري أن أطلعكم عليهاء ولكني آثرت تخصيص رسالة إضافية لها حتى لا تحدث اضطرابًا في سياق الرسالة. ا ل 1 0 اطلاع» عن طريق مراسلاته الخاصة؛ بما طح عليه وبما يستطيع أن يطلب وبذلك وجد نفسه. منذ اللحظة الأولى» في موضع لا نصل إليه في 8 المفاوضات العادية إلا بعد تبادل الاقتراحات والشد والجذب. لذلك فبعد الاتفاق على كل الأسس على النحو الذي نصبو إليه؛ كانت كلمته الأولى حول الشروطء وظلتء شرطا لا رجعة فيه. وكان يقابل التحفظ الذي تحدثت به عن المساعدات المادية والمالية التي تستطيع حكومة جلالة الملك أن تقدمها له» بالرؤى الرسمية التي كان قد تلقاها والتي رتب أموره عليها. لم يكن بوسعي أن أنكر تلك الرؤىء؛ فسألت مسيو أودير - الذي كان قد قال لي إن اجتماعات قد جرت حول الموضوع الذي يشغلنا بعد تاريخ رسالتي تل و4١‏ منه - إن كان قد سمع حديثا عن مضاعفة القرض أو التنازل عن أربع بوارج فأجاب بالنفي قائلاً إنه ليس أدرى مني بهذا الأمر. ]75 ربما لو لم يكن الباشا قد لقي تنبيهًا مسبقا لكان قذر التضحية بالبوارج الحربية» على فرض التنازل عنهاء أقل من ذلك. وأتذكر جيذا أن الباشا في حديثه معي - الذي أطلعت الوزارة عليه في رسالتي المؤرخة ٠١‏ أغسطس - تحدث عن طلبه أربع بوارج؛ وعندما أبديت دهشتي - التي كانت طبيعية وصادقة فيما خلا هذا الأمر - من هذا الطلب الغريب وغير المتوقع» بدا لي أنه لن يطول به الأمر حتى يقلل من سقف مطالبه. ولكن الوضع تغير الآن. إن فكرة الحصول على بوارج: تلك الفكرة المتسلطة عليه والتي تناكنت فيها مع معاليكم مرات عديدة؛ هدفها ليس الرغبة في نجاح الحملة على البربر» على الرغم من مساهمتها ربما في هذا النجاح» بقدر ما تهدف إلى الاستعداد لإنجاز ل اتساعًا وجرأة. ربما أكون مخطئاء ولكن تلك المسألة تبدو لي من المسائل التي يكون فيها لمفاوض واحد فرص نجاح أكبر من تلك التي تتوافر لمفاوضين أو حتى ثلاثة. لح م ل ام في رسالتين أخريين من حماس مسيو أودير ومواهبه وروحه العالية ومساعدته الرائعة لي - أن مشاركته في تلك المهمة» ووصوله غير المتوقع» وزياراته معي إلى القصر التي كان يجب أن تتم بعيد وصوله بطبيعة الحال» كانت كلها أمورًا كفيلة بإعاقة الإبقاء على سرية تلك المفاوضات. لقد أقام هذا الضابط الشاب طويلاً هنا وكفلت له مواهبه وتعليمه استحقاق صداقة مسيو دروفيتي» وبما أن خطة الحملة على البربر التي نشرت مؤخرًا في جريدة سميرن» رغم عدم نشر شروط الاتفاق» قد غرفت في جميع أرجاء المشرق باسم مشروع دروفيتي» فلم يكن من الصعب على الفضوليين اللكناك عي عودته إلى مصر. وقد طلب مسيو أوديرء مدفوعًا بصدق الإرادة والحماسء من الباشا وابنه» اللذين أحسنا استقباله» السماح له ٠‏ إن أمكن؛ بمصاحبة إبراهيم باشا في الحملة» ولكن نظرا لأن نيتهم كانت قد انعقدت على إنفاذ الحملة بوسائلهم وحدها ودون أن يبدو عليها أي ملمح للتأثر بأي تأثير خارجيء فلم يلق اقتراحه القبول. 176 أيْا كان الأمرء فمعاليكم أقدر منيء بكل تأكيدء على الحكم بمدى الفائدة التي يمكن أن تعود على المفاوضات في وضعها الحالي من تعاون رجل عسكري؛ أو إن كنتم تفضلون الآن تدخلا يعيده إلى صوابه تاركا له صفته الدبلوماسية فقط إن قُدّر للمفاوضات أن تستأنف» بعد أن وصلت إلى النقطة التي وصلت إليها اليوم. 0 1 1828 ,عل ضمععات دمارهن) رعتتهلناكهمن) ععصفلمممدع :م0 .8م 1/7 5 -من محمد علي باشا إلى دروفيتي ملخص: - الباشا يكلف ابنه إبراهيم باشا بالرد على دروفيتي. - إبراهيم ‏ باشا يطلع دروفيتي على الشروط التي وضعها والده. نوفمير 1859 صديقي العزيز دروفيتي. تلقيت رسالتك ووعيت محتواهاء وكلفت ابني إبراهيم باشا بالرد عليها. رسالة إبراهيم باشا صديقي المحترم الوفي مسيو دروفيتي تناولت الرسالة التي كتبتها إلى والدي المشروع الذي جرت مناقشته فيما بيننا في السابق حول إخضاع ولايات البربرء وأكدت لنا فيها أن صاحب الجلالة ملك فرنسا سوف يساعدنا بكل الوسائل في تنفيذ ذلك. وكما قال لكم والدي حينها فإننا نطلب الآن» وبصفة الضرورة التي لا مندوحة عنها لتحقيق الغاية المرجوة» أربع بوارج قدرة 85 مدفعًا من الطراز الحديث دون دفع مقابل لهاء وقرضنا بأربعة ملايين تالاري. وقد أردنا تأكيد تلك الشروط مع مسيو أوديرء وقد وافق الرجل على القرض المطلوب ولكنه قال إنه ليس مخولا بأن يعد بتسليم البوارج الأربع وإنه سيكتب بشأنها إلى حكومة جلالة الملك. الآن» وحتى لا يضيع الوقت» فقد عاد بنفسه إلى فرنسا قائلا إنه سوف يعود إلينا لو وافق جلالته على هذا الشرط. 18 وقد أمر جناب الباشاء والدي وأستاذي المحبوب» بتسجيل بنود سبعة في مذكرة» تفسال .ذا وووقه وازطل لقم نف مني لو وافق صاحب الجلالة ملك فرنسا على الشروط المقترحة» فينبغي التحرك على وجه السرعة حتى لا نترك للبربر فرصة الإعداد للمقاومة. وعندما يكون كل شيء جاهزًا فسوف أتولى أنا قيادة الحملة البحرية» بينما يتولى أحمد باشا قيادة القوات البرية. فسوف تتكون القوتان من 7٠١‏ ألف رجل من المشاة والفرسان النظاميين» و١٠‏ ألفا من العربان مزودين بكل ما يلزمهم. وببركة العلي القدير والمدد الذي سيمدنا به جلالة ملك فرنساء سوف نبدأ التحرك في الربيع القادم حتى نستفيد من هذا الفصل المناسب ومن الصيف التالي. 9 ) ,1 عاملاوظ .عدوا أتامم ععصدلممموعدسه) .5.م4 179 ؟١‏ من أودير إلى بولينياك ملخص: - الوصول إلى الإسكندرية - لقاؤه في الميناء مع محمد علي - نتيجة اجتماعين مع الباشا - حديث مع باغوص وعثمان بك - أسباب قرار محمد علي بعدم انتظار فرمان الباب العالي - الاقتراحات المقيدة التي طرحها على الديوان - رأيه في العثمانلي - مسألة البوارج الأربع - جهود غير مجدية من أودير لثني الباشا عن هذا المطلب - المساعدة المالية التي طلبها الباشا متواضعة للغاية - الخدمة التي يقدمها لفرنسا بتولي مهمة الحملة - رغبته في حمايته من إنجلترا - قرض فوري بميلغ ٠‏ مليون ذرنك - رأي أودير إيجابي في الخطة العسكرية للباشا والاستعدادات التي تم اتخاذها - الاستعداد للحملة - سبب عودة أودير إلى فرنسا. لحة ملخص: - مذكرة حول مشروع حملة لمحمد علي من أجل إخضاع ولايات البربر الثلاث. الإكلييس» في عرض البحر؛ " ديسمبر 19 انطلقت من طولون في " نوفمبر على متن سفينة الملك» الإكليبس» لأصل إلى الإسكندرية في 5 من الشهر نفسه. وجدت محمد علي كما تركته سنة 17 :» على وده وألفته. 160 كان لقائي الأول مع الباشا في زورق في الميناء عندما كنت أهم بالإبرار. فبمجرد أن لمحني عن بُعد ألقى إلي تحية حارة وأمر مركبه بالتوقف ليتيح لي فرصة الاقتراب. وبعد لقاء حميمي قصير دون مترجمء تركته على وعد بزيارته في قصره في المساء نفسهء حيث أعرب عن رغبته في لقائي رغم الساعة المتأخرة التي التقينا فيها. ذهبت بالفعل إليه» ولكن الذهاب لم يكن إلا لتلقي أدلة جديدة على ثقة الباشا وما يحفظه لي من ذكريات طيبةء وكذلك لتقديم آيات الترحيب المعتادة في الشرقء والتي وإن أمكن اعتبارها من مظاهر أو مميزات الأمة» فليس لها في نهاية المطاف أي تأثير على جوهر الأشياء؛ كما هي الحال في أي مكان آخرء لذلك فقد آثرت ألا أورد لها هنا رواية مملة تخلو من أية فائدة. ضتئرب موعد جديد للقاء في اليوم التالي» حتى يُتاح لمسيو ميمو الوقت اللازم لاستيعاب روح التعليمات المتعلقة بالمشروع الذي وضعته حكومة جلالة الملك فيما يتعلق بمحمد علي والذي كلفتم معاليكم هذا القنصل بأن يكون أول من يفاتح الباشا فيهاء كما تعطفتم بتكليفي بمتابعتها بمجرد فتح المناقشة في الموضوح. كان اجتماعان كافيين للاتفاق مع محمد علي على أسس الاتفاق الذي سيقوم بينه وبين فرنسا فأوصلانا إلى النقطة التي رغبتم معاليكم عندها في الاطلاع فورًا على ما وصلنا إليه» حتى تستطيع حكومة جلالة الملك أن تعرف على وجه الدقة ما إذا كان الباشا مستعدًا للتحرك أيّا كانت الظروفء أم أنه لن يفعل إلا بعد تلقي فرمان من الباب العالي» وأخيرًا ما هي المساعدات والدعم الذي ينتظره من فرنسا؟ ليس لدي ما أضيفه إلى الرسالة التي سوف يرسلها مسيو ميمو لمعاليكم فيما يتعلق بجوهر هذه المرحلة الأولى من المفاوضات. والتي سوف تتلقونها مع تلقيكم لتقريري هذا. ولكن يبقى علي أن أبلغه بعدة أمور وملاحظات تتعلق بموضوعنا بدا لي أنه لا ينبغي له أن يتجاهلهاء وكذلك نتائج الاجتماعات التي جرت بعد ذلك» وبشكل يوميء بيني وبين باغوص والأميرلاي عثمان بك؛ وكلاهما مخول من قبل الباشا سلطة مناقشة الموضوع بعد مغادرته الإسكندرية. 151 لقد يسرت لي علاقاتي القديمة» وغير المنقطعةء مع الرجلين التباحث في هذا الموضوع الجديد؛ فسادت الثقة الكاملة أحاديثنا. ومنهما علمت أن خطة التنفيذ التي أطلعني عليها الباشا أمام ابنه إبراهيم قد جرت مناقشتها واستقر عليها بعد دراسة مستفيضة. ومنهما أيضنًا تأكدت من الوسائل الث تنعت يد ميد علي لففيتها: وق عزوت تللق المعاوفات. بمسادل ‏ أخرئ ويتامداتي نوف تهد معاليكم: مرفقا بهذه الرسالة» مذكرة بالجائب العسكري من هذه الخطة. كان علي» لتوخي دقة المعلومات التي سأبلغها لمعاليكم وتمامهاء أن أستكنه البواعث التي بنى عليها محمد علي موقفه بالتحرك دون الحصول على موافقة مسبقة من الباب العالي ودون أن يخشى نتائج استيائه. فالواقع أننا في مقابلتنا الأولى مع الباشاء ومع تلقينا وعده بالقيام بالحملة في وجودء أو دون وجودء فرمان الباب العالي» ارئئي أن الأنسب قبل الاتفاق على أي شيء أن ننتظر رد القسطنطينية على التلميحات الشفوية التي أمر بهاء وكذلك ورود معلومات من الكونت جيومينو في هذا الصدد. ولكن بعد ثلاثة أيام كان الباشا قد استبعد أي تريثء معلنا على الفور تصميمه على عدم انتظار قرار الديوان» ومعربًا عن ضرورة توخي أكبر قدر من السرية» ومنبهًا كذلك إلى خطورة أي تأجيل في تنفيذ المشروع؛ وهما نقطتان أبديت غير مرة إصراري عليهما. وهاك؛ سيديء ما علمته من الباشا ورجاله المفوضين بالتباحث فيما يتعلق بهذا القرار الجديد. علم محمد عليء» ربما عن حق أو عن باطلء من رجاله في القسطنطينية بوجود اتفاق بين إنجلترا والباب العالي»: أكده التدخل السامي لمسيو جوردون ولمندوبي بريطانيا في مصر في مسألة إعادة بقايا الأسطول العثماني من الإسكندرية إلى القسطنطينية» فخشي أن يحصل السلطان بسهولة ممن يقال لهم حلفاؤه» على تسليح بريطاني يمكنه من الوقوف في وجه مشروعه ضد ولايات البربر. لهذا السبب أراد الوالي أن يكون باستطاعته إنزال ضربات سريعة وحاسمة قبل أن يتم تنسيق أي تدبير ضده. ]652 أما بالنسبة للصدىء الذي يمكن أن تتركه حملة جرت بالفعل» على القسطنطينية فإن الباشا يعول كثيرًا على أن الحكومة التركية أقرب لقول كلمتها عندما يكون الأمر قد حدث بالفعلء وبالتالي فستبدي موافقتها على مشروعه الذي تم؛ كما يعول أيضًا على أن عرضه في هذا الصدد لا يقارن جاذبية بالمكاسبء التي سوف يطلع عليها سفير الملك الديوان» جراء إعادة ولايات البربر لوضع التبعية المباشرة التي تتمتع به مصر. فالواقع أن محمد علي يرغب في الالتزام» ليس فقط بدفع جزية تتناسب مع تلك التي يدفعها عن مصرء ولكنه يعرض أيضنا أن يقدم لخزينة القسطنطينية مبلغ ٠١‏ ألف بورصة ٠١(‏ ملايين قروش تركية: أو 7,5 مليون فرنك) سنويًا لمدة عشر سنوات للمساعدة في دفع التعويضات لروسيا. وبعد أن كان الباشا قد أسف لمساعي الجنرال جيومينو للحصول على فرمانء عاد ليقول إن الديوان» وهو يعاني الكثير من المشاكل وتحت إغراء الموارد البراقة التي يعرضها عليه: ربما ينتهز تلك الفرصة لينسب لنفسه القيام بشيء ترتاح إليه فرنساء فيُصدر ما جاء سفير الملك يطلبه منه. وقال محمد علي في ابتسامة تعلو وجههء ومعتمذا على المكانة التي يعتقد أن اسمه يحظى بها في العالم الإسلامي: ' قراري النهائي أن السلطان لو أصر على رفض إصدار فرمان بخصوص مشروعي الذي تم. رغم ما عرضته عليه» فسأترك للأمة الإسلامية الحكم على أفعالي. العثمائلي حميرء لن يرضى واحدٌ منهم عن استيلائي على الولايات الثلاث حتى عندما أقول لهم إن دافعي هو منع آخرين؛ كالروس مثلاًء من الاستيلاء عليها." تلك؛ إن كان علينا تصديق محمد عليء هي الأسباب التي حملت هذا الأمير على التحرك دون مزيد انتظار. وقد أتاحت لي ألفتي باللغة التركية أن أعيد عليكم كلماته بحذافيرها. 1533 تجدر الإشارة في هذا المقام إلى أن الوالي عندما أخذ قراره الحاسم هذا لم يكن قد تلقى بعد مني أو من مسيو ميمو أي معلومات عن طبيعة المساعدات التي في سلطتنا طرحها عليه أو قذرهاء إن دعت الضرورة إلى ذلك. كنا نريد أن نعرف اقتراحاته أولاء وحرصت من جانبي على تصوير غزو أراضي البربر على أنه في صالح محمد علي وحدهء وعلى طرح موافقة جلالة الملك على هذا المشروع؛ وكذلك وعده بتقديم مساعيه الحميدة لدى الباب العالي ولدى الدول المسيحية التي قد لا تنظر إليه بعين الرضاء على أنها شاهد ودليل على عطف جلالته وبسطه لحمايته. لذلك كانت دهشتي كبيرة عندما سمعت الباشا يُقال له إنه قد أرسل إليه من باريس بأن حد العشرة ملايين ليست حدًا نهائيًا للمساعدة المالية: وأن حكومة جلالة الملك سوف تقدم أيضاء دون مشاكلء البوارج التي طلبها. التفسير الذي أعقب تلك الواقعة جعلني أرى أن محمد علي كان يحق له أن يطمح في الحصول على المساعدات المذكورة؛ إذ عرفت أنها كانت الشرط الدائم الحضور في العرض الذي طرحه على مسيو دروفيتي؛ وعلى القنصل العام الذي خلفه» لإرسال جيش لغزو الجزائر. وقد أقر مسيو ميمو بأن تلك كانت الحال دائمًا بينه وبين الباشاء وأضاف أنه لم يعتقد أن عليه - رغم طلاقة لسانه - أن يذكر شرط البوارج الأربع عندما عرض على معاليكم مقترحات محمد علي. على أية حالء فنظرا لأن التعليمات الصادرة إلينا لم يرد فيهاء حين صدورهاء أن حكومة جلالة الملك مستعدة للتنازل مجانا عن أربع بوارج؛ فقد مالت كل جهوديء منذ تلك اللحظة» إلى محاولة ثني الباشا عن الفكرة التي عبر عنها مرار! وتكراراء قائلاً “إنها ضرورية ضرورة لا مندوحة عنها لضمان نجاح المشروع المزمع." 154 وعبثًا حاولت أن أثبت له أن قواته البحرية على حالتها الحالية أكثر من كافية» وحتى إن لم تكن كذلكء فالفرقاطات أكثر إفادة من البوارج الشاهقة؛ نظرًا لطبيعة المواقع وأحوال البحر في البحر الأبيض المتوسط. . بل وطرحت كل الحجج التي اعتقدت أنها من الممكن أن تؤثر فيه وفي النهاية قلت له إن رأيي الشخصي هو أني شبه متأكد من أن اعتبارات كثيرة تقف حائلا أمام تنازل حكومة الملك عن بوارجها الأربع. يتوقف ترديد أن: "البوارج لا غنى عنها لإضفاء مظهر القوة على الحملة وقدرتها على التأثيرء ليس فقط في عيون البربر وإنما أيضًا في نظر الباب العالي والقوات التي قد يستطيع أن ينجح في وضعها في خدمة مصالحه. هذا فضلا عن أنها وسيلة الحصول على استسلام مباشر وربما دون أدنى مشقة." هناك بلا شك جانب من جوائب حب الذات في هذه الرغبة الأكيدة في زيادة حجم الأسطول المصري. فمحمد علي يعلم تمام العلم أن صيته قد ذاع في أوروباء وأن لدى الجميع؛ في كل بقاع آسيا وأفريقيا التي وصلها اسمهء انطباعًا بعظمة قدرته. لذلك فهو لا يريد أن يظهر في مكانة لا تطاول سمعته في مشروع يتوقع» في شيء من الغرورء أن تتركز عليه كل الأنظار. بعد أن غادر الباشا الإسكندرية أرسل له باغوص رسالة يطلعه فيها على حججي النهائية التي لا رجعة فيهاء ورجاني بعدم الانطلاق إلى طولون إلا بعد وصول رده. ٠‏ إن محمد علي لا يتزعزع في قراراته» وقناعتي أنه على الرغم من أن أهمية المشروع لا تبرّرء حتى في نظره هوء طلبه من فرنسا أن تقدم له أربع بوارجء فإنه لن يهدئ من إصراره. سواء أكان الأمر افتتانا بالفكرة أم ضرورة تمليها حسابات دقيقة لوضعه؛ فإن فكرة أن يكون له؛ بأي ثمن وفي أسرع وقت ممكن: أسطول هائلء فكرة راسخة في ذهنه. لقد طرح طلبه بالفعل وينبغي النظر 155 له على أنه شرط لا مندوحة عنه للحملة التي اقترح توجيهها ضد الولايات الثلاث. وأنوه هنا بأني قد علمت من الباشا ومستشاريه بأن تقديم مبلغ مساو لتكلفة البوارج الأربع أو يفوقهاء سوف يقابل برفض منه» بل حتى إذا ما تذكرنا ضعف هذا الأمير أمام رغبته في أن يبدو دائما أكثر ثراغ مما هو عليه؛ فلنا أن نعتقد أنه رغم حالة الفقر المدقع التي تعائي منها خزانته» فسوف يحجم عن طلب قرض مالي» إذ سيصعب عليه كثيرا أن يفوت فرصة لإحداث زيادة فورية في عدد بوارجه» في تلك المنعطفات التي يرىء بلا شكء أن الحكمة تقتضي أن يكون فيها على استعداد لأي حادث طارئ. إن الضائقة المالية الواضحة للعيان التي يعاني منها محمد علي جعلتني لا أتمسك كثيرًا بالاعتراض على مبلغ المساعدة المالية التي يطلبهاء وقد ترى معاليكم أن طلبه لعشرين مليونا ليس فيه أية مبالغة» إن تذكرتم التضحيات التي فرضت على الباشا جراء الإرسال المتكرر للقوات والسفن الحربية والأموال التي خرجت مرات متوالية من مصر ضد اليونان تنفيذا لأوامر السلطان» وكذلك الإمدادات التي قدمها إلى القسطنطينية إبان الحرب الروسية؛ ومبلغ 5٠٠‏ ألف قرش عملة صعبة التي أرسلها مؤخرا إلى القسطنطينية والتي اقترض أربعة أخماسها من تجار أوروبيين» فضلاً عن الأضرار الفادحة التي تسبب فيها فيضان النيل الأخير» والذي لم يكن له مثيل منذ سبعين سنة؛ والذي سوف يؤديء» حسب التقديرات العامة» إلى نقص بمقدار النصف في موارد ميزانية هذا العام. وأخيراء لو أخذتم معاليكم في الاعتبار النفقات الهائلة التي ستتسبب فيها لمصر حملة كتلك التي أيدى الباشا استعداده للقيام بهاء فستعرفونء. بلا شكء أن هذا الأمير إنما يطلب؛ على سبيل القرض المقدم قبل انطلاق جيشهء نسبة ضئيلة مما سيتكلفه لدفع النفقات الأكثر إلحاحًا مثل نفقات استئجار عدد كبير من السفن الأوروبية لاستكمال إيحار ٠١‏ ألف رجل من القوات النظامية؛ والمشاةء والفرسان الذين يجب نقلهم 156 بحراء ورواتب هؤلاءء ونفقات ٠١‏ ألفا من عربان مصر جلهم يمتطون الخيول سوف يأخذون طريق البرء والمبالغ التي ينبغي دفعها مقدمًا للقبائل المتاخمة لأراضي البربر والذين أقام معهم علاقات؛: ولكنهم لن يساعدوه فعليًا إلا بعد استلامهم مبالغ نقدية» ثم السكان المغاربة الذين يجب استمالتهم» وأخيرً! الاحتياجات المتجددة دائمًا لمعدات أسطول بهذا العدد ولرجاله. كل تلك الاعتبارات» فضلاً عن الضخامة التي بنى عليها محمد علي خطته؛ والسرعة التي وعد أن يلبي بها طموحات فرنساء وفترة الأربع سنوات القصيرة التي اقترح أن يتم السداد خلالهاء جعلت كلها طلب الباشا يبدو لي متواضعا للغاية حتى إني لم أترددء بكل صراحة» في الاستفادة من حرية التصرف التي تركتها معاليكم لي ودون أن أخشى أن يكون في موافقتي على القرض تجاوز لمسئولياتي. وقد بدا لي أن الحرص على مصلحة جلالة الملك يبرر مثل هذا الالتزامء إذ أني وجدتء فضلاً عن ذلك؛ توفير! لا بأس به وشبه فوري لخزانة الدولة في خطة الباشا؛ إذ إنها تنطوي على حجب أسطولناء بما أن محمد علي يرغبء من أجل إضفاء الطابع الإسلامي المحض على حملته؛ أن تبتعد قوات جلالته البحرية بمجرد مغادرة إبراهيم باشا تونس. لم يكن لدي ما أضيفه في هذا الصدد؛ إذ كانت مسألة البوارج تغل يدي» حيث ألزمتني بانتظار أوامر جديدة من معاليكم» فاقتصرت على ترك الباشا يشعر أنه لو وافق على التخلي عن مطلبه الأول» الذي عارضته بلا جدوىء؛ فربما أستطيع أن أتحمل أنا شخصيًا مسؤولية الموافقة على القرض دون انتظار موافقة حكومتي. ولكن هذا المخرج الجديد لم يُفض إلى شيء: البوارجء أكررء البوارج شرط محمد علي المطلق. 1657 يبدو أن هذا الأمير قد تملكته الفكرة التي كثيرا ما عبر عنها هوء وأكثر من ترديدها مستشاروه؛ من أنه بتوليه مسؤولية إخضاع الجزائر فهو إنما يقدم خدمة جليلة إلى فرنسا. لذلك فهو لا يرى أن الحكومة الفرنسيةء برفضها معاقبة الداي بوسائلها الخاصة» حتى على فرض نجاحه التام في ذلك» إنما تحرم أيضنا جيوش الملك من إحراز مجد حقيقي. وفي ذلك يقول الباشا: "الكل يعرف أنها أثبتت جدارتها وأن تلك الفرصة الجديدة لن تضيف شيئًا لمجدها." ويضيف: "إن السياسة الأرقى تقتضي تكليفي بالحملة» ومن المجد الأكبر لملك فرنسا أن يكون له أصدقاء يستطيع أن يكلفهم بتنفيذها. " تلك هي وجهة النظر التي يرى من خلالها محمد علي المسألة محل النظر. وهي وجهة نظر تفسر لمعاليكم استمساكه الشديد بمطالبه. هناك نقطة أخرى لم يمل الباشا من ذكرهاء وهي تلك المتعلقة بضمان توفير حكومة جلالة الملك للحماية والدعم الفعال له أمام إنجلترا في حال وضعها لعراقيل أمام إخضاع ولايات البربر. فهو يخشى استياءها خشية حقيقية» يبدو أنها تشغله أكثر من معارضة الباب العالي. ونظر! لأن دفع مبلغ العشرين مليونا التي يطلبها الباشا كاملة يتناقض تمامًا مع ما أعتقد أنه الفكرة الأساسية التي أعربتم معاليكم عنها في هذا الصددء قد حاولت أن أناقشها مع باغوص عن طريق مقارنة فرضيتي نجاح المشروع وفشله. ولكن هذا الوزيرء وكذلك عثمان بكء؛ أجابا بأن الضرورات الملحة للفترة الراهنة تقتضيها. فهما يريان أن العشرين مليون فرنك لا غنى عن الحصول عليها منذ البداية لضمان النجاح الذي يرونه أكيدا مع القوات البرية والبحرية التي سوف يطلقها الباشا. وأضافا أن المستحيل لو حدث ولم تكلل الحملة بنجاح تام؛» فإن الموارد السنوية لمصر وشخص محمد علي هما أفضل ضمان لتسديد القرض لفرنسا. وأعتقد أنا ذلك أيضاء فليس أكثر من هذا الأمير احترامًا للدّين» وهو الذي يعرف الجميع مدى التزامه الصارم بالوفاء بالتزاماته» وفي حالتنا هذه سوف يكون حبه لذاته دافا إضافيًا يحمله على تسديده في مواعيده بكل دقة. 658 مقدمًا إن اقتضت الحاجة. ليس لي أن أحكم مسبقا على قرارات مجلس الملكء ولكن واجبي يقتضي أن ألفت انتباه معاليكم إلى فرص النجاح التي استطعت استنتاجها في حملة يقوم بها الباشاء حتى تستطيعواء على نحو أفضلء تقرير ما إذا كان من الممكن الموافقة على الشرط الذي وضعه لتنفيذها. تبدو لي خطته حكيمة وجريئة وتتوافر لها كل الفرص المرجوة لتحقيق نجاح سريع وسهل. جيش مكون من 4٠‏ ألف رجل معتادين على المناخ الذي سيقاتلون فيه» معززين بالتعاون المفيد والفعال لقبائل العربان المتاخمة للولايات» كفيلون» بمجرد ظهورهم المفاجئ في تلك الولايات» بإثارة هلع يدفع حكام البربر الثلاثة» الذين ليس بوسعهم إبداء كثير مقاومة» إلى الاستسلام ربما دون قتال يُذكرء حسبما يحق لنا أن نعتقد. وسرعة محمد علي المحسوبة بدقة تضمن عدم استطاعة عاهل مراكش إرسال النجدة التي ربما وعد بها جاره الجزائري في الوقت المناسب؛ وهي نجدة رغم كونها غير ذات أهمية أمام القوات العربية» فإنها يمكن أن تمثل إزعاجًا وصعوبات جِمّة من كل نوع أمام جيش أوروبي. ولو كان مجد محمد علي ومصلحته لا يدفعانه لبذل كل ما في وسعه لتحقيق الحاخ سريع :ليذ لشو ض وكادك يالف جابحة اوجؤه كنمافات على ميمه كن هذا النجاح» فلن يستطيع الرجل أن يقدم ضمانة أكبر من قراره بوضع ابن إبراهيم باشاء على رأس قيادة جيشه. فهذا الوزير استثنائي بين أبناء جلدته. وكان من شأن نشاطه وصفاته التي جعلته ضرورة لا يستغني عنها أبوه في مصر أن تجعلنا نخشى ألا يوافق محمد علي أن يستغني عنه وقد أوكل إليه كل تفاصيل الإدارة المدنية والعسكرية لولاياته؛ بعد أن بلغ منه النصب مبلغه وطعن في السن. نستطيع إذن أن نرى في تصميم الباشا أكبير ضمان على النجاح الذي يمكن أن يحققه. 159 أما أحمد باشا الذي سيقود الأعراب بنًا فهو ضابط خبير يتمتع» مثل قائده الأعلى» بثقة جنوده. وقد قام بحملات عديدة في إثيوبياء وكذلك ضد الوهابيين في الحجاز. وبالنسبة للقوات البحرية» فينتوي محمد علي أن يستخدمها كلهاء وحتى يكسبها امتياز! جديذا على البحرية العثمانية» فقد أوكل قيادة كل سفنها إلى ضباط فرنسيين يخدمونه منذ ثلاث سنوات بوصفهم معلمين. أخيراء فإن الباشا بتفوقه في كل الأمور على أبناء دينه» إذ لا يرتجل كل شيء في اللحظة الأخيرة: بدأ منذ اليوم في اتخاذ التدابير التي تتسق مع السرية التي يرى ضرورة أن تكتنف المشروع حتى لحظة تنفيذه. فأسطوله سوف يخرج إلى عرض البحر في الشتاءء وقواته في كامل زيها وتجهيزها ومستعدة للقتال مع صدور أول أمر لهاء ومختلف المؤن تم تجميعها في الإسكندرية بحيث يمكن تحميلها على السفن بمجرد استلامه للبوارج الأربع وللمبلغ المطلوب. على الإجمال» يرى محمد علي أن الولايات الثلاث ستكون قد خضعت بعد شهرين من انطلاق قوات الحملة. وهو راغب وآمل في ألا يضطر لمعاودة القتال بعد إخضاعهاء لذلك يتمسك هذا التمسك الشديد بحضور كبير ومؤثر للقوات على الأرض وفي البحر حتى يتيقن السكان المغاربة عند ظهورها بعدم جدوى أية مقاومة. : وقبل أن أختم رسالتي هذه؛ التي طالت كثيرًا لشعوري بأن علي أن أجعلها شبه سرد يومي لما حدث» حتى لا تغيب عن معاليكم أي من التفاصيل التي وردت في أحاديثي اليومية مع الباشا وابنه ومستشاريهماء المتعلقة بمشروع حكومة جلالة الملك؛ والتي بدت لي مهمة للحكومة عند اتخاذ قراراتها فيما بعدء يتعين علي؛ سيديء أن أذكر لكم البواعث التي دفعتني إلى اتخاذ القرزار بالعودة إلى فرنسا 100 لأحمل بنفسي رد الباشا. لقد أثار وصولي غير المنتظر إلى الإسكندرية فضولاً عارما لدى الناس وكذلك لدى مختلف القناصل. ولم يؤد الصمت الذي التزمه الباشا وثقاته الثلاث» والذي التزمته أنا أيضنا ومسيو ميمو حول مهمتيء إلا إلى زيادة الشغف بمعرفة موضوع تلك المهمة. لم يدخر أحد وسعا لإرضاء هذا الفضول» الذي تحول إلى نوع من الغليان الذي على الرغم من كونه طبيعيًا في بلد لا يحمل فيه كل يوم أي حصاد جديد لفضول العامة؛ فإنه أثار قلق الباشا على ما يبدو. وبعد أن وصلت المفاوضات إلى مرحلة أصبح لا سبيل معها للتقدم إلا بعد تلقي أوامر جديدة» ونظر! لأن ورودها يستغرق شهرينء فقد رأيت أنه من الأنسب أن أذهب بنفسي للحصول على تلك الأوامر حتى لا أكونء خلال تلك الفترة؛ هدفا للشغوفين بمعرفة كنه مهمتي فأهدئ بذلك من حالة الفضول العامة التي لن تتأخر» بعد رحيلي» في التركيز على موضوع آخر. ومما يسر علي أكثر أن أتخذ هذا القرار هو أن حكومة جلالة الملك لو رفضت الاستجابة لطلب البوارج فلن أكون حينها قد أضعت وقنَا ثمينا في الإسكندرية في انتظار رد يستطيع القنصل أن ينقله للانا وكوة» وار .عن الفكين من كلك قت شراعة على الطاب: لصيل عن العودة إلى مصر حتى قبل الوقت المناسبء بما أن الباشا لن يطلق حملته إلا بعد وصول البوارج الأربع التي يستغرق تسليحها وقنّا طويلاً نسبيًا. لذلك فقد انطلقت من الإسكندرية في 5 نوفمبر على متن سفينة الملك التي كانت تحت تصرفي. كلي أمل أن تعلم معاليكم أن الاهتمام بخدمة الملك والرغبة في تسريع وصول رسائلنا كانت دافعي الوحيد للقيام برحلة جديدة طويلة في الموسم الحالي. وسواء أبلغتني معاليكم بتعليماتكم أثناء وجودي في الحجر الصحي في طولون وكان علي أن أعاود السفر في التوء أو أبديتم رغبتكم في سفري إلى باريسء بعد اكتمال إقامتي في الحجر الصحيء للإجابة على الأسئلة الشفوية التي قد ترون توجيهها ليء فأنا على استعداد دائم لتنفيذ أوامركم دون إيطاءء وأيّا كانت 91 تلك الأوامر فسأراها مكافأة قيمة على الحماس والإخلاص الذي لا حدود لهء اللذين يحركانني في خدمة جلالته. وعلى الدقة التي تعطفتم» سيدي» بتشريفي بهاء والتي سأبذل كل طاقتي في كل الظروف لأكون أهلاً لهاء على الأقل بصدق نيتي. 698 6 ,[ عامنزعةآ .علاو أ 1أهم ععصةلمممدع00) كام مله مو هه ملحق ونيقة ١١‏ مذكرة حول مشروع حملدّيقوم بها محمد علي لإخضاع ولايات البربرالثلاث. يتكون جيش والي مصر البري من عدد يقارب ما ورد في المذكرة التي قدمها مسيو دروفيتي في هذا الصدد في شهر سبتمبر الماضيء أي نحو 7١‏ ألف رجل منتشرين في مصرء وشبه الجزيرة العربية» والحبشة» وقبرصء وكاندي. زيد هذا الجيش منذ ذلك الحين بسبع فرق من الفرسان النظاميين» تضم كل منها ١٠٠4؛‏ فرس. تتكون قواته البحرية من: فرقاطات قوة ٠١‏ مدفعا متا ل لماوعو عنام الوا ا لا 6 قراويت ا ل ا اوم واد المج اكع وا م ماذ اي رق ل اما ا 62 بريجات 000 1 غواليت سد ا فاق مط يه وق عل ع قر 6 تر كمه أو لوحا وان لمجا طعا وا لكا جره :01 سفن شحن 000 0 عْهد بقيادة الفرقاطات؛ والقراويت؛ والبريجات إلى ضباط فرنسيين كانوا 193 سوف يقتطع محمد علي من جيشه ٠١‏ ألف رجل من القوات النظامية المشاة والخيالة يتم حملهم على سفن أسطوله؛ رجالا وخيولاء وكذلك على سفن أوروبية مستأجرة لهذا الغرض ليتم نقلهم بالتوالي إلى مختلف نقاط الإنزال المتاخمة للمواقع الثلاثة تونسء وطرابلسء والجزائر» والتي تم ترتيب الأمور فيها لتيسير نجاح سهل لهذه العملية المهمة. في الوقت نفسه سوف ينطلق ٠١‏ ألفا من البدو العرب» معظمهم على صهوات الجياد» من مصر ليسلكوا الطريق الساحلي الذي سيسير الجيش البحري بمحاذاته»ء ويصطحبون معهم في الطريق بدو مختلف قبائل الصحراء الذين تم عقد تحالفات معهم. وحرصا من محمد علي على تقديم الضمان الذي يراه أوضح دليل على الاهتمام الذي يوليه لهذه الحملة» فسوف يضع القيادة العليا لقواته البرية والبحرية بيد ابنه إبراهيم باشا. سوف يبحر هذا الوزير على متن الأسطول مع القوات النظامية ويتولى بنفسه القيادة في كل المواقع. سوف يكون أحمد باشا على رأس البدو الأعراب وله إدارة القوات التي ستسلك طريق البر. ولإضفاء الطابع الإسلامي المحض على حملة الباشا سوف يلتمس إبراهيم باشاء بعد الاستيلاء على تونسء» من الأميرال الفرنسي أن يبتعد بقوات الملك البحرية الموجودة أمام الجزائر. ويؤمن الباشا إيمانا شديذا بأن توخي السرية في الإعداد لمشروعه والسرعة الكبيرة في العمليات العسكرية هما أفضل ضمان يمكن أن يضاف إلى الفرص القائمة بالفعل لتحقيق نجاح سريع وسهل. وقد بنى كل تدابيره على هذا الأساس. لن يسمح الظهور غير المتوقع لقوات الحملة أمام الجزائر للداي بتلقي النجدة» التي يبدو أن جاره سلطان مراكش قد وعده بها في حال تعرضه لهجوم؛ في الوقت المناسب. 144 1 من جيومينو إلى بولينياك ملخص: - تلقي تعليمات ١١‏ أكتوبر - اجتماع مع الريس أفندي - مذكرة موضوعة تحت تصرفه - الريس أفندي يوافق على الدفاع عن المشروع لدى السلطان - أفكار جيومينو حول هذا المشروع. القسطنطينية» ؟ ديسمبر 9؟85١‏ عندما أطلعتكمء في ١١‏ نوفمبرء على الإيضاحات التي طلبتها من الريس أفندي فيما يتعلق بإرسال المدعو خليل أفندي مفتي إلى الجزائرا'"؛ لم أشأ أن أتحدث معكم عن خلافنا مع تلك الولاية. أريد أن أقول إنه ليس من المستحيل لفت انتباه الباب العالي الآن ودفعه للتحرك في تلك المسألة» ولكن نظرً! لأني لم أتلق من باريس أية معلومات أو أوامر منذ تلك التي وردت في 7٠١‏ مايو ١871‏ وتحمل لي تعليمات بمجرد إخبار الباب العالي» ودون مناقشة» بإعلاننا الحرب على الجزائرء فلم يكن باستطاعتي الآن القيام بمساعء بناء على أوامر رئيسيء لا تجليها معرفة مسبقة بتوجهات جلالة الملك. لقد أخبرتكمء سيدي الأميرء في رسالتي الأخيرة» أن تعليماتكم الصادرة في ١‏ أكتوبر لم تصلني إلا في ١4‏ نوفمبر. ولم أستطع مقابلة الريس أفندي إلا أمس. وقد اجتمعت معه على مدى ثلاث ساعات. وكنت قد أعددت مقدما الوثيقة المرفق نسخة منها("'؛ وأمرت بترجمتهاء حتى أتركها له» وهي تحمل ملخص اجتماعناء والمفترض أن تكون أمام عظهبة السلطان. وحتى أهيئ لمشروعنا الاستقبال المناسبء كان علىّ» من جانبء أن أركزء قبل كل شيء» على المجد والفائدة التي سيعود بها على الباب العالي. وكان علي» من جانب آخرء ألا أتحدث عن باشا مصر إلا بتحفظ شديدء وألا أورد له ذكرًا 1095 إلا بسبب الوضع الجغرافي للبلد الذي يحكمه. وكان علي أيضناء حتى أفيد من غرور الباب العالي؛» أن أصور الدايات» ليس بوصفهم لا يتمتعون تجاه الباب العالي سوى بعلاقات الإمارة له» بل كمجرد باشاوات يخضعون كل عام لاختيار عظمة السلطان أو تثبيته لهم. على أن سردي لكل ما استعرضته مع الريس أفندي لن يؤدي إلا إلى إرهاقكم دون طائلء ولكن حديثي معه لم يكن إلا صدى لتعليماتكم» ولم أضف إلا ما اعتقدت أنه كفيل بإقناع هذا الوزير العثماني بقوة جلالة الملك ومصلحة الباب العالي في السعي إلى كسب ثقة جلالته ودعمه واستحقاقهما. . وعلى الرغم من تملك عادة التحفظ من الريس أفنديء فقد بدا مفتونا بالخطة المقترحة. وكان يستمع بشغف لما سيجلبه تنفيذها من مجد وفائدة للباب العالي. وقد أقرء دون ترددء بالطابع المقيت لحكومات الولايات الثلاث» ومن عدم اتساقها مع السلم العام ومع مكانة عظمة السلطان. وقال إنهم ليسوا سوى إنكشارية؛» ولا يزالون موجودين رغم تبرؤ السلطان من هذه الميليشيا. وظل الريس أفندي على موافقته لي فيما ذهبت إليه. ولم يُبد سوى اعتراضات قليلة على المشروع» سرعان ما تراجع عنها جميعًا دون عناء كبير. ولكنه قال فقط إنه يرى أنه من الأنسبء. قبل سلوك طريق الحربء أن يبدأ الباب العالي باتباع طريق الإنذار. فأجبته أن هذا الإنذارء حتى يؤتي ثمارهء ينبغي له على الأقل من قوة ظاهرة تقف وراءه بادية الاستعداد لإنزال الضربة دون إبطاء لو ظل هذا الإنذار دون طائل. وفي النهاية تركت الوزير وهو على استعداد للدفاع عن المشروع لدى السلطان» وكان على اقتناع بأن هذا المشروع لو لم يتم تبنيه والبدء في تنفيذهء فإن النتائج المترتبة على ذلكء والمتمثلة في قرارنا بمهاجمة الجزائر وتدميرهاء لن يكون لها إلا أن تنزل أكبر إساءة بحقوق الباب العالي في أراضي البربر. لن أستطيع التعرف على قرار السلطان سوى بعد بضعة أيام. وأوصيت الريس أفنديء مشدذاء أن يتوخى السرية التامة» واتفقنا على أن نتحدث عن محتوى اجتماعنا في العلن بغير حقيقة ما دار فيه. ولم يكن في ذلك أدنى صعوبة؛ إذ 146 5 تحدثت معه قبل أن أتركه في مسألة الأرمن الكاثوليك؛ وفي مشروع الباب العالي المتعلق بإرسال شباب إلى فرنسا. ذكرت لكم أني حرصت على تحاشي إبراز دور محمد علي. وقد حاول الريس أفندي أن يعرف مني ما إذا كانت الخطة المقترحة لم يكن قد ثم الاتفاق عليها مسبقا مع الباشاء فأجبته بأن لا علم لي بذلك؛ ولكننا بتوجهنا إلى الباب العالي لتنفيذ تلك الخطة فإننا إنما نقدم له دليلاً لا لبس فيه على حرصنا على حقوق السيادة التي يتمتع بها عظمة السلطان. وبدا لي أن إجابتي هذه سرت خاطر الوزير. أعود الآن إلى الموضوع الذي نقترحه على الباب العالي. فرغم الانطباع السار والعميق الذي يبدو أن المشروع تركه على الريس أفنديء فإني لا أستطيع أن أهنئ نفسي بعد على تبنيه؛ لأن مصلحة الدولة هنا دائمًا ما تميل بها على الأقل - إن لم تنحها جانبًا - المصالح والرغبات الخاصة. ولكني لا يساورني شك اليوم في أن السلطان والباب العالي على استعداد صادق لبذل كل جهد ممكن لتسوية خلافاتنا مع الجزائر. سوف تلاحظون عند اطلاعكم على مذكرتي إلى الريس أفندي كم اجتهدت في أن أجدل خيوط القضية العامة مع خيوط المسألة التي تهمنا على وجه الخصوص الآن. سوف يكون بإمكاني أن أبلغكم قريبًا بما إذا كان الباب العالي قد تبنى مشروعنا كاملاء أو قسمه نصفين بحيث لا ينصب الاهتمام إلا بالجزائريين فقط؛ وإن كانت الحالة الأخيرة ما إذا كان ما يعرضه يستحق أن نقبله. 429-2 016255,1ا10نا!' .عنان0!1]1م عع32لدممكع صمت .8آ1.م 187 0- مذكرة مقدمدّ من الكونت جيومينو إلى الريس أفندي ملخص: - انتقاد سلوك البربر - قرصنتهم واستقلالهم عن الباب العالي - ضرورة تدميرهم - هذه المهمة تقع على عاتق الباب العالي - ضرورة التحرك سريعا لأن فرنسا قررت الانتقام من الجزائريين لو أجل الباب العالي تحركه - وضع مصرء مواردها العسكرية, يستطيع السلطان أن يكلف محمد علي بالحملة - البلاط الفرنسي يطلب ردًا سريعا. أول ديسمبر 5؟81١‏ يعرف الجميع منذ زمن أن حكومات الجزائرء وتونس؛ وطرابلس تتكون من - وتستعمل كل من كان بلا مبدأء ولا عقيدة» ولا أخلاق كما هو سائد في الشرق. الكل يعلم أن هؤلاء الرجال» الذين أصبحوا عارً! على الإسلام» يعيشون على القرصنة المشينة» وأنهم لا ينفكون يهاجمون الضعفاءء بل ولا يحترمون الأقوياء إلا مؤقنّاء فإذا ما استنفدوا صبر هؤلاء رأوا أنفسهم أهلاً لأحط مذمة. وأخيرًا تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء البربر إن هم إلا متمردون حقيقيون على سلطة الباب العالي»ء من جهة؛ ومسيئون له في عيون الأوروبيين» من جهة أخرىء وعلى أشد ما تكون الإساءة لشرف الباب العالي؛ إذ أنهم في سلوكهم تجاه الدول المسالمة لهم ينتهكون علناء ويوميّاء مبادئ العدالة والمساواة الكبرى التي تهتدي بها تلك الدول؛ فيعرضون بذلك؛ في الوقت نفسهء الباب العالي لأن يُتَهَم إما بعدم القدرة على معاقبتهم» وإما بالتواطؤ الضمني معهم. إن ولايات الجزائر وتونس وطرابلس جزء لا يتجزأ من الدولة العثمانية» من الناحية السياسية. وهي ولايات تعتبرء بطبيعتهاء من أخصب ولايات الدولة» وأصلحها لأن تقدم للباب العالي من المنتجات؛ والأموال؛: والمميزات العسكرية 158 والبحرية معينا لا ينضبء ومع ذلك فتلك الولايات مخصومة: في واقع الحال» من سلطة السلطان. إنها تبدو كما لو كانت لا تبعية لها لهذا العاهل العظيم إلا برابطة الدين فقطء معتقدة أن بعدها المكاني يجعلها بمنأى عن ضرباته؛ ومكتفية ببيعة عقيمة له» وإن قدمتء بين الحين والحين» بعض المساعدات الحقيقية إلى الباب العالي» فإنها إنما تفعل من باب تقديم الهبة المجانية والطوعية. باختصارء فإن مصلحة الدايات وحاشيتهم هي محركهم الوحيدء ولم تكن القاعدة عندهم أبدا مصلحة الباب العالي أو مصلحة البلدان البائسة التي يضطهدون أهلها. لقد وضعنا غير مرة؛ء في أوروباء مشروعًا لتدمير معقل قطاع الطرق هؤلاء واستبداله بنظام يتسق مع الإنسانية ومع السلم العام. هذا المشروع الذي لم يمنعه من التنفيذ حتى الآن سوى ظروف مختلفة» كان مؤجلاً فقط؛ لأنه يقع على عاتق أولئك الذين يعلون المصلحة العامة فوق كل شيء» وبالتالي فيستحيل أن يغيب عن أنظارهم. ولكن هناك سؤالين يطرحان نفسيهما هنا: هذا المشروع؛ من الذي سينفذه؟ بم تستبدل هو قائم الآن؟ الولايات الثلاث؛: كما أشرنا في السابق» تشكل جزءًا لا يتجزأ من الدولة العثمانية»؛ وحكامها ترد أسماؤهم في قوائم التعيين أو التثبيت السنوية التي يقرها عظمة السلطان. ويتضح في ضوء ما استعرضناه أن كرامة الباب العالي لا تسمح له أن ينظر بغير اكتراث إلى وضع لا ينفك يحط من سلطانه ويسيء إليه» ويثير استنكار العالم بأسره. فيتركه بغير عقاب. وإن مصلحته لا تسمح له بأن يبقى غير مبال بالاضطهاد الذي يعانيه سكان هذه الولايات الثلاث؛. وصامنًا عن حرمانه من للعو ارخ الهائلة التي يمكن أن توفرها له تلك الولايات لو كانت تحت سلطانه الفعلي. إن الدولة العثمانية» رغم كل أحزانهاء لا زالت تضم بين جنباتها عناصر قوة من الطراز الأول. ولكن تلك العناصر مبعثرة نوعًا ماء وينبغي جمعها معًا من 199 جديد وضمها بأواصر لا انحلال لهاء وتلك مهمة يضطلع بها عظمة السلطان. وسوف تكون فرنسا دائمًا على رأس أصدقاء الباب العالي المستنيرين الذين يساعدونه على السير بخطى واثقة في سبل جديدة ويزيحون العقبات التي قد تعترض طريقه. ليس هناك من شك إذنء بناء على ما سبق ذكرهء في أن الباب العالي هو الذي تقع على عاتقه مهمة الانتصاف لنفسه ولأوروبا كلها من حكومات قطاع الطرق في تلك الولايات. فإن فعل فلن تتعلق إجابة السؤال الثاني : "بم سنستبدل ما هو قائم الآن؟ إلا بالباب العالي وحده؛ إذ ستكون في استعادته للسلطة الفعلية على تلك الأصقاع ضمانة دائمة وفعالة لأوروبا من تجاوزات لم تكن لتتوقف الشكوى. منها لو ظلت الأوضاع الحالية على ما هي عليه. ولكن من الضروري أن يحزم الباب العالي أمره دون إيطاء. فهو يعرف شعور فرنسا الصادق بالتعرض للظلم؛ خاصة من قبل ولاية الجزائر» وقد جرَبّت الحكومة الفرنسية كل سبل المصالحة التي تسمح لها بها كرامتها الجريحة؛ ولكن دون جدوى. وقد كان الانتصاف الذي طلبته أقل بكثير مما يحق لها المطالبة به ولكن صبرها على المكاره لم يؤد إلا إلى زيادة وقاحة الجزائريين. وقد أمُلت الحكومة أن يؤدي حصار بحري بسيط يعوق إيحارهم وتجارتهم إلى خشية تردهم إلى جادة الصواب. بيد أن الظروف السياسية في ذلك الوقت جعلت فرنسا ترى أنه من الأفضل انتظار ظرف أفضل لإعمال الوسائل الكفيلة بإنزال عقاب نموذجي بولاية الجزائر» بل وتدميرهاء سواء بالاتفاق مع الباب العالي أو على نحو منفرد إن استحال هذا الاتفاق. وبعد أن عاد السلام اليوم إلى الشرقء فقد حزم ملك فرنسا أمره على الانتقام من الجزائريين انتقامًا مدويًا. ويجري الآن التجهيز العسكري اللازم» والذي لن بُبخل عليه بشيء لضمان إنزال ضربة قاصمة وحاسمة لو لم يُرِد الباب العالي أن يتولى بنفسه الدفاع عن مصالح هي له بقدر ما هي لأوروبا بل وتزيد عليهاء فيتبنى 200 دون إبطاء خطهً سوف يكون تنفيذها السهل في مصلحة الجميع. وإن البلاط الفرنسي وهو يقترح تلك الخطة إنما يرى فيها برهانا جديذا على رغبته الصادقة في رؤية كرامة السلطان بمنأى عن كل ما يمكن أن يمسهاء وفي رؤية الدولة العثمانية وقد عادت لتحتل مكانها الطبيعي بين الدول القوية التي تحظى بالاحترام في الداخل كما في الخارج. لا يفصل مصر عن أراضي ولايات البربر سوى صحراء يسهل اجتيازهاء ولديها جند ألفوا مكاره الحرب ألفةَ لا يفت فيها مناخ صحراء البربر» لأنه نفس مناخ بلادهم. حملة من عدة آلاقف من هؤلاء مدعومة بفرمان ممهور بالخط الشريف لعظمة السلطان تكفي لتنفيذ المشروع المقترح في فترة وجيزة:؛ فتعاد على الفور إلى سلطة الباب العالي ولايات نفد صبرها على النير البغيضص الذي يكبلهاء وينشأ فيهاء في نهاية المطاف». نظام يتسق ومكانة السلطان ورؤاه التجديدية» ومصلحة دولته والإنسانية جمعاء. وسوف تجد تلك الحملة» بلا أدنى شك» في السكان الذين ستتولى مسؤولية تحريرهم حلفاء كثرًا مخلصينء بل ولنا أن نتوقع أن التهديد بالحرمان من الحج والخوف من المنع من زيارة الأراضي المقدسة في مكة والمدينة سيكفي لإسقاط القلاع» التي ظن أصحابها الحاليون» في شيء من الجنون» أنها ستجعلهم بمأمن من كل قوى الأرضء في يد الذراع اليمنى لعظمة السلطان دون إراقة دماء. تلك هي الخطة التي يقترح البلاط الفرنسي أن يوافق عليها الباب العالي سريعًا. فلو قوبلت بما تستحقه من كل الوجوه؛ فستعد الحكومة الفرنسية الباب العالي بالتعاون الذي قد يرغبه منها للإسراع بتنفيذها على أكمل وجه. ولكن» لو _على العكس من ذلك_ تم رفضهاء فلن يتأخر البلاط الفرنسي في مهاجمة الجزائر برا وبحرا واتخاذ كل التدابير التي تمليها القضية المقدسة للإنسانية لتطهير العالم» إلى الأيدء من معقل قراصنة تطاول الأمد في التسامح. 201 لذلك يرغب البلاط الفرنسي في أن يعرفء في أقرب وقت ممكنء ما إذا كان الباب العالي يوافق على إصدار أمر حاسم حازم لواليه على مصر حتى يرسل بضعة آلاف من الرجال إلى أراضي البربر ليعيد تلك الأصقاع إلى سلطة عظمة السلطان ويحل فيها نظامًا يتسق مع مبادئ العدل والحكمة السياسية والإنسانية التي تهيمن على سلوك الحكومة العثمانية في القسطنطينية. 4223-7 2551م 1لاوكنا1 .0111م عع00033جو5ع:00) ,طاء م ل ب نكن 7 من جيومينو إلى بولينياك ملخص: - حوار بين الريس أفندي والترجمان الأول حول الجزائر - اعتراضات الباب العالي - اقتراح الباب العالي إرسال مندوب - رد جيومينو عن طريق الترجمان - حرج الريس أفندي - اقتراحه إرسال طاهر باشا إلى الجزائر - جيومينو لا يوافق على العرض ولا يرفضه. - الريس أفندي يربط سفر طاهر باشا بتعاون جيومينو - نوايا السفير. ملحق ملخص: - التعليمات التي أصدرها جيومينو إلى الترجمان الأول في / ديسمبر 5؟181. القسطنطينية» 4 ديسمبر ١8515‏ بعد ثلاثة أيام من اجتماعي مع الريس أفندي تحدث هذا الوزير- الذي كنت قد أرسلت له ترجماني الأول ببعض المسائل اليومية- مع الترجمان عن المشروع الذي كنا قد ناقشناه في هذا الاجتماع. وقد قال إن الباب العالي لا يستطيع» في الظروف الحالية» أن يفكر في تنفيذ ما اقترحناه» وإن احتلال الجيوش الروسية لأراضيه: والأعباء التي فرضتها على الدولة اتفاقية أدرنة تستنفد كل الاهتمام والمواردء وإنه يجهل ما إذا كان" لدى باشا مصر الوسائل اللازمة للقيام بمشروع كهذا وإن كان مستعذا لذلكء وأن هذا المشروع؛ من الناحية المادية»؛ أصعب بكثير مما نظنء وإن الباب العالي أقدر منا على تقدير تلك الصعوبات» وإن عملية من هذا النوع ينبغي حساب الوقت الذي ستستغرقه مقدماء وهو وقت يحسب بالسنين وليس بالشهورء وأن الشرعة المحمدية تحول دون تبني الخطة المقترحة» وفي 203 النهاية فإن الباب العالي على استعداد تام لأن يرسل إلى الجزائر مندوبًا يستطيع؛ بالتنسيق مع شخص أرسله أنا أيضًا لتلك المهمة» أن يصل إلى حل ودي لخلافاتنا مع تلك الولاية. لقد توقعت أنه على الرغم من المميزات التي يحملها المشروع للباب العالي» وعلى الرغم من عبثية تلك الاعتراضات والرد عليها مقدمّاء ومن العناية التي بذلتها في تأسيس المشروع على المسألة الجزائرية بوجه خاصء أقول إني توقعت أن الباب العالي لن يرى سوى تلك المسألة. وقد أرسلت أول أمس ترجماني الأول إلى الريس أفندي حاملاً ترجمة تركية للوثيقة التي ستجدون نسخة منها مرفقة بهذه الرسالة.0") وأعطيت الترجمان تعليمات شفوية لتكون له القاعدة التي يسير عليها فيما يدلي به وما عليه أن يقوله حتى يجعل ظهر الريس أفندي إلى الحائط: معارضة افتراض أن الهدف من مسعانا هو طلب وساطة الباب العالي بيننا وبين الجزائرء أو وضع الإهانات التي لحقت بنا موضع مناقشة واللجوء إلى آخرين للحصول على نصفة نقدر على الحصول عليها بأنفسناء وأن يوضح أننا بحديثنا عن الجزائر أردنا إشعار الباب العالي بشكل ملموس بالمصلحة التي تدفعه إلى أن يضمن بنفسه استعادة سلطانه على البربر في لحظة أصبحت فيها الفرصة سانحة لنا وللمسيحية لتنفيذ مشروع توصلت إليه أوروبا منذ فترة طويلة؛ وتدمير تلك الولايات وإرساء نظام أوروبي تماما فيهاء وأن يركز على تلك الفرصة بحيث يشعر الباب العالي أننا لا نسعى أبدا لتخطيه؛ وأن المشروع ليس فوق قدرات قواتناء بكل تأكيد. بل إن فيه فائدة ومجذا لن يثيرا إلا غبطة فرنسا وأننا نستطيع بأنفسنا أن نجد معاونين أكثر حماسة وأن من بينهم (ولتجعله يشتم هنا رائحة روسيا والأمريكيين) من سيرى في تلك الحملة التي تعود بالمصلحة المشتركة على كل القوى المسيحية فرصة أيضنًا لتلبية مصلحة خاصة له بإنشاء بعض النقاط البحرية والعسكرية له في البحر الأبيض المتوسط؛ وليخلص من تلك الاعتبارات؛ في النهاية» إلى أن مقترحاتنا على الباب العالي تهدف في 204 الأساس لمصلحته هوء بما أن مصلحتنا سثَلبّى في الحالتين والنتائج متساوية بالنسبة لناء لذا فإن كل ما نطلبه هو مجرد أن يتبنى المشروع الأفضل لمصالحه ولمكانة عظمة السلطان. تلك كانت معالم التعليمات التي أعطيتها لترجماني الأول. شعر الريس أفندي بالحرج وبأن حججنا قد أفحمته؛ ولكنه؛ مع ذلك» أعاد ترديد بعض اعتراضاته السابقة» ثم» متجاهلا كل ما اعترف به هو نفسه من ضعف سلطة الباب العالي في أراضي البربرء أشار بنبرة من يوشك أن يفشي سراء إلى أن لدى عظمة السلطان 'وسائله الخاصة؛ لفرض الطاعة» وأن تلك الوسائل لا تخيب. وقال "إن الباب العالي قد وضع نظره على طاهر باشا وهو أحد القادة الذين قادوا الأسطول العثماني في نافارين. فقد ولد طاهر باشا في بلاد البربرء لذلك فهو يعرف نقاط القوة والضعف في تلك الولايات أكثر من أي شخص آخرء وقد حارب هناك. سوف نرسله إلى الجزائر. ولتتأكد من أنه سينجح» وسينفذ أوامر السلطان. وتلك الأوامر جاهزة بالفعل. لو وافق السفير على خطتنا فسنستدعي على الفور من عزمنا على تكليفه من شوملا. " وقد لام الترجمان الريس أفندي على إصراره على ألا يرى سوى الجزائر في موضوع يمس الولايات الثلاث دون تمييز» فأجابه الوزير: 'لتطمئن» فإن هدفنا واحد» ولا نختلف سوى في السبل التي توصلنا إلى هذا الهدف. سوف يبدأ الباب العالي بالجزائريين." أصبحت المسألة أكثر حساسية. فمن الواضح أن الباب العالي لا يريد الموافقة على المشروع؛ لأنه ليس له أن يُنفذ إلا بقوات باشا مصر الذي يرغب الباب العالي في تقييد قوته لا زيادتها. ولكن» انطلاقا من فكرة أن رغبتنا الكبرى قد تكون» في جوهرهاء إنهاء خلافنا مع الجزائرء وانطلاقا من خشية أن يؤدي غضبنا إلى اتخاذ قرار رسمي بغزو تلك الولاية وتدميرها وإحلال نظام حكم آخر فيهاء وتحالف محمد علي معنا لمصلحته؛ سارع الباب العالي باقتراح طاهر باشا. غلن أن قبول :هذا الدرطن ينك التارق سَريعًا عن المشروح الوحيد الذي :حلت مسؤولية طرحه وتحييد كل الوسائل الجديدة التي يمكن أن توفرها التقارير الأولى الواردة من مصرء مقدماء إنه يعني بكلمة واحدة الفشل السريع. ومن جانب آخرء يعني رفضه حرمان حكومة جلالة الملك من فرصة قد تراها مناسبة. 205 لذلك فقد أجبت الريس أفندي؛ هذا الصباح» بأن فكرة إرسال طاهر باشا نظرا لكونها لا تمت بصلة لما تلقيت أوامر بشأن إبلاغه للباب العالي» فلا يسعني إلا أن أقبل ما يطرحه حول تلك البعثة شريطة موافقة حكومتي عليه: وأني لا أوافق عليها ولا أعارضهاء وأني لو كنت مخولاً إدارة المسألة الجزائرية هنا فاعلية» اقترحت على الباب العالي أيضنًا فكرة إرسال مبعوث من الجزائر إلى باريس. ولكن في الوضع الذي أنا عليه الآن» يتعين علي أن أطلب من الريس أفندي أن يخبرني بما إذا كان إرسال طاهر باشا إلى الجزائر أمرًا قد قرره بالفعل الباب العالي» ومتى سيسافرء حتى أطلع بلاطي على ذلك. وأضفت كل ما من شأنه أن يشعر الريس أفندي أكثر بأن الملك لا يساوره أدنى قلق فيما يتعلق بنتيجة حملة على الجزائر؛ ولكن يتعين على الباب العالي وحده أن يقرر ما إذا كان واجبه ومصالحه يتيحان له أن يبقى غير مبال بتلك النتيجة؛ أم أنها تملي عليه أن يسعى لتحاشيها مستشعرا بنفسه ضرورة الحملة. إن كنت قد نجحت في شرح موقفيء فلا بد أنكم تعون الآن أني مع رغبتي في الحفاظ على فرصة إنهاء الخلاف مع الجزائر بتدخل من الباب العالي» التزمت رسميًا بألا أحيد قيد أنملة عن الخطة التي رسمتها تعليماتكم: فاحتفظتء بذلكء بما يمكنني من العودة للإمساك بزمام الأمور والضغط للموافقة على هذا المشروع. عاد ترجماني من الباب العالي. أراد الريس أفندي أن يتحاذق معيء فلم يكن أبدَا أكثر تأكيدا على امتلاك السلطان للوسائل الكفيلة بإلزام البربر بطاعته؛ ولم يتحدث عن طاهر باشا بوصفه مندوبًا يسير على رغبات السلطان وينفذ أوامره. وجعل سفره رهنا بموافقتي على هذا الإجراء أو قيامي؛» على نحو ماء بالوعد بتسهيل المفاوضات بيننا وبين الداي. ثم أطال اللغو في مشروع إخضاع الولايات على يد والي مصرء ولم يُبد بعض الوضوح سوى في العبارة التالية : “يعلم السفير جيذا وضع ونظام الدولة وعلاقات الحكومة مع الولايات البعيدة عن المركز بحيث سيتفهم أننا هنا بصدد واحد من تلك المشاريع التي لا يستطيع الباب العالي أن يقرها صراحة” غدًا سوف أرسل ترجماني مرة أخرى إلى الريس أفندي وسآمره بأن يبلغه مقالة لن أعود إليها أبداء وهي أني لا أستطيع أن أناقش سوى المشروع الذي كلفت بالتفاوض بشأنه مع الباب العالي» وأني ليس لدي ما أضيفه لما قلته بالفعل فيما يتعلق بابتعاث طاهر باشا إلى الجزائرء وأننا لن نتنازل» تحت أي ظرف» لا إلى حل وسط مع الداي» وأخيراء أن الباب العالي لو كان يشك في النتائج التي ستعود بها الحملة المقترحة عليه وعلى حقوقه ومكانته» من جانب» ويستشعرء من جانب آخرء عدم قدرته على تحصيل تلك النتائج بوسائل كتلك التي يملكهاء فليس أوثق من المشروع الذي طرحناه وسيلة وحيدة كفيلة بربط تلك الحقوق وهذه المكانة بمثيلاتها التي يطالب بها الملك وتستدعيها المصلحة العامة لأوروبا في أن واحد. 441 - 436 8 ,255عأناوتنا1 .غناو أ أاهم ععمةلمممدعرم) ...هق 207 ملحق الوثيقة ١١‏ تعليمات جيومينو إلى الترجمان الأول أرى فيما قاله لك بالأمس الريس أفندي حول الموضوع الرئيسي للقائنا الأخيرء عدم وعي هذا الوزير بمقصدنا. المسألة هي أن: ولايات البربر في حالة عداء معتاد مع كل الدول المسيحية. نبرم معها معاهدة اليوم؛ فتخرقها غدًا لو استشعرت استطاعتها ذلك دون عقاب. فنعود دائمًا لنقطة البداية» لأن حسن الطوية والأخلاق لا وجود لهما عندهم. يتفق الريس أفندي مع هذا المذهب. تقترح حكومة فرنسا على الباب العالي إحلال النظام بها إلى الأبد بإعادة تلك الولايات إلى حظيرة سلطته» وبوسائل تكفل مراعاة مكانة عظمة السلطان ومصالحه من جانبء» وتوفر ضمانات دائمة لأوروبا من جانب آخر. وبالتالي» فخلافات فرنسا مع الجزائر ليست هي الموضوع الرئيسيء بالمرةء فيما أردت إبلاغ الريس أفندي به. سوف تجد فرنساء بلا شك» في تنفيذ الخطة المقترحة شفاءً لضغائنها تجاه تلك الولاية» ولكن جلالة الملك لم يتبن تلك الخطة أبذا ليُحمّل الباب العالي مسؤولية الأخذ بأثر خاص. فجلالته يستطيع أن يفعل ذلك بنفسه» ومستعد لذلك. وله كل الحق فيه. ولكن ممارسة هذا الحق كاملا سوف ينتج عنها تدمير الجزائر. والذي يترتب عليه بالضرورة إرساء نظام حكم جديد على الساحل الأفريقي؛ وفي ذلك إسراع بالتنفيذ الكامل لمشروع متفق عليه منذ فترة طويلة في أوروباء ويتمثل في طرد البربرء والاستعمار الأوروبي للبلاد الخصبة التي يحتلونها ويضطيدون أهلها. وسيجد هذا المشروع: بمجرد الشروع فيه الكثير من المتعاونين الذين سيرى غير واحد منهم الفرصة سائحة أخيرًا لتحقيق الرغية في الحصول على نقاط عسكرية وبحرية له على 208 ساحل البحر الأبيض المتوسطء وليس لدى فرنسا أي دافع شخصصي لمعارضة ذلك. وعلى ذلك فجلالة الملك يثبت من جديد - باقتراحه أن ينفذ الباب العالي هذا المشروع بشكل معكوسء أي أن يستعيد بنفسه سلطانه على ولايات البربر - رغبته الصادقة في ربط مصالح الدولة العثمانية بمصالح أوروبا. وقد اتفق معي الريس أفندي في أن الولايات الثلاث. في وضعها الحالي؛ لا تخضع للباب العالي إلا إسميّاء واعترف بصدق كل ما استعرضته من سلوك بغيض لتلك الولايات» ومن الفوائد التي ستعود على الدولة العثمانية من استعادة سلطة السلطان عليها. اليوم» يبدو أن الريس أفندي لا يرى في كل ما قلت سوى ما يتعلق بخلافنا الخاص مع الجزائر. فهو يعارض المشروع بأسره بشريعة الإسلام؛ ولكن لو كان من الثابت (كما هي الحال هنا) أن ولايات تابعة للدولة تحكمها مبادئ يرفضها كل دين» وأن نظامها ومسلكها يسيئان» دون هوادة» إلى مكانة الباب العالي في عيون العالم أجمع؛ وباختصارء أن الانكشارية قد جعلوا منها ملاذهم الأخيرء فكيف للإسلام أن يعارض تبني الباب العالي للخطة المقترحة؟ بل وكيف؛ على العكس من ذلكء لا يحثه على تبنيها؟ نحى الريس أفندي كل تلك الاعتبارات القوية جانباء واقترح مجرد إرسال رجل إلى الجزائر يسعىء بالتنسيق مع مندوب فرنسي من قبليء إلى تسوية الأمور. لا أستطيع إلا أن أجيب بما يلي: 'لم أتلق أبدا أية أوامر بأن أطلب وساطة الباب العالي لتسوية خلافاتنا الخاصة مع تلك الولاية. ولكن لدي أوامر بأن أعرض عليه مشروعا يشمل ولايات البربر الثلاث» الجزائرء وتونس» وطرابلسء وأن أعلنه بأن هذا المشروع لو لم يتم الترحيب به فسيلجأ جلالة الملك؛ بمجرد الانتهاء من استعدادات لمهاجمة الجزائريين» ودون إبطاءء إلى الوسائل الكفيلة بإخضاعهم وبالتمكن؛ وحده أو مع حلفاء آخرين» من إرساء نظام حكم يضمن الهدوء في تلك المنطقة وإرضاء كرامة الدول المسيحية." 209 وبالتالي» فاقتراح الريس أفندي بابتعاث مندوب عن الباب العالي لا يستجيب للاقتراح الذي حُمّلت مسؤولية طرحه عليهء وليس بوسعي أن أعزز هذا المندوب بمعاون فرنسيء بما أن كرامة فرنسا تأبى عليها التفاوض مع الجزائريين. لذلك» أطلب من الباب العالي أن ينظر بعين الحكمة إلى المشروعء وإلى الاعتبارات التي طرحتها عليه؛ وأن يخبرني» في أسرع وقت ممكنء بتوجهاته النهائية حتى أستطيع أن أخبر بلاطي بها. 5-- 434 8 ,255ث ناو كنا1 .عنا 1 لأهم ععصه10ممدع00) .م ١7‏ - من جيومينو إلى بولينياك ملخص: - الريس أفندي يعود عن لهجته السابقة - الياب العالي يقرر انطلاق طاهر ياشا - وصول رسائل من مصرء وتقارير من أودير وميمو حول محاوراته الأولى مع الباشا - تأثير مقترحات محمد علي على قرارات الباب العالي - الخشية التي يشعر بها الباب العالي تجاه الباشا - وجهة نظر جيومينو حول السبل الثلاثة لحل مشكلة الجزائر. 1١8179 ديسمبر‎ ١١ القسطنطينية»‎ في رده بالأمس على ما كلفت ترجماني بإبلاغه إياه» غير الريس أفندي من لهجته السابقة» فلم يتحدث عن إرسال طاهر باشا إلى الجزائر إلا بوصفه في مهمة عاجلة للباب العالي لأغراض تخصه تماماء ولم يطلب موافقتي؛ ولم يعد جاعلا من موافقتي الرسمية شرطا لسفر مندوبه» واختتم حديثه قائلا إن النقطة الوحيدة التي كان يريد توضيحها هي معرفة ما إذا كنت أعارض في سفر طاهر باشا. وهنا اعترض الترجمان قائلا إني بإعلاني عدم الموافقة على اقتراح الباب العالي إلا شريطة موافقة حكومتي؛ فإني أكون قد أوضحت جليًا أني لا أوافق عليها ولا أرفضها. فقال الريس أفندي 'بما أن ذلك كذلك؛ فسيسافر طاهر باشا". في الوقت نفسه؛ كانت لغة مصطفى أفنديء ساري عسكر السلطان وأحد خلصائه» مع مسيو جوبير 120561 مشابهة حيث قال له: "الخطة التي تقترحها فرنسا ضخمة إلى حد لا يستطيع معه الباب العالي التفكير في تنفيذها في الظروف الحالية. وهو يرى بالفعل كل المميزات التي تحملها ويرى فيها أيضنا دليلاً جديدة على صداقة جلالة الملك. ولكن عظمة السلطان بقراره اليوم بإرسال طاهر باشا إلى الجزائر» إنما يثق في أنه سينجح في إنهاء الأمر على نحو مُرض." 211 على أن مسيو جوبير لم يستطع؛ فيما يتعلق بمشروعناء أن يُخرج ساري عسكر من تلك الدائرة. كان مسيو ديجراني 765828065 ومسيو جوبير أحدهما في الباب العالي ومن الكابتن أودير حول كيفية استقبال محمد علي للموضوع الذي كان عليهما مفاتحته فيه. وقد كتب مسيو أودير أن الباشا سوف يقوم بما طلبتاه منه بموافقة سيده أو بدونها. وقد رتب أموره على أساس المضي قدمًا دون أن يخشىء» على ما يبدوء حدوث أي تعطل فيما بعد. والعرض الذي أمر هو نفسه» أحد رجاله؛ بإبلاغ القسطنطينية به شفويًا أكثر إغراءً للباب العالي من كل المميزات التي طرحتها أناء وعلى نحو لا يقارن. وإن لم يصب سهمه الأول ففي جعبته سهم ثان ولن يمنعه شيء» بكل تأكيدء عن تنفيذ ما اقترح عليهء والذي يمثل في الوقت نفسه» موضوع كل. أمانية منذ وفث:طويل. وأضاف مسيو أودير أن محمد على لا يننظر شينا من مساعي» بل ويأسف أني بدأتهاء ويخشى أن يشك الباب العالي في وجود تواطؤ فيما بينناء ولكنه ليس قلقا من أي شيء آخر. وقد أنهى رسالته بقوله: 'ربما يكون الضرر أقل بكثير مما نعتقد في نهاية المطافء فربما ابتلع الديوان طعم الاقتراحات التي طرحتهاء لينتهز تلك الفرصة حتى يُحسب له القيام بشيء يسر خاطر فرنسا. ولكنها لم تنسف كل الإيجابيات. طلب الباشا من القنصل أن يدعوني لعدم القيام بمساعي إن لم أكن قد بدأتها بالفعل. فقد طلب هو أيضنا من الباب العالي؛ ولكن شفويّاء فرمانا للغاية نفسياء طارحا العملية على أنها وسيلة يوفر بها للباب العالي ما يساعده على الوفاء بالتزاماته تجاه روسيا. واختتم القنصل رسالته بهذه الكلمات: "وعلى أية حالء» لو قَدّر لمساعي الباشا أن تفشلء وكذلك الحال بالنسبة لمساعيكم في القسطنطينية» فرأينا أن المشروع لن يتأثر وسوف نفخر بنجاحه التام." 212 تقريرا مسيو أودير ومسيو ميمو كانا مؤرخين ١7‏ نوفمبر. ولم يتحرك البريد الذي حملهما من الإسكندرية إلا في ٠١‏ منه؛ ولم يصلا إلى هنا سوى أول ليس بوسعي أن أجزمء سيدي الأميرء بما إذا كان الباب العالي عندما اقترح علي إرسال طاهر باشا إلى الجزائر؛ في المرة الأولى» كان قد اطلع بالفعل على اقتراحات محمد عليء وما إذا كان الريس أفندي عندما أراد ربط تلك البعثة بموافقتي الرسمية لتصبح بذلك إجراءً تم بناء على طلب مني أو بالتنسيق معي إنما كان يرمي من وراء ذلك إلى دعم موقفه ضد مشروعات باشا مصر. أميل إلى اعتقاد ذلك؛ ولكن ما ليس فيه شك عندي هو أن لهجته بالأمس ورجوعه المباغت عن موقفه السابق لم يكن مبعثه إلا أخبارا جاءته أيضنا مع البريد الأخير. كذلك لا أشك في أن الباب العالي عندما أوكل الوزير بالرد علي اهتم بتصوير بعثة طاهر باشا كما لو كانت أمر! تم الاتفاق عليه معي. سوف أسرع بالكتابة إلى القنصل وإلى المسيو أودير موضحا لهما ذلك. لقد أصبحت اقتراحاتنا اليوم محل رفض من عظمة السلطان» وفشلت كل حججنا أمام الغيرة والخشية التي يثيرهما محمد علي لدى الباب العالي. لا يحتمل إنن أن يكون الباشا أكثر رضنا منيء أعني فيما يتعلق بحصوله السريع على الفرمان الذي يريدء والذي لن يتوافر ربما إلا في وقت لاحق بعد حدوث ترتيبات لم تحدث بعد ولم تعرف بعد أو يرحب بها في القسطنطينية. من وجهة نظري الشخصية؛ القضية تتمثل فيما يلي: مسألة الجزائر تضغط علينا. كرامة جلالة الملك تضررت منها وتطلب ثأرً! سريعًا وكاملا. هناك ثلاث سبل غير متساوية القيمة مطروحة أمامنا اليوم لإنهاء تلك المسألة. أولها التحالف مع محمد علي للوصولء عن طريقه؛ إلى قلب النظام في الولايات الثلاث وإقامة نظام حكم جديد في ولايات البربر. تلك هي الخطة التي صدرت على أساسها تعليماتكم الأخيرة. ثانيهاء أن ننتقم» بأنفسناء من الجزائر فندمر بقواتنا وحدها معقل القراصنة هذا. تالثهاء انتظار نتيجة مهمة طاهر باشا. فيما يتعلق بالسبيل الأولى؛ أُقُِ بأن محمد علي مستعد للاشتراك في خطتنا سواء بإذن الباب العالي أو بدونه. يبقى أن نعرف التدابير التي تم اتخاذها لتنفيذ هذا المشروع؛ ومن سيقود القوات؟ وهل سيكون إبراهيم باشا أو أحد أجلاف التّرك: عديم الكفاءة» وما هي فرص نجاح المشروع وفرص فشله: وأخيرً! ما هي الفترة الزمنية التي سيستغرقها تنفيذه؟ الإجابة على تلك الأسئلة مهمة؛ لأن هذا المشروع لو فشل عند التنفيذ فإن مكانتنا السياسية لن تنجو من الضرر؛ لأنها هي التي وضعت هذا المشروع؛ وحمته؛ وبنت عليه آمال الانتقام من الجزائريين. ونظرً! لأني ليس لدي؛ حتى الآن؛ المعطيات اللازمة لتكوين رأي حول تلك النقاط المختلفة» فليس بوسعي أن أدلي برأي حول الجدوى الحقيقية لهذا المشروع. السبيل الثاني والمتمثل في مهاجمة الجزائر بقواتنا نحن» فيبدو أكثر جاذبية. وذاك أن نجاحه سوف يعود علينا بالمزيد من المجدء كما يمكن الربط بين هذه الوسيلة وتعاون محمد علي الذي سيتسلم الجزائر منا بعد توليه مهمة إخضاع طرابلس وتونس. وبذلك يكتمل مشروع انتقام أوروبا من البربر وإعادة الأمن لبحورهاء مع ما سيعود به ذلك من مجد كبير لجلالة الملك. ولكني» وإن كنت أميل إلى هذا الترتيب» على فرض إمكانية تنفيذه وعدم اعتراضه بمصالح أخرى أكثر إلحاخاء ومع استعدادي لتأييده تماماء فإني لا أستطيع أن أفعل ذلك رسميًا اليوم» نظر! لأني ليس تحت يدي كل المعلومات الإحصائية» والعسكرية؛ والمعلومات الأخرى على نحو يسمح لي بإعلان هذا الرأي. 214 لقد ذكرت ابتعاث طاهر باشا إلى الجزائر بوصفه السبيل الثالث. الباب العالي يتوجس من طموحات محمد عليء ولا يريد أن يساعده على تحقيقها. وهو يخشى تبعات حملة فرنسية على الجزائرء ويستشعر أننا لو استولينا على تلك الولاية» فربما لا نعيدها له» وأن تدمير الجزائر ربما يفضي إلى تدمير الولايتين الأخريين. سلطة الباب العالي عليها اسمية» بلا شكء أكثر منها فعلية» ولكنه وإن أقر بذلك سراء فلا يستطيع أن يصرح به في العلن. هذا إلى جانب أنه غارق الآن في حمّى الإصلاحات متطلمٌ برؤى جديدة للمستقبل» يغبط نفسه بتجديد شبابه الذي سيعيد له السلطان في الداخل. لذلك فهو بحاجة إلى بعض الوقت وقدر من ثبات الأمور عن نا عن ضيه حك رطنت قوقدم وشدك: لها والقدر لك اتلك لرنيت وجهة نظري أسوقها هناء ولكنها وجهة نظر الباب العالي. ثقتي قليلة في نجاحه؛ ولكن هذا النجاح هو هدفه. ومن هنا تهم مسألة الجزائر الباب العالي لمصلحته الخاصة» وعلى هذا النحو يتعين عليه؛ كما أبلغته» أن يرى بعثة طاهر باشا. يبقى حق جلالة الملك كاملا ولجلالته حرية اتخاذ القرار الذي يراه أنسب له. فله أن يأمر بالسير في المشروع الذي يعتمد فيه على محمد علي ٠‏ أو تبني الآخر الذي يقضي بمهاجمة الجزائرء أو الدمج بين الاثنين معا. بعثة طاهر باشا لا تربط الملك بأي شيء. ولكن لجلالة الملك أيضاء مراعاة لخاطر الباب العالي» السيد الرسمي على الولايات الثلاث؛ أن ينتظر ليرى ما إذا كانت تلك البعثة ستؤدي إلى ترضية يرضى بها دون إراقة دماء. لجلالة الملك الرأي في ذلك. أما بالنسبة لي» وحتى تصلني أوامر جديدة» فأعتقد أن ليس أمامي سوى طريق واحد أسير فيهء ألا وهو المزيد من إقناع الباب العالي بقرارنا باللجوء إلى استخدام القوة قريبّاء لو لم يحل بيننا وبين ذلك حائل حتى ذلك الحين. وفيما يتعلق بالخطة التي كنت قد اقترحتها عليه بما أن الباشا يفضل إمساكي عنهاء فلن تكون موضع إلحاح مباشر مني على الباب العالي» في الفترة الحالية» ولكني سأعرض 215 الأمر بشكل غير مباشر وذلك بأن أشعره بأننا لو قررنا الاستيلاء على الجزائر» فبإمكاننا أن نجعلها تحت سلطان باشا مصر. تلك التلميحات: حتى وإن لم تصل للهدف المنشودء وفي حالة ما إذا أراد الملك انتظار نتيجة مهمة طاهر باشاء فمن شأنها أن تحفز الباب العالي» على الأقل للسعي بحماس من أجل إنجاح تلك المهمة؛ وبتعزيزها بكل ما من شأنه أن يعزز سلطانه على الجزائريين. سوف أكتب إلى مسيو أودير ومسيو ميمو بألا يلقيا بالا لذلك وأن يظل عملهما دائمًا في إطار تعليماتكم. لو لم يهتز الباشا من رفض الباب العالي ومن موقفه فلن يكون لمهمة طاهر باشا أي تأثير على الدايء» وسيُبقي هذا الوضع الفرصة قائمة أمام الملك لتبني الخيار المذكور في الفقرة قبل الأخيرة في المذكرة الملحقة برسالة معاليكم: تلك المتعلقة بقبول استسلام الداي أو متابعة مشروع قلب النظام في الولاية. لقد رأيت عدم جدوى إطلاع الكونت أورلو على تلك المسألة في الوقت الحالي. فتعاون الروس يساويء في نظر الباب العالي» التهديد» وبما أن الضرورة لا تقتضي طلب هذا التعاون الآن» وليس هناك من ميزة لإطلاعهم؛ فالأفضل الإمساك عن ذلك أو تأجيل الحديث قيه. 8 - 442 ,255عألاوانا1 .علا اهم عع1هل«0م دعم .طم 6 - من أودير إلى بولينياك ملخص: - أودير يصل إلى طولون - أودير مقتنع بأن طلب الباشا للبوارج الأربع شرط لا مندوحة عنه - رأيه حول فاعلية حملة يقوم بها باشا مصر - المصاعب التي يمكن أن تلقاها قوات فرنسية» ليس في إخضاع الجزائرء ولكن في إخضاع قبائل الداخل - أودير يطلب تعليمات حول الاتفاقية التي ينبغي إبرامها مع محمد علي» ويطلب أيضًا خطة تحصينات طرابلسء, وتونسء والجزائر لتسليمها للباشا. طولون. ٠١‏ ديسمبر 1815 غادرت الإسكندرية في 79 نوفمبرء لأصل إلى طولون بعد رحلة أضنتها سلسلة من موجات سوء الأحوال الجوية والعواصف. أرسلت رسائل مسيو ميمو والرسالة التي قدمت فيها تقريرًا عن مهمتي إلى أميرال الميناء راجيا إياه أن يبعث رسولاً بهما إلى معاليكم في الحال. لقد حاولت في تقريري أن أعرض المسألة على وجهها الحقيقي قدر الإمكان؛ مع التأكيد على الشروط التي وضعها الباشا دائمّاء وأكرر هنا أنه لن يتراجع عن اشتراطها في اقتراحه بالقيام بحملة على ولايات البربر. وكم كانت دهشتي كبيرة عندما علمت أن الرجل لم يغير أبذا موقفه في هذا الصددء ولا أدري ما هي الدوافع التي جعلت البعض .لا يرون أهمية إطلاع معاليكم على شروط الباشا عند إطلاعكم على المميزات التي عرضها الباشا. وقد ازداد .استيائي من ذلك؛ لأن أول نتيجة لهذا الصمت هي تأخير تنفيذ مشروع حكومة جلالة الملك لعدة أشهر. لا أبالغ إن قلت إن تلك البوارج هي شرط الباشا المطلق» وقد وصلت إلى هذا الاقتناع من خلال لقاءاتي الحميمية اليومية والتي لم آل فيها جهذا لتفنيد فائدتها مستخدمًا كل حجة يمكن أن تخطر على بال. فهو لن يصدر أوامره بانطلاق جيشه إلا بعد أن يراها تدخل ميناء الإسكندرية؛ إذ لا يريد لأسطوله أن يظهر دون سفن متعددة السطوح. الأطقم المصرية مستعدة للصعود إليها. لقد بدا لي أن وعده بالتسديد خلال أربع سنوات؛ بدلاً من عشرء يقلل من كلفة القرض. هذا فضلاً عن أن نفقات أسطولنا ستتقلص بشدة عند ابتعاده عن سواحل الجزائر بمجرد مغادرة المصريين لتونس. وأخيراء لنا أن نعتقد أن محمد علي لن يستخدم ما سنقدمه له من ضباط مدفعية وضباط من سلاح المهندسين؛» ومن عتاد ومؤن؛ أو على الأقل سيستخدم النزر اليسير منها. حاولت التأثير على الباشا فقلت له إن الكثيرين في فرنساء خاصة في الجيش» سوف ينظرون بألم لعدم قيامنا بأنفسنا بالقصاص للإهانات التي أصابت رايتناء وإنناء في بلادناء لا نعرف من المجد سوى الذي جنيناه بأيدينا في ساحة الوغى» إلخ.؛ وإني آسف لعدم موافقته على الإسراع بالقيام بحملته» لأننا ربما نلجأء لو تأخر الوقتء إلى القيام بالحملة بجيش فرنسيء وحينها سيفقد فرصة فريدة لزيادة قوته. ولكن محمد علي قالء بكياسته المعهودة» إن حسن السياسة والمجد الأكبر لفرنسا يقتضيان أن توكله بتلك المهمة ولا تقوم بها بنفسها. ما أورده هنا في تقريري حول هذا الموضوع هي كلماته التي أعادها مرارًا وتكرارا. قناعتي اليوم؛ وأقولها صراحة؛ أن لا أحد أقدر على إخضاع البربر أسرع ولا أقل كلفة من والي مصر, ولا أستطيع أن أخفيء بعد أن اطلعت على معلومات عن هذا المشروع؛ أن جيشا فرنسيًا سوف يواجه عقبات جسامّاء مرعبة؛ وربما يستحيل التغلب عليها. أرىء في عبارة واحدة» أن تعريض جيوشنا لمثل تلك 218 الصعاب التي لا تتغلب عليهاء نظا لطبيعتهاء شجاعة ولا مهارة يعتبر مخاطرة جسيمة؛ فضلاً عن أن التجهيزات والاستعدادات تستلزم نفقات تفوق الخمسين مليون فرنك وتستغرق زمنا لا يعلم أحد مداه. محاصرة الجزائر برا واقتحامها عملية سهلة حسب القواعد العادية للحرب» ولكن الاستمرار في حرب ذات طبيعة أخرى؛ حرب شرسة ودموية ضد القبائل العديدة التي سوف تزعجنا بغاراتها دون هوادة تستلزم قوانًا ضعف أو ثلاثة أضعاف قواتناء وسوف تجبرنا على سحب كل إمداداتنا من كل نوع من الخارج. يا كانت قرارات الحكومة فسألتزم بتنفيذ أوامرها بكل الحماس والإخللاص اللذين سيظلان أبذا دافعي في خدمة جلالة الملك. على أني سأكون ممتنا غاية الامتنان لو تكرمتم معاليكم بإخباري مقدمًا بما ينبغي أن أنتظر بعد انقضاء الخمسة والعشرين يومًا الباقية لي في الحجر الصحي. هل سيتاح لي الذهاب إلى باريس؟ يبدو لي ذلك مفيدا؛ لأن هناك الكثير من الأمور التي يفصح عنها اللسان وتستعصي على القلم. وربما يجدر بي في هذا المقام أن أشير فقط إلى ملاحظة فرضت نفسها علي: مصر خالية» منذ خمس سنوات؛ من كل الأمراض المعدية. على أني يتعين علي أن أتهيأ لاحتمال صدور الأمر بمغادرتي إلى الإسكندرية قبل انقضاء فترتي في الحجر الصحيء وفي تلك الحالة يتعين علي أن أطرح على معاليكم عدة أسئلة حتى نتحاشي أي تأخير قد يطرأ عند صدور أوامر جديدة وما تستتبعه من طلب معرفة تفاصيل التنفيذ في مسألة ينبغي» حسب المعطيات؛ الإسراع في الانتهاء منهاء لو قررت الحكومة الاستمرار فيها. ١.لو‏ تم الاتفاق فهل ينبغي أن يأخذ شكل اتفاقية مكتوبة» ومن الذي سيوقعها؟ .١‏ هل ينبغي أن أَضَمَنْها أي شيء 'يتعلق بالامتيازات التجارية التي تتمتع بها فرنسا وامتيازاتها القديمة في الولايات الثلاث التي ستخضع لسلطان محمد علي؟ 219 في تلك الحالة سوف أحتاج إلى الحصول على نسخة من الامتيازات التي لنا مع تلك الولايات حتى أتخذها أساسا لي. لا توجد نسخة منها في قنصلية الملك بالإسكندرية؛ وألتمس من معاليكم التكرم بالأمر بإرسال نسخة إلي. ". يفتقر محمد علي للمعلومات الكافية حول تحصينات المواقع الثلاثة؛ طرابلس وتونس والجزائرء وقد طلب مني أن ألتمس من حكومة جلالة الملك نسخة لخرائط تلك المدن الموجودة في وزارة الحربية. وسوف يكون ممتنا لو حملتها معي عند عودتيء بالإضافة إلى رسم تخطيطي لمختلف أجزاء مدفعيتنا والتغييرات التي طرأت عليها مؤخرا. أما بالنسبة للخرائط الجغرافية لسواحل البربرء والموجودة في الأسواق» والتي يريد الحصول عليها أيضاء فسوف أشتريها بنفسيء إن استطعت. 3 - 2-81 ,[ املاع .عاونا أأهم ععمهلجممدعنره0 .5م من أودير إلى البارون يوالوكونت غندمءء اوذه8 ملخص: - تعليقات على التقرير والرسالة السرية اللذين أرسلهما إلى الأمير بولينياك - أفكار حول المفاوضات التي يتعين عليه إجراؤها بمشاركة مسيو ميمو - أودير يطلب تعريقا أدق لعلاقته بالقنصل وسلطة كل منهما. طولون: ١؟‏ ديسمبر 1١/8179‏ أغبط نفسي كثيرًا على الكرم الذي شملتموني به خلال الأيام القليلة التي شرفت فيها بالتواصل معكم. وقد جرأني ذلك على أن أطمع في المزيد من كرمكم فألتمس أن تتفضلوا بأن تودعوا عناية سمو الأمير بوليئياك التقرير الذي أرفعه اليوم إلى سموه. ربما ترون أهمية ذلك لو علمتم أني كتبته وسط ضجيج 8٠١‏ بحاراء في سفينة شراعية لا تتوقف عن التمايل والتأرجح» تضربها العواصف الهوجاء تارة» ويتلاعب بها بحر لا يهدأ غضبه في شهر ديسمبر تارة أخرى. لقد ضمّنت هذا التقرير ورسالتي السرية كل ما يمكن أن يساعد حكومة جلالة الملك في أن ترىء فيما بعدء رأيها حول المشروع المقترح بالنسبة لمحمد عليء وأنا على أتم استعداد للإجابة على الأسئلة التي قد يريد الوزير أن يطرحها علي في هذا الصدد. لقد وجدت أن علي» وأنا في حالة عدم اليقين هذه من وجهتي القادمة» أن أتحسب من الآن لاحتمال مغادرة طولون إلى مصر قبل انقضاء فترة إقامتي ميمو. تنص تعليماتنا على أن 'يقو ام القنصل بالمفاتحة الأولى» وبمجرد فتح الحديث في الموضوع أستكمل أناء وحديء السير فيه كما أرتئي". ولكن في فقرة تالية هناك 221 قيدٌ يولي مسؤولية "إبرام الاتفاقية المتعلقة بالمساعدة المالية والتوقيع عليها" للمسيو ميمو. بيد أن مناقشة هذا الموضوعء خاصة مع الأشخاص الذين يتعين علينا التحدث معهم فيه؛ لا يمكن أن تجري على نحو منفرد. يرى القنصلء وأوافقه الرأيء أن تلك النقطة جزء أساسي في المفاوضاتء وأنه ينبغيء من الآن فصاعذاء أن يشارك في كل المساعي التي أرى لها فائدة ويرى فيها فرصة سانحة. والنتيجة هي ما أردت تحاشيه ٠‏ فقطء وكما تعرفون سيدي البارون» بدافع الحرص على حدبة جذلة الملك: للد ضاق صدري: كلم اع .مسقلا في تكرك واحده وك يبد بالتقطافتي أن لعفن تكن وسنفلة تافر الى أملقياء لصالع:العيمة: فارمي: كبا يقولون» بكل سهاميء وأستفيد من علاقتي التي أستطيع أن أصفها بالحميمة مع الباشاء والتي تسمح لي بالعشاء معهء فهي مزية لا يمنحها لأحد؛ ولكنها عندي ليست سوى وسيلة تأثير عليه. والنتيجة أني لم أعد أستطيع الإفادة من كل ما لي من نشاط وصدق نية كنت أود لو استطعت تسخيرهما لخدمة المهمة التي حمّلت مسؤوليتها. فكل ذلك يشِلّهء جزئيّاء تدخل مسيو ميمو الذي قد لا يرى في أمر أجده ملمًا أنه كذلك. هذا فضلاً عن أن غياب الباشا المتكرر عن الإسكندرية أو إقامته في القاهرة ستمثل عقبة جديدة أو سببًا في الإبطاءء بما أن كل خطوة أخطوها ستعطلها ضرورة العودة إلى القنصل في مسألة المساعدات والتي ستتكررء حتماء كثيرًا في مناقشة النقاط الأخرى. لذلك ألتمس منكمء سيدي البارون - لو قررت الحكومة المضي في المشروع - أن تتكرموا بأن تقترحوا على سمو الأمير بولينياك التعديلات التي ترونها مناسبةء في التعليمات الجديدة التي سأتلقاهاء بما يكفل ألا يلغي القيد المشار إليه آنفاء من الناحية الفعلية وبشكل تام حرية التصرف التي كانت قد تّركت لي في بقية جوانب المفاوضات؛ والتي أراها ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى ليكون لوجودي في مصر فائدة تذكرء فألبي بذلك هدف الوزير من إرسالي إلى تلك البلاد. كب كن ل سيكون من المفيد لنا أن نعرف ما إذا كان من المفترض أن نصوغ اتفاقا مكتوبًا في شكل اتفاقية تضم كل البنود التي تم الاتفاق عليها بين فرنسا ومحمد علي أم أن علينا أن نبرم اتفاقية منفصلة للمساعدات؟ في الحالتين» من الذي سيتولى التفاوضء والاتفاق» والتوقيع؟ كم أود أن يكون من الممكن أن يتم التعامل مع مسألة المساعدات على نحو منفصل؛ لأني لا أحب المشاركة في المسائل المالية» ولكني لا أرى إمكانية كبيرة لفصلها إذ إنها ترتبط ارتباطا جوهريًا بمسألة البوارج والمساعدات الأخرى التي تعرضها الحكومة الفرنسية» وكذلك بالعمليات العسكرية التي سيتولى محمد علي القيام بها. على أنه نظرًا لأن الرقم الذي طلبه محمد علي قد أصبح معلومًا لدينا الآن» فلا أعتقد أن هذه النقطة ستحتاج إلى كثير من المناقشة فيما بعد. لذلك أفلا نستطيع؛ إرضاءً للمسيو ميموء أن نحتفظ له بالتوقيع المشترك على أي اتفاقية» مع تحديد الحدود التي يتعين علي ألا أتخطاها في النقاش أو الاتفاق؟ وأرجو أن تكون على ثقة تامة» سيدي البارون» من أني سأحرص كل الحرصء في المستقبل كما كان حالي في السابق» على أن أطلع قنصل جلالة الملك دائما على أدق تفاصيل تحركاتي؛ إذ أرى في ذلك واجبًا تقتضيه اللياقة كما تمليه مشاعري الخاصة تجاه ألتمس من جنابكم أن تغفروا لي الصراحة المفرطة التي اكتنفت مفاتحتي لكم في هذا الموضوع الدقيق» فقد فرضها التزامي تجاه مسيو ميمو وتجاه نفسيء كما فرضها حرصي على خدمة جلالة الملك» وتجاه مثل هذا الحرص لا يقف أي اعتبار حائلا أمامي. لقد شجعني كرمكم على الوفاء بهذا الواجبء. وكم أود أن تتموا الجميل فتنظروا بعين الإنصاف إلى دوافعي في ذلك. 85 -84 1,1[ عاملاوظ .عنان تامهم ععم م ممم دعسه0 .8.م 2123 -٠‏ من أودير إلى باغوص ملخص: - إعلامه بوصوله إلى طولون وانتظاره لأوامر جديدة - العقبات التي ربما تحول دون تسليم محمد علي البوارج التي طلبها - أودير يرجو باغوص أن يستخدم تأثيره لثّني الباشا عن هذا المطلب. طولون؛ "٠+‏ ديسمبر ١859‏ أسارع بإخبار معاليكم بوصولي إلى هذا الميناء في 7١‏ من الشهر الجاري» بعد رحلة لم تكن سوى سلسلة متصلة من العواصف. كان أشدها في الليلة التي بين “لا و6 ديسمبر» والتي أهلكت منا الحسد والمتاع, بين كاندي وصقلية. ولم ينقذنا سوى الله وقسمتنا من هلاك ظل ماثلا أمام أعيننا ما لا يقل عن ١7‏ ساعة. بمجرد إلقاء مراسينا بعثت» مع رسول خاصء إلى سمو الأمير بولينياك؛ تقريرا مفصلاً عن المسألة التي قادتني إلى مشاره وأرسلتء بالوسيلة نفسهاء رسالة جناب إبراهيم باشا إلى مسيو دروفتيء والذي لا يزال» لحسن الحظء موجوذا في باريس. لم أحذف شيئًاء في تقريريء من كل الأمور الجوهرية التي تناولتها أحاديثنا إبان لقاءاتنا المطولة والمتكررة؛ كذلك أبنت»؛ بالدقة نفسهاء حججكم وحججيء فيما يتعلق بالمطالب التي كلفني الباشا بنقلها إلى حكومتي. أنتظر الآن نتائج القرارات التي ستْتّخذ في مجلس الملك. على أني لا أتوقع أن تروق تمامًا لمحمد علي باشاء لأني؛ ولا أخفيكم سراء كلما أنعمت الفكر في مسألة البوارجء منذ مغادرتي الإسكندرية: وجدتها عقبة تستحيل على التجاوز. العقبة الأولى» كما شرفت بتكرارها على مسامعكم غير مرة: تتمثل في أن الحكومة الفرنسية لا يبدو لي أنها قادرة على التنازل عن أربع من بوارجها في ظروف يريد الملك فيها أن يصل 234 بأسطوله البحري في حالة السلم الحالية إلى أربعين بارجة» وهو ما لم يصل إليه بعد. وأكرر هنا أيضًا أن العقبة» كما أتوقع» ليست في الاعتبارات المادية بقدر ما هي في الوقت اللازم لبناء واستبدال جزء مهم من قواتنا البحرية؛ لأن لدي من الأسباب ما يحملني على الاعتقاد بأن حكومة الملك سوف توافق على تسليم الباشا مبلغا يساوي ثمن البوارج الأربع بدلا من التنازل .له عن تلك السفن بعتادها. بل وربما توافق أيضمًا على بنائها في ترسانات الدولة. لقد شعرت باقتناعكم. بكل ما تشرفت بترديده على مسامعكم في هذا الصدد عندما أرسلت برسالة إلى محمد علي لمعرفة قراره النهائي. وسيحسئن جذاء لمصلحة الباشاء أن يشارككم هذا الاقتناع؛ فما الأهمية التي يمكن أن تكون لحفنة بوارج مقارنة بالمكاسب التي سيجنيها وأسرته من مشروع تعرض الحكومة الفرنسية تسهيله» وسوف تهلل له أوروبا بأسرها؟ إن معاليكم على بينة من مصالح الباشا الحقيقية بحيث لا تحتاجون لحث على استخدام كل ما لكم من تأثير لحمل جنابه على التخلي عن أمله بالحصول» في الوقت الحالي» علي البوارجء والتي لن تكونء: على أية حالء ذات فائدة حقيقية في نجاح الحملة. 89-90 ) ,1 عاأملاقط .عنانو1) لمم عع0ه10ممدعنه0) .ظآ.م 225 -"١‏ من بولينياك إلى ميمو ملخص: - إفادة الوزير باستلام رسائله - مفاتحات جديدة سوف تجرى مع محمد علي - أودير سيساعد ميمو في المفاوضات - القنصل فقط سيوقع الاتفاقية. باريس. "١‏ ديسمبر ١/8159‏ وصلتني الرسائل التي أرسلتها في 2١15‏ و7٠‏ ولا”ء و78 نوفمبر7'') منذ بضعة أيام. وقد شرفت بوضعها تحت أعين جلالة الملك» ويسرني أن أخبرك بأن جلالته راض عن الهمة العالية التي أبديتها في المفاوضات المهمة والدقيقة التي أوكلتك بهاء وكذلك همة مسيو أودير» وأنا على ثقة من أنك ثابرت»؛ بقدر الإمكان» لثني محمد علي عن تصميمه على الشروط المغالى فيهاء نوعًا ماء التي أبلغنا بها. على الرغم من أسفنا من أن صنعوبات» لم نتحسب لهاء أحالت نجاح المفاوضات التي فتحت مع والي مصرء أمرا غير مؤكد» فإن حكومة جلالة الملك لم تفقد الأمل في إمكانية أن تؤدي مفاتحات جديدة إلى نتائج أفضل وأكثر حسما من المفاتحات الأولى التي قمتم بها. وعلى ذلكء فيشرفني أن أنقل إليك التعليمات التى حملني ثناؤك على مسيو أودير والانسجام التام الذي يسود بينك وبين هذا الضابط على أن أرسله إلى مصر مرة أخرى حتى يساعدك في إتمام المفاوضات التي بدأتماها معا. وقد أردت في البداية ألا يكون مسؤولا سوى عما يتعلق بالجانب العسكري من الحملة بينما تختص أنت وحدك بما يتعلق بالمساعدات» ولكن اتضح 2206 همه من تقاريركما استحالة فصل الأمرين ووجوب أن يعالجهما معًا المفاوضان» وبحيث يتدخل كل منهما على النحو الذي يراه الأمثل لخدمة جلالة الملك وإتمام المهمة المشتركة. وعلى ذلك فقد تقرر أن تكون التعليمات التي سيحملها لك مسيو أودير موجهة إليكما معا. بيد أن رغبة جلالة الملك تقضي بالاحتفاظ لك وحدك بشرف توقيع الاتفاقية. وبمجرد توقيعها عليه أن يعود إلى فرنسا ليحملها إلينا. وإذا ما حدث العكس وتوقفت المفاوضاتء عليه أن يعود أيضنا لإطلاع حكومة جلالة الملك على كل التفاصيل. ولا أحتاج بالطبع إلى أن أوصيك بالاحتفاظ بالثقة والتفاهم المطلقين اللذين ساداء منذ بداية المفاوضاتء بينك وبين مسيو أودير حتى نهايتها. إن جلالة الملك بتمييزك عليه بشرف التوقيع على الاتفاقية إنما يرمي إلى تحفيزك على مضاعفة ما تشمله به من رعاية وثقة وعطف. 2 - 91 1,6[ عاملاعط .عدان 1 أامم ععسصدلمممدعم) .م ١‏ من بولينياك إلى أودير ملخص: - إفادة الوزير بتلقي تقريره - عروض جديدة ينبغي طرحها على محمد علي - على أودير التفاوض على نحو مشترك مع ميمو وأن يعود بالاتفاقية إلى فرنسا - الوزير يوصي بمراعاة الاتسجام التام بين المفاوضين. "١‏ ديسميبر ١/8159‏ وصلني منذ بضعة أيام تقريرك المؤرخ ؟ ديسمبر والرسالة السرية التي بعثت بها في ٠١‏ من الشهر نفسه. وقد شرفت بإطلاع جلالة الملك على الأسلوب المشرف الذي التزمته في تنفيذ المهمة التي أوكلتك بهاء وهو ما نال رضا جلالته. على الرغم من أسفنا للمضاعب غَيز المتوقعة التي عاقت المفاوضات التي بدأتها بالتنسيق مع مسيو ميمو مع والي مصرء فإن حكومة الملك تبشرك بأن عروضًا جديدة قد تفضي إلى .نتائج أفضل وأكثر حسما من سابقاتها. وعلى ذلك فسأتشرف بإيلاغك ومسيو ميمو بالتعليمات التي ينبغي عليكُما اتباعها في جهودكما القادمة. وعليك؛ بمجرد تلقيك تلك التعليمات: أن تنطلق إلى الإسكندرية. كانت نيتي تتجه في البداية إلى “أن تتولى أنت كل ما يتعلق بالجانب العسكري من الحملة المقترحة في تلك ا ا بالشروط المتعلقة بالمساعدات التي قد نستطيع تقديمهاء إذا اقتضت الحاجة» إلى الباشا. ولكن يبدوء في الحالة الراهنة» أن هناك شبه استحالة لفصل الأمرين دون أن يعود ذلك بالسلب على خدمة جلالة الملك. لذلك فقد تقرر أن تجريا المفاوضات 228 معًا أنت ومسيو ميموء بحيث يستخدم كل منكما وسائله الخاصة التي تكفل إتمام لنيمة: التي كلما بها مخا. التعليمات التي ستحملها إلى مسيو ميمو تعليمات مشتركة لك وله. بمجرد توقيع الاتفاقية عليك أن تحملها عائذا إلى فرنساء فإن حدث عكس ذلك وتوقفت المفاوضات. فعليك أن تعود أيضًا حتى تطلع حكومة جلالة الملك على كل التفاصيل. أنت تقدّرء بلا شكء الثقة الغالية التي تحظى بها في هذا الظرف. والحق أن جانبًا كبيرًا منها يعود إلى آيات المديح التي أسبغها مسيو ميمو على سلوكك. وليس هناك أكثر” تشريفا لشخصيكماء ولا شاهدا أفضل على إخلاصكما التام لجلالة الملك؛ من هذا الانسجام التام الذي كان عنوان علاقتكما. إن تجربة التنسيق التي بدأتما بها هذه المفاوضات إنما هي برهان أكيد على الفطنة التي تسعيان لختامها بهاء فتحظيان؛ بذلك» بأسباب جديدة لنوال عطف جلالة الملك. 4 - 93 2 ,1[ عاملزعظ .عنا11)10ه0م ععضهلدممدع مه .ظا. ذه 229 ؟؟ - من الأمير بولينياك إلى مسيو ميمو ومسيو أودير ملخص: - الأمير يعلن إرسال تعليمات جديدة - على المفاوضين أن يبذلا أقصى ما في وسعهما للحصول على موافقة الباشا على المقترحات الفرنسية - سوف يوقع مسيو ميمو الاتفاقية منفردا. "١‏ ديسمبر ١/859‏ التعليمات التي ستتلقيانها اليوم تحمل لكماء بكل دقة» الحدود التي تريد حكومة جلالة الملك أن تسير في إطارها المفاوضات التي كلفتما بالقيام بها بالتنسيق فيما بينكما. تقضي رغبة جلالة الملك أن يستخدم كل منكما ما لديه من أساليب تأثير وتحرك مختلفة» بالتوازي مع الآخرء حتى تصلا بالباشا إلى الموافقة على مقترحاتنا. وقد رأئ جلالتة أنهمن الأفضتل أن يعهة إليكما مثاء“مرة أخرئ: يمهمة هذه المفاوضاتء بما أن محمد علي يتغيب كثيرا فيكون» حينهاء من المفيد أن يسافر معه مسيو أودير في بعض أسفاره بيئما يبقى مسيو ميمو في الإسكندرية» أو عندما يكون من المفيد أن تجريا مباحثات متزامنة مع الياشا وابنه» عند وجود كل منهما في مكان غير الذي يوجد فيه الآخر. عليكماء إذن» أن تعملا مغاء أو على نحو منفصلء حسبما تقتضيه الظروف» ولكن من الضروري أن تحضرا! معا الاجتماعات الرسمية وتوقيع الاتفاقية. يأسف جلالة الملك لعدم استطاعته مكافأة مسيو أودير على ما أبداه من همة فيخوله التوقيع على هذه الاتفاقية. ولكن نظر! لأن مسيو أودير ليس مخولاً بصفة رسمية لدى الحكومة المحلية» كما هي الحال مع مسيو ميموء فسيقتضي هذا الأمر إصدار تفويض رسمي له بالتوقيع على هذه الاتفاقية فقط» وهو إجراء رسمي نرى أن :م الأفضل تحاشيه. وعلى ذلك فسوف يوقع مسيو ميمو على الاتفاقية منفردا. لن يقلل ذلك؛ بحال من الأحوال» من حق مسيو أودير في عطف جلالته الذي سيتحين الفرصة لإظهار دلائله له. بمجرد إبرام هذه الاتفاقية» يعود مسيو أودير إلى فرنسا حاملاً إياهاء ويرسلها لي في مرسيليا مع رسول. ولو حدث العكس وتوقفت المفاوضات» فسيتعين على مسيو أودير أن يعود أيضنًا إلى باريسء ليحمل لي المعلومات التي يمكن أن تفيدني في هذا الموضوعح. 5 2 ,آ عاملاوظ .عبابونامم ععصملممموعىمه0 .ظ.م 5 - تقرير مرفوع من بولينياك إلى الملك شارل العاشر ملخص: - الوزير يذكر بالأسباب التي تؤيد القيام بحملة ضد الجزائرء والمجد الذي سيعود على فرنسا بقضائها على قرصنة البربر - يقترح» في هذا الصددء فتح اعتماد بمبلغ ١8‏ مليون فرنك تخصص لمساعدة محمد علي في حملته - المكاسب التي ستعود على أوروبا من تدخل الباشا ١81٠١ يناير‎ “ تعلمون جلالتكم سلوك داي الجزائر تجاه فرنسا. وتعلمون أيضًا سلوك داي طرابلس تجاه قنصل فرنسا في فترة لاحقة. وقد جعل هذان المثالان جلالتكم على بينة مما يمكن أن تنتظروه من حكومة مثل حكومتي هاتين الولايتين» اللتين تختاران زعماءهماء دائمّاء من بين صفوف ميلشيا تكونت من أفسد ما يمكن أن يقدمه الشرق. وتعلمون» جلالتكم, أن سبب خلافاتنا المتجددة دوما 3 الجزائر لا تعود إلى حادث عارضء ولكن إلى طبيعة الحكومة التي تدير هذا البلد» وأن هذا السبب الدائم والجوهري سيفضي حتماء وعلى نحو متكررء إلى النتائج نفسها. ومع ذلك: فقبل استبدال الحصار الذي أمرتم جلالتكم بضربه أمام الجزائر بتدابير أكثر صرامة» تعطفتم جلالتكم؛ جريًا على التزام يشي بسمو مشاعركم ألزمتم به نفسكم بعدم اللجوء إلى السلاح إلا بعد استتفاد كل السبل الأخرى؛ فأمرتم حكومتكم ببذل محاولة أخيرة مع الداي لحمله على الاعتراف بما اقتزف وإصلاح ما أفسد. وقد استقبلت السفينة التي ترفع علم التفاوض الفرنسيء بالفعل» في الجزائرء ولكن عند مغادرتها هاجمتها نيران المدفعية.. نك دما زفق بعد هذا الاعتداء» لم يبق أمام جلالتكم إلا أن تشعروا من أساء فهم نواياكم السامية بقوتكم» وهنا طرح ترتيبٌ جديد كفيل بأن يستوعبء في مراميه الأبعد» ضغائننا تجاه الجزائر وطرابلس؛ والقصاص الذي نريده من زعيمي البربر بهما أيضا. أمير استطاع بالفعل أن ينشرء تحت سيادة الباب العالي: أيادي الحضارة البيضاء على مساحة لا بأس بها من أفريقياء لا ينتظر سوى إشارة من جلالتكم؛ ليزج بالأصقاع الغنية» التي تئن من القيادة الوحشية العمياء في ولايات البربر» في أحضان السلام؛ والثقافة» والحرية. لا يطلب محمد علي من جلالتكم سوى المساعدة ببعض المال ليضطلع بهذا المشروع النبيل ويتمه. لن أقول لجلالتكم إن المبلغ الذي يطلبه الباشا أقل بكثير مما ستتكلفه فرنسا في حملة تقوم بها بنفسها على الجزائر. فذاك اعتبار هيّن لدى جلالتكم أمام ما سيتبادر إلى ذهنكم من أن الخطة المقترحة ستحقن دماء رعاياكم. إني لا أتحدث هنا عن ضرب من قصاص لطالما أنزل ولم يفلح؛ وكثيا ما عاقبت به قوى أوروبية دولا لا دين لها ولا قانون؛ بل أتحدث عن نتائج تستحق النظر من جلالتكم تعرض عليكم: الشعوب المسيحية وقد تحررت من الخوف من الاسترقاق في الأصقاع الوحيدة التي لا يزال يتعين عليها فيها تحمل الذلة والعنت» وكل الساحل الإفريقي من تخوم مصر إلى سلطنة مراكش وقد عاد إلى العلافات الطبيعية الطيبة مع مجتمع الشعوب الأوسع؛ والساحل الذي طهّره موت القديس لويس عليه؛ وقد تحررء في ظل حكم شارل العاشر وبأياديه البيضاء؛ من القرصنة ومن نظام البربر اللذين جعلا منه رعب البحر الأبيض المتوسط وبلاءه. كل الأمم التي تبحر سفنها في هذا البحرء وكل الشعوب التي تسكن سواحله» سوف تمخر 233 عبابه حينها بحرية» في كل اتجاهء في إكبار لسياسة جلالتكم الراقية والكريمة. ومباركة اسمكم. وأخيرً! نجاح جلالة ملك فرنساء بعمل مجيد لسلطانه» في تحرير كل الملوك المسيحيين الآخرين من الجزية التي ظلوا يحملون عار أوروبيًا بدفعها لزعماء القراصنة الثلاثة. في ضوء تلك النتائج أقترح على جلالتكم قبول هذا المشروع الرائع والعظيم ودعمه. من هذا المنطلق ألتمس من جلالتكم أن تأمروا وزير الخارجية بفتح اعتماد إضافي بمبلغ 78 مليون فرنك تحت بند نفقات طارئة وسرية للسنة المالية .١87٠١‏ سوف تُمنح 8 ملايين من هذا المبلغ إلى محمد علي هبة على سبيل المساعدة لتمكينه من بناء أو شراء البوارج الأربع التي يراها لازمة لزيادة حجم أسطوله. أما العشرون مليونا الباقية فستقدم على سبيل القرض دون فوائد»ء وسوف يلتزم بتسديدها على أقساط في مواعيد محددة وخلال فترة لن تتعدى الثماني سنوات. فإذا ما حصل محمد علي على تلك المساعدات اللازمة لتمكينه من تغطية النفقات الطارئة التي سيتكبدها بسبب تلك الحملة» التزم بإرسال 4٠‏ ألف رجل لإخضاع ولايات البربر. سوف يقضي فيها على استرقاق المسيحيين ويدمر القرصنة ويستبدل فيها بنظام الدايات الفوضوي غير المنضبط نظامًا يضاهي النظام الذي يحكم مصصر به وفي الوقت نفسه ستجد الدول الأوروبية نفسها وقد تحررت من الجزية التي كانت تدفعها في تلك الولايات الثلاث. وسوف يضمن محمد علي بكل دقة الحفاظ على الحقوق والامتيازات التي اكتسبتها تلك الدول في ولايات البربر. وفرنسا التي ستتحرك هنا بدافع المصلحة العامة فقطء مترفعة عن كل اعتبارات المصلحة الخاصة؛ لن تسعى للحصول على ميزة خاصة أو مزية جديدة» مكتفية بتأكيد حقها ومعتبرة نفسها قد نالت مقابل تضحياتها كل الخير الذي ستجنيه كل الأمم من مشروع ستفخر دائمًا بأنها وقفت وراءه ووجهته ودعمته. تلك؛ مولاي:» هي الأسس التي ألتمس من جلالتكم أن تأمرواء بموجبهاء القائم على القنصلية العامة في الإسكندرية بالتفاوض بشأن الاتفاق عليها مع محمد علي» وزير السلطان في مصرء وتوقيع اتفاقية معه بشأنها. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام؛ إلخ الأمير بولينياك باريسء ” يناير 1١81٠‏ يعتمد: شارل 0 - 97 ,آ عاملزو5 .عناو نادم عع 1020م مهم ...هم نا دن ىّ 6 من بولينياك إلى أودير ملخص: - يرسل اله مذكرة لإيصالها إلى الباشا حول أسلوب مهاجمة الجزائر - خريطة المدينة والتحصينات سترد فيما بعد - تسليم نسخة من اتفاقيات فرنسا مع ولايات البربر. ه يناير م١‏ نزولاً على الرغبة التي أبداها لكم محمد عليء يشرفني أن أرسل لك في القريب العاجل خريطة مدينة الجزائر وتحصيناتهاء وخريطة أخرى للخليج الذي تقع فيه. كان من المستحيل إتمام هذا العمل قبل رحيل مسيو دروفيتي. مرسل لكم طيه مذكرة دقيقة حول السبل الكفيلة بضمان الحصول على مميزات عند مهاجمة الجزائر» وبإمكانك أن تستخرج منها معلومات يمكن أن تفيد الباشا في حملته؛ ولكن لتحرص على ألا تطلعه عليها إلا بعد توقيع الاتفاقية. أرسل لك مع هذه الرسالة أيضًا نسخة من الاتفاقيات التي أبرمناها مع ولايات البربر؛ وقد أخبرتني أن القنصل العام بالإسكندرية يفتقر إلى تلك الوثائق» لذلك أرجو أن توصلها إلى مسيو ميمو. 11 ؟ بآ عاملاعظ .عدوا نامم ععممل0نممدع سرون .85م 1 -من بولينياك إلى جيومينو ملخص: - عدم جدوى مهمة خليل أفندي إلى الجزائر - فرقاطات جزائرية محاصرة في الإسكندرية. باريسء " يناير 1875١‏ لا ننتظر الكثير من وجود خليل أفندي في الجزائر.!*') فلو كان الباب العالي الذي منع الداي من دعم سلطان المغرب ضد النمساء قد شعر أن عليه؛» من باب احترام هيبته وحماية مصالحه؛ أن يفرض سلطته أيضنًا لدفع هذا الزعيم على أن يقدم لفرنسا الانتصاف الذي تستحقه؛ لما اقتصر على مجرد السماح لمفاوض متطوع ودون مهمة رسمية أن يحمل كلمات غير رسمية حول مسألة طالت إلى درجة يستحيل معها أن تنتهي بوسيلة كهذه. أعلم تمام العلم» سيدي الكونت» الدوافع التي حدت بك إلى الموافقة على الرغبة التي أبداها لكم الريس أفندي باقتياد الفرقاطتين اللتين نحاصرهما في ميناء الإسكندرية إلى القسطنطينية. ففي ذلك مزية عودة فرقاطاتنا المستخدمة في هذا الحصار إلى الخدمة دون إطلاق سراح الأخريين فتعودان إلى مضايقتنا. ولكن في ظل الوضع الحالي يبدو من الأفضل أن يحتفظ محمد علي بالفرقاطتين» وأرجو أن يكون قد اتخذ هذا الموقف.... 5 © ,260 عأناوسن؟ .عنوتاتامم ععمملمممعع سم .تام 3" - من جيومينو إلى بولينياك ملخص: - جيومينو يستمر على رفضه لإرسال مندوب ليصاحب طاهر باشا إلى الجزائر - الريس أفندي يعلن أن لا شيء لديهم تجاه الجزائر ويتراجع عن أي مسعى لدى الداي. القسطنطينية: ” يناير ١/87١‏ طاهر باشا موجود في القسطنطينية منذ عدة أيام. أخبرني الريس أفندي بذلك وسألني عما أنتويه. وعاد إلى إبداء رغبته في أن أرسل مع طاهر باشا إلى الجزائر مندوبًا من عندي. ذكرنّه بحديثي السابق. وقال لي بالأمس إن الباب العالي ليس مهتمًا كثيرًا بالجزائر»ء ولكن اهتمامه منصب على أن يقدم خدمة لناء وهذا هو ما دفعه لاقتراح هذا المسعى؛ ولكن؛ وحسب رأي طاهر باشا نفسه؛ فمن الأنسب أن أضم إليه مندوبًا فرنسيًا. لقد أرسلت لتوي ترجماني إلى الباب العالي ليخبر الريس أفندي مجدذا بأنيء وأنا لم أطلب أبذا وساطة بيننا وبين تلك الولاية» ليس عندي ما أضيفه لما قلته سابقا. أعلم» سيدي الأميرء أن الكابتن أودير سافر من الإسكندرية إلى طولون في الأيام الأخيرة من نوفمبرء وقد كتب لي رسالة» و ا التي حملته على اتخاذ هذا القرار. لا بد أن الباب العالي قد اطلع على مقترحات الباشا ولكنه غير مقتنع بها. فهل يريدء بإصراره على أن أضم فرنسيًا إلى بعثة طاهر باشاء أن يستغل ذلك ضد محمد عليء وهل سيؤدي رفضي إلى رفض الباب العالي لتلك البعثة؟ للفرضية الأولى وجاهتها عنديء ولكني لا أستطيع أن أبدي رأيّاء حتى الآأن» عن الثانية.... تلقيت للتو تفرير الترجمان الذي كنت قد أرسلته إلى الريس أفنديء وهاك الرد الأخير لهذا الوزير: 'ليس لدينا شيء تجاه الجزائرء وكنا نود القيام بمحاولة للتوفيق» ولكن قيامنا بها وحدنا لن يكون له معنى. ولهذا لن نفعل." أنتظر إذن أوامر جلالة الملك. 8 © ,260 عأنانننا! .عناو لثامم ععصملدمدزوعء01) .تال 4 من بولينياك إلى دروفيتي ملخص: - الوزير يرسل دروفيتي إلى طولون حاملاً التعليمات الموجهة إلى ميمو وأودير - سوف يطلع الكابتن أوديرء بكل وضوح. على دقائق توجهات الحكومة. ا ” يناير ١87٠‏ خلال الاجتماعات المختلفة التي جمعتني معك إيان المفاوضات التي كنا قد فتحناها مع الي مصر: استطعت أن تتفهم جيدًا توجهات الحكومة في كل ما يتعلق بهذا الموضوح. لذلك زأيت أنه من المفيد في خدمة جلالة الملك أن يتلقى منك مسيو أوديز:- الذي ينتظر في طولون التعليمات التي علي أن أرسلها له - كل المعلومات والإيضاحات الكفيلة بتسهيل نجاح مهمته؛ وبناءً على تعليمات جلالته يتعين علي أن أدعوك إلى السفر فور! إلى تلك المدينة. سوف تلم مسيو أودير الرسائل والوثائق المرفقة» وتطلعه على دقائق توجهات الحكومة حول كل نقاط المفاوضات التي يتولى هذا الضابط مسؤولية القيام بها بالتنسيق مع مسيو ميموء ولتشمله بالنصائح التي تمكنك بصيرثئك وخبرتك من تقديمها له. بمجرد انطلاق مسيو أودير إلى الإسكندرية؛ فلك مطلق الحرية في الاستفادة من إذن الملك لك بالعودة إلى إيطاليا لاستعادة عافيتك. 6 2 بآ عاملاوظ .عدو 11 أاهم ععمقلهممدع مسو ...م 9 من بولينياك إلى ميمو وأودير ملخص: - مسيو دروفيتيء حامل تعليمات الوزير, سوف يطلع أودير على توجهات الحكومة - رسائل موجهة إلى محمد علي وإبراهيم باشا. ١87٠ يناير‎ كلفت مسيو دروفيتي بأن يحمل إلى مسيو أودير في طولون التعليمات الصادرة إليكما. سوف يقوم مسيو دروفيتيء الذي أطلعته على دقائق توجهات حكومة جلالة الملك؛ بالرد على كل الاستفسارات التي يمكن أن تطرأ لمسيو أودير بعد الاطلاع على تعليماتكما. أرسل لكما طيه تحليل الرسالتين اللتين كتبهما إلى محمد علي وابنه إبراهيم0"؛ يستطيع مسيو أودير أن يسلم الرسالتين بمجرد وصوله أو بعد الاجتماع الأولء حسبما تريان بعد النقاش فيما بينكما حول هذا الأمر. 5 1 ,1 عاملاو .عنان 11 أ0م عع01020مدع ه00 .8.م 241 حي بضرة علس ملخص: - أسباب جديدة يطرحها بولينياك لمساندة فكرة التنازل عن البوارج الأربع التي يطلبها محمد علي - مشروع مادة سرية ومنفصلة تنص على هذا التنازل. يناير ٠.‏ 1"(1) وردت أخبار جديدة من مصر تجعلنا نفقد أي أمل في تنازل محمد علي عن طلبه الخاص بالبوارج الأربع ليقوم بحملة ضد ولايات البربرء وموافقته على قبول ما يوازي ثمنهاء وهو 8 ملايين فرنك أبدى جلالة الملك استعداده لمنحها له. الحملة المقترحة على أهمية كبيرة» ليس لفرنسا فقط ولكن لأوروبا بأسرهاء بحيث يبدو من المناسب تذليل أي عقبة قد تهدد بتعطيل تنفيذها. التضحيات التي ستتحملها فرنسا تبررها عظمة النتائج التي ستفسر عنها. قامت الاعتبارات التي استند إليها رفض حكومة جلالة الملك تسليم عمارات الدولة البحرية إلى محمد علي؛ في الأساسء على عدم ملاءمة تسليمه ضمانا من هذا التوع دون وجود أي ضمان مؤكد لتنفيذ خططه ونجاحها. ولنا أيضًا أن نخشى الانطباع الذي ستتركه داخل فرنسا مغادرة أربع بوارج ملكية وتسليمها لقوة أجنبية للقيام بمشروع ليس هناك من مؤشرء حتى الآنء على فائدته وأهميته. على أن هناك سبيلاً للتخلص من هذين الاعتبارين السلبيين» ويتمثل في عدم تسليم محمد علي البوارج التي طلبها إلا بعد أن يكون مشروعه قد بُدئ في تنفيذه بالفعل ومر بمرحلة لا بأس بهاء ليكون ذلك ضمانا لعدم تراجعه من جانب» وكذلك لتصبح فرنسا وأوروباء من جانب آخرء قادرين على التعرف بوضوح على المكاسب التي ستنجم عن تدمير ولايات البربر والسياسة الرفيعة والكريمة التي اتبعها ملك فرنسا والتي كانت وراء تقديم هذه المساعدة. 212 وفق هذا الترتيب سنقول لمحمد علي إن البوارج التي يرى أنها لا غنى عنها لإخضاع الجزائر لن تلزمه في غزو طرابلسء» و إن هذه البلدة ستقع في يديه دون مجهود يذكر بمجرد ظهور جحافل جيشه التي ستتخذ طريق البرء و إن المصاعب لن تبدأ إلا في تونسء و إن فرنسا ستلتزم بإيصال البوارج الأربع التي طلبها محمد علي إلى هناك بمجرد ظهور إبراهيم باشا فيهاء ولكن حتى توافق فرنسا على هذا الشرط» من الضروري أن تبدأ الحملة على الفور حتى يساعد دويها ونجاحها الأول على تسهيل تسليم البوارج الملكية. قد يكون من المناسب أن يكون البند المتعلق بالبوارج الأربع بنذا سريًا يضاف إلى الاتفاقية المقترحة: ويحلء في التنفيذه محل البند المتعلق بهبة الثمانية بند سري ومنفصل تيسيرًا على محمد علي في تنفيذ مشروعه ضد ولايات البربر وتعويضنا له عن التضحيات التي سيفرضها عليه ذلك المشروع. تلتزم فرنسا بأن تقدم له» على سبيل الهبةء أربع عمارات بحرية حربية كاملة التسليح» وهي تحديذا: بارجتان وفزكاظتان.. نتوف تسم نلك العمازات البحززية إلى آبِرآهيم باشا أمام توشين يمجرد محاصرة القوات المصرية لهذا الموقع. كن :شقن هذا الآلازل ابمة مح طن امن جانيف بالتلااق "الطيلة المسيوية من الإسكندرية بمجرد توقيع هذه الاتفاقية. ضف هذا البنذ. لقنن <القرة: الك كان قلقم ها از “قر لذن هه اقل تمق الاتفاقية» ويظل سريًا حتى يتم تنفيذ محتواه. 3 - 101 ؟ ,[ عاملاوط .عنان أ أامم ععت نل تممدع سمهت .تا.م 243 ١؟-‏ من بولينياك إلى ميمو وأودير ملخص: -: تطيمات الحكومة الجديدة - فرنسا لا تستطيع تسليم محمد علي أربع بوارج - الحجج التي يجب تقديمها تبريرًا لهذا الرفض - بدلا من البوارج ستقدم فرنسا إلى الوالي هبة قدرها 8 ملايين - المساعدات المقترحة ستتراوح بين ٠١‏ و١٠‏ مليونا - فرنسا ستحمي محمد علي أمام الباب العالي وكل القوى الأخرى - الموقف المحتمل لتركيا وإنجلترا - تحاشي أي عبارة يمكن أن تدفع فرنسا لدخول حرب - حكومة الملك ترغب في إبرام اتفاق رسمي مع محمد علي - مشروع الاتفاقية من ١‏ بندًا - تحليل البنود. 7 يناير ١87٠‏ تلقيت مختلف الرسائل التي أطلعتماني فيها على نتائج مفاتحتكم لمحمد علي في موضوع مشروع الحملة على ولايات البربر الثلاث. وقد خضعت مقترحات هذا الأمير إلى دراسة معمقة في مجلس الملك»: ويشرفني أن أطلعكم, فيما يلي على القرارات النهائية لجلالته فيما يتعلق بمستقبل متابعتكم لهذه المفاوضات. الشروط الرئيسية التي وضعها محمد علي لإرساله حملة ضد الولايات ثلاثة: منح فرنسا إياه أربع بوارج قوة ٠‏ مدفعاء ودفعها مساعدة بمبلغ ٠١‏ مليون فرنك؛ والوعد ببسط حماية الملك لو فرضت الظروف ضرورتها. أول تلك الشروط لم يبد أنه الأهم لنجاح المشروع في أول الأمرء ولكننا لا نستطيع أن نتجاهل أنه أكثر شرط يعول عليه محمد علي. هذا الموقف من الباشا مثير للاستياء؛ إذ إنه قد جعل من نجاح المفاوضات أمرا أصعب بكثير. ومن 244 دواعي أسفنا الشديد أننا لم يتم إعلامناء منذ البداية» بما يريد» فيما يتعلق بنقطة على تلك الأهميةء فلو علمنا لأطلعناه بكل صراحة على اعتراضاتنا ولبحثنا عن وسيلة أخرى نصل بها إلى نفس هدف التنسيق معه. أَيْا كان الأمرء فلا مناص من أن يتنازل محمد علي عن شرطه بالحصول الآن على بوارج من فرنسا. علينا أن نوضح لهء أولاء أنه يريد الحمصول على بوارج حديثة وأننا لا نملكهاء لدينا بضع منها في ترساناتنا البحرية» ولكن أمامنا وقت طويل للانتهاء من بنائها. ربما يرد على ذلك بأنه من الممكن استبدالها بعمارات أقدم؛ ولكن الاعتبارات غير المواتية الأخرى المقترنة بمطلبه ستظل كما هي ولن تمكننا من إجابة مطلبه. لقد شعرء وأوضح لناء الأهمية التي يوليها للاحتفاظ بالطابع الإسلامي الصرف لهذه الحملةء فهو يرى» ومعه حقء أن من شأن هذا الطابع أن يجعله يلقى مقاومة أقل بكثير من قبّل سكان ولايات البربر» وهو تدبير نرى نحن أيضنًا أنه من الواجب الحرص عليه مراعاة للباب العالي. ولكن» أي أمر أكثر نقضنًا لهذا الهدف وأجدر بإظهار يد فرنسا في هذا المشروع من رؤية أربع بوارج فرنسية تدخل الإسكندرية وتنزل علم الملك لترفع علم محمد علي؟ عليكما أيضنا أن توضحا لمحمد علي أنه لو كان يتوجس من معارضة انجلتراء فلا أقدر على إثارتها من رؤية البحرية الفرنسية تشارك على هذا النحو المباشر في حملة لم نر أنه من المناسب أن نطلع حكومة جلالة ملك بريطانيا على هدفيا. وهو أمرّ يتعلق أيضنا بالكرامة الوطنية التي لا تسمح لنا بأن يحل علم آخر محل العلم الملكي الذي رفرف على إحدى العمارات البحرية. وأخيراء بإمكانكما أن تضيفا إلى كل تلك الأسباب ملاحظة أن قواتنا البحرية لا زالت بعيدة عن الوصول إلى إرساء السلام الكامل؛ وأن لنا مصالح علينا حمايتها على سواحل بعيدة» وأن لدينا أساطيل في كل بحار العالم» تكفي بالكاد لحماية رعايا جلالة الملك ومصالحهم التجارية» وأن الوضع الراهن في أوروبا ليس الوضع الأمثل الذي يسمح لنا بالتخلي عن قوة بهذا الحجم الذي يطلب منا التخلي عنه. 245 عليكم إذن أن تطلعوا الباشا على كل هذه الاعتبارات مفصلين إياها على النحو الذي ترونه أمضى تأثيراء وأن تبذلوا قصارى جيدكم لإقناعه بالقيام بحملته دون الاستعانة بالبوارج التي طلبها منا. ولتقولوا له أيضنا إننا سعينا إلى التوفيق بين كل متطلبات موقفه ومتطلبات وضعناء فقررنا بالتالي أن نستبدل الشرط الذي اقترحه بقيمته المالية التي لا يستطيع إلا أن يقر بأنها أعلى مما طلب. ليس من الصعب أن نستشف أن الحصول على أربع بوارج قوة ٠١‏ مدفعا ليست بضرورة للحملة لا يتحقق نجاحها بدونهاء بقدر ما هي جزء من مشروعات محمد علي السابقة وأثرٌ لرغبة هذا الأمير في الاستفادة من الظرف الحالي للوصول إلى طموحه الأسمى بأن يكون له أسطول قوي. وليس أدل على صدق هذا المذهب من أن الباشا كان يرى أن قواته كافية فلم ينتظر مفاتحتنا للتفكير في الاستيلاء على ولايات البربر» دون مساعدة مناء وطلب بالفعل موافقة الباب العالي على هذا المطلب دون إشراكنا فيه. ما من شكء في واقع الأمرء من أن هذا الأمير يملك من القوات البحرية والبرية ما يفوق القوات التي يحتاجها لنجاح الحملة. فلن تبدي تونس وطرابلس إلا مقاومة قليلة» والجزائرء وهي الولاية الوحيدة القادرة على الدفاع عن نفسهاء لا يمكن»: بحال من الأحوال» مهاجمتها من جهة البحرء فمدينة صمدت لهجمات الأساطيل الأوروبية الأقوى بكثير من أسطوله؛ لن تسقط لمجرد ظهور بضع بوارج تحمل العلم المصري. من الواضح إذن أن هجوم قويًا ومؤثرًا من جهة البر هو الذي سيؤدي إلى سقوط هذا المعقل. ولو كان وجود أسطول قوي يمثل بالفعل مساهمة كبرى لطلب محمد علي المساعدة المباشرة من قواتنا البحرية هناك» ضاربًا عرض الحائط بالسلبيات التي قد تنشأ عن تلك المساعدة من بعض الجوانب. وفي هذا الصددء تجب ملاحظة أن حالة الحرب التي بيننا وبين الجزائر تجعل من وجود قواتنا البحرية أمام هذا الموقع أمر! طبيعيّاء أكثر من ابتعاده» وأن ابتعاد تلك القوات سيجعلها تبدو كما لو كانت تتحرك بتنسيق مع الباشا أكثر مما لو تابعت العمليات العدائية. 26 أْا كان الأمرء يبدو أن الغاية الرئيسية لمحمد علي هي الحصول على أسطول هائلء» وحكومة جلالة الملك راغبة أشد الرغبة في تسهيل وسائل حصوله على هذا الأسطولء فيما عدا التنازل الآن عن أربع من بوارجنا. ولتحقيق هذه الوضةر لامعذال: الدومة التعاق: بهاء! كنت الموافقة على ملع وتدد تطلى قي بمبلغ 8 ملايين فرنك. بإمكانكما أن تبلغا الباشا بأنه بمجرد توقيع الاتفاقية سوف يصبح هذا المبلغ تحت تصرفهء وله حرية استخدامه في شراء بوارج لو وجدها لدى أية دولة تريد التخلص منهاء أو أن يطلب بناءها مباشرة في موانئناء حسب الشكل والطراز والقوة التي يريدهاء وسوف نسلمها له كاملة التسليح والتجهيز بسعر ؟ مليون للواحدة. وله أن يقرر أيهما يفضل من الوسيلتين في إنفاق الملايين الثمانية فنسلمها له كاملة أو جزئيًا حسبما يرغب. ولكما أن تؤكدا له ذلك كل التأكيد. ستضيفان أننا راغبون في أن تتطور قواته البحرية تطورًا كبيراء وأن ذلك من اهتماماتناء وأننا سنكون دائمًا على استعداد لتأييد تنفيذ كل خططه في هذا الصدد ولكن من الضروري أيضنا ألا يصر في هذه اللحظة على ما يستحيل علينا تقديمه له» وأن يقبل المقابل الذي نقترحهء وألا يقطع» بتعجل وتصلب لا محل لهماء الروابط التي بدأت تتكون بينناء والتي سيكون أفضل وأشرف تعزيز لها بين حكومتيناء هذا المشروع النبيل الذي نريد أن نراه له منفذًا. إلى جانب الملايين الثمانية مبلغ المنحة المقترحة؛ ولمزيد من تيسير سبل نجاح المفاوضات التي كلفتما بهاء قررت حكومة جلالة الملك أن تزيد قيمة المساعدات التي صرح لكما بعرضها على الباشا زيادة هائلة. فقد كانت رغبة جلالته في البداية أن يقرض الباشا ٠١‏ ملابين فرنك؛ وما اعتقاد الباشا بأننا فكرنا يومًا أن نقرضه أكثر من ذلك إلا من بنات أفكارهء فالزيادة لم يوافق عليها إلا ذاك اليوم؛ ولكن نظر! للاعتبارات التي طرحتماها ورغبة منا في أن نقدم لمحمد علي كل ما يؤكد له ثقتنا به» فقد تقرر أن يصل القرض الذي يمكن أن نقدمه له إلى ٠١‏ لوو 247 ولو كنا قد أوردنا في مشروع الاتفاقية إتمام الدفع على أقساطء فذاك أننا قد حددنا مواعيد تلك الأقساط حسب احتياجات الحملة» وكذلك في ظل صعوبة الحصول على مبلغ بهذا الحجم وإرساله دفعة واحدة» ولكننا سنسعى من تلقاء أنفسنا إلى تقديم موعد دفع القسط الأول للتسريع بانطلاق الحملة قدر الإمكان. أكثر النفقات ستكون عند انطلاق الحملة؛ إذ سيحتاج محمد عليء حينهاء إلى استئجار عدد كبير من العمارات البحرية وإلى تجهيز جيشه البري بكل ما يحتاج لعبور الصحراء. في هذا الموعد سيتلقى ٠١‏ ملايين فرنك. سيتلقى بعد ذلك ٠‏ ملايين أمام طرابلس وه ملايين أمام الجزائر. هذه الأقساط المتتالية.ستعفيه من الاحتياج إلى نقل مضن للأموال» وتلقي على عاتقنا تحن يغنم المحاطرة ينل الأموال بحرا عليكما أن تدفقاه إلى الشعور:مأهمية تلك الملاحظة. لقد جعلنا الحد الأقصى لتسديد القرض أربع سنوات» وهي الفترة التي اقترحها محمد علي نفسه» ولكن لو رأى أهمية لمنحه المزيد من الوقت لتسديد الدين؛ فلكما أن تجعلا الفترة ست سنواتء بل وحتى ثماني؛ بدلا من أربع. بالنسبة للشرط الثالث لمحمد عليء والمتعلق بالدعم المعنوي الذي ينتظره من فرنساء فبإمكاتكما أيضنا أن تؤكدا له ذلك تمام التأكيد. حماية جلالة الملك مكفولة لو أثار هذا المشروع استياء الباب العالي أو أية قوة أخرى. لن يلقى حماية فرنسا فقطء بل حماية أوروبا بأسرهاء والتي لن نجد أية صعوبة في إقناعها برؤيتنا تجاه مسألة تهم الجميع كهذه. لا حاجة بنا هنا للدخول في أية تفاصيل تتعلق بعلاقة محمد علي مع الباب العالي. فهو يعرف تمامًا وضعه بالنسبة للسلطان» ولا يخشى شيئا من هذا الجانب» ويبدو لنا الباشا واثقا من ذلك تمام الثقة. المكاسب التي ستعود على الباب العالي من الحملة المقترحة واضحة جلية. ويكفي أن نتوخى في الترتيبات التي سنتفق 248 عليها مع الباشاء وكذلك في بقية مراحل المشروع؛ أن يكون هناك حرص على احترام حقوق السلطان» على نحو يبعد أية ملامة» ليس فقط من جانب الحكومة العثمانية» ولكن أيضًا من جانب أية حكومة أخرى. فيما يتعلق بإنجلتراء من الواضح أن الباشا يبالغ في العقبات التي يمكن أن يلقاها من جيتها. فحكومة لندن التي ترغب في المحافظة على ازدهار الدولة العثمانية ستعرف مدى فائدة حملة الباشا في هذا الصدد لمساهمتها في مساعدة الباب العالي على دفع التعويضات التي فرضت عليه بموجب اتفاقية أدرئة. بل إن التدخل في شؤون دول أخرى يتناقض مع مبادئ حكومة لندن؛ إذا ما لم تكن مصالحها معرضة للخطر في تلك الدولة. وللاحتراز تمامًا في هذا الصدد يكفي أن يحترم الباشا الامتيازات التجارية الإنجليزية وأن يتخذ تدابير احترازية للمحافظة على الرعايا الإنجليز وممتلكاتهم في الأصقاع التي سيحتلها. ولو كانت لدى إنجلترا أية مخاوف فهي بالأحرى مخاوف من مشروعاتنا المتعلقة بالجزائر؛ لأنها تعلم أننا لا يمكن أن نتنازل عن الانتقام من إهانات الداي» وهي تخشى لو قمنا نحن بغزو الجزائر فسنتملكها ولن يكون لها أي حق في معارضتنا في ذلك؛ ولكنها سوف تنظر بعين الرضا لحرمان محمد علي لناء بحملته» من فرصة زيادة قوتنا في البحر الأبيض المتوسط. هذا فضلاً عن أنها لن تستطيع أن تبدي تخوفا إلا في اللحظات الأولى: وفقط لأنها ليست على علم بهدف الحملة ولا بحدودهاء ولكن بمجرد أن تتبدد الشكوك في هذا الصددء فسيؤيد الرأي العام في إنجلتراء كما في فرنساء وبصوت عالء ما صنعه الباشا. وحتى لو لم يكن الحال كذلك؛ فلن تجرؤ إنجلترا أن تعارضء في مشروع كيهذاء رغبات أوروبا بأسرهاء وستعي خطورة أن تشعر الدول الأخرىء إن حدث ذلك؛ بسطوة قوتها البحرية. إن الحكمة تقتضي أن تتحاشيا في الشروط المكتوبة التي قد توقعانهاء والتي تتعلق بالمساعي الحميدة التي ستبذلها فرنسا لدى الدول الأجنبية لصالح والي مصرء كل ما من شأنه أن يجبرنا على الدخول في حرب مع إنجلتراء إن هي 249 سعت؛ عكس كل الاحتمالات؛ إلى وقف مشروع الباشا من جهة البحر. فمن حسن السياسة ألا يضع المرء نفسه في وضع يجبره فيه تحرك قوة أخرى على الدخول في حرب لم يعمل حسابها رغمًا عنه» بل يجب في أمور من هذا النوع الحفاظ دائمًا على مساحة لحرية الحركة. كذلك لا تسمحا بأن يرد في الاتفاقية سوى التعبيرات المطاطة, وإذا دعت الضرورة فلتوحيا للباشا بأن أي بنود أككن تفضيلا لن تؤدي سوى إلى جرح مشاعر السلطان أو إنجلترا لتستثير بذلك» ودون داع مخاطر نرغب في تحاشيها. حكمتكما في تلك المسألة لا تحتاج إلى مزيد مني. لقد ارتأت حكومة جلالة الملك أنه من الأنسبء. ومن المفيدء ألا تأخذ الترتيبات التي قد يتم الاتفاق عليها بوساطتكما بين فرنسا ومحمد علي شكل الاتفاق السري فقطء بل ينبغي أن توضع في شكل اتفاقية رسمية. وسوف يرى الباشا في ذلك بلا شكء شهادة واضحة على تقديرنا له وسوف ينظر بعين التقدير لمجرد إبرام الاتفاقية بين ملك فرنسا وبينه» سوف يشعر بالقوة التي سيكتسبها من نجاح مشروعه والتقدير الذي سيحظى به من الشعوب والحكومات. كذلك ننظر باهتمام بالغ إلى أن يتم التوقيع على هذه الاتفاقية» والتي يمكن أن تصبح إحدى البذور الخصبة لقوة محمد علي وإبراهيم باشاء ليس من قبّل محمد علي فقطء ولكن من قبل ابنه أيضا. فإبراهيم باشا يقدس وعوده وسوف يرى نفسه ملتزما التزامًا شخصيًا بما وقع عليه. وفي ذلك ضمان إضافي ضد ما قد يخبئه القدر, ولكنء نظرا للحساسية الشديدة التي تكتنف تك النقطة بالذات» فمن الأفضل أن يأتي اقتراحها أولا من م مسيو مسيو أودير لأ فته لفل بريسية ‏ وروها يعسن أن يعرضها على أنها إجراء يبدو مناسبًا من قبّل من سيتولى شخصيًا قيادة الحملة. أرفق لكم مع هذه الرسالة مشروع مسودة للاتفاقية» بإمكانكما إدخال تعديلات عليه حسبما تقتضي الظروف» ونترك لكما في ذلك مساحة واسعة للحركة» ولكن حتى تكونا على اطلاع تام بفكرنا في البنود التي نريد إدراجها وبدرجة أهمية كل منها لناء سوف أستعرض معكما هنا تلك البنود واحذا واحذا. 250 لقد رأينا أن لا فائدة من التقديم للاتفاقية بديباجة» فضلاً عن أنه سيكون من غير المناسب أن نذكر فيها سلطاتكما الخاصة في ظل كون محمد علي لا يتمتع بمثيل لها ولا يستطيع أن يدعي سوى السلطات العامة التي تكفلها له صفته كوزير للسلطان. وبما أن الصيغة لا يمكن أن تكون رسمية تماماء فمن الأنسب أن ننحي جانبًا كل ما من شأنه أن يثير تلك المسألة. البند الأول يعرض سبب القيام بالحملة. نُذْكر هنا بحقوق السلطان» ونعبر بشكل إيجابي عن نيتنا في احترامها وأننا نرغب في الالتزام بهذا الموقف. وسوف يشعر محمد علي بأهمية تلك النقطة كما نشعر بها نحن تمامًا. بذلك يتضح لكل القوى طبيعة الحملة وهدفهاء فتطمئن لهاء وكذلك يصبح موقف محمد علي من الباب العالي طبيعيًا ومتسما بالولاء: سوف يخضع الولايات الثلاث إلى سلطته المباشرة؛ تمامًا كما فعل في السابق في مشروع مشابه مع الأماكن الإسلامية المقدسة التي وقعت في يد الوهابيين. وهنا نوصي المفاوضين صراحة بألا يحيدا عن معنى هذا البند. البند الثاني ينظم قوات الحملة. من الضروري أن يكون حجم القوات هائلاء ومن الضروري أيضنا أن يقودها إبراهيم باشا بنفسه» فمجرد وجوده على رأس الجيش يمثل أفضل ضمان لنجاحها. تقتضي الحكمة أيضنًا أن يتم التحسُب في هذا البند لاحتمال - رغم ضعفه - وهو اعتراض قوات بحرية إنجليزية للأسطول الفصترى وامنحه امن التقذم أكون :ينو افقة: الياتبا العالق كن هذه الحالة سوف تتوقف الحملة في جانبها البحريء ولكنها يجب أن تستمر من جهة البرء ولن تستطيع إنجلترا أن تمثل عائقا من تلك الجهة. يجب ألا يغيب هذا الشرطء ولكن يمكن تعديل عدد القوات إن كانت هناك حاجة لذلك. البند الثالث ينص على أن محمد علي لن يضع السلاح حتى يحقق الهدف الرئيسي للحملة وهو الاستيلاء على الجزائر. هذا البند هو الأهم في ضمان الانتصاف السهل لمظالمنا من طرابلسء فلا يبقى لنا إلا أن نرضى عن سلوك باي 25 تونس...وعليكما أيضنا أن توصيا محمد علي وابنه على هذا الأخيرء بل ولكما أن تخبراه بأن الملك على استعداد لأن يوفر لباي تونس منفئ في ولاياته» وأن بإمكانه أن يعرض عليه ذلك. البند الرابع ينص على حجم القرض وآجال السداد؛ وقد أوضحنا في السابق وجهة نظر الحكومة في هذا الشأن. سوف تنطلق سفينة ملكية في شهر فبراير الجاري حاملة إلى الإسكندرية الملايين العشرة التي يتعين علينا تقديمها في تلك المدينة. ونود كثيرًا أن نعول على استعدادات الباشا ونجاح المفاوضات حتى لا نتردد في إرسالها في التو ودون انتظار الرد منكماء ونحن على ثقة من أن إرسالنا لها لن يكون بغير جدوى. عليكما أن تخبرانا بالآجال التي سيظهر فيها إبراهيم باشا أمام طرابلس» وتونسء والجزائر حتى نرسل إليه فيها المبالغ الأخرى. لقد طلب محمد علي أن يكون موعد دفع القسط الأول بعد سنة من الاستيلاء على الجزائر. ولكننا نرى أنه من الأنسبء للاتساق مع الدقة التي تستوجيها الحسابات المالية» أن يتم تحديد تاريخ دقيق» وقد حددنا هذا التاريخ في موعد ربما يكون متأخرًا كثيرًا حتى عن الذي اقترحه الباشا. ولو لم يجد المفاوضان عقبات شديدة؛ فعليهما أن ينصا على ضمانات للسداد من الضرائب العقارية» أو ضريبة الرأسء أو بيع القطن» أو الصوفء أو عائدات الجماركء أو أي موارد دخل أخرى تبدو أكثر ضمانا وتحظى برفض أقل من الباشا لاشتراطها ضمانا. تلك ضمانات جديدة قد يكون من المهم لنا الحصول عليها في حالات مختلفة» كأن يسقط محمد عليء مثلأ» في بلد تكثر فيه الثورات. البند الخامس متعلق بهبة الثمانية ملايين التي ستحل محل البوارج الأربع التي طلبها محمد علي. ولا حاجة بنا هنا لإيضاح أكثر مما أوردناه في السابق. الند السادس متعلق بإرسال ضباط فرنسيين من سلاحي والمهندسين» وهو لا يحتاج لأي توضيح. ففي ذلك دليل واضح لإبراهيم على الثقة ار ا ال را الملك بتشجيعه. 252 البند السابع يمنح إبراهيم باشا سلطة أخرى كان قد طلبها. ولكننا مع ذلك أبدينا ملاحظة ينبغي الحرص عليها. فجلالة الملك بتخويله إبراهيم باشا إمكانية أن يملي على قائد الأسطول الفرنسي الموقف الذي ينبغي عليه اتخاذه: إنما يعطي هذا الأمير دليل تقدير لم يعطه لأحد من قبلء ولكن جلالته يرى أيضنًا أنه من المناسب أن يتم هذا الإبلاغ لأسطولنا بواسطة ضابط فرنسي: سوف نرسل له واحدا لهذا الغرض. أهمية البند الثامن ومعناه المتعلق بالمساعي الحميدة لفرنسا لدى الحكومات الأخرى أشرنا له في السابق» ومن المهم الالتزام بنصنا في هذا البند. كذلك نهتم كثيرا بأن يتم إدراج الشروط الواردة في البند التاسع في الاتفاقية. فالقرصنة التي تمارسها ولايات البربر وسط الحضارة الأوروبية وبال على الإنسانية» ومصدر إذلال للحكومات الضعيفة التي لا تستطيع ضمان حماية رعاياها من التجاوزات التي يتعرضون لها عند الإبحار في البحر الأبيض المتوسط أو في المحيطء وكذلك من جراء الجزيات المذلة التي يدفعونها. لقد رضخنا طويلاً لسياسة القوى البحرية الكبرى التي لها مصلحة في الحفاظ على هذا الاضطراب المؤلم. وسوف يفتخر جلالة الملك بأنه كان وراء القضاء عليها ولم يكن جلالته ليستطيع .أن يفرض تضحيات جديدة على فرنسا إلا في سبيل تنفيذ عمل خلاصي كهذا. هذا البند إذن ينبغي أن يشكلء؛ على نحو ماء الصبغة الحقيقية للاتفاقية وللحملة» وهو أيضًا .الذي سيكسب محمد علي المجد الحقيقي والذي سيجعله أعظم في عيون أوروبا. ينبغي إذن أن يأخذ هذا البند ما يستحق من تفصيل. وقد أضفنا إليه عبارةً متعلقة بالعبيد المسيحيين» وهي يمنا غيارة صر ورية للعاية. . لقه: أعلن الورد إكسماوث 8014 سنة 18١5‏ القضاء على الاسترقاق في الجزائرء ولكن هذا الإعلان لم يتم الوفاء به وبالتالي فهو ليس ملزما للولايتين الأخريين. البند العاشر المخصص لحماية الأجانب وممتلكاتهم في البلدان التي سيغزوها يحمل أيضنا تكريمًا لمحمد علي؛ إذ ليه طني كبن اإصيرة كنا وال مان للدول الأجنبية. هذا فضلاً عن أنه يقدم ردًا مسبقا على أي قلق قلق قد تبديه للباشا بعض الحكومات على رعاياها المقيمين في الولايات التي ستتولى الحملة المصرية إخضاعها. فلا أمضى في تحاشي التجاوزات من جعل البلدات التي تقع فيها تلك التجاوزات مسؤولة عنها. سيعي محمد علي المزية التي يوفرها هذا البند دون تحميله أية أعباء. جاء البند الحادي عشر الذي يصون الامتيازات التي اكتسبتها التجارة الأجنبية من نفس المنطلق. فبدون بند مثل هذا قد يخشى الأجانب الجور على الامتيازات التي اكتسبوها في ولايات البربير. من حسن السياسة ومن باب العدل إبعاد هذا القلق تمامًا عن أذهانهم. بل يجب ليس فقط ألا يخسروا بسبب الحملة» بل أن يجنوا ميزات جديدة. ينبغي أن يعتبر محمد علي نفسه؛ بغزوه للولايات الثلاث؛ في محل حكوماتهم فيما يتعلق بالدول الأجنبية» وأن يحترم حقوقهم ويفيء بدقة» بالمعاهدات المبرمة مع تلك الدول؛ وبذلك يفوت أية فرصة للشكوى من جانبهمء فضلاً عن أن تلك أفضل وسيلة تبعد عنه مجرد احتمال طروء عائق خارجي. البند الثاني عشر الذي ينص على أن كل الدول سوف تعامل في المستقبل على قدم المساواة» عدا ما يقتضيه احترام الاتفاقيات القائمة بالفعل» يبدو لنا بنذا مهما لأنه يوضح لأوروبا أنناء بلجوئنا إلى مشروع محمد علي هذاء لم نبتغ سوى خدمة المصلحة العامة دون أن نحتفظ لأنفسنا بأية ميزة خاصة. البند الثالث عشر الذي يلغي الهدايا الإجبارية والتي أصبحت بمضي الوقت جزية حقيقية» سوف يضع حدًا لموضوع كان مثار شطط. وفضيحةء» وجدل مستمر. نظام الهدايا الإجبارية هذا ينبغي أن ينتهي تلقائيًا مع انتهاء حكومات البربر التي أوجدته. البند الرابع عشر على أهمية كبيرة. فلو تَركّت الميليشيات التركية في الكاراك القن تون بعانها كعية على تت فط على فاته الأمؤرب ذلك فمن الضروري أن تعاد إلى آسيا. ولو بقيت الجزائر على القوة التي هي عليها الآن» فستستمر محاولات الاستقلال عن حكم محمد علي من كل الحكومات التي سيعينها هناك» ويعود معها نظام القرصنة نفسه والذي لا تستطيع حكومة كهذه فرضت نفسها بالقوة الاستمرار بدونه. لذلك فمن الضروري أيضنا أن تتم إزالة كل تحصينات الجزائر على ساحل البحرء حتى يستطيع الباشا أن يحتفظء عن طريق قواته البحرية؛ بسيادته على هذه البلدة كما هي على كل الساحل الأفريقي. ينبغي أن تتحول إلى ميناء تجاري فقطء كما هي حال سميرن. ويكفي الاحتفاظ بتحصيناتها في البر حتى تحميها من ضربات العربان في الداخل. ويمكن أيضنًا الإبقاء على التحصينات الخاصة بالجمارك وبخفر السواحل من جهة البحر. فمحمد علي يعي تمامًا أنه ليس هناك ما يمكن أن يثير شكوكه في رغبة القوى الأوروبية انتزاع ممتلكاته منه» وبالتالي فلا غضاضة: بالنسبة له» من إزالة كل التحصينات غير المفيدة والتي قد تمثل خطرًا حتى عليه هو نفسه. تدمير تلك التحصينات ضمانة لا غنى عنها بالنسبة لأوروبا. ينبغي أن يركز المفاوضان كثيرًا على هذه النقطة» ولكن دون أن يجعلا منها شرطا قد يؤدي رفضه إلى فشل المفاوضات. ولكن لو رفض محمد علي ذلك رفضنا قاطعاء فينبغيء: على الأقل» استبدال هذا الشرط ببنود أخرى في الاتفاقية يمكن أن تمثل ضمانا لأوروبا من عودة القرصنة وعودة الأوضاع التي كان القضاء عليها هدفا للحملة. بإمكاننا أيضاء لو رفض محمد علي إدراج تدمير تحصينات الجزائر في نص الاتفاقية» أن نوافق على أن يتم النص على ذلك في اتفاقية منفصلة وسرية. البنود »١6‏ و5١ء‏ و١١‏ لا نعتقد أنها ستواجه صعوباتء فنحن لا نطلب أية مميزات جديدة. ولكن من واجبنا أن ننص على الحفاظ على الحقوق التي اكتسبناهاء ولا نعتقد أن محمد علي نفسه سيرى حرماننا منها. ممتلكاتنا الساحلية 255 من نهر سيباس إلى رأس روز من ممتلكاتنا منذ الأزل» وحقوقنا فيها سابقة على استقرار العثمانيين على هذا الساحل؛ وهي حقوق معترف بها في امتيازاتنا المتفق عليها معهم وفي اتفاقيتنا الموقعة مع ولاية الجزائر سنة »١589‏ والتي تم تجديد بنودها في الاتفاقيات التالية. تشتمل المنطقة التي نملكها على هذا الساحل على نحو عشرة مواقعء وفيها أقمناء بالتوالي: وفي حقب مختلفة» قلاع فرنساء والرأس الأسودء ورأس روزء والقالة» إلخ. حقنا في اختيار شيخ لقبيلة المازول (كلما خلا هذا المنصب) - والذي نريد الاحتفاظ به - وعرضه على الحاكم العثماني: ينبع من المصدر نفسه. وقد مارسنا هذا الحق سنة 187١‏ فيما يتعلق بالشيخ الحالي لهذه القبيلة. ونحتفظ كذلك؛ سيرًا على المبدأ نفسه؛ بموقع صيد المرجان على ساحل بونة!) موقعًا مقصورا عليناء وهو بأيدينا أيضًا منذ القدم. وكنا ندفع أجرة له قدرها ١7‏ ألف فرنكء وكان مقدارها 1٠١‏ ألقَا سنة 178 ثم رفعتها الولاية إلى ١1١‏ ألفاء وتوالى الاستغلال برفع القيمة لتصل إلى 7٠٠١‏ ألفء وهو مبلغ يفوق قيمتها الحقيقية بكثير. ونطالب بأن يتم تخفيض الأجرة لتصل إلى القيمة التي كانت عليها سنة ١785‏ أو تلك التي أعيدت إليها سنة 21804 أي 4١‏ ألفًا. ريما يعرض محمد عليء بدافغ الكرم؛ أن يلغيها تمامّاء ولكننا نفضلء على العكس من ذلك؛ أن يكون هناك مقابل لأي موقع نستغله؛ وذاك أن القيمة الإيجارية ليست هي المهمةء ولكن وجودها في حد ذاته يؤكد حقنا على نحو أفضل مما يؤكده استغلالنا للموقع مجانا. لقد نهب الجزائريون منشأة القالة سنة 2١8171‏ وكان من أول شروط السلام معهم إعادة الأمور إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الحربء وليس هناك أعدل من ذلك. من هنا يقتضي العدل أن يفي محمد علي بهذا الالتزام» ليس على نفقته» ولكن على نفقة الجزائريين. ولتحاشي الصعوبات التي قد تكتنف تنفيذ ذلك» ربما يكون (أ) هي مدينة عنابة الحالية قرب الحدود الجزائرية مع تونس (المترجم) 256 من الأفضل أن يتم النص على تخصيص مبلغ تدفعه مدينة الجزائر لهذا الغرض يتراوح بين ٠٠١‏ و5060 ألف فرنك؛ حسبما يستطيع المفاوضان أن يتوصلا إلى اتفاق بهذا الشأن. كذلك لن يجد محمد علي حيفا في حمل الجزائر على دفع تعويضات للرعايا الفرنسيين والمتمتعين بالحماية الفرنسية الذين أضيروا من جراء حربنا الحالية. كان هذا التعويض سيمثل أحد شروط سلامنا مع الداي. ونعني بالرعايا المتمتعين بالحماية الفرنسية رعايا ولايات الروم. كذلك لا نستطيع أن نستبعد من الاستفادة من هذا الشرط رعايا جلالة الملك الذين نهب الجزائريون ممتلكاتهم قبل الحرب» فكان هذا النهب من أهم أسباب الضغينة التي أدت إلى القطيعة. لا حاجة بنا هنا إلى تأكيد أكبر للمفاوضتين على أهمية تلك النقاط المختلفة المتعلقة بالتجارة الفرنسية على وجه الخصوصء فهما لن يدخرا جهذا للحفاظ على امتيازات رعايا جلالة الملك أو ضمان حصولهم على التعويضات التي يستحقونها. هذاء أيها السيدين» هو الفكر الذي كان وراء إدراج مختلف الشروط في مشروع الاتفاقية التي أتشرف بتسليمها لكم. وقد دخلت في الكثير من التفاصيل حتى أجعلكما على دراية تامة بالقيمة المطلقة أو النسبية التي نوليها لكل بندء وبناء على ذلك تستطيعان أن تدخلاء خلال المفاوضاتء أية تعديلات قد تكون مفيدة لهذا المشروع أو إضافات جديرة بإدراجها. لا يسعنا أن نرسل لكما تعليمات جديدة لبعد الشقة بينناء لذلك على المفاوضين أن يتحملا المسؤولية عند الحاجة إذا حدث ما لم يتوقّع. الوقت يضغط عليناء وفي حالة فشل المفاوضات سيتعين علينا الإسراع بإعداد حملة نشنها بأنفسنا على الجزائر. هذا فضلاً عن أن سرية المفاوضات بدأت تتبدد شيئًا ماء وقد نجد أنفسناء بين لحظة وأخرىء مجبرين على إطلاع حلفائنا على غايتها سراء حتى نبدد شكوكهم أو قلقهم» وهو ما يجعل توخي الإسراع في المفاوضات وفي انطلاق الحملة نفسهاء إن تقرر ذلك؛ أمرا ملحًا. 257 لقد حانت لمحمد علي وإبراهيم باشا لحظة حاسمة» فهل يستفيدان منها؟ مشروع يطمح إليه أعظم الأمراء يهتف بهماء فلهما به مجد أكيد ويسير في أن معاء وبينما يزداد سيدهما ضعفا يومًا بعد يوم تترسخ قوتهما وتمتد. عليهما يتوقف الأمر اليوم في إهداء الصرح الذي شيدا قاعدة أوسع وأكثر دوامًا مصحوبة باغتباط أوروبا بأسرها. ولكن» لو تراجعا أمام اعتبارات ضيقة وثانوية» وترددا في وضع الثقة اللازمة» ليس في قوتهما فقطء بل في صداقة فرنسا أيضناء وكان الحصول في الحال على بضع بوارج يشغل بالهما أكثر من المميزات والمجد الذي سيجنيان من الحملة التي نعرض عليهما تيسيرهاء فإنهما بذلك يكونان قد أفلتا فرصة لن تعود أبذاء ويضعفان من بواعث العطف والرعاية التي تسعد فرنسا بأن تشملهما بهماء ويحطان من قدرهما كثيراء ليس فقط في عيون أوروباء ولكن أيضًا في عيون الشعوب المضلمة: تأمل ألا يطيل محمد علي وإبراهيم باشا الموازنة بين هذين الخيارين. إن حكومة جلالة الملك تعول كثيرًا على فاعلية جهودكما أيها السيدين» لحملهما على تبني الخيار المناسب لمصالحهما كما هو مناسب لمصالحنا. إن المهمة التي كلفتما بها على أعلى درجة من الأهمية» وهي فرصة لكما لتثبتا أنكما عند حسن ظن جلالة الملك وأنكما خليقان بالمزيد من عطف جلالته. حاشية على التعليمات السابقة إن لم نكن قد أدرجنا في الاتفاقية تقديم مواد ومؤن إلى محمد علي فما ذاك إلا لأن هذا التعبير الفضفاض لم يسمح لنا بذلك. 238 ولكن لو عاد الباشا إلى هذا المطلبء فلتقتصرا على أن تطلبا منه توضيح طبيعة وكمية تلك المؤن الحربية التي سيحتاجهاء ولتضيفا أنكما ستطلعان حكومتكما عليها. وغني عن البيان أنكما لن تذكراها في أية عبارة في الاتفاقية تحت أي ظزرف من اللروف: 4 - 117 ,1 عاأمنزع8 .عنان1)آهم ععصدل2ممدع ه00 .ظآ.مف ١‏ - مشروع اتفاقيي مع محمد علي مسيو ميموء رئيس القنصلية العامة الفرنسية في الإسكندرية؛ والمتمتع بالأهلية المطلوبة من قبّل حكومته» ومحمد عليء» والي مصر ووزير جلالة السلطان محمودء اتفقا على النقاط التالية» والتزما بتنفيذها بإخلاص راجين الله العلي القدير أن يعينهما على ذلك. -١‏ يلتزم محمد علي بأن 0 ضد اولايات البربر الثلاث للرابلان: واستبداله بره ممائلة 0 مصر» في ظل التبعية للسلطان. وأن يدفع عن تلك الولايات جزية مماثلة للباب العالي. ؟- تبلغ قوة الحملة :٠‏ ألف رجل على الأقل» تحت قيادة إبراهيم باشا. لو تسببت حوادث البحر أو نقص وسائل النقل؛ أو أي عقبات أخرىء في منع استمرار هذا المشروع عن طريق البحرء سوف يتابعه محمد علي عن طريق البر حتى تمام إنجازه. *- بما أن الهدف الرئيسي للحملة هو إخضاع الجزائرء يلتزم محمد علي بألا يضع السلاح إلا بعد تحقيق هذه النتيجة. غ- لتيسير سبل فيد ,هذا المشروع علي معد علي سوف تقرضه فرنسا مبلغ ٠‏ مليون فرنك؛ تسلم له ٠١‏ ملايين منها في الإسكندرية خلال شهر مارس. وسوف يتلقى إبراهيم باشا © ملايين أمام طرابلسء» والخمسة ملايين الأخيرة عند وصوله أمام الجزائر. تنطلق الحملة بمجرد توقيع هذه الاتفاقية. يلتزم محمد علي بتسديد مبلغ العشرين مليونًا إلى فرنسا خلال أربع سنوات؛ بواقع © ملايين كل سنة؛ على أن يتم دفع القسط الأول في أول يناير 218017 والثاني في أول يناير من العام التالي» وهكذا. لن تتم إضافة أية فوائد على هذه المبالغ حتى حلول مواعيد تسديدها. ه- النسخة الأولى: لتعويض محمد علي عن التضحيات التي سيتكبدها لإخضاع الجزائرء سوف تقدم فرنسا إلى إبراهيم باشاء بمجرد تسيده لهذا الموقع» مبلغ 4 ملايين فرنك. سوف يقدم له جلالة الملك هذه الملايين الثمانية على سبيل الهبة» في حال الاستيلاء على الجزائر قبل انقضاء العام الحالي» فإذا حدث العكسء يتعين على محمد علي أن يسدد مبلغ 16 مليون جنيه كاملة في خلال ست سنواتء على أن يدفع فائدة قدرها 965 ابتداءً من أول يناير 18:557. النسخة الثانية: نظنً! لأن محمد علي قد أبدى رغبته في زيادة أسطوله بأربع بوارج بمناسبة هذه الحملة ولضمان نجاح أكبر لهاء سوف يوضع مبلغ 8 ملايين فرنك تحت تصرفه ليشتري بها هذه العمارات إن وجدها جاهزة: أو ليأمر ببنائها وتجهيزها في الموانئ الفرنسية حيث ستتوافر له كل التسهيلات لهذا الغرض. النسخة الثالثة: نظرًا لأن زيادة حجم الأسطول المصري من شأنها أن تسهمء على نحو فعال؛ في ضمان نتائج الحملة المزمعة» تلتزم فرنسا بأن تضع تحت تصرف محمد علي مبلغ / ملايين فرنك يستخدمها إما في الشراء الفوري لأربع بوارج حربية لو استطاع إلى ذلك سبيلاء وإما ليشيد ويجهز عدذا مماثلاً في الموانئ الفرنسية حيث ستتوافر له كل التسهيلات لهذا الغرض. 5- إذا اقتضت الحاجة وطلب إبراهيم باشا ذلك» فسوف ترسل له فرنسا ضباطًا من سلاحي المهندسين والمدفعية لمساعدته في هذه الحملة. -4 7ه لإبراهيم باشا سلطة أن يطلب من القوات البحرية الفرنسية الراسية أمام الجزائر أن تبتعد أو تقترب» حسبما يرى الفائدة لنجاح الحملة؛ وبإمكانه أن يبلغ مطلبه إلى قائد القوات البحرية الفرنسية بواسطة ضابط فرنسي سوف يصاحبه لهذا الغرض. سوف تقدم فرنسا لمحمد علي مساعيها الحميدة لدى كل الدول لو احتاجها أثناء مشروعه. يلتزم محمد علي بالقضاء على القرصنة في ولايات البرير وبتحرير كل الرقيق المسيحيين الذين يجدهم هناك. وألا يتخذ رقيقا من أية دولة مسيحية في المستقبل» وأن يعامل من توقعهم مجريات الحرب في أيديه وأيدي قواده بالإنسانية والرعاية المفترضة تجاه أسرى الحرب. سوف يتخذ محمد علي كل الاحتياطات اللازمة لضمان احترام الرعايا الأجانب المقيمين في تلك الولايات وحمايتهم في أشخاصهم وممتلكاتهم. ولو وقعت لهم أية خسائر بسبب حملته أو من جرائها فسوف يقوم محمد علي بتعويضهم على نفقة البلدات التي وقع فيها الإضرار. يلتزم محمد علي بالحفاظ على الامتيازات التي تتمتع بها الدول الأجنبية حاليًا في ولايات البربر. ولا يمكن تعديل حقوقهم وامتيازاتهم إلا عن طريق مفاوضات ودية وتعويضات يتفق عليها مع الدول الأجنبية المعنية. دون مساس بالتزام محمد علي باحترام الحقوق التي اكتسبتها الدول الأجنبية في ولايات انون اتدق ق على ألا يتم ف في المستقبل تقديم أي امتيازات أو مميزات خاصة لأية دولةُ» وأن تعامل كل الدول على قدم المساواة. -١‏ كل جزيةء أو هدية» أو هبة أو أي عطايا أخرى كانت الحكومات الأجنبية أو مندوبوها يقدمونها لولايات البربر تحت أي مسمى أو استحقاق أيَّا كان: تعتبر ملغاة بسبب تدمير نظام الحكم في الولايات. 4- الحاميات التركية الموجودة في الولايات سوف تعاد إلى تركيا وتحل محلها حاميات عثمانية أو ميليشيات من أبناء البلد. ولتخليص التجارة الأوروبية» إلى الأبد» من عودة المخاوف التي كانت تمثلها الجزائر» لن يتم الاحتفاظ في هذا الموقع من جهة البحر سوى بالتحصينات التي تعتبر ضرورية لخفر السواحل ولأعمال الجمارك. 6- يلتزم محمد علي بالاعتراف بممتلكات فرنسا البرية على ساحل الجزائر واحترامهاء وكذلك الحق الحصري في الصيد بتلك المناطق» كما هو معترف بها في الامتيازات التي حصلت عليها فرنسا من الباب العالي» وفي الاتفاقية المبرمة مع تلك الولاية في سنة .١5915‏ بموجب هذا البند يحفظ محمد علي لفرنسا حقها في الصيد الحصري للمرجان على طول الساحل من نهر سيباس إلى غرب الترجي شرق رأس روز.() تستطيع فرنساء وفقا لرغبتهاء أن تقيم فيها منشآت» وعنابر» وأي مبان متعلقة بصيد المرجان» وأن تقيم فيها التنصينات» وتضع فيها مدقعية كافية؛. وتحتفظ افيها بآية حامية تراها مناسبة. (أ) هذه المنطقة تقع إلى الشرق من مدينة عنابة حتى حدود تونس على ساحل البحر المتوسط. وقد حصلت فرنسا على هذه الامتيازات في 585١؛‏ حينما كانت هذه المنطقة تخضع لحاكم تونسء وقد عقدت هذه المعاهدة لمدة مائة عام؛ وتم تجديدها في عام +٠754‏ وتتضمن منح فرنسا صيد الأصدافء وإقامة الحصون على الشاطئ وفي الجزر التونسية مثل طبرقة وتانكرت.(المراجع) 03ظ2 واتسافًا مع هذه الامتيازات تحتفظ فرنسا أيضنًا بحقهاء عند خلو منصب شيخ المازول» في أن تختار خلفه وتقدمه للقائد المسلم للولاية ليقوم بتعيينه» كما هو متبع حتى اليوم. 5- نظرًا لقيام الجزائريين بغزو وتدمير قلعة القالة سنة ١871‏ والعديد من المنشآت الفرنسية الأخرىء سيقوم محمد علي بإعادة بنائها على نفقة الجزائر وتحت إشراف مهندسين فرنسيين؛ لتعاد إلى الحالة التي كانت عليها آنذاك. 7- يلتزم محمد علي أيضًا بأن يعوضء على نفقة الجزائرء الرعايا الفرنسيين» والمتمتعين بحماية فرنساء عن الخسائر التي لحقتهم من جراء الحرب الحالية أو أعمال النهب التي قام بها الجزائريون قبل ذلك؛ والتي ساهمت في الوصول إلى القطيعة الحالية بين فرنسا وولاية الجزائر. 8 - 104 © ,1 عاملاوظ .عدو امم ععمةل1مجدع01 .خا.ث ؟؟ -من بولينياك إلى ميمو وأودير ملخص: - إيضاحات جديدة حول مسألة البوارج - أسباب عدم قدرة فرنسا على تسليمها - ما فائدتها المباشرة؟ - الحكومة تعتزم التحرك لدى الباب العالي لثنيه عن أي تفكير في التدخل. 5 يناير ١81٠١‏ يتعين عليء أيها السيدين» أن أضيف بعض الإيضاحات إلى ما سبق أن ذكرته في التعليمات الصادرة إليكماء فيما تعلق بالبوارج الأربع التي يطلب منا محمد علي التنازل عنها. عليكما أن توضحا له في البداية» كما أشرت في السابق» أننا قد استحال علينا تسليمها له في الوقت المناسب لامبتخدامها في حملته؛ أولاً لأننا لا نملك أربع بوارج حديثة البناء كتلك التي يريدهاء ولو أرسلنا له أربعة أخر فإننا بذلك نخاطر بألا تلقى رضاه؛ وثانيًا لأن تسليح البوارج الموجودة في موانئنا سيستغرق شهرينء ولن يمكن البدء في تلك العملية» مع توخي الإسراع قدر الإمكان: إلا في نهاية ينايرء فلن يستطيع استقبالها في الإسكندرية إلا في أواخر شهر أبريلء أي بعد انطلاق الحملة بوقت طويل. أما بالنسبة لسحب أربع بوارج من قواتنا البحرية العاملة» فإننا لا نستطيع ذلك البتة؛ نظر! لأننا ليس لدينا منها في البحر الأبيض المتوسطء ولأن قواتنا البحرية الأخرى بعيدة جدًا عن مصس. عليكما أن تناقشا محمد علي أكثر في الفائدة التي يمكن أن تَرجَى من تلك البوارج؛ أهي لنقل الحملة؟ ولكنها ستصل متأخرة للغاية» فضلاً عن أنها ستحتاج إلى تعديل تجهيزها لتصلح لخدمة هذا الغرض. هل هي فقط لمجرد زيادة حجم الأسطول المصري؟ إن كان ذلك فنحن نعرض على الوالي أن يبنيها في موانئنا بأقصى سرعة ممكنة وعلى الشكل والطراز الذي يراه مناسيًا. ليس لدينا حاليّاء في 205 الواقع» سوى رصيف بناء واحد فقط خال في ميناء طولونء» ولكن لدينا نحو اثني عشر رصيفا غير مستخدمة في مينائي روشفور ولوريان» وكذلك في طولون؛ وسوف نضعها تحت تصرف الباشا. هل يطلب البوارج كنوع من الضمان ضد إنجلترا لحماية الحملة؟ حتى لو سلمنا جدلاً بوجوب اتخاذ أية احتياطات في هذا الأمرء والذي يصعب جدًا اجتمال حدوثه أساساء فالضمانة الأمضى هي بلا شك الإسراع في انطلاق إبراهيم باشاء فبمجرد خروج الحملة من الإسكندرية ما الذي تستطيع إنجلترا أن تفعله سوى التسليم بالأمر الواقع وتركها تمر؟ ولكن ستستطيع إنجلتراء في الفترة التي سيستغرقها وصول بوارجناء أن تبدي اعتراضات قد تتسبب في حرج الجميع فيما بعد ألم تشعر بجرح كرامتها الوطنية جراء تدخل بحريتنا المباشر في تلك المسألة؟ لقد درسنا أيضًا فرضية أن يكون وراء طلب محمد علي رغبته في الاحتراز من الباب العالي» وسَعينا إلى الوصول إلى النتيجة نفسها بوسائل أخرى. وقد كتبت لكما أننا أطلعنا الباب العالي على مشروع الحملة طالبين منه تأييدها بفرمان خاص. ولكن مسيو أوتري لإهةانا0ء قنصلنا في الدردنيل» والذي كان يحمل رسائلنا أقعده المرض في الطريق؛ فتأخر وصول الرسائل فلم نطلع على رد الباب العالي حتى الآنء ولكننا سنطلع السلطان» دون انتظار هذا الردء على أننا قد حزمنا أمرنا على استخدام قوات محمد علي لإنهاء خلافاتنا مع الجزائرء وأننا احترمنا في الترتيب الذي ا الصدد كل حقوق الباب العالي» وعلى أشد حدود الورع» بل واشترطنا أن تخضع الولايات التي سيتم غزوها إلى سلطانه المباشر وأن تدفع له جزية سنوية» وأننا بعد أن اتخذنا كل تلك الاحتياطات» نستشعر أننا في وضع يسمح لنا بأن نتوقع ألا يضع الباب العالي أية عراقيل أمام التنفيذ التام للحملة المصرية» وأنناء في النهاية» سوف ننظر باستياء شديد لأية معارضة منه لهذه الحملة أو لأي تحرك يقوم به ضد الباشا بسبب هذا المشروع الذي سينسقه معنا أو نتيجة لقيامه بتنفيذه. بعد إعلاننا ذلكء وفي ظل حالة الإنهاك التي يعانيها الباب العالي» لا نعتقد أن هناك ما يمكن أن يخشاه محمد علي من هذا الجانب على الأقل» لو أسرع بإطلاق الحملة» وهي نقطة عليكما التركيز عليها كثيرًا عند حديثكما مع الباشا حول كل الإيضاحات التي وردت في هذه الرسالة. أخلص من كل ذلك إلى أن الطلب الذي تقدم به محمد علي بالتنازل له فورا عن أربع بوارج؛ غير مُجد في نقل الحملة» وغير مُجد فيما يتعلق بالباب العالي؛ وغير ممُجدء بل وغير مناسبء فيما يتعلق بإنجلترا. الميزة الوحيدة التي يمثلهاء وهي تعزيز قدرات البحرية المصريةء سوف تتم على وجه أكمل بالعرض الذي قدمناه بالقيام في موانئنا ببناء عدد ممائل لها تكون تحت تصرف الباشا بعد فترة وجيزة. 5 - 113 6 ,آ عاملزوظ .عداو تامهم ععمدل1ممدع 001 ...م 2067 8 من أودير إلى بولينياك ملخص: - أودير ينتظر التعليمات في طولون - الإكلييس تخضع لإصلاحات - أودير يطلب أن تظل هذه السفينة تجت تصرفه أثناء الحملة التي سيقودها إبراهيم باشا ويقترح تخصيص غوليت7 لخدمة الرسائل في الإسكندرية. . طولونء 5 يناير 187١‏ تلقيت الآن برقية تلغرافية أمرت فيها بانتظار تعليمات حكومة جلالة الملك هنا في طولون: وكذلك الرسالة السرية التي شرفتموني معاليكم بكتابتها لي والمؤرخة ؛ يناير والتي أخبرتموني فيها أني سأتلقى هنا من مسيو دروفيتي تعليماتي» وكذلك الإيضاحات التي سأحتاجها لمتابعة المهمة التي كلفت بها. سوف تنتهي فترة إقامتي بالحجر الصحي غذاء وسوف أنزل من الإكليبس ليبدأ إصلاحها من الأضرار التي تسببت فيها الأجواء العاصفة التي استمرت طيلة رحلتي الأخيرة. سوف أنتظر في طولون حتى وصول مسيو دروفيتي» حسب تعليمات' معاليكم؛ وسوف أكون على أهبة الاستعداد للإبحار مجددًا دون أن يقعدني لحظة واحدة أي شيء أستطيع له صرفاء أو يؤخرني عن الوصول إلى الإسكندرية. سأدين لمعاليكم بالعرفان لو تعطفتم ورأيتم في هذا الظرف الجديد دليلاً على التفاني الذي لا يعرف الكلل والذي يحركني في كل ما يمس خدمة جلالة الملك. (أ) الغوليت 0061116 من المراكب السريعة. ويحمل » مدافع. انظر سعاد ماهرء البحرية في مصر الإسلامية؛ ص .55١‏ (المترجم) 268 وقبل. أن أعرف فحوى تعليماتي الجديدة» أودء منذ هذه اللحظة» أن أعد العدة لتنفيذ المشروع ضد ولايات البربرء وسيتعين علي حينها أن أتابع قوات الحملة التي سيوجهها محمد علي باشا ضد تلك الولايات؛ لذا أنتهز الفرصة لألتمس من معاليكم أن تطلبوا من وزير البحرية أن تظل السفينة الملكية» الإكلييسء بقيادة الكابتن إرنو «116200: والتي أبحرت على متنها حتى الآن» تحت تصرفي دون أن يشغلها عن هذه المهمة الخاصة أي شاغل. وربما ترون معاليكم في اقتراحي فائدة أكبر إذ يستطيع مسيو إرنو - مساعد الأميرال ماكاو داها340 والضابط الذي لا أستطيع إلا أن أمتدح كفاءته التي رأيت برهانها في أكثر من مناسبة - إذا اقتضت الحاجة أن يقدم تقريرًا عن العمليات البحرية للجيش المصري في نفس الوقت الذي سأطلع معاليكم فيه على التدابير المتخذة والنتائج على الأرضء وكذلك كل ما يتعلق بالحملة في مجملها. سترون سيديء بكل تأكيدء أنه من الملائم أيضاء ونظرًا لعدم وجود سفن تجارية شراعية سريعة في الإسكندرية» أن يتم تخصيص غوليت في هذا الميناء لخدمة البريد» حتى تكون معاليكم على اطلاع دائم وسريع بسير المسألة التي تعطفتم بتحميلي مسؤولية متابعتهاء وما أحرز فيها من تقدم. وأنتهز هذه الفرصة لأذكر معاليكم بالطلب الذي حوته رسالتي السرية» والمتعلق بالخرائط التي أعرب محمد علي باشا عن رغبته في الحصول على نسخة منها من وزارة الحربية. 0 6 ,1 عاملزوط .عناو نأ اهم ععمقملمممدع م00 .م 0- من بولينياك إلى ميمو وأودير ملخص: - رد الباب العالي على مشروع الحملة المصرية - المبررات التي سيقت لهذا الرد - موقف الباب العالي لا ينبغي أن يمنع محمد علي من التحرك - سوف يحصل على دعم الحكومة الفرنسية - مهمة طاهر باشا في الجزائر - ضرورة الإسراع بإبلاغ الحكومة الفرنسية بقرار الياشا. باريسء ١١‏ يناير 1١85٠‏ تلقينا للتو في بريد انطلق من القسطنطينية في ١١‏ ديسمبر رد الباب العالي على العرض الذي كنا قد تقدمنا به فيما يتعلق بمشروع الحملة المصرية ضد ولايات البربر.لة') بدا على الريس أفندي؛ بمجرد علمه بهذه الفكرة؛ تقدير شديد لها. غير أن اعتبارات أخرى: لم يذكر من بينها سوى صعوبة تنفيذ المشروعء كانت لها الغلبة» على ما يبدوء في مجلس السلطانء فأخبر السفير بأننا "هنا أمام واحد من تلك المشروعات التي لا يستطيع الباب العالي أن يقرها صراحة." لن نسعى للموازنة بين كل الاعتبارات التي حملت السلطان على تقديم هذا الردء ولكن الاحتمال الذي يبدو أكثر رجحانا عندي هو أن الباب العالي خشيء بسماحه بمشروع لا يثق كثيرًا في نجاحه؛ أن يضرء دون طائل؛ بعلاقاته مع ولايات البربر. إن التعبير نفسه الذي استخدمه يشي بأن الموقف الذي يريد أن يتبناه هو أن يترك الحملة تأخذ مسارها الطبيعي ثم يوفق قراره النهائي مع مدى نجاحها. فلو دارت الدائرة على الباشا فسيلقى» في الأغلب الأعمء تنكرًا رسميًّا من الباب العالي» ولكن لو كان النجاح حليفه» فسيسارع الباب العالي لإسباغ موافقته على مشروع أكسبه نجاحه ولايات ثلاث رائعة وضمن له دفع جزية سنوية يشعرء بكل تأكيدء بأهميتها القصوى في ظل الحاجة التي أوصلته إليها الحرب الأخيرة. 2720 عليكما أن تعرضا على محمد على هذه الاعتبارات وله وحده الموازنة بينها. ونحن نعتقدء استنادًا إلى رسائلكماء أنه يتوقع رفض الباب العالي» وأنه قد حزم أمره وأنه لا يرى في تلك الموافقة إلا تيسيرًا إضافيًا يمكن أن يفيده كثيراء ولكن غيابه لن يغير من مشروعاته. ليس عليكماء إذن» إلا تشجيعه على هذا القرار إن احتاج إلى ذلك؛ ولكن عليكماء قبل كل شيء»؛ أن تشعراه بأن رفض الباب العالي» وإطلاعه المحتمل للدول الأخرى يدفعان للتعجيل بانطلاق الحملة. ولتضيفا أنه يستطيع التعويل على أن حمايتنا لن تخذله» سواء تجاه الباب العالي» أو القوى الأخرىء وأن دولة كبرى مثل فرنسا لا تقطع على نفسها وعود المساعدة والدعم والتدخل بسهولة» وأن مجرد تنسيقنا وانخراطنا معه في مشروع ما من شأنه أن يرسخ علاقات لا تستطيع أي ظروف طارثة إلا أن تعلي قيمتها وتزيد صلابتها. لقد علمنا من الجنرال جيومينو أن محمد علي قد تقدم بطلب مشابه لمطلبنا إلى الباب العالي مباشرة» ولكن هذا المطلب لم يصل إلا بعد مفاتحتنا الأولى التي قام بها السفير» وربما كان وراء ما لاحظه السفير من طروء تغير على موقف الباب العالي بين اجتماعه الأول مع الريس أفندي واجتماعه الثاني معه. وقد عرض الباب العالي» تحاشيًا للمواققة على فكرة الحملة المصرية؛ أن يستبدلها بإرسال مندوب خاص ليتولى حل خلافنا مع الجزائر. واختار طاهر باشا لهذه المهمة التي ارتأى سفيرنا عدم الجزم برأي فيهاء ولكننا لا ننتظر منها أية نتيجة» ولا نوليهاء بالتالي» أية أهمية. 1 من المهم للغاية أن تخبراني بأسرع ما يمكن بقرار محمد علي حتى يتوفر لناء في حال رفضه للشروط التي تحملانها أو تراجعه عن مشروع الحملة» الوقت اللازم لاتخاذ التدابير اللازمة للقيام بأنفسنا بمهاجمة الجزائر قبل حلول موسم سوء الأحوال الجوية. 5 - 142 6 ,[آ عاملاعط .عنان اهم ععدهل1مجروء::م0 ...م 2711 7 من أودير إلى باغوص (مستخلص) ملخص: - الصعوبات التي ظهرت فيما يتعلق باليوارج - أودير استشرفها - يلتمس من باغوص السعي لدى الباشا لثنيه عن هذا المطلب. طولون» ١١‏ يناير ١81٠١‏ أنتهز فرصة مغادرة إحدى السفن...لقد علمت من باريس بأن الصعوبات التي توقعتها فيما يتعلق بطلب أريعة بوارج قد حدثت بالفعل. لن نستطيع التنازل عنها. على أني لم أتلق شيئا رسميًا في هذا الصدد بعد وأنتظر وصول أوامر جديدة من حكومة جلالة الملك في أية لحظة. لقد صدرت لي التعليمات بأن أكون على أهبة الاستعداد للعودة إلى مصر. فإذا ما حدث العكس فإني أرجوء حتى أعودء أن تنظر باهتمام شديد في الملاحظات التي حوتها رسالتي المؤرخة 77 ديسمبرلة", وأن تعرضها مجدذا على جناب الباشا مع كل الحجج التي أبديتها شفويًا للباشا ولمعاليكم. وسوف يشعر محمد علي بالخطر الكبير في تركه فرصةً - ربما تكون فريدة - تفلت منه لزيادة القوة والمجد المقترنين باسمه. وأرجوء عندما تخبر الباشا بعودتي القادمة إلى مصرء أن تسأل سموه إن كان موجوذا بالقاهرة لو كان يرغب في أن أذهب للقائه في العاصمة أم أنتظره في الإسكندرية. تعلمون معاليكم» بكل تأكيد» دافع الحرص عندي الذي يجعلني أرى في هذا الاحتياط ضرورةء حتى لا أثير الفضول العام كثيراء وكل التأويلات التي سيثيرها انطلاقي المفاجئ إلى القاهرة. كن ل- كن أود أن تتكرم بإبلاغ جنابه عظيم احتراماتي وبالغ سعادتي بوصل ما كان بيننا من علاقات أضحت عزيزة على قلبي. وإن روح الصراحة والإخلاص التي يكنها كل منا للآخر في معالجة الأمورء لا يمكن إلا أن تفضي إلى رضائنا معًا. 6 2 ,[آ عامناعظ .عناو1]أآمم ععمقل تمودع:001) .طف /1" - من بولينياك إلى جيومينو ملخص: - نتيجة مساعي ميمو وأودير الأولى - مفاوضات جديدة تجري مع الباشا - حماية فرنسا له مؤكدة - فرنسا تحرص أيضا على حقوق الباب العالي - إقرار مسلك جيومينو - المعنى الذي قرئ به رد الديوان - غياب مساعدة الباب العالي يترك لفرنسا حرية الحركة - الحكومة تنتظر نتيجة المفاوضات التي تجري في الإسكندرية - مفاتحة الأنظمة الملكية الأربعة الكبرى في أوروبا - التحفظ الذي ينبغي توخيه تجاه ممثليها - السرية التي ينبغي أن يغلف بها الإبرام المحتمل لاتفاق مع الباشا - عدم جدوى بعثة طاهر باشا إلى الجزائر. باريس» ١١‏ يناير 1١815٠١‏ لما كانت التعليمات التي شرفت بتوجيهها لكم في ٠١‏ أكتوبر الماضيء» والمتعلقة بمشروع حملة مصرية ضد ولايات البربرء قد سبقت تلك التي أبلغت بها مسيو ميمو حول الموضوع نفسه بخمسة عشر يوماء فقد أمّلت في تلقي ردودك وردود القنصل في فترة متقاربة. ولكن التعطل غير المتوقع والمؤسف الذي وقع لمسيو أوتري في القسطنطينية أربك تلك الحسابات» وكان مسيو أودير قد عاد إلى الإسكندرية منذ بضعة أسابيع عندما حمل لي مسو دي فارين عممع:ة/ا عل في 4 ١‏ يناير رسائلك المؤرخة ١5‏ ديسمبر الماضي. لقد علمتء سيدي الكونت» من رسائل مسيو أودير ومسيو ميمو أن محمد على قد أبدى في لقاءاته بهما رغبة عارمة في تنفيذ مشروعه ضد البربر. وقد أطلعهما على أنه قد بذل مساع مباشرة في القسطنطينية للحصول على موافقة الباب 214 العالي» وأنه عرض على السلطان مميزات مالية هائلة لمساعدته على الوفاء بالتزاماته التي فرضتها عليه اتفاقية أدرنة» وأنه كان يتوقع» بالتالي» أن تلقى اقتراحاته القبول. ولكن الباشا أعلن» في الوقت نفسه؛ وبشكل حاسمء أنه تحت أي ظرف من الظروفء ودون انتظار الإذن الصريح من سيدهء سوف يقوم في الحال بتنفيذ حملته المزمعة» لو حدث بيننا وبينه اتفاق على الشروط الأخرى التي أطلعنا وقد أخذت حكومة جلالة الملك في الاعتبار كل المميزات» التي لا يرقى إليها شكء التي يمكن أن تنتج عن حملة محمد عليء» فأرسلت مسيو أودير إلى الإسكندرية للتباحث معه حول الشروط التي يطلبها. إضافة إلى ذلك أخبرنا هذا الأمير أنه يستطيع أن يعول على حمايتنا فيما يتعلق بنتائج حملته» وأن التضحيات التي أبدينا استعدادنا لتقديمها من أجل قضيته هي أكبر ضمان على الدعم الذي ستقدمه له» وأن الدول الأوروبية لهاء كما لناء مصلحة في نجاح مشروعه:ء وأنها لن تبدي أي شكوى طالما حظي رعاياها وممتلكاتهم وحقوقهم في ولايات البربر باحترام ومراعاة محمد عليء وأن الباب العالي هو الوحيد الذي قد يعارض مشروع الباشا لو لم يعترف بالمميزات التي سيجنيها من ورائه» وأننا سوف نخبر الباب العالي بشكل رسميء أننا سننظر باستياء شديد لأي تدابير يتخذها ضد محمد علي أثناء تنفيذه لمشروع نحنء إن جاز التعبيرء مشاركون فيه. هذا فضلاً عن أن مفاوضتينا سيُشعران محمد علي بأن الإعلان صراحة عن الحماية التي لوفرها له سيستثير مخاطر نرغب في تحاشيها. وقد حرصنا في كل مراحل هذه المفاوضات على الاهتمام الشديد باحترام حقوق الباب العالي ومصالحهء سواء فيما يتعلق بمبدأ السيادة» أو بالجزية التي سيتعين على تلك الولايات التي سيخضعها محمد علي دفعها. 215 أجيب الآنء سيدي الكونت» على الرسائل التي حملها لي مسيو دي فارين. يثني جلالة الملك على النهج الذي اتبعته في تنفيذ أوامره في المفاوضات المتعلقة بولايات البربر أيما ثناء» ويقدر جلالته تمامًا نتائج المساعي التي بذلتها لدى الباب العالي. لم نكن نطمح. في الواقعء في أن يؤيد الديوان صراحة الحملة التي يعرض محمد علي أن ينسقها مع عملياتنا ضد الجزائر. فحرصنا على إظهار مراعاة خاطر الباب العالي أملى علينا أن نطلب موافقته» ولكننا كنا مستعدين للقبول بأن يكتفي بغض الطرف عن هذا المشروع. نحن ندرك أن الحكومة التركية تفضلء في ظل الظروف التي تمر بها اليوم؛ أن تتحاشى الالتزام وتحتفظ لنفسها بإمكانية توفيق موقفها مع الأحداث. فلو فشل الباشا ستشجب الحكومة بشدة ما قام بهء» ولن يكون الباب العالي حينها قد فقد البقية الباقية من سلطته على الولايات الثلاث. ولو حدث العكس نجحء فستقبل بهذا النجاح وتجني ثمار الحملة المصرية. ونعتمد فيما ذهبنا إليه ا » على الرد ادي اتلكب زرو لدو الراك ؤي بن إحار بمشررويع لا يستطيع الباب العالي أن يقره صراحة. بعد أن حرمنا من المساعدة المباشرة لهذه الدولة» ووفينا تجاهها بكل واجبات الصداقة والثقة» لم يبق أمامنا إلا أن ننظر إلى مصالحنا نحن لننهي مسألة الجزائرء سواء بحملة مباشرة نحملها عليهاء أو بواسطة المشروع الذي ننسقه مع محمد علي لو رأى هذا الوزير أنه قادر على تنفيذه دون فرمان خاص من السلطان وبالاعتماد على التسهيلات الوحيدة المقدمة له من جانبنا. نحن في عجلة من إطلاعه على الرد الذي تلقيناه من القسطنطينية» وحسب ما نعرف عن مشاعره. يحق لنا أن نعتقد أن موقف الباب العالي سيترك في نفسه الأثر نفسه الذي تركه فيناء وأنه لن يغير من قراره في متابعة تنفيذ مشروعاته. لم يبق لنا الآن سوى 216 انتظار انتهاء المفاوضات التي فتحت في الإسكندرية» فلو أفضت إلى قيام الحملة على ولايات البربرء فإنا نعتمدء حينئذء على حرصك على إبقاء الحكومة التركية على موقفها المحايد ومنع أي تدابير قد تتخذ ضد محمد علي. بعد أن بدأت سرية هذه المفاوضات في التبخرء وما يمكن أن تنطوي عليه الشكوك في غايتها من ريّبء فقد ارتأت حكومة جلالة الملك أنه من الضروري» حتى في ظل عدم تأكدنا مما ستفضي إليه المفاوضاتء أن نطلع عليهاء سراء الملكيات الأربع الكبرى في أوروبا. أرفق لك بهذه الرسالة نسخة من تلك التي وجِهتها حول هذا الموضوع إلى ممثلي جلالة الملك في بطرسبرج؛ وبرلين» ولندن» وفيينا. سوف يعينك الاطلاع على هذه الوثيقة على التعرف على وجهة النظر التي طرحنا المسألة من خلالها على حلفائنا وتساعدك كذلك على مراقبة مساعي مفوضياتهم في القسطنطينية ومواقفها. ويحسنء بوجه عام؛ أن تتوخى بعض التحفظ تجاههمء باستثناء البعثة الروسية هناك إذ عرض علينا القيصر نيقولاسء منذ البداية» مساعدته الصادقة في تلك العملية» وأطلعناء مجدذاء عن طريق سفيره على موافقته التامة. ومع تعويلنا على موافقة حلفائنا الآخرين؛ فليس هناك ما يدعو لإطلاعهم على كل تفاصيل تنفيذ تلك المشاريع إلى أن يعربوا لنا رسميًا على موافقتهم عليها. سوف يستمر مسيو ميمو ومسيو أوديرء بالطبع ٠‏ في إطلاعكم على تطورات مساعيهم أولا بأول» ولو توصلوا إلى إبرام اتفاق مع باشا مصر وأرسلا إليك بنسخة من الاتفاق فعليك أن تراعي الحفاظ على سريته؛ فحكومة جلالة الملك ترغب؛. إن حدث ذلكء ألا يتم إعلان أي شيء في الوقت الراهن فيما يتعلق بالتسهيلات التي سنقدمها لمحمد عليء؛ وعليك أيضنًا أن تغلف بالصمت نفسه كل ما علمته من مسيو أودير ومسيو ميمو منذ بدء المفاوضات. لقد أطلعت الأميرال دي رينيي ج81 ع0» بشكل عام على مشروع محمد على وعلى التدابير التي ينبغي عليه اتخاذها لتنفيذه؛ لذلك فقد يرغب في الحديث معك حول هذا الموضوع. أرجوك أن تتوخى معه الحرص نفسه وأن تتحاشى الدخول في أية تفاصيل متعلقة بالشروط المتفق عليها بيننا وبين الباشا. على أيضنًا أن أحدثئك عن مهمة طاهر باشا. لقد أجبت بأنسب رد عند مفاتحتك في هذا الموضوع. بإمكانك أن تقدم الشكر للباب العالي باسم حكومة جلالة الملك على فكرة إرسال موظف رفيع إلى الجزائر لينقل إلى الداي الأوامر بأن يقدم لفرنسا الانتصاف الذي تستحقه. وبإمكانك أن تضيف أيضًا أن جلالته يقدر الدوافع التي أملت على الباب العالي هذا المسعى» ولكن تجارب الماضي لا تسمح له بأن يوليها أية ثقة. هذا فضلاً عن أن الكلمات التي أراد خليل أفندي مؤخرا أن ينقلها إلى الداي على لسان السلطان لم تحرز أي نجاح. إن كل مفاتحة سلمية لا تؤدي إلا إلى زيادة غروره ووقاحته. لقد مدت فرنسا في صبرها بقدر ما تسمح به كرامتها. فقد انقضى عامان ونصف العام في مفاوضات غير مجدية؛» فأضحت وسائل القوة هي الوحيدة التي نستطيع التعويل عليها الآن» وهي الكفيلة وحدها بإنهاء تلك المسألة» وعندما قرر جلالة الملك أن يلجأ إلى التضحيات المؤلمة التي يتطلبها استخدام تلك الوسائل؛ كان قد عقد عزمه أيضًا على بذل كل جهد ممكن للوصولء على الأقل؛ إلى نتيجة مهمة ودائمة تفيد منهاء لا فرنسا وحدهاء بل كل الدول الأوروبية. 18-7 26015 ,نا 1نا1 .عنا01110م ععمةل01م5ع001) .كا.م 4؟- من بولينياك إلى لواء بحري دي رينيي ملخص: - اقتراح محمد علي بإخضاع ولايات البربر - قبول حكومة جلالة الملك بالاقتراح وتعاونها مع الباشا - الباب العالي يرفض إصدار فرمان ولكن يبدي موافقة ضمنية على الحملة - سوف تقدم فرنسا الحماية لمحمد علي وتقف أمام أي تحرك ضده من الباب العالي - على الأميرال دي رينيي أن يمنع أي صدام بين الأسطول التركي والقوات والقوافل البحرية المصرية - عليه أن يتصرف بحرص وحذرء وأن يتوخى سرية هذه التعليمات - المسلك الذي ينبغي اتخاذه تجاه بعثة طاهر باشا. باريس!''). ٠١‏ من يناير ١81١‏ عرض علينا والي مصر إرسال حملة ضد ولايات البربر الثلاث؛ وإحلال إدار ة له فيها تابعة للباب العالي مباشرة» محل النظام القائم هناك الآن» ليقضي بذلك على القرصنة واسترقاق المسيحيين. تكتنف هذا المشروع صعوبات جمة» ولكن المكاسب التي لا يرقى إليها شك التي يمكن أن تنتج عنه؛ ليس فقط لصالح فرنساء بل لمصلحة أوروبا جمعاء» حدت بحكومة جلالة الملك إلى أن تقرر تسهيل تنفيذه لهذا المشروع. وعلى ذلك فقد صدرت تعليمات إلى مسيو ميمو في الإسكندرية ليتفاوض بموجبها مع محمد علي حول طبيعة وحجم التعاون الذي يمكن أن نتوقعه من هذا الأمير في حربنا ضد الجزائر. لو تمت الموافقة على اقتراحاتنا فسوف تتحرك حملة قوامها 4٠‏ ألف رجل؛ ٠١‏ ألفا عن طريق البرء و١٠‏ ألفا بقيادة إبراهيم باشا عن طريق البحرء في أواخر فبراير. 270 وعلى الرغم من أن محمد علي قام غير مرةء ودون انتظار أوامر القمطتطينية:نحملات مشائية فد البلداق المجاورة لمضير 7 وأذفلها ماع كحت الهيمنة العثمانية» إلا أننا أردنا هذه المرة أن نوفر له الدعم بفرمان سلطاني. على أن السلطان فضل أن يحتفظ لنفسه بإمكانية الاستفادة من نتائج الحملة دون أن يجازف بعلاقته بالولايات الثلاثة دون طائل إذا ما فشلت الحملة» لذلك فقد اكتفى بتقديم موافقة ضمنية على حملة محمد علي قائلاً بعبارات عامة إننا هنا بصدد واحد من تلك المشاريع التي لا يستطيع الباب العالي أن يقرها صراحة. وبانخراط محمد عليء بموافقتناء في حملة موجهة أسامنا إلى بلد نحن في حالة حرب معهء فمن الواضح أنه من مصلحتناء بل وأستطيع أن أقول إنه شرف لنا أيضناء أن نقدم له الحماية التي قد يحتاجها أثناء قيامه بمشروعه. أية محاولة موجهة ضده ستسيء إلينا نحن. ومن هذا المنطلق أمرت حكومة جلالة الملك الجنرال جيومينو أن يحرص على إبقاء الباب العالي على موقفه المحايد الذي رأى أن عليه تبنيه» بل وأن يضيفء إن دعت الحاجة» أننا سننظر بعين الاستياء المحق إلى أي تدابير قد يتخذها ضد محمد علي بسبب الحملة التي سيقوم بها تحت رعايتناء وكذلك أن يُشعر الباب العالي بأننا قد نعارض قيام أسطول تركي بتهديد ميناء الإسكندرية. وبقدر حرصنا على التمسك بهذا الموقف تجاه الباب العالي»؛ نحرص تمام الحرص على احترام حقوقه ومصالحه في مفاوضاتنا مع الباشا. من هذا المنطلق اشترطنا الاعتراف بسيادة السلطان ودفع جزية سنوية عن الولايات التي سيخضعها محمد علي لسلطانه. الاحتمال ضعيف جذا أن يعود الباب العالي عن مواقفه الأولى» رغم هذه الاعتبارات والمحاذير التي سيثيرها عند الحاجة سفير جلالة الملك في القسطنطينية» فيحاول القيام بأي تحرك ضد محمد علي. ومع ذلك» فتوخيًا لمزيد (أ) المقصود بهذا حملة محمد علي باشا على السودان(851١1855-1)‏ في وقت لم اتكن السودان فيه خاضعة للدولة العثمانية, وكانت هذه دون فرمان صادر من الباب العالي. (المراجع) 30ظ2 من الحرص ولإعطاء محمد علي دليلاً جديذا على حماية فرنساء فقد ارتأى جلالة الملك إطلاعكم سرًا على هذا الوضعء ودعوتكم إلى توفير الحماية التي وعد بها جلالته محمد علي في إطار السلطات الممنوحة لك. ولتحقيق هذا الغرض عليك أن تتخذ الاستعدادات اللازمة» بالتنسيق مع الكونت جيومينوء حتى تكون على علم بأية حملة تريد مغادرة البوسفور والتوجه إلى مصر. فلو قام أسطول تركي باتخاذ هذه الوجهة فعليًا عليك متابعته والاتصال بقائده واستخدام كل حجة كفيلة بإقناعه بأن يعود من حيث أتى. وإن اقتضت الحاجة فلتستخدم لغة التهديد والوعيد. وأخيراء ودون أن يغيب الأسطول العثماني عن نظركء لو أراد هذا الأسطول أن يقتحم ساحل الإسكندرية أو أن يهاجم القوات البحرية والبرية المصرية المنطلقة في الحملة على البربرء فعليك منع مثل هذا الصدام. لا حاجة بي لأن أوصيك بتوخي الحكمة والحذر في تنفيذ هذه المهمة الدقيقة. فالحذر الذي نسعى لتوخيه مع الباب العالي» صاحب الحق الوحيد في الحيلولة بين الباشا والولايات؛ لا يقل أهمية فيما يتعلق بالقوى البحرية الأخرى إن حدث واستاءت أي منها من حملة تهدف» بوضوح. إلى تحقيق المصلحة العامة لأوروباء وكنا أول من أطلع الأنظمة الملكية الرئيسية عليها. لهذا السبب أوصيك أيضًا بتوخي السرية التامة حول هذه التعليمات التي لا ينبغي أن يعرفها سواك. وطالما لم نصل بشكل نهائي إلى اتفاق مع باشا مصر حول الحملة المزمعة» فلا ينبغي أن يثير أي تحرك من جانبك الانتباه إلى السلطات الممنوحة لك. بل وحتى بعد اتخاذ القرار النهائي . بقيام الحملة ثم الشروع فيها يفضل أن تبقى تحركاتك غير ملحوظة بقدر الإمكان» وألا تغدوا ظاهرة للعيان إلا عندما يصبح ذلك أمرًا لا مفر منه. 2 ' رغم أن الباب العالي رفض إصدار موافقة رسمية على مشروع محمد علي» فإنه قد أعرب عن رغبته في السعي لإحلال السلام بين فرنسا والجزائرء بل وأعلن رسميًا للكونت جيومينو أن طاهر باشا سوف يتلقى الأوامر بالتوجه إلى الداي لهذا الغرض. 26] وقد أجاب سفير جلالة الملك بأنه سيستطلع رأي حكومته؛ وأنه ليس مخولا بإبداء الموافقة أو الرفض تجاه هذا المسعى. وأدعوك إلى توخي خط التحفظ نفسه الذي اتبعه الكونت جيومينو تجاه بعثة طاهر باشا. لقد علمتنا تجارب الماضي ألا نعول على نجاح مثل تلك المساعيء ولا يليق بناء بعد صبر استطال أمده؛ أن نكتفي بانتصاف وهميء وبالتأكيد لا يليق أن نبدو في صورة من يسعى إلى الدخول في مفاوضات جديدة. ينبغي أن ننأى بنفسنا تمامًا عن المهمة التي قرر الباب العالي فجأة تكليف أحد ضباطه بهاء وألا نقدم لتلك الرحلة أية تسهيلات سوى عدم رفض دخوله إلى الميناء الذي يحاصره أسطولنا. ١ 158 - 1‏ ,آ عاملزاوظ .عدان1) امم ععههلهمموع :من .م ب من لفن 9 - ترجمتّ رسالتّ موجهد من الجزائر في ١1‏ يناير 147١‏ إلى مصطفى قبطان؛ أميرال السفن الجزائريمّ الموجودة في الإسكندرية متلخص: - احتفال ديني يقيمه داي الجزائر - الاستعدادات الدفاعية - تجميع القوات - الحماسة الحربية لفتحية وأتباعها من أهل القبائل - سرايا سلطان المغرب - استياء قولارلية الجزائر - إقامة بطارية مدفعية في سيدي فروش - تحصينات القصبة - الحالة السيئة لقلعة الإمبراطور. على ضجيج حملة فرنسية قادمة على الجزائر أقام الداي معسكر مرابطين دعا إليه كل قادة الحكومة وزعماء القبائل وكل الرجال القادرين على حمل السلاح لتوجيههم بعد ذلك إلى سواحل الولاية حيث سيتم تقسيمهم بمجرد وصولهم لمواجهة إبرار القوات الفرنسية. عدد هؤلاء ٠١‏ ألف رجل تجمعوا مما حول ميناء الجزائر ولواء تيتري. لم يرسل باي قسنطينة وباي وهران سراياهم بعد. منذ ثلاث سنوات تعكف حكومة الجزائر على جمع المؤن اللازمة لهذا الجمع الغفير من الرجال. فتحية (امرأة ذات شخصية عظيمة وأرملة شيخ قبيلة لقي حتفه أثناء منازلة الإسبان إبان حملتهم الأخيرة على الجزائر) على رأس قومهاء وهي متعطشة للثأر» وقد جمعت ١5‏ ألف رجلء كلهم من رجال القبائل» أهل الجبال المتعصبين المتسمين بالجرأة والالتزام» والذين ذاع صيت بسالتهم في الأصقاع المجاورة حتى قيل إن رجلا واحدًا من رجال القبائل يعدل مائة من الأعراب والبدو. وهناك زعيم آخر على رأس 5٠‏ ألف من رجال القبائل. أرسل سلطان مراكش 75 ألف رجل راكبين إلى داي الجزائر ولكن هذا الأخير رفضهم لصعوبة إطعام هذا العدد الضخم من الرجال والخيول» وأعادهم إلى حدود بلادهم مع وعد باستدعائهم إذا حل الخطر. لم يشكل باي قسنطينية سراياه بعد. وقد فر اثنان من كبار رجاله و أشجع زعماء البدو إلى تونس لتحاشي القتال في الحرب الحالية. ويطالب الباي بعودتهم وأعلن أنه لن يسير قواته إلا بعد عودتهما. أظهر قولارلية الجزائر امتعاضهم. تمت إقامة بطارية من 4 ١‏ مدفعًا في سيدي فروش: حيث نتوقع أن يتم إبرار القوات الفرنسية هناك؛ منذ أن قامت فرقاطة (لا كونستانس) بتدمير برج قديم (تور شيكا) كان قائمًا هناك. تمت إعادة تشغيل أو زيادة العديد من البطاريات الأخرى في تلك الجهة... لم يتم المساس مؤخرا بالتحصينات من جية البرء ولا بالدفاعات المتقدمة... باستثناء إقامة سور جديد منذ اثني عشر عامًا حول قصر الداي المسمى قصنبة » عند مقدمة الخندق. قلعة الإمبراطور في حالة سيئة للغاية. 8 -147 1,1[ عاملزاوط .عناو امم ععمدلدمموع :001 ط.م ٠‏ -من أودير إلى بولينياك ملخص: - تلقي تعليمات الوزير الجديدة - إيضاحات دروفيتي الشفوية - إعلان أودير لإخلاصه وتفانيه - الحجج التي تهدف إلى الثني عن طلب البوارج - قضية الدعم المقدم إلى محمد علي - المبلغ الأول من المساعدات الذي سيقدم في حال إبرام اتفاق مع الباشا - مهمة طاهر باشاء تفاصيل حول هذه الشخصية» الكره الذي يضمره للفرنسيين ولمحمد علي - حاشية متعلقة بطلب البوارج ومساعي الباشا لدى الباب العالي. ١81١ يناير‎ ١8 طولونء:‎ تسلمت بالأمس من مسيو دروفيتي التعليمات المؤرخة "١‏ ديسمبرء و 5" و/, يناير والتي تطلعنا فيها معاليكم؛ أنا ومسيو ميموء على الحدود التي ترغب حكومة جلالة الملك أن تسير وفقها المفاوضات التي كلفنا بمسؤوليتها معاء وكيفية تسييرنا للأمورء والدور الذي سيلعبه كل منا في الاتفاق المراد إيرامه مع محمد علي. سلمني أميرال المنطقة البحرية أيضنًا الرسالتين اللتين تكرمت معاليكم بإرسالهما بتاريخ 5 و١١‏ من الشهر الجاريء إحداهما متعلقة بمراسلاتي أنا ومسيو ميمو مع الجنرال جيومينوء بينما تحتوي الأخرى على الاعتبارات الجديدة التي ينبغي عرضها على الباشا والنابعة من رد الباب العالي على مفاتحة سفير جلالة الملك فيما يتعلق بمشروع الحملة المصرية ضد ولايات البربر(''). وقد أضاف مسيو دروفيتي إلى ملاحظاته التي لا تضاهي كثرتها إلا قيمتهاء الإيضاحات الشفوية التي طليتم معاليكم أن ينقلها إلي لتيسير مساعيّ القادمة. وأعرب لمعاليكم هنا عن عظيم امتناني لها جميعا. لن تغير التعديلات في نمط التعاون شيئا من الحماس والدأب اللذين أتوخى بذلهما في هذا الظرف الجديد. الشكليات لا تزن في عيني شيئاء إلا بقدر ما أرى لها من فائدة في تحقيق مصالح جلالة الملك. وكنت قد أعلمت شريكي منذ البداية "أن مساهمتي بكل ما أوتيت من وسائل في نجاح مشروع حكومتنا هو الهدف الوحيد عندي» وسوف أكون مسرورا! لذلك بأن أتنازل له عن كل فضل في النجاح دون ادعاء شيء منه لنفسي.' لست مباهيًا بمبادئ هنا سيديء فالماضي يثبت صدق مذهبي: سيع سنوات من العمل المتواصلء المضني في كثير من الأحيان» وكوارث عدة نجوت منها بشبه معجزة ولا يتسع المقام هنا لسردهاء لم أجن منها من أآيات الرضا سوى مهمات تتجدد؛ أرسلني فيها جنرالي مرتين من القسطنطينية إلى مصرء ومرات أخرى عديدة إلى بقاع أخرى في الدولة العثمانية. وأؤكد أن لحظة فتور واحدة لم تطرأ لتعطلني عن تنفيذ واجباتي» لا أرى في ذلك سوى الرضا السامي لجلالة الملك واستحسان معاليكم مكافأة سخية أطمح لها. وما مديحكم لي في رسائلكم الأخيرة سوى دافع جديد يحركني. سوف أبحر غذا في الصباح الباكر على متن السفينة الإكليبس التي لم يتسع أمامها الوقت للانتهاء من إصلاح ما ألم بها من عطبء ولكننا سنطلق أشرعتها للريح؛ ونستكمل الإصلاحات الملحة في الإسكندرية معتمدين على الوسائل. التي لا يتأخر محمد علي أبدَا عن وضعها تحت تصرف كل السفن التابعة لجلالة الملك. ليس لدي سوى ملاحظات قليلة أود إيداءها لمعاليكم فيما يتعلق بالحجج العديدة التي أمرنا بتقديمها للباشا لحثه على التخلي عن طلب البوارج الأربع. كانت استحالة توفير تسليح جديد وسفن جديدة أول اعتراض أيديته. وقد كان هناك تفهم لهذا الاعتراضء ونظرا لعدم الإصرار على هذا الشرط لم آت على أي ذكر له في تقريري رقم .١‏ 206 ثم اعترضتء غير مرة: بأن قواتنا البحرية لم تصل إلى إقرار السلام التام بعد» وبالتالي فلا أعتقد أن حكومة جلالة الملك تستطيع؛ في ظل الأوضاع الحالية في أوروباء أن توافق على التنازل عن أربع بوارج. سوف تجدون معاليكم هذه الملاحظة مذكورة في ملخص الرسالتين9؟") - مرفق بهذه الرسالة - اللتين استطعت كتابتهما وأنا في الحجر الصحي إلى مسيو باغوص راجيا إياه التأكيد عليها مجددا لدى الباشا. يا كان الأمرء فإن تلك الاعتراضات التي لم أعبر عنها سوى بوصفها رأيًا شخصيّاء اكتسبت الآن قوة جديدة من معاليكم» تدفعني لتكرارها بثقة أكبرء مضيفا إليها بالطبع كل الحجج التي قد توحي بها الظروف. فيما يتعلق بالمخاوف التي أبداها الباشا من العقبات التي قد تضعها إنجلترا في سبيله» فقد فهمتء منذ بدايات مفاوضاتناء أن الحكمة تقتضي أن نتحاشى عند وعدنا بالمساعي الحميدة التي خولنا إمكانية عرضهاء كل ما يمكن أن يخرجنا عن إطار الدعم المعنوي. ولكني كنت قد تركت الكلمة إلى شريكي في الجلستين الأوليين» وهما الجلستان الوحيدتان اللتان رافقني فيهما. ومع أول مخاوف يبديها الباشا جاء الرد بالتأكيد الشديد» ليس فقط على الحماية الفعالة» ولكن أيضًا على الدعم المادي إذا اقتضى الأمر. وقد منعتني أصول اللياقة من مقاطعة مسيو ميمو لكي أُعَدّل في الحال الشذوذ البادي في هذا الالتزام والذي أثار دهشتي أكثر لعدم ورود ذكر له في التعليمات الصادرة إلينا. وقد أبديت تلك الملاحظة فيما بعد وخاصة لشريكيء وقد أوردها في مذكرة الاقتراحات المقدمة من الحكومة الفرنسية التي لم يتم تسليمها إلا بعد الجلستين الأوليين» ولكن الباشا ومسيو باغوص تمسكا بما تم التصريح به شفويًا واعتمدا عليه في الاقتراحات المضادة. الوثيقتان مرفقتان برسالة مسيو ميمو. على أن هذه المسألة إذ بدت لي ثانوية الأهمية حتى أني لم أجد غضاضة في محو عبارة "دعم مادي", فقد آثرت أن أذكرها في تقاريري الأولى بدافع لا أشك للحظة أن معاليكم سوف تقذرونه. وقد فهمت أيضنًا أن حكومة جلالة الملك مستعدة لإرسال دفعة مقدمة للباشا قدرها ٠١‏ مليون فرنكء أيِّا كانت الظروف؛: على أن تصل تلك الدفعة إلى الإسكندرية خلال شهر مارس. بيد أننا نأمل في أن تنطلق الحملة بعد إبرام الاتفاقية مباشرة. وبما أن هذه الاتفاقية يمكن أن توقع في الأيام الأولى من شهر فبراير»ء أي قبل شهر من وصول المساعدات المالية الأولى» فريما ترون معاليكم أنه من الأنسبء لتنفيذ وعد الحكومة» أن تسمحوا لمسيو ميمو باتخاذ التدابير المالية الكفيلة بتوفير مبلغ يمكن الباشا من تغطية النفقات الأولى. لقد بدا مسيو دروفيتي على اقتناع بأن تعليماتنا تسمح لما بتدبير مبلغ ؟ مليون فرنك نسحبها في فرنسا إن اقتضى الأمرء ولكني لم أجد أي أثر لمثل هذا الأمر في رسائل معاليكم. في رسالة معاليكم المؤرخة ١١‏ يناير أعلمتنا باقتراح الباب العالي بتكليف طاهر باشا بتسوية خلافنا مع الجزائر. وأضفتم أن سفير جلالة الملك استحسن عدم إبداء الرأي في تلك البعثة» وأن الحكومة لا تتوقع لها أي نجاح. وبالتالي؛ لا توليها أية أهمية. أعتقد أن ذكرياتي عن القسطنطينية تحمل سبب صمت الجنرال جيومينو في هذا الصدد. فطاهر باشا واحد من أكبر المعادين لكل ما يحمل اسم فرنساء ففي أواخر نوفمبر ١8717‏ وبعد التعليق الأول لكل الاتصالات بين الوفود الدبلوماسية للقوى الثلاث المتحالفة والباب العالي» والتي استطاع بعدها الجنرال جيومينو أن يعيد المفاوضات مع الريس أفندي» كان هو الذي وصل بصورة مفاجئة من نافارين إلى القسطنطينية وسمم أفكار السلطان وحاشيته ضدنا بأشنع الادعاءات» فأثار حفيظة سيده وكل من يتصل بهء حتى إن السلطان لم يعد يريد أن ينصت لأية محاولة للتوفيق. وكان من نتيجة ذلك مغادرة السفراء للقسطنطينية. وقد ذكرت تلك الملانسات الرسائل والنشرات الملحقة التي بعقت بها في تلك الفترة السفارة إلى 208 وزارة الخارجية؛ وهيء كما أعتقد. التي حدت بالسفير إلى أن يرى عدم جدوى إبداء الرأي في مهمة كلف بها طاهر باشا وتأتي في مصلحة فرنسا. هذا المسلم هو أيضنا من ألد أعداء محمد عليء ولي نعمته الذي فر من خدمته على رأس سفينة في تقرير للكونت دي رينييء: أعتقد أنه مؤرخ 7١5‏ سبتمبر ١18717‏ حول اجتماع جمعه مع إبراهيم باشا في مودون7”؛ أشار هذا الأميرال إلى حوادث مختلفة تبدو أسبابًا جديدة لكره طاهر باشا لنا وللباشاء تجدر ملاحظتها في ضوء اختياره لمهمة فيها مصلحة واضحة لفرنسا ولمحمد علي. أستميح معاليكم عذرًا في هذا الاستطراد الذي جعلتني إقامتي في فرنسا لا أراه خارج: الموضوع تهانا لأنه ربما يفيد ويُبكر بتوقع ما يمكن انتظاره من مساعي طاهر باشا لدى عدو لفرنسا. وتفضلوا...إلخ. حاشية: - ورد مع تعليمات معاليكم المؤرخة " يناير رأي يرى أن محمد علي كان يستعدء دون مساعدة فرنساء للقيام وحده بغزو ولايات البربر. وقد تأسس هذا الرأي على المساعي التي أمر ببذلها للحصول على موافقة الباب العالي» واستنتجنا من ذلك أن البوارج الأربع التي طلبها الباشا ليست ضرورة من ضرورات الحملة بقدر ما هي جزء من مشروعاته المستقبلية ورغبة من هذا الأمير في الاستفادة من الظرف الحالي للوصول إلى طموحه الطاغي بأن يكون له أسطول قوي. وعلي أن أبدي ملاحظة في هذا الصدد. فبالإضافة إلى أن مساعي محمد علي لم تأخذ أي طابع رسميء؛ فحسب ما صرح لنا هو نفسه لم يكن هدف تلك المساعي سوى جس نبض الديوان» وحسيما قال أيضنًا فقد جاءت نتيجة للمباحثات التي دارت بينه وبين مسيو دروفيتي قبل مغادرة القنصل العام لمصر. وقد أتاحت 269 تلك المباحثات لمحمد علي أن يعول على مساعدة فرنسا ودعمهاء فما كان منه إلا أن أبدى تلميحات شفوية في القسطنطينية حتى يكون مستعذا لكل الاحتمالات. وأضيف لما أوردته في تقريري رقم ١‏ عن حالة الشدة المالية للباشا الحقيقية والواضحة والتي لا تمكن هذا الأمير من القيام بحملة كهذه اعتمادًا على موارده فقطء حتى أنه استدان مؤخرً!ا ٠6٠‏ ألف قرش من تجار أوروبيين ليرسلها إلى القسطنطينية. 0-0 لم أستطردء في رسائليء حول طبيعة المساعي التي بذلها محمد علي لدى الديوان» لأني كان يتعين علي أن أترك تلك المهمة لمسيو ميمو الذي كان عليه أن يطلع معاليكم على كل ما دار خلال جلستي المباحثات الرسميتين الأوليين» واللتين أفصح فيهما الباشا عن هذا الأمر. 150-5 © ,آ عاملزو8 .ملوأ أاهم ععدصهلههووع001) .اذ 50آ2 ١‏ من أودير إلى بوالوكونت ملخص: - أودير يشير إلى تلقيه رسالة سرية - يطلب النماذج الجديدة لمهمات المدفعية - أمله في التغلب على عناد الباشا في مسألة البوارج - سوعء الأحوال الجوية يؤخر مغادرته طولون. طولون. ٠١‏ يناير 1١875٠١‏ شرفت بتلقي رسالتك التي سطرتها في 5 من الشهر الجاري والمرفق بهاء لسمو الأمير بولينياك» مختلف الوثائق التي أراد إطلاعي عليها. سوف أطلع على محتواها وأنقل بعضه إلى مسيو ميموء وأمسك عن الإفصاح عما يحتويه بعضها الآخر من معلومات مفيدة لحملة الباشا حتى توقيع الاتفاقية. وسأتوخى الحيطة نفسها مع خرائط الجزائر التي لم يكن هناك متسع من الوقت للفراغ منها قبل مغادرة مسيو دروفيتي» والتي وعدتني بإرسالها في وقت لاحق. أود أن أذكرك في هذا المقام بما طلبته من الوزير من تصميمات للطرز الجديدة من مدفعيتنا. فقد أبدى عثمان بك رغبة شديدة في الحصول عليهاء وهو ضابط يتمتع بثقة سيده التامةء ويبديء في كل مناسبة» التشيع التام والدعم الحاسم لكل ما هو فرنسي. ولم أر غضاضة في اطلاعه عليها في هذا الظرفء بما أن حكومة جلالة الملك؛ لم تقدم لمحمد علي الرسومات فقط في السابق» بل وأرسلت إليه أيضًا نماذج منفذة من كل تجهيزاتنا. أسافرء سيدي البارون» وملئي تأثر بعبارات الرضا التي وجدتها في رسائل معاليه حول كيفية أدائي لمهمتي. وأشعر بامتنان كبير تجاه التعليمات التي بسطها وفصلها لناء أنا وقنصل جلالة الملك» فيما يتعلق بالمرحلة القادمة. أسافر أيضًا وكلي ثقة في المستقبل» مؤملاً أن يقدر محمد علي قيمة التسهيلات الجمة التي 201 قدمتها له حكومة جلالة الملك فلا يتمسك؛ كما كان من قبل» بشرط التنازل الفوري عن أربع بوارج. وربما لم ينتج تشبثه بهذا المطلب إلا عن التباس حدث في الأمر. فكل ما أبديت من رفضء وتشكك؛ وما تذرعت به من صعوبات كان من عنديء إذ لم أكن مخولاً أن أبدي له رفضنًا رسميًا باسم حكومتي» وظن الباشاء خطأ أن رسالة من مسيو دروفيتي تحمل عكس ما أقول؛ لذلك أراد أن يبدي رغبته مجددا بشكل رسميء حتى يطلع على النوايا الحقيقية لحكومة جلالة الملك» والتي أمّل أن سوف أحمل له هذا الردء وأكرر أني آمل أن يتعين علي أن أعود قريبًا إلى طولون حاملاً الوثيقة التي وفرت لنا وزارة الخارجية عناصرها بدقة ووضوح حتى تغدو مهمتنا بعدها سهلة. ومع ذلك؛ فلو طرأت ضرورة لالتزامنا بنقاط معينة لم تؤخذ في الحسبان ووجدتها تلبي خدمة مصالح جلالة الملك؛ فلن أخشى تحمل مسؤوليتها؛ إذ هي مصالح مقدسة عندي لا أميل عنها قيد أنملة ما اعترضني عارض أيّا كان. في اللحظة التي هممت فيها بالإبحارء أمسء وكما ذكرت في رسالتي إلى سمو الأمير بولينياك المؤرخة ١8‏ منه» هبت ريح معاكسة. واليوم زادت الأحوال الجوية سوءً! إذ لم تتمكن أية سفينة من مغادرة الميناء. بمجرد أن تلين عريكة العواصف شيئًا ما سوف أسلم الشراغ للريح علي أبدأ الرحلة. مسيو إرنو «باهومع11» قبطان الإكليبس» يشاركني الرأي بحماس وهمة ينبغي أن أعترف بهما له لأنه إن أوصلنى إلى الإسكندرية مبكر! قليلاء غير عابئ بالمصاعب, بل ولا بالمخاطرء فإنما يكون قد أسهم في النجاح العاجل للمهمة التي تعطفت حكومة جلالة الملك بتكليفي بها. أاسمح ليء سيدي البارون» قيل أن أختم رسالتي أن ألتمس مجددا دوام ٠‏ عطفكم؛ فإني أشعر بحاجتي الشديدة له في كل وقت وحينء إذ به أغدو أكثر ثقة» وأكبر قدرة على أن أتخطى بسهولة اليضاعي الذي الترنت يوكيعي كاوج الإدار؟ التي شرفت بالالتحاق بها مؤقنّاء وبالعنت الذي لا أستحقه ولا يخلق بفتئ مثلي. بيد أن المقام هنا يشرئف عن ذكر ذلكء بل ريما منعني حتى عن مفاتحتكم فيه شفاهة. 156-7 1,1[ عاملزاوظ .عنا0111م عع2ة010ممدع:1هن) عاءمف "ع من ميمو إلى بوليتياك ملخص: - ميمو وصل إلى القاهرة - مندوبو دمياط والقاهرة - إقامة في بيت باغوص - زيارة الباشا في الجعفرية - حديث حول الجزائر والولايات - مهمة طاهر باشا - رأي الباشا في هذا الشخص. القاهرة» 77 يناير 18٠‏ سافرت إلى القاهرة؛ كما ذكرت في رسالتي المؤرخة 4 ديسمبر*) لأكون قريبًا من الباشا أثناء إقامته هناك» وفقا لما ورد في التعليمات الصادرة إلي. وقد كلفت مسيو بوتوء نائب القنصلء بالتوقيع على المهمات البحرية والعناية بالعمل اليومي والإشراف على القنصلية بالإسكندرية أثناء غيابي. وسلكت طريق رشيد لتفقد مكتب التمثيل القنصلي بتلك البلدة» الذي أودعناه أيد أمينة. ولو سمحت الظروف سوف أفعل الشيء نفسه مع مكتب التمثيل في دمياطء والذي لا أستطيع أن أقول عنه ما قلته عن مكتب رشيد. فمنذ بضع سنين شغر المكتب بوفاة مسيو بازيل فاكر «اعدط عاأعدلء واقترح على الوزارة أن يحل ابنه جوزيف محله؛: وجرى ترغيبها في ذلك رغم أنه ليس له من مؤهلات سوى اسم والده المحترم وتوصية الباشا. بيد أن حماقاته واضطراب أعماله أتيا.على كل اهتمام كان الباشا يكنه له. حتى رجاني من تلقاء نفسه ألا ألقي بالا لما كان قد قاله في حقه من قبل وأن أتصرف كما يتراءى لي فيما يتعلق بمكتب التمثيل في دمياط. سوف أتناول هذا الموضوع مع معاليكم في وقت لاحق. ْ على أن ما ينبغي أن يشغل أكبر اهتمامي اليوم هو إعادة تنظيم مكتب التمثيل القنصلي في القاهرة؛ إذ له أهمية أخرى من زوايا ودوافع أخرء وهو في وضع جعلته تلك الأهمية نفسها في حالة يرثى لها. أنا أعمل فيه بتفان» وآمل أن يتوج هذا الجهد بنجاح سار. دأب مسيو باغوصء وزير الباشا الذي ظل في الإسكندرية أثناء سفر الباشاء على أن يعرض علي كل يومء ولمدة شهر قبل مغادرتي تلك المدينة» الإقامة في منزله في القاهرة. وقد أبدى في عرضه أدبًا وتلطفا لا يسعني معهما أن أرفض هذا الشرف الخاص والجديد الذي يريد إسداءه إلي دون أن يكون في ذلك إساءة أدب عدي وقد علمتء» من جهة أخرىء أن الباشا نظر بعين الرضا للعرض الذي قدمه باغوص ليء وأنه عاود الإلحاح عليه بأوامر من الباشا. لم يتوقف الاهتمام الحار بي مذ وصلت إلى هنا. ثم أتيحت لي الفرصة لإبداء امتناني على كل تلك الحفاوة. وذاك أن الباشا كان قد غادر القاهرة ليقضي خمسة عشر يوما في أقاليم الدلتاء فرأيت أنه من المناسب ومن اللياقة أن أذهب إليه في بيته الريفي في الجعفرية» وهو على مسافة ثلاثة أيام من هنا عن طريق القناة المحورية. ويبدو أن زيارتي قد أدخلت على قلبه الكثير من السرورء إن جاز لي استنتاج ذلك من الرسالة التي علمت أنه أمر بكتابتها إلى وزيره باغوص في هذا الصددء وكذلك من استقباله الودود لي الذي اتسم أيضًا بكثير من الاحترام. وقد حصلت منهء أثناء أحاديثنا الطويلة التي شرفني بها أثناء إقامتي في الجعفرية» بوعد باتخاذ بعض التدابير لإرساء العدالة» أو لإسداء الخدمة لناء فالتمييز بين الأمرين صعب هناء في أمور تهم تجارتنا ورعايانا الفرنسيين في القاهرة» رغم أني لم أؤمل كثير! في نجاحي في ذلك قبل وصولي. سوف أطلعكم على ما تم عند عودة الباشا إلى القاهرة» والتي ينتظر أن يعود إليها قبل نهاية الشهرء ولكن لا يساورني شك في وفائه بوعد قطعه بهذه الجدية. 205 كان من بين الموضوعات الرئيسية لأحاديتناء بطبيعة الحال» مسألة الجزائر والولايات. وكنت في وضع يسمح لي بأن أقدم للوالي معلومات دقيقة وحديثة حول وضع المفاوضات التي كلف السفير بإجرائها مع الباب العالي. فقد وصلتني مؤخرً! رسائل تطلعني على كل ما جرى في القسطنطينية» أرسل إل بها الأميرال دي رينيي على متن سفينة الملك الإيجلي 858[6'!. أخفى محمد عليء بما عرف عنه من امتلاك لناصية نفسه؛» كل مشاعر الحنق التي يمكن أن تثيرها في نفسه بعثة طاهر باشا. . وقد وعى تمامًا أن مشاعر الريبة والغيرة هي التي أملت هذا المشروع لتلقي به حجر عثرة جديد أمامه يمنعه من تنفيذ مخططاته. وقد حرصت؛ حسبما أوصيت» على أن أؤكد له أن الجنرال جيومينو قد رفض إبداء موافقته» رغم طلبها غير مرة» على خطة تنسيق هذا المسعى تجاه الجزائر. وحرصت, بالتالي» على أن أشرح للباشاء وبوضوح.؛ أن الباب العالي» باختزاله قضية الجزائر والولايات» المعقدة» في الجزائر فقط» هو الذي رأى ملاءمة في اقتراح مسعى مشتركء ولكن السفير» الذي استغرب تمامًا تلك المهمة» اكتفى باشتراط موافقة حكومته على ما طرح عليه في هذا الصدد. وقد شعرت بأن الباشا لم يساوره أدنى شك في هذا الصددء إذ إنه يثق ثقة تامة فينا وفيما نؤكده. لقد قلت إن تلك البعثة لم تغير شيئا في موقف كل منا تجاه مشروع الحملة؛ حتى نطلع على توجهات حكومة جلالة الملك في هذا الصدد. محمد علي يعرف طاهر باشا تماماء إذ إنه كان قد خانه في السابق؛ ولعلمه بأن داي الجزائر اشتكى منه أيضتاء فهو على يقين تام بأن مهمة كهذه لم يكن ليكلف بها مثل هذا الرجلء أو أنه على الأقل لم يكن ليقبلها. وقد اقتنعت بحججه تماما فشاركته الرأي. فأنا مثله أميل إلى الاعتقاد بأن الباب العالي غلبت عليه شكوكه التي اجتمعت إليها قلة ثقته في قراراته؛ فأراد كسب الوقت أو ربما تحويل الانتباه» فطرح مشروعًا غير مكتمل الأركان وسيء الإعداد» من شأنه أن يسرع بإجهاض سياسته أو نفوذه. 256 هذا فضلاً عن أن وزيرنا هذاء رغم أنه يريد أن يقنع نفسه بأن ليس لديه من أعداء شخصيين في القسطنطينية سوى رجلين» هما خسرو باشاء منافسه القديم» والسلطان نفسهء فإن أحدهماء على الأقل» يتمتع بسلطان كبير يجعلنا نتوقع أنه من المنطقي - إذا لم تطرأ ظروف جديدة وشديدة من شأنها تغيير الأوضاع - أن يأتي شيء من جانبه هذا الذي لا يُخفي غيرة لا شفاء منها وعداءً عميقا. 162-3 1,5 عاملاوط علال تامهم ععمدلمهمدع00 .تام 55 - مذكرة للمجلشس ملخص: تعديل مشروع الاتفاقية التي يجري التفاوض عليها مع الوالي - أسباب هذه التعديلات: -١‏ موقف الباب العالي ومهمة طاهر باشا التي يُخشى معها حدوث انتفاضة في الولايات. ؟ - تأخر تنفيذ المشروع لطول الوقت الذي استغرقته المفاوضات. " - موقف إنجلترا - فرنسا ستتولىء؛ منذ هذه اللحظة, إخضاع الجزائر.ء محمد علي سوف يتحرك ضد ظرابلس وتونس - التعديلات الواجب إدخالها على بنود المعاهدة الأصلية - المنطق الذي ينبغي اتباعه مع الباشا لإقناعه بضرورة هذه التغييرات. 9 يناير 1879٠١‏ منذ إرسال التعليمات الأخيرة إلى قنصل فرنسا في الإسكندرية طرأت عدة ظروفء ونما إلى علمنا العديد من التفاصيلء. التي بدا معها جميعًا أن هناك ضرورة لإدخال تعديلات كبيرة على مشروع الاتفاقية التي كلف قنصلنا بالتفاوض حولها. ألقت المعلومات التي تلقيناها حول بعثة طاهر باشا - المفاوض الذي اختار الياب العالي إرساله إلى الجزائر - الكثير من الضوء على مهمة هذا الوزير. فطاهر باشا معروف بمعارضته الشخصية لإبراهيم باشاء وبكرهه لفرنسا. ولو أضفنا إلى هذا الاختيار التعبيرات الشديدة الالتباس التي استخدمها الريس أفندي في اجتماعه الثاني بالجنرال جيومينوء سنجد أنفسنا على اقتناع بأن طاهر باشا لن يذهب 208 لإقناع الباشا بأن يقدم لنا الانتصاف الذي نستحقه؛ بقدر ما هو ذاهب لحثه على إثارة السكان المسلمين للوقوف في وجه مشروع والي مصر. وبالتالي» فستؤدي تلك البعثة إلى تدمير الوسيلة الرئيسية التي يعتمد عليها محمد علي في نجاح الحملة المصرية بتغييرها لموقف السكان الذين كان يأمل في أن يقفوا في صفه. حينها سيتعين عليه أن يضرب أمام الجزائر حصارا مستمر! لا يملك الوسائل اللازمة له. هذا فضلا عن أن التأخر الذي ألم بالمفاوضين قد وضعنا في الموقف التالي: لو لم يقبل محمد علي بكل شروطناء ولو تمسك مسيو ميموء كنا نتوقع؛ بالتعليمات الصادرة إليه» فسيتعين عليه لت لوف ا 00 الفصل المناسب من فصول السنة يفل من بين أب يدينا قبل أن يستطيع إبراهيم باشا أن يصل إلى الجزائرء» وطوال تلك الفترة سوف نظل في وضع غير مريح تجاه عدو يتحدانا. أخيراء فإن الكيفية التي استقبلت بها إنجلترا مفاتحة الدوق لافال حول هذا ار نتوقع أن حكومة لندن» ودون أن تبدي معارضة صريحة؛» سوف تتفق» على الأقل» ب لك ارق قا ليس جع حل قر هل البنكد للها في ضوء تلك الاعتبارات» قد يكون من الأفضل أن نضطلع نحن بأنفسنا بالجزء الأكثر بعذا عن مصر في هذا المشروعء والأصعب والأكثر أهمية بالنسبة لنا في آن معاء فلا نعتمد إلا على أنفسنا في إخضاع الجزائر. لو تم تبني هذا الرأيء فبإمكاننا أن نتركء في التعليمات الجديدة الموجهة إلى مسيو ميموء الاتفاقية الأولى كما هي تقريباء ولكن بعد أن نسحب منها كل ما يتعلق بالجزائر. سوف نمحو منهاء أولاً» عبارة هبة الثمانية ملايين فرنك» التي كانت متعلقة؛ على وجه الخصوص. بتذليل الصعوبات التي ستنجم عن غزو هذا الموقع؛ ولكن دون أن نجعل منها بنذا من بنود الاتفاقية. سوف نترك لمحمد علي إمكانية أن ينشئ في موانئنا أربع سفن حربية» موفرين له كل التسهيلات التي يريدها حتى يتم بناؤها في أسرع وقت ممكنء لأنه من مصلحتنا أن يكون له أسطول محترم يضمن طاعة الولايات الجديدة التي سيستولي عليها. 219 دفعها له في الإسكندرية بمجرد انطلاق الحملة» على أننا لن نرسل له منها سوى للدفع في طولون بمجرد توقيع الاتفاقية» وسوف يكون في ذلك تيسير جديد حتى لا يتأخر انطلاق القوات المصرية. محمد عليء بل وسيستطيع أن يُطلق الحملة برا فقطء لأنه لن يمر سوى بأراض استطاع أن يكون فيها علاقات منذ وقت طويل. وسيكتفيء حينهاء بإرسال المؤن والذخائر على متن بعض السفن الفرادى» وإن أراد فيمكن أن تعمل بعض سفتنا الحربية على حماية تلك الإمدادات أو تهاجم الموقع بحرًا. على أن علينا أن نتمسك في البداية بالإبقاء على البند الذي يقرر عدد قوات الحملة بأربعين ألف رجل في الاتفاقية ويجعلهم تحت قيادة إبراهيم باشاء على أن يكون لمفاوضينا سلطة السماح بتقليص عدد القوات المصرية المستخدمة ضد البربر إلى ١65‏ ألف رجلء ولكن على أن يكون ذلك فقط استجابة لإلحاح شديد من الباشا؛ وذاك أنه إلى جانب الحاميات التي ينبغي تركها في طرابلس قد تنشأ ضرورة فيما بعد لإرسال قوات مصرية سواء لاحتلال الجزائر بعد مغادرتنا لهاء أو للاستيلاء على بعض بلدات الساحل الجزائري. البند السابع من الاتفاقية» والذي يسمح لإبراهيم باشا بتقدير ضرورة الاستعانة بالأسطول الفرنسي الراسي أمام الجزائرء سوف يختفيء بطبيعة الحال؛ في النسخة الجديدة. كذلك سيتم إلغاء العبارات المتعلقة باحتفاظ فرنسا بممتلكاتها في ولاية الجزائر» والواردة في البندين الخامس عشر والسادس عشر. ونستطيع أن نحل محلهما بنذا يُذكر بحقنا في ملكية الأراضي الواقعة على جزء من الساحل التونسي» والممتدة من حدود الجزائر عند رأس روز إلى الرأس الأسودء في مقابل أجر 300 سنوي؛ يتم تحديده مرة واحدة وإلى الأبدء وهو ٠١‏ ألاف فرنك. وسوف نضيف أيضًا بندا يُلزم بتشكيل لجنة مختلطة تقوم في غضون ثلاثة أشهر على الأكثر بعد غزو كل من المواقع الثلاثةء بجمع التظلمات العديدة التي سيقدمها الرعايا الفرنسيون في طرابلس وتونسء ثم النظر فيها وإنصاف العادل منها في خلال سنة. أما بالنسبة للحملة التي سيرسلها جلالة الملك على الجزائرء فسنكتفي بأن نذكرء بعبارات عامة في ديباجة الاتفاقية» نية جلالته في إخضاع تلك الولاية وأنه إنما يقوم بهذا المشروع خدمة للصالح العام للبشرية. فقد يبدو أنه من الأنسب أن نتحاشى النص على أية تفاصيل حول هذا الموضوع من أجل المستقبل» وذلك حتى لا نربط أنفسنا بأي التزام حول مصير تلك الولاية فيما بعد. سوف يقول مفاوضانا لمحمد علي أننا بعرضنا الجديد هذا إنما نقدم له دليلاً جديذًا على صداقتنا واهتمامنا بأمره؛ ولكن الاستيلاء على الجزائر لا يبدو لنا أمرًا مؤكذا - نظر! للعقبات الحقيقية والكبيرة التي تعترضه - لذلك لا نستطيع ترتيب أموره مقدمًا باتفاقية حول غزو لم يتم بعدء إذ من شأن ذلك أن يستثيرء دون فائدة ترجى» شكوك وتوجس الباب العالي والمسلمين بوجه عام. سوف نعلن لكل الدول أننا ذاهبون إلى الجزائر وليست لدينا من خطط سوى الانتصاف لشرف فرنسا من أحد زعماء البربر الذي أهاننا إهانة شنعاء. لم تقدم إنجلترا أية مبررات أخرى عندما أرسلت لورد إكسماوث إلى الجزائر سنة .١815‏ من الضروري أن نبعث بالتعليمات الجديدة على وجه السرعة حتى تصلء إن أمكنء, قبل توقيع الاتفاقية. لو كان قد تمء لسوء الحظء توقيع الاتفاقية قبل وصول تعليماتنا فلن نستطيعء بالتأكيد» إجبار محمد علي أن ينحيها جانبًا لصالح أخرى تناسبنا أكثر؛ فتصرّف كهذا سيتسم بتسلط مناف للعدالة» وبالتالي لإرادة جلالة الملك. ولكن سيتعين على 301 مسيو ميمو أن يعمل على إقناع محمد علي بأن التغيير الذي نقترحه في مصلحته تمامّاء ومن العدل؛ في تلك الحالة» أن تكون له صلاحية الإيقاء على القرض بمبلغ ٠‏ مليون فرنك؛ على أن يضيف شرطا واحذا له وهو أن تستخدم ثمانية ملايين منه لبناء بوارج في موانئنا. وحتى يحمل الباشا على حسم رأيه» سوف يستعرض مسيو ميمو أمامه ما عرضنا له في بداية هذه المذكرة فيما يتعلق بمهمة طاهر باشاء ومواقف الباب العالي» والمصاعب غير المتوقعة التي سيواجهها عند غزو الجزائر» وسوف يضع في مقابل هذه الصورة المكاسب التي سيجنيها محمد علي من الترتيب الجديدء والذي سنتولى فيه نحن كل الأمور الصعبة التي تكتنف المشروع المنسّق معه. لنترك له فقط غزو ولايتين معروفتين بعدم قدرتهما تمامًا على الدفاع عن نفسيهماء مع كونهماء في الوقت نفسه الأقرب إلى مصر والأقرب إلى الدخول تحت سلطانه. ولو لم يقتنع بتلك الحجج فسيتعين علينا أن نعلنه بأن المصاعب الجديدة التي طرأت لا تجعلنا نؤمل في أن يستطيع أن يغزو الجزائر ويخضعها خلال العام الحالي» وأن شناعة الإهانة التي تلقيناها وضرورات التجارة التي تضغط علينا لإنهاء هذا الوضع؛ الضار أيضًا بمصالحه هوء كل ذلك لا يسمح لنا بالمزيد من التأجيل لانتقامنا؛ وبالتالي فسوف نرسل قواتنا لمهاجمة الجزائر وبالنسبة له فنحن لا نعتبره ملتزمًا بأي شيء تجاهناء ولكننا نعتقد» مع ذلك» أن من مصلحته أن يحمل» بأقصى سرعة ممكنة» على طرابلس وتونسء حتى يغدو قادراء بعد تلك الغزوات السهلة؛ على الاستفادة من الغزو الذي سنقوم به نحن» ومن مواقفنا الجيدة تجاهه. 8 -164 1 ,[ عاملاوظ .عداو نامم عع مدل مودع:1ه0 .13م ءءء المشروع الثاني لاتفاقيى مع محمد علي جلالة الملك المسيحي التقي» رغبة منه في الاستعانة على التدمير الحاسم للقرصنة في البحر الأبيض المتوسط بحملة يستعد لإرسالها على الجزائر؛ ومحمد علي» والي مصر ووزير عظمة السلطان محمود» رغبة منه في المساعدة بالوسائل التي تحت تحت تصرفه في تحقيق غاية بهذه العظمة وتلك الفائدة للإنسانية؛ اتفق مسيو ميموء رئيس قنصلية فرنسا في الإسكندرية والمتمتع بالأهلية الكاملة من ١‏ - يلتزم محمد علي بأن يرسل على ولايتي البربر طرابلس وتونس حملة تهدف إلى تدمير النظام القائم فيهما الآن واستبداله بإدارة مشابهة لتلك التي تحكم مصرء تابعة للسلطان. سوف يدفع المثل عن الولايتين جزية للباب العالي. ؟- تتكون الحملة من ٠؛‏ ألف رجل على الأقل. سوف يتولى إبراهيم باشا قيادتها. لو تسببت حوادث البحرء أو تقص وسائل النقل» أو أية عقبات أخرى في إعاقة استمرار هذه الحملة بحراء سوف يتابعها محمد علي برناء حتى إتمام تنفيذها. شهر مارس». وبمجرد التوقيع سوف يقدم له قنصل جلالة الملك 5 مليون في شكل سندات قابلة للدفع في الحال في طولون. سوف تنطلق الحملة بعد إبرام الاتفاقية الحالية مباشرة. 303 يلتزم محمد علي بتسديد الملايين العشرة إلى فرنسا على مدى أربع سنوات بواقع مليونين ونصف المليون كل سنة. يحق أول قسط في ١‏ يناير 218757 والثاني في أول يناير من العام التالي» وهكذا. لن يتم احتساب أية فوائد على هذا المبلغ حتى حلول مواعيد السداد. 5- بما أن زيادة حجم الأسطول المصري من شأنها أن تسهم بشكل فعال في ضمان نتائج الحملة المزمعة» تلتزم فرنسا بأن يتم في موانئهاء وبأسرع ما يمكنء بناء أربع بوارج قدرة ٠٠‏ مدفعًا وتسليمها لمحمد علي مسلحة ومجهزةء بسعر 8 مليون فرنكء يدفعها أيضا على أربع سنوات؛ بحيث يدفع "» مليون في كل قسطء بدءًا من أول يناير 08 5- إذا اقتضت الحاجة» وبطلب من إبراهيم باشاء سوف ترسل له فرنسا ضباط من سلاحي المندسبين والمدفعية لمساعدته في هذه الحملة. 1- لإبراهيم باشا الحق في طلب محاصرة عدد كاف من السفن الفرنسية لطرابلس أو حتى مهاجمتها بحرا لو قرر ألا يهاجمها بنفسه سوى من جانب البرء ولكن عليه أن يطلب ذلك من قنصل جلالة الملك قبل مغادرة الحملة. 0- سوف تكفل فرنسا لمحمد علي مساعيها الحميدة لدى كل الدول لو احتاجها أثناء حملته. - يلتزم محمد علي بالقضاء على القرصنة في الولايات الجديدة التي سيتولى زمامها وأن يطلق فيها سراح كل العبيد المسيحيين الذين يجدهم هناك. في المستقبل؛ لن يتخذ أي عبيد من أية دولة مسيحيةء ومن يقعون أسرى في يده أو في يد قواده جراء العمليات العسكرية» سوف يعاملهم بالإنسانية المرعية تجاه الأسرى. 304 4- سوف يتخذ محمد علي كل الاحتياطات اللازمة لاحترام الرعايا الأجانب و«آه- -١ -1 7 اله المقيمين في الولايات التي سيحتلها وحمايتهم في أشخاصهم علي بتعويضهم على نفقة البلدات التي وقع فيها الإضرار. يلتزم محمد علي بالحفاظ للدول الأجنبية التي لها امتيازات حاليًا في ولايتي طرابلس وتونس على امتيازاتها. حقوقها وامتيازاتها لا يمكن تعديلها إلا عن طريق مفاوضات ودية وتعويضات توافق عليها الدول الأجنبية المعنية. الأجنبية في الولايتين المذكورتين» يوافق على ألا يمنح في المستقبل امتيازات خاصة لأية دولة وأن تعامّل جميعا على قدم المساواة. أية جزيةء أو هداياء أو هبات أو أي مبالغ أخرى كانت الحكومات الأجنبية أو ممثلوها في ولايات البربر يدفعونها تحت أي مسمى أو ذريعة تعتبر لاغية لسقوط نظام الحكم في الولايات. الحاميات التركية الموجودة في الولايات سوف تعاد إلى تركيا وتحل محلها حاميات مصرية أو مليشيات من أبناء البلاد. 4 - يلتزم محمد علي بالاعتراف بملكية فرنسا للأرض وحقها الحمصري -6 في الصيدء ويحترمهاء وذلك في المنطقة الممتدة من حدود الجزائر حتى» وبما فيهاء رأس روزا. لفرنسا أن تقيم فيها أية منشآت تراها مناسبة» سواء لتسهيل تجارتها أو لضمان الدفاع عن البلاد. يلتزم محمد عليء بالإضافة إلى ذلكء بأن يعيد إلى فرنسا الحق الحصري في صيد المرجان من حدود الممتلكات الفرنسية حتى الرأس الأسودء كما كانت تتمتع به قبل سنة .18١7‏ قيمة الأجرة سوف تتحدد 305 مرة واحدة وللأبد بعشرة آلاف فرنكء تدفع كل سنة» ولا يمكن زيادتها إلا بموافقة الطرفين. لفرنسا حرية أن تبني في هذا الموقع» أو تحصل على» منشآت» أو مخازن:» أو مبان غير مسلحة أو محصنة قد تحتاج إليها في منطقة الصيد المؤجرة لها. 7 - نظر! لقيام العديد من الرعايا الفرنسيين» منذ فترة طويلة» بتقديم شكاوى لولايتي طراباس وتونسء ولكون تلك الشكاوى قد أضرت» غير مرة:. بالعلاقات القائمة بين هاتين الولايتين وفرنساء ولتحاشي كل أسباب مستقبلية لخلاف يمكن أن يضر بالتفاهم الطيب الذي ينبغي أن يوجد بين الطرفين المتعاقدين» فقد اثفق على أن تتم؛ خلال الشهور الثلاثة التالية للاستيلاء على طرابلس؛: تسمية لجنة لفحص تلك الشكاوى. سوف تتكون تلك اللجنة من اثنين من الرعايا الفرنسيين يسميهما قنصل فرنساء واثنين من الرعايا المصريين تسميهما السلطات المصرية. سوف يرأس اللجنة قنصل إسبانيا بوصفه ممثلاً لدولة محايدة لا مصلحة لها في الأمر. الشكاوى التي يُتوصل إلى عدالتها سوف يُنتصف لأصحابها على نفقة طرابلس في غضون سنة. سوف يتم إنشاء لجنة مماثلة لتونس بعد الاستيلاء عليها. 8 - 104 ؟ ,1 عاملزاوظا .عدو تاتامم ععسصدلمممدعممت .ظ.م 306 0 - من بولينياك إلى أودير وميمو ملخص: لن يتم إرسال خريطة الجزائر ومذكرة الكولونيل بوتان إلى محمد علي - إرسال خريطة الولايات» ومخطط للساحل الأفريقي وخرائط مختلفة متعلقة بطرابلس وتونس. باريس؛ "١‏ يناير ١/81٠١‏ نظر! لأن محمد علي لن يكون مكلفا بالحملة على الجزائرء فلن نرسل الخرائط الخاصة بهذا الموقع التي قمنا بنسخها لتسليمها له. بإمكانكما أيضنا أن تمسكا عن تسليمه مذكرة الكولونيل بوتان «ن)نا80. مسيو لانجسدورف مكلّف بأن يحمل لكما خريطة للولايات ومخططا للساحل الأفريقي لمعلوماتكم الخاصة؛ فضلاً عن خرائط مختلفة لطرابلس وتونس بإمكانكما تسليمها للباشا بعد توقيع الاتفاقية» ولكن لتنسخا منها لكما نسخاء لأننا لم نستطع أن نوفر نسختين من كل منها. طلبت من وزير الحربية تصميمات المدفعية التي أراد عثمان بك الاطلاع عليهاء ولكنها غير جاهزة بعدء وسوف أرسلها بمجرد حصولي عليها. 9 1 ,1آ عاملاوظ .عننو تامهم ععتضدلصمم كع كه .طم 307 1 - من دوسيه. وزير البحريئٌ والمستعمرات إلى بولينياك ملخص: - إرسال سفينة للبحث عن الإكلييس. باريسء. “٠‏ يناير ١817٠١‏ السفينة التي أجبرتها الرياح المعاكسة على دخول طولون هي الفولاج +عاه» والتي غادرت في 7١‏ من الشهر الحالي لوجهتها. الإكليبس ألتي كانت قد انطلقت في اليوم نفسه لم تعد للمرسى. وابتغاء تنفيذ التعليمات التي تكرمت بكتابتها لي في رسالة هذا الصباح على وجه السرعة. فقد أرسلت لأميرال طولون الرسالة التلغرافية التالية: 'لقد كتبت لكء تلغرافيّاء في 71 من هذا الشهر بالإبقاء على سفينة جاهزة للانطلاق في أي وقت. ابعث بها دون إبطاء للبحث عن الإكليبس. لو وجدتها في عرض البحر فلتنقل لها الأمر بالعودة إلى طولون. لو وصلت إلى الإسكندرية؛ سواء قبل وصول الإكليبس أو بعده» فلتنقل إلى مسيو أودير الأوامر بتعليق المفاوضات المكلف بها حتى إشعار آخر. لتصدر لقائد المركب التي سترسلها تعليمات قائمة على ما تقدم» وتسلمه نسخة رسمية من هذه الرسالة. أعلمني بمغادرته تلغراقيًا.' ١" 0‏ ,آ عاملاوظ .عناو1) لهم ععصهلضمجدعه00 .تام 7غ - من بولينياك إلى ميمو ملخص: - بولينياك يطمئن ميمو على منصبه - على القنصل أن يستفيض في مراسلاته باريس. "١‏ يناير 187٠١‏ تلقيت للتو الرسالة التي شرفتني بإرسالها والمؤرخة 5 ديسمبر"'". وقد أسفت لما رأيت فيها من اهتمامك ببعض الشائعات التي سرت بأن مسيو دروفيتي قد طلب لمسيو أودير منصب القنصل العام في الإسكندرية أو أن مسيو أودير نفسه قد شغلته تلك الفكرة. إن مكانتك عالية وجلالة الملك يضعك - بالثقة التي وضعها فيك فشرفك بتكليفك بمفاوضات على تلك الأهمية - في مرتبة أرفع من ألا تكون معها متساميًا عن كل الشائعات التي لا تنتشر إلا لتتلاشى كل يوم. وإني لأتألم لأنها نالت من روحكء ولكن أول ما ننتظره منك هو أن تحافظ على الانسجام التام مع مسيو أوديرء الذي لم يتحدث عنك إلا بكل ثناء وارتياح. وتقديرًا منا لمكانتك فقد فضلنا ألا نمنحه شرف توقيع اتفاقية قام بالتفاوض عليها بالتنسيق معكء إلا إذا رأى الباشا في هذا التحفظ علامة على عدم الثقة فيه» فعندها يفضل أن يضع مسيو أودير أيضنًا توقيعه. علي أيضناء في هذه الرسالة السرية للغاية» أن أعرب لك عن رغبتي في أن تستفيض في رسائلك في هذا الظرف الشديد الأهمية» وأن أذكرك بأهمية إطلاع حكومة جلالة الملك على كل تطورات النقاش, والموضوعات التي تطرقتم إليها مع الباشاء وما أجابكم به فيها. فلن نستطيع؛ إلا بعرض من هذا النوع مصحوبًا بانطباعاتك وأفكارك: أن نصبح على بينة من أمرنا عند الحكم على الوضع الحقيقي للمفاوضات وطبيعة نوايا الأمير الذي تتعامل معه. 177-58 5 .1 عاملزاعظ .عدن أ أامم ععمدلصمموعهون .8.م 309 8 - تقرير إلى جلالمٌ الملك ملخص: - التعديلات الواجب إدخالها على الخطة الأصلية بسبب مواقف إنجلترا والباب العالي» واستحالة الإبرار أمام الجزائر - محمد علي سيقوم بإخضاع ولايتي طرابلس وتونس - القوات البحرية الفرنسية ستهاجم وهران وبونة وتستولي عليهما - مميزات الاستيلاء على وهران في التطور التالي للعمليات. ”١‏ يناير 1١85٠‏ دفعتني ظروف مختلفة طرأت منذ أرسلت التعليمات الأولى» التي بعثت بها بأمر من جلالتكم إلى مسيو ميمو في الإسكندرية» ونتائج المعلومات الجديدة التي وصلت مجلس الملك؛ أن أقترح على جلالتكم إدخال عدة تعديلات على الخطة التي وافقتم عليها في البداية. لقد خرج المشروع المنسق مع محمد علي إلى العلن» وأدى ذلك إلى الإضرار بنجاحه. فقد قام الأميرال مالكولمء بمجرد سماعه أول خبر عن المشروع:؛ بإرسال بارجتين لترسوا أمام الإسكندرية؛ ربما بهدف ثني الباشا عن الاستمرار في مشروعه. والباب العالي أيضنا سارع بإرسال سفينتين حربيتين إلى الجزائرء على متن إحداهما طاهر باشا المعروف بمعارضته لفرنسا وكرهه لمحمد علي وابنه؛ ومن جانب آخر تبين للأميرالات عند دراستهم لخطة الإبرار أمام الجزائر أنها مستحيلة التنفيذ. يعي جلالة الملك خطورة تلك الظروفء ولكن أيّا كانت تلك الظروف فإنها لن تستطيع أن تمنع تنفيذ مشروع ترتبط به كرامة تاجه. 310 أعرض على جلالتكم إحلال الخطة التالية محل المشروع الذي عغرض عليكم في السابق. يقوم محمد علي؛ كما كان متفقا عليه» بإخضاع ولايتي طرابلس وتونسء ويستطيع أن يقوم بذلك براء وبالتالي فلن يخش أية عقبات من قبَل القوى الأجنبية. وتقوم بضع قطع بحرية بالانفصال عن الأسطول الراسي أمام الجزائر لتتولىء إذا رأى محمد علي ضرورة لذلك: إغلاق ميناء طرابلس عند مهاجمة القوات المصرية لهذا الموقع برًا. سوف تستند الاتفاقية الجديدة أيضًا التي سنبرمها مع محمد علي وفق هذا الترتيب على القضاء على القرصنة وعلى استرقاق المسيحيين. وبما أن النفقات ستقل كثيرًا بالنسبة للوالي فسيكفي أن نقدم له قرضنًا بقيمة ٠١‏ مليون فرنك تقدم له عند انطلاق الحملة. يمكن تقليص حجم هذه الحملة إلى ١5‏ ألف رجلء ولكن القيادة ينبغي أن تظل بيد إبراهيم باشا. أثناء قيام القوات المصرية بتنفيذ هذا المشروع تقوم القوات البحرية لجلالتكم بمهاجمة بلدتي وهران وبونة في آن واحد. ينبغي أن يكون ظاهرا للعيان أن الاستعدادات المتخذة لهذه الحملة المزدوجة موجهة ضد الجزائر لضمان أن تتجه كل قوات الولاية للدفاع عن العاصمة» فنجد بذلك وهران وبونة دون حماية. هذان الموقعان ضعيفا التحصين مع كونهماء وخاصة وهرانء قابلان لإقامة تحصينات فيهما تضمن امتلاك جلالتكم لهما طالما أردتم ذلك. ولإيضاح أهمية الاستيلاء على وهران يكفي أن أذكر أنها المكان الوحيد على الساحل الأفريقي الذي تستطيع فيه السفن الحربية الضخمة أن ترسو وتبقى فيه أمنة. 311 ستضمن سيطرة جلالتكمء في الموسم الصحو الأجواءء على هاتين النقطتين الأكثر أهمية حرمان الجزائر من جزء كبير من مواردها وعائداتها ونسبة من الإمدادات التي تعتمد على الداخل فيها. وسيسيّل أيضناء من هاتين النقطتين» إقامة علاقات مع السكان المغاربة في الداخل إذ إنهم يميلون لنا أكثر من ميلهم للأتراك. ولو نجحنا في اجتذابهم في صفنا سيسهل تنفيذ غزو حاسم للجزائرء إذ قد يقوموا هم بغزوهاء أو تساعدنا صداقتهم على توفير نقاط ملائمة للإبرارء أو يحمل عليها جانب من قواتنا في وهران التي لا تبعد سوى 77 أو 8٠‏ فرسخاء أو أن يفضل الداي؛ بعد أن فقد أفضل ممتلكاته» أن يرى عاصمته وهي تقصف. أيّا كان الترتيب الذي ستمليه علينا الظروف فإن مجرد استيلاء جلالتكم على نقطتين بهذه الأهمية على الساحل الأفريقي ستفيان بكل ما تتطلبه كرامة التاج ومصالح رعاياكم في آن واحد. ألتمس من جلالتكم أن تأذنوا لي بأن أرسل إلى مسيو ميمو تعليمات قائمة على هذه الخطة الجديدة. 1171-4 1 ,1 عاملاعتا .عدوأ اهم ععمم10مرزوع نه .ظ.ه 8 التعديلات الواجب إدخالها على الاتفاقية مع باشا مصر ١"'يناير 1١/81٠‏ سيتولى محمد عليء كما اتفق عليه من قبل» إخضاع ولايتي طرابلس وتونس» ويستطيع أن يقوم بذلك بر! وبالتالي لا يكون هناك ما يخشاه من عقبات قد تضعها القوى الأجنبية. الاتفاقية الجديدة التي سنبرمها مع محمد علي وفق هذا الترتيب ستستند أيضنًا إلى القضاء على القرصنة وعلى استرقاق المسيحيين» والحفاظ على حقوق السلطان وصفته السيادية. بما أن النفقات التي سيتكبدها محمد علي ستقل كثيراء فيكفي أن نقدم له قرضنًا بمبلغ ٠‏ مليون فرنك تدفع كاملة أو يدقع جزء منها عند انطلاق الحملة. يمكن أن يتم تقليص حجم هذه الحملة إلى 5 ألف رجلء ولكن ينبغي أن تظل القيادة بيد إبراهيم باشا. لو تعطف جلالة الملك بالموافقة على هذه التعديلات» ألتمس من جلالته أن يأذن لي بإرسال تعليمات بها إلى مسيو ميمو 1١87 يناير‎ "١ الأمير بولينياك شارل: 5 5 ,1 عاملاعوط ناوأ أأمم ععهطلدهمدع 001 .تاه 8١‏ من بولينياك إلى ميمو وأودير ملخص: - إرسال تعليمات جديدة عن طريق. مسيو لالجسدورف باريسء أول فبراير 1١8‏ أيها السادة؛ التعليمات الجديدة التي أتشرف بتوجيهها لكم بتاريخ اليوم سوف باريس اليوم. لقد أطلعته على المفاوضات التي تتحدث عنها الرسائل التي يحملهاء وبالتالي فبإمكانكما الاستفادة منه في كل الأعمال المتعلقة بها. لتبقياه قريبًا منكما طالما رأيتم في بقائه فائدة» ولتنسقا معه عودته إلى فرنسا بحيث تسبق أو تلي عودة مسيو أوديرء حتى تستطيع حكومة جلالة الملك أن تتلقى تباعا كل المعلومات التي قد تحتاجها حول هذه المسألة المهمة التي وضعت إدارتها بأيديكما. أنا على ثقة من أن مسيو لانجسدورف سيكون عند حسن ظن الحكومة به ومن أنكما لن تقولا لي عنه إلا كل ما يثلج الصدر. 9 1 ,آ عاملراوظ .عبون امم ععمملمممدعمرو .8م 314 (0- تعليمات جديدة إلى مسيو ميمو ومسيو أوديرفي الإسكندريى ملخص: - تعديلات في أسس المفاوضات التي بدأت - الوقت الضائع في التفاوض مع الباشا - سوء إرادة الباب العالي - حكومة جلالة الملك ستتحرك على نحو مباشر ضد ولاية الجزائر - محمد علي سيقصر مساعدته على إخضاع طرابلس وتونس - التغييرات التي دخلت على بنود الاتفاقية التي ينبغي مراجعتها مع الباشا - المشروع الجديد يطرح أخطارًا أقل بالنسبة له مع ضمان المكاسب المهمة - محمد علي سوف يحصل على موافقة القوى الكبرى - ضرورة التحرك دون إبطاء. ملحق: مشروع اتفاقية مع محمد علي من ١٠١‏ باريسء أول فبراير ١87٠١‏ اعتبارات خطيرة طرأت فدفعت حكومة جلالة الملك إلى اتخاذ تدابير عاجلة وحاسمة تجاه ولاية الجزائر تتطلب تعديلا مهما للأسس التي قامت عليها المفاوضات التي كلفتما بمتابعتها مع والي مصر. وقد سارعت بإطلاعكما على طبيعة تلك التدابير والدوافع التي تقف وراءها. وأتعشم أن تصل تلك الإيضاحات ولكن لو وصلتكما هذه الرسالة قبل أن تكونا قد وقعتماهاء فإني أتشرف بإطلاعكما على ما ستعرضان على هذا الأمير بغية إقناعه باستحالة قيامناء في الوقت الحالي بالتصديق على الترتيب الأول وتنفيذهء والضرورة التي تلح علينا باستبداله بترتيب آخر كفيل بالاستجابة لطموحاته التوسعية ومتطلبات موقفنا الحالي في أن معا. 315 منذ بداية المفاوضات التي أجريتماها مع والي مصر أكدنا تأكيدا شديذا على الصفة العاجلة للقيام بحملة ضد ولاية الجزائر سواء عن طريق هذا الأمير أو عن طريقنا نحن. ربما ظن محمد علي أن هذا التأكيد بلا سند حقيقي. وبدلاً من أن يعي أن الوقت لا يحتمل مناقشة تفاصيل التدابير المحددة التي يشملها دعم فرنساء وأن يعي أننا بمجرد أن نحمي بداية مشروعه فسيلزمنا شرفنا بدعمه حتى النهاية أراد أن ينص مقدمًا وبكل دقة على كل الشروط التي سمحت له الفرصة بطلبها. ونجم عن ذلك أن وقنًا ثمينا ضاع في مفاوضات لم يتأخر سترها كثيرا عن أن ينهتك. ورغم ذلك؛ وبدافع من الرغبة في استغلال كل الفرص الباقية التي قد تتيح نجاح عملية من شأنها أن تسفر عن نتائج من بينها أن تربط على نحو وثيق مصالح فرنسا بمصالح مصرء فقد تحملناء بشيء من الندم» هذا البطء المؤسف» وحزمنا أمرنا على تقديم تضحيات هائلة للباشا لتقديم بدائل لطلباته التي استحال قبولها والتي أبلغنا بها عن طريقكماء وحصلتما على السلطة الكافية لإبرام اتفاق مع هذا الأمير يكفل سرعة إخضاع طرابلس وتونس والجزائر. ولكننا تلقيناء بعد إرسال التعليمات إليكماء معلومات تؤكد أن نجاح حملة مصرية ضد الجزائر أصبح أبعد بكثير مما كان» إن لم يكن قد صار مستعصيا. فالباب العالي الذي بدا أنه على استعداد. في البدايةء» للبقاء على الحياد في تلك المسألة لم يكتف فيما بعد بالرفض الحاسم لإصدار الفرمان الذي طلبناه منه للباشاء بل وسارع بإرسال سفينتين إلى الجزائرء تحمل إحداهما على متنها طاهر باشا أحد كبار ضباطها. كانت الحجة في هذه البعثة هي حمل الداي على إنصافناء فلم نستطع لذلك أن نرفض مرور طاهر باشا. على أن مجرد اختيار هذا الشخص في حد ذاته يشي بحقيقة طبيعة مهمته. فهو عدو شخصي لإبراهيم باشاء ومشاعره العدائية لفرنسا معروفة أيضنا. لدينا إذن كل الأسباب التي تجعلنا نخشى أن يقوم؛ بمجرد وصوله إلى الساحل الأفريقي» بتشجيع السكان المسلمين» باسم السلطان» 316 على مقاومة الجيش المصريء وحينها ستتقوض الوسيلة الرئيسية التي يعتمد عليها الباشا في نجاحه. وهي علاقاته في البلدان التي سيخضعها. وفضلاً عن ما سينتج عن ذلك من وجوب ضرب حصار محكم تستخدم فيه وسائل يفتقر إليها محمد عليء فإن سوء إرادة الباب العالي التي تزداد حدّة بغيرته من قوة الباشاء لن تكتفي بهذا المسعى وحدهء ولدينا في هذا الصدد معلومات لسنا في حل من الإفصاح عنها. هذا في الوقت الذي لا يسمح لنا فيه وضع فرنسا بالنسبة للجزائر بترك أي شيء للاحتمالات أو بالتعرض لأي تأخير. لم يكن هناك أي ضمان لأن يقبل الباشا ما عرضناهء ولا بأن يكون تسليحه جاهز! بالسرعة التي تتطلبها الظروفء ولا ألا يحدث ما يعوق مسيرتناء وأضحى من الواضح أن أقل تأخير سوف يفقدنا الوقت المناسب للقيام» بأنفسنا إن اقتضت الحاجةء بتنفيذ مشروع لا يمكن أن ينجح إلا لو تم في وقت معين من السنة أوشك أن يحل علينا. ومن جانب آخرء فاعتبارات الكرامة والضرورات الملحة للتجارة التي تعاني من استطالة أمد حالة الحرب؛» تفرض علينا اتخاذ إجراء مؤكد النتيجة دون مزيد إيطاء. في ضوء هذا الوضعء وبعد أن نظرت حكومة جلالة الملك في مختلف المصالح التي ينبغي الموازنة بينهاء توصلت إلى أنها لا تستطيع» في الوضع الحالي» أن تعول باطمئنان على تنفيذ الحملة المصرية ونجاحها متخذة من ذلك سبيلاً لمعاقبة داي الجزائر. وبالتالي فقد قررت أن يتم نقل جيش فرنسي على الفور إلى سواحل تلك الولاية. وقد صدرت الأوامر بذلك بالفعل وسوف تتجمع قواتنا في طولونء» وعما قريب سوف يعلم القراصنة الذين تجاسروا على إهانة فرنسا أن تحدي قوة جيوشنا يستحيل أن يمر بغير عقاب. على أن هذا القرارء وإن غيّر في بعض الترتيبات التي كنا على استعداد لتنسيقها مع محمد عليء فإنه لم يقض على إجمالي الترتيب الذي أردنا تنفيذه مع هذا الأمير. فإخضاع الجزائر لم يكن الهدف الوحيد من المفاوضات التي كلفتما بهاء إذ دون أسباب أخرى ودوافع أقوى لم نكن أبذا لنضع الثأر لكرامتنا في أيد 317 أجنبية. فقد كان أمامنا هدف سياسي أسمى وأعم تمثل في رغبتنا في القضاء على استرقاق المسيحيين وتخليص أوروبا من ضربات القرصنة والاسترقاق بتدمير تلك المعاقل المشينة في جميع أنحاء الساحل الأفريقي. وكنا نرغب في أن نرى سلطان محمد علي متسعا بامتداد الساحل ومكتسبًا قاعدة واسعة ودائمة» كما أردناء أخيراء أن ننشئ أوثق الروابط بين فرنسا ومصر من أجل ازدهار البلدين. لا شيء يمنع تحقيق هذه الخطة الواسعة حتى الآن. رغم الإجراء الذي اتخذناه مؤخرًا. فيكفي أن تلغيا من مشروع الاتفاقية التي تسلمتماها في السابق ما يتعلق بغزو محمد علي للجزائر وتضيفا بنوذا جديدة يستلزمها استكمال التعديل. سوف تتولى فرنسا بنفسها إخضاع الجزائرء ولن يحق لمحمد عليء بالتالي الحصول على المساعدات المالية التي كنا سنقدمها له بسبب الحملة التي كان سيقوم بها على تلك الولاية» وعلى ذلك فهبة الثمانية ملايين التي نص عليها البند الخامس في المشروع القديم لم يعد لها محل الآنء» وكذلك القرض البالغ ٠١‏ مليون الذي نص عليه البند الرابع سوف يتقلص إلى ٠١‏ ملايين» إذ لن يتطلب غزو طرابلس وتونس نصف النفقات والتضحيات التي كان سيتكلفها غزو الجزائر. فهاتان الولايتان بموقعيهما القريبين من مصر وقلة وسائلهما الدفاعية سيكونان لقمة سائغة أمام الباشا. بل لن تكون هناك ضرورة للاستعانة بالأسطول المصري لتحقيق تلك الغاية» وربما يرى محمد علي في اقتصار حملته على الطريق البري تحاشيًا للطوارئ والعقبات التي قد تعوقه. لو تبنى هذا الرأي فمن الممكن أن يتم نقل المؤن عن طريق البحر وسوف يقوم أسطولنا بحمايتها إن لزم الأمر. على أننا لا نرغب في حرمان الباشا من الوسائل التي عرضناها لزيادة حجم أسطولهء بل إنناء على العكس من ذلكء نأمل في أن يصيب التطور اللازم لضمان ا ل و ا 0 و 0 315 ولاية الجزائر بعد غزوها. فقد اكتنف تلك الحملة من المصاعب ما يجب معه توخي هذا التحفظ. ولكن لمحمد علي أن يطمئن إلى حصوله على دليل جديد على اهتمام فرنسا به» فالترتيبات الجديدة التي ستضعها فرنسا لتلك المواقع سوف تتسق أيضًا مع جدية محمد علي في تأييد خططنا. على تلك الأسس تمت كتابة مشروع الاتفاقية الملحق بهذه الرسالة. لقد شملت تعليماتي السابقة التي تستطيعون الرجوع إليها في كل ما لم يتم تعديله اليوم؛ شرحا وافيًا للأهمية المطلقة أو النسبية التي نوليها لكل بند من بنود الاتفاقية. على أني رأيت أن أتناول معكما تفاصيل جديدة متعلقة ببعض النقاط التي شعرت أنها تستحق المزيد من التوضيح. لقد بدا لنا أنه من الملائم أن نضيف إلى بداية مشروع الاتفاقية الجديد ديباجة نذكر فيها أن الحملة التي تقودها فرنسا ضد الجزائرء وتلك التي يضطلع بها محمد علي ضد طرابلس وتونس سيتم تنسيقهما وتنفيذهما بهدف تحقيق مصلحة عامة؛ وهي القضاء على القرصنة على الساحل الأفريقي» وهو هدف هذا التحالف. تم الإبقاء على البندين الأول والثاني من المشروع القديم» واللذين يُعرفان المبادئ التي سيتم من خلالها تنفيذ الحملة المصرية. تم إلغاء البند الثالث المتعلق بالجزائر. في البند الثالث في المشروع الجديد تم تقليص القرض الأصلي البالغ ”7 مليونا إلى ٠‏ ملايين للأسباب المذكورة آنفا. ولكننا أضفنا تسهيلاً جديذا في الدفع لصالح محمد علي. فبمجرد توقيع الاتفاقية يستطيع أن يحصل على ؟ مليون فرنك على شكل سندات قابلة للدفع لدى صراف البحرية في طولون. مسيو ميمو سيقوم بتسليمها له. الثمانية ملايين الأخرى ستصل دون إبطاء إلى الإسكندرية. وقد أردنا بهذا الترتيب أن نيسر لمحمد علي التعاقد مع قادة سفن النقل التي قد يحتاجهاء إذ يفضل هؤلاءء في معظم الأحيان» الحصول على أموالهم في أوروبا؛ ولكننا نستطعء إن فضل محمد علي ذلكء أن نسلمه المليونين أمام طرابلس أو تونسء أو في أي نقطة يشير علينا بها. قضت إرا دة جلالة الملك ألا يذكرء في اتفاقية» ما ينتوي فعله تجاه مواقع 319 البند الرابع يضمن للباشا امتلاك البوارج الأربع التي يطمح إليها ها في فترة وجيزة:» إذ يمكن أن يتم بناؤها في أقل من سنة:"") البند الخامس من مشروع الاتفاقية الجديد يوفر لمحمد علي مساعدة مهمة للغاية في غزو طرابلس. وذاك أن الإهانات البالغة التي وجهها زعيم تلك الولاية إلى القائم بالأعمال التابع لجلالة الملك أدت إلى قطع علاقات الصداقة بين الحكومتين» فقررنا استخدام القوة تجاه طرابلسء بيد أن هذا التدبير لا يمتد إلى تونس التي لم تُثر فينا نفس أسباب الشكوى. البندان ١5‏ و5١‏ لا تتحدثان سوى عن الحقوق التي ننتوي الاحتفاظ بها في الساحل التونسيء دون ذكر للساحل الجزائري. لدينا على هذا الجزء من الساحل التونسي؛ والممتد من شرق القالة إلى رأس روزاء حقوق الملكية نفسها التي نتمتع بها في المنطقة الممتدة من غرب القالة إلى نهر سيباس. بل إن منشآتنا القديمة وتحصيناتنا قد امتدت حتى الرأس الأسودء ولكننا لا نحسب أنفسنا في موقف يسمح لنا بإضافة امتداد توقفنا عن المطالبة به منذ فترة طويلة. أرسل لكما طيه خريطة توضح هذه المواقع. البند ١5‏ يجدد لنا حق الصيد الحصري من رأس روزا وحتى الرأس الأسودء فقد كنا نتمتع بهذا الصيد حتى قطيعة 1715ء في مقابل أجر سنوي قدره © ألف فرنك. ونظر! لقلة إنتاجيته لم نستحسن المطالبة باستعادة حق الصيد عند استتباب السلام» وولكن نع عن ذلقد أن السفن السردينية» والتوسكانية» والنابولية» وتحت ذريعة صيد الأسماكء. أتت تلك النقاط كثيراء منذ تلك الفترة» لتشاركنا مناطق صيدنا الخاصة؛ وهو ما تسبب في مشاكل متكررة مع المقاطعات الإيطالية. تلك المشاكل هي ما أردنا تحاشي العودة إليها. ولو كنا قد قلصنا أجرة منطقة الصيد هذه إلى ٠١‏ آلاف فرنكء فيجب ألا ننسى أننا لم يكن علينا أن ندفع» بموجب نص امتتيازاتنا القديمة» سوى ١7‏ ألف فرنك للتمتع بحق الصيد الحصري على طول الساحل الأفريقي من الرأس الأسود إلى بجاية. 320 أوردنا في البند ١5‏ شرطا جديذا ضروريًا لضمان تحقيق عدالة سريعة للعادل من مطالبات تجارنا. ولا نشك في أن محمد علي سيقدر كثير! تقديم هذه الضمانة العادلة لأصحاب المصالح من مواطنينا في تلك الأصقاع. البنود الأخرى في مشروع الاتفاقية القديم أبقى عليها بحرفيتها بشكل شبه تامء ولن تحتاج سوى إلى تغيير ترتيب بعضها. ينتج عن ذلك أن هذه الخطة التي أجبرتنا الضرورة فيها على إرسال حملة فرنسية. على الفورء إلى ولاية الجزائرء والتي حلت محل الخطة التي كلفتما بالتفاوض عليها مع محمد عليء لم يتغير فيها في الأساس سوى كيفية التنفيذء بينما ظلت نتائجها النهائية كما هي. فبدلاً من أن يتحرك محمد علي وحده في مواجهة المخاطر والخسائرء لتنفيذ مشروع بهذه الضخامةء سوف يتحرك بتنسيق حقيقي مع ملك فرنساء ويجني الثمار نفسها دون أن يتعرض للمخاطر التي كان سيتعرض لها لو تحرك بقواته فقط وفي معارضة للباب العالي؛» لغزو طرابلس وتونس والجزائر معا. سوف تصبح طرابلس وتونس غزوة سهلة أمامه» وستساعده قوات ملك فرنسا البحرية على المزيد من تسهيل استيلائه عليهاء وهي مزية لم تكن مكفولة له في الخطة الأولى. وقد أعفي من مهاجمة الجزائر التي يفرض غزوها صعوبات أكبر وأخطر. سوف تزيد قوته كثيراء وسوف يستشعر كيف أن التحالف الأكثر رسمية وإيجابية الذي سيربطهء بموجب هذا الاتفاق» مع فرنسا سوف يضفي على وجوده ووجود ابنه طابعًا جديذا تمامّاء لا يتسع المقام هناء بطبيعة الحال» لتناول جميع تفاصيله ونتائجه. نأمل إذن أن تصلكما هذه التعليمات في الوقت المناسب» وأن تستطيعا أن تقنعا محمد عليء عند إطلاعه على التدابير التي أمر جلالة الملك باتخاذها ضد الجزائرء بتبني رؤانا في تنفيذ تلك الخطة التي سيجني من ورائها قار كمد 321 ولكن: لو لم تصل الرسالة إلى الإسكندرية إلا بعد توقيع الاتفاقية» فإن الدوافع نفسها تحملنا على أن نأمل في أن يستبدل محمد عليء بإرادته» المميزات الأضمن والأقل مخاطرء التي نطرحها عليه بالفرص التي تحمل مخاطر أكبر في المشروع الذي التزم به معنا. ولنا أن نأمل أيضنا في ألا يجد هذا الأمير عناءً في الاقتناع بأن عدم إمكانية تنفيذ اتفاقية تم توقيعها باسم فرنسا تنفيدًا حرفيّاء لم ينشأ عن تبدل في إرادتناء ولكن أملاه تبدل الظروف المحيطة» وأن سلطان الضرورة هو الذي أجبرنا على تغيير خططناء بعدما فرض استحالة على محمد علي في تنفيذ أمر جعلنا نؤمل كثيرًا أن يستطيع تنفيذه. من الواضح أنه في ظل الظروف الحالية» وفي ظل معارضة الباب العالي والمقاومة التي بدأ إعدادها في الجزائرء لا يمكن تحقيق الطموحات التي علّقنا بها محمد علي إذ تقوضت الأسس التي بنى عليها الخطة التي اقترحها علينا. نحن لا نلومه على ذلكء ولكننا نسارع بعرض موقفه وموقفنا أمامه بكل وضوحء طارحين عليه إشراكه على نحو خاص في خططنا ومنحه فرصة لجني أهم ثمارها. ا لا نتوقع إذن أي تغير في مواقف هذا الأمير الذي لا يضاهي استنارة فكره سوى قوة شخصيته وسموها. بإمكانكما أن تشيرا على محمد علي أيضنا بأننا نكتفيء وقد أضحى المشروع أقل صعوبةء بأن نطلب منه استخدام عدد أقل من القوات. ولكن لو كان متوفرًا! لديه عددا أكبر بكثير من القوات التي يريد أن يرسلهاء فسيسرنا ذلك وبإمكانكماء حينهاء أن تستبدلا رقم ال 75 ألف رجل المنصوص عليه في الاتفاقية بالرقم الذي يراه مناسبًا. دي نكن زفق أَيْا كانت الانطباعات الأولى لمحمد علي عند تلقيه تلك الأنباء منكماء فإنه لن يتأخر في إدراك أنه في ظل ما آلت إليه الأمور اليوم بعد موقف الباب العالي وانتشار أنباء تلك المفاوضات في أوروباء فإن الموقف الحكيم الوحيد الذي يمكنه اتخاذه هو أن يتحد صراحة معنا. التراجع اليوم أو الشكوى من التعديلات التي أملتها الظروف على الترتيب السابق معناء سيكون أخطر من المضي قدما في ثقة. أمَا وقد بدا الخطر في كل الأحوالء فعلى الباشا ألا يسعى إلى الحصول على دعم حقيقي إلا عبر اتحاده مع فرنسا وحلفائها. فقد عبرت لنا روسيا وبروسياء بالفعل» ورسميّاء عن موافقتهما على مشروع الحملة على الولايات» وسرعان ما سيحصل محمد علي على التأكيدات والرعاية المباشرة والموافقة التامة من عاهلي الدولتين. كذلك فقد أبدت دول أخرى أطلعناها على خططنا مع الباشا موافقة مماثلة» وبإمكان الباشا أن يطمئن إلى سرعة الحصول على تأييد أوروبا بأسرها. من الأهمية بمكان أن يبدأ محمد علي عملياته العسكرية ضد طرابلس وتونس في أقرب وقت ممكنء إذ ستبدأ عملياتنا ضد ولاية الجزائر في وقت قريب جدا وستكون قواتنا في أفريقيا خلال شهر مايوء وسوف يكون لتزامن الحملتين مكاسب جمة. ولتؤكدا على هذه النقطة. فدون تنفيذ فوري لحملته لن نستطيع أن نقدم له التسهيلات» المؤلمة لناء والتي كلفتما بعرضها عليه. عليكما أيضنا أن تبذلا كل جهد ممكنء بالتنسيق مع الباشاء لمنع نشر نص الاتفاقية التي سيتم توقيعها. لا أتكرء وأنا أبلغكما هذه التعليمات: أنها ستفرض على المفاوضين المسؤولين عن تنفيذهاء مهمة صعبة ودقيقة» ولكن تفانيكما في خدمة جلالة الملك سيذلل أي عقبات قد تصادفائهاء وليس لدي أدنى شك في أنكما ستكونان عند حسن ظن جلالته بمواهبكما وإخلاصكما. 3223 حاشية: أرجو أن تبعثا لي مع أولى رسائلكما تقييما دقيقا ومفصلاً. بقدر الإمكان للقوات النظامية وغير النظامية لمحمد علي؛ ونقاط تواجدها وتوزيعها ونسّب توزيع ما يمكن استخدامه منها خارج مصر؛ وسأكون ممتنا لو أقرنتما ذلك بتقييم مفصل لقوات الباشا البحرية. 5-- 180 1 ,[ عاملزع .معناو لهم عع0ه10لمووع00 .8.م 324 ملحق الوثيقة ١ه‏ مشروع الاتفاق مع محمد علي في 10 بندا هذا المشروع مطابق للوثيقة رقم 44 في كتابنا هذاء باستثناء البند الرابع الذي تم خذفها”"2» والبندين ؟ و ١7‏ (مادة ١‏ فئ المشروع القديم) واللذين جاءا على النحو التالي: البند ؟: قوام الحملة 75 ألف رجل على الأقل» وهي تحت قيادة إبراهيم باشا الذي سيقرر ما إذا كان من الأنسب أن تسير بحرا أم برا. يلتزم محمد علي بمتابعتها حتى تمامها. ْ البند ؟١:‏ الحاميات التركية في الولايات سوف تعاد إلى آسيا الوسطى أو إلى القسم الأوروبي من تركيا وتحل محلها حاميات مصرية أو مليشيات من أبناء البلد. ١ 206 - 2 10‏ ب[ عام زو .عباو امم ععصقلممودعسه© .م 325 1 - من بولينياك إلى وزيرالمالية ملخص: القرض المراد تقديمه لوالي مصر - ؟ مليون سيتم دفعها بسندات في طولونء: و8 مليون سيتم نقلها إلى الإسكندرية. باريس»؛ فبراير ١81١‏ لقد اطلعتم على التعليمات التي كلف مسيو ميمو ومسيو أودير بموجبها أن يعدا والي مصر بإقراضه ٠١‏ مليون فرنك لتسهيل الحملة التي يزمع إرسالها على ولايات البربر. ولكني أخشى ألا أكون قد أطلعتك على أحد التعديلات التي أشار مسيو دروفيتي بوجوب إدخالها على تلك التعليمات. فقد أخبرئي مسيو دروفيتي أن الملايين العشرة التي وعد بها محمد علي لن تصل الإسكندرية إلا في شهر أبريل» وأن الاستعدادات العاجلة للحملة تستلزم نفقات كبيرة لن يكون من الملائم معها انتظار وصول المساعدات المالية من فرنساء وأننا نكون قد قدمنا لمحمد علي مورذا ثمينا لو تلقى في لحظة توقيع الاتفاقية ” مليون على شكل سندات مقبولة الدفع في طولونء ليستطيع بموجبها أن يشتري كل ما تستلزمه الحملة. وقد بدت لي وجاهة ملاحظات مسيو دروفيتي وأن هناك ميزة واضحة لخزانتنا في دفع ؟ مليون في طولون بدلا من تحمل مخاطر نة نقلها إلى الإسكندرية» وأن هذا التدبير من شأنه أن يسهل نجاح مفاوضاتنا مع الباشاء بحيث يحسن تبنيه. لذلك فقد أذنت لمسيو ميمو أن يسحبء إن رأى ضرورة لذلك؛ سندات مقبولة الدفع لدى صراف البحرية في طولون بمبلغ ؟ مليون فرنك» وأن يسلمها. إلى محمد علي بعد توقيع الاتفاقية ولكن بالطبع؛ » مع اشتراط أن يقتصر ما اثفق أن يحصل عليه نقذا في الإسكندرية؛» على مليون فرنك. وفق هذه الترتيبات» ألتمس منكء إذن» أن تتخذ الإجراءات اللازمة لدفع السندات التي سيحملها مسيو ميمو والمقبولة الدفع لدى البحرية في طولونء» في 326 ذلك. 2211-2 "ا ,آ عاملاو .عدبو 1 أأمم عع 1035م مدع مم0 .خآ.م 5 - من الجنرال ليفرون «ه1.18:0 إلى بولينياك ملخص: ليفرون يقترح ضم فرقة مصرية إلى الجيش الذي سيضطلع بالعمليات ضد الجزائر ويعرض خدماته لتنظيم وقيادة تلك الفرقة. باريس. أول فبراير ١85٠‏ بعد أن شرفني الكونت دي بورمون 13010113006 بالحديث معي غير مرة عن الحملة على الجزائر» رأيت أن من واجبي؛ وفي ضوء موقعي من مصرء أن أعرض على معاليكم بعض الأفكار المتعلقة بهذا المشروع. محاربة شعوب الشرقء وخاصة العربء لا شبه بينها وبين حروبنا في أوروبا من قريب أو بعيد. لذلك علينا أن نعرف هؤلاء الناس وصفاتهم وأن نتحرك وفقًا لذلك. العربي ليس متعصبًا بالمرة؛ ولكنه طمّاع سيء الطوية» لا يعرف التعب إليه سبيلاء شديد القسوة مع أعدائه؛ وبالتالي فالتفاوض معه أفضل من محاربته. لذلك أعتقد أن وجود فرقة إضافية من القوات المصرية سيكون فيه فائدة جمة لجيش الحملة على الجزائرء ليس من الناحية العسكرية» ولكن من ناحية التأثير المعنوي الذي سيتركه في نفوس سكان البلاد. فمن شأن هذا التحالف بين المصريين والفرنسيين أن يثبت للعرب البربر أن الحملة ليست موجهة ضدهم ولكن ضد الداي الذي كانوا يتوقون دائما إلى الانعتاق * من نير ظلمه. : وبمجرد حدوث اتصال بين المصريين وسكان البلاد ستتولد لديهم الثقةء» فيحملون لنا المؤن ويوفرون وسائل النقل ويساعدون عمليات الجيشء ولن نحتاج في ذلك إلا أن نوفيهم أجرهم بالعدل وأن نحترم ممتلكاتهم وعاداتهم. يكفي أن تكون الفرقة المصرية مكونة من ١٠٠٠‏ رجل من المشاة و١0٠6‏ من الفرسان غير النظاميين. هؤلاء الفرسان سوف نضعهم أمام العرب الذين لم نستطع أن نتفق معهم. يسهل في مصر العثور على مغاربة جزائريين ممن أتوا مع القوافل وبقوا في القاهرة لمباشرة تجارتهم. وإغراء المكافات سوف يدفعهم لمصاحبة الفرقة المصريةء ليلعبوا دور الوسيط بيننا وبين أبناء جلدتهم. من الحكمة أن تتولى أمر قسنطينة فرقة منفصلة»ء إذ إن الباي الحاكم لهذه المنطقة؛ الأكثر خصوبة في الجزائرء يمتلك ميليشيات ضخمة قادرة على قض مضاجع الجيش (وهو ما حاول القيام به من قبل)؛ وستكون وساطة المصريين هنا أيضًا مفيدة. ينبغي أيضًا أن يصاحب الفرقة المصرية بعض المترجمين العرب الأذكياء؛ وهم متوفرون بكثرة في القاهرةء وأن يصاحبها أيضا مبعوث من محمد علي حتى يباشر المفاوضات مع عرب الجزائر وباي قسنطينية. بكل تلك الوسائل يغدو الغزو أيسر منالاء ويتحاشى الجيش مناوشات العرب الذين قلما يتركون عدوهم يلتقط أنفاسه. 1 لقد امتدت مشروعات الكونت دي لا فيروناي 5لإه8همء 1 إلى تسليم محمد علي حكم الجزائر بعد غزوهاء ولكن بما أن شاغلنا اليوم هو الحملة» فليس لدي ما أضيفه تأكيذا على أهمية تعاون فرقة مصرية. أضع بين يدي معاليكم كل المعلومات التي أستطيع تقديمها بحكم علاقاتي» 4 - 213 6 ,[ عاملاوط .عداو أأ0م ععندلممددع00) .كام 329 5 - من ميمو إلى بولينياك متلخص: ع الباب العالي يتراجع عن إرسال طاهر باشا إلى الجزائر - علاقات الباشا مع خسرو باشا ومع السلطان - توزيع تعويضات الحرب الواجب دقعها للروس - المبالغة في حصة مصر - إصدار الباب العالي فرمانًا لمحمد علي يعفيه من طلب البوارج الأربع من فرنسا - غزو الجزائر يتيح للباشا تسديد حصته من تعويضات الحرب. القاهرة. أول فبراير 185٠‏ بعد أن بعثت لمعاليكم رسالتي المؤرخة 55 ينايرل') تلقيت رسالة من السفير يعلمني فيها بأن الباب العالي قد تراجع عن مشروع بعثة طاهر باشا لامتناع السفير عن المساعدة فيهاء مخبر! إياه بأنه لن يقوم بهذا المسعى وحيذا وأنه ليس لديه خلاف مع الجزائر. وقد سارعت بإطلاع الباشا على هذا التغير» ولم يبد مندهشا إذ كان يتوقعه. فقد أطلعني على ذلك وأطلعت معاليكم على أسباب توقعه هذا. وهو يعلم أيضًا الموقف منه في القسطنطينية. فمن بين عدوين اثنين يعترف بعدائهما له في القسطنطينية» خسرو باشا والسلطان» سعى أولهما إليه مرسلاً مندوبًا من ثقاته ليعمل على إصلاح ذات البين»ء وتسالم الرجلان» ورأى محمد علي في ذلك أمرا مهما بالنسبة له وهو محق في ذلك. وقد رأى أن هذا المسعى كان مطلوبًا. بيد أن الأمر مع سيده يبدو أكثر صعوبة في نظره. 330 وقد أَبلع الباشا بأن حصة مصر في تقسيم تعويضات الحرب على ولايات الدولة العثمانية كلها قد تحددت بمبلغ ٠‏ بورصةء أي ما يوازي 55٠١٠‏ مليون قرش أو ١7١‏ مليون فرنك. وقد وجد الحصة مبالغا فيها. على أن لدى الباب العالي وسيلة يمكنه بهاء حسب رأيه؛ تيسير دفع هذه الحصة عليه» وتتمثل في إصدار الفرمان الذي طلبه لغزو ولايات البربر. لقد قال لي غير مرة في ثنايا حديثه إنه لو حصل على الفرمان فقد يتنازل طواعيةٌ عن طلب البوارج الأربع من فرنسا إذ لن تكون له بها حاجة. وقد سارعت سيدي لإطلاعك على تلك الكلمات التي لم يمض عليها إلا سويعات قليلة؛ لأنها بقدر ما هي مهمة في ذاتها فهي تفسر أيضًا الفكر وراء هذا المطلب والغرض منهء واللذين كانا مستغلقين علينا في البداية. لقد قلتها لمعاليكم في رسالتي المؤرخة 58 نوفمبر. كان الغرض هو التأثير في' الباب العالي عن طريق نشر قوات بحرية هائلة في حالة ما إذا اتجهت الحملة؛ التي جرت على خلاف رغبته» إلى عمليات عدائية. وبالتالي فلو أولى الباب العالي أهمية أكبر لمصالحه فأسبغ موافقته المطلوبة على المشروع؛ فلن يكون لزيادة حجم الأسطول المصري حينها الفائدة نفسها. هذا فضلاً عن أني أطلعت محمد. علي على أنه ما من شك في أن حكومة جلالة الملك رأت مبالغةً في مطالبه وأنها ستواجه العديد من العقبات. لقد وعى الآن أن هناك احتمال كبير لعدم الموافقة على طلب البوارج وأصبحء على ما يبدو لي؛ مستعذاء إلى حد بعيدء لسماع أنباء عدم إمكانية تلبية مطلبه. هذا فضلاً عن أنه أصبح اليوم ينتظر بفارغ الصير الرد الذي سيجيء من باريسء بعد أن بدأ الوقت والتفكير الملي يبددان أوهامه في البوارج. 331 لقد تغير فكره تماما فيما يتعلق بمساعي السفير لدى الباب العالي بخصوص هدفنا المشترك. وهو يرغب في أن يتمسك بهاء إذ دعاني اليوم أن أرجوه أن يجدد مساعيه وأن يؤكد للوزير العثماني أن تلك هي الوسيلة الوحيدة للحصول على مساعدة محمد علي في دفع تعويضات الحرب. وقد اغتبط بمساعدة روسيا لناء بل مل أن تستطيع فرنسا أن تحصل منها على مد أجل سداد نصيبه من عشر إلى عشرين سنة. أما بالنسبة لإنجلترا فلا يشعر تجاهها إلا بالخشية والريبة» وهو على اقتناع بأن مسيو جوردون كان وراء زيادة حصته وإفشاء علاقاتنا معه فيما يتعلق بالولايات الثلاث. 2215-6 ! بآ عاملاوظ .عدون امم عع1هلدوم كسمت .8م 0 - من الكونت دي برنستورف 85617125]0111 إلى قنصل بروسيا في الإسكندريى ملخص: - البلاط البروسي يقر مشروع الحملة التي تتفاوض عليها فرنسا مع محمد علي برلين» ” فبراير ١87٠‏ نما إلى علمنا أن الحكومة الفرنسية ووالي مصر يتباحثان حول ترتيبات تهدف إلى معاقبة داي الجزائر على وقاحته وإنهاء نظام المناوشات والمضايقات والقرصنة الذي تفرضه ولايات البربرء منذ وقت طويل؛» على التجارة وعلى الإبحار السلمي للدول الأوروبية. ليس لنا إلا أن ندعو بالنجاح لمشروع على هذا الاتساق مع ما ترومه كرامة أوروبا بأسرها ومصلحتها العامة. وإني أحملك؛ سيدي» مسؤولية إطلاع الوالي» على نحو سري ولكن مؤكدء وفي الإطار الذي يتسق مع وضعكم ومع عادات البلد الذي تقيمون فيه» على أن بلاطنا الموقر يتفق تمامًا مع بلاط فرنسا حول روح ومبدأ الحملة المشتركة التي يجري تنسيقها الآن أرجو أن تطلعني دون إيطاء على كيفية اضطلاعكم بهذه المهمة وكيفية استقبال الوالي لحديثكم. 7 1 .1 عامنزوظ .عباو 11 أ0م عع01030م5ع0011) .طم 333 1 - من ميمو إلى بولينياك ملخص: - أفكار محمد علي فيما يتعلق بخسرو وطاهر باشا - ارتيابه من إنجلترا وثقته في فرنسا - الوضع في كاندي: الوالي يقرر الإبقاء على الوضع الحالي - تدشين فرقاطة قوة "١‏ مدفعًا - مسألة البوارج الحربية - تفقد العمارات البحرية الجزائرية في الإسكندرية؛ الحل الذي أوصى به ميمو - عودة إبراهيم باشا إلى القاهرة - حالة القوات النظامية المصرية. القاهرة» © فبراير ما عودة المياه إلى مجاريها مع خسرو باشاء وحصة مصر المبالغ فيها في تقسيم تعويضات الحربء؛ وعدم ملاءمة- أو بالأحرى استحالة- مهمة طاهر باشاء والتي أفاضت فيها جميعًا رسائل السفير المؤرخة ‏ يناير» كانت» منذ أول هذا الشهرء محور أحاديثي مع الباشا الذي دأبت على زيارته كل يوم في القلعة. وذات يوم دخل في كثير من التفاصيل حول خسرو أقر فيها بأن الحق في جانبه في كثير من المسائل» وخاصة فيما يتعلق بطاهر باشا الذي وصفه بالخائن واعتبره أكثر الناس شردًا على الإطلاق. وقد عرفت من الباشا أن لديه معلومات تؤكد أن طاهر باشا يجاهر بعداء فرنساء وتصديق الباب العالي لما يقول هذا الرجل في الظروف الحالية لا يشي إلا بسوء الطوية واللؤم المشين. محمد علي مقتنع؛ كما كتبت لمعاليكم منذ بضعة أيام» بأن سفير إنجلترا هو الذي أشار على الباب العالي برفع حصته في التعويضات. على أني أوضحت له أن الباب العالي الذي يعرف تمام المعرفة الموارد التي يتمتع بها وزيره في مصر ليس في حاجة لانتظار رأي مسيو جوردون ليعرف الفائدة المزدوجة التي سيجنيها من ذلك؛ سواء بمساعدته في الخروج من حرج وضعه الحالي» أو من تقليص القوة والثراء اللذين يتمتع بهما في آن واحد. 3314 تعلمون ما هي الموارد التي يعتبرها الوالي كفيلة بتوفير سبل تقديم الدعم لسيده مع تحاشي التضحيات التي يفرضها هذا الالتزام علدٍ عليه. وهو يغبط نفسه بأن فرنسا ستيسرها له» سواء عن طريقها هي مباشرة أو عن طريق حلفائها وعلى رأسهم؛ كما يحلو له أن يتخيل دائماء روسيا. وقد حافظت على اقتناعه بفكرة أن حكومة جلالة الملك - والتي يكن لها عظيم العرفان بحق - توفر له ولابنه العظيم رعاية فائقة» وأنها ستقدم له عليها براهين أكثر جلاءً مما حظي به بالفعل مادامت السياسة والظروف والمنطق سمحت لها بذلك. فضلاً عن ذلك فأيًا كان الطريق الذي ترسمه له طموحاته ورغباته؛ فإنه لن يقدم على شيء إلا وفق رؤى حكومة جلالة الملك وحسب توجيهاتها. فمنذ يومين ثبت لي؛ في مسألة كاندي» كم هو مخلص لهذا الترتيب ووفي بوعوده. لن أذكركم هنا بالتعليمات التي أصدرها الكونت بورتاليس 20::8115 ولا بالالتزام الذي قطعه الباشا على نفسه أمامي بعدم إرسال قوات جديدة إلى كانديء» ولا بما شرفت بإيلاغكم به من تلميحات معاكسة أبداها له الأميرال مالكولم» ولكني سأقتصر على تذكيركم بأنه كان قد قرر ترك الوضع على ما هو عليه حتى إشعار آخر. يبدو أن الفوضى بلغت ذروتها في هذه الجزيرة وأصبحت الحامية التركية هناك في أمس الحاجة إلى تعزيزات. وقد أتى بكباشيان من قوات السلطان طالبين التعزيزات من الباشاء فاستدعاهما ليستقبلهما في الساعة التي اعتدت على زيارته فيها في القلعة. وبعد أن تركيما يقبلان ستار ديوانه وذيل عباءته حتى يظلا على مسافة منه: استمع ببرود إلى عرضهما للموضوع الذي جاء بهماء وأجابهما بهدوء وشموخ بأن الظروف قاهرة بحيث لا تسمح له بإجابة مطلبيهماء » وأنه يعرف ثمامًا سوء الأوضاعء ولكن أصدقاءه وحماته» القوى المتحالفة يرغبون في أن يترك الأوضاع على ما هي عليهء وقد وعدهم بذلك. واستدعى شهادتي على ذلك إذ كان يشير لي بين الفينة والفينة بالاقتراب أكثر منه قائلاً ومكرر!: ها هو قنصل فرنسا اسألاه. الحلفاء كبار وأقوياءء وأنا ضعيف وصغيرء اسألوا قنصل فرنسا وسوف يقول لكم. 335 وبعد أن صرف الكانديين وأمر بإرخاء الستارء وهي إشارة إلى أنه في اجتماع2» وصلته برقية تلغرافية تحمل نبأ تدشين فرقاطة قوة 5٠‏ مدفعًا في الإسكندرية؛ كان قد بُدئ في بنائها قبل توصل مسيو دي سيريسي إلى نموذج آخر غير الذي سار عليه؛ وتم بناؤها تحت إشرافه. ثم هب الباشا ناهضنا ليتحدث أثناء تجواله في القاعة» وهو ما يسميه هو قدح زناد الفكرء فأسلم نفسه إلى واحد من تلك الأحاديث المفعمة حيوية التي تتدفق فيها الطموحات والمشاريع على ذهنه. واستعرض كل ما أنجز وما ينجز وما ينوي إنجازه ليكون له أسطول حربي مهيب. وتطرق بالطبع إلى مسألة البوارج الحربية التي كثيرًا ما جرى الحديث فيها. كان الباشا على اقتناع» بحسب ما رأى في ترسانته ورغم نشاط دي سيريسي وعظم عدد العمال» باستحالة توفيرها في ترسانته» ووعى» من تعليقاتي على حديثه» أنه لن يستطيع الحصولء. حتى من أفضل أصدقائه؛ سوى على وسائل وتسهيلات لبناء الطراز الجديد الذي يرومه عندهم؛: ولكنه لن يستطيع أبذا أن يحصل على بوارج جاهزة لأن النوع الذي يريده غير متوفر الآن لدى أية دولة. أثناء انشغالناء حينهاء بحالة المرفأ والتقدم الجاري في الترسانة وصلنا إلى السفينتين الجزائريتين اللذين تراقبهما منذ فترة فرقاطة جلالة الملك: وهو ما يثير دائمًا دهشة محمد علي الذي أراد النزول عند كلمته. وقد أقر وزير البحرية والسفير والأميرال ما قلته وطرحته أنا وقائد الميناء مرارا وتكرار! عند مغادرة الأسطول التركي. فقد بدا مسيو دي رينيي راغبًا في إيجاد حل للتخلص من هذه الحراسة المزعجة التي شغلت إحدى فرقاطات الملك. لدي حل يبدو لي بسيطًا وسهلاء ويتمثل في أن يضع الباشا يده على الفرقاطة والقرويت الجزائريتين؛ ولا أعتقد أنه سيمانع في الحفاظ على سيادتنا عليهما. القرويت قليلة القيمة» ولكن الفرقاطة» وهي برتغالية الأصلء لا تزال في حالة جيدة ويمكن أن تستخدم كسفينة نقل. في هذا التدبير مزية» لا ينبغي ازدراؤها الآن» تتمثل في إمكانية الاستفادة من 336 لاكونستانس0). إن الباشا في حاجة لعدد كبير من الأيدي العاملة للعمل في ترسانته مدفوعا في ذلك بمضاعفة النشاط فيهاء وقد قال لي إن إبراهيم باشا سوف يصادر طاقمي السفينتين الجزائريتين اللذين يبلغ قوامهما نحو ٠٠١‏ رجلء ليعملوا لقاء ما يُقدّم لهم من ضيافة وخبز. وصل إبراهيم باشاء لتوه» من دمياط حيث مكث فترة بعد زيارة أقاليم الدلتا. وبمجرد وصوله بدأ في استعراض قوات الفرسان التي يجري تكوينها والتي سيتم الانتهاء من تجهيزها اعتماذًا على السروج والتسليح الذي تم تلقيه من فرنسا والمنتظر قدومه منها. وهو يولي اهتمامًا كبيرً!ا بإعادة تنظيم القوات النظامية وخاصة ما يتعلق بإدارته وحساباته التي يريدها مضاهية لإدارتنا وحساباتنا. هاكم» سيديء حالة القوات النظامية الآن. الاثنتا عشرة كتيبة التي يتكون منها سلاح المشاة في الجيش النظامي سوف يتم زيادة عددها لتصبح أربع عشرة كتيبة: كانت خمس فرق تم تقليصها إلى أربع؛ قوام كل منها 2٠٠‏ رجل. يجري الآن تجنيد الرجال في جميع أنحاء مصر لإكمال العدد. يتم الآن تكوين فرقة حراسة خاصة له ويتم اختيار رجالها من كل الأسلحة. كتائب الفرسان السبع التي يتم تدريبها سوف يتم ركوب كل رجالها الخيول في وقت قريب. الخيول التي جاءت كلها تقريبا من طرسوس والشام جياد جيدة. بيد أن التجهيز والتدريب لم يحرزا تقدما للأسف الشديد. لدى محمد علي كتيبة مدفعية مكونة من 74 طاقمًا تضم 5٠٠٠١‏ رجل. وقد أمر مؤخرا بتشكيل كتيبة مدفعية تجرها الخيول. (أ) اسم الفرقاطة الملكية التي تحرس السفينتين الجزائريتين. (المترجم) 337 لديه 45٠٠‏ مدفع. تبلغ كلفة كسوة ومئونة القوات 7٠0‏ ألف بورصة» أي حوالي ٠٠١٠٠٠٠١‏ فرنك. أجور الجند تبلغ نفس القيمة وقد تأخر صرفها حتى اليوم ثمانية أشهر. القوات غير النظامية المكونة من البدو العربان والتي تتكون منها القوات الخفيفة والدَرّك تبلغ نحو ١5‏ ألف رجل. حصلت على هذه المعلومات من قادة الإدارة العسكرية والمعلمين. 218-21 © ,آ عاملاوط .عدنو1)زأهم ععمدلمممدعه00 .ظ.ه /07 - من بولينياك إلى جيومينو ملخص: - مهمة طاهر باشا - موقف الباب العالي من ولاية الجزائر - الاستنتاج الذي تستقيه فرنسا من ذلك - لن ينظر الملك من الآن فصاعدا إلا إلى كرامة تاجه ومصالحه. باريسء 1 فبراير ١81٠٠١‏ تلقيت منذ أيام قليلة الرسالة المشفرة التي تكرمت بإرسالها في 5 يناير("). الجواب النهائي الذي حصلت عليه فيما يخص مهمة طاهر باشا يجعل مسألة الحملة المقررة ضد ولايات البربر أبسط. إن الباب العالي بإعلانه أنه ليس لديه شيء مشترك مع الجزائر وأنه لا يأبه بالمصير الذي قد ينتظر حكومتها إنما يعترف بنفسه بأنه لا يحتفظ بأية رابطة مع تلك الولايات تشبه العلاقة بين حاكم وعماله. وهو بذلك يضع نفسه خارج خلاقنا مع تلك الولايات ويحرم نفسه:؛ بالتالي» من حق التدخل فيها. لا حاجة بنا للنظر فيما إذا كان هذا القرار متسقا مع مصالح الباب العالي. وبعد أن أبدى جلالة الملك أشد الاحترام لحقوق دولة صديقة بل ولما قد تطالب به وبعد أن سعى لتوفير أكبر المكاسب السياسية لها على حساب تضحيات ستتكبدها فرنساء آلى على نفسه ألا يلتفت؛» من الآن فصاعدذاء إلا إلى كرامة تاجه ومصالحه فيما يتعلق بإنهاء هذه المسألة المهمة على نحو مناسب. 0 98 6 ,260 ,عأناوانا!' ,عناو نا أامم ععتطملمممدعهرم0 .م - من بولينياك إلى جيومينو ملخص: - التعليمات الموجهة إلى مسيو بوتشيانتي 81019011 قنصل بروسيا في الإسكندرية بخصوص تأييد الحملة التي ينسقها الوالي مع فرنسا. باريسء ١١‏ فبراير ١815‏ سلمني البارون دي فرتر ,7/6 ع3 التعليمات الموجهة لمسيو بوتشيانتي أامةأءعدا8 قنصل بروسيا في الإسكندرية والتي يأمر فيها جلالة ملك بروسيا قنصله بإبلاغ محمد علي تأييده التام للحملة التي ينسقها مع فرنسا لإخضاع ولايات البربر('). وقد تأثر جلالة الملك كثيرا بشاهد الصداقة الجديد هذا من الملك فردريك - جيومء ويأمل أن تحذو الملكيات الأوروبية الرئيسية الأخرى حذوه في مباركة الحملة من أجل نجاح مشروع يهدفء بجلاء؛ لتحقيق مصلحة العالم المتحضر. 5 260,6 ,عألاكنا1 .عبان اهم ععلملمممدع مهن .ظ. م 340 - من أودير إلى بولينياك ملخص: - الوصول إلى الإسكندرية - غياب الباشا وميمو. أودير يعرض على باغوص وعثمان بك المقترحات الفرنسية الجديدة والاستحالة المادية لتسليم البوارج - تحويل الأموال المخصصة لتمويل الحملة. حاشية: قرب وصول إبراهيم باشا وميمو الإسكندرية» ؟١‏ فبراير 1١8٠١‏ بعد أن انطلقنا من طولون في ١١‏ يناير على متن السفينة الملكية الإكليبس» دفي رياح أقل معاكسة مما كان عليه الحال في الأيام السابقة» أجبرنا التيار وموجة تية على الجنوح إلى الساحل. وكان مبلغ جهدنا أن وصلنا إلى مرفأ إيير عفرل في الليل تراسو يه وعيمًا حاولنا معاودة الإبحار في الأيام التالية إذ أجبرنا على م ثلاث مرات بعد ساعات طويلة من محاولات مضنية للتعامل مع الريح بعكس اتجاهات الأشرعة. وأخير! استطعنا الإبحار في 78 منه بفضل رياح مواتية حملتنا في عشرة أيام إلى الإسكندرية» حيث نزلت بها في 8 من الشهر الجاري. لم أجد هنا الباشاوين ولا مسيو ميمو. فمحمد علي وقنصل جلالة الملك في القاهرةء وإبراهيم باشا خرج في جولة في أقاليم مصر السفلى. هممت بركوب ناقة لأصل سريعا إلى العاصمة؛: عندما أبلغني مسيو باغرص وعثمان بك برغبتهما في أن أبقى في الإسكندرية حتى عودة البريد الذي أرسلاه إلى القاهرة لاستطلاع رأي الباشا فيما يتعلق بوصوليء حسبما حملت رسالتي إلى مسيو باغوص المؤرخة ؟١‏ يناير - والتي أرفقت نسخة منها بالرسالة التي شرفت بإرسالها لمعاليكم في ١8‏ يناير - والتي وصلت قبل وصولي الإسكندرية بثلاثة أيام فقط. 341 نزلت على رغبتهما إذ هما محل ثقة سيدهما وترجمانا أفكاره وكلماته؛ وقد خولهما تلقي كل الرسائل التي حمّلتنا معاليكم» أنا ومسيو ميموء من حكومة جلالة وعلى ذلك فلم أتأخر وأطلعت مسيو باغوص وعثمان بك على سبب عودتي إلى مصر في اليوم الذي وصلت فيه. وقد استعرضنا بشكل معمق مختلف النقاط التي حملتها تعليمات معاليكم» وكذلك كل بند من بنود مشروع الاتفاقية» وركزت على الحجج التي بدت لي أكثر تأثيرًا. ا في نهاية كل جلسة من جلساتنا المطولة كانت تتم كتابة رسالة» في حضوريء إلى الباشا لإطلاعه على الموضوح. وأخيراء قمت بتلخيص كل اجتماعاتناء والتي مثلت أيضًا جوهر كل رسائلنا للمستشارين أول أمسء شفوياء وسلمتهما نسخة من مشروع الاتفاقية وكذلك الاعتبارات التي حوتها رسالتكم المؤرخة ١١‏ يناير")؛ والمتعلقة برد الباب العالي على طلب موافقته على المشروع. تتم في هذه اللحظة ترجمة كل تلك الوثائق» ويُتوقع إرسالها إلى محمد علي مساء اليوم. وبذلك؛: فسواء دعاني إلى القاهرة أو أمر إبراهيم باشا بالمجيء إلي والتباحث باسمهء فلن تكون هناك إضاعة للوقت» إذ سيكون الوالي على اطلاع بمجريات الأمور إذا ما ذهبت أنا إليه»ء وستكون لدى ابنه التعليمات اللازمة إن كلفه بالتفاوض باسمه. عندما أبلغت مسيو ميمو بموعد وصولي رجوته بإلحاح ألا يضيع لحظة في إبلاغي بمكان اجتماعنا معًا لأني لن أثق في أي بريد لتحميله رسائل على هذه الأهمية ورسالة مشفرة:ء لذلك فلن يحملني أي شيء على عدم تسليمها له يذا بيد. لا شك أن معاليكم تقرون هذا الاحتراز الذي أراه فرضنا واجبًا تستلزم الحكمة ضرورته في هذا الظرف أكثر من أي ظرف آخر. أنتظر بين لحظة وأخرى رد مسيو ميمو. لا أستطيع أن أجزم برأيء اليوم؛ حول نتيجة المفاوضات. على أني أستطيع؛ منذ هذه اللحظة» أن أبلغ معاليكم بأن مسيو باغوص وعثمان بك لم تبد عليهما أية دهشة عندما لم يسمعاني أجيب نعم إثر كل طلب من طلبات الباشا. وقد واصلا شرح أفضل الترتيبات الكفيلة بإنجاح العملية» بل إن السرعة التي أبدياها في الترجمة وفي تسجيل كل ما أبلغتهما به بكل دقة جعلتني أستبشر خيرا. والحجة التي اعتبرتها الأمضى أثراء وهي الاستحالة المادية لتقديم البوارج» والتي حرصت على الإفاضة فيهاء كانت هي بالفعل الأكبر أثراء كما يبدو لي. باختصارء أشعر برضا كبير حتى الآن. لقد استحسنت تحاشي أية تفاصيل أخرى في رسالة كهذه عُرضة لأي طارئ قد يطرأء خاصة مع عدم وجود أية شفرة بحوزتي. هذا فضلاً عن أن الوقت لا يسمح لي بمزيد من الاستفاضة. هناك أسف كبير هنا لأن المبالغ الموعودة ستدفع بالفضة الفرنسية. فهذه العملة غير متداولة داخل مصرء وهي أقل تداولاً في المناطق التي سيُستخدم الجانب الأكبر منها فيها. فلو أمكن أن يتم إرسال المبلغ بالفضة أو الذهب الإسبانيين فستكون في ذلك فائدة مزدوجة إذ سنتحاشى خسارة فروق تحويل العملة» وكذلك نتحاشى معرفة الجمهور بأمر القرض عند ظهور مبلغ بهذه الضخامة من عملة لا استخدام لها في التعاملات التجارية. قيل لي إنه من الأنسبء بالنسبة للإسكندرية» أن يتم إرسال تالاري الملكة أو تالاري السيفء والذي يقل سعره في فرنسا بنحو ٠١‏ إلى ١١‏ سئتيمًا عنه في المستعمرات الإسبانية. حاشية: أبلغني مسيو باغوص للتو أنه تلقى نبأ بوصول إبراهيم باشا إلى القاهرة حيث يتوقع أن يكون والده قد استدعاه إليه هناك. 203 لم تستطع السفن الخروج إلى عرض البحر اليوم. أعدت فتح رسالتي لأبلغ معاليكم أن بريذا آخر وصل هذا المساء حمل معه لي الرد الذي كنت أنتظره من مسيو ميمو والمؤرخ ٠١‏ منه. وقد أبلغني فيه أن "الباشا لديه أسباب قوية جعلته لا يرغب أن تجري مباحثاتنا في القاهرة» وأنه بعث بإبراهيم باشا وحمله المسؤولية كاملة." تلقى الباشا الرسائل التي تطلعه على فحوى اجتماعي الأولين مع وزيريه. سوف تصله الرسائل المتعلقة بالاجتماعات التالية اليوم» وبذلك يكون على اطلاع بكل شيء كما لو كان قد سمعني. أغبط نفسي لأني سأتفاوض مباشرة مع إبراهيم باشاء وآمل أن نصل؛ على نحو أو آخرء إلى حسم المفاوضات في وقت أقصر. 7 - 225 5 ,1آ عاملاوظ ,عناو ةا ناهم ععهقلدممدء0 0 .8.م 2344 ٠‏ - من بولينياك إلى ميمو وأودير ملخص: - الاستعدادات للحملة ضد الجزائر تجري على قدم وساق - الدول الأجنبية أحيطت علمًا بمشروع فرنساء روانها تقره - موقف إنجلترا والنمسا - حيادية الباب العالي - مصلحة محمد علي تتمثل في تنسيق تحركاته مع فرنسا. باريس. ١7‏ فبراير ١81٠‏ منذ إرسال التعليمات التي شرفت بتوجيهها إليكما في أول هذا الشهر مع مسيو دي لانجسدورف بدأت الاستعدادات اللازمة للحملة المقررة ضد ولاية الجزائر وتجري على قدم وسائق. ومن جهة أخرى فقد أطلعنا حلفاءنا على الغاية من استعداداتنا العسكرية والنتيجة المفيدة ا بأسرها والتي نسعى لإحرازها. كذلك فقد أطلعناهم على هدف المفاوضات التي فتحناها مع والي مصر والاستعدادات العسكرية التي قد يتخذها هذا الأمير لو قبل بمقترحاتنا الأخيرة. وقد تلقينا بالفعل من العديد من الدول آيات الامتنان ودلائل التأييد الصادق للخطط الكريمة لجلالة الملك. بل إن الحكومة البروسية قد سلمتنا مؤخرًا التعليمات التي أصدرتها لقنصلها في الإسكندرية بهدف تشجيع حملة محمد علي على البربر.9”) أرفق تلك التعليمات برسالتي حتى تسلماها بنفسيكما إلى مسيو بوتشيانتي» ولدي اعتقاذ. بان القيضبر. كيولا :زيما أرسل كلينات 'ممالة: إلى قلضل روسيا" العام مباشرةً. أما بالنسبة لإنجلترا فلم نندهش من استيائها من نمو قوة محمد علي إثر امتلاكه للولايات الثلاث» فهي لم تؤيد أبدا مثل هذا التطور. ولكن حكومة لندن ارتأت أن القضاء على القرصنة مصلحة أوروبية بحتّة توجب موافقة كل الأمم بما فيها الأمة الإنجليزية نفسها. ورغم أنها لم تظهر أي:ملامة على خططنا فقد أبدت 345 حساسية وأسفا لأننا لم تشركها فيها مفضلين إياها على أية دولة أخرى؛ وإن كانت لم تنظر إلى تحالفنا المحتمل مع مصر بعين الرضا التي نظرت بها إلى حملتنا على الجزائرء فليس من الصعب أن نقدر دوافعها في ذلك. هذا فضلاً عن أن التعليمات التي تلقاها قنصل إنجلترا العام في الإسكندرية سمحت له بأن يبلغ الباشا فقط أن إنجلتر ا سوف تنظر بأسف لتحالفه مع فرنسا في أي مشروع قد يفضي إلى تقليص نفوذ السلطان وسلطته. لا ينطبق هذا التحفظ بكل تأكيد على الترتيبات التي روعي فيها بكل عناية الحفاظ على حقوق الباب العالي ومصالحه. وعلى ذلك يستطيع محمد علي أن ينحي جانبًا أي مخاوف قد تثار عنده من جانب إنجلترا. أما النمسا التي تربط سياستها بسياسة حكومة لندن في كل ما يتعلق بالشرق فستمتنع - مراعاةً لخاطر حليفتها - عن تأييدنا في مسألة يستحيل ألا يثير نجاحها اهتمامها الشديد نظر! للتطور الذي تشهده التجارة البحرية لرعاياها في البحر الأبيض المتوسط. يصر الباب العالي على موقفه المحايد في تلك المسألة» وكانت لديه نية» لبضعة أيام» في أن يرسل طاهر باشا إلى الجزائر ولكنه صرح في النهاية» في 5 يناير» بأنه ليس بينه وبين الجزائر شيء مشترك وأنه غير آبه بالمصير الذي ينتظر تلك الحكومة: وأنه انما كان يريد أن يقوم بمسعى لدى الداي مراعاة لخاطر الملك» ولكن دون مشاركة فرنسا فليس لهذا المسعى أي جدوىء وبالتالي فلن يذهب طاهر باشا إلى الجزائر. بعد إعلان كهذا لا يحق للباب العالي ادعاء أي حق للتدخل في خلافاتنا مع تلك الولايات. فقد نفض يديه من المسألة ولن يستطيع أحد أن يعارض حق فرنسا في التحرك ضد تلك الحكومات على النحو الذي تراه مناسيًا. على أننا لن نندهش إذا قامت إنجلترا بمساع جديدة لدى السلطان لحمله على استخدام تأثيره على الداي في الحال» ودون مشاركة من جانبناء لحمل زعيم القراصنة هذا على أن يقدم للملك الإرضاء الكافي. ولكنكما تستطيعا أن تؤكدا 346 لمحمد علي أن أي مسعى من هذا النوع لن يفضي إلى أية نتيجة» فقد حزم جلالته أمره على رفض أي تصالح مع أعداء كهؤلاء. لقد مضى وقت التسوية وينبغي أن يكون انتصاف فرنسا مدويًا بعد أن طال تأجيلها له» ولو كان الوالي يعي مصلحته الحقيقية فلن يخشى أبدًا أن نعمدء بعد مساندته لخطط فرنسا الكريمة بكل حماس» إلى فصل قضيتنا عن قضيته فننهي وحدنا الحرب التي سنبدؤها مع الداي. تعرفان جيذا أننا ننتظر بفارغ الصبر نتيجة مفاوضاتكماء فلتسرعا بالفراغ منهاء ولتبلغا بعد ذلك سفير جلالة الملك في القسطنطينية والأميرال دي رينيي بالنتيجة» ولكن دون الدخول» بالضرورة؛ في تفاصيل الاتفاقية التي قد توقعانها. 2 - 228 © ,آ[ عاملاوظ بعنالو نا أامم ععمةلمممدع ه00 .م 301 -١‏ من ميمو وأودير إلى باغوص ملخص: - تغيير خطة الحكومة الفرنسية لمعاقبة الولايات - فرنسا ستتحرك وحدها بشكل مباشر ضد الجزائر - أسباب هذا التغيير: الترتيبات الأخرى لا تزال قائمة - المساعدة التي ستقدمها فرنسا لمحمد علي لغزو طرابلس وتونس - مكاسب الباشا من تلك الغزوة - المكانة التي سيكلفها له تحالفه مع فرنسا. الإسكندرية؛ ١8‏ قبراير 1١87٠١‏ يتشرف الموقعان أدناه بإيلاغ مسيو باغوص بأن ظروفا جديدة فرضت إدخال تعديل على العرض الأول الذي كَلَفا بمفاتحة جناب محمد علي باشا قيه ياسم جلالة ملك فرنسا. اعتبارات خطيرة أجبرت حكومة جلالة الملك على أن يتخذ في الحال تدابير شديدة وحاسمة تجاه ولاية الجزائرء واستبدال الترتيب المعروض في السابق بترتيب جديد ولكنه كفيل أيضنًا بالاستجابة لرؤى الباشا ومتطلبات وضع فرنسا في آن معًا. وذاك أن إرسال طاهر باشا إلى الجزائر» وفوق كل شيءء المعلومات الجديدة التي وصلت حكومة الملك من القسطنطينية والمتعلقة بالعقبات المنتظر أن تواجهها الحملة المقررة أمام الجزائرء وهي عقبات زاد من حدتها وضاعفها طول الفترة التي استغرقتها المفاوضات بسبب البعد المكاني» قذ فرضت على جلالة لعلف اضوورة ألا يوكل مهمة الثأر من ولاية الجزائر إلا إلى جيوشه هو. هذه المعلومات يُخشى معهاء وبحق»: من أن يصيب الشلل الوسيلة الرئيسية التي اعتمد عليها الباشا في نجاح العمليةء أي علاقاته في مناطق ولاية الجزائر وأن يهب السكان المسلمون لمقاومة الجيش المصري بإيعاز سيئ الطوية من الباب العالي. 5348 وسينتج عن ذلك أن يجد جيش الحملة نفسه مجبرًا على ضرب حصار محكم يتطلب تموضع أعداد كبيرة من المدفعية الثقيلة ووسائل أخرى لن يستطيع جنابه أن يوفرها سريعا. إن سوء نية الباب العالي المعروفة والتي تستثيرها دائمًا الغيرة من قوة محمد عليء وهئ ا ا ات الجارية. وكذلك تلميحات سموه هناك حول هذا الموضوعء سوف تدفع كلها الباب العالي لاستخدام كل الوسائل التي يتيحها له ما بقي له من سلطان في تلك الولايات وسلاح التعصب. لم تسمح تلك الاعتبارات لحكومة جلالة الملك بالإبطاء أكثر من ذلك في اتخاذ تدابير سريعة التأثير مؤكدته تمليها عليها كرامتها. وبالتالي» فقد تقرر نقل جيش فرنسي على الفور إلى سواحل ولاية الجزائر. صدرت الأوامر وسوف يتم القيام بالعمليات العسكرية بأكبر سرعة ممكنة. سوف تصل قواتنا التي تجمعت في طولون إلى الساحل الأفريقي في الأيام الأولى من شهر مايو وعما قريب سوف يعلم القراصنة الذين تجاسروا على إهانة فرنسا أن تحدي قوة جيوشنا يستحيل أن يمر بغير عقاب. على أن هذا القرار لم يقض على إجمالي الترتيب الذي أرادت الحكومة الفرنسية تنفيذه مع محمد علي باشا؛ إذ إن إخضاع الجزائر لم يكن الهدف الوحيد من الحملة المزمعة. فدون أسباب أخرى ودوافع أقوى لم تكن فرنسا لتضع أبدًا الثأر لكرامتها في أيد أجنبية. فقد كان لفرنسا هدف سياسي أسمى وأعمء إذ أرادت. بالتنسيق مع أمير جلب لشعبه مكاسب الحضارةء أن تخلصن: أووويا فق سوط القرصنة بتدمير معاقلها المشينة على الساحل الأفريقي. كذلك أرادت أن ترى سلطان هذا الأمير يمتد على تلك الأصقاع ويكتسب به قاعدة أكثر اتساعًا ودواما. وأخيراء رمت فرنسا من وراء ذلك إلى تكوين أواصر أكثر وثاقة بينها وبين مصر من أجل الرخاء المتبادل للبلدين. فرنسا ومحمد علي باشا يملكان كل وسائل تحقيق هذا المشروع الكبير. 349 إن ولايتي طرابلس وتونسء بقربهما من مصر وضعف وسائلهما الدفاعية» والعلاقات التي استطاع محمد علي باشا تكوينها فيهماء سوف تكونان لقمة سائغة له. وسموه أقدر من يستطيع تحديد أفضل الوسائل الواجب استخدامها لإخضاعهما سريعا؛ وأيّا كان اختياره وأيّا كان سبيل التحرك برا أو بحرا أو فيهما معاء فإن حكومة جلالة الملك على استعداد تام للمساعدة في نجاح تلك الحملة بكل الوسائل المتوفرة لها. في هذا الصدد تم منح الموقعين أدناه سلطة عرض قرض قيمته عشرة ملايين فرنك على محمد علي باشا. ومن أجل تيسير قيام الحملة المصرية وتسريعها سوف تضع حكومة جلالة الملك تحت تصرف جنابه في يوم توقيع الاتفاقية المزمع إبرامها مبلغ ؛ مليون فرنك؛ يتبعه دفع ثمانية ملايين أخرى عند انطلاق القوات. آجال تسديد هذا القرض تحددت بالقواعد التي تم بالفعل الاتفاق عليها. بعيذًا عن هذا المبلغ» فإن حكومة جلالة الملك مستعدة لمنح قائد الحملة سلطة طلب قيام عدد كاف من السفن الفرنسية بمحاصرة طرابلس أو حتى مهاجمتها بحرا لو قرر مهاجمتها بنفسه برا ورأى حاجة لذلك. أما وقد أصبح تنفيذ المشروع أكثر سهولة فإن عدد القوات التي سيستخدمها سموه سيصبح أقل بكثير بطبيعة الحال» ولكن حكومة جلالة الملك ترغبء مع ذلك» ألا يقل أبذا عن 7١‏ ألف رجلء ولو كانت القوات المتوفرة لدى محمد علي باشا تسمح له بزيادة هذا العدد فإن فرنسا لن تنظر إلى ذلك إلا بعين الرضا وسوف تشكر له الترتيبات التي سيتخذها في هذا الصدد. كذلك سوف يرى جلالة الملك في تكليف إبراهيم باشا بقيادة الحملة ضمانا مهما لنجاحها. 330 بالنسبة لانطلاق الحملة يعي الواليء بلا شكء أن الحكومة الفرنسية لن تجد في الاتفاقية المقترحة فائدة يجنيها الطرفان من تزامن العمليات إلا إذا انطلقت على الفور. لا حاجة للموقعين أدناه للتأكيد هنا على المجد والفائدة اللذين سيجنيهما الباشا من تنفيذ مشروع هائل يتم تسييره وإدارته في تنسيق حقيقي مع جلالة ملك فرنسا. وسيجني جنابه الثمار نفسها دون أن يتعرض للمخاطر ذاتها التي كان سيتعرض لها لو تحرك وخذه متحملاً المخاطر والخسائر وحده لغزو للولايات الثلاث معاء وليس له من سند سوى قواته فضلاً عن استهداف معارضة الباب العالي له. فعلى العكس من ذلك ستصبح طرابلس وتونس» وفق فق الترتيب الجديد» فتحًا يسيرا أمامه؛ تزداد بهما قوته بشكل كبير كبير. وعلى ذلك فسوف يشعر محمد علي باشا أن تحالقا يكنب ضوقة زميتية رليجابية عل :هذا الذي سيتعاقد مع فرنسا عليه سوف يُكسب وجوده وابنه طابعًا جديدًا تماماء لا يتسع المقام هنا لسرد كل نتائجه. تعتقد حكومة جلالة الملك أن سموه سيرى أن الموقف الأكثر حكمة» في ضوء ما آلت الأمور إليه بعد موقف الباب العالي وذيوع أخبار هذه المفاوضات في أوروباء إنما يتمثل في الاتحاد صراحة مع فرنسا وحلفائها. لقد أعربت روسيا وبروسيا بشكل رسمي عن مباركتهما لمشروع الحملة على الولايات» ويسر حكومة جلالة الملك أن تؤكد لسموه أنها لن تتأخر في تلقي آيات المباركة التامة مباشرة من عاهلي هاتين الدولتين. وقد أبدت الموافقة نفسها دول أوروبية أخرى تم إطلاعها على الخطط المشتركة» ويستطيع محمد علي باشا أن يطمئن إلى أنه سرعان ما سيحصل على صوت أوروبا بأسرها. ينتهز الموقعان أدناه هذه الفرصة للتعبير لياغوص باشا عن أسمى أآيات الاحترام. ١ 240 4‏ ,[ عام لاعط ,ع1 1أه0م ععتهل«مجمدعء1م0ن) .م 351 5 - من لا نجسدورف إلى بولينياك ملخص: - وصول لانجسدورف إلى الإسكندرية - لم يتم إبرام الاتفاقية مع الوالي بعد. الإسكندرية » 9؟ فبراير 1819٠‏ يسرني أن أبلغ معاليكم نجاح رحلتي التي انطلقت من طولون في ” منه كما علمتم من الرسالة التلغرافية التي أرسلتها إليكم في اليوم نفسه. وصلت إلى الإسكندرية في ؟١‏ منه فكان الوقت لا يزال متاحا لتحقيق رغبات معاليكم دون اضطرار إلى مراجعة ترتيبات كان لها أن تتنتهي لولا هذه السرعة في التحرك. غادرت لا كوميت 0050806 نآ طولون قبلي بستة أيام ولكنها لم تصل إلا بعدنا بيومين. سوف تبقى السفينة الملكية ديليجانت 511186016 التي حملتني إلى هنا راسية في الإسكندرية لتعود بعد نحو شهر من مغادرة مسيو أودير إلى فرنساء بحيث تكون معاليكم على اطلاع متتال بالمعلومات الدقيقة المتعلقة بما يجري هناء حسب رغبتكم. استقبلني مسيو ميمو هنا بالحفاوة المعهودة للفرنسيين المقيمين الآن في مصر. اضطلع مسيو أودير بجمع المعلومات التي طلبتها معاليكم حول قوات الوالي» وليس أقدر منه على ذلك بما له من معرفة بهذا البلد تمكنه من توثيق هذا الموضوع على نحو مُرض. سوف أستفيد من فترة إقامتي بمصر لأتفقد مختلف المنشآت التي أقامها الباشا حتى أستطيعء إن دعت الحاجة»ء أن أقدم لمعاليكم تقريرًا 2 1 .1 عاملاعظ ,عنا11أ0م عع0 1102م مدع :00 .ظاءم 352 55 - من ميمو إلى بولينياك ملخص: - وصول مسيو لانجسدورف في الوقت المناسب - توافق تام مع أودير - الاحتياطات التي اتخذها الباشا لتحاشي استثارة حساسية الباب العالي - رسالة من دروفيتي تطلع الباشا على مقترحات فرنسا - أفكار الوالي حول تلك المقترحات - يُرسل إبراهيم باشا إلى الإسكندرية بتفويض تام للتفاوض حولها - تعليمات جديدة يحملها مسيو لانجدسدورف - سرعة إطلاع إيراهيم باشا عليها - تسليم مذكرة ومشروع الاتفاقية - ميمو وأودير يأملان في وصول المفاوضات إلى نتيجة سارة. 1١81١ فبراير‎ 7١7 الإسكندرية»‎ السرعة التي شملتم بها إرسال رسائلكم المؤرخة أول هذا الشهر ومغادرة حاملها مسيو لانجسدورف جعلتني أشعر أنكم ستَّسْرُون بإيلاغكم أن الهدف من رحلته قد تحقق وأن رحلة سعيدة وريحا مواتية أوصلتاه في الوقت المناسب حتى يطلعنا على قرارات حكومة جلالة الملك التي استجدت منذ بدء التفاوض على المشروع القديم. حسن الطالع هذا حطني وبسيد أودير نأمل أن يتوج القدر جهودنا وعملنا المشتركين بالنجاح. وقد سعدت عندما علمت من رسالة معاليكم التي أعلنت عودة مسيو أوديرء برضاكم ع التوافق التام الذي ساد بيني وبينه إيان مفاوضاتنا الأولى» وأن ما شهدت له به في كل رسائلي حول هذا الموضوعء من مواهب وتفان وكفاءة» كان لها بعض المساهمة في قراركم بعودته إلى مصر. ولتسمحوا لي أن أتقدم لكم بشكري على ذلك مؤكذا لكم بكل صدق أنيء وبسعادة تفوق مشقة 333 الواجب» سأحرص على الحفاظ على هذا الوفاق الذي لم يغب لحظة ولن يقصر أبذا عن جمعنا معاء بأوثق الروابط» على تنفيذ المهمة المشرفة التي تعطفتم بتكليفنا بها معًا. ولي في ذلك ضمان من إخلاصي في خدمة جلالة الملك ومن المشاعر الخاصة التي أكنها لشريك أسعد بأن أرى فيه الصديق. الباشا الذي أتشرف برؤيته كل يوم - كما تعلم سموكم من رسائلي المختلفة التي بعثت بها من القاهرة - كان قد أخبرني بتوقعه عودة مسيو أودير من طولون إلى الإسكندرية قبل تلقي الرسالة التي حملت نبأ عودته بعدة أيام. وكان ذلك عندما علم من مراسله في القسطنطينية ومن مراسلي أن وزراء الباب العالي لاحظوا وجود اتصالات بين رجاله والسفارة» والتي لم يكن لها من غاية سوى تبادل الرسائل» إذ حزرء بكل سهولة» أن مسيو جوردون سيلمح إلى أنها اتصالات مشبوهة. في الفترة التي توسطت النبأين/) كتب إلى وزيره الموجود في الإسكندرية» وأوصاني أيضنا أن أكتب إلى نائب القنصلء» لإخباره بأنه سينزعج كثيرًا لو قدم مسيو أودير إلى القاهرة» وأنه يرغب أن يُدعى للبقاء في الإسكندرية لينتظر مقدم إبراهيم باشا إليه فيهاء وكذلك مقدمي إذ أرادني أن أعود إليها في الوقت نفسهء وذلك رغم أن الأمور التي دعتني إلى السفر إلى القاهرة لا تزال معلقة» فيما عدا البقاء على مقربة منه. في اليوم التالي تلقينا خبر وصول مسيو أوفتري وقد عل البريه تكفية إلى اقيم باثا .رهالة مغن دروفيتي الذي طايه فيها على المقترحات الجديدة» أي حملة الجيش المصري على الولايات الثلاث, وقرض العشرين مليولل فرنك التي ستدفع على ثلاث مراحل؛. وعرض مبلغ 8 ملايين فرنك للشراء الفوري لأربع بوارج قوة «٠١‏ مدفعا أو بنائهاء إلخ... دخل محمد علي مباشرة في الموضوع وبدأ في مناقشة المشروع الجديد بحماسه وتدفقه (أ) توقع محمد علي عودة أودير ووصول رسالة تعلن قرب وصوله. (المترجم) 354 المعهودين» ولكني لم أشعره بأني لم أعلم بالشروط إلا منه في تلك اللحظة. ومر مرور الكرام على تقسيم أقساط القرضء ولكنه ركز على تَبَرُّمه من تحويل البوارج الأربع إلى مبلغ من المال وما يسببه ذلك من اضطراب في وسائل تنفيذ الحملة. وبما أنه كان مؤهلاً - بعد أحاديثي الأخيرة عن الاستحالة التي أتوقع أن تقابل بها حكومة جلالة الملك مسألة التنازل له في التو عن أربع بوارج حديثة الطراز كاملة التسليح وجاهزة للإبحار - لم يتبرم الرجل من شيء سوى من أنه لم يستطع أن يُقهمنا أن حاجته لم تكن للمال ولكن للوسائل التي تكفل لهء منذ هذه اللحظة»ء اتباع مسلك من يهاب جانبه. وفي المساء اتخذ الباشا قرارًا حاسما بإرسال إبراهيم باشا في التو إلى الإسكندرية ليتولى مهمة الاستماع إلى الاقتراحات الجديدة. وربما حمل الباشا على ذلك أنفته - اعتزاز! في غير محله بكرامته - من أن يتنازل بنفسه عن شروط كان قد عرضها في البداية بوصفها أمرًا لا مندوحة عنه؛ أو ريما - وهو ما يبدو لي أمرًا مشكوكا فيه - أراد مراعاة خاطر الباب.العالي في وضعه الواهن الحالي» أو ربما - وهو ما تدفعني الكثير من الظروف إلى ترجيحه - لأنه كان محاطًا في القاهرة برجال ووكلاء لا يدرون شيئًا عن شؤونه السياسية فلم يرد أن يصرح بشيء أمام عمال له غير مؤهلين؛ كما لم يرد أيضًا أن يستدعي إلى القاهرة وزيره وترجمانه بأعواق: وجدد لي دعوته بالعودة في الوقت نفسه؛. فسارعت بوعده بذلك. لفت انتباه الوالي إلى أن الوقت بدأ يدهمنا وإلى أن الإسراع بتنفيذ العملية له الأهمية القصوى لدى الحكومةء وأن المراسلات بين الإسكندرية والقاهرة التي تحمل أوامر جنابه ورغباته ستستهلك وقتا قد يؤدي فقده إلى الإضرار بنجاح المشروع. ولكن سموه أجابني دون تردد وبحسم بأن “ لإبراهيم باشا مطلق السلطة في القيام يما يشاءء وأن تلك الحملة أحد شؤونه» ولو قال إبراهيم باشا نعم لمطالب فرنسا سيقول محمد علي أيضا نعم". تلك هي كلماته بالحرف الواحد. 355 ونظرًا لأن خطورة تلك النقطة في ظل الظروف الحالية لا تسمح بالعودة إليها مجدذاء فقد رجوته غير مرة في إطار أحاديثنا الودية أن يبدي صراحةٌ ما منحه إبراهيم باشا من سلطات» وخلصت منه بهذا الجواب: "ها أنت» سعادة القنصل؛ تكرر علي الطلب نفسه مرة بعد مرةء لقد قلت لك إن إبراهيم مثلي وعلى قدري نفسه؛ ألا تعلم أن إبراهيم هو ابني المفضل لدي؟ سوف يبرم اتفاقيتك ويوقعها وعندما أرى اسمه سوف أوقعها أنا أيضا." بعد ثلاثة أيام كنت في الإسكندرية و كان إيراهيم باشاء الذي سار أسرع مني» قد وصلها قبلي بنصف يوم. أخبرني مسيو أودير أنه» ومنذ بضعة أيامء اجتمع بمسيو باغوص وبالأميرلاي عثمان بك وأطلعهما على التعديلات التي طرأت على المشروع الأول واستبدال البوارج الأربع بثمانية ملايين فرنك؛ وأنه شعر بأنهما لم يندهشا لذلك كما لو كانا يتوقعانه» وهو ما استنتجنا معه أنهما لم يجدا إبراهيم باشا نفسه أقل استعدادًا لقبول ذلك. كناء أنا ومسيو أودير نطالع رسالتي معاليكم المؤرختين 5 و/ ينايرء بعناية شديدة حرصنا على الاستيعاب الكامل؛ وكذلك مشروع الاتفاقية الذي جاء نتيجة لفحواهماء عندما دخل علينا مسيو لانجسدورف - الذي وصل لتوه على متن السفينة الملكية ديليجانت - وسلمنا رسائل "١‏ يناير وأول فبراير التي عدلت الخطة الأولى» وكذلك مشروع الاتفاقية المعدلة. بدأنا على الفور العمل على أسس جديدة» وتركنا مسيو أودير ليذهب لمقابلة مسيو باغوص وعثمان بك لإطلاعهما على ما طرأ. وقد قابل في المساء نفسه إبراهيم باشا. وسأترك له العناية بإطلاع معاليكم على ما جرى في تلك المقابلة» إذ لا أقدر منه على إبداء العناية والموهبة في ذلك. ولمّا أبدوا الرغبة في الحصول على تفاصيل المقترحات الجديدة» فقد عكفناء منذ صبيحة اليوم التالي» على كتابة مذكرة تعرض المقترحات بوضوح وفي أفضل صورة ممكنة. ولم يكن لنا من سبيل أفضلء في ذلكء. من الاستمساك؛. قدر الإمكان» بما حملته تعليماتنا ورسائلنا؛ وهو ما حرصنا عليه. مرتبين الأفكار على النحو الذي يضمن لها أفضل تأثيرء وأرسل لمعاليكم طيه نسخة منها.!؟") 356 كذلك طلبت منا نسخة من مشروع الاتفاق» فسلمناها إلى مسيو باغوص. ربما تلاحظون؛: سيديء أننا تعمدنا المرور مر الكرام على بعثة طاهر باشاء ولم نزد على مجرد ذكر اسمه: رغم أن رسالتك المؤرخة أول هذا الشهر أشارت إلى أن تلك البعثة أحد بواعث تعديل المشروع. وذاك أن إبراهيم باشا كان قد قال إن هذا الظهور المزمع لطاهر باشا أمام الجزائر ليس سوى حجة وخديعة؛ فلو كنا أصررنا للقيت» أنا بالذات» ملامة محقة لتناقضي مع نفسي؛ إذ كنت قد سلمت محمد عليء قبلها بأيام في القاهرة» رسالة من الجنرال جيومينو مؤرخة ‏ ينايرء كنت قد تلقيت لتوي نسخة منها مع السفينة الملكية بالينور عمسام:1ه5: جاء فيها أن 'طاهر باشا وصل من شوملاء وأن الباب العالي قد تراجع عن مشروع ابتعاثه إلى الولاية» وأنه يعلن أن لا شيء مشتركا بينه وبين الجزائر." كان اجتماعي هذا مع الباشا موضوع رسالتي المؤرخة أول هذا الشهر. كانت هناك صعوبة كبرى في الدخول في الموضوع وإقحام مشروع جديد - هو في حقيقته عملية جديدة تمامًا تحت مسمى التعديلات - على المفاوضات المحتدمة حول المشروع الأول. وقد أكدنا في المذكرة على الضرورة التي فرضتها على فرنسا الظروف الجديدة والوقت الذي ضاع بسبب التباعد المكاني» والتي أجبرتها على اللجوء لجيوشها فقط للثأر لإهانتها. لم نستطع في ملخص كهذا لا يشتمل على تفاصيل كثيرة» إلا أن نقتصر على ذكر المميزات العديدة والمجد الذي سيوفره للباشاوين تعاونهما في مشروع يتحركان فيه بالتنسيق مع ملك فرنسا. وسوف تتوفر فرصة أكبر لطرح المزيد من التفاصيل خلال المناقشات الودية مع الوزيرين. نعتقد أنا ومسيو أودير أننا قد حصلنا على تأكيد لموافقة الباشا ومستشاريه على المشروع وفق ما أوحى به مسار الحديث مع مسيو باغوص وعثمان بك؛ وما تشي به الاستعدادات التي نرى إبراهيم باشا يتخذها والإشارات التي توحي بوجود اقتناح. لدينا أسباب قوية تجعلنا نعتقد أن كرم أخلاق إبراهيم باشا وكياسته اعتملا بداخله فلم يرد أن يتخذ قرارًا قبل الرجوع لوالده؛ الذي أرسلّت إليه ترجمة مذكرتنا ومشروع الاتفاقية, وبعد تلقي ردهء المتوقع وصوله بين لحظة وأخرى, سوف تدم دعوتنا لاجتماع رسمي سنحضره معا كما أمرتم معاليكم. في هذا الاجتماع سوف نعبر في عبارات فضفاضة لا تُلزم بشيء» عن أن جلالة الملك بعد غزو جيوشه للجزائر سيصير له قرار تملكها كلها أو جزء منهاء وفق مصالحه ورغباته. سوف نلتزم أشد الالتزام بتعليماتكم. وبالنسبة لي» سيديء فإني ممتن بإكرامكم لي في تلك المفاوضاتء» وسوف أبذل قصارى جهدي لأكون أهلا للثقة الجديدة التي شرفتموني بهاء مضاعفا من التفاني والإخلاص في خدمة جلالة الملك. حاشية: التدبير الذي أخبرت معاليكم به في رسالتي المؤرخة أول هذا الشهر تم بالفعل؛ إذ يعمل طاتقما السفينتين الجزائريتين الآن في الترسانة. 8 - 263 غ ,آ عاملاع8 ,عناو أ أامم ععمقلمممدع مم .ظا.م 358 5 - من أودير إلى بولينياك ملخص: - تعليمات جديدة حملها مسيو لانجسدورف - اجتماع أودير مع إبراهيم باشا - امتعاض الباشا عندما علم بتولي فرنسا وحدها مسؤولية معاقبة الجزائر - كتابة مذكرة لمسيو باغوص - الإبلاغ بمشروع الاتفاقية - إبراهيم باشا يجتمع مع مستشاريه ويقرر الرجوع لمحمد علي - الأسباب التي تحمل أودير على الاعتقاد بنجاح المفاوضات - جهوده لتعجيل دخول القوات المصرية الحرب. الإسكندرية. 7؟ فبراير 1١81٠١‏ شرفت بإرسال رسالة من نسختين لكم في ١١‏ من هذا الشهر حملتهما سفينتان تجاريتان فرنسيتان» لإطلاع معاليكم على نتيجة مساعي الأولى. وصل إبراهيم باشا في ١6‏ من هذا الشهرء وكان لي في الاستعدادات التي أبداها وكل ما جرى بيني وبين مسيو باغوص وعثمان بك حتى وصوله » براهين جديدة على قرب الانتهاء من الاتفاقية وفقا للرؤية الأولى لحكومة جلالة الملك. لم يتحدث معي الأميرلاي سوى في المعارك والأعمال العسكرية. عاد مسيو ميمو من القاهرة في 7و١‏ منه» في نفس اليوم الذي دخلت فيه السفينة الملكية ديليجانت الميناء»ء حاملة على متنها مسيو لانجيسدورف الذي حمل لنا أمر معاليكم بتعليق المفاوضات الأولى» وكذلك تعليمات لاستكمال المفاوضات على أ دمهة سس جديدة. 359 ولما لم أقم بزيارة مسيو باغوص في الوقت المعتاد لاجتماعاتنا اليومية» فقد رجاني أن أمر عليه في العاشرة مساء. وعندما أتيته سألني إن كان هناك جديد ليبلغ به إبراهيم باشاء فأطلعته باختصار عن فحوى التعليمات الجديدة» مؤكذا له استعدادناء أنا ومسيو ميموء أن نقدم له مذكرة في اليوم التالي» 216 تحتوي على كل المقترحات الجديدة التي كلفنا بعرضها على الوالي. الو«تستطع شتليم التككرة :قن" التوء النضدة لأنيات ارج عن اإزادتي: فاستدعاني إبراهيم باشا لمقابلته في السادسة مساءً في الترسانة حيث كان بانتظاري. وجدته هناك بعيذا وسط ورش البناء» وعندما دخلنا في الموضوع أعلمته برحيل طاهر باشا إلى الجزائر مع كل التحفظات التي يمكن أن تثيرها لدينا في هذا الصدد الشكوك القائمة على الرسائل الأخيرة التي وصلت من الكونت جيومينو. حسب إبراهيم باشا التواريخ أمامي ليثبت لي استحالة التنفيذء ثم ابتسم ابتسامة المرتاب موحيًا لي بأن تلك حجة وذريعة لدفعنا لتغيير ترتيباتنا. واستشعرت أيضنا أن حزن إبراهيم باشا لكونه لم يعد مكلفا بغزو الجزائر كان وراء مسحة الكدر العابرة التي ظهرت على محياه» واستنتجت بطبيعة الحال أنه مكلف من والده بإبرام الاتفاق على الأسس الأولى. على أية حالء فقد قلت له إن تلك ربما تكون معلومة خاطئة ولكن المعلومة المؤكدة أن قرارًا قد اتخذ على أساسها وأننا لا نشك للحظة في أن الوالي سيشترك معنا فى تشروغ أضبحى آيسر: عليه ولم تقل فائئته: وقد أسنهيت ف ذلك :ما سمع بة المقام من إسهاب. ْ لم يتأخر إبراهيم باشا في الإقرار بصحة تأكيداتي المتعلقة بالسهولة الكبيرة والمميزات الجمة التي يحملها الترتيب الجديد المعروض على الباشاء بيد أنه عبر غير مرة في نبرة أسف عن ريبته في طاهر باشا الذي يعلم» بلا شك» من رسائل مر عليها ١‏ يوماء أنه لا يزال في القسطنطينية. 300 تركت الوزير واعذا إياه بأن نرسل في اليوم التالي المذكرة التي كنا قد وعدنا بها في اليوم السابق. وحرصنا مني على تحاشي أي تأخير جديد عكفنا على كتابتها وذهبت بنفسي لتسليمها إلى مسيو باغوص الذي طالعتها معه مرتين للتأكد من دقة استيعابه لمختلف النقاط الأساسية وجعله على وعي تام بروح الترتيب الجديد. وتركت الوزير في مزاج رائع وقد قاربه الحماس لما سمع للتو. وقد أرقت سيكة دن التذكرة ورسالة معديو مودو رسوف تلتعظلر 5 تعاليكة 'للنا عوهنا الأسباب التي دفعت حكومة جلالة الملك لاتخاذ القرارات الجديدة في عبارات عامة وفضفاضة نوعًا ما. وقد ارتأينا أيضاء بعد المعلومات التي وردت من سفير جلالة الملك ونتيجة لاجتماعي مع إبراهيم باشاء أن نمر مر الكرام على مسألة وصول طاهر إلى الجزائر. وقد أكمل ما نقص في المذكرة مشروغ الاتفاق الذي اقترحت ا د التالي» وكذلك محادثاتي مع مسيو باغوص وعثمان بك. وقد شجعني ترحيب إبراهيم باشا بمفاتحاتي الأولى على أن أسلمه؛ دون إبطاءء مشروع الاتفاقية. وتم تسليم تلك الوثيقة صباح يوم .7١‏ وفي مساء اليوم نفسه كانت قد تمت ترجمة الوثيقتين ثيقتين وعقد اجتماع دام خمس ساعات بين إبراهيم باشا والوزيرين. وفي مساء 7١‏ منه اجتمعوا مرة أخرى للتباحث حول الموضوع نفسه. كانت لهجة مسيو باغوصء الذي أراه كل ليلة؛ مؤيدة تمامّاء وفي ذلك 0 مقياس للتعرف على النتيجة النهائية» لأن هذا الوزير بالتحفظ اللازم لمنصبه واللازب لطبيعته هو آخر من يمكن أن تشتم منه رائحة الثقة إن لم يكن منها متمكنا. على أنه لم يِيْت صراحة برأيء ولم يجبنا عن طلبنا يومي 7١‏ و77 بالاجتماع رسميًا مع إبراهيم باشا إلا بأن هذا الوزير لا يزال يريد إنضاج فكرة مشروع الحملة الجديد والتباحث بشأنه مع وزرائه. - بدأت أشك في أن إبراهيم باشا قد بعث نسخة من الوثيقتين المترجمتين إلى والدهء إما لعدم رغبته في استخدام السلطات غير المحدودة التي أكد لي مسيو ميمو أن والده قد منحها له قبل مغادرته القاهرة من باب احترام مقامهء وإما لأنه ظن أن تلك السلطات غير كافية لإبرام اتفاقية على أسس جديدة لم يطلع عليها الباشا بعد فلم يرد أن يبدي موافقة حتى لا يحنث يما وعد الباشا به قنصل جلالة الملك. 361 والواقع أن مسيو باغوص الذي استطلعت رأيه اليوم أيضنا حول هذا الموضوع باح لي في النهاية بأن الرد يُنتظر أن يصل غذاء 75. هذا هو وضع المفاوضات اليوم. من السابق لأوانه؛ بالطبعء التعويل على نجاح تام الآن» ولكننا نستطيع؛ رغم ذلك أن نرى بعض أمارات الأمل دون أن نكون مغالين في ذلكء فاستقبال إبراهيم باشا لاقتراحاتي الجديدة الشفوية» والتعجل الذي أبداه في تلقيهاء والانطباع الذي وجدته لدى مسيو باغوص عند قراءة الوثائق المتعلقة بالموضوع. ولهجته هو والقائد العام» والحركة التي يشهدها الميناء لإعادة تموين الأسطول الذي عاد بعد ثلاثة أشهر في عرض البحر ودخل مرحلة الاستعداد لحملة جديدة» والاستعدادات التي بدئ فيها في الثكنات والمعسكرات» والاهتمام البالغ الذي يبديه إبراهيم باشا بكل ما له صلة بتنظيم القوات النظامية وتجهيزهاء وما أسر لنا به مترجم الوثيقتين» على تحفظه - وهو رائد أركان حرب ممن يثق بهم عثمان بك وتربطني به علاقات صداقة تعود إلى أيام القسطنطينية - وأخيراء كل الأجواء المحيطة بنا التي نستشعرها ويعجز القلم عن وصفهاء كل ذلك يبدو لي باعدًا على التفاؤل. ولتطمئن معاليكم إلى أني لن أدخر وسيلة لتعجيل اتخاذ القرارء فكل فكري وحركاتي وسكناتي» صباح مساءء لا هدف لها إلا تحقيق تلك الغاية. وإن أعوزتني الحاجة إلى دافع جديد فسأجده في المشاركة المباشرة لفرنسا في المشروع. وقد أملى علي الترتيب الجديد واجبًا جديدًا من الناحية العسكرية» يتمثل في إعمال وسائلي المتواضعة من أجل نجاح المفاوضات التي أوكل إلي جانب منهاء من جهة» ومن جهة أخرى الحصول على كل ما من شأنه تيسير المهمة الجديدة والمشرفة التي وضعت على عائق جيوش الملك. ومن بين تلك الأمور التي رأيت أن علي التوفر عليها ما ذكرته في الرسالة السرية المرفقة التي كتبتها لمعاليكم. وأعتقد أيضنا أن تزامن تحرك قوات الحملة الفرنسية والقوات المصرية ليس هو ما يجب أن نهدف إليه فقط. وأن عملية تضليل ضخمة ستكون على أهمية قصوى لذلك فكل جهودي وأحاديثي تميل إلى الدفع من أجل انطلاق الباشا في وقت مبكر عنا حتى تنشغل القبائل العربية في نقاط أخرى؛: في طرابلس وتونس» بالتوجه» تلقائيّاء إلى المواقع المهددة أو التي هوجمتء وبذلك يسقط جانب من العقبات التي سيواجهها الجيش الفرتسي عند إبراره وأثناء تحركاته الأولى للاستيلاء على الموقع» إلخ. من المعلومء بطبيعة الحال» أن نجاح بداية العمليات سيتوقف عليه إخضاع الجزائرء خاصة لو تذكرنا الأهمية النسبية لصعوبات تنفيذ هذا المشروع؛ وكذلك للفترة القصيرة من السئة التي يمكن التحرك فيها. وقد أطلعت مسيو ميمو على ما أشعر به وأراه في هذا الصددء فأبدى اقتناعه بتلك الأفكار وسوف يتابع مساعي عندما أغادر الإسكندرية. من حسن الطالع أن السفينة الملكية لا كوميت ع11:007286 التي لم تصل إلا بعد وصول لا ديليجانت بيوم لم تعثر علي في عرض البحر. فقد أُرسلت تلك السفينة بحدًا عني لتسليمي رسالة تلغرافية من وزير البحرية تأمرني “بالعودة إلى طولون انتظار! لتلقي أوامر جديدة."*") كنا سنفقد ثلاثين يومًا على الأقل من المفاوضات لو استطاعت تلك السفينة أن تنجز مهمتها. قررنا إرسال لا كوميت إلى طولون لتحمل إلى معاليكم نبأ أن الاتفاقية الأولى لم يكن قد تم توقيعها عندما وصل مسيو لانجسدورفء الملحق بالسفارة» والذي أعلمنا بأنكم تنتظرون هذا النبأ بفارغ الصبر. لم يكن لي يد في انطلاق لاكوميت قبل خمسة أيام. بمجرد أن نبرم الاتفاق لن أضيع لحظة للصعود إلى متن الإكليبس لأحمل الأنباء إلى طولون» حسب رغبة معاليكم؛ وسأكون حينها حاملاً المعلومات التي أتوفر على استكمالها والتي قد يكون من المفيد أن أوصلها لكم بنفسي. 303 أود أن أعبر لكمء سيديء عن امتناني لتحميلكم مسيو لانجسدورف التعليمات الصادرة لنا. وقد أضاف هذا المبعوث معلومات على أهمية خاصة بالنسبة لما تبقى من المفاوضات. ورغم أني لم أكن أعلم أنه سيحضرء فقد أسعدني كثيرة وصوله. إذ إن درايته بتوجهات حكومة جلالة الملك نطقت بها نصائحه القيمة في أكثر من مناسبة مهمة. وهناك أيضنًا أمور أخرى كثيرا لا أستطيع الإفصاح عنهاء وربما لو أفصح عنها غيري لكان أكثر مدعاة للثقة» ولا أستطيع سوى أن أثني على استقامة روحه وعلو نفسه حتى أني لا أخفي عنه شيئًا من مساعيّ ولا من مراسلاتي مع معاليكم» اللهم إلا الرسائل الرسمية والسرية التي أعدها مع سفير جلالة الملك» لإطلاعه على سير مفاوضاتنا. اتفقنا على بقاء مسيو لانجسدورف في مصر حتى انطلاق جيش الباشا ليحمل هذا النبأ إلى طولون. سوف يطلعكم مسيو ميمو على التوجهات التي ترك محمد علي عليها عند مغادرته القاهرة» وكذلك على أمور مختلفة لا ترتبط مباشرة بالمفاوضات التي كلفنا بها معاء ولكنها تدخل في نطاق الأعمال القنصلية. 4 - 269 2 ,1 عاملاقظ ,عداو ]اهم عع 1020م ه00 .م 304 4 من أودير إلى بولينياك ملخص: - استلام الخرائط والمخططات والمذكرة من الكولونيل بوتان - قرب إرسال معلومات حول جيش الباشا وأسطوله - التدابير التي اتخذها أودير بهدف تيسير نجاح الحملة الفرنسية - الحصول على بحارة للأسطول وأدلاء للجيش - مفاتحة مصطفى قبطان: أميرال من البربرء في مساعدته للعمليات الفرنسية ضد الجزائر. الإسكندريةء "7 فبراير 1819٠‏ تسلمنا أنا ومسيو ميمو من مسيو لانجسدورف رسالة معاليكم المؤرخة "١‏ ينايرء وكذلك خرائط الساحل الأفريقي ومخططات طرابلس وتونس المرفقة» أولاها لمعلوماتنا الخاصة وأخراها سوف يتم تسليمها للوالي بعد توقيع الاتفاقية. وقد عكفت» حسب تعليمات معاليكم: على نسخ الثانية ليتسنى لنا إعادة المخططات الأصلية لأرشيفات وزارة الخارجية. سوف أمسكء. حسب توصيات معاليكم» عن إفشاء مذكرة الكولونيل بوتان التي أفادتني كثيراء وآمل أن أضيف إليها معلومات جديدة حول التغيرات التي طرأت أو حدثت منذ وقت كتابتها وحول بعض النقاط التي لم يتناولها كاتبها. عند عودتي إلى فرنسا سوف أتشرف بأن أضع بين يدي معاليكم المعلومات المطلوبة في المذكرة حول قوة جيش الباشا النظامي وتوزيعه؛. وكذلك حول الوضع الحالي لأسطوله. لو تأخر وصولي لأي سبب غير متوقع سوف أرسل نتيجة هذا العمل في أول فرصة ممكنة. خلال ثمانية أيام على الأكثر سوف تكون بحوزتي العناصر الكفيلة بإتمام هذا العمل والتي بدأت في جمعها قبل أن تأمر معاليكم بذلك. 3065 مذ علمت بالقرار الحاسم الذي اتخذته حكومة جلالة الملك فيما يتعلق بولاية الجزائر جاش بداخلي» بوصفي رجلا عسكريّاء شعور» لا أشك أن معاليكم ترونه طبيعيّاء رغم الصعوبات التي أكدتها درايتي المتواضعة بتلك البقاع» فوجدت أن من . واجبي الإفصاح عنه كاملاً. فقد كان لزامًا عليَ» مذ علمت بقرار الحكومة - ودون توقف عند الصعوبات التي فرض بعضها الترتيب الجديد - أن أفكر في كل ما من شأنه أن يضمن النجاح السريع والسهل لجيوش جلالة الملك؛ فكان أول ما طرأ على ذهني أن أستفيد من وجودي في مصر ومن معرفتي ببعض رجال هذا البلد للقيام ببعض الاتصالات التي جعلتها وسائل تأثيري هنا أقرب منالاً. هناك ضرورة قصوى لتوفير ملاحين لسفننا وأدلاء لجيشنا البري. وكانت أمامي سبل ثلاثة للحصول عليهم. أولها استخدام بعض البحارة اليونانيين من إيدرا وسبيزيا ممن أبحروا في السفن التي جايت سواحل البربرء وثانيها الاستعانة بمحمد الغربي المنفي من تونس لإدخاله صناعة الطرابيش إلى مصر مما حرم بلاده من مواردها الصناعية الرئيسية. وقد أصبح هذا التونسي من الشخصيات المهمة هناء ويحظى بصداقة الباشا الذي يغدق عليه من كرمه - من أجل مشروعاته المستقبلية بالطبع. وهو رئيس المحكمة التجارية ومدير مصانع الطرابيش؛ فضلاً عن أنه أضحى كبير البربر المقيمين في مصر. وكان التوجه إليه للاستعانة ببعض أتباعه هو السبيل الثاني المطروح أماميء والذي ربما كنت قد لجأت إليه لو كان الباشا موجودا هناء ولكن غيابه عن الإسكندرية يستلزم مراسلات وانتظارًا أردت تحاشيهما. وبدا لي السبيل الثالث أسهل وأكثر مباشرة كما أنه يفي تمامًا باحتياجاتنا. فخلال البعثة الثانية التي أرسلني فيها الجنرال جيومينو إلى مصرء كونت علاقات مع مصطفى قبطان: أميرال وقائد السفينتين الجزائريتين اللتين تراقبهما سفن جلالة الملك هنا منذ ثلاث سنوات. 366 هذا الرجل المنتمي إلى البربر ولد في القسطنطينية» وهو طيب المعشرء حسن الخلق» ويتمتع هنا بالتقدير والصداقة من كل من عرفه من فرنسيين أو أجانب» بل إن جنود بحريتنا أنفسهم دائمًا ما يمتدحونه بإجماع قلما يحدث. وبعد أن وازنت بين سلبيات وإيجابيات تلك الوسيلة رأيت التوجه مباشرة إلى الأميرال بدلاً من توفير مكاسب غير مباشرة لبعض أتباعه الذين لن يقدموا الضمانات نفسها. تحسست مدى استجابته عن طريق شخص أثق فيه ويحظى بثقة الرجل التامة منذ وقت طويل. استقبل مصطفى قبطان تلك المفاتحة الأولى» التي تمت أول أمس» استقبالا حسناء فاجتمعت معه سرًا صباح أمسء دون مترجمء؛ وجددت اقتراحي» وكررت على مسامعه أن حملة هائلة ستنطلق من فرنسا إلى الجزائر وأن ليس أمام الجزائر أية فرصة في النجاح؛ وأن الكرامة لا تعني البقاء في منزل أوشك على الانهيار» وأضفت كل حجة وتشبيه شرقي من هذا القبيل من شأنه أن يؤثر في الأميرال المسلم. ونصحته بأن يلحق بركبنا لينقذ أسرته وممتلكاته التي ستضمن له فرنسا حمايتها. ولكن الرعب تملكه خشية خيانة قومه» وبالتالي تقتيل أسرته في الجزائر. ولكنه عرض أن يقدم لي رجلا يثق فيه يستطيع أن يخدمنا مثله تمامّاء بيد أني تمسكت بعرضي الأول لأن مصطفى قبطان له اعتباره في الجزائر ويستطيع بما له من أنصار هناك أن يقدم لنا من الخدمات ما لا يستطيعه أي رجل آخر قد أقرر أن يلتحق بنا. مصطفى هذا هو الذي اقترح مؤخرا الذهاب إلى الجزائر لتسوية خلافاتنا مع الداي» وهو ما اقترحه الباشا على القنصلء ولكن رفض إصدار تصريح مرور له. وهو يعرف قومه خير المعرفة ويعرف مختلف الوسائل الكفيلة بتوفير تسهيلات لجيشنا عند تحريكها في الداخل. باختصار اعتقدت أن إقناعه بالالتحاق بنا ذو فائدة بيّنة. لم يرد علي بالإيجاب بعدء ولكننا اتفقنا أن يرسل في الحال ابنه إلى الجزائرء عن طريق تونسء ليخرج أهله منها إذ يبدو أنه يحبهم حبًا جمًا. العقبة الوحيدة التي يعارضني بها تتمثل في المخاطر التي قد يتعرضون لها. تركت للأميرال يومين ليفكر في اقتراحيء وسوف نلتقي غذاء ولم أفقد الأمل بعد في استصحابه معي إلى طولون. وإني أدين له بفضل كبير جزاء المعلومات 3607 الغزيرة التي حصلت عليها منه» وهي معلومات إحصائية» وجغرافية»؛ وعسكرية تحمس لتقديمها لي» وهي جديرة بإيلائه ثقتي؛ إذ إن معظمها يصب في مذكرة الكولونيل بوتان. على أن هناك نقطة جوهرية يختلف فيها الكولونيل مع مصطفى. فمسيو بوتان يرى وجوب التراجع في شهر يوليو لنقص الماءء بينما يؤكد مصطفىء على العكس من ذلك» وجود وفرة منه؛ إذ إن نهر وادي المجردة عميق المياه طوال العام وافرهاء ولكن من المناسب توفير وسائل لنقل مائه لمسافات معينة عند النقاط التي ستتفرق إليها فرق الجيش. وقد أعددت مجموعة من الأسئلة ليجيبني عنها الأميرال الجزائري غذا. الوسيلة الأولى التي ذكرتها آنفا يمكن استخدامها أيضناء وستكون مناسبة للتأكد من ولاء البحارة اليونانيين. سوف أكتب في ذلك؛ على أية حال؛ إلى الكونت دي رينيي. وسوف يقوم هذا الأميرال» كما أتوقع؛ بما يراه مناسبًا. 8 - 275 1 ,آ عاأملاوظ ,عناو اهم ععمهلسممدعهون .8م 3068 1 من جيومينو إلى الوزير ملخص: - إعفاء برتو أفندي من منصبه - حميد بك يخلفه - رأي كاتب السر في بعثة طاهر باشا - موقف مسيو جوردون والقائم بالأعمال النمساوي القسطنطينيةء >١5‏ فبراير ١87١‏ تم إعفاء الريس أفندي برتو في ١5‏ منه وحل حميد بكء كتخدا بكء الذي لم يصل من أدرنة ويتسلم منصبه في الباب العالي إلا منذ أيام قلائل. وقد قال كاتب السر لأحد مترجميّ إن إعفاء برتو أفندي لم يأت عن فقدان لحظوته بل كان وراءه وضعه الصحي وأعراضه. أما عامة الناس فتميل» بوجه عامء إلى الاعتقاد بأن استبعاده نجم عن شكوى الروس منه لعدم ثقتهم فيه. حميد بك ليس ممن يشيد لهم بالكفاءة العالية» ولكن يُقال إنه غير متعصب ويسهل التواصل معه. وقد شغل منصب الريس أفندي سنة ١875١‏ في الفترة التي ترك فيها البارون دي ستروجونو 508080 القسطنطينية. ومنذ تقلده منصبه لم تسنح لي الفرصة إلا لتبادل بعض أيات الاحترام والتحية المعتادة معه. وقد كان في ذلك سبب آخر لتأخير إرسال بريدي؛ إذ كان علي أن أطبق تعليماتكم الأخيرة على الوزير الجديد. كل ما استطعت القيام به حتى الآن هو إبلاغ السرايء» بشكل غير رسميء» بفحوى تلك التعليمات. لذاء فهم يعرفون الآن؛: على سبيل المثال» رأي جلالة الملك في بعثة طاهر باشا. وقد قال لي كاتب السر قبل أن يطلع على ملخص التعليمات الصادرة إليّ والذي كان قد طلبه مني: 'ينبغي أن يسافر طاهر باشاء لقد اندهش عظمة السلطان لما علم أنه لم يسافر بعد. يتحتم أن يسافر". من حينها لم تصلني أخبار جديدة. 309 اجتمع بي القائم بالأعمال النمساوي ومسيو جوردون لمناقشة مسألة الجزائر ومشروع حملة محمد علي على ولايات البرير. سوف أطلعكم بالتفصيل على ما حدث في اجتماعي معيما لاحقا. ولكني أكتفي هنا بأن أذكر أنهما قد عرضاء في الوقت الحاضرء مساندتي في الضغط من أجل سفر طاهر باشا إلى الجزائر فقط. وقد أدهشهما ردي الذي اتسق مع ما ذكرتم لي عن شعور جلالة الملك. 0 1 ,260 ع1ناوانا 1" ,عناو11امم 6001 آم 2310 7 - تعليمات جيومينو إلى ترجمانه الأول ؟ مارس ١8١‏ عندما تباحثت مع الباب العالي» منذ ثلاثة شهورء في مشروع يهدف إلى إعادة ولايات البربر إلى السلطة المباشرة لعظمة السلطان؛ فيوفر بذلك ضمانات فعالة لأوروبا ضد قرصنة تلك الولايات وتجاوزاتهاء اكتفى الباب العالي» بدلاً من التمسك بالمكاسب التي سيضمنها له تنفيذ هذا المشروع.؛ باقتراح إرسال طاهر باشا للجزائر لمحاولة تسوية خلافاتنا الخاصة مع حسن بكء بل واشترط لإرساله إلى هناك أن ينضم إليه مندوب من قبّلي. وأجبته بأني ليس لدي تعليمات متعلقة بمسألة الجزائر وأني لم أتطرق إليها في حديثي مع برتو أفندي إلا لإفهام الباب العالي أنه لو رفض اقتراحات فرنسا على ما فيها من مكاسبء فإن تلك الخطة نفسها المتعلقة بإخضاع ولايات البربر يمكن تنفيذها بوسائل أوروبية بحتة» وأن خلافنا مع الجزائر لن يكون حينها سوى فرصة لتنفيذ المشروع ووسيلة مضمونة. وأضفت أن للباب العالي أن يحدد ما ينبغي عليه القيام به» ومن هذه الزاوية فإن مسألة الجزائر تخصه هو تماما. أما بالنسبة لناء فقد حزمنا أمرناء باللجوء إلى القوة» إذا رُفضت مقترحاتناء واستخدام كل ما من شأنه إخضاع البربر لنظام جديد يكفي أوروبا عودة قرصنتهم وتجاوزات تبجحهم المشين. في تلك الفترة نفسها وبعد إبداء تلك الملاحظات كان لا يزال برتو أفندي متمسكا بفكرة إرسال طاهر باشا إلى الجزائرء ولكنه لم يعد يشترط أن ألحق به أحدا من عنديء فأعلمني بأن سفر طاهر باشا وشيك. أبلغت بلاطي بذلك: وستجد مرفقا بهذه الرسالة نسخة من الرد الذي تلقيته. أرجو منك أن توصل هذا الردء الذي يقر ويؤكد ما قلته للباب العالي» إلى الريس أفندي. يقر إمبراطور فرنسا لعظمة السلطان بحسن نواياه ولكنه مصر على أن 371 القوة وحدها هي التي تستطيع اليوم القصاص من عجرفة داي الجزائر ومن الولايتين الأخريين» وأن مجد عظمته ومصالحه يقتضيان تنفيذ الخطة التي عرضتها على الباب العالي منذ ثلاثة شهور بالاستعانة بالموارد التي تعرضها مصر عليه. وقد قرر جلالة الإمبراطورء لو رفضت نصائحه مرة أخرىء ألا يعول سوى على نجاعة قوته فيستخدمها بنفسه أو يجعلها في عون أي مشروع من هذا النحو يرمي لتحقيق الغاية نفسها. على أن الإمبراطور لا يعتقد أن الباب العالي» برفضه اتخاذ موقف من خطوة مثل هذه؛ إنما أراد أن يضع أمامها العقبات؛ إذ إن في ذلك تناقضا صريحًا مع مصالح الدولة العثمانية» سوف تنظر إليه فرنسا بوصفه معارضة تأسف لها ولن يرى الإمبراطور معها نفسه إلا مجبرًا على التمسك بخططه واستخدام كل ما أوتي من سلطان لضمان النصر. 7 - 106 260.1 عألا10نا1 ,عنان أ أأمم عع7م000مدعمه© .8.م 8 - من جيومينو إلى بولينياك ملخص: - مسعى الترجمان الأول لدى الريس أفندي - الريس أفندي يطلب من جيومينو تسهيل مهمة طاهر باشا - مسعى القائم بالأعمال النمساوي ومسيو جوردون لدى جيومينو - الموقف الحازم لجيومينو - عدم التيقن من مشروعات الباب العالي - إيضاحات حول رسالة 4 ديسمبر - إطلاعى مسيى ريبوبيير ع1 أمناوء 1215 على رسالة. القسطنطينية» ه مارس لم١‏ كتبت لكم في 3١1‏ فبراير ما قاله كاتب السر إلى مسيو جوبير حول استمرار نية السلطان في إرسال طاهر باشا إلى الجزائر. وقد أرسلت بعدها ترجماني الأول إلى الباب العالي حاملاً التعليمات المرسل لمك وجو وراب مجالي ور لب ا رقم 77). تم تسليم الوثيقتين إلى الريس أفندي. ولكن» على الرغم من قرارنا الرسمي الذي أعلناه بعدم اللجوء سوى لاستخدام القوة وعدم التعويل إلا عليهاء فلا يزال الريس أفندي مستمسكا بفكرة إرسال طاهر باشا. صحيحٌ أنه لم يعد مصرًا على مرافقة مندوب من لذني طاهر باشاء ولكنه أرادني أن أعده بتعليق أي تدابير عدائية من جانبنا. وأخيراء تنازل عن هذا المطلب الغريب؛ وطلب مني بالأمس أن أعطي طاهر باشاء على الأقل رسالة إلى قائد قواتنا البحرية المحاصرة للجزائر. أنتوي أن أرد عليه غذا بأن الأمر لو كان يتعلق فقط بتسهيل دخول ضابط أجنبي في مهمة ما خاصة بالباب العالي إلى الجزائرء فسأفعل مرحباء ولكن طالما أني لا أعرف شيئًا عن طبيعة وهدف هذه البعثة فلا أستطيع الالتزام بأكثر من ذلك. 313 منذ ذلك الحين ليس لدي أخبار مياشرة من مصرء ولم أتلق شيئًا منذ عودة مسيو أودير إلى الإسكندرية. ذكرت لكم فيما قبل أن القائم بالأعمال النمساوي ومسيو جوردون أتياني عارضين مساعدتي لدى الباب العالي للتعجيل بإرسال طاهر باشا إلى الجزائر. وقد بدت عليهما الدهشة عندما أجبتهما بأني فضلا عن عدم طلب تلك البعثة» فقد رفضت العروض المتكررة التي قدمها لي الباب العالي في هذا الصددء وعندما أضفت أن جلالة الملك قد اتخذ قراره بألا يثق إلا في استخدام القوة» بدت على مسيو دوتينفيل 401671615 أمارات الصدمة» وأشار إلى أنه ليس لديه تعليمات من فيينا سوى فيما يتعلق بطاهر باشا. أما مسيو جوردون فقد ذهب لأبعد من ذلك إذ أبدى اسيتاءً من اتخاذ فرنسا قرارنا كهذا دون أن تستشير الأنظمة الملكية الأخرى فيه» وتحدث عن المخاطر التي قد تنجم عنه بالنسبة للسلام في أوروبا. باختصارء كانت لهجته لهجة المعارضة الشديدة. أعدنّه إلى أصل المسألة وأجبته بأن الأمر عندما يتعلق بكرامة الملك» فإن جلالته ليس عليه أن يستشير أحد وأنه لا يدين بشيء لحلفائه» ربما سوى بإطلاعهم على قراره. وعارضت مسيو جوردون بما فعله بلاطه في أكثر من مناسبة» وسألته عما إذا كان بلاطه يريد أن يخون نفسه فيدعم القراصنة الذين يهين مجرد وجودهم أوروبا. على ذلك افترقنا. لا أستطيع أن أتنبأ حتى الآن بما يمكن أن يفعله الباب العالي لو قام محمد علي باشا بمهاجمة الولايات دون موافقة السلطان. على أني أميل إلى الاعتقاد بأن الباب العالي لو ترك لحاله سيتحاشى اتخاذ موقف صريح ضده. ولكن لو دفعه الإنجليز فربما يسعى لاستعراض قوة قد يزعجهء وسيكون أخطره لو قرر إرسال قوات بحرية إلى الإسكندرية بعد مغادرة قوات الباشا البحرية وحملته لمصر. ولنا أن نتذكر هنا ما نجم عن ظهور قبطان باشا سنة 1875 عندما كان محمد علي نفسه يطارد كوشران 00011806 من ناحية قبرص. 3/4 يتعين علي أن أصحح ما فهمتموه من أحد مواضع رسالتي المؤرخة 4 ديسمبر. قلت فيها إن الريس أفندي برتو "أطال اللغو في مشروع إخضاع الولايات على يد والي مصرء ولم يُبد بعض الوضوح سوى في العبارة التالية: 'يعلم السفير جيدًا حالة ونظام الدولة وعلاقات الحكومة مع الولايات البعيدة عن المركز بحيث سيتفهم أننا هنا بصدد واحد من تلك المشاريع التي لا يستطيع الباب العالي أن يقرها صراحة" لم يَعن بهذا أن الباب العالي لا يستطيع إقرار مشروع باشا مصر صراحة أنه" وتسن للضم حتى ركان راف أراد الريس أفندي أن يفهمني أن محمد علي عظيم القوة لدرجة أن الباب العالي لا يرغب في مشروع من شأن نجاحه أن يزيد من قوة هذا الوزير. أطلعت مسيو دي ريبوبيير على النشرة التي وردت مرفقة برسالتكم المؤرخة ١5‏ يناير. لم يتلق حتى الآن من بلاطه أية تعليمات بهذا الصدد. بيد أنه تلقى» من مراسلاته مع مصرء بعض إشارات عامة حول مشروع الباشا المزمع؛ وذلك قبل عودته إلى القسطنطينية. تعود تلك المعلومات إلى الفترة التي جرت فيها المباحثات الأولى لمسيو أودير ومسيو ميمو مع محمد علي» ولنا أن نستنكج أن المعلومات نفسها تم إيلاغها لمسيو جوردون. على أننا نعتقدء أنه لم يرها كافية لتخويله التحدث مع الباب العالي ضد المقترحات التي أبلغت الريس أفندي بها في ديسمبر . 102-05 2 ,260 ع1نان؟نا1 رعداو1 01م ععم شل همدع هره0) .ظا.م 315 8 -- تعليمات جيومينو إلى ترجمانه الأول * مارس “ام ١‏ أرجو أن تبلغ الريس أفندي بالملاحظات التالية: أطلعت الباب العالي على رأي ملكنا في مشروع إرسال طاهر باشا إلى الجزائرء وحتى أجعله على بينة أكبر بمشاعر الإمبراطور في هذا الصددء أطلعته أيضًا على الرسالة التي تلقيتها من بلاطي. ولكن الباب العالي لا يزال» على ما يبدوء مصرًا على فكرة ابتعاث طاهر باشا وقد طلب منك سعادة الريس أفندي أن تسألني إن كنت أوافق على تسليم هذا المبعوث رسالة موجية إلى قائد قواتنا البحرية الراسية أمام الجزائر. لو كان على طاهر باشا السفر إلى هناك؛ فلا مانع لدي من أكتب الرسالة حتى يفتح له أسطول الحصار ممر! آمنا ويقدم له كل آيات الاحترام الواجبة» ولكني لن أزيد على ذلك؛ وان أغطى"قاند ه13 الانتطول ليه موحرهات متلقة بالمنهمة المكلقت' نيا اهن جاقناة يعلم الباب العالي صراحتي. وبعد الإيضاحات التي قدمتها سيتفهم أني اليوم أقل قدرة على اتخاذ أي موقف تجاه مشروع ابتعاث طاهر باشا إلى الجزائر؛ مع تزايد احتمالات استشعار تأثير التدابير التي حزم بلاطي قراره على اتخاذهاء والتي شيء من شأنه أن يدع الباب العالي يضع ثقته في وسيلة أعلمته برفض إمبراطور فرنسا لهاء إذ تروم كرامته المهانة تحركا أكثر صرامة. بإمكانك سيدي أن تترك للريس أفندي نسخة من هذه التعليمات. 0 - 109 ] ,260 عأل10ناة ,عراو 1 لمم ععمة لمعنه .8م 36 ٠٠١‏ -من جيوميئو إلى بولينياك ملخص: - سعي الترجمان الأول مجددًا لدى الريس أفندي- حميد بك يبلغ السفير بأن الباب العالي اتخذ قرارًا لا رجعة فيه بسفر طاهر باشا. القسطنطينية, لا مارس ١/8٠١‏ ذهب مسيو ديجرانج 86 بالأمس لمقابلة الريس أفندي والتحدث معه في مسألة الجزائرء حاملاً التعليمات المرسل طيه نسخة منها. وبعد نقاش طويل كلف حميد بك الترجمان أن يبلغني بأن طاهر باشا سيسافر بكل تأكيد» وأن ذلك هو قرار الباب العالي» وأن الرأي الذي كنت قد أبلغت به كان ينبغي أن أنظر إليه رجاني الريس أفندي أن أبلغ حكومة جلالة الملك بذلك في الحال. بالنسبة للرسالة التي كان قد طلبها أول أمس ليسلمها طاهر باشا إلى قائد أسطول الحصارء فقد جدد طلبها ولكن فقط بهدف توفير ممر آمن لهذا المبعوث لدخول الجزائر. وقد علمت من حميد بك أيضا أن طاهر باشا سيسافر قريبًا جدّاء ولكني أجهل نوعية التعليمات التي سيتلقاها أو السلطات التي ستمنح له. إيضاحات الريس أفندي الأخيرة في هذا الصدد كانت غير ذات معنى وغامضة. 111 260,2 عأنان 11 ,عنا10 01م ع10222ممدع ه00 .18.م 377 ١‏ - من جيومينو إلى بولينياك ملخص: - مخاوف السراي من طموح محمد علي. القسطنطينية» 9 مارس 1١81٠٠١‏ ....علمت اليوم أن هناك انشغالاً كبيرًا في السراي بمسألة الجزائر. حملة فرنسية بحتة للجزائر تثير قلقًا أقل من علاقاتنا مع باشا مصر والدعم الذي يمكن أن نقدمه لخططه الطموحة. يقولون هنا إن محمد علي يطالب بلواء دمشق منذ عدة سنوات. فلو استولى على الولايات الثلاث سيسهل عليه أكثر أن ينجز الهدف الأول لطموحه» وحينها سيكون بوسعه أن يعلن نفسه خليفة. إن خضوع شبه الجزيرة وأراضي البربر له يمنحه فرصة لا يوفرها الاستيلاء على دمشق وحدها. أنا أعرض عليكم هنا مظاهر هذا القلق كما ترد إلي. ولكني أعتقد أن هناك احتمالاً كبيرا أن السلطان يوحى إليه بذلك؛ إذ لا أعلم إن كان من الممكن فعلاً أن تكون لمحمد علي هذه الخطة الضخمة التي ينسبونها إليه. أما بالنسبة لإمكانية تنفيذ تلك الخطة فيبدو لي أن نجاحها لا يعتمد على موارد الباشا ولا حتى على الدعم الذي سيتلقاه منا بقدر ما يعتمد على جهل حكومة عظمة السلطان وقلة كفاعتها.... 2 6 ,260 عأنالكنا1 ,عناو1)أ1اه0م ععمةلسمم دع ده .ظا.م 318 "ا - من ميمو إلى بولينياك ملخص: - اجتماع مع إبراهيم باشا - محمد علي يرفض التحالف مع فرنسا لتنفيذ عملية مشتركة - منطق الباشا - أسباب قوته وثقته - محمد علي بطل وأمل الإسلام- حجج طرحها ميمو وأودير لدحض مقاومة الياشا للمشروع المشترك. الإسكندرية» " مارس ١8٠9١‏ أطلعتكم في رسالتي المؤرخة 7 فبراير على النقطة التي وصننا إليهاء أنا ومسيو أوديرء في المفاوضات التي تعطقتم بتكليفنا بها. وقد أطلعناكم فيها على مدى سعادتنا بوصول مسيو لانجسدورف حاملاً المشروع الثاني قبل أن يوضع المشروع الأول على المائدة» اللهم إلا في شكل مباحثات تمهيدية ليس إلا. وقد أوضحت في نهاية تلك الرسالة ما رأيناه أنا وزميلي؛ء من أن إبراهيم باشا ومستشاريه ليست لديهم معارضة للمقترحات الجديدة. بالنسبة لي شخصيًا فقد سعدت كثير! بهذا القرار الأخير لحكومة جلالة الملك الذي يترك لفرنسا وحدها الثآر للإهانة التي لحقت بهاء ويُشرك محمد علي في مشروع نبيل مجيدٍ يجني منه كل الثمار تقريبًا دون الخسائر وبتكلفة قليلة. كان ذلك اقتناعًا سارًا بدا لنا أنه سيسهل ويوفق كل شيء. كانت قناعتي أن رجاحة عقل الباشا ستجعله يرى سريعا أفضلية المشروع الجديد على القديم الذي وضع له شروطا لا يمكن قبولها. وقد جعلتني هذه القناعة آمل في أن يذلل شرف التعامل مع فرنسا وآفاق مستقبل مشرق كل العقبات التي قد يفرضها كبرياء في غير محله. كانت تلك مشاعري عندما استدعانا إبراهيم باشا يوم 5 فبراير لإطلاعنا على رسالة من والده حول موضوع المذكرة التي كنا قد سلمناها قبل بضعة أيام» والتي أرفقت نسخة منها برسالتي 3279 المؤرخة 75 فبراير. قرأ علينا إبراهيم باشا الرسالة بنفسه وكان عثمان بك والوزير باغوص يقومان بترجمة كل عبارة مباشرة» في شيء من الصعوبة وقلة الوضوح. طلبنا أن نتسلم ترجمة لها في اليوم التالي. مرسل لمعاليكم نسخة منها("). وقد أبلغني مسيو أودير أنه يريد أن يضيف بعض الملاحظات_لتلك الرسالة» وسوف يفعل ويرفقها برسالته. الفكرة الرئيسية التي أود أن أوضحهاء والتي يبدو لي أنها تضم في طياتها كل الأفكار الأخرىء تتمثل في أن الباشاء على الأقل في هذه الرسالة الواضحة» معتبرًا المشروع الجديد غير قائم في الأصلء يتمسك بما كان قد اقترحه في السابق مسيو دروفيتي» باسم الباشاء على حكومة جلالة الملك» وبما كان موضوع مراسلاته مع الحكومة وموضوع مهمة مسيو أودير إلى مصر. وهو ما يعنيء بعبارة أخرىء أن محمد علي لا يرى أن باستطاعته التعامل إلا على أساس المقترحات الأولى التي تمثلت في توليه القيام بحملة وحده وبقواته هو فقطء وبمساعدة مالية من فرنساء على ولايات البربر الثلاث. لقد أعرب عن أنه مما لا يتفق مع سياسته ولا مع مصالحه أو أمنه أن يدخل في تحالف مع قوة مسيحية للقيام بعملية مشتركة. هو في ذلك منطقي ولم يتغير موقفه أبدا. فعلى هذا الأساس وذاك الترتيب وضع تصوره للحملة وتحدث عنها دائمًا. وقد قال إن لديه رغبة شديدة» بدافع العرفان لفرنسا والتعلق بهاء في أن يخدمها بكل ما أوتي من قوة عن طريق القيام بحملة على الولايات الثلاث» طرابلس وتونس والجزائرء ولكنه اشترط أن تكون حملة مسلمة بحتة. وقد سخر لها أكبر وسائله. في ضوء هذه الرؤية جاء أحد بنود المذكرة المضادة؛ التي تم تسليمها إبان طرح المقترحات الأولى في شهر نوفمبرء والتي ذكرت أن إبراهيم باشا عندما يصل إلى تونس لو رأى ضرورة لابتعاد الأسطول الفرنسي الراسي أمام الجزائر فسيبلغ الأميرال بذلك. وهذاء في النهاية؛ هو ما كان يعنيه محمد عليء وما أراه اليوم بوضوح., عندما قال لي أثناء حديث لنا 3030 حول شؤون الجزائر - كما ذكرت في رسالتي المؤرخة ٠١‏ أغسطس - من أننا 'لن ننجح في مشروعنا على الجزائرء بالذات لأننا فرنسيونء إلا بإبرار 4٠‏ ألف رجلء وأنه وحده قادرٌ» بفضل وضعه وما يملكه من وسائل مختلفة» على النجاح لو لم تَغْل يداه'. إن ثقَة ثقة محمد علي هذه في نفسه ويقينه من نجاح سهل في مشروع ضخم بوسائل محدودة وبجيش كان محقا في وصفه بأنه لا يزال يفتقر للتنظيم والقيادات: قد يبدو ملغزًا للقاصيء بيد أنه ليس كذلك بالمرة للداني الذي استطاع أن يراه عن قرب ويسمعه وهو منطلق في حديث ويفهمه. وهو محط تقدير وإعجاب المسلمين ويقول إنه يلقى التأييد والدعاء من جميع أرجاء الدولة العثمانية بارتفاع مجده وازدهار جيوشه. فليس هناك. حسبما يؤكدء من هو أكثر استعدادًا منه ولا أوفر علاقات مع أولئك الخاضعين لنير الدايات الظالم المحزن. خلال الأيام القليلة التي كان ينسق فيها المشروع والتي أصدر فيها الأمر بقيام حملة الشام ثم الأمر بالتراجع عنها (رسائل ٠١‏ و7١‏ 0 قوات حملته بأنه واثق عند ظهوره هناك بوصول عددها إلى 2٠‏ ألف رجل. إن محمد علي يفخر برفع راية الإسلام ا 0 ويحب أن يُنظر إليه بوصفه بطل المسلمين وأملهم. هذا هو أحد الاعتبارات التي تفسر كيف أن هذا الوزيرء الذي يعد بإخضاع الولايات الثلاث بجيوشه فقط وفي وقت قصيرء لا يرى لهذا الجيش - الذي يتحرك في عملية مشتركة معنا - قوامًا سوى ما يساوي ثلاث فرق فرنسية. أيّا كانت الدوافغ الحقيقية الثن نلك روسالة محمد طليء فقد احتيزناهاء آنا ومسي أردين» .ذا نهائيّاء وفي اليوم الذي تلقينا فيه ترجمتها ذهبنا لزيارة إبراهيم باشا الذي تطول لياليه كثيراء لحلول رمضان. وقد حرصنا على دحضها بكل الوسائل التي وفرتها تعليماتناء وإعادة المسألة للوضع الذي أزاحتها عنه الرسالة. ولجأنا في ذلك: وعلى مدى ساعتينء لاستعراض كل النقاط» والدوافع الحاسمة» والاعتبارات؛ والنتائج. 301 كان من المهم أن نقوض الأساس الذي قامت عليه رسالة الباشا من أن الحملة لا تتسق مع رؤاه لأنها وقد أصبحت مشتركة ققدت طابعها الإسلامي المحض. وقد أفضنا في إثبات خطأ هذا المنطق» واعتقدنا أننا قد أثيتنا أن حملة محمد عليء فيما يتعلق بولايتي طرابلس وتونسء إسلامية محضة تمامًا كما لو كانت ستشمل الولايات الثلاث؛ لأنه يستطيع أن يتحرك وحده وباسمه هو فقطء وألا يستخدم سوى ما يملك من وسائل؛ ويرفض بمحض إرادته المساعدات التي عرضتها حكومة جلالة الملك عليه لمساعدته في إنجاح الحملة عن طريق البحر. وقلنا إن المشروع. بالنسبة لمحمد عليء باق على حاله السابق» وله نفس الطابع» ويسمح له؛ بمخاطر وتكاليف أقلء» أن يحرز النتائج نفسهاء مع الاختلاف الوحيد الذي طرأ الآن والذي قلص حجم المشروع بالنسبة له؛ وهو ما كان ينبغي أن يرضيه» نظرًا! لوضع جيشه الآن» والذي اعترف به هو نفسه» ودون أن يقل العرفان والمجد اللذان ينتظرهما من وراءه. تناولنا من جديد مختلف الاعتبارات - التي طرحناها في مذكرتنا المؤرخة 3 منهء وكذلك في محادثاتنا التي تلتها - وكذلك مميزات تزامن الحملتين المصرية والفرنسية» والأهمية التي لم تقل للتعجيل بالتحركء وكونه شرطا ضروريًا لتلقي المساعدات المالية؛ ثم لخصنا هذا الحوار الطويلء أو بالأحرى هذا الإنصات الطويل باهتمام وتدبر من جانب إبراهيم باشاء موضحين» على سبيل المعارضة؛ أن في موقف الباشا قلة اعتناء لا تليق بفرنسا التي تحركت لدى الدول المسيحية الأخرى لصالح محمد علي إن هو رفض التعاون في المشروع الذي طلبه هوء من جانب؛ ومن جانب آخر الشرف الذي سيناله بالتحالف مع حكومة ملك فرنساء وزيادة مجده؛ والضمانات الراسخة لمستقبله وابنه. عكف إيراهيم باشا ما بقي من ليلته» حسبما قال لنا في اليوم التالي»؛ مع وزيريه؛ على تدوين ما جاء في اجتماعنا ليرسله بالبريد العاجل إلى والده. وطلبنا أن يكون الرد سريعًا وحاسماء وننتظره غذا. 7 - 282 5 , [ عاملزاوظ ,عداو نا امم ععمدل«مووعسم) .م 352 ؟/ا- من محمد علي إلى إبراهيم باشا ملخص: - محادثات مع دروفيتي - المفاوضات الأولى مع أودير - الأسباب التي حملت محمد علي على التحرك - تغيير الترتيب مع فرنسا - الأسباب التي حملت الباشا على التراجع عن الحلف المعروض عليه. القاهرة. 9؟ شعبان 211548 5 فبراير ١817٠١‏ وصلتني ترجمة نصي التعليمات اللذين سلمهما مسيو أودير على مرتين» واطلعت عليهما ووعيت ما جاء فيهما. عندما كان مسيو دروفيتي هنا كان يقول لي: كلما طرحت مسألة الجزائر أن "المسألة صغيرة ولكن النفقات كبيرة." وقد شجعنا على هذه الخدمة فأجبناه" الواقع أننا صغارء ولكن أمتنا هي أمة الجزائريين» والعطف الذي أظهرته الحكومة الفرنسية تجاه مصر عطف كبيرء ولن يصعب علينا أن نخدم فرنسا بالقضاء على ما يزعجها في الجزائر." عندما عاد مسيو دروفيتي إلى فرنسا تناقش الوزراء حول هذه المسائل. وعندما أطلعهم مسيو دروفيتي على فحوى مناقشاتنا أبدوا رغبة في تنفيذ فحوى تلك المناقشات. أرسلوا مسيو أودير ووعينا فحوى التعليمات التي حملهاء وأعربنا لمسيو أودير وكذلك لمسيو دروفيتي عن إخلاصنا المحبب تجاه فرنسا ورغبتنا في خدمتهاء وكتبت أنا رسالة بهذا المعنى إلى مسيو دروفيتي.(2) حسبما تقول ترجمة الوثيقتين المذكورتين؛ لم تتسق خدماتنا المعروضة مع النظام الحالي وشرف فرنسا وتم اقتراح خطة التحالف. من الواضح أن قواتنا المصرية» مقارنة بالقوات الفرنسية» لا تساوي إلا كتيبتين أو ثلاثا على الأكثرء 53053 بمعنى أن فرنسا لو أرسلت إلى الجزائر ثلاث كتائب إضافية» فلن نستطيع نحن» حلفاءهاء بكل القوات التي نملكها أن نساويها عدذا. ولكن» بسبب هذا التحالف» سوف نكون ملامين أمام حكومتنا وأمتناء وسنفقد كل السمعة والشرف اللذين حظينا بهما حتى الآن. وبناء على ذلكء فلو كانت الحكومة الفرنسية لا تزال راغبة في الحصول على خدماتنا فيما يتعلق بمسألة الجزائر فأنا على استعداد لتقديمها وفق شروطنا السابقة. لا أرمي من وراء هذه الخدمات إلى أن أزيد من رقعة سلطاني. وأعتقد أن السيد ميمو وكل الشخصيات الفرنسية التي زارت مصر تعرف أن نظري لا يمتد إلى تلك النقطةء لأنناء حتى الآن» لم نستطع أن نتم فرض الانتظام في كل الخدمات في مصرء بل ولم نكن بعد رجالاً ذوي قدرات في مختلف الإدارات. ونحن نرى ونعلم هذا الوضع كيف لنا إذن أن نرغب في توسيع دولتنا؟ لو قيل: كيف كنت تريد إذن» وقد قلت بنفسك إن قواتك لا تساوي ثلاث كتائب فرنسية» أن تستولي على ولايات البربر الثلاث؟ فسأجيب عن ذلك: منذ وصلت إلى المنصب الذي أنا فيه أنفقت كل وقتي لخدمة أمتي وحكومتي» وأرى أني قدمت الكثير من الخدمات؛ خدمات لم يقدمها الوزراء السابقون. ولو كان هناك من قدموا خدمات فإنهم لم يفعلوا اعتمادا على الولاية التي يحكمونها وحدهاء ولكن بمساعدة الأمة والحكومة أيضاء ونتيجة لتلك الخدمات أمّلت أن ألقى المساعدة من أمتي لأتمكن من خدمة فرنسا. تلك الأمال هي اللثن حدت ابي أن أعططى كلمة لمسنيو'دروفيتي» ظانا أن تلك الخدمات يمكن أن تتسق مع ترتيب الحكومة الفرنسية. ولو علمنا حقيقة الأمرء أو أطلعنا مسيو دروقيتي عليه لما كان لهذه المشاورات أن تحدثء ولما كان أيضًا اقترح عليك كتابة هذه الرسالة. 3064 ولتتكرم بإطلاع صديقيناء القنصل ومسيو أودير عليهاء طاليًا منهما أن يلتمسا من الحكومة الفرنسية أن تغفر لنا إن لم نوضح بعض التقاط بجلاء. واسألهما الدعاء لنا. 261 - 260 2 , [ عاملاقظ ,علو )01م عع 0 هدوع 00 .تام 355 - من أودير إلى بولينياك ملخص: رفض الباشا القبول بالترتيب الجديد الذي أعدته فرنسا - محمد علي متسق مع نفسه في رفض المساعدة الأجنبية - ترتيباته تجاه الأمة الإسلامية, طموحاته - ملاحظات حادة حول شدة تبدل رأي الباشا - موقف إبراهيم باشا - نوايا أودير الإسكندرية: ؟" مارس 187٠١‏ شرفت بأن أرسلت لكم في 71 فبرايرء مع سفينة الملك لا كوميت» رسالتي رقم © ورسالة سرية تحمل رقم 1" . كناء حينهاء ننتظر الرد على مقترحاتنا الأخيرة التي نقلها إبراهيم باشا لوالده. أطلعنا إبراهيم باشاءمساء 76 منه على رسالة محمد عليء التي أرفق بخطابي هذا ترجمة لهاء والتي حملت رد هذا الأمير. الرد هو الرفض الرسمي للمشاركة في الترتيب الجديد الذي يهدف إلى إخضاع جيش فرنسي للجزائر وغزو القوات المصرية لطرابلس وتونس. بعبارة الأخرى لم يعد الباشا متوققا عند الشروطه بل إنه يرفض مبدأ الخطة الجديدة» مع تجديده في الوقت نفسه عرضه بتقديم خدماته على الأسس الأولى» أي أنه مستعد لتولي المشروع لو أرادت حكومة جلالة الملك ترك الحملة بأسرها له. فتنزع بذلك» في عيون أمته. مظهر تحالفه معنا. هذه الرسالة» على إسهابهاء توضح الجذور الحقيقية للمفاوضات التي جرت مع محمد علي حول الجزائر وطبيعة تلك المفاوضات. ونجد فيها أيضًا وجهة النظر التي من خلالها عرض هذا الأمير تقديم مساعداته لناء وكذلك وسائل النجاح التي اعتقد أنه يملكهاء أي أنه لم يكن يعول على القوة المادية بقدر تعويله على علاقاته مع الشعوب التي سيخضعهاء والمكانة التي يعتقد أنه قد حازها. 356 أما بالنسبة لضرورة ألا يبدو كمن يتحرك بتنسيق معناء فإن محمد علي عندما أعرب عن تلك الرغبة بوصفها شرطا لا مندوحة عنه بالنسبة له في هذا المقام؛ كان متسقا وصادقًا تمامًا مع نفسه. فموقف الرجل في هذا الشأن لم يتبدل أبذا. وستجدون معاليكم على ذلك شواهد في تقاريري السابقة» وفي النقطة الثالثة من رد الباشا على مقترحاتنا الأولى» والتي أرفقت نسخة منها برسالة مسيو ميمو المؤرخة 8؟ نوفمبر الماضي. كذلك ذكر مسيو دروفيتي في مذكرة مؤرخة سبتمبر 8 ومرققة بتعليماتنا الأولى أن "محمد علي يفضل عدم الاستعانة بسفن الملك ولا بالقوات التي بقيت في المورة حتى الآن» وذلك حفاظا على الطابع الإسلامي للحملة". بل وتتذكرون؛ سيديء أن هذا الأمر تم تبنيه على نحو ما من جانب معاليكم» وذكرتموه في تعليماتكم المؤرخة " ينايرء البند الرابع» بوصفه أحد الاعتبارات التي من شأنها أن تحمل محمد علي على التخلي عن طلب البوارج الفرنسية. ولو أراد الباشا أن يطلعني على وجهة نظره في هذا الموضوع ويثبت لي أنه يراها أمرا حيويًا بالنسبة له فلم يكن عليه سوى أن يذكرني بما أسرٌ لي به سنة 1877. فإيان المسألة اليونائية كانت هناك تلميحات مختلفة للباشا من أجل حمله على إعلان استقلاله بالانضواء تحت لواء قوى أوروبية. وقد قال لي غير مرة بأنه لا يخشىء إن اتخذ هذا الموقف؛. غضب القسطنطينية بقدر ما يخشى نفور الأمة الإسلامية منه» وأن من ينصحه بالبحث عن سند في تحالفات مسيحية ليس إلا عدوهء وأن هذا المخرج هو الأسوأ بالنسبة له» ليس فقط لأنه سيفقده ثمرة جهود طويلة» ولكن أيضًا لأنه سيدمر مستقبله. كان من السهل علي أن أعيء منذ ذلك الوقت» أنه لم يكن يحلم أبذا باستقلال مصرء ولكن نظره كان يمتد إلى ما هو أسمى من ذلك؛ حيث كان مقتنعاء باختصارء بأن أعين كل المسلمين مركزة عليه وأنه أملهم. وأن آمال المسلمين ستدعوه إلى العرش بعد ذهاب الأسرة الحاكمة الحالية أو وقوع أحداث أخرى. 3537 وجهة نظر محمد علي هذهء والتي طفت إلى السطح عندما تلقى عرضناء تحمل عندي تفسير! كافيًا لرفضه التحالف معنا علناء والثقة التي وضعها في وسيلة فتح رآها مؤكدة النجاح. ومن ناقلة القول أن أضيف هنا أن ما أبداه من رفض إنما يقوم على حسابات ليس إلاء ولا علاقة له بمشاعره الخاصة المعروفة لنا تمامًا إلى درجة لا نستطيع معها أن نفترض تأثرها بالتعصب الشائع بين معظم أبناء دينه. ا كانت القيمة المطلقة أو النسبية للأسباب التي قال الباشا إنها وراء رفضه مقترحاتناء فقد صممناء أنا ومسيو ميموء على ألا نعتبرها ردًا نهائيًا من الياشاء خاصة وأن علامات الأسى بدت على مسيو باغوص وعثمان بك عند إبلاغي به. هذان المستشاران لا يُقرَان؛ بالتأكيد؛ الأحلام الواسعة لسيدهماء ويفضلان له فتحا سهلاً غير معارض بدلاً من رؤيته منشغلاً على الدوام منهمكا في مشروعات شديدة الخطر عليه بقدر مضرتها باستقرار مصر وازدهارها. وقد أعربا لي» صراحة» عن أسفهماء وكررا غير مرة» وبالقوة نفسهاء على مسامع إبراهيم باشا الملاحظات التي اتسمت بالحدة في بعض الأحيانء والتي أثارتها نقاط مختلفة في رسالة محمد علي التي كتبت ترجمتها بإملائهماء وتدارست معهماء في الوقت نفسه. الرؤية الحقيقية للباشا. ومع إبدائي تألمي الشديد لرفض الباشا مكاسب محققة أبديت استيائي الشديد من شدة تبدل رأيه» والذي حمله على رفض المشاركة في خطة كان هو نفسه الذي أثارها في المقام الأول بأحاديثه مع مسيو دروفتي» والتي على إثرها قامت مفاوضات أطلَّعَت عليها حكومةً جلالة الملك كل الملكيات الأخرى. وأعربت عن أن هذا الموقف غير لاتق» وسيُستشعر منه نكران الجميل بعد آيات العطف التي لم تكوقف فرنسا عن غمره بهاء فضلاً عن أنه سيثير استياء جلالة الملك بكل تأكيد. وعدني سامعايء اللذان تملكهما الاضطرابء بأن ينقلا لإبراهيم باشا كل ما قيل أمامهما بدقة تامة. 358 في المساء نفسه التقينا إبراهيم باشاء وقد أخبر مسيو ميمو معاليكم عن هذا الاجتماع/) الذي كان عاديًا إلى درجة لا أجد فيها لتكراره هنا نفمٌ يُرجى. التزم إبراهيم باشا الصمت طوال هذا الاجتماع الذي كان رسميًا. وبإمكاني أن أؤكد أنه ظل سلبيًا تجاه كل ما حدث في الأيام الأخيرة. ولكن بعد أن أخذت أحاديثنا طابع الحميمية والبوح لاحظنا أسفه لأنه لم يعد مكلفا بغزو الجزائر نظرًا لتغير ترتيب كان يتحدث عنه بابتسامة لم تستطع أن تخفي ما وراءها. وبدا على إبراهيم باشا الشعور ببعض المرارة لأننا ارتأينا أن الباشا غير قادر على غزو الجزائر مع طرابلس وتونس بوسائله المختلفة» وهو السبب الذي عزا إليه» جزئيّاء تغيير خطتنا. باختصارء فقد ثبت لنا بالدليل القاطع أن إبراهيم باشاء وعثمان بك» ومسيو باغوص لم يكونوا أقل اندهاشا وحسرة مني أنا ومسيو ميمو من رد الباشا. ننتظر بين لحظة وأخرى رد فعل الباشا على الرد الذي أرسلناه وركزنا فيه على الطابع الإسلامي المحض الذي ستتسم به الحملة على طرابلس وتونس في ظل عدم تدخل أسطولناء والذي كان تعاونه اختياريًا في كل الأحوال. وقد قررناء لو جاء رد الباشا سلبيّاء أن نسافر على الفور إلى القاهرة؛ إذ أني لا أستطيع أن أعتبر مهمتي قد انتهت قبل أن أتحدث مع محمد علي وجهًا لوجه. ولو فشلنا فسأتركه وأنا على يقين من أني لم أتوهم شيئا فيما يتعلق بالقيمة الحقيقية لأسبابه التي سأسعى لدحضها أمامه؛ كما فعلت في الإسكندرية» أَيّا كان ضعف الأرضية التي وضعنا هو عليها في المقام الأول. وسأكون على يقين أيضًا من أن كلماتي وملاحظاتي الجازمة الحاسمة قد أصابت هدقها بكل ما تحمله من قوة وصدق؛ وإن لم يكن لها أثرٌ في هذا الظرفء فعلى الأقل لن تضيع هباءً في المستقبل. 2 - 288 2 , [ عامنزوظ ,عداو تامهم ععصدلدمموعدره0 .8.م (أ) يشير هنا إلى اجتماع إبراهيم باشا بهما لتلاوة رسالة محمد علي عليهما. انظر وثيقة ”اء الفقرة الأولى. (المترجم) 369 0- من ميمو إلى بولينياك ملخص: - لقاء جديد مع إبراهيم باشا - رفض محمد عليء للمرة الثانية؛ أن يشارك في الترتيب الفرئسي - الأسباب التي طرحها لهذا الرفض - رأي ميمو في هذا الموضوع - قرار الباشا نهائي - قرب مغادرة أودير إلى فرنسا وميمو إلى القاهرة. الإسكندرية: ؛ مارس .”187 أطلعنا إيراهيم باشاء إبان زيارتنا له في القصر بالأمسء, على الرد الثاني لوالده. والذي كنا قد طلبناه وكان قد تلقاه للتو. يؤكد الرد الثاني الأول تمام التأكيد» ولم يكن سوى تكرار حرفي له- الدوافع نفسها لعدم استطاعته خدمة فرنسا في حملة ضد الولايات الثلاث. سوى حسب ترتيب المشروع القديم؛ والأسباب نفسها لعدم الموافقة على الدخول في عملية مشتركة أو متزامنة. كان محمد علي يرى أنه حسب الخطة القديمة» يقدم خدمة بسيطة لفرنسا بوسائله المحدودة» ولكن الخطة الجديدة ستشل حتى تلك القدرات»ء التي لم يكن لها أن تلعب دورها إلا وفق الخطة الأصلية. فتلك الخطة ستجرده من سلاحه الحقيقي بجعله يتصرف ضد شرعته؛ وشرفه» وأمته» فتجعله كمن يضرم النيران بنفسه في بيته. وعندما أشرنا إلى أن حكومة جلالة الملك ستنظر باستياء شديد لتراجع محمد علي أمام مساع بدأها هو وبعد أن تم ترتيب كل شيء ليكون ملائما له ولمصالحه؛ أجاب إيراهيم باشا بأن حكومة جلالة الملك التي أظهرت لوالده آيات العطف في الماضيء سوف تقدم له برهانا جديذا عليها بتقديرها لبواعث الرفض المؤلم الذي كان محتمًا عليهء وستقدر دقة وضعه. أما التأكيدء للمرة المائة» بأنه لا الباب العالي يستطيعء ولا أي قوة في أوروبا تريدء معارضة مشروع بهذه العظمة الزم وله هذا الهدف النبيل للإنسانية جمعاءء فقد رد عليه إبراهيم باشا بوضوح. بأنهم لم يفكروا لا في الإنسانية» ولا في أوروباء وأنهم لم يريدوا سوى خدمة فرنساء وأن الباب العالي لم يكن هو محط النظر ومحور التدبيرء ولكن الأمةء والأمة فقط. وقد بدا لي وهو يقول تلك الكلمات أنه يقرأ أفكار محمد علي وآماله وسياسته وأحلامه للمستقبل. هذا فضلاً عن أن أمورًا أخرى؛ بعضها حدث أمام عيني» جعلني أظن أنه قد تم ترتيب اتفاق بينه وبين الباب العالي» خلال الفترة التي انقضت بين جلستي المفاوضاتء يدفع بموجبها للباب العالي مبلغا من خزينته المنهكة. وهي ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الباب العالي هذا النوع من الإغراء الذي لا يستطيع مقاومته. في أواخر هذا الشهر يحل عيد الأضحىء وهي المناسبة التي يُتَبَت في الباب العالي» مقابل المال؛ باشواته ووزرائه في مناصيهم. لدي اعتقاد بأن الباشا كان قد حزم رأيه عندما تلقى رسالة مسيو دروفيتي التي تخبره باستبدال البوارج الأربع بمبلغ من المال. لقد حاولت أن أعده مستقبلاً للرفضء ولكن الحقيقة بدت له مُرَّة. لم تصعب علي ملاحظة ذلك عندما استأذنته في العودة إلى هنا بناء على طلبه. لقد أصبح شغله الشاغل الآن البوارج وترسانته والمورة. لم أستطع أن أرى سببًا آخر لإصراره على عدم مجيء مسيو أودير إلى القاهرة» وجعلنا نتابع المفاوضات مع ابنه الذي أرسله خصيصا إلى الإسكندرية. وحتى يخرسني تمامًا قال» كما ذكرت في السابق» إن لإبراهيم باشا كل سلطاته وأنه سيوقع متى رأى توقيعه. كررت الكلمات نفسها بحرفيتها في اجتماعنا قبل الأخير مع هذا الممثل الشخصي من نوع جديدء والذي لم يقل لنا كلمة واحدة لم يحملها له البريد؛ والذي أكد تمام التأكيد أن هذا هو الواقع معتذر! بأن سلطاته الكاملة لا تنطبق إلا على المشروع الأول. 32901 ولما كان إيراهيم قد أخبر والده بأن الرد لو كان سلبيًا فسيسافر إليه في القاهرة مسيو أوديرء أمر الباشا ابنه بأن يقول له أن هذا السفر لن يجدي نفعًا لأن القرار لا رجعة فيه. وقد اجتمع رأي كلينا على أن ذهابنا له معاء بوصفنا مفاوضين كما كان وضعنا إيان المفاوضاتء سيكون فيه الآن حط من كرامتنا. لذلك سيعود مسيو أودير إلى فرنسا كما أمرتم معاليكم في السابق» ليحمل لكم نتائج مهمتنا المشتركة. وسوف أسافرء يوم إبحاره: إلى القاهرة لمعاودة أعمالي التي تعطلت ومتابعة شؤون القنصلية. سوف أقابل الباشاء بمجرد وصولي»؛ بوصفي قنصلاء وسوف أنقل لمعاليكم ما دار في محادثاتنا الأولى عن طريق مسيو لانجسدورف الذي سيمكث بضعة أيام» حسب تعليماتكم. آمل أن تفضي بنا الأحاديث الوديةء التي يعشقها هذا الأمير وينطلق فيها على سجيته غير مخفيًا أي سر عندما يروق له الحديث» إلى اكتشاف الأسباب الحقيقية لانسحابه» إن كانت هناك أسباب أخرى غير التي زعمها. حينها ربما أعرف ما إذا كانت سرعة تبدل رأيه قد تدفعه يومًا للوصول إلى نوع من التوفيق مع السماء بل وحتى مع الأمة» مع احتفاظه بصورة المسلم الصالح التي يريد أن يظهر بها. سوف أطلع معاليكم على أدق التفاصيل في هذا الصددء إذ ربما تفيد» على الأقل: كمعلومات إذا ما أدت ظروف غير متوقعة إلى وجود تحالف جديد. مجرد التفكير في أن عقبات كان يستحيل توقعها أعاقت نجاح المفاوضات المشرفة التي كلفتنا بها معاليكم» يفسد على سعادتي في العرفان بمواهب مسيو أودير ونشاطه؛ ولكني أتعشم أن تحكموا معاليكم على خدماته بقيمتها لا بنتيجتها. ليس لي أن أتحدث عن تفاني وإخلاصي في خدمة جلالة الملك فالتجربة تنطق بهما. لكم مني سيدي مجدذا أطيب آيات الاحترام...إلخ. - 293 © , 1[ املاع ,عنوأ )امم ععضدلممومدع7ه) .5.م 295 من أودير إلى بولينياك ملخص: - تعليق على رفض الباشا - أودير يعتقد أن تلميحات الباب العالي لا دخل لها في ذلك - جهوده للولوج إلى سريرة الباشا - أودير لا يريد السفر إلى القاهرة ويعلن عودته سريعا إلى فرنسا - وصول باخرة قادمة من كورفو وسفر القنصل الإنجليزي إلى القاهرة فجأة - إنشاء خط ملاحي مع الهند. الإسكندريةء " مارس ١8١٠١‏ يحمل تقريري رقم 371©), الذي لم أرسله بعد لعدم وجود سفينة مسافرة إلى فرنساء لمعاليكم ما جرى في مفاوضاتنا وما انتهت إليه» إذ بعد أن اتخذت منحى طيبًا لفترة» واجهت الفشل التام بسبب الخطة الجديدة التي تبنتها حكومة جلالة الملك لإخضاع ولايات البربر. هذه الخطة التي رأينا استحسان مستشاري محمد علي لهاء لم تلق الترحيب نفسه من سيدهم؛ إذ أضحت غير قابلة للتنفيذ» ليس بسبب أحكام مسبقة للباشاء ولكن بسبب أمورٍ يرى أن عليه» بسبب طموحاته؛ أن يراعيها تجاه الأمة الإسلامية بأكثر مما هي تجاه الباب العالي. لم يترك لنا الموقف الذي وضعنا فيه محمد علي فرصة كبيرة للردء هذا فضلاً عن أن جوابه النهائي لم يكن سوى تكرار للرسالة التي أرفقت نسخة منها برسالتي السابقة»ء مضافا إليها تعفن التدبيردات النركية: لا أؤيد الرأي القائل بأن ترتيبات جديدة مع الباب العالي أملت على محمد علي رده هذاء وأنا متأكد من ذلك الآن. فالمندوب القادم من القسطنطينية هو أحد مساعدي خسرو باشاء واسمه سليمان أغا قفطان-أجاسيء مر بالقاهرة في طريقه إلى مكة حاملاً كسوة ضريح الرسول [صلى الله عليه وسلم] ؤقفطانا لشريف مكة. لنا إذن أن نتصور مدى المصداقية التي يمكن أن يتمتع بها.مبعوث لخسرو باشا لدى منافسه القديم وعدوه الأكثر نشاطا. 23203 وعلى الرغم من اقتناعي التام» فقد رأيت أن من واجبي أن أسأل مسيو باغوص في هذا الشأن» أثناء اجتماعاتي الخاصة معه. وقد أجابني بالنفي التام القاطع. فبالنسبة لسليمان أغاء الذي غادر القاهرة منذ فترة طويلة» فهو شخصية لا يؤبه لها لدرجة أني استغرقت جهذا كبيرًا في تذكير الوزير به. وإن كنا قد رأينا بعض احتفاء من الباشا بهء فذاك أن الوالي بطبيعته يستقبل بحفاوة بالغة كل ما يأتي من القسطنطينية. تأكيدات مسيو باغوص جديرة بالتصديق التام في هذا الموضوع. إذ أنه بدلاً من نفي أي ترتيبات معروضة من الباب العالي» سيكون من مصلحته؛: على ما يبدو لي» أن يفصح لي عنها بجلاء في الظرف الحالي؛ إن كانت حقيقية. على أن هناك بعض النقاط التي لا تزال غامضة علي في رد الباشا. وسوف أسعى بالتأكيد لاستيضاح ما استغلق علي منها قبل استئذان إبراهيم باشا ومستشاريه في السفر. سوف أحرص على معرفة موقف الباشا من مقترحاتنا الثانية» أي تلك المتعلقة بالخطة الأولى» وخاصة ما أراده بقوله في رسالته #أنا مستعد لخدمة فرنسا وفق شروطنا السابقة". لا لبس عندي فيما يتعلق بأساس الفكرة» ولكن فيما تعلق بالشروطء لم يستطع المترجمون أن يقدموا لي تفسيرا واضحًا ولا أن يطرحوا معنى أكثر اتساعا للتعبير التركي الذي ترجموه حرفيًا. فهل تعني أن الباشا متمسك بالشروط التي وضعها للحملة على الولايات الثلاث» أم أنه قبل بالشروط المعدلة التي حملتها له من حكومة جلالة الملك؟ آمل ألا أتأخر في الوقوف على تلك النقطة الثى لم يسنتلم الإمشاك .بها أو هما زجال لم يشادوا الأفكار المحقدة: سوق أطرْع هذا السؤال على إبراهيم باشا بشكل صريح وبحيث لا يكون أمامه إلا أن يقدم جوابًا واضحًا. استطلعت رأي مسيو باغوص وعثمان بك في هذا الموضوع؛ حتى لا يكون هناك أي سوء فهم. وأستطيع القول بأن هذين المستشارين المترجمين يميلان للتفسير الأوسعء: أي الأفضل بالنسبة لناء ولكنهما لا يستطيعان تحمل مسؤولية تأكيد ذلك. بمجرد أن يقر لي قرار في هذا الأمر سأتشرف بإرسال رسالة 304 أخيرة حول هذا الموضوع لمعاليكم؛ حتى تكونوا على اطلاع بكل تفاصيل الأمرء ولتعلمواء على الأقل» ما إذا كانت الخطة الأولى مقبولة أو يمكن أن تقبّل دون قيد» على الوضع الذي صدرت بموجبه لنا التعليمات في " يناير للتفاوض عليها. سوف أكتب هذا التقرير الأخير في البحرء لأني قررت العودة في الحال إلى طولون؛ وسوف أبحر بعد غدء 4 مارس. سوف تتفهمون معاليكم» بلا شك داعي الكرامة الذى امتعكن .من الذهات إلى القاهرة كما كان قراري من قبلء فشكل رد الباشا وفحواه جعلاني أعدل عن الذهاب؛ إذ خشيت إن سرت في تلك المحاولة الأخيرة» والتي لا أنتظر منها أية نتيجة» أن تتبدل الأدوار ويُلصق بنا ما لا يروقنا أبذا. وفي ولع الباشا بأن يكرر في كل مناسبة أن إخلاصه لفرنسا هو فقط الذي دفعه لتقديم تلك الخدمة البسيطة التي طُلبت منه ما يكفي لتوضيع ضيح رؤيته في هذا الصدد. كذلك رأيت في عودتي إلى فرنسا دون إيطاء تنفيذًا لرغبات معاليكم واتساقا مع إحدى رسائلكم التي قلتم فيها أنه من الضروري أن أعود إلى باريس لو انقطعت المفاوضات لأحمل لكم المعلومات التي يمكن أن تفيد حكومة جلالة الملك. وسوف أضم إليها بالطبع المعلومات التي حصلت عليها عن الجزائر. فقد حفزتني معرفتي بقرار الملك الجديد المتعلق بكيفية إخضاع تلك الولاية على مضاعفة الجهد والاهتمام بالببحث عن تلك المعلومات. أرفق بخطابي هذا نسخة من رسالة سرية بعثت بها اليوم إلى سفير جلالة الملك في القسطنطينية('”). فقد رأيت فائدة في اطلاع معاليكم على التقارير التي أرسلها إلى الكونت جيومينو؛ إذ ستجدون في تلك الرسالة - التي تعتبر مكملة لرسالتي المؤرخة ؟ مارس ولرسالتي هذه - تفاصيل يمكن أن تثير اهتمامكم لأنها أكثر اكتمالاء ولكني ودف انفزق عبن اللهق أن أرميليا اليكم عباس ة: اندهش أهل الإسكندرية كثيرًا من وصول سفينة بخارية من كورفو وعلى متنها رسول من الملك يحمل رسالة إلى مسيو بيكرء قنصل بريطانياء الذي سافر فجأة للقاهرة» دون أن يجري أي اتصال مع إيراهيم باشا ولا مع وزراء والده. وقد 225 وت اشائقات يان :هدت: بهذا «المتار' :هو بعرظلةا مقارك اسان وبنوافة كشن تلك اتا حافك طن المصداقية الظاهرية لو عرفت نتيجة مساعينا الأخيرة. ولكن يكفي أن ننظر في التواريخ لنتأكد من زيف هذا الادعاء: وصلتنا رسالة الباشا يوم 255 أي قبل تلقي السفينة الإنجليزية مرساها بيوم واحد. وبالتالي» فمهمة القنصلء أيًا كانت بواعثهاء لا يمكن أن تكون قد أثرت على قرارات محمد علي. هذا فضلاً عن أن رسالة وصلت من القاهرة» تستوجب الثقة» أكدت ما اعتقدناه أنا وإبراهيم باشا ووزرائه» وهو أن مسيو بيكر سافر إلى القاهرة لإبلاغ الباشاء باسم حكومته؛ أمرا يتعلق بإنشاء خط ملاحي مع الهندء وهو أمر فُرض على مصر فرضناء بعد رفض الباشا المتكرر الموافقة عليه. هذا الأمير ينظر بعين الأسف إلى إنشاء هذا الخط في دولته» وقد صور له البعض هذا الأمر على أنه مقدمة لإنشاء وكالة إنجليزية» تتناقض تمامًا مع مصالحه. ليس من المدهش إذن أن تجعل الحكومة الإنجليزية هذا الأمر من الأهمية بحيث يكون موضع حديث خاص ومباشر مع الباشاء في ظل الاهتمام الخاص الذي توليه لعلاقاتها مع الهند. 9 - 296 2 , 1[ عاملزعظ ,عاو غنامم ععصقلهممدعهره0 .85.م 326 الا من أودير إلى جيومينو ملخص: - السبب الحقيقي الذي أدى لرفض الترتيب الفرنسي - أدوار كل من دروفيتي. وميموء والجنرال ليفرون - هذا الأخير خلط الأورق وخلق التباسا بين مختلف الأطراف - احتقار الباشا وابنه لرجال القسطنطينية - طموح محمد علي وتصلب رأيه - جهود غير مجدية من أودير لإقناعه. الإسكندرية» " مارس ١87٠١‏ سوف ترىء من كل ما أرسله لك اليوم» أن معاناتي والاستعدادات الطيبة التي أبديت لي هنا لم تسفر عن شيء. لا أستطيع أن آخذ شيئا على الرجال الذين تعاملت معهم هناء لأن الأمر لو تعلق بهم وحدهم لقالوا نعم للخطة الثانية كما قالوها للخطة الأولى. وليس لي أيضنًا أن ألوم محمد علي على الخط الذي اتبعه لأنه في نهاية المطافء كان متسقا تمامًا مع نفسه. فحجته قائمة على سياسة كان قد أسس إلي بمبادئهاء باستفاضة» منذ ثلاث سنوات. على أني نجحت في إقناع القنصل ومسيو لانجسدورفء الذي رافقناء بتنحية هذه المبادئ جانبًا واتخاذ خطوة عملية. ففي اجتماع رسمي وبعد الضغط على إبراهيم باشا بحجج دامغة» وبعد أن أوضحنا له أن موقفهم تجاه الباب العالي كما هو لم يتغير سواء كان الاستيلاء على ولايتين أو ثلاث؛ بما أن الحكومة الفرنسية قد أطلعت الباب العالي على الترتيبين وهو يعلم أن حقوقه ومصالحه مصانة بحرص شديد في التنسيق المزمع بيننا وبين مصرء وبعد أن ذكرناهء في النهاية» بأن والده نفسه كان قد أعلن منذ شهر نوفمبر الماضي "أنه مستعد لتنفيذ المشروع في وجود فرمان أو في عدم وجوده وأنه لا يخشى القسطنطينية": وجد الباشا نفسه محاصر! في آخر خطوطه الخلفية» فانتهى به 327 المطاف إلى الإقرار بما كنت أعلمه ولكني كنت أريد أن يبوح به هو أمام زميلي» حيث قال: 'ليس الباب العالي ولكنها الأمة التي علينا أن نراعي خاطرهاء ولن يبصرهها لناميا أكثن من عماية متتركة قو :هنها الآئئة تكالفا و اطعنا ديق فرنينا والباشا.'" تكشفت لي بعد ذلك أمور أيدت اقتناعي بأن الإغراءات الأخيرة المزعومة من الباب العالي لا علاقة لها بتمسك الباشا برأيه. لنا أن نتصورء ولكني لا أجرؤ على الجزمء أن الباشا ارتاح للعثور على وسيلة تتيح له الانسحاب من مشروع أدى به المزيد من التفكير والمضايقاتء التي تتجدد وتتزايد كل يومء إلى الحكم عليه بأنه غير مناسب في اللحظة الراهنة. لاحظ. سيدي الجنرال؛ أن هذا الرأي الذي يحمل القليل من المخاطرة؛ لا ينطبق إلا على محمد علي. ورغم أني لم أر دلائله بنفسي إلا أني أعلم منذ زمن حدة تغير رأيه وهذا الاندفاع الذي يحمله دائمًا على الاحتفاء بأمور عديدة في وقت واحدء وإلى بدء مشروعات من كل نوعء يؤدي به المزيد من التفكير فيها إلى التخلي عنها في اليوم التالي. أما بالنسبة لإبراهيم باشاء ومسيو باغوصء وعثمان بك فليس لدي ما يشير إلى أن أي تغيرء ولو طفيفاء قد طرأ على آرائهم؛ بل إن تعبيرهم المتكرر الصادق عن الأسف كان دليلا جديذا عندي على صدق ترحيبهم بمساعيّ الأولى. وقد اقتصرواء في هذا الظرف الأخيرء على النقل الصادق لما كُلفوا بإبلاغنا به دون إضافة أي شيء من عندياتهم لتعزيز الأسباب التي طرحها الباشا. الواقع أن علينا أن نعترف بأن هناك لبسنا قد حدث في كل هذاء اعتقد فيه كل طرف أنه يتفضل على الآخرء وهاك ما حدث: مسيو دروفيتي هو الذي كتب المشروع الأول؛ أي أنه صاحب الفكرة الأولى» وقد فاتح محمد علي فيه فقبل الرجلء كما يفعل دائمًا مع كل ما من شأنه الاحتفاء بأحلام مجده؛ ولكنه اشترط أموراء يبدو أن القنصل العام السابق لم يطلع حكومة جلالة الملك عليها جميعا. 2308 ومسيو ميموء من جانبه ولأسباب يقصر المقام هنا عن سردهاء لم يعلن الحكومة سوى بالمميزات التي طرحها الباشاء دون ذكر أي كلمة عن مطالبه. والنتيجة أن الحكومة» وهي تصدر أوامرها بمتابعة تلك المفاوضات» اتخذت دور المانح؛ واعتقدت أنها تفعل الكثير بعرضها مساعدة مالية أقل بكثير مما طلبه محمد علي في الأصل. وهذا كان سبب عودتي الأولى لفرنسا. وعليّ أن أضيف أيضًا أن مسيو دروفيتي لم يكتب أبذا للباشاء كما أشرتم في رسالتكم الأخيرة أنه قد كتب لكم 0 "اطلب بوارج وضعف المساعدات المالية التي تطرحها فرتساء ستّمتح كل .* لدي أدلة على أن ذلك لم يحدثء ولكن يبدو أن الجنرال ليفرون؛ الذي يزعم أنه معط مرا الزارة والذي يضع ذه في كل شيه من وراء لسر قد حث الباشاء في رسالتين» على التمسك بمطالبه. مضيفا أن حكومة جلالة الملك تتوة إلى مشروعه إلى درجة لن تستطيع معها إلا الاستجابة لكل ما يُطلَب منها. صحيحّ أن الباشا قد قال لناء منذ البداية: 'دروفيتي كتب لي هذاء إلخ." ولكني علمت فيما بعد أن هذا الجنرال هو الذي كتب ما يتناقض مع الرسالة التي حملت تعليماتنا الأولى ومع روحهاء وأن الباشا ربما اختلط عليه الأمر فلم يتذكر في أي رسالة جاء هذا التأكيدء أو ربما استشعر أنه من غير المناسب أن يزج باسم رجله غير الرسمي في مسألة رسمية كهذه. لذلك فقد أمسكت عن ذكر اسم الرجل الذي كان وراء أوهام الباشاء في تقريري الأول للوزيرء وهي أوهام جرت محاولة لتأكيدها في رسالة تالية وصلت إلى هنا قبل عودتي إلى مصر بوقت قليل. هذا هو الوضع الحقيقي للمسألة» والتي يبدو لي أن الطرفين توهما فيها أمورً!ا غير حقيقية. ولك أن ترى كم كان موقفنا خاطنًا وسندنا ضعيفا عندما وصل بنا الأمر إلى توضيح الأمور مع أناس7) لا يعرفون الفرق بين اللغة الرسمية» (أ) يقصد بذلك الجنرال ليقرون الذي كان يدس أنفه فيما يسمع في مجلس الباشا والذي كان يثق به محمد علي كثيرًا. (المراجع) 3209 واللغو غير الرسمي لبعض المداهنين الشغوفين بتملق الباشا. وقد زاد الحرج الناجم عن ذلك أيضنا مع الحجة الوحيدة الثابتة التي تمسك الباشا بها في رده على كل حججنا التي فشلت أمام "استحالة الانخراط في أي شيء يحمل صبغة التحالف الصريح بيننا وبينه ضد المسلمين,”" أعود الآن إلى المخاوف من الباب العالي»ء وخاصة الرأي الواهي القائل بأن اقتراب عيد الأضحى جعل محمد علي يرى ضرورة توخي الحيطة حتى يحافظ على منصبه؛ إذ يكفي أن يعرف المرء القليل عن اعتزازه بنفسه وغروره ليتيقن من أنه مطمئن في هذا الجانب. أفلم يصرح لي مؤخراء وبنبرة تحمل يقينا مدهشا بأنه 'يملك سعر كل الضمائر في القسطنطينية"» ولو كان لا يتحدث بالثقة نفسها أمام الجميع؛ أفليس من السهل أن نستنتج هذا الموقف منه في كل تحركاته في هذا الصدد؟ وإبراهيم نفسه؛ الأكثر تحفظا في حديثه؛ لا يترك فرصة دون أن يسخر من كل ما يحدث في القسطنطينية» وليتحدث عن الحكومة العثمانية كما لو كانت مجرد خيال حكومة لا يثير في نفسه أية خشية حقيقية. نستطيع أن نستنتج من ذلك أن. ليان العالي لو تسرف (بحفاقة: ولم. يك معد أعلى: ف بسكم لوطي الأب وابنه أن يحتفظا به وستكون في ذلك فرصة ليما لإلقاء القفازات؛ وحينهاء أفلن يخسر السلطان بمحاولة التقاطها أكثر بكثير مما لو احتوى أحد رعاياه الذي يبقى» مع جرحه لكرامة سيده. مفيذا طالما أراد الاستعانة به؟ وختامًا لحديثي في تلك النقطة أقول إني أعتقد أن الباعث الذي حمل الباشا على رفض أمس الخطة الثانية لم يكن سوى خوفه من خسارة مكاسب بعيدة واحتمالاتها عالية إذا خسر تعاطف الأمة معه. يوضج لكم ما ذكرتء سيديء القيمة التي أوليها لهذا الباعث؛ الذي على الرغم من أنه قد يبدو غير عقلاني نوعًا ماء إلا أنه الأصعب دحضنا مع محمد عليء نظر! للطموحات الكبيرة لمشروعاته؛ كما أنكم لا تجهلون أن هذا الأميرء الذي لا ينكر أحدٌ امتياز صفات روحه وعقله؛: يتمسك تمسكا لا يتزعزع بآرائه عندما يراها منطقية» وتغدو عنده راسخة بحيث يستحيل على أي شيء أن يجعله يحيد عنهاء إلا عزة نفسه. لذلك» ورغم أني كنت أكافح 400 موقفه بكل ما أوتيت من قوة» إلا أني لم يكن لي الحق في أن أنتظر لجهودي النتيجة التي تستحقهاء ومع ذلك فقد آثرت الوهمء ولم أفقد الأمل إلا في الرمق الأخير. تعون الآن» سيدي الجنرال» مدى الأسى الذي ألم بي جراء نتيجة مفاوضاتنا الأخيرة. يصعب علي أن أجد ما يعزيني علي عدم قدرتي على حمله على تبني رؤى حكومة جلالة الملك. ولكن؛ لو كنت أشعرء من جانبء. بأسئ شديدء فإني أشعر؛ من جانب آخرء براحة الضمير لأني بذلت كل ما في وسع بشر أن يبذل» على الأقل من حيث التفاني وصدق النية. تعرفني جيذاء سيديء. ورأيت من عملي ما يكفيني المزيد من التأكيد على ذلك. عندما أستعرض ما حدث وأسترجع كل كلمة وتحرك يزداد شعوري هذاء فلست نادمًا على أي كلمة قلتها أو أمر فعلته» كما ا 0 التي استخدمة بالفعل: :باختضاوء لو بي الزمن لما فعلت سوى ما فعلت»؛ ولما استطعت أن أزيد. أشعر أني قد 0 أن يؤثر تأثيرا مفيذا: الآمال» والتهديدء والعرفان العالمي» والتجاهل؛ والمجدء والندم» وحب الذاتء إلخ... استخدمت كل ذلك: كلا في وقته المناسب في اجتماعات دامت لساعات طوال؛» كل يوم؛ ومع مفاوضين لا يكفون عن إظهار ثقتهم الكاملة» وكان ديدنهمء في الأيام الأخيرة» أن يقدموا لي دلائل جديدة على تقديرهم وتعلقهم الذي أعتقد في صدقه. هذه الحميمية في العلاقات بيني وبين مسيو باغوص وعثمان بك سمحت لي باللجوء لوسائل لم أكن لأستخدمها في موضع آخر أو مع أشخاص آخرين. كنت أبدو معهم مصريًا وفرنسيّاء وأنا أحدثهم عن خطة الملك النبيلة المحكمة لتدمير القرصنة إلى الأبد على سواحل البربرء وصورت لهم فرنسا قادرة على الاستيلاء وحدها ولنفسها على الولايات الثلاث؛ فتصبح بذلك» يوما ماء جارة خطرة؛ أو على الأقل مثيرة للقلق» لمصر. ثم عرضت عليهم بعد ذلك الاستيلاء على تونس وطرابلسء فيكون في ذلك حجة أمام العثمانلي» الحميرء هي منع فرنسا من الاستيلاء عليهما بعد استيلائها على الجزائر. ثم أوحيت لهم بأن فرنسا ستضع الجزائر في يدي محمد علي بالتأكيد. لو تولى هو غزو الولايتين الأخريين» مضيفا 401 أن ذلك رأيي الشخصيء وأننا ولو لم نكن مخولين تأكيد ذلك باسم حكومتناء فما ذاك إلا لأن المرء لا يستطيع أن يبيع فراوء الشاة إلا بعد ذبحها. ولكن هذين المستشارين لم يكونا هما اللذين يتعين علي إقناعهماء فقد كانا متفقين معي دائمًا في الرأي. وإيراهيم باشا نفسه» الذي كان التزم الصمت في البداية» من باب الاحترام لوالده بالتأكيد. انتهى به المطاف إلى إظهار مشاعر وددت لو كنت رأيتها عند الباشا. سوف أعود إلى فرنساء حسب تعليمات سيدي الأمير بولينياك» لأحمل لسموه أنباء فشلنا. لا أدري ما سيُفعل بيء ربما أرسلوني مع الحملة على الجزائر لو رأوا بعض النفع في المعلومات التي استطعت جمعها عن هذه الولاية خلال الأشهر الأخيرة» واعتيادي على الطقسء, ودرايتي باللغة وأساليب التعامل مع أنصاف المتوحشين هؤلاء. لو لم تكن الحربء لربما اعتقدت. سيدي الجنرال» أن هواي يحملني على الذهاب للقسطنطينية. ولكن أيّا كان ما سيُفعل بي» سواء أرسلوني إلى الجزائرء أو إلى مصرء أو أي مكان آخرء سأكون على استعداد للسفر من جديد بمجرد وصولي إلى طولون. صحتي التي أصابتها العلة العام الماضي عندما تركتني في نابولي على حافة الموت وثلاثة أطباء يتوفرون على علاجيء يبدو أنها استعادت عافيتها أثناء الشتاء القاسي المضني الذي مررت به؛ يبدو بالفعل أن الأسباب نفسها لا تؤدي للنتائج ذاتها دائمًا. أشعر اليوم أني في أتم عافية» جسديًا ومعنوياء ولعلي أجد الفرصة لاستغلال العافيتين على نحو أكثر فاعلية مما كان عليه الحال في مهمتي الأخيرة. ْ موقفكم في القسطنطينية أثلج صدري وذاع في تلك البقاع» وقدّروه هنا حق قدره؛ تمامًا كما عّرت أنت في رسالتك الخاصة المهمة المؤرخة ١5‏ ديسمبر. هنا أيضا لا يحظى الإنجليز بالثقة» ولكن يُراعى خاطرهم خوفا منهم. أما الروس فمحتفئْ ومرحب بهمء وربما كان لنصيبهم من هذا وذاك أن يزيد لو كانوا قد آلموا القسطنطينية بأكثر مما فعلوا. 5 -300 ؟ , [ عاملاوط .عداو 1 لام ععدملرممدعسهمك .م 002 8- من ميمو إلى بولينياك ملخص: - تلقي رسالة ١7‏ فبراير - تدخل روسيا وبروسيا لصالح المشروع الفرنسي سيكون بلا جدوى وبعد قوات الأوان - تحرك إنجلترا في مصر. الإسكندرية» 8 مارس ١8٠١‏ في اللحظة التي كانت بريجة الملك الإكلييس على وشك إسلام شراعها للرياح لتعود بمسيو أودير إلى فرنساء حملت إلي سفينة تجارية هولندية قادمة من مارسيليا رسالة مشفرة. مؤرخة ١7‏ فبرايرء تكرمتم بإرسالها إلي أنا ومسيو أودير””*). ولرغبتنا في معرفة الأوامر الجديدة التي قد تكون تلك الرسالة تحملها لناء وكذلك نظلا للوقت الذي يستغرقه فك شفرتهاء فقد اضطررت إلى تأخير سفر الإكلييس ليوم واحد. سوف ترونء سيديء من الرسائل والتقارير التي تحملها لكم أن المعلومات الجديدة التي رغبتم في إبلاغنا بها لم يعد لها أن تغير شيئًا في المسألة. ربما لو كان هناك مسعئ قد بل لدى الوالي قبل بضعة أيام» أي قبل رفضه الرسميء بأمر من عظمة إمبراطور ا ربما كان من شأنه أن يوازن نوعًا ما الدوافع التي حملته على قراره. ولكن روسيا ليس لديها قنصل في مصر منذ سنتين» ويتولى رعاية الشؤون التجارية للرعاية الروس تاجر هولندي. وهو قنصل تلك الدولة» ولا يتمتع بأية رصانة سياسية. وأنا على يقين من أنه لم يُكلف بأي اتصالات مع الوالي. المهمة التي علمت من النسخة المرفقة أن الكونت دي برنستورف 6 قد كلف بها 'فنصل بزوسنيا ان. تمنت الأئْنَ الذي كان لنا أن تنتظنه على بعد المسافات؛ هذا فضلاً عن أنها حاعك متاكرة أضف إلى ذلك أن معرفة 403 الأشخاص والأماكن تؤدي بنا إلى رأي مغاير تمامًا. فقنصل بروسيا (لم يعد مسيو بوتشيانتي) تاجر سويسري شابء لن يترك وكالته ليؤدي مهمة في القاهرة؛ كما أنه سيحول موضوعًا على هذه الأهمية والخطورة إلى مادة للثرثرة والزهو ليس إلا. وقد رأينا أنا ومسيو أودير أن تسليم رسالة مسيو برنستورف إلى مسيو جويبهارت 14ل الآن من شأنه أن يجعل اسم فرنسا العظيم مادة تلوكها ألسنة الفرنج والمشارقة في تلك المدينة. لذلك سأحتفظ به معي حتى صدور أوامر جديدة؛» على أن أسلمه له في وقت لاحقء؛ لو شاءت الظروف فيما بعد أن تجعل اطلاعه عليه مفيذاء أو لو أمرتني معاليكم بذلك. إن حالة الوالي الحالية التي وصفتها في رسائلي السابقة» تجعله أكثر عرضة للتأثر بمعارضات إنجلتراء التي تؤيدها مراسلاته مع القسطنطينية: إلى درجة يصعب معها أن يستجيب لمساعي بروسيا الحميدة. عندما استأذنته في السفرء وعندما أرسل رسالته لابنه» كتبنا له بمثل ما جاء في رسالة معاليكم من موقف إنجلترا من مسألة تعاونه. وفي اليوم الذي قرأ علينا فيه إبراهيم باشا الرسالة» وصلت من كورفوء بعد رحلة استغرقت ستة أيام» سفينة بخارية تحمل رسائل إلى القنصل العام لإنجلتراء الذي سافر بعد سويعات قليلة إلى القاهرة» رغم سوء الأحوال الجوية ومخاطر الملاحة في النيل» دون حتى أن يستأذن إبراهيم باشا. يقال» وهو ما كنا نعتقده» أن الأمر يتعلق بالمواصلات مع الهندء ولكن ما قلته معاليكم حول رد لندنء ورأي إبراهيم باشا في هذا الصددء وملابسات محلية أخرى عديدة» جعلتني أعتقد أن السفر السريع لمسيو باركرء الذي قلّما يسافرء ليس ببعيد عن المسألة التي تشعلنا. سيكون الباعث على هذا السفر وما أدى إليه من نتائج أول ما سأسعى للتعرف عليه من الوالي في القاهرة؛ لأسارع بإبلاغ معاليكم به. 7 - 306 ] . 1[ عاملاوط معنا أاه0م ععدملدممدع مم0 .8م 404 9 من أودير إلى بولينياك ملخص: - الرياح المعاكسة تؤخر سفر أودير - معلومات تكميلية حول المفاوضات - الوالي مستعد لقبول الشروط التي وضعها ثم عدلتها فرنسا - السيكولوجية السياسية لمحمد علي - رؤاه حول الشام - العلاقات التي كونها مع هذا البلد - الشعبية التي يتمتع بها هناك - إرسال رسالة من مسيو برنستورف إلى قنصل بروسيا في الإسكندرية - ميمو وأودير يستحسنان عدم تسليم الرسالة - شكاوى إبراهيم باشا من الديوان في القسطنطينية - المطالب المغالى فيها من الباب العالي للباشا - سبب سفر مسيو باركر إلى القاهر - علاقات أودير مع جيومينو ورينيي - إرسال معلومات عن مصر. الإسكندرية» ١‏ مارس ١81٠١‏ سافر قنصل جلالة الملك ومسيو لانجسدورف إلى القاهرة في العاشر من الشهر الجاري. حبستني منذ يوم 4 منه هنا رياحٌ لم تسمح لأي سفينة بنصب أشرعتها. أنتظر أول فرصة سانحة للخروج من الميناء؛ وكل الشواهد تجعلني آمل أن يكون ذلك غذا. الثمرة التي استطعت أن أجنيها في تلك الأيام الأخيرة التي أنفقتها في الحصول على معلومات جديدة ومفيدة لخدمة الملك» خففت من أسفي على التأخير. رأيتم معاليكم في رسالتي المؤرخة 5 مارسء أن بعض الشك كان قائمًا في ذهني حول تفسير تلك العبارة التي وردت في رسالة محمد علي لابنه “أنا مستعد لخدمة فرنسا وفق شروطنا السابقة." فهل كان الباشا يشير إلى أحاديثه مع مسيو 405 دروفيتي وبالتالي لمطالبه في شهر نوفمبرء أم أنه يعني قبوله بمقترحات يناير؟ كان علي أن أقتل الشك باليقين في تلك النقطةء» ونجحت في ذلك تمامًا. فعندما طرحت سؤالي بوضوح وصراحةء أجابني إبراهيم باشاء الذي لديه ما يكفي من معلومات وسلطات من والدهء وبعيذا عن المواربات التي اعتادها التركء. قائلا إن "الباشا قد وافق على القيام بالحملة على الولايات الثلاث». وهو على استعداد للقيام بها وفق الشروط التي وضعها هو وعدلتها فرنسا". وقد أذن لي بإبلاغ حكومة جلالة الملك بذلك. ينطوي هذا الجواب على الرد على كل تساؤلاتي الأخرى ويقضي على أي شك متعلق بموقف الباشا. لا نستطيع إذن أن نتهم هذا الأمير بتقلب الرأي في هذا الظرف» فأمام تنازلاتنا قدم هو أيضنًا تنازلات؛ رغم الحاجة الماسة؛ التي أعرب عنها دائمّاء للحصول على البوارج في الحال. ويعلم من رأى حساسيته عن قرب أن تنازله عن مطالبه الأولى في هذا الصدد اقترن بتنازل كبير عن كبريائه. أشعر ببعض العزاء في إبلاغ معاليكم أن الخطة الأولى لحكومة الملك؛ على الأفل: ثم قبولها وستظل كذلك. فقد كان هذا الجزء من مفاوضاتنا محاطا بصغوبات مرجعها تصلب رأي الباشا قوم بامطولة» الي تريجة لويكن لناامنها أن تومل كثيرًا في وصولها إلى نتيجة سارة. بعد أن قال لي إبراهيم مقالته تلك التي ذكرتها لمعاليكم» سألني إن كنت أعتقد أن حكومة جلالة الملك يمكن أن تعود إلى مشروعها الأول» مبديًا من جديد أسفه على الظروف غير المتوقعة التي أجبرتها على إدخال التعديلات التي استحال على والده قبولها. وأجبته بأني لا أعتقد ذلك وأن الوقت من السنة الذي نحن فيه يجعلني أرى أن تلك الخطة خطة نهائية ولا رجعة فيهاء ولكني؛» مع ذلك؛» على استعداد لأن أطلع حكومتي على أن خططها الأولى قد تم تبنيها دون قيد من جانب محمد علي. رجاني الباشاء مرة أخرىء أن أطلع معاليكم على الظروف التي أملت على الوالي موقفه.؛ وأضاف: "هي أمور ضخمة لا أعتقد أن الحكومة الفرنسية» التي شملتنا دائما بعطفهاء لن تجد فيها للوالي العذر على الخط الذي انتهجه؛ ونأمل أن تغض لنا الطرف عن ذلك." 006 افترقنا وكل منا راض» وكنت سعيذا بحصولي من الابن على تصريح؛ ريما كان من الصعب الحصول عليه من والدهء في ظل الوضع الحالي للمسألة» وفي ظل مبدأه الذي كرره على مسامعي غير مرة. والمتمثل في عدم الانخراط في أي أمر دون ضرورة حقيقية ولا قبل الأوان؛ أَّْا كان الوضع. وقد أبلغت مسيو ميمو باختصارء بعد أن قدرت كل الاعتيارات» التي يمكن أن تكون قد أثرت على الباشاء حق قدرهاء لا أعتقد أننا يجب أن نبحث عن دوافع رفضه الموافقة على الخطة الثانية لحكومة جلالة الملك؛ سوى في الترتيبات اللازمة» حسب رأيه» لتنفيذ أفكاره القديمة والخيالية المتعلقة بالسيادة المطلقة والتي لم يتزعزع حضورها في مخيلته وفكره القلق قيد أنملة عند تحولهما مؤقنًا تجاه أراضي البربر. فهو يفضل الحفاظ على الأمجاد التي يعتقد أنه حظي باعتراف أمته بهاء وتركها خاملة لفترة» على المجازفة بها في تحالف يتناقض مع روح الشريعة الإسلامية ولن تكون نتيجته سوى الحصول على قطر لم يمتد نظره إليه» بجدية» أبذا. أما الشام فهي محط طموحاته؛ وهي المنطلق الذي لو وصل إليه» فسيقترب كثيرا من الهدف الذي يمني النفس بأن يسوقه إليه حدث ماء هو أو ابنه. تتجه أنظار الباشا دائمًا صوب هذا الإقليم الذي سيقدم له: بتربته الغنية» كل الموارد التي لن يجدها أبذا في الساحل الأفريقي القاحل نسبيًا. وقد طلب مؤخراء من الباب العالي» أن يجعله عل حكم الشامء بما فيها لواء دمشق» على سبيل التعويض للتضحيات الكبيرة التي فرضها عليه السلطان بسبب الحربين اليونانية والروسية؛ وعارضنا أن يدفع عنها جزية سنوية تفوق ما يدفعها حكامها الحاليون» ولكن طلبه هذا لم يلق أذنا صاغية من السلطان الذي ينظر بعين الريبة دائمًا لأي طلب من هذا النوع يأتي من جانب والي مصر. لو كانت الحرب الروسية استمرت لفترة أطول؛ لكان محمد عليء بلا شك. قامء» دون استئذان» بتحقيق ما لا يستطيع اليوم تحقيقه إلا على صفة التمرد. ولكن لو توافرت له فرصة مشابهة جديدة» فلنا أن نتأكد أنه لن يجعلها تفلت من بين يديه. 0407 نستطيع أن نقول إن الشام هي البلاد التي استطاع محمد علي بالفعل أن ينشئ فيها علاقات وفيها سيجد المدد والدعم. أما علاقاته مع البقاع الأخرى؛ خاصة مع البربرء فقد علمت من مصادر مؤكدة:؛ أنها لا تعدو كونها افتراضات أرى أن هؤلاء السكان» رغم ميلهم له على أساس ارتفاع شأنه ونتيجة لانتصاره على الوهابيين في الأراضي المقدسة» فإنهم يخشون حكمه لأنهم لا يجهلون الضرائب البغيضة والمتزايدة التي يفرضها على شعبه في مصر. على أننا لا ننكر أنه ربما يستطيع, بالوقت والذهب» أن يكسب البربر في صفه. إن لزم الأمرء وسيسهل عليه ذلك بأكثر مما قد يسهل لناء لاتفاقهم في الدين. وينبغي أن نلاحظ هنا أن علاقات الباشا مع الشام لا تقوم على أساس الدين» لأن الأمير بشير» أمير الدروز» رغم أن أحد والديه مسيحيء فقد جعل الباشا له مصلحة بإغراءات اعتاد عليها لدرجة المساعدة في تغيير النظام في بلاده بأي ثمن. هذا الأمير سيسارع أكثر للترحيب بأي أمير مسيحي يأتي للاستيلاء على الشام. ونستطيع أن نذهب إلى أن هذا الرأي ليس رأي أبناء طائفة الأمير بشير المناطق المتاخمة لها. ولو ظن محمد علي أن بإمكانه الاعتماد على >٠١‏ ألف رجل سينضمون إليه» فقد عرض علي - إبان مهمة قمت بها في الشام مؤخرًا بتكليف من الكونت جيومينو - صراحة توفير مائة ألف رجل مسلح؛ من فرسان ومشاة» يتقدمون صفوفناء إلخ...لن أطيل الحديث في تلك الأمور التي تعلمها حكومة جلالة الملك بالتأكيد» لأنها ثقال دون تحفظء لمعظم زوار هذا البلد. وقد تلقى الكونت دي لابورد1260:06 ء الذي التقيته في القدس؛ العرض نفسه من أمير الدروزء كما رأى منه الأسف على فشل الحملة أمام عكاء والتي لم ير فيها السوريون» على ما يبدوء سوى أنها ستخلصهم من هيمنة المسلمين. باختصارء سيروق لهم أن يروا حملة صليبية جديدة. 408 تلقينا الرسالة المشفرة المؤرخة ١7‏ فبرايرء التي تعلمنا فيها معاليكم بأن الاستعدادات اللازمة للحملة المزمعة على ولاية الجزائر تحرز تقدمًا سريعاء و أن ملوك الحلفاء أبدوا آيات الامتنان عندما تم إطلاعهم على هدف حملتنا. بهذه المناسبة أتقدم لمعاليكم بأسمى آيات العرفان على إبلاغنا بذلك. وردتء مرفقة برسالتكم» تعليمات من حكومة برلين تحث قنصل بروسيا في الإسكندرية على تشجيع حملة محمد عليء وكان علينا أن نسلمها بأنفسنا للقنصل. بيد أننا رأيناء أنا وزميليء ألا نقوم بتلك المهمة التي أصبحت غير ذات جدوىء وذلك حتى نتحاشى إطلاع الجمهور على مشروع لم يسر على ما نروم. فقنصل بروسياء مسيو جويبهارد تاجر سويسري نا أن نعتقد في عدم توخيه التحفظ الذي ينبغي لنا توقعه» يضحي السر عنده نوعًا من الكوميديا. سوف تتفهمون معاليكم, بلا شك؛ هذا الباعث الذي أملى علينا هذا الموقف وتقدرونهء وربما ترون أنه من المناسب إطلاع مسيو برنستورف عليه» خاصة أنه طلب من قنصل بروسيا أن يطلعه على الفور على كيفية استقبال الباشا لمفاتحته. لم أترك إبراهيم باشا على غير دراية بهذا الأمرء عندما أبلغته بفحوى رسالتكم. وقد بدت عليه آيات الغبطة لأنه أصبح هو ووالده محط اهتمام الملكيات الكبرى في أوروباء كما بدت عليه آيات التألم لعدم اقتناص المجد والمكاسب التي كانت ستترتب على تنفيذ هذه الخطة أو تلك. وقد زاده ما ذكرت له عن إنجلترا شعورا بالأسفء بعد أن تلاشى أي خوف وفي النهاية» عندما أكدت على أنه بعد أن نفض الباب العالي يده من مسألة الولايات لا يستطيع أحد أن يعارض تحرك فرنسا ضد تلك الحكومات على النحو الذي تراه مناسبّاء وأن اهتمام إنجلترا نفسه أصبح غير ذي موضوع. قال إبراهيم في شيء من الضيق: 'يتحدث الباب العالي إلى السفير على هذا النحو ويقول لنا 409 العكس". ثم ترك لنفسه العنان لتصب لاذع الملام على الديوان. وللرجل الحق في شعوره هذا لو صح ما علمته من مسيو باغوص وعثمان بك من أن محمد علي عندما عرض على الباب العالي - كما ذكرت في تقريري رقم ١‏ - أن يقدم لخزينة القسطنطينية مبلغ 2٠١‏ مليون بورصة على عشر سنوات؛ بواقع عُشر المبلغ كل عام؛ لو أصدرت له فرمانا يسمح له بغزو ولايات البربرء أجابه الباب العالي برفض إصدار الفرمان ومطالبته بمبلغ ٠٠١‏ مليون بورصة تدفع على فترات متقاربة. فمن الواضح أن محمد علي يستحيل عليه توفير هذا المبلغ الذي يعادل ٠‏ مليون فرنك؛ ويوازي نحو نصف التعويض الذي تطالب به روسيا. سوف يصبح هذا الموضوع مثار جدل وفتور في العلاقات وضيق بين السلطان ووزيره على مصرء ويبدو أن السماء بينهما تزداد تلبذا بالغيوم. لقد أطلعت سفير الملك في القسطنطينية على هذا الأمر. وصل بالأمس مبعوث من نجيب أفندي قادمًا من القسطنطينية» واستغرقت رحلته خمسة عشر يوما. تم وضعه في الحجر الصحيء ولا يعلم مسيو باغوص بعد فحوى مهمته. لو علمت شيئا عنها هذا المساء سأضيفه في حاشية لهذه الرسالة. رسالة أخرى من القاهرة كتبها ثقة الباشا نفسه تؤكد أن رخلة :مسو ياركن كانت متعلقة بشؤون الهندء وأن القنصل تطرق إلى المشروع المتعلق بولايات البربر عَرَضاء ومن لدن نفسه. يتسق هذا مع ما أطلعتمونا عليه معاليكم في رسالتكم الأخيرة فيما يتعلق بتعليمات الحكومة الإنجليزية إلى قنصلها. لم يُجر مسيو باركر مع الوالي سوى لقاءات قصيرة: وعاد إلى هنا بالأمس. تعود في هذه اللحظة السفينة البخارية إلى كورفو حاملة على متنها مبعوث الملك إلى هناك. 410 التحفظ الذي أوصيتمونا معاليكم بتوخيه تجاه قناصل كل الدول دون تمييز أثناء مفاوضاتنا حملني على عدم انتظار أي معلومات يسر بها إلى مسيو باركر. على أن لي علاقات قوية مع هذا القنصل» ولو أبقتني الريح هنا يومًا آخرء قاغرف: يوشيلة أو بأخرئء بعض المعلومات عن تتيجة مهبته- هذا فخلا عن أن مسيو ميمو سيستطيع بسهولة» عند وصوله إلى القاهرة» أن يعرف من الباشا كل ما يمكن أن تهتموا بمعرفته في هذا الصدد. سمحتم لنا معاليكم» أنا والقنصل؛ في رسالتكم المؤرخة ١١‏ فبراير بأن نطلع سفير جلالة الملك والأميرال دي رينيي على نتائج مفاوضاتنا. وقد نزلت على رغبة معاليكم في الظرف الذي نحن فيه الآنء كما فعلت في السابق» فأطلعت الكونت جيومينو على تفاصيل كل مساعينا. أما بالنسبة لمسيو دي رينيي فقد أمسكت عن الكتابة إليه. كنت قد أرسلت إلى هذا الأميرال رسالة يوم 5 من الشهر الجاري متعلقة باستخدام بحارة يونانيين من هيدرا وسبيزيا 5062218 اء 1108 كملاحين لنا على سواحل البربر. ولكن نظرًا لأني لم أحصل بعد على إذن من معاليكم لإطلاعه على تفاصيل مهمتي ولا على هدفهاء فقد اكتفيت في هذا الأمر 'بما سيطلعه عليه السفير بدون شك." ولأني أعلم أن مسيو دي رينيي شغوف بمعرفة ما أفعل هنا فقد أطلعت الكونت جيومينو على رغبتكمء راجيًا إياه أن يرضي فضول الأميرال؛ نظر! لأني لم تتح لي الفرصة ولا سمح لي الوقت بالقيام حسب تعليمات معاليكم» أرسل إليه» التقرير المرفق الذي يصف الوضع الحالي للقوات البرية والبحرية للوالي وتوزيعها في أول الشهر الحالي7''). أرفق لكم أيضنا نسخة من الرسالة التي كتبتها إلى السفير حول الوضع العام في مصر”*). تحتوي تلك الرسالة على معلومات تتيح لناء إلى حد ماء استشراف آفاق مستقبل هذا البلد والأمير الذي يحكمهء ورأيت أنه من المفيد إطلاع معاليكم عليها في الظروف الحالية. أرجو من معاليكمء عند قراءة هذا التفرير» أن تتجاوزوا 411 عن الصياغة؛ إذ كتبته على عجل ودون تنميق كفتني إياه علاقتي القديمة مع جنرالي وعطفه علي وثقته في كلامي. وقد بدت لي تلك الصياغة أكبر ضمان على صدق المحتوى؛ إذ إني عندما أعدت قراءته اليوم لم أجد فيه ما يحتاج إلى تعديل» فهو يحمل الحقيقة دون أي هوى أو مبالغة. قد لا يرى آخرون ما أرى أو لا يقولون كل شيء لاعتبارات مختلفة. أما بالنسبة لي فلا يحركني سوى إخلاصي الذي لا يتزعزع لكل ما يمس مصالح جلالة الملك» وليس لشيء؛ كائنا ما كان» أن يدفعني إلى إخفاء الحقيقة عندما أرى فائدة في الإفصاح عنها كاملة. سيتملك السرورًٌ نفسي لو تعطفتم» سيديء بإقرار نزوة الصراحة التي تجعلني أرى في عدم تنميق الكلم واجبًا مقدساء طالما تعلق الأمر بمصلحة خدمة وسيتملكها السرور نفسه عندما أعلم أن معاليكم لم تحكموا بالنتائج التي سقتها على التفاني الذي حرصت عليه لأكون عند حسن ظنكم في المهمة التي أوكلتمونيها. 0 - 323 1 , 1 عاملاوظ ,عناو1) امم عع022دمموع:1ه0 ...م -من أودير إلى جيومينو ملخص: - الوضع المالي الذي يرثى له في مصر - بؤس الفلاح - سبب هذا الهزال - حالة الجيش - حمى إنشاء العمارات البحرية - الوضع الحالي للحضارة في مصر - نقد أعمال محمد علي؛ هو فقط الذي يريد الخير؛ يفتقر إلى مستشارين مستنيرين مترفعين عن المصالح الخاصة - طموحه؛ الخطر الذي يحمله - تدابيره مع الأتراك - انحطاط العرب - تباحث أودير مع الباشا حول حالة الجيش - الطلاق بين محمد علي وشعبه - مدح العرب - أسباب تعلق أودير بمصر - نتائج رحلاته في مصر العليا والنوبة - إحصائيات - السكان: الدخل» النفقات. الجزية التي تدفع للباب العالي: زراعة القطن. التجارة. الإسكندرية, ٠‏ مارس م١1‏ ردًا على رسالتكم الخاصة التي طلبتم مني فيها معلومات إحصائية وجغرافية وسياسية وعسكرية جديدة عن مصرء فكم وددت لو أستطيع أن أرسل لكم عملا متكاملاً حول تلك الجوانب المختلفة» لولا ضيق الوقت هنا الذي لم يسمح لي بذلك دون أن يكون فيه خصم من مشاغل أكثر إلحاحًا كان علي أن أوفر لها كل الوقت. أوشك على السفرء ولم يكن باستطاعتيء قبل الإبحار إلى فرنساء إلا أن أقتصر على ذكر سريع لبعض الملاحظات والانطباعات الخاصة» وكذلك ذكريات من فترات مختلفة» لأقدمها لكم في شكل رؤى عامة لحالة ووضع الأمور والناس في هذا البلد الذي لا يمكن أن يسوء فيه الوضع بأكثر مما هو عليه الآن» خاصة فيما 403 يتعلق بالحالة المالية. السكان العرب هنا في حالة بؤس لا يستطيع تخيلها إلا من رآها. ولكن تلك الحالة تفسرها الفوضى الضاربة أطنابها في كل جوانب الإدارة. إبراهيم باشا مستاء من هذا الوضع ويبدي رغبة في علاجه» ولكن ماذا تستطيع العصا أن تفعل في وضع كهذا؟ ردع بعض الأخطاء أو التحذير منهاء ولكنها لن تستطيع أن تسقي العلم لمن يجهلونه ولا يستطيعون؛ أو لا يريدون» التعلم. أضف إلى ذلك كما هائلا من الديون المعلقة والمتزايدة كل يوم»ء بسبب نفقات لا تتناسب أبدذا مع الدخل؛ وموجهة» في كثير من الأحيان» إلى إرضاء النزوات. كل يوم مشروع جديد لا يطلع عليه نهار اليوم التالي إلا ليخبو» بعد أن يتسبب في تضحيات جديدة من الخزينة» لا طائل من ورائها. في لحظة الحماس يريدون الحصول على كل شيء.ء وتجدهم مستعدين لكل شيء؛ ومتعجلي الثمرة؛ تصدر الأوامرء وتستقدم» من كل بقاع العالم» أفضل الآلات والمهندسين» وأكثرهم كلفة» دون أن يؤخذ في الاعتبار أن مد لم تكن ولن تستطيع أن تكون» أرض الفنون الصناعية» لأن مناخها يشكل عائقا مطلقا في هذا الصدد. ثم عندما تصل الآلات بنفقات باهظة يكون المشروع. الذي تم تبنيه على عجل أو أسيء تخطيطه. قد طواه النسيان منذ زمن أو توصلوا إلى عدم إمكانية تنفيذه. الآلات ملقاة هملا هنا وهناك» ولا يتذكر أحد أنها موجودة أصلاء ولا يعرف أحد كيف يعيد تجميع أجزاءها المبعثرة» لو أرادوا العودة إلى أحد المشروعات المهملة. المصانع: التي كانت مؤخرا مثار هوس الباشا وأحد الأسباب الرئيسية للضائقة التي تمر بها ماليته» أصبح معظمها اليوم مغلقا أو تحول إلى مخازن؛ خاصة مصانع غزل القطن التي كانت هي الأصعب في الحفاظ عليهاء والتي كان إنتاجها يوفر ميزة مهمة نظر! لأنها الأكثر ارتباطًا باستهلاك البلاد ولحاجة كل الطبقات الملحة لإنتاجهاء ولكن لحظة الافتتان بها ولتء ولم يعد لدى الباشاء المتقلب» موارد يستطيع تخصيصها لنزوته الجديدة العزيزة على قلبه: الأسطول. 414 القوات البرية التي كنت قد أرسلت لكم تقريرًا مفصلاً عنها سنة 21875 أبعد ما تكون عن إحراز أي تقدم منذ ذلك الحين» بل إنها فقدت الكثير فيما يتعلق بالتدريب والإدارة؛ إذ صار الاهتمام بها ثانويّاء والرواتب متأخرة بعام كامل؛ بل إن المعلمين أنفسهم؛ وبعض الموظفين الأوروبيين الآخرين» أصبحوا مكرهين على دفع رشا كبيرة لأشخاص معينين من أجل الحصول على رواتبهم التي تأخرت لسبعة أو ثمانية أشهر. كذلك الاهتمام قليل بالسلاح الناشئ» سلاح الفرسان» نظرًا لجدته ولأنه من ابتكارات إبراهيم باشا. حُمَّى هذه الأيام هي الأسطول؛ كل شيء مسخر لهذا الهدف الذي أشك كثيرًا في فائدته أو جدواه. فمصر ليست موؤهلةء لا بطبيعة تربتهاء ولا بوضعها الجغرافي أن تصبح قوة بحرية؛ إذ تفتقر إلى الموانئ ولا تنتج أيّا من المواد التي تدخل في صناعة السفن. باختصارء بدا لي الأسطول دائمًا غير منطقي في هذا البلد. رغم ذلك؛ تنفق مبالغ طائلة لإنشائه؛ أو بالأحرى لاختراعه على نحو لا يتفق أبدا مع دخل البلاد» بدلاً من السير فيه بتؤدة وعلى أساس سليم. وعندما يقدم أصدقاء حقيقيون» يهتمون بالفعل بإحياء مصر وازدهارهاء بعض الملاحظات للباشا حول ما يرون ولا . يقرون؛ يجيبهم أنه معترف بخطتهء ولكنه لو كان أصغر سنا لاتبع نصائحهم؛ ولكن لما لم يبق له سوى سنوات قليلة في الحياة» فعليه أن يسرع الخطى حتى يرى ثمرة إيداعه ويستمتع بها. وقد قال لي يومًا: 'لقد فعلت الكثير لشعبيء دعوني أصنع شيئا لمجدي الشخصي أيضنا". بم يرد المرء على مثل تلك الضلالات! إنه يعتقد أيضاء اعتقادًا جازماء أن شعبه سعيد فرح.ء أي أنه يُقنع نفسه بأمر اجتمعت كلمة أكثر مامفية تعامها اخلئ ]لا ونطفوا عند يبتك شفة أمام:الناشا ولا أمام غيره» رغم أنهم يرونه واضحًا وضوح الشمس. هذا الاضطراب الواضح في كل جنبات الإدارة» والناجم عن اندفاع الزعيم؛ الممسك وحده بكل شيء» وعدم اتساق أفكاره» يتساءل المرء معه كيف لم ينجم 415 عنه؛ كما يحدث بالتأكيد في أي مكان آخر حتى في أكثر البلدان ثراءً؛ كارثة مالية . كبرى. لا بد أن النيل إلى جانب كونه مصدرا! خصبا للثراء» فهو أيضًا موضع ثقة لا حد لهاء إذ إن مصر على الرغم من أنها من أسوأ البلدان من حيث استقرار نظام الائتمانء من الناحية الإدارية» يسودها تساهل شديد في العمليات التجارية والمالية أتاح للباشا دائمًا أن يجدء حتى الآن» موارد مهمة في خزائن رجال المصارف الأوروبيين. ربما تكون تلك الثقة وبالا على البلاد لأنها تساهم في انخداع محمد علي في ترائها. على أن بعض التجار الأكثر حصافة»ء أو الأقل جرأة» التزموا الحذر في مضارباتهم؛ لأنهم يرون» وهم محقون في ذلك: أن طمي النيل الذي يمكن أن يتحول إلى ذهب في ظل إدارة جيدة» سوف يزيد من التصحر عندما لا تكون هناك إمكانية» في ظل سوء الإدارة» للعناية بالقنوات والزراعة على النحو الملائم» بسبب الانخفاض السريع في عدد السكان الناجم عن البؤس الذي اشتدت وطأته على كل الطبقات. تكثر الأوهام حول وضع الحضارة الحالي في مصر لمن ينظر إليها من بعيد. كذلك لو نظرنا إلى الأمور بعين محايدة فسنجد فيها ما يدهشنا تناقضه مع الأفكار التي تكونت عنها والتي نرفض رفضنًا شبه تام التسليم بها. ونميل أيضًا لأن نجد في أوهام الناظر من بعيد أمر! طبيعيّاء عندما نجد في هذا البلد بعض العقليات الراجحة تخوض التجربة؛ ولكننا لا ندري ما حاجتهم للدفاع عن أخطائهم عندما تتكشف أمامهم الحقيقة في وقت متأخر. هذا الشغف حقيقي لدى البعض بالفعل؛ ولكننا لا نستطيع إغفال أن هناك آخرين لا ينظرون اليوم إلا إلى مصالحهم الخاصة؛ ولا يريدون أن يعرفوا الحقيقية لأنهم لو فعلوا لكان عليهم الاعتراف بأنهم اقترفوا الخطأ بجهالة. أما بالنسبة لي» فعلى الرغم مما أكده كتاب خضعوا في كتاباتهم لمؤثرات. كريمة؛ أو رأوا الأمور من منظور شخصيء وكذلك كتاب بعض المذكرات الذين كان ما شاهدوه أقل من أن يسمح لهم بالحكم بأنفسهم: فتبنواء في شيء من الخفة» 416 في نصوص أعمالهم رأيًا حملهم شيوعه على اعتباره منطقيًا؛ أقول» أما بالنسبة لي؛ فأرىء عن يقين» أن مصر لن تشهد عودة البطالمة» ليس لأن محمد علي لا يتمتع بصفات رفيعة» أو لم يحدث تقدمًا مهما وينجز أشياء مفيدة بالفعل. في ظل اللروف الصعبة التي تحقق فيها ذلك» ولكن إبداعاته المرموقة على أكثر من صعيد في فكرتها وجرأتهاء ظلت غير مكتملة أو أسيئت إدارتهاء فإن لم تئل هذا المصير المعتادء أصابها التراخي - ذاك العائق الضخم أمام الحضارة لدى الأتراك - فكان الأفول مصير كل مشروع لا يملك قوة الدفع الخاصة؛ أو يحتاج إلى إشراف مستمر دون انقطاع حتى يؤتي ثماره. الانحدار نصيب كل ما لا يقع تحت أعين الباشا مباشرة. منذ أيام قليلة تلقيت من عثمان بك اعترافا صريحا بهذا الإهمال المشؤوم ولكنه الواقع: هذا الأميرالاي مسؤول عن الإدارة العليا لكل منشآت التعليم العام المدني والعسكري في القاهرة» ومع ذلك فهو مقيم في الإسكندرية منذ عام كامل للاهتمام بالبحرية فقط. أوصيته بتعيين اثنين من الشبان الفرنسيين في وظيفة معلمين؛ فأجابني قائلاً: "انصحهم بالانتظارء لمصلحتهم: لأني مذ أصبحت غير متواجد أصبحت مدارسنا تعاني كل أنواع المعاناة. فأنا أتلقى تقارير في غاية السوء؛ كل يصنع ما يحلو له» ولا شيء يسير على خطه المرسوم. إنه أمر محزن ولكنه الواقع. عندما يتاح لي الاهتمام بإعادة الحياة لكل ذلك سوف أقوم بتعيينهما؛ ليطمئنا إلى ذلك.” هذا هو الذراع اليمنى للباشاء وحليفه فضلاً عن كونه أخلص رجاله وأكثرهم استنارة وإخلاصا لكل ما يتعلق بالتقدم وإضفاء الصبغة الأوروبية» يبوح لي متالمًا بحالة البلاد؛ وهو ما يعني أن الفوضى أسوأ حالاً في القطاعات الأخرى؛ لأن المدارس من إبداعات الباشا الأقل تأثرًا ببلادة الأتراك إذ يقوم على إدارتها أساتذة أوروبيون فقط. 47 محمد علي هو الوحيد تقريبًا الذي يريد الخير. ولكن كل شيء حوله يعوقه. وعلى كثرة الأوروبيين حوله» نجد منهم الخانعين محترفي المديح» والمغامرين الذين يجدون مصلحتهم في تقريظ ما صنع وتغذية أكثر الأوهام سخافة في رأسه. والمبالغة الفجة في قدرتهء وذلك من أجل حمله على القيام بأعمال جديدة» عن طريقهمء تفوق قدرته ولا تتسق مع احتياجات البلاد في الوقت نفسه. باختصارء يفتقر الرجل للنصحاء المستنيرين المترفعين عن المصالح الضيقة الذين يجرؤون على قول الحقيقة أمامه. هل يجدهم بين الشباب المسلمين الذي أرسلهم للنهل من المعرفة في أوروبا؟ لنا أن نتشكك في ذلك إذا ما علمنا العقلية الحقيقية لهؤلاء القوم الذين لن يكونوا بالنسبة له. في معظمهم؛ سوى أدوات أقل جهلاً. ولكنها ليست أقل سلبية وخمولاً. على أن محمد علي لا يستاء من لهجة الإقناع؛ فلا أحد أكثر منه استيعابًا لبعض الحقائق» خاصة عندما تأتي من أوروبيين. أعلم ذلك عنه من واقع التجربة إذ كان علي أن أقول له سنة 1877ء كما تتذكرون بالتأكيد» كلمات حادة ودقيقة وتمس الوتر الأكثر حساسية عنده؛ أي حبه الشديد لذاته. كان علي أيضنًا أن أهدده بتدمير أسطوله حتى أحمله على الإبقاء عليه في الإسكندرية» على الأقل حتى تتجمع أساطيل الحلفاء في الأرخبيل. ورغم ذلكء فمنذ ذلك الحين تضاعف الود بل والتعلق بينناء ولم يكف عن التعبير عنه لي في البعد والقرب. بل إنه كرّم ولائي له علنا عندما تيقن من توقعاتي المبررة لمعركة نفارين» وذلك في الوقت الذي كان يغلق فيه بابه في وجه القنصل العام للنمساء الذي كنت أجده دائمًا في طريقي ساعيًا لاختراق جهودي بتأكيداته المتناقضة مع كلماتي. إحدى الحقائق» التي سيفيد كثير! إقناع الباشا بهاء تتمثل في أنه ينبغي عليه أن يكون عربيّاء بمعنى أن ينشغل فقط بعرب البلد الرائع الذي أوليَ حكمه؛ وأن مصر من العظمة والثراء بحيث يمكن أن تصبح وحدها مملكة رائعة وقوية» وأن المكاسب الحقيقية لهذا البلد تتمثل في الزراعة» وأنه إن نحَّى جانبًا ولعه بتقليد كل 415 ما يرى أو يسمع مديحا له - كثيرًا ما يصدر عن نوايا لا يفوته إدراك سوئها - فسوف ينتشل شعبه من البؤس المريع الذي يرزح تحت نيره. أعلم مدى صعوبة إقناعه بالركون إلى تلك الأفكار الهادئة المتواضعة» فقد ضاقت حدود مصر بطموحاته وتقدمت به السن بما لا يسمح لنا بأن نحلم بأن نراه وقد تنازل عن توسيعها. ولكني على اقتناع بأن اللوم الصريح الذي تصدقه الأعمال من شأنه أن ينجح» على الأقل؛ في حمله على إدخال بعض التعديلات على إدارته المدمرة والكريهة بالنسبة لشعبه؛ والمضرة به هو نفسه. ومن أهم تبعات هذا الطموح غير الرصين والسيء. لتوسيع دولته؛ تلك التدابير التي فشلت أمامها كل الجهود في مفاوضاتناء لأن الباشا في مصرء مثله مثل آخرين؛ يظهر اعتناءً كبيرًا بالأتراك الذين لا يحصل منهم إلا على القليل من الخدمات» فهو يغمرهم بالذهب ليقفوا مع مشروعاته المستقبلية» وثلاثة منهم يتلقون منه سنويًا ما بين ©٠0٠0‏ و5060 ألف فرنك ولا يفعلون سوى أن يجلسوا يدخنون الغليون. والبقية مثلهم» مسلمون أجلاف جهلة يترأسون مختلف فروع الإدارة» ويتولون قيادة الأسطول والقوات البرية» التي يشغلون فيها كل المناصب العليا وما تحت العليا. الكولونيل يتقاضى راتبًا يتراوح بين ٠٠١‏ و٠5‏ ألف فرنكء؛ وأصحاب الرتب الأخرى يتقاضون ما يتناسب مع هذا النسق» وذلك لمجرد أن تلك الرتب يشغلها مسلمون هم؛ رغم كل المميزات التي مُنحوها حتى يتسقوا مع المؤسسات الجديدة فإنهم لا يستطيعونء أو لا يريدونء أن يتوافقوا مع الرصين والمفيد من إبداعات سيدهم. وذلك بينما لا يشغل العرب9), المحبون للعمل؛ الأذكياء»؛ ليّنو الجانب والعريكة»ء سوى رتبة ملازم أول على الأكثر. وهم يُستدعون للخدمة العسكرية بأبشع الطرق ويظلون فيها لفترة غير محدودة؛ لا توجد كلمات تصف النظام المتبع في التجنيد» المعصرة لا تساوي شيئا مقارنة به. (أ) يقصد بالعرب هنا المصريين من أبناء البلد. (المترجم) 419 وقد شاهدت بعيني واحدة من تلك العمليات المثيرة للشفقة وللغضب معاء في مصر العلياء وقد حدثت عنها الباشا عند عودتيء إذ أنه» كما يجب أن نعترفء كان يجهل كيف تجري الأمورء فتم وقف التجنيد على الفور واستبدل بشيء آخر. كان هناك مشروع حكيم ومناسب للبلاد تقدم به ضابط فرنسيء؛ ومر على ذلك ثلاث سنوات» ولم يتقرر فيه شيء حتى الآن» وظل كل شيء على حاله. سألني الباشا ذات يوم عن رأيي في جيشه بعد عودتي من معسكر أمضيت فيه يومين لتفقد الأمور عن قربء فأجبته: "إنه مجرد مظهرء فيه عناصر ممتازة لا يمكن أن تؤتي ثمارها بأيدي الرجال الذين يديرونه. الجانب المادي من الجيش جيدء ولكن الجانب المعنوي لا يساوي شيئاء بمعنى أن الجيش يتمتل فيه كل ما يمكن أن يحلم به المرء في جيش كهذاء ولكن الضباط على درجة مشينة من الجهل» فهم يتحركون كالآلة: وبدون المعلمين الأوروبيين» لما كان لك جيش نظاميء لأني لم أجد قائدا واحذا يستطيع أن يحرك فصيلاً دون الاستعانة بهم" فرد علي الباشا قائلاً: "أعلم ذلك؛ بل إني على يقين من أنهم لن يفعلوا شيئًا صائبًا أو ينفذوا أمرًا لي إلا على مضضء. ولكن ماذا تريد مني أن أفعل؟ إنهم مسلمون مثليء فهل أستطيع أن أطردهم جميعًا من مصر”" فقلت له: 'لاء ولكني أرى أنه من الصواب أن يقتسم العرب» على الأقل؛ معهم المسؤوليات الجسام التي يتولونها والتي سيؤدونها على نحو أفضل من الترك". على أن الباشا لو تراءى له؛ في بعض الأحيان» أن يراعي جانب هؤلاء الترك من أجل مشروعاته المستقبلية» فإن كبرياءه تيمنعه من الاعتراف بأنه لا يجروء على أن يضع إدارة مؤسساته وقيادة قواته في أيدي آخرين مخافة أن يجري عليه ما أجراه هو على كثير ممن سبقوهء لأنه بعيد عن رعاياه وخدامه الحقيقيين الذين لا يستعين بهم إلا بوصفهم وسيلة للوصول إلى مآرب أخرى غير تحقيق الإحياء الحقيقي لمصر. فكيف لأبناء البلد إذن ألا ينظروا لحالهم بحنق شديد؟ 410 ليست هناك مصلحة مشتركة واحدة بين محمد علي وشعبه؛ فأسباب النفور والتنائي تحيط بهم من كل جانبء. حتى أن الكثيرين منهم يتحسرون على أيام المماليك. ففي أيام هؤلاء الزعماء العسكريين الذين كان ظلمهم مضرب الأمثال» كانت الإهانات متقطعة وفي أماكن دون أخرىء وتليها في بعض الأحيان سنوات عديدة من الهدوء والعمل الذي يستطيع الناس جني بعض ثماره. أما اليوم» فالجباية المفرطة والمنظمة تمتد في كل أنحاء مصر لا تستثني منها بقعة واحدة» وتطال وطأتها كل أنواع الأنشطة الزراعية والصناعية التي يستطيع السكان الاعتماد عليها للفكاك من حال لم يُبِقٍ لهم سوى على أعيّن يذرفون الدمع بها. إبراهيم باشا على بصيرة أفضل بوضعه وبمصالحه الحقيقية» فهو يعتبر نفسه من أبناء البلد ويريد أن يصبح واحدا من أهلها؛ لأنه قدم إليها صغيرا. فقد عرف هؤلاء الرجال الشجعان وخبرهم عندما حارب معهمء ولا يكف عن امتداحهم؛ خاصة فيما يتعلق باستعدادهم لتحمل أقسى أنواع الحرمان. أما بالنسبة لي» فأعترف بأني أمتلئ إعجابًا بهم؛ وهم أذكياءء» لينوا الجانب» ملتزمون» نشطون: تراهم وقد أصبحوا بحارةء وجنود مشاة» وفرساناء ومهندسينء وأطباء: وميكانيكيين.. إلخ. إنهم يصلحون لكل شيءء؛ هم عجينة تستطيع تشكيلها كما تريد. ما أعظم الفرق بين الأتراك الأجلاف بخواء عقولهم وشدة طمعهم؛ وهذا الشعب الطيب معدنه؛ السهل إرضاؤه! يمكن إنجاز أشياء عظيمة برجال كهؤلاء. تلكء سيدي الجنرال» صورة وإن تبدو قاتمة نوعًا ماء إلا أني قد أطلقت لحقيقة مشاعري فيها العنان. وأؤكد لكم أني لم أبالغ في شيء مما قلت؛ وأن . قناعاتي الحقيقية هي التي أملت علي ما كتبت. هناك الكثير الذي أستطيع أن أضيفه؛ ولكني اكتفيت بالإشارة التي تفي بالغرض. لقد أفضتء في رسالتي هذه؛ بأكثر مما كنت أنويء. حول الباشاء لأنئ ارتأيت أن التعريف بمثالب محمد علي مثل ذكر مناقبه» لا يخرجان عن السياق» ويشيان بما يمكن أن ننتظر منهء والحذر الذي ينبغي توخيه تجاه سرعة تقلب طبعه 421 وطموحاته؛ وذلك في ظرف يدفعنا فيه مشروع تحالف أول أن نعتقد في احتمال أن تؤدي ظروف أخرى إلى ميلاد تحالف جديد بين فرنسا وهذا الأمير الذي لا يسير سوى وراء رغباته» ولا يستمع لنصح سوى من نفسه. باختصارء من المصلحة أن تعرف حكومة جلالة الملك مع من تتعامل. وأنا أكتب تلك الكلمات وقع في نفسي أنه من المناسب أن أرسل نسخة من هذه الرسالة إلى سيدي الأمير بوليياك مباشرة. لا تنس» سيدي الجنرال» أني إن كنت قد أطلت الحديث عن مصر هناء فما ذاك إلا حبًا في الانشغال بهذا البلد الذي يثير عندي الاهتمام من أكثر من زاوية. وقد وجدت في الوالي» إلى جانب عقليته الفذة» ورؤاه العظيمة» صفات شخصية ربطتني بهء واستعداداء لكيه التجرية أبذاء للاستماع للحقائق والملاحظات أي كانت طبيعتها. من هذا المنطلق أ أثبت له صداقد قتي لأني؛ كما تعلمون؛ أفهم الصداقة على هذا النحوء صنو للإخلاص. وأصدق دليل على هذين الشعورين في نظري» هو الصراحة المطلقة والكاملة في الحديث. ويبدو أن هذه الطريقة ليست أسوأ من أي طريقة أخرى؛ لأنها نجحت معي حتى الآن. يضاف إلى هذا الباعث شعور خاص جعلني أرقب هذا البلد عن كثب دائمًا؛ إذ فيه قتل جنرال كانت تربطني به صلة قُربىء بعد أن أبلى فيه بلا حسنا لصالح وطنه ولصالح المستعمرة التي حكمها لفترة من الزمن. لو كان فيما قلت عن مصر وزعيمها بعض القسوة» فلا حاجة بي لآن أذكر لك أنت. سيدي الجنرال؛ أن تلك هي الحقيقة كما رأيتها وشعرت بهاء وليس كما قد توحي المظاهر أو النظر في خفة وسطحية؛ بل بعد حكم عقلاني. ولو افترض في أخرونء وهم يقرأون ما كتبت» سوء نية أو ميلا للمناقضة» ففي المشاعر الشخصية التي أكنها لمحمد علي والتي لم آل جهذا في إعلانهاء ما يكفيني تلك المظنة. 002 أعتقد أني قد أجبتك هنا لما طلبت في رسالتك. فيما يتعلق بالسياسة على وجه التحديد» فأعتقد أن التقارير التي كتبتها حول المسألة التي جاءت بي إلى هنا تمثل الصورة الحقيقية للباشاء وبالتالي فلا يسعني سوى أن أحيل إليها. أما بالنسبة للجزء العسكريء فأرسل لك تقريرًا موجزً! عن قوات الباشا البرية والبحرية. سوف يكفي هذا أيضًا فيما يتعلق بشؤون السفارة في هذا الصدد. وسأعكف أثناء وجودي في الحجر الصحي في طولون على كتابة مذكرة مفصلة في هذا الموضوع. إذ طلبت مني وزارة الحربية ذلك» وسأرسل لك نسخة منها. نظا لأني لم تتح لي فرصة:» أثناء المهمتين الأخيرتين؛ للتجول في أعماق مصرء فليس لدي ما أضيف للمعلومات والمشاهدات الجغرافية التي كنت قد جمعتها من قبل عن مصر العليا والنوبة» والتي ساعدت؛ كما تعلمون» لابي ونوما”*)؛ على تصحيح الخرائط التي نشرها مؤخر! وزيادتهاء اعتماذا على خرائط عمله الكبير. تسميات ونطق- أي هجاء- أسماء الأماكن العربية» تطلب مراجعة دقيقة» جعلت منها مهمة خاصة؛ على ما تبعث من ضجر. هذه الخريطة على حالها الآن» تبدو لي أفضل وأدق ما يمكن تنفيذه» وقد وزعت عدذا لا بأس به من نسخها هنا. يبقى معي أيضًا رسومات لبعض المسارات والمواقع بالشام؛ رسمتها بالنظر واعتمادًا على البوصلة أثناء رحلاتي الاستكشافية في تلك البلاد؛ أو جمعتها أثناء زيارتي للمنشآت الدينية في الأراضي المقدسة. أحمل تلك في حافظة مستنداتي. يعرف لابي ذلك ويستطيع الحصول عليها أنى شاء؛ كما استطاع الحصول على تلك التي أرسلتها له تباعًا عن مختلف أرجاء الدولة العثمانية. أخيراء بالنسبة للإحصاء الشامل في البلادء فتمتلئ به كل الكتب المنشورة عن مصر. وهو أيضا محط ملاحظات كل زائر لهاء ولا يختلف إلا قليلاً» بعض مصانع أقل» وفقر أكثرء ذاك كل ما يمكن إضافته لما ذكرت لكم من قبل في هذا الصدد. بالنسبة لعدد السكان فقد قل؛ ولكن من الصعب الحصول على أرقام دقيقة 4003 في بلد لا يستخدم الإحصاء أبذاء ولكنه يدور حول نحو 7,5 مليون نسمة كما كان في السابق7. الدخل يصل إلى حوالي مائة مليون فرنك في حده الأقصىء: وهو تابع لتقلبات النيل. أما بالنسبة للنفقات فهي بالطبع أعلى بكثير من الدخل» ولكن الحكومة؛ التي تتحايل دائمًا لإيجاد موارد غير ثابتة» وبالتالي أكثر إرهاقًا لماليتها وإضرار! بهاء وكذلك من أجل الحفاظ على مصداقية تتوهمهاء تهتم كثير! بإخفاء حقيقة الدخل والمبالغة في أرقام المنصرفء مما يستحيل معه أن يحصل المرء سوى على بيانات تقريبية» أو تحمل الكثير من المجازفة. الجزية السنوية المدفوعة للباب العالي تبلغ ستة ملايين قرشء ويقدر البعض ما يدفعه محمد علي سنويًا لخزينة القسطنطينية بخمسة عشر مليون قرش (خمسة ملايين فرنك)؛ بخلاف النفقات الطارئة التي تُفرَض عليه. ينوي إبراهيم في العام القادم أن يدخل توسعا كبيرًا في زراعة القطن؛ مصدر الدخل الرئيسي. التجارة تسير على هوى النيل وسياسة الباشا. وختامّاء أكرر أني لم أستطع جمع كل تلك المعلومات سوى على هامش أمور أخرى؛ وعلى فترات متقطعة؛ ودون مشروع قائم بذاته أو نية القيام بعمل متكامل. وذاك أني كنت على انشغال كبير بأمور أكثر خطرا! خلال الأسابيع الخمسة التي قضيتها هناء ولم أتحدث مع أحد في الأرقام إلا على سبيل الثرثرة أو تزجية الوقت. (أ) من المحتمل أن عدد السكان لم يسجل زيادة ملحوظة؛ وذلك بسبب وباء الكوليرا الذي أصاب البلاد في عام 187١‏ ء لدرجة أن محمد علي باشا أخر إرسال حملته إلى الشام للعام التالي نتيجة لهذا. (المراجع) 424 الأمر المؤكد أن هذا الموضوع أعتقد أنه من أولويات مهام قنصل جلالة الملك الذي يستطيع دون أدنى مشقة» وأفضل من أي شخص آخرهء أن يوفرها لكم. أعتقد أنه أرسل لكم جداول لا تعدو كونها كشوفات بما يمكن معرفته حول مختلف المكونات الإحصائية لمصر. 3122-2 1 , [ عأملاعظ ,0116م عع00022مدع001) .8.م 105 ١‏ - مذكرة أودير حول عدد أفراد القوات البريخّ واليحريخ لوالي مصر الإسكندرية» ١7‏ مارس ١8٠١‏ الجيش النظامي المشاة - ١١‏ فرقة كانت تتكون عند إنشائها من © كتائب تضم كل منها ٠‏ فرد. كان من المفترض أن تصبح إحدى تلك الكتائب كتيبة معسكرء ولكن لم يتم تنفيذ ذلك أبدا. الفرق الثماني العائدة من المورة لم يتم إكمالهاء لذلك نورد عددها هنا على أساس 4 كتائب عدد الأفراد الفرقة الأولى في سنار ا الفرقة الثانية في الإسكندرية ام الفرقة الثالثة في زفتى وميت غمر على فرع دمياط 5 الفرقة الرابعة في رشيد وأبي قير لضن الفرقة الخامسة في نبروه (الدلتا) رض الفرقة السادسة في سمندريس (الدلتا) سس الفرقة السابعة في أبو كبير (الدلتا) ليقن الفرقة الثامنة في دمياط م الفرقة التاسعة في مكة 4 الفرقة العاشرة في طرة (القاهرة) ا" 476 الفرقة الحادية عشرة في القاهرة ٠‏ 0 الفرقة الثانية عشرة في الخانكة (قرب القاهرة) ع كتيبة معزولة في الإسكندرية م كتيبة في دنقلة د مجموع أفراد المشاة لف ملحوظة: عدد أفراد فرقتي المشاة في سنار ومكة أوردناه كما كان عند مغادرتهما لمصر. العدد الحالي أقلء بالتأكيد» من العدد المذكور هناء ولكتنا لا التفتيش لم يستخدم بعد في جيش الباشا. تم مؤخرًا سحب 40.٠‏ رجل من فرق المشاة» وتم ضم ٠٠٠١‏ منهم إلى حامية الإسكندرية» وذلك ليتم تكوين فرقة حراسة منهم. تم تجنيد عدد من الرجال ويتم تدريبهم الآن لتشكيل فرقتي مشاة. الفرسان - سبع فرق يتكون كل منها من ©٠٠‏ رجل تضمها لواءات يتكون كل منها من فرقتين» مقيمون في طرة: 76٠٠‏ رجل. عهدد الخيول في الفرق السبع حوالي 3596ل سوف يتم تشكيل فرقة ثامنة قريبًا. عدد الرجال ١‏ كتيبة نقابين في الإسكندرية تءلم ١‏ كتيبة نقابين في القاهرة ثءم 417 كتائب مدفعية في طرة 3 ١‏ كتيبة عربات مدفع في طرة ثءم كتائب مكونة من شبان أتراكا هم ضباط أشبال ليتم الاستعانة بهم في قوات المشاة النظامية فيما بعد؛ في المعسكر 35 وفي مدرسة أركان الحرب التي تضم عربًا وأتراك سيصبحون ضباطا في تلك القوات وفي القوات الخاصة؛ في المعسكر 1 المجموع محقم ملخص أعداد الجيش النظامي عدد الأفراد | مشاة لف ظ فرسان 6 قوات متنوعة 66م المجموع 6٠٠‏ قوات غير نظامية فرسان عدد الأفراد ١‏ أورطة في مكة 6 ١‏ أورطة في سنار 8 008 أورطتان في مصر العليا ددطل, ١‏ أورطة في دمياط ع قوات البدو الذين يتلقون رواتب من الباشا يصل عددهم إلى نحو فلوء؟” المجموع واو المدفعية عدد الرجال أورطتان في الإسكندرية 0م " أورطات في القاهرة ودمياط ١”‏ المجموع 00 ملخص عدد أفراد القوات غير النظامية عدد الرجال فرسان فاو ل" مدفعية ثو وآ المجموع 2 429 البحرية بحارة نظاميون يعملون على العمارات البحرية للباشاء حوالي 0*6 بحارة عمال في الترسانة 24 مجموع أفراد البحرية 4606 ملخص عام للقوات البرية والبحرية النظامية وغير النظامية لوالي مصر عدد الأفراد جيش نظامي 20٠٠٠‏ قوات غير نظامية ”3 بحرية لمحل المجموع العام دءولام ملحوظة - القوات التي كان الباشا قد أرسلها إلى قبرص تم تسريحها مؤخرًا. بقي حوالي ٠٠٠١‏ رجل في جزيرة كاندي!) تحت قيادة مصطفى باشا. هذه القوات غير النظامية» مثلها مثل تلك التي كانت في قبرصء؛ والمكونة بأكملها من الألبان والأرنؤوط لم يتم حسابها ضمن القوات (أ) كاندي: المقصود بها عاصمة جزيرة كريت. (المراجع) 030 العاملة أو التي تحت تصرف الباشا لأنها سوف يتم تسريحها بمجرد الاستغناء عن خدماتها في كاندي. عدد قوات البدو الأعراب يمكن أن يتضاعف عما هو عليه الآن الأسطول فرقاطة قوة ٠١‏ مدفعًا منتظر وصولها من أركينجل وليفورن فرقاطة قوة ٠٠‏ مدفعًا تم تدشينها منذ شهر في الإسكندرية -_ ا بريجه / مجموع العمارات البحرية ؟ تحت الإنشاء في ورش الإسكندرية وتم إنجاز أجزاء كبيرة منها بارجة قوة ٠٠١‏ مدفع ؟ قرويت ١‏ ١ نقل‎ المجموع 5 5- 331 ,1 عاملراوظ ,عسوأ ء)ناهم ععمدلمممدعجرو0 .8 م 431 47 - من ميمو إلى بولينياك ملخص: - لقاء مع الباشا - أسف ميمو لفشل المفاوضات - يُفند اعتراضات الباشا - رد محمد علي - رأي القوى الأوروبية - زيارة مسيو بيكر للباشا - محمد علي يسخر منه - علاقات الباشا مع الباب العالي - الباشا ينتظر الفرمان المطلوب للاضطلاع بإخضاع ولايات البرير - الأسباب التي يرى ميمو أنها وراء استمهال محمد علي. القاهرة. “؟ مارس 1١/87٠١‏ بعد الزيارة الأولى الخاصة بتبادل التحيات والترحيب الرسمي بعد عودتي إلى القاهرة مباشرة» والتي قدّمت فيها رفيقي في السفرء مسيو لانجسدورف» إلى الباشاء عقدت مع سموه اجتماعين خاصينء» استغرق أولهما ليلة كاملة من ليالي رمضان الطويلة. وقد رغبت في حضور مسيو لانجسدورف لهذا الاجتماع الأول» ليس فقط لأنه مطلع على كل مجريات المفاوضاتء ولكن أيضًا حتى يكون قادرًا على أن ينقل لمعاليكم» شفويّاء كل الدقائق التي لا أستطيع وصفها كتابة» حول نبرة الحوارء وكيفية تحدث محمد علي وإنصاته» وطبيعة علاقتي معه. كانت مغادرة البريجة إكليبس التي حملت مسيو أودير إلى الإسكندرية هي التكأة التي اعتمدت عليها لفتح الموضوع. وأعربت عن أسفي لقرار سموه بجعل المفاوضات تجري في الإسكندرية» وهو ما أجبرني» بدعوة منه» على الذهاب إلى هناك بنفسيء فحرمني وسائل تقديم إيضاحات شفوية»ء هي دائمًا أفضل من الردود . المكتوبة المنقولة بالبريد» حول المقترحات التي كانت تحمل بلا شك سوء فهم أو خلطا في التعبيرات والأفكار. وقلت له إن ذلك لو كان حدثء واستطعنا تبادل 432 الحديث بالسرعة والصراحة التي نتمتع بهما الآن في حديثنا هذاء فلربما استطعنا إثبات أن الأسباب التي دعت إلى رفض الحملة على الأساس الذي تُطرح عله اليوم خيالية وعلى غير أساس. السبب الذي سيق لنا هو أن الحملة لم تعد إسلامية محضة كما ينبغي أن تكون حتى يكتب لها النجاح» وأن صيغة العملية المشتركة الذي يراد لها الآن» يجعلها مستحيلة على محمد علي إذ تسيء له أمام أبناء أمته وبني دينهء فيفقد كل مكاسبه بموقفه هذا. وعلى هذا الاعتراض أجبته: “ما الذي كانت تحمله الحملة في إطار المقترحات الأولى من طابع إسلامي أكبر؟ ألم تكونوا ستتحركون في تنسيق تام مع فرنساء وبهدف خدمتها فقطء إذ لا نزاع بينكم وبين تلك الولايات لتقوموا بتسويته؟ ألم تكونوا ستقبلون مساعدة مالية؟ ألم توافقوا على أن تتلقوا من الحكومة الفرنسية؛ إذا اقتضت الحاجة» ضباطًا من سلاحي المدفعية والمهندسين» وكذلك معدات ومؤن؟ ألم تكن تلك عملية مشتركة» أو لنقل تحالفاء كما هي الحال في المقترحات الثانية؟ هذه المقترحات الأخيرة توفر لكم» كما في الأولى الحصول على ضباط من سلاحي المهندسين والمدفعية إن احتجتم وطلبتم ذلك؛: ولكم أن ترفضوا الاستعانة بهمء ولإبراهيم باشا أيضا مطلق الحرية في طلبء أو عدم طلبء قيام البوارج الفرنسية بمحاصرة طرابلس أو مهاجمتها من البحر. لا نرى أي اختلاف في المبدأ ولا في كيفية التنفيذ بين الحملتينء اللهم إلا كون الثانية أصبحت الآن أكثر قابلية للتنفيذ وأقل اتساعًا في نطاقها. فيما عدا ذلك سيتم التنفيذ بكل الاستقلال الذي ترغبون سموكم,ء والذي سيجعلها إسلامية كما ترومون. ولمساعدتكم على الاستيلاء على الولايتين الجميلتين دون أدنى مشقة» تعرض عليكم فرنسا قرضنا بعشرة ملايين فرنك عذا ونقدا وكذلك حمايتها لدى كل الدول الأوروبية." كتبتم لي» سيدي؛ ذات مرة برغبتكم في الوقوف على دقائق العبارات التي حدثت الباشا بها وتلك التي أجابني بها. سوف أورد هنا إجابات محمد علي على هذه الحجة كما قالهاء جامعا متناثرها الذي جاء في سياق حوار طويل؛ مركز! على المهم فيها وما يحمل روح فكره. 013 'لقد أبلغتكم مرتين» عن طريق إبراهيم باشاء بالأسباب التي حملتني على عدم الانخراط في عملية مشتركة مع فرنساء رغم تعلقي بها ورغبتي العارمة في خدمتها. أستطيع أن أعيدها عليك مرة أخرى (وهو ما فعله). أنا أعظم وزراء الدولة العثمائية وأكثرهم تمتعًا بالحب» وتحالف مثل الذي تعرضون علي سيفقدني ثمرة كل جهودي: سيلحقني العار في عيون أبناء أمتي وبني ديني» سأصير محتقرًا ومُزدرى...ليست البواعث الدينية هي التي تملي علي هذا المنطق. الكل يعرفني» فأنا مترفع عن الأحكام المسبقة التي تتبناها أمتي» ولست مسلمًا أكثر مني مسيحيًا في سياستي. أفكاري أسمى من هذا. أنا لم أصبح على ما أنا عليه سوى بسمعتي في أمتي وبرأيها في شخصي. ستقولون لي إن أبناء أمتي وديني هم حمير وبقر. أعرف ذلك جيذاء ولكن هؤلاء الحمير والبقر هم قوتي. التحالف يعني خسارتي» موتي. لدي أسبابي التي تجعلني أحدثك على هذا النحو. إن العربي في الصحراء يعرف علة ناقته أكثر من أعظم طبيب في أورويا." -”كنتم ستلقون الملامة من أمتكم أيضنًا عندما أردتم تولي الحملة على الولايات الثلاث لخدمة دولة مسيحية. ولكن ذلك الاعتراض لم يبرز حينها. بل قيل لي في الاجتماع الأخيرء أنكم حتى لو لم تحصلوا على فرمان من الباب العالي» فستمضون فيها. من أين جاء إذن هذا التغير في الموقف؟" -" مسيو دروفيتي هو الذي قال لي إن الحكومة الفرنسية ستنظر بعين الرضا لو خدمتها في مسألة الجزائر. وقد أفصحت له عن الوسائل التي أملكهاء فأطلع كبار رجالات فرنسا على ما دار بينناء وتعلمون ما جرى بعد ذلك فيما بيننا. خدماتي كما أردتء وأستطيع» أن أقدمهاء لم تلق القبول. اقترحتم خطة أخرىء» خطة التحالف التي لا يمكن أن تتسق معي. لست أنا الذي تغير. أنا لا شيء ولا أستطيع شيئا في هذه الخطة الأخيرة» فأنا أعرف مصدر قوتي في الخطة الأولى. لم يكن السلاح هو الذي سيحسم لي الأمر بل الرأي والكلمة." 434 -'ومن الذي له أن يمنع سموكم - بما أنكم تريدون تحاشي الخطأ المزعوم بالتحرك ضد مسلمين تحالفا مع دولة مسيحية - من أن تتسقوا على نحو أكبر مع الرأي العام الذي تقولون إنكم في حاجة لمراعاته» وذلك باستيلائكم على ولايتي طرابلس وتونس زاعمين علنا أنكم إنما تنقذونهما من الجيش الذي يستولي على الجزائر والذي قد تكون له نية في القيام بزيارة عسكرية إليهماء فتحفظون لهماء باحتلالكم السريع» البقاء تحت سلطة إسلامية؟ سوف تستغنون سموكم في هذه الحالة عن سفننا وجنودناء ولكننا سنقدم لكم الملايين العشرة دون أن ننطق ببنت شفة عنها لأي إنسان» واتفاقنا الذي تكتنفه السرية التامة سيكون مثل الاتفاقيات السرية التي تُبرم كل يوم بين الدول المتحضرة.' -" آه لا! السرية لا يمكن الحفاظ عليهاء كل شيء يُعرف في أوروبا. ألا تقرءون الصحف؟ أتظنون أني لا أقرأها أنا أيضًا؟" -"أعلم ذلك تمام العلم» ولكني أميل إلى الاعتقاد بأنكم» مثل كل المستنيرين في أوروباء لا تلقون إليها بالا وتتوخون عدم التأثر بملامتها أو مديحهاء بمنطقها أو أوهامها. هذا فضلاً عن أن الصحفء سواء تكلمت أم لاء فالمؤكد أن فرنسا سوف تلقي» بعد أيام معدودة» نحو ١‏ ألف رجل على ساحل الجزائرء ولا يساور أحد الشك في أن مشروعًا تم التخطيط له بهذه الحكمة سينفذ على أفضل نحوء وأن رفض سموكم المشاركة فيه سيفوت عليكم فرصة:؛ ربما لن تجدوها بعد ذلك؛ للتحرك في مصلحة مشتركة مع القوى الأولى في أوروباء فتحظون بذلك بتشجيعها وتقديرهاء وتجنون مجذا جديدا." -"هل تعلم ما هي مشاعري وكيف كانت اقتراحاتي التي لا زالت كما هي. أنا مستعد دائمًا للوفاء بوعودي لو تركت لي حكومتك قيادة كل شيء واقتصرت على الاستعداد دون التحرك الفعلي. تقول إن فرنسا سوف تتحرك على الفور وبأقصى نشاطء ولكني أعتقد أني قرأت في إحدى الصحف أن كل شيء تم تعليقه." 435 -" هذه الصحيفة تقول أكاذيب. فالاستعدادات» على عكس ما تقول» تجري على قدم وساق." -”أصدق ذلك ما دمت أنت قائله. هل تعلم أين سيؤدي يكم مشروع كهذا؟ من ناحية النفقات عدة ملايين. سوف ترسلون ٠١‏ ألف رجل في البداية؛ ثم سيتعين عليكم إرسال آخرين. سوف تجدون في تلك البلاد رجال متمرسون في القتال يعترضون سبيلكم؛ أعداء لم يكن لهم ليكونوا كذلك معي. هذا هو ثمن بلد لا يستحق كل هذا العناء. كان هناك في الماضي داي في الجزائر علم أن دولة أوروبية تجري استعدادات ضخمة لقصف المدينة. وعندما علم بالتكلفة التي سيتكلفها هذا المشروعء قال لو أعطوني نصف هذا المبلغ لأضرمت النار في المدينة بنفسي." بعد هذا التبادل لبواطن الأمور الذي جرى بيننا في روح من الودء تطرق بنا الحديث إلى ردود أفعال الدول الأوروبية على مشروع إخضاع الولايات الثلاث والقضاء على القرصنة» في ضوء أوضاع تلك الدول وعلاقاتها السياسية. وقلت إن حكومة جلالة الملك عندما أبلغت حلفاءها بهدف الحملة وكيفية تنفيذهاء» وطلبها تعاون والي مصرء تلقت من تلك الحكومات آيات الامتنان لخطط الملك الكريمة وتأكيدها الرسمي على تأييدها الكامل للمشروع الجديد ونتائجه. وأضفت أن تحت يدي أمر من الحكومة البروسية لقنصلها في الإسكندرية بتشجيع محمد علي على هذا التعاون» وأن الإمبراطور نيقولاس كان سيرسل تعليمات مشابهة لو كان له قنصل هناء ولكني مخول بإطلاع الباشا على أن موقفه مشابه لموقف بروسيا. صاح الباشا: * إيه! ليس هنا وليس بالكلمات تساعدكم روسيا في خططكمء ولكن في القسطنطينية يجب أن تكون مساعيهاء إن أرادتء بالتنسيق مع حكومتكم. هناك تستطيع كل شيء وتفعل كل شيء. هل تعلم أنها قامت مؤخرا بتغيير الريس أفندي؟" 456 وعلى سؤال ساخر نوعًا ماء حول روابطنا الحالية مع إنجلترا والاهتماء الحقيقي الذي كان ينبغي أن تنظر به للحملة» أجبته أن هناك احتمالا بالا تنظر إنجلتراء بالرضا الكامل» إلى تنسيق محمد علي لجهوده مع فرنسا في مشروع مشترك يهدف إلى تقليص سلطة السلطان»: ولكن ذلك لا ينطبق على حالتنا هذه؛ إذ إن حقوق الباب العالي تمت مراعاتها في مشروع الاتفاقية على أكمل وجه؛ ولكن بالنسبة لخطة القضاء على القرصنة» فهي أبعد ما تكون عن الملام» إذ حيّت الفكرة تمامّاء ولو كانت قد أبدت بعض الأسف فمرده أنها لم تدع للمشاركة وتكون لها الأفضلية على أي حكومة أخرى. قادني الحديث إلى دفع الباشا للحديث عن الغرض من رحلة قنصل إنجلترا العام الذي قابلته في المحمودية عائدًا إلى الإسكندرية» بعد أن أمضى ثلاثة أيام في القاهرة ليقابل الباشا مرتين» وأمضى اثنا عشر يومًا يكافح الرياح في النيل ويجاهد نفاذ صبره. وقلت للباشاء في بساطة ودون أنفعال» إني. لا أعتقد أن مسيو باركر قرر فجأة أن يقوم برحلة غير مريحة ومضنية؛ لا تتفق طبيعتها مع مزاجه أو عاداته؛ فقط بسبب الرسائل المتعلقة بالهند التي يقول إن سفينة بخارية قادمة من كورفو حملتها إليه» وليتحدث فقط عن مشروع المواصلات الذي يبدو أن الإنجليز منشغلون به كثيرا. مر الباشا مرور الكرام على الرسائل المتعلقة بالهندء والتي تبعث عنده دائما روح الدعابة؛ ولكنه لم ينتظر مني حثًا ليصرح بأن مسيو باركر تحدث» في هاتين الزيارتين القصيرتين» عنٍ مشروع. الخملة المشتركة مح فرنساء ولكن بشكل هامشي لا يحمل نبرة من كلف بمهمة. ربماء لأكون صادقاء لم يرد الباشا التصريح بكل شيء. ولكن حبهء وإبراهيم باشا أيضاء للسخرية من مسيو باركر المحترم لم يفارقه فأثار عنده يعض الدعابات القوية. قال له القنصل العام إن الناس تتحدث في كل مكان عن الاستعدادات الضخمة للحملة» فأجابه الباشا: "انظر حولك وسوف 0137 تعرف أنها حكايات من نسج الخيال. لا أقوم بأي استعدادات حربية» وكل شيء يجرى حسب العادة. ولكني قرأت ما تقول في الصحف." وقد قلت للباشا - كما أشرتم معاليكم في رسالتكم المؤرخة ١8‏ فبراير - أن بإمكانه أن يطمئن تمامًا من ناحية إنجلترا. وبدت منه إشارة اعتقدت أنها ربما تكون سلبية» فقلت له إنه لو كان هناك خطرٌ يُخشى من هذا الجانب» فهو ليس الخطر الذي يشغله الآن» ولكنه بالأحرى خطر آخر ربما لم يخطر له على بال. 'قلت لسموكم إن إنجلترا أبدت أسفها لأننا لم نعرض عليها المشاركة في تنفيذ هذا المشروع النبيل. أفليس من الممكن إذن؛: بعد رفضكمء أن يريد جلالة الملك إرضاء دولة حليفة فيشركها في خططه؟ من يدري؟ فربما في تلك الحالة» وبعد أن تكون سموكم قد فوتتم فرصة احتلال طرابلس وتونس وهي في متناول أيديكم » ترون هذا الجزء من الحملة في عهدة شريك جديد. وتجرأت وسألته كيف سيشعر نحو هذا الجار الجديد". أجاب الباشا مندهشا من المفاجأة 'سأشعر بالسوء؛ ولكنه أقل بكثير عندي من الموافقة على اقتراحاتكم الحالية". وهنا انتقلت مباشرة إلى مسألة العقبات التي كان يمكن أن تأتي من جهة الباب العالي منذ الاقتراحات الأولى» ورجوته أن يحفظ وعده بالصراحة دائماء فيجيبني بصراحة لا تقل عن صراحة سؤالي. ذكرته بالعقبات فقال لي إنه يتذكرها جيذا وإني كنت أنا الذي أعلمته بأن الباب العالي رجع عن ابتعاث طاهر باشاء وإنه أعلن أن لا شيء مشتركا بينه وبين الجزائرء وأنه لن يقلق كثيرًا على المصير الذي ينتظر حكومتها. واستنتجتء أمامه؛ من ذلك أن الباب العالي فقد بذلك حق التدخل في خلافاتنا مع الولايات: وأصبحنا نحن سادة قرارنا بالتحرك ضدهاء مع أصدقائنا» كما كنا قد عزمنا. 438 وأجاب محمد علي بأن الأمور كما هي عند النقطة التي تحدثنا فيها عنها آخر مرةء وأنه الآن بصدد مصالحة جديدة وتقوية روابط مع خسرو باشاء ولكنه مع ذلك كلف أحد رجاله المخلصين (نجيب أفندي) بالتحقق من أن تلك المساعي ليست مكيدة يراد الإيقاع به فيهاء وأنه أصدر أوامره بإقناع الباب العالي بأن الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتمكينه فعليًا من دفع المستحقات التي يطلبها منه هي تسليمه الفرمان الذي طلبه؛ وفي النهاية أن علينا نحنء بالتنسيق مع روسيا بما أنها مهتمة بالمشروع؛ ومع الاحتراز من إنجلترا غير المستعدة لمساعدته في القسطنطينية» أن نسعى لاستصدار الفرمان. وهو يرى أننا حتى لو حصلنا على الفرمان» وهو ما يشك فيه؛ فسيُستبعد» بكل تأكيدء أي لجوء للحصول على مساعدة دولة مسيحية. يُنتظر وصول البريد الذي يحمل نتيجة مساعيه بين يوم وآخر. وقد وعدني بإطلاعي على النتيجة بمجرد وصولها. لو لم يتأخر وصول الرد عن يوم 51 فسأطلب من مسيو لانجسدورف الانتظارء إذ إن الأمل الوحيد الباقي لنا يأتي من تلك الجهة؛ فإن لم يكن ذلك كذلك فسأحثه على الاستعداد للإبحار في ١‏ أو ؟ أبريل. ذكرتي الباشا بما قاله لي في السابق» وكتبته لمعاليكم في أول فبرايرء من أن الفرمان لو صار بحوزته فبإمكانه التغاضي عن البوارج الأربع وأنه سيشرع في الحملة دون هذا المدد الذي لن تكون له ضرورة حينها. من الواضح أن محمد علي لن يفعل شيئًا الآن بدون الفرمان» رغم أنه لا يؤمل كثيرًا في صدوره. كانت الظروف والأمور والاتفاق كلها تسير على ما يرام منذ أربعة أشهر. وقد واليت معاليكم بالتطورات التي طرأت على موقف الباشا من القسطنطينية وعلى تفكيره. أما اليوم» فإن كان من جانب يَخشى إثارة استياء الباب العالي وتعصب المسلمين لأسباب لا محل لها في هذا الظرفء وربما تمت يصلة 439 للمعلومات التي قلتم عنها في رسالتكم المؤرخة أول فبراير إننا لسنا في حل من الإفصاح عنهاء فمن جهة أخرى يدفعه ما يقول أنه يعلم عن الفوضى التي تعم القسطنطينية وكل ولايات الدولة والقرب المحتمل لانفجارء وربما كارثةء إلى الحفاظ على قواته غير متفرقة» وأن يوحي بأنه منكب على الزراعة والتجارة ققطء وأن يستكمل تنظيم جيشه الذي هو في مسيس الحاجة إلى هذا التنظيم» وأن يُكوّن» بالسرعة التى يستغرقها التفكير إن أمكن؛ أسطولاً مهِيبّاء وأن ينسق بين مصادر قوته ليكون على أتم استعداد لأي حدث طارئء فيستفيد من أخطاء يدفع إلى اقترافها الغرور أو من خدمات يسوقها القدر على غير انتظار. 8-- 342 1,1[ عاملاعظ ,عداو 1 أامم ععصد لودع م00 .8م 440 85 -من جيومينو إلى بولينياك ملخص: - جيومينو يُعلم الباب العالي بقبر إبرار جيش فرنسي في الجزائر - تسليم الريس أفندي جواز مرور لطاهر باشا - مقابلة مع طاهر باشا ومع ساري عسكر - قلق السراي من خطط محمد علي - عرض نجيب أفندي - الجزية التي تدفعها ولايات البربر للباب العالي. القسطد لقسطنطينية, ٠‏ مارس ٠م١1‏ وصل مسيو ديليل !اذاه إلى القسطنطينية في ١5‏ مارس حاملاً بريدكم المرسل في ١١‏ فبراير. في يوم ١5‏ أرسلت ترجماني الأول إلى الباب العالي حاملا التعليمات المرفق لكم نسخة منها(””). كنت قد أطلعتكم في رسالتي رقم 17؟ على أن الباب العالي عاد إلى مشروع إرسال طاهر باشا إلى الجزائر وأنه أخبرني بقرب سفرءل""). بمجرد تلقي تعليماتكم سارعت بإعلام الباب العالي بأن جلالة الملك سوف ينزل جيشا بأراضي الجزائرء وكذلك على الشروط التي يمكن لنا أن نسمح بموجبها لطاهر باشا بدخول الجزائر. كتبت لكم أيضًا أني وعدت الريس أفنديء» بعد رجاء منهء بتسليم مبعوث عظمة السلطان خطاب تصريح مرور ليسلمه لقائد قواتنا البحرية المحاصرة للجزائر. لم يَرّق له أول خطاب سلمته له بهذا الخصوص؛ إذ لم أذكر فيه شيًا عن الغرض من مهمة طاهر باشاء متصنعا نسيان ما اتفقنا عليه بينما كان الريس أفندي يريدني أن أتحدث عن تلك المهمة وأن أعرضها على قائد الأسطول على أنها مهمة طلبناها نحن ووافق عليها الباب العالي» نظر! للصداقة التي تجمع العاهلين» أي؛ باختصارء أن أسهل مناقشة أصل المسألة بين هذا القائد وطاهر 441 باشا. رفضت ذلك بشدة» ولكن حتى أتخلص من هذا الموقف كتبت رسالة أخرى استعرضت فيها تاريخ ما حدث بيني وبين الباب العالي في هذا الصدد. تلك الرسالة الثانية ربما كانت أقل استجابة لمطالب الوزير التركيء ولكنها مع ذلك لقيت قبوله. سوف تجدون معاليكم نسخة منها مرفقة بهذه الرسالة0”*). كتبت كذلك إلى الأميرال دي رينيي وإلى قنصلنا في مصر؛ حيث طلبت من الأول أن يُعلم فرقة الجزائر بقرب وصول طاهر باشا وأن يتابع تحركاته؛ بينما طلبت من الثاني أن يشرح لمحمد علي الدور الذي لعبته في مهمة طاهر باشا. وبذلك يزول أي سوء فهم محتملء حيث يصبح القنصل والأسطول على بينة من الأمر في الوقت المناسب» سواء عرّج طاهر باشا على مصر كما يقال» أو حاولء كما يقال أيضاء أن يدخل الجزائر في عدة سفن. وصلتني تأكيدات بأن طاهر باشا سيسافرء خلال بضعة أيام» على متن فرقاطة. وقد تسلم بالفعل نفقات السفر» واستدعاه ساري عسكر مؤخر! وحدثه على النحو التالي تقريبًا: 'أقرت فرنساء بل والإنجليز اختيارنا لك. مسؤوليتك تجاه الباب العالي أصبحت أكبر. لا تدخر جهداً للحصول على ترضية تامة وكاملة لفرنساء التي نعول كثيرًا على دعمها. لو سرنا ما فعلت ستنال الذيل الثلاثي (درجة وزير) » وإن لم نسر فأبشرك من الآن بقطع رقبتك." لا أزال مفتقنًا إلى أخبار مصرء وأجهل ما فعل هناك قنصلنا ومسيو أودير. لا أعلم حتى الأسس الأخيرة التي كلفا بالتباحث مع محمد علي على أساسها. أخبرتني معاليكم في رسالتكم رقم ١5‏ بأنه ستصلني رسالة تخبرني بذلك» ولكن تلك الرسالة لم تصل في بريدكم الصادر بتاريخ ١١‏ فبراير. وبما أني غير متأكد من الوضع في مصر فقد رأيت أن من الأفضل أن أتوقف عن مفاتحة الباب العالي» حسب أوامركم الواردة في نشرتكم المؤرخة " فبرايرء البند »١©‏ واقتصرت على إيلاغه بإرسال جيش فرنسي لمهاجمة الجزائر. 442 كنت قد ذكرت في تقرير سابق أن هناك قلقا كبيرًا في السراي تجاه خط محمد علي بالنسبة للولايات. يُروى ليء منذ بضعة أيام» أن الباب العالي قد وافق على مشروع يقضي بإثارة عقبات ومخاطر ضد محمد علي في شبه الجزيرة. وقد يمجرد صدور الأوامر لهم فسيعملون على إثارة الفتنة ضد الباشا في هذا البلد وبين العرب. أرسلت بالفعل إلى مسيو ميمو أول تلك المعلومات: وسأوافيه بكل ما يتعلق بهذا الأمر. والواقع أن نجيب أفندي» قبوكتخدا باشا مصر», كان محل ازدراء منذ وقت ليس بالقصير في السراي. وفجأة قام السلطان» عشية عيد الفطر بزيارة قائد الأركان هذا حيث كانت الاستعدادات تامة لاستقبال عظمته. وبالأمس أرسلت ترجماني الأول إلى هذا الرجل نفسه بحجة تقديم التهنئة المعتادة في هذه المناسبة» وكان هدفي جعله يتحدث عن الجزائر والباشا وموقف الباب العالي. ورغم تحفظ نجيب أفندي فإنه لم يستطع أن يخفي الازدراء والاستياء اللذين شعر بهما من مسلك الحكومة» وعندما تطرق الحديث إلى العقبات التي قد يرغب الباب العالي في وضعها أمام مشرعات محمد علي لو تحرك دون موافقته كان البوح سمة الرجل لدرجة أنه قال: سوف يشتكون ويشجبونء وفي نهاية المطاف لن يحدث سوى ما أراد. التقرير التالي يعتمد على مصدر آخر. تم تكليف نجيب أفندي بأن يكتب لوالي مصر أن الباب العالي لن يرفض أبدا أن يوليه حكم ولايات البربر في ظرف أنسبء ولكن لا يستقيم أن يتحالف مسلم اليوم مع كفار لشن حرب على مسلمين آخرين. كذلك تلقى باشا دمشق الأوامر بالسعي لثني محمد علي عن فكرة التحالف مع فرنسا ضد البربرء وأن يثير ضده القلاقل إذا اقتضى الأمر. يتضح مما سبق أن الباب العالي مشغول بالفعل بإعاقة مخططات الباشا ولكن ليست لديه الجرأة ولا القوة التي تمكنه من معارضتها بشكل مباشر. يبدو لي أن رأي نجيب أفندي قائم 003 أعود الآن إلى طاهر باشا. لن يذهب إلى الإسكندرية» بل سيتجه مباشرة إلى الجزائر. هذا على الأقل ما قاله نجيب لترجماني. طلبتم مني في حاشية رسالتكم رقم ١١‏ أن أطلعكم على مبلغ الجزية الذي تدفعه الولايات الثلاث للباب العالي. تشتمل المذكرة المرفقة على ما استطعت جمعه من معلومات في هذا الصددل*). يبدو بالفعل أن البربر لم يدفعوا أبدذا جزية حقيقية؛ بل يكتفون بإرسال بعض الهدايا في بعض المناسبات للسلطان أو لعدد من كيار رجال الدولة» مع الحرص على عدم إرسالها في مواعيد ثابتة. وقد قيل لي إن سبب هذا الاستثناء من الجزية أن البربر اشتهر عنهم كونهم في حالة حرب دائمة مع الكفارء وبما أنهم يوفون بتلك الفريضة الإسلامية فلهم تخصيص كل مواردهم لتلك الحرب. وقيل لي أيضنًا أإنه لا الباب العالي ولا القضاة سيعترفون بذلك» ولكن تلك حقيقة مؤكدة. ورغم هذا التأكيد فإني أعتقد أن عدم قدرة الباب العالي» الآن على الأقل؛ على مطالبة الولايات بالجزية هي السبب الحقيقي لتنصلهم منها. 8 144 260,2 مذنانكنا! رعناو 0111م عع0قلهمموع :ه00 .ذل 444 ١ ملحق‎ تعليمات مسيو جيومينو إلى مسيو د يجرانج ١87. مارس‎ 5 أرجو أن تخبر الريس أفندي أنه وفق الرسائل التي وصلتني من حكومتي فقد قرر جلالته بشكل نهائي إرسال جيش في الحال ضد الجزائريين. ولتُضف أن جلالته بعد أن أجبرته على هذا القرار ضرورة الانتقام انتقامًا مدويًا لكرامته المهانة» قد قام بإعلام كل الدول الأوروبية» وقد برهن لهم بصدق مراسلاته ومحتواها أنه لن ينظرء في الترتيبات التي قد يسفر عنها نجاح الحربء إلا إلى المصلحة العامة. وعليك؛ في النهاية» أن تُعلم الريس أفندي بأن بلاطي؛ تحسبًا لعودة الباب العالي إلى فكرة إرسال أحد ضباطه إلى الجزائرء ورغبة منه في إيداء حسن النوايا دائمًا من جانبه» قد قام بالفعل بإرسال الأوامر إلى قائد الحصار الفرنسي بعدم منع هذا الضابط من الدخول إلى الميناء أو إلى المديئة. وينتظر جلالته ألا يسافر هذا الضابط إلى الجزائر إلا على سفينة من الصف الثاني» لا تحمل على متنها إلا عدد الرجال ومؤن الحرب اللازمة لخدمته فقط. مسموح لك بترك نسخة من هذه التعليمات للريس أفندي. 49 260,5 عأناومنا1' ,رعبو تامهم ععنقلممموع ره .8م 01045 ملحق ؟ من جيومينو إلى قائد حصار الجزائر القسطنطينية» ؟؟ مارس ١81٠١‏ معالي طاهر باشا مُرِسلَ من الباب العالي في مهمة في ولاية الجزائر. وقد أعلمني أن تلك المهمة متعلقة بخلاف الداي مع فرنساء وتهدف إلى تسويته. تم إعلام حكومة جلالة الملك بذلك» وكلفت من قبَلها بأن أجيب الباب العالي بأن جلالة الملك ممتن للنوايا التي أملت هذا المسعىء ولكن التجربة الماضية لا تسمح له بإيلائها أية ثقة. لقد قرر جلالته إرسال جيش فرنسي إلى الجزائرء ولكن نزولا على مقتضيات الصداقة التي تربط جلالته بالباب العالي» فلن تقوم قواته البحرية باعتراض سبيل طاهر باشا عند دخوله إلى الجزائرء ولكنه يتوقع ألا يدخلها إلا على متن سفينة من الصف الثاني لا تحمل سوى المؤن الحربية اللازمة لخدمته فقط. هذاء سيديء هو ما حدث بيني وبين الباب العالي في هذا الصدد. يستعد طاهر باشا للسفر على متن فرقاطة. أرجو منكم استقباله بكل الاحترام الواجب لشخصه. ولكونه مبعوثا من الباب العالي» وألا تضع أية عقبة أمام مرور سفينته. ولو أراد أن يرسل أية رسائل إلى حكومة جلالة الملك: فلا أعتقد أن هناك صعوبة في أن تتلقاها أنت لتنقلها إلى باريس. في كل الأحوال عليك أن تتصرف في هذا الأمر حسب الأوامر التي تلقيتها أو التي ستتلقاها مباشرة من فرنسا. 0 6 , 260 عألاقنا1 ,علاو أ تأمم عع100ممدع1ه00 .ظ.ل 446 ملحق ” مذكرة جيومينو حول ولايات البربر 4 مارس ١89٠١‏ على ولايات البربر الالتزامات التالية تجاه الباب العالي: .١‏ كلما انتخب داي يتم تثبيته بفرمان صادر من السلطان وبييورلدي من قبودان باشا. يعتبر الباب العالي الولايات الثلاث تابعة لقبودان باشاء وعندما يريد الباب العالي إرسال أوامر إليها يوجهها إلى الأميرال الأعظم الذي يقوم بدوره بإرسال هذا الأمر إليها عن طريق مبائسر مدعوم بييورلدي. ”. عندما يدخل الباب العالي في حرب مع أية دولة كانت»ء تلتزم الولايات فورا بإرسال أسطول لنجدة الدولة» بمجرد صدور أمر السلطان بذلك وعلى نفقتهاء ويكون تحت قيادة قبودان باشا. تلك فقط هي التزاماتها. على أنها اعتادت أن ترسل كل سنتين» أو ثلاث؛ أو أربع هدايا إلى السلطان» والصدر الأعظمء وقبودان باشاء ولكبار رجال الدولة. ولكنها لا ترسل تلك الهدايا في مواعيد ثابتة حتى تنفي عنها مظهر الجزية الدورية» بل ترسلها على آجال غير متساوية. وللسبب نفسه تقوم كل مرة بإرسال أشياء مختلفة النوعية والقيمنة. تق الهدايا المرسلة إلى السلطان في الأسود والنمور وغيرها من الحيوانات المتوحشة الموجودة في أراضي البربرء وكذلك المرجانء والثياب المطرزة؛ والسيوف المرصعة بالجواهرء والعطورء وغيرها من منتجات البلاد. أما 4 هدايا الصدر الأعظم فتتكون من الساعات المرصعة بالجواهرء والثياب المطرزة بخيوط الذهب والفضةء» ومصنوعات من المرجان» بينما يتلقى الوزراء وكبار رجال الدولة هدايا تتناسب مع مراتبهم. عندما كان خسرو باشا يشغل منصب الأميرال الأعظمء كانت كل من الولايات الثلاث ترسل له مائة ألف سكة. في السنة قبل الماضيةء عندما كان يشغل هذا المنصبء أهداه داي الجزائر سيفا مرصعًا بالجواهرء وملابس فاخرة» وساعات مرصعة بالماس» وعشرة أزواج من الأساور المصنوعة من الذهب الخالص» وسبًحًا من المرجان» ومعاطف من التي يسمونها "برنوس"؛ وعطر الورد؛ إلخ. أما التوانسة فقد أهدوه ألفا وخمسمائة دوكه. وأربعة قاف" فاكورف وهيندز قا شوم بالطرابيش الفاخرة؛» وساعتين» ومنتجات مختلفة من إنتاج بلادهم. وتلقى من طرابلس ألفي مجرء وملابس مطرزة: والعديد من الأشياء الأخرى. 2 - 151 5 , 260 عأنال؟ناآ ,عناوتاأامم ععسصملهممدء 00 .خا.ه 448 85 -من جيومينو إلى بولينياك ملخص: - لقاء مسيو جوبير مع كاتب السر- إدانة الأخير لسياسة فرنسا تجاه الدولة العثمانية. القسطنطينية, "١‏ مارس ١‏ وصل مسيو جوبير لتوه من معسكر راميز تشيفتليك 111 )نطء1 - 5212ه. كنت قد أرسلته إلى هناك لمقابلة كاتب السرء وحملته مذكرة حول التدابير الصحية الواجب اتباعها عند ظهور الطاعون؛ وكذلك بعض البيانات المتعلقة بمشروع السلطان المزدوج بإرسال شباب مسلمين إلى فرنسا واستقدام معلمين فرنسيين إلى هناء وأخيرًا أوصيته بالتحدث في مسألة الجزائر؛ وباشا مصرء ومهمة طاهر باشاء وذلك بهدف محاولة الوقوف على حقيقة الموقف من الداخل. ولكن كاتب 0 أبدى تحفظا وتكتمًا أكثر من المعتاد. وكان يبدو عليه انشغال البال. وطلب أن نثبت بالأفعال اهتمامنا بتلك الدولة» وأدان ما حدث في مسألة نفارين» وكرر 6 تلك المسألة كثيراء مقارنا موققنا بما أيداه الباب العالي من تساهل في تلك الفترة وأثناء غياب ممثلي الدول الكبرى؛ ثم قال: "إن ما تطلبوه منا عادل» ونحن نتوق لمنحكم إياه» وبدوركم قدموا لنا /فعالا ... لقد قلت مثل ذلك لمسيو جوردون أيضنًا." فيما يتعلق بطاهر باشا والجزائريين ومحمد علي» لم يستطع مسيو جوبير أن يحصل منه سوى على كلام عام لا ملامح له: 'طاهر يحمل تعليمات إيجابية للغاية؛ سوف نتحاشى إراقة الدماء»ء وكل شيء سيصبح على ما يرام. محمد علي لن يتدخل في هذا الأمر. ألم تعلم ذلك من الصحف... إلخ". على أن مسيو جوبير لاحظ أن ساري عسكر كان يرفع صوته وهو يحادثه. بحيث يسمعه من يقف خارج الحجرة. عندها شعر أنه ليس السامع الوحيد الذي يصيخ السمع لحديث صفي السلطان» وأن هناك من يسمعهما. أَيّا كان الأمرء فإني 449 لا أرى لقوله "قدموا لنا أفعالاً” تفسير'! سوى الانطباعات التي تركها لدى السراي التيقن مؤخرا من طبيعة القرارات التي اتخذها التحالف ومشاورات البرلمان البريطاني حول اقتراح لورد هولائد... 5 *, 260 116ا10نا1" ناو أاتامم ععسصدلمهووعم00 .تام 430 6 من ميمو إلى بولينياك ملخص: - الباشا يتلقى أخبارًا جديدة من القسطنطينية - سفر طاهر باشا إلى الجزائر - سفير إنجلترا والقائم بالأعمال النمساوي يكشفان خطة فرنسا في القسطنطينية - الباب العالي يطلب إيضاحات من الباشا - الرد الذي ينتوى محمد علي إرساله - هذا الرد لن يغير في مجريات الأحداث - تخوف الباشا من إنجلترا - الاستعدادات العسكرية المتخذة في مالطة وطرابلس - نشاط البحرية والجيش المصريين. القاهرةء ” أبريل م١‏ لم يخطئ الباشا عندما قال لي كما كتبت لكم في 7١‏ مارسء إنه سيتلقى في القريب العاجل أخبارً! جديدة من القسطنطينية وأنه سيسارع بإطلاعي عليهاء وهو ما جعلني أقرر تأخير مغادرة قرويت الملك ديليجانس بضعة أيام. فقد وصل بريدان بالفعل أرسلتهما وزارة الباب العالي يحملان رسائل للباشا الذي وفى بوعده فأطلعني في التو على ما يتعلق فيهما بشؤوننا معه. الباب العالي؛ غير المستقر على رأي والمتقلب دائماء بعد أن كان قد أعلم سفيرنا أنه ما دام لا يريد مساندة مهمة طاهر باشا فلن يتم تنفيذ هذه المهمةء وأنه ليس لديه شيء مشترك مع الجزائرء انتهى به الأمر إلى إرسال طاهر باشا إلى هناك على متن فرقاطة» آملاء على ما يبدوء أن يحمل الداي على الخضوع.ء الذي فات أوانه. حذر سفير إنجلترا والقائم بالأعمال النمساوي الوزارة العثمانية من وجود علاقات نشطة ومستمرة بين الحكومة الفرنسية ومحمد علي ترمي إلى إرسال حملة 451 من الرجال فيهاء براء بينما تتحرك فرنسا بحرًا. وكان رد حكومة عظمة السلطان على الوزيرين أنها ليس لديها أية معلومات عن هذا المشروع: ولا عن قيام الباشا باستعدادات عسكرية لهذا الغرضء وأنه لو كان يقوم بزيادة أعداد قواتهء فذاك» قطعاء لخدمة سيدهء وليس هناك محل للشك في استمرار إخلاصه لدينه ولواجباته. أخبروا الباشا بأنهم بعد أن دافعوا عنه على هذا النحو ضد تلك التلميحات التي لا يعتقدون بأن لها أساسًا من الصحةء طالبوه بأن يقدم إيضاحات حول المقترحات التي ربما طرحتها عليه فرنسا والالتزامات التي قد يكون أخذها على عاتقه فيما يتعلق بولايات البربر. قال لي الوالي إنه في غاية السعادة لأن وزير السلطان وفر له» بطلبه هذاء وسيلة ليحادثه مباشرة دون وسيط عن المفاوضات المتعلقة بالولايات الثلاث. وإنه سيسارع لانتهاز هذه الفرصة ليطرح المسألة بوضوح أمامه؛ ويتحدث بلسان قوي عن الحقيقة» ويُعرّف الباب العالي أين تكمن مصلحته الحقيقية. وقد أكد لي أنه سيولي كتابة الرد عناية خاصة» وأنه سيذكر في رده أن قنصل فرنسا السابق أطلعه - في أحاديث عدة- على أن حكومته تنظر بعين السرور لرغبته في خدمتها بتولي القيام بحملة على الجزائر تقوم بها القوات المصرية فقطء وأنه قدم في هذا الصدد مقترحات وخطة.ء وتولى» عند عودته إلى فرنساء طرح تلك الخطة على حكومته الجديدة» وأن القنصل الجديدء الذي تلقى تعليمات في هذا الصددء وعدة رسائل من الوزارة الفرنسية» جدّد تلك المقترحات وألح عليهاء وأن تعديلات وتغييرات أدخلت عليها منذ ذلك الحين لتتسق مع سياسة فرنسا الحالية» ولكنه أعلن أنه لا يستطيع؛ في ظل الأوضاع الحالية» أن يوافق على ما اقرح عليه دون موافقة السلطان وإذنه؛ رغبة منه في أن يستمر على العهد به 0032 وأضاف محمد علي :" على هذا النحو سوف أعبر بصدق عن رأيي في مزايا اضطلاعي بحملة لخدمة الإسلام» لأني الآن في نظرهمء» شيخ. سوف أقول لوزارة الباب العالي إنها تعرض نفسهاء بالعراقيل السيئة» لفقدان بلدان إسلامية. سوف أحملها المسؤولية عن الخسائر التي سيتكبدها ديننا. سوف أثبت لها أنه لم يبق أمامها لتحاشي نتائج غزو مسيحيء سوى تكليف رجل تقدره فرنسا وتحبه باحتلال تلك البلادء ولكني سأؤكد على ضرورة عدم إهدار أي وقتء تحسبًا لقيام الفرنسيين باستعدادات ضخمة يبغون بها القيام بحملة هائلة على الجزائر." هنأت محمد علي على استخدام تلك الوسيلة» التي تذكرون معاليكم أني استخدمتها أنا نفسي معه كما ذكرت في رسالتي المؤرخة 77 مارس. وقلت له إننا فقدنا بالفعل وقنًا ثميناء وأنه أيّا كانت الهمة التي قد نَبِذّل الآن» على افتراض موافقة الباب العالي» فلا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع أن تؤخر أو تمنع نتائج القرار الذي اتخذه جلالة الملك بالانتقام لكرامته ومعاقبة الجزائر. وطلبت من الباشا أن يخبرني متى يتوقع وصول رد القسطنطينية؛ فقال لي بعد ثلاثة أو أربعة أيام تلزم لنسخ رسائل البريد الأخير الذي فقدء سوف يرسل بريدا جديذا على متن سفينة صغيرة ستحمل معها مائة ألف قرشء ويتوقع وصول الرد في غضون أربعة أو خمسة أسابيع. ونستطيع أن نتوقع أن تكون راية جلالة الملك في ذلك الوقت على وشك أن ترفرف على أسوار الجزائر. هذا فضلاً عن أن محمد علي يجب أن يعترف - رغم قوة حجته التي قلت له إني أجدهاء كما يجدهاء مقنعة تماما - بأننا لا نتوقع أن يوافق الباب العالي أبداء بما له من عناد وغيرة لا يضاهيها سوى ضعفه - وحتى إن سلمنا جدلاً بأن الوقت لا يزال متاخا أمامه - على حملة سوف تؤدي إلى تعاظم قوة أحد عماله؛: العظيمة أصضلاء:وأنة لق قوم يدون ملولفكه وأمردة لاعشازاك أثيرت باسقاصنة خين مره .6ه منذ شهر. 0533 هناك باعث آخر على رفض الباشاء أقوى من خوفه من استياء الباب العالي أو من فقدان مكانته كشيخ؛ يتمثل في الخوفالأكثر واقعية» من أن تستنفر الحكومة الإنجليزية قوتها العسكرية ضده؛ والتي يعتقد كرهها له ويبادلها الشعور نفسه» والتي يزعم أنها لا تنفك عن السعي ضده والوشاية به في القسطنطينية» وتتحين الفرص دائمًا لإثارة المتاعب له. وهو على اقتناع بأن إنجلترا ستعارضء باستخدام القوة» كل تعاون من جانبه في حملة ضد ولايات البربر. وهو لا يشك في أن القنصل العام لإنجلترا الذي جاء على عجل من الإسكندرية إلى القاهرة» طلب منهء هذه المرة أيضناء أن يبدي له بعض التلميحات؛ وأنه لم يكن ليقتصر على مسائل غير ذات بال لو كان بإمكانه فعل شيء آخرء ولو لم تكن ردود الباشا قد أخرسته. تؤكد الأنباء الواردة من مالطة وطرابلس هذا الرأيء لو لم يكن هناك أسباب أخرى للاعتقاد في صحته (كذا). فقد حملت رسائل واردة من مالطة في ١١‏ مارس أنباء تشير إلى أن فرقاطة وقاذفة توجهتا على وجه السرعة إلى طرابلس لحمايتها. كذلك تشير رسائل واردة من طرابلس» في ١7‏ منه؛ إلى أنه بمجرد أن أعلن في ليفورن عن حصار كل سواحل البربرء توجهت سفينة إلى مالطة لطلب الحماية» وبعد ذلك بفترة وجيزة وصلت السفينتان المذكورتان إلى طرابلس. أخرج الباشا أسطوله إلى عرض البحر مرة أخرى. هذا الأسطول يشهد تطورا على مرمى البصر من الإسكندرية: حيث يخرج إلى عرض البحر ثم يعود. ولا هدف من ذلكء في واقع الحال»ء سوى تدريب البحارة. ولكن نظرًا لأن هذا الأسطول توخى الحذرء الموصى به حتى في أبسط الرحلات البحرية» فقام بشحن أدوية وكميات كبيرة من البسكويت على متن تلك السفن» فقد ثارت آلاف التكهنات» وركز العاطلون في الإسكندرية أنظارهم على الشام؛ بعد أن سدّت عليهم سبيل الجزائرء وتنبأوا بالويل والثبور لعبد الله باشاء لمجرد أنهم رأوا الحامية تتضاعف». وبعض الفرق تتجمع في مصر السفلى. 454 ينشغل الياشا الآن» في هدوع بإدارة البلادء» وبالزراعة واستزراع الأراضيء والسعي إلى الوصول بتدريب القوات» التي لا تزال متخلفة؛» إلى الوضع المثالي. يقوم سليمان بك (الكولونيل دي سيف 58865 46 ) بتكوين سلاح الفرسان» ولكن ببطء شديد. يتم تكوين سرية خيالة مدفعية وليس فرقة كما ذكر من قبل خطأ. الرجال الذين يتم اختيارهم من فرق المشاة الاثنتي عشرة لتكوين فرقة الحراسة هم؛ للأسف, أفضل عناصرها. يتم استبدال جنود النخبة هؤلاء بالمجندين الذين تم تجنيدهم مؤخرًا من كل أقاليم مصرء وهي العملية التي لم تسفر سوى عن عدد قليل من الرجال الصالحين للخدمة العسكرية» وهو ما قد نستطيع أن نعتقد معه أن هذا هو آخر ما يمكن أن يقدمه شعب منهك كهذا: لا يزال إبراهيم باشا في الإسكندرية» حيث يقوم بدفع العمل في الترسانة» ويطبع العمل هناك بنشاطه الذي لا يمل وعزيمته التي لا تكل. يقضي أيامه بين البارجتين في الورشة التي لا تغيب عن ناظريه. سوف يتم تدشين إحداهما في غضون أشهر قليلة» بفضل مواهب مسيو سيريسي الذي يصنع المعجزات كل يوم في الترسانة. يزداد حماس الباشا وابنه كل يوم لهذا الرجل. وقد علمت أنهم يستعدون لتقليده وسامًا قيمًا يوم تدشين البارجة "محمد علي". ينتظر الوالي نفسه وسامًا من القسطنطينية: العباءة التي سوف يرسلها له السلطان بمناسبة العيد لتثبيته على ولاية مصر. 351-44 6 ,1 عاملاع 8 ,عباو أ تأهم عع01020موع:01©) .م 455 7 من أودير إلى بولينياك ملخص: - الفرص التي كانت تنتظر حملة يقودها محمد علي على الجزائر. على متن الإكليبسء: وطولون على مرمى البصر. / أبريل م١‏ ...بعد أن تأملت عن بعد ما كان يمكن توقعه من حملة محمد علي بدت لي النتيجة معكوسة. بمعنى أن إخضاع أراضي ولاية الجزائر كان من الممكن أن يكون سهلا خلال هذه السنة» فالباشا لا ينقصه الرجال» ولو لم يكن أربعون ألفا منهم يكفون فسرعان ما كان سيجد ستين ألفا. ولكني أصبحت على اقتناع أكبر بأن إخضاع الجزائر كان سيمثل مشكلة أمام حملة أولى. فمحمد علي ليست لديه التجهيزات الكافية لضرب حصار محكم؛ فضلاً عن افتقاره لضباط سلاحي المهندسين والمدفعية. ولو وفرت له حكومة جلالة الملك تلك العناصر اللازمة لافتقارهم إلى جنود على درجة مناسبة من التدريب. كان من الممكن أن تقع الجزائر إذن في حملة ثانية» على أن تكون عقب حصار بري محكم» ومعلومات استخبارية يمكن توفيرها أثناء الحصارء وليس نتيجة لهجوم تيسره وسائل فنية... 6 5 ,1 عاملاعظ ,عنمو00111 ععد هل مممدع:00 .ظ8.م 436 /ام - مذكرة من لانجسد ورف ملخص: - اجتماع ميمو مع الباشا في حضور لانجسدورف - طابع الاجتماع - الأسباب التي ساقها الوالي لرفضه - لا يستطع التحالف مع فرنسا لمحاربة مسلمين - الصعوبات التي ستواجهها فرنسا لإخضاع الولايات - تقارب الوالي وخسرو باشا - الأسباب التي يسوقها محمد علي في هذا الشأن - عدم تمتع السلطان بشعبية - ضعف الدولة فكلمائية أت الغيزة التي اتسيبها قوات الباشا البحرية - طموح محمد علي - روايته عن لقائه مع مسيو باركر - ملاحظات لانجسدورف حول كلمات الوالي في عرض البحرء ديليجانت: 5؟ أبريل ١8٠١‏ كانت اللقاءات الأولى مع الوالي وإيضاحاته الشفوية» بعد مغادرة مسيو أوديرء أكثر أهمية من المفاوضات العادية بما تحمله من تبادل للمذكرات والمفاوضاتء إذ أتاحت التأكد من الأسباب الحقيقية للقبول أو الرفض. ردا محمد علي اللذان نقلهما لنا ابنه لم يحملاء بخلاف حجة الآراء الدينية لأمته» سوى استعراض عام لأسفه على عدم استطاعته خدمة فرنسا. ولم يفلت من حرص إبراهيم على التزام الصمت سوى: 'يقول لكم والدي كذاء كتب لكم والدي كذا". ذاك كان رده دائمًا على الملاحظات العديدة التي أبديت له. لذلك» سعى مسيو ميموء منذ وصولنا إلى القاهرة وبعد زيارة تبادل التحيات الرسميةء إلى الاختلاء بالباشا ليحصل منه على الإيضاحات اللازمة. 41 ولكن تلك الرغبة لم تلق لها مثيلاً لدى الباشا الذي استغل ظروف رمضان ليرجئها أربعة أو خمسة أيام» ربما لتحرجه من تقديم تلك الإيضاحات. ولكننا ذهبنا إلى القصر في مساء يوم ١4‏ في ساعة الاستقبالات المعتادة. واصطحب مسيو ميمو معه ترجمانه الذي يثق فيه. وقد أفضى ذلكء تدريجيّاء إلى استئذان الضباط والعلماء الذين كانوا يحيطون بالباشا في المغادرة» وبقينا معه وحدنا في النهاية. سادت لحظة صمت قطعها محمد علي بسؤاله المعتاد :'ماذا وراءك سيدي القنصل؟". بدأ الحديث إذن» وكان ذلك في التاسعة واستمر حتى ساعة متأخرة من الليل. كنت مجرد مستمعء فلم تفتني كلمة من كلمات الباشا لم أدونها بنفس الانطباع الحي الذي تركته في نفسي حينها. الحيوية الطاغية لحديث محمد عليء وهيأته» وحركاته» وكل جسده الذي كان لا يكف عن الحركة جيئة وذهابًا في ديوانه الواسع» كل ذلك لم يترك لمسيو ميمو الفرصة سوى لإلقاء كلمة هنا وعبارة هناك؛ ولكن الباشا الذي أسلم نفسه لتدفق أفكارهء عادة ما كان يواصل حديئه دون توقف عند تلك الملاحظات. لذلك فسأطرح فيما يلي فكرة دقيقة عن حديثه وانتقاله بين الأفكار مسقطا ردود مسيو ميموء فالأمور المهمة سنجدها في كلمات الياشا. تابع الباشا حديثه قائلاً: "ها قد عاد مسيو أودير إلى فرنسا إذن. لا تلوموني» فأنا آسف مثلكم لعدم تقديم رد أكثر إيجابية. أعلم من هم أصدقائي الحقيقيون وكنت سأسعد كثيرا بتقديم خدمة لفرنسا. ما أستطيع أن أقولهء هو أني لم أغير أبذا ما عرضت في هذا الموضوع. 'لماذا لم أقبل الاتفاق الجديد؟ لماذا؟ لقد كتبت لكم السبب مرتين. هل تريدونني أن أضرب عنقي بيدي؟ التحالف علنا معكم ضد أناس من أبناء ديني يعني نهايتي وموتي. 438 'ستقولون أين هو دليل تحالفنا؟ إنه في كل مكان يعرفه كل من يرى ويسمع؛ ألا تقرءون الصحف؟ كلما قرأتها كلما زادت دهشتي مما يعرفون. إذا تحالفت معكم فلن أساوي شيئاء ستسقط قوتى الأدبية وهي التي صنعت قيمتي. اليوم بعد أن كثر الحديث عن هذا التحالف وانتشر اللغط هنا وهناك» تلزمني أربعة أضعاف القوات التي كنت أحتاجها منذ سبعة شهور لغزو الولايات الثلاث» حتى أستطيع التمكن من طرابلس وتونس فقط؛ لم يكن أماميء إذن» سوى أن أقول كلمة واحدة. "أعلم كل ما قلت لابني حول وضعي السياسي. موافقة روسيا وبروسيا أثلجت صدري بلا شك؛ رغم أن إمكانية خدمة فرنسا كانت عندي قبل أي اعتبار» ولكن هل تكفي النوايا الطيبة؟ هل تتغلب على كل الصعوبات؟ صدقوني أصدقائي» الجمّال العربي البسبيط يعرف علة ناقته أكثر من كل جامعات أوروبا. وحدي» كنت أستطيع أن أفعل الكثير؛ وأكررء معكم لم أكن لأساوي فرقتين من فرقكم. آه لو كانت عملية بسيطة» مجرد استعراض قوة أمام الجزائر. 0 قلت؛ لو تركتموني أتحرك وحدي فأنا على استعداد للتحرك. لقد رأيتم رغبتي الصادقة في أن أكون مفيدا عندما عرضت التنازل عن طلب البوارج الأربع لو حصلتم لي على فرمان من الباب العالي. "ولكن حملتكم أهي مقررة بشكل نهائي؟ لقد قرأت أنها ستؤجل للعام القادم. "الأمر مختلف» معلومات الصحف خاطئة بلا شك» وأنتم تعلمون ذلك بالطبع. ستكلفكم تلك الحملة الكثير من الرجال والمال! سوف تنزلون ثلاثين ألف رجل أليس كذلك؟ وستحتاجون نحو عشرة آلاف آخرين بعد بضعة أشهرء سوف يكون لكم قوات بحرية راسية في البحرء وقوافل» وترتيبات نقل وشحن كبيرة» أعلم أن كل ذلك يكلف الكثير. 'بالطبع» بالطبع» لو كانت كرامة فرنسا قد جُرحت...أفهم هذا السبب. هذا جيد. ولكن في الخطة الأولى التي عرضتموها علي كانت فرنسا ستثأر أيضاء لأنكم؛ في نهاية الأمرء لا تشتكون من الأمةء من السكان؛ ولكن من إهانة فردية 459 سوف يعاقب مقترفها بقسوة بحرمانه من ولايته. ماذا ستفعلون بعد ذلك بفتحكم؟ هل تريد فرنسا الاحتفاظ بالجزائر؟ تعلمون الرد الذي أجاب به أحد الدايات على مبعوث إنجليزي هدده بحملة مماثلة. فبعد أن سمع منه ما استفاض فيه من شعور الحكومة الإنجليزية بالظلم» وتفاصيل التدابير التي قررت اتخاذها لمعاقبة قرصنته قاطعه الداي فجأة قائلا: "كم يكلفكم كل ذلك؟" فأجابه الرجل “ربما مليوتي جنيه' فرد عليه قائلا: "أعطوني نصف المبلغ وسأضرم بنفسي النار في المدينة". على فرنسا إذن أن تُبلى على نحو أفضلء فأصدقاؤكم الجدد سيستاءون كثيرًا. 'لنقل إني مقتنع بتوافق الرؤى التام هذاء ولنفترض حتى أنكم احتفظتم بالجزائرء وأن الإنجليز» من جانبهم؛ء استقروا في توئنس وطرابلس. أعلنها صريحة» أفضل أن يكونوا جيراني على أن أبدو في عيون شعبي كمن تضامن معكم ضد أبناء ديني. ألا يُستنتج من ذلك أنيء على الأقل» شديد القاق من جيران كهؤلاء؟ ولكني أعبر عن نفسي بحرية هنا لأني متأكد من أنكم لن تسيئوا الظن في تعصبي؟ هل هي غلطتي أن العثمانلي بقر؟ "هاأنتم تعودون إلى مشروعكم مرة أخرى. من الممكنء بالفعل» أن يخفف فرمان من الباب العالي» نوعا مّاء من تأثير هذا التحالف. ولكن ثقوا من أنكم لن تحصلوا على هذا الفرمان إلا على شرط صريح ٠‏ وهو ألا تقوموا بأي شيء ضد الجزائر. تدخل السفارة الروسية بالتأييد لهذا الطلب ربما لا يكون عاريًا عن مصلحة لهاء ولكنه سيكون بأهمية الوزن الذي تتمتع به روسيا الآن في قرارات الديوان» فتأثيرها نافذ الآن. هل أخبركم السفير أنها استطاعت تغيير الريس أفندي؟ 'نعم؛ مبعوث خسرو باشا هو الذي حمل لي هذا النبأ. لقد كتب لي خسرو باشاء وسعى لدي طلبًا للتقارب مرة أخرى. سوفف نرى. أنتظر رسائل من القسطنطينية» فلي هناك أصدقاء مخلصون نشطون. أريد أن أعرف حقيقة وضعي منه وما إذا كان يخدعني مرة أخرى أم أنه صادق في رغبته في عودة الوفاق بن 400 'ولكن هذا التقارب له عنده دافعان. فالشعب يعاني ويتهامس بالشكوى من السلطان والوزراءء من السلام كما من الحرب. خسرو يريد أن تكون له شعبية. ويحتاجني في هذا الأمر. الثاني؟ ألا يتحايلون دائماء والآن أكثر من أي وقت مضىء للحصول على المال؟ هنا يتجهون إليّ في المقام الأولء فهم يرتاحون في رؤيتي أعمل من أجلهم. حسب ما أخبرتني به مراسلاتي مع القسطنطينية» فإني أنتظر وصول بريد من الباب العالي خلال أيام» حاملاً فرمانات تثبيتي. من الذي يستطيع التنبؤ بنهاية كل هذا؟ أين للسلطان أن يجد الموارد اللازمة للوفاء بغرامات الحرب التي فرضتها روسيا عليه؟ إن دفع القسط الأول حتى تكتنفه الصعوبات. لو لم يوافق الروسء كما أتوقع» على أي تخفيضء فما هي الوسائل المتاحة أمام خسرو وافريقه" للوفاء بشروط الاتفاقية؟ سمعت أن هناك اقتراخا بالحصول على قرضء أين له أن يجده؟ أستطيع أنا أن أقترضء لأن الكل يعلم أني أسدد. ولكن إنجلترا بكل صداقتها لهم لن تضمن له قرضنا. التنازل عن بعض الولايات؟ لو وافقت الدول الأوروبية على هذا التوسع الروسيء لن يتحمله المسلمون. هل تعلمون أن الناس تغلي؟ هل تعلمون أن انتفاضة للنساء وقعت مؤخرً! في القسطنطينية؟ كانت هناك حملة لتجنيد بحارة فتجمعت نحو 7 أو 2 آلاف امرأة من الشعب أمام السراي وواجهون الجنودء وفي النهاية دفعهم الخوف من اندلاع انتفاضة عامة إلى إطلاق سراح أزواجهن؛ فعدن بهم إلى بيوتهن منتصرات. كل صباح يُسمع صوت مدفع القلعة احتفالا بميلاد آخر أبناء السلطان» وتسمع مثله في كل ولايات الدولة. ولكن الناس تتصايح في شوارع القسطنطينية: متى تنتهي مأسيناء الأب سيئ والابن سيكون أسوأً!" "الدولة العثمانية كبيرة بلا شك. ولو كان عندي الرجال لصارت مصر كبيرة؛ فمصر ليست سوى إحدى ولاياتها. ولكن هذا الامتداد الشاسع ليس حتقيقيّاء فكل أجزاء هذا الجسد الشاسع في حالة انفصال. البوسنة» وصربياء وكل المناطق المحيطة مستقلة فعليّاء وقد أنشأوا اتحاذا يستطيع توفير ٠٠٠٠١‏ رجل عند الحاجة. 46١ ومنذ وقت طويل لم تعد بغداد وكل ولايات آسيا الصغرى المجاورة لفارس تابعة سوى إسمياء ولا تقدم أي رجال أو أموال. لقد دمرت الإصلاحات الأجهزة القديمة دون أن تخلق شيئًا يحل محلها؛ فإذا اجتمعت إلى هذه الفوضى الداخلية مضايقات من روسيا فستشهد القسطنطينية أزمة حاسمة: السلطان مكروه.” شِينًا فشينًا احتدٌ الباشا في حديثه؛ وكان الانفعال باديًا على نبراته في تلك الكلمات الأخيرة: ونفاد الصبر والغضب سمتا حركاته. ثم ألقى بنفسه فجأة إلى الأريكة قبل أن يستطيع المترجم أن يدلي لنا بترجمته؛ تاركا إيانا لحظة على غير بينة مما ينبغي أن نفعل؛ ولكنه أشار لنا بيده» قبل أن يخرج مسرعًا من القاعة قائلا: "انتظرواء انتظرواء سوف أعود وسوف نعاود الحديث. بمجرد أن انتهى الترجمان من ترجمة تلك الحملة التي حملها الباشا على الباب العالي وفسر لنا هذا التسارع في الكلمات والأفكارء والذي لا يتسق مع عادات الشرقيين» دخل الباشا القاعة» وبنبرة أكثر هدوءًا أكمل حديثه على النحو التالي: "علمت من ابني» سيدي القنصلء أنكم نقلتم إلى حكومتكم طلبنا بالحصول على خشب صواريء وسندفع ثمنه بالطبع. أستطيع أن أحصل عليه بنصف الثمن من ساحل البحر الأسود أو من كارامانيء ولكني أخشى إثارة القلق والغيرة. إنهم يحسدونني على تجارتيء وجنوديء وعماراتي» لم لا يفعلون مثلي؟ أريد أسطولا وأريده لي وحدي. '"ولكنهم مع ذلك تركوا البريجة التي كانت أقلت ابن نجيب أفندي تغادر القسطنطينية. من الحكمة ألا أخاطر وأن أحرم الأتراك من تلك المحاولة. فسفني أفضل من تلك التي يبنون بكثيرء وهم يريدون الاحتفاظ بها ليستخدموها كنماذج. "آدء لو كان أسطولي قد راقق الأسطول العثماني إلى الدردنيل بعد نفارين» فلربما لم أكن لأرى فرقاطاتي الجميلة مرة أخرى. آمل أن يكونوا قد أروكم 402 السفينتين اللتين شيدهما سيريسي في الإسكندرية. بعد سنوات قليلة سوف أُعد من القوى البحرية. مصر عظيمة؛ وخصبة؛ وكل يوم يشهد زيادة في مواردهاء جيشي رائع. سأغزو الشام متى أردت. عبد الله باشا يرتعد بين أسواره منذ انتشرت أخبار استعداد ابني إبراهيم للقيام بحملة ضده. لدي أشياء عظيمة في رأسيء ولكني أحتاج إلى عشر سنين أخرى حتى ينضج كل ذلك! وحتى يحين ذلك الحين» سوف أستولي كل عام على بضعة آلاف من الأفدنة في الصحراءء وأحفر قنوات» وأبيع القطن» وأزرع التوت والزيتون. لن يكون هناك شيء تقريبًا تحسد مصرُْ أوروبا عليه وسوف أوفر لكم كل ما يرفض مناخكم أن يوفر." على أن كلمات الباشا لم تتطرق حتى تلك اللحظة إلى القنصل الإنجليزي مسيو باركر وسفره إلى القاهرة على عجل. وعندما طلب منه مسيو ميمو إيضاح فحوى الزيارة قال الباشا: "ربما تحرج من إرضاء فضولك. بم جاء مسيو باركر يحدثني؟ أعتقد أنه لم يكن لديه شيء ليقوله. ولكني استنتجت من كلامه أنه يريد الوصول إلى بعض الإيضاحات حول مسألة الولايات» وسفرات مسيو أودير. ماذا أيضا؟ كان يحاول أن يستنطقني؛ وتعرفون كم هو بارع في هذا. ولكني حاولت أن أكون أبرع منه» فقد أجبته: 'لقد قرأت أنا أيضًا في الصحف كل ما تقول ماذا تريد» هل أستطيع أن أمنع سياسات البلدان الحرة من الغرق في بحار التعليقات الصحفية؟ تلك شائعات بلا أساسء فأنا لا أفكر إلا في البقاء داخل حدودي. ولكن هل تعلم مسيو باركرء أليس هذا مشروعًا جيدًا بالفعل؟ لماذا إذن تعارضه إنجلترا؟ لم لم تعودوا أصدقائي؟ " وهنا نفى مسيو باركر ذلك بشدة. هذا ما كان وراء رحلته." رغم هذه اللهجة المرحة»؛ بدا أن الباشا ليس مطمئنا تمامًا لمسلك الحكومة الإنجليزية» ولا لمشروعاتها المتعلقة بالمواصلات مع الهند عن طريق خليج السويس(). وغابت عن لهجته طلاقتها المعهود. عندها فقط تنبه الباشا إلى أن (أ) عرضت إنجلترا. على محمد علي .ياشا خفز قناة السويين» والتي فشل:تابليون في تنفيذها “إلا ان محمد علي باشا رفض ذلك بشدة؛ حتى يكون بمنأى عن الدولة العثمانية في حالة إعلانه الاستقلال الذي يسعى إلى الإعلان عنه صراحة. (المراجع) 40 أمسيتنا قد طالت لما بعد الساعة المعتادة» فنبهنا إلى ذلك ميتسمًا ونهض للدخول إلى حريمه؛ بعد أن ودعنا بكثير من الود. هذه النقائلة بها حلت من صبواكة وكيه غيب تاد اللتحفظ يدت لن! مسستحقة أكثر من مجرد تحليل بسيط. لذلك فقد حفظت الأفكار بتسلسلها وتحولها. وهي أقدر مني على توضيح مدى صحة ودقة حكم الباشا على وضعه تجاه الباب العالي. أما بالنسبة لموضوع الساعةء أعني الولايات» فقد رسخ اقتناعي بصدق البواعث التي ساقها الباشاوين لعدم تولي مهمة هذا المشروع؛ ومن صدق أسفيهما لذلك. وبالذات إبراهيم» فهو شاب نشط محارب. بدا عليه التألم لضياع فرصة الفتح والمجدء وكان من الطبيعيء؛ لكونه جنديًا أكثر منه رجل دولة» ألا يتوقف كثيراء مثل محمد علي» عند الخوف من أن يصدم الرأي العام الديني في بلاده. ولكن احترامه لرغبات والده واستنارة فكره لم يسمح له بالترد د في التضحية برأيه» أو لنقل برغبته. إلى جانب هذا السبب الوحيد الذي طرحه الباشا لرفضه الدخول في التحالف المقترح مع فرنساء لنا أن نفترض اعتبارات ذات طبيعة أخرى لم تكن أقل حسما وربما كانت أكثر إلحاحا. فكل يوم يمر يزداد ارتياب الباب العالي في نواياه وتبرمه منه. وهو يعلم أن السلطان يكرهه شخصيًا ويتحين الفرصة للتخلص من عامل على هذا الخطر. هل من الحكمة في شيءء إذن» وهو متأكد من هذا الوضع؛ ويكفيه ثمانية أيام لنقل جيشه من الدردنيل إلى مصبات النيل» أن يجرد سواحله ويرسل قواته إلى مسافة أكثر فق الم رسفي الصحراء بعيدًا عن دولته؟ صحيحٌ أن نصف قواته النظامية يمكن أن تكفي لحملة تقتصر على تونس وطرابلس؛ ولكن في وضع الأزمة الذي يُعتقد أن الدولة العثمانية قد وصلت إليه» هل يرغب الباشا في أن يحرم نفسه من أفضل قواته ومن وسائل الاستفادة من أية فرصة قد تسنح له؟ ليست لدي معلومات تسمح لي بأن أعرف إلى أي مدى تقوم تلك الطموحات على حقائق جديرة بالاعتبارء وما إذا كان النجاح قد يضفي عليها الشرعية؛ ولكن لدي اقتناعا كبيرًا بأن طموحه لا يتوقف عند حدود مصرء وأنه يأمل في وقوع الأزمة وينتظرهاء ينتظر أن يثور الناس أو الجيش الذي يدعوه 404 للسراي في القسطنطينية. من هنا كان نشر القوات المبالغ فيه» لإخراس الناسء والذي قد لا يكون في صالحه لو أصبحت مصر هي الهدف وليس الوسيلة؛ ومن هنا أيضنا كانت تلك الفكرة المتسلطة عليه بأن يكون له أسطول بأي ثمنء وهذا النشاط المحموم الذي يضغط به لبناء القطع البحرية. وإذ تسلطت عليه تلك الأفكار تركزت أنظاره على القسطنطينية» وأي تحركات للباب العالي تجد لها في مصر صدى. وقد أخبره بعض الأجانب الموجودين في العاصمة»ء أثناء وجودنا في القاهرةء: أن "هناك استعدادات عسكرية كبرى تجريء ويتم تشكيل كتائب جديدة يقوم الإنجليز بتدريبهاء وبأن النشاط الأكبر منصب الآن على تجنيد بحارة وأطقم للسفن الحربية.' وقد سألنا غير مرة؛ بشيء من القلق»ء في أحاديث أخرى معهء لو كنا تلقينا معلومات عن هدف تلك الاستعدادات. لذلك لم أندهش عندما علمت؛ عند عودتي من القاهرة» أن حامية رشيد تم زيادة عدد أفرادها ليصل إلى 5٠٠١‏ رجلء وأنه قد تم إرسال فرقة إلى البرلسء وتم استكمال عدد الرجال في حاميات دمياط والإسكندرية» وهو ما يوازي نحو ١18‏ ألف رجل من القوات النظامية في المساحة الواقعة بين هاتين المدينتين الأخيرتين. من جهة أخرىء فإن التدريبات المكثفة التي أعطت الأمل في البداية للمفاوضين الفرنسيين بقبول مقترحاتهماء لا تزال تجري بالنشاط نفسه؛ وتم تشكيل فرقتين جديدتين» واستكمال الفرق الأخرىء؛ ويقوم عثمان بك بالمرور بالأسطول أمام الإسكندرية. هل لتلك المخاوف أساس من الصحة في اللحظة الراهنة؟ هل مل الباب العالي» أخيراء من سياسة الترقب؟ لا أدري» فأنا لم أسمع عن تلك الاستعدادات سوى في مصر ومن الباشاء ولكن تلك المخاوف قائمة عنده ونتجت عنها التدابير الدفاعية التي ذكرتها. كانت تلك التحركات تجري في الأيام الأولى من شهر أبريل» وقد غادرت مصر في ٠١‏ منه. 374-35١‏ ).1 عامنزعط .معنن تلهج عع3ه010دروع ره اه 465 8م - من بولينياك إلى ميمو ملخص: - فشل المفاوضات التي بدئت مع محمد علي لا يغير من مشاعر الود التي تكنها فرنسا للوالي - ميمو لم يتوخ الحرص الكافي في مراسلاته المكتوبة مع محمد علي - معلومات يراد توفيرها حول سياسة هذا الأمير. باريسء؛ "5 مايو ١/8٠٠١‏ وصلتني كل الرسائل» حتى الرسالة رقم »١٠5‏ وبما فيها تلك الرسالة» التي تكرمت بإرسالها إلي. وقد سارعت بإطلاع جلالة الملك على نتيجة المفاوضات التي كلفت» بالاشتراك مع مسيو أوديرء بإجرائها مع والي مصر. قابل جلالته بالأسف الشديد رفض هذا الأمير لمشروع إخضاع ولايات البربر للسلطة المباشرة للباب العالي؛ ولكنه نظر بعين التقدير للاعتبارات القوية التي أثرت في قرار محمد علي. ويعي جلالته تمامًا أن هذا التغير في القرار له ما يبرره من الاختلاف القائم بين الخطة التي عرضها هو على فرنسا وتلك التي اقترحنا عليه الموافقة عليها. لذلك فجلالته أبعد ما يكون عن النظر إلى الباشا وابنه بعين الملامة» بل ويقر لهما تمامًا بصدق المشاعرء لكما أن تؤكدا للباشا ولابنه أشد التأكيد» أن جلالته باق على ما لهما عنده من ود وحماية يبسطها عليهماء رأيا رأوا بعض آياتها في المفاوضات التي انتهت. ولكما أن تخبراهما أيضًا بأن جلالته» ورغبة منه في ألا يغير موقفهما الأخير من التأييد الذي حظيا به بين حكام أوروباء قد سارع لإطلاع حلفائه على البواعث الحقيقية التي وقفت وراء التغيير الظاهر في قرارهما. أرفق لكم بهذه الرسالة نسخة من الرسالة التي وجهها جلالته لممثليه لدى الدول الأجنبية» وسوف ترون في تلك الرسالة وجهة النظر التي نرى نحن من خلالها نتيجة المفاوضات؛ نسبة إلى الغاية التي كانت ترتجى منها. 466 أما بالنسبة لك سيديء. فجلائة الملك لا يساوره أدنى شك في أنك بذلت كل ما في وسعك من أجل تحقيق رؤاه. وقد صقت براعتك في تلك المفاوضات حسن ظن جلالته في مواهبك وتفانيك في خدمته. وإني لسعيد بإبلاغك آيات التقدير هذه. على أني أرى أن من واجبي أن أبدي لك بعض الملاحظات حول نقطة معينة في المفاوضاتء ربما جعلتك فيها قلة الخبرة الطويلة في أمور من هذا النوع تتخطى حدود التحفظ الرسمي الذي يمليه الحرص أثناء المفاوضات. لقد قدمت لمحمد علي مشروع الاتفاقية المكتوب الذي كنت قد أرسلته لك. مثل تلك الخطوة لا تتم عادة إلا بعد الاطمئنان إلى وجود توافق حول القواعد الأساسية للاتفاقية محل النقاش. أتفهم الصعوبات المحلية التي كانت ستقابلك لو رغبت في الاقتصار على مقترحات شفوية فقطء ولكن كان عليكء على الأقل» أن تمسكء في المذكرة التي وجهتها للوالي مع مشروع الاتفاقية» عن الإفصاح عن الاعتبارات السرية التي أطلعتك عليها من خلال تعليمات سرية حتى تستفيد منها في محادثاتك؛ ولم يكن المقصود منها أبذا أن تُفشى في وثيقة مكتوبة» قد تصل» في يوم ماء إلى الباب العالي أو إلى دولة أخرى؛ خاصة في بلد لا يؤمن فيه كثيرًا من الرشا وسوء النوايا. لا بد أنك أنت نفسك ترىء سيديء أن المذكرة التي وقعتها بما تحمله من سلطات من جلالة الملك لو حدث ووصلتء بطريقة أو بأخرى؛ إلى حكومات معينة» أو حتى اطلعت عليهاء كان من الممكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة. لذلك؛ وحتى نتحاشى تلك العاقبة نود لو أنك استطعت أن تنتزع من مسيو باغوصء على الأقل أصل المذكرة التي سلمتها له. وأترك لك اختيار الوسيلة الأضمن والأنسب لتحقيق ذلك. ربما تستطيع أن تلفت نظره إلى أن العادة جرت على أنه عندما تنقطع مفاوضات سرية يتم استرجاع الأطراف للوثائق المتعلقة بتلك المفاوضات» ولتعرض عليه إذن أن تعيد له نسخ أو ترجمات رسائل الباشا وكل الوثائق الأخرى التي بحوزتك حول هذا الموضوع. 41607 أؤيد تمامًاء سيدي؛ قرارك بعدم تسليم قنصل بروسيا الرسالة الموجهة له عن طريقنا من وزير ملكهء وأرجو أن تعيد لي تلك الرسالة. لقد أطلعنا بلاط برلين على بواعث اللياقة التي أملت عليك هذا القرار فأبدت لنا عظيم العرفان. لقد اطلعت باهتمام بالغ على المعلومات التي حوتها رسائلك عن شخصية محمد علي ورؤاه» وعن الوضع الحالي في أقاليمه: وحالة قواته العسكرية وماليته» وعلاقاته مع الباب العالي وخسرو باشا وطاهر باشا وبعض الشخصيات الأخرى. سوف أولي اهتمامًا كبير! للتقارير التي أرسلتها إلي حول أوضاع مختلف المكاتب التابعة للقنصلية العامة في مصر التي تفقدتها مؤخرًا. حاشية :لكي هذه القزسية لتذكيزكم ينا :لنت اليه الشاهكم في «السابق يحول الإفاضة في مراسلاتكم. من الضروري أن تطلعني في تفصيل أكثر على مقابلاتك مع الباشا وابنه وكبار رجالهما. وعليك أيضًا أن تدرس مواقف محمد علي من الباب العالي» وما إذا كان يعتقد أن مفاوضاته معنا قد أضرت به بشكل أو بآخرء وإن كان يتوقع أن ول تحط ابنشاع سيدمة:وما:3ذ| :كانت قادح الت :سانتها إليه إتجلتا فن هذا الظرف قد تركت أثرً! كبير! عليه ودفعته إلى اتخاذ تدابير خاصة تجاه تلك الدولة» وما إذا كان لا يزال يحتفظ بطموحاته في الشام: ولتطلعنا على ما توصلت إليه في كل ذلك. نريد أيضا أن نحصل على معلومات مفصلة حول مشروع المواصلات مع الهند عبر مصرء والذي بدأت مساعيه الأولى؛ ولتطلعنا أيضًا عن مدى الرفض والمعارضة اللتين أبداهما محمد علي تجاه تنفيذ هذا المشروع؛ وإلى أي مدى تربطه في هذا الأمر علاقات مع إنجلترا من أجل المستقبل. لقد نظر مجلس جلالة الملك في الموضوع الذي ذكرته في رسالتك رقم .١6‏ كانت لدينا نية صادقة للموافقة على ما أبداه لك إبراهيم باشا من رغبة في شراء خشب للصواري من طولونء ولكن الظروف الموصوفة في الرسالة المرفقة والتي كتبها وزير البحرية لا تسمح لحكومة جلالة الملك بالموافقة على مطلب هذا الأمير. أعتمد عليك في إبلاغه بهذا الرفض بشكل مناسب. 10-6 1.1[ عاملاعط ,عنان أ امم ععصدلهممدء00) .ظآ.م 5ظ4 الهوامش )١(‏ القنصل العام لفرنسا في مصر. تم استبداله بميمو بعد تقديم هذا المشروع بفترة وجيزة. (؟) ووير الخارجية فى غهد الملكشارل العاشن: (؟) سفير فرنسا في القسطنطينية. (4) انظر وثيقة *. (5) لم يتم العثفور على هذه المذكرة. )1١(‏ بين الدولة العثمانية وروسيا. )١(‏ الاتفاقية التي وقعها في لندن في " يوليو ١8719‏ فرنساء وروسياء وإنجلترا بهدف ضمان إحلال السلام في اليونان. ٠١ )4(‏ أغسطس .18١5‏ سوف ننشر هذه الرسالة في كتاب قادم بعنوان: 1828 عل عخ(لاع2”آ 30 (9) يشير ميمو هنا إلى الوثيقة رقم © في كتابنا؛ إذ إنها مؤرخة ١5‏ أكتوبرء بينما تحمل النسخة المحفوظة في الأرشيف تاريخ ١5‏ منه. .” ملحق‎ 2٠١ انظر وثيقة‎ )٠١( .4 انظر وثيقة‎ )١١( .١١ انظر وثيقة‎ )١١( )١(‏ انظر ملحق هذه الوثيقة. )١4(‏ رسالة ١5‏ نوفمير ليس لها علاقة بمفاوضات الجزائر. .5 انظر وثيقة‎ )١5( )1١(‏ لم أعثر على هذا التحليل. )١(‏ تاريخ هذه الوثيقة غير محددء ولكننا نعتقد أنها كتبت بين ” ينايرء تاريخ التقرير المرفوع إلى الملك (وثيقة 54) و ينايرء تاريخ التعليمات الصادرة إلى ميمو وأودير (وثيقة .)"١‏ (14) انظر وثائق 14و35 و7 .١‏ .7١ انظر وثيقة‎ )١9( 469 )٠١(‏ بياضة مكان التاريخ. )١١(‏ هذه الوثيقة مؤرخة ؟١‏ يناير. .55 5٠ انظر وثيقة‎ )١15( .0. حول هذا الموضوع انظر 126 عا أمقلاء .:نول3 ,رصتناهطط‎ )١( (14) لم ننشر تلك الرسالة في كتابنا هذا (15) تم تظليل (شطب) البند الرابع بعد ذلك: رغم أن المشروع المعدل لم يضم سوى ١١‏ بنذا (انظر ملحق الوثيقة رقم .)0١‏ (11) لم ننشر هذه الرسالة. (70) هذه الفقرة تم تظليلها (شطبها) فيما بعد. )١8(‏ أرقام البنود التالية للبند ؛ أصبح كل منها أقل بواحد. (15) انظر وثيقة 47. .77 انظر وثيقة‎ )٠0( )١(‏ انظر وثيقة 6ه (١؟)‏ انظر وثيقة 5 المؤرخة ؟١‏ يناير .185٠‏ ("") انظر وثيقة 56. (4؟) انظر وثيقة 51. (5) انظر وثيقة 545 من دوسيه إلى بولينياك» "١‏ يناير .١182٠١‏ (5) انظر وثيقة 17". من بولينياك إلى جيومينوء ١5‏ يناير 95؟181. .77 انظر وثيقة‎ )١0( .١١ انظر وثيقة‎ )١8( (9؟) انظر وثيقة 2,54 و56. (40) انظر وثيقة (41) انظر وثيقة /ال. (7؟:) انظر وثيقة 59. (4) انظر وثيقة .4١‏ (4؛) انظر الوثيقة .2٠١‏ (45) الجغرافي الخاص بالملك. م 4 5 00 (45) انظر ملحق ١‏ بهذه الوثيقة. (47) انظر وثيقة ,7١‏ من جيوميئو إلى بولينياك» ,ا مارس .181٠‏ (4) انظر ملحق ؟ بهذه الوثيقة. (41) انظر ملحق " بهذه الوثيقة. 471 المعد فى سطور: القومندان جورج داون - أحد كيار ضياط الجيش الفرتسى: كانت تربطه صداقة بالملك فؤاد. - نشر الكثير من وثائق الأرشيف الفرنسى المتعلقة بعلاقة فرنسا بمصر. 13 المترجم فى سطور عثمان مصطفى عثمان تخرج فى كلية الآداب قسم المكتبات والوثائق» ثم درس الحضارة المصرية القديمة» ثم هندسة البرمجيات. له ترجمات عديدة فى الدوريات الثقافية مثل: رسالة اليونسكوء المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية ديوجين» وغيرهما. شارك فى ترجمة عدة تقارير من إصدارات وكالات الأمم المتحدة المختلفة. قام بترجمة عدة كتب فى مجالات الأرشيف. والحضارة الإسلامية؛ والحضارة المصرية القديمة. 4/4 المراجع في سطور: د. عبد الرؤوف أحمد عمرو - حاصل على الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر- جامعة عين - نشر له ما يقرب من عشرين كتاباء بين تأليف وترجمة. آخرها كتاب مترجم (تحت الطيع) بعنوان "الصراع المصري- الإسرائيلي في نصف قرن ”)١380-1380(‏ يقع في جزأين. 45 التصحيح اللغوي: سلمسان حسن الإأشراف الفنى: حسن كامل 20-0 لله /// : فا ماذالو كان محمد على قد بسط ستلطانه على شثمال أفريقيا قبل أن يتمتد به شرقًا إلى بلاد الشام؛ مع مافى ذلك من دعم للنفوذ الفرنسى وتهديد لنفوذ بريطانيا العظمى فى ثلاثينيات القرن التاسع عشر, وما يجمله من اتساع للإمبراطورية المصرية البازغة؟ هذا الكتاب قراءة وَعرّض لوثائق تحمل كل تفاصيل هذا الحلم الفرنسى - المصرى المشترك. فهو استعراضن ودراسة للرسائل المتبادلة بين الخارجية الفرنسية ورجالها فى مصر خول هذا المشروع. فقد أوكلت لقنصل فرنسا فى مصر وأحد المساعدين مهمة إقناع الباشا بالقيام بحملة لاحتلال الجزائر بعد الاستيلاء على طرابلس وتونس. بدعم فرنسى. كل تفاصيل تلك المفاوضات والمناورات التى دارت بين الباشا وفرنساء والتى تنطق بدهاء محمد على ومحاولاته المستميتة فى الحصول على أكبر المكاسب الممكنة مع تقديم أقل التنازلات» نطالعها على صفحات هذا الكتاب. وإلىيجائب التفاصيل التاريخية تنطق الوثائق ق بالكثير عن شخصية محمد على وكيفية نعائك مع 15 ا الدول اسيك اا لحت التتريسن. وعن اط وأحالامك كيلا تلطق 5 برؤية الغرب له ولقوته ولشخصيمه» ٠‏ خاصة رؤية فرنسا ورجالها له وتقديرهم لذكائه ونفوذه إلى درجة ة حملتهم على السعى إلى الدخول فى حلف عسكرى وستياسى معه. لم يقدر له أن يتم ويؤتى ثماره لأسباب كثيرة. 6 هذا الكتاب بالفرنسية سنة 1930 بمناسبة اختفال فرنسا بمرور ئة عام على احتلالها للجزائر, كما كان أيضا فى إطار جهود بعض ا الذين أوكل إليهم الملك فؤاد كتابة تاريخ الأسرة العلوية. الوثائق ى المنشورة فى هذا الكتاب لم تُنشر من قبل» رغم أن مؤلف الكتاب عمد فى بعض الوثائق ق إلى نشر الأجراء الخاصة بالمُوضوع فقظة ول بورد باإيتعلق بموضوعاات أخرى فى الوثيقة قة نفسها. ةسيعت .كان تت لخاريضا ولبس تار انا .